المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدائنُ الحُزن


سامي الخنقي
08-03-11, 07:47 PM
إن للحُزنِ مدائن
ليس فيها غيرُ أوجاعٍ مُمِضاتٍ كئيبه
وشوارِعُها مُريبه
تُشنقُ الأفراحُ فيها
تُنحرُ البسماتُ فيها
تُخنقُ الأزهارُ نزفاً في تصاويرٍ رهيبه
مُدُنُ الحُزنِ كئيبه

مُدُنُ الحُزنِ إرتحالٌ في دياجيرِ البُكاء
لستُ أسمعُ غير صوتِ الصمتِ فيها
أو نحيب الروحِ تائهةٌ على شطِّ المُصيبه
كُلُ أحرُفِها الحيارى تكتسي اللون الرمادي
إنها من قاع روحي أصبحت دوماً تُنادي
مُدُنُ الحُزنِ الكئيبه

هجرت كُلَ الفيافي
وإعتلت روحي الحبيبه
جرجرتها نحو حبسٍ في دهاليزٍ عجيبه
جرجرتها
جرجرتني
وإستباحت كُل بُستانٍ بصدري
لم تدع إلا الصحاري
تستبيحُ العُمر قسراً
تقتُلُ الأفراح دهراً
ثُمّ تمتصُ الرحيق
لم تُبقي في شراييني سِوى ألم الحريق
لم أعُد أسمعُ من قلبي سِوى صوتُ نحيبه
مُنذُ أن إختارَ أن يسكُن في المُدُنِ الكئيبه

أيُ صوتٍ هوّ هذا !!
يملأُ الكونَ شقاء
أيُ لحنٍ هو هذا !!
ليس تُشبِههُ اللحونُ
وليس ينفعُ للغِناء
أيُ شمسٍ هي هذه !!
ليس تحمِلُ وهجَ حُبٍ
ليس تُشرِقُ في ضياء
وأيُ مأفونٍ أنا
كي أظلَ أُبيحُ مملكتي لدى جيشِ العناءِ
لكي يُقدِّم تاج فرحي
فوق مذبحِ تِلكُمُ المُدنَ الكئيبه

يا حروف الآهِ لم يبقى سواكِ معي صديق
صرتُ في بحرِ الحزونِ مُجندلاً أطفو غريق
أقطع صحاري العُمُرِ
في لُجَجٍ من البؤسِ العميق
ثُم لا ألقى سِوى بعضي بِمُفترَقِ الطريق
حار فِكري كيف أغدو
لو فرحتُ هُنيهةً
لو تبسّم شبحَ بؤسي
أو ضحكتًُ بصوتِ نفسي
قاهِراً مُدُني الكئيبه

مُدُنُ الحُزنِ إمبراطوريةٌ
ونِظامُ الحُكمِ فيها مُستبِّد
إمبراطورُ المآسي رأسُها
والبقيةُ نارَ فقدٍ تتّقِد
تعصِرُ الإحساس توصلهُ مداه
تُجهِضُ الأحلام
تفترِسُ الأماني
ثُمّ لا تألوا صعوداً
ثُمّ تهبِطُ في كبّد
مُدنُ الحُزنِ دموعٌ
أدمنت سكنى شراييني
لتركُدَ في الخلايا
ثُم تورِثُني العناءَ إلى الأبد
بمُدنِ الحُزنِ رأت عيناي أشياءٌ رهيبه

كم وجدّتُ بِها سجون
وألف بابٍ للجنون
كم وجدتُ بِها قلوباً
أدمنت لعق الجِراح
ثُم تبتدئُ النِواح
كم وجدتُ بِها أقاصيصٌ عجيبه
في شوارِعِها المُريبه

كُلُ رُكنٍ من كياني
صار يصرُخ :
(إن للحُزنِ مدائن
ليس فيها غيرُ أوجاعٍ مُمِضاتٍ كئيبه
وشوارِعُها مُريبه
تُشنقُ الأفراحُ فيها
تُنحرُ البسماتُ فيها
تُخنقُ الأزهارُ نزفاً في تصاويرٍ رهيبه
مُدُنُ الحُزنِ كئيبه
مُدُنُ الحُزنِ رهيبه)

مُدنُ الحُزنِ إنزلاقُ الروحِ
في فجٍ عميقٍ
ليس يُدرِكُها ضياءُ الشمسِ
أو نورُ القمر
إذ يتسابقا سعياً
وراءَ بهائِها الأزلي
تستخفي إلتياعاً في إنحداراتٍ غريبه
مُدنُ الحُزنِ إنشداهُ الدهشةِ الأولى
وتتوالى المُصيبه
مُدنُ الحُزنِ كئيبه

الوردة الظامية
09-03-11, 04:57 PM
الحزن
ذلك الذي يوفي الكيل معنا وإن طفف فيه الكثير ..

الحزن

ذلك الجنين الذي نحاول كثيراً اجهاضه إلا أنه يأبى إلا أن يكتمل نموه فينا ..

الجزن

الذي مايفتأ يذكرنا ويأرِز إلينا مع كل غدو ورواح .

مسافر بلاعنوان ..

حتى همهمات الحزن بأبجديتك حولتها نغماً ترنمنا به ومعه

حتى ارتوت ذوائقنا ..

لله درّك أيها التارف ..

سامي الخنقي
10-03-11, 09:23 AM
وردتُنا الظامئه
الحُزنُ يحمِلُ معه عندما يأتينا شيئين
من فرطِ هولِ ما أراهُ من أولهُما
أنسى تأثير الثاني
ثُم من تباريحِ ما أُلاقيهِ من كليهِما
تتبعثرُ بقية الأحاسيس
فلا أعودُ أفقهُ شيئاً مما يجري حولي
الحُزنُ هو تلك اليد التي تمتدُ في صباح العيد
لتسرق الفرحه من شفتي تلك الطِفله تترُكُها تبكي
الحُزنُ أيتُها الورده إحساسٌ رهيب
أبعد اللهُ عنكِ كُل حزّن
وجعلكِ في الحُبورِ ترفُلين

الــمُــنـــى
11-03-11, 10:37 AM
/
\

حينما ندخل مدائن الحزن
لا نعود كما كنا أبدا ..
فهناك تنتظرنا اشياء كثيرة كل ما فيها
يدعو للبكاء .. للألم .. للآه ..
وهناك تتكور الروح حول أنكسار عميق
وتتساقط مشاعر كثيرة ..
تتساقط كأقدار لا مفر منها ..

أخي القدير .. مسافر بلا عنوان
مُبهر حرفك ..
مُنهك حد البكاء ..
ولا ينطق إلا بالصدق ..
وهذا هو ديدن المتعبين دوما ..
رفع الله قدركم في الدآرين
تحيتي وتقديري