اليوم أوقن أنني لن أحتمل

[الــمُــنـــى]

::


اليوم أوقن أنني لن احتمل !!


اليوم أوقن أن هذا القلب مثقوب ومجروح ومهزوم
وأن الصبر كلّ ..
وتحول لجة حزني المقهور ..
تكشف سوقها كل الجراح وتستهل
هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي
ودعي البكاء يجيب كيف ..؟؟ وما ..؟؟ وهل ..؟؟!!
زمنا تجنبت التقاءك خيفة ..
فأتيت في زمن الوجل
خبأت نبض القلب
كم قاومت
كم كابرت
كم قررت
ثم نكصت عن عهدي .. أجل
ومنعت وجهك في ربوع مدينتي ..
علقته
وكتبت محظورا على كل المشارف .. والموانئ .. والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمى اطل ..
في الدور لاح ..
وفى الوجوه وفى الحضور وفى الغياب
وبين إيماض المقل
حاصرتني بملامح الوجه الطفولى .. الرجل
أجبرتني حتى اتخذتك معجما
فتحولت كل القصائد غير قولك فجة
لا تحتمل ..
صادرتنى حتي جعلتك معلماً فبغيره لا أستدل
عمدا أراك تقودني في القفر والطرق الخواء
وترصدا تغتالني ..
انظر لكفك ما جنت
وامسح على ثوبي الدماء
أنا كم أخاف عليك من لون الدماء !

...

لو كنت تعرف كيف ترهقني الجراحات القديمة والجديدة
ربما أشفقت من هذا العناء ..
لو كنت تعرف أنني من أوجه الغادين والآتين أسترق التبسم
استعيد توازني قسرا ..
أضمك حينما ألقاك في زمن البكاء
لو كنت تعرف أنني احتال للأحزان … أرجئها لديك
واسكت الأشجان حيث تجئ ..
اخنق عبرتي بيدي
ما كلفتني هذا الشقاء!!
ولربما استحييت لو أدركت كم أكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرهق المذل من العياء ..
ولربما .. ولربما .. ولربما
خطئي أنا
أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهى فيها إليك
خطئي أنا
أنى لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي
وجعلتها وقفا عليك ..
خطئي أنا
أنى على لا شئ قد وقعت لك ..
فكتبت أنت طفولتي .. ومعارفي .. وقصائدي
وجميع أيامي لديك

...

واليوم دعنا نتفق
أنا قد تعبت ..
ولم يعد في القلب ما يكفى الجراح
أنفقت كل الصبر عندك .. والتجلد والتجمل والسماح
أنا ما تركت لمقبل الأيام شيئا إذ ظننتك آخر التطواف في الدنيا
فسرحت المراكب كلها .. وقصصت عن قلبي الجناح
أنا لم اعد أقوى وموعدنا الذي قد كان راح
فاردد إليّ بضاعتي ..
بعني انصرافك لم يزل يدمى جبين تكبري زيفا
يجرعني المرارة والنواح
اليوم دعنا نتفق
لا فرق عندك إن بقيت وإن مضيت.. !!
لا فرق عندك إن ضحكنا هكذا - كذبا -
وإن وحدي بكيت .. !!
فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي واليك - يا بعضي - أتيت
وأنا اعتزلت الناس والدنيا
فما أنفقت لي من اجل أن نبقى؟!!
وماذا قد جنيت ؟؟!!
وأنا وهبتك مهجتي جهرا
فهل سرا نويت؟؟!!!
اليوم دعنا نتفق
دعني أوقع عنك ميثاق الرحيل
مرني بشيء مستحيل
قل لي شروطك كلها .. إلا التي فيها قضيت
إن قلت أو إن لم تقل
أنا قد مضيت … !!!


للشاعرة السودانية
روضة الحاج

[أنيس]

طويلا استوقفتني مقاطع هذا النص المتألّم ،،،
لمّا قالت : لو تعرف أنّني أحتال للأحزان ،،،،، أرجئها
،، أحسست أنها سفيرتي
القديرة المنى ،، سفيرة الطيبة أنتِ

[الــمُــنـــى]

طويلا استوقفتني مقاطع هذا النص المتألّم ،،،
لمّا قالت : لو تعرف أنّني أحتال للأحزان ،،،،، أرجئها
،، أحسست أنها سفيرتي
القديرة المنى ،، سفيرة الطيبة أنتِ


/
\

كاتبنا المميز والقدير .. أنيس ..

تزداد شدة الألم كلما تدرجنا بالأنتقال من سطر إلي سطر ..
فتضخمت هنا : لو تعرف أنّني أحتال للأحزان ،،،،، أرجئها
ثم تعملقت هنا :
فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي واليك - يا بعضي - أتيت
وأنا اعتزلت الناس والدنيا
فما أنفقت لي من اجل أن نبقى؟!!
وماذا قد جنيت ؟؟!!
وأنا وهبتك مهجتي جهرا
فهل سرا نويت؟؟!!!



/
\

بصورة أو بأخرى هي تكتبنا وتكتب الكثيرين والكثيرات
لا حُرمت تواجدكم وجميل حرفكم
دمت في أمنٍ وسلام