المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماكل سوداء فحمة وماكل حمراء لحمة !


سماح عادل
22-01-11, 11:52 PM
ما كلّ سوداء فحمة وما كل حمراء لحمة !

دأب البعض الجنوح إلى التحكيم السريع في بعض المواقف التي يمر بها, أو العوارض التي يقع بها من سلوك أو حادث أو كلمة عابرة نطق بها من نطق. فيلجأ إلى التعميم في حكمه بإطلاق صفة لكل من يرتبط بالموقف أو صاحبه بصلة !!
خذ مثلاً : حين يرسب طفلاً في مادة ما, نجد أبويه وربما معلميه يطلقون عليه بصفة الفاشل أو الكسول ,غير عابئين بنجاحه في كافة المواد وحصوله على درجات طيبه !!
* حين يخون زوج امرأته , فتشن الهجوم عليه واصمه جميع الرجال بالخونة وعدم الإخلاص
* حين نفشل في مشروع ما أو نتخبط في أمراً ما ,, نجد أنفسنا نتراجع وتتقهقر عزيمتنا
لأننا لانفلح أو لسنا مؤهلين لذلك . رغم إن التجارب أثبتت الفشل أولى خطوات النجاح ! وفي الحياة حولنا الكثير من تلك النماذج المجحفة , والأحكام الخاطئة التي نقع تحت نيرها بغفلة منا واقتناع .ليس هناك خير محض ولاشر محض , والحياة لاتسير على أحادية الرؤية إما أبيض إما أسود وإلا فلا , وكل إنسان أوتى حظه من الفضائل ونظرائها , والكيس من استطاع أن يوازن ويجتهد لاستقامة أحواله بعلو جانب على الآخر . أوثر إن الفضيلة تقع بين رذيلتين ,والنفس الإنسانية ذكر جلي شأنه أنها بين مطمئنة , لوامة , و أمارة بالسوء
(يأيتها النفس المطمئنة ) سورة الفجر
(لاأقسم بالنفس اللوامة )سورة القيامة
(إن النفس لأمارة بالسوء) سورة يوسف
إذن فبني آدم ليس بمعصوم من الزلل , وليس بمحكوم بملائكية الروح بحيث لايأتيه الباطل من بين يديه , واللبيب من أستطاع أن يختار لنفسه مايستحق ويجاهد نفسه بها علوا واستكبارا عن كل مايدنسها ويضعها تحت المساءلة والمحاسبة لنفسه ولغيره .
وإلا فقد وقع تحت مغبة عدم تقدير الذات . لأثر التعميم الكبير في تحطيمها , فضلاً أن الإفراط فيه يقف حجر عثرة أمامه وتعوقه
للنجاح والاتصال ومعرفة الاحتمالات الكثيرة بدلاً من اختيار حكم واحد ليقيس به جميع الأمور. وتالله إن مثل هذا الخطأ الذي
نقع تحت وطأته سبب لكثير من الخصوم والأحكام المغرضة التي نطلقها. وما أدل على ذلك ما نسمعها من نكات سمجة تنعت
قبائل معينة بصفة ماأو عداوة مع شخص نحيلها إلى عداوة مجتمع وربما مدينة وبلدة كاملة !!
ألا نستطيع أن نفرق بين السلوك وهوية الشخص , ومن ثم ننتهج النقد الموضوعي دون المساس لإطراف لاعلاقه لها بالموضوع ؟!!



أختكم :
سماح :5

نايف الشمري
23-01-11, 10:17 PM
سماح ..

كلام منطقي وواقع ..

وقد يصدر حين لحظة غضب ..

فحين الغضب قد لايستطيع الشخص كتمان غضبه ويفلت لسانه

فقد اتى رجلا ً الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اوصني فردد , قال لاتغضب

كذلك أُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم "

فحين الغضب قد يتخبط البعض في الكلام دون أن يعي ويدرك مايقوله فيعم الكل ..


سماح ..

يعطيك الف عافيه على هذا الطرح الراقي والواعي

مــنــــــآل
23-01-11, 11:12 PM
النظرة السطحية للأمور هي نهج يسير عليه الأغلبية من الناس
دائما ماننظر للأمور بمنظور سيء..سلبي ..سطحي
لكل شيء بالحياة له سلبياته وإيجابياته
ولكن غالباً عيون الناس ماترى إلا السلبيات وتنسى أو تتنسى أن تنظر قليلاً لـالإيجابيات
كما التسرع الحكم وبإتخاذ الكثير من القرارات أيضا ً هو داء يقتحمنا في كثير من الأحيان
المسألة تحتاج إلى تعويد للنفس وتدريبها على الصبر والتعمق وعدم التسرع
قد يكون في البداية شيء صعب مجاراته وسلكه ولكن مع الوقت وتعويد النفس عليه
سيصبح شيء سهلا بسيطا ً ..فقط ( مع الوقت )

عزيزتي سماح ..
مبارك لقسم النقاش تواجد أسمك الكريم بـ أروقته
شكرا ً لهذا الموضوع وكل الود لك

الــمُــنـــى
24-01-11, 08:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بداية .. حياك الله أختي الكريمة .. سماح
بيننا في سماء قطرات أدبية ..
أما بعد ..
للأسف الشديد الكثير منا يسير خلف عواطفه ..
ينتقد الأشخاص ولا ينتقد الأفعال ..
تجده إذا نطق نفث سموما لكأن بينك وبينه
عدوآة بغضاء لا أول لها ولا آخر ..
فهذه العواطف هي من تُسيرنا وتؤثر بطريقة وأخرى
في موقفنا من الأشخاص وحكمنا على الأحداث ..
ولغة خطابنا وحديثنا ..وردة أفعالنا ..
حيث نجد أن البعض وللأسف الشديد وتحتها مليون خط
إذا تكلم بالغ في الأمر وبدا يوجه لك سيلا
من التهم لا حصر لها ..
فتجد ردة فعله وسلوكه مفرطة جدا بل
ووصلت إلى المذموم والقبيح
من الأفعال والأقوال ..
التوازن في الأمور والحكم عليها
بعد تقليبها من كافة جوانبها
حتما يُحجم من ردة أفعالنا كما أنه
يوجه تصرفاتنا بحيث لا تصبح
شاذة او مبالغا فيها ..
التوازن في الأمور واعطاء كل ذي حق حقه
ووضع كل أمر في موضعه حتما له بالغ الأثر
في توجيه سلوكياتنا وأنتقاداتنا ..

والقاعدة الشرعية تقول ( لا أفراط ولا تفريط )
وليت البعض يفهم هذه المقولة ويتأخذها شعارا
في حياته يمارسها بعين الرضا والعقل ..

أختي الفاضلة .. سماح
طرح جدا راقي أتمنى أن لا ينقطع
وان يكون فاتحة خير لأطروحات
أخرى راقية وعذبة ..
دمتم بخير

حسين الشمري
16-02-11, 01:24 AM
بحق موضوع لا أعرف كيف غاب عني
نعم سماح يحدث ذلك وكثيراً ما نراه ونسمعه
وربما نمارسه فهو واقع حقاً ، ولكني مؤمن
بأن ذلك خطأ ، فكثير من التجارب والإختراعات
التي ننعم بها الآن كانت عباره عن محاولة وخطأ
ومن ثم تنجح ، فغالبيتها بدأت بالفشل ومن ثم عرفت
النجاح ، والكثير من النظريات التي نسير عليها
على كافة الأصعده كانت غير قابله للتطبيق إلى أن
أصبحت قابله للتطبيق ، بل البعض منها كانت مثار
للسخرية والأمثله كثيره ليس المجال لذكرها ...

ما أود التأكيد عليه هو من لم يعرف الفشل بحياته
ليس ناجح فمن غير المعقول أن يصاحب الشخص
النجاح على طول الخط بل من مر بالفشل أغلبهم
أصبحوا من الناجحين الذين يشار لهم بالبنان سواء
على مستوى العالم أو الدوله أو المجتمع الصغير ...

الحقيقه التي يجب ان نعيها جميعاً هي بأن لكل منّا
ما يميزه ولا بد أن هناك شيئاً تتميز به ، والمهم
أن نبحث عنه ونجده لننجح به ...

سماح بحق طرح قيم ورائع ومفيد نفع الله بك وجزاك خيراً .