المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وليم بليك


سالم
29-07-11, 03:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولد الشاعرٌ الإنكليزيٌ وليام بليك 1757-1827 في لندن وعاشَ فيها طيلةَ حياتهِ ، باستثناء السَّنوات الثَّلاثِ الَّتي قضاها في فلفام ( Felpham ) يحضِّرُ الرُّسوم التَّوضيحيَّة لأحد إصدارات كاوبر( Cowper )
يمتازُ بليك بحساسيَّتهِ العالية وتجاوبه الدَّقيق مع عناصر الطَّبيعة الإنسانيَّة ومع معطيات عصره .
وعلى الرَّغم من تأثيره العظيم على الرُّومانسيَّةِ الإنكليزيَّة فقد واجهَ تحدِّياتٍ كبيرةً من تلك المدرسة أو الحركة أو من معاصري تلك الفترة .
كان والدُهُ تاجرَ جواربٍ ناجحاً . وهو الذي شجَّعهُ على تطوير موهبته في التَّذوُّقِ الفنِّيِّ منذ نعومة أظفاره ، إذ أرسله إلى مدرسةٍ للرَّسمِ .
وفي الرَّابعة عشرة أخذ يتدرَّبُ على يد الحفَّار جيمس باسير ( James Bassire ) وبقي معهُ حتَّى عام 1778.

ثمَّ التحق بالأكاديميَّة الملكيَّة وبقي فيها حفاراً على الرَّغم من تمرُّده على جوِّها الخانقْ .
وفي عام 1782 تزوَّجَ من كاترين بوشر ( Catherine Boucher ) الَّتي علَّمها القراءة والكتابة والرَّسم إلى أن أصبحت ملازمةً له تساعده في جميع أعماله تقريباً .
كانت إسكتشاتٌ شعريَّة - 1783 ( Poetical Sketches ) باكورةَ أعماله ، وهي الوحيدة الَّتي نشرها بشكلٍ تقليديٍّ طيلة حياته .
فأعماله الرَّئيسةُ قام بحفرها ونشرها بنفسه . أمَّا بقيَّةُ أعمالهِ فقد ظلَّت مخطوطةً إلى أن ابتكر طريقةً لحفرِ النُّصوص والرُّسومات التَّوضيحيَّةِ على نفس الرُّقعة .
ولم تلاقِ أعماله الفنِّيَّةُ ولا الشِّعريَّة رواجاً تجاريّاً ولا إهتماماً نقديَّاً إلاَّ بعد سنواتٍ طويلةٍ من وفاتهِ.
معظمُ أعماله الحفريَّة ورسوماته التَّوضيحيَّة لأعماله وأعمال ميلتون ( Milton ) ولسفر أيُّوب ( The Book of Job ) تشيرُ إلى أنَّ هناك جهداً كبيراً مبذولاً فيها.
فهي من جهةٍ واقعيَّةٌ في تمثيلِها للتَّشريحِ الإنسانيِّ وللأشكالِ الطَّبيعيَّةِ الأخرى ، ومن جهةٍ أخرى تضجُّ بالخيال المتألِّقِ ، وغالباً ما تصوِّرُ مخلوقاتٍ خياليَّةً بتفاصيلها الدَّقيقة ممَّا أدَّى إلى صرف النَّظر عنه لمدَّةٍ طويلةٍ ، واعتبارهِ شاذّاً أو أسوأ من ذلك .
ولكنَّ أتباعَهُ أخذوا يزدادون تدريجيَّاً حتَّى أصبح اليوم يلقى تقديراً كبيراً على نحوٍ واسعٍ باعتباره فناناً بصرياً وشاعراً .

وضع بليك رسومات كتبه ومنقوشاته بنفسه .. ولم ينشر في حياته الا كتاب واحد .ونشرت كتبه بعد وفاته.
كما أن كتبه التي تفنن في وضع الرسوم لها والخلفيات المنقوشة البارزة كأرضية للنص فيها لم تلق رواجاً في عصره ، وإنما أقبل النقاد والمهتمين عليها بعد سنين على وفاته حتى صار واحداً من الشعراء الإنجليز المرموقين .
أشهر ديوانين خلفهما هما - أغاني البراءة - عام 1789 و - أغاني الخبرة - عام 1794 .
في أغاني البراءة ينظر إلى العالم من خلال عين وفهم طفل صغير مباشرة وببراءة ولكن دون إبداء أي وجهة نظر وإنما تقف مشاعر الحزن والأسى والعنصرية التي تفيض بها قصائد الديوان على لسان الأطفال وثائق إدانة للمجتمع بأكمله.
يطرح في قصائد هذا الديوان مواضيع الجمال وآلآم الحياة.
ومن أشهر قصائده التي يحتويها - الحمل و فرح الصغير و أغاني الضحك .
أما الديوان الآخر وهو أغاني الخبرة فهو يكشف عن الوعي بالقسوة والظلم في هذا العالم ، وأن الناس وليس القدر مسئولين عن هذا الظلم وهم الذين يقترفونه .
ومن أشهر قصائد هذا الديوان هي - النمر و حزن الصغير و الوردة المريضة و لندن .
وقد مجد بليك الحب والحرية وكان يبغض فلسفة المنطق الذي كان يجتهد في تبرير عدم المساواة السياسية والإقتصادية والذي ظهر مع قيام الثورة الصناعية.
كان بليك يرى أن خيال الإنسان وقدرته تصارع قوى الظلم والقمع ، سواء المادية أو الفكرية .
قصائد وليم بليك في قمة الشفافية والأحاسيس المكثفة التي تحرك الوجدان ليفكر بالعذاب الذي يعاني منه الإنسان على يد الانسان ، وإثارة التعاطف معه.
كما أنها توظف لغة سهلة ممتنعة لنقل معاني أكبر وأعمق .

من كتاباته :


إلى الخريف

آه يا خريف ، محمّلاً بثمار ومصبوغاً
بدم العنب ، لا ترحلْ ، ولكن اجلسْ
تحت سقفي الظّليل ؛ هناك قد تستريح ،
وليتناغمْ صوتُـكَ الطّروبُ بمزماري الثَّـمِـل ؛
وكلُّ بنـاتِ العام سيرقصْـنَ!
غنِّ الآنَ أغنيةَ الفواكهِ والأزهارِ المفعمةَ بالحيويّـة.
.
" البُـرعُـمة النحيـلة تُـبرِز جمالَها إلى
الشَّمس، والحبّ يسري في عروقـها النابضة ؛
الزّهراتُ تدلّتْ على جَبْـهةِ الصَّباح ،
وأزهـرتْ تحتَ الخدّ المُتـألِّق للمساء الوقور،
حتى تفتّت الصّيف المتكـدِّسُ قُدُمـاً في الغناء ،
ونثرت السُّحبُ ذواتُ الرِّيش أزهاراً حول رأسها .
.
" أرواحُ الهواء تعيش على روائح
الفاكهة ؛ والمرحُ ، بأجنحة خفافٍ، يطوف حول
الحدائق ، أو يجلس مغنِّـياً على الشجر."
هكذا غنّى الخريفُ المرحُ عندما جلس ؛
ثمَّ قام ، مورِّداً ذاتَـه ، وفوق التلِّ الكئيب
هرب من أبصارنا ؛ ولكنّـه ترك حِملَه الذَّهبيَّ.

الــمُــنـــى
30-07-11, 02:36 PM
مما أستوقفني هنا ..
أن الكثير من الأعمال الأدبية والفنية لا تلقى لها
رواج إلا بعد وفاة أصحابها ..
وهذا يظهر جليا سواء في عالمنا العربي والإسلامي
أو حتى في العالم الغربي ..
تُرى .. لما لا نُدرك قيمة الأشياء إلا بعد فقدها ..؟؟!!

أخي القدير .. قطرة أدب ..
كلمة شكرا لن تفيكم حقكم على ما تبذلونه
من جهد للأرتقاء بهذا القسم من خلال التنوع
فيما تطرحون ..
بارك الله فيكم وفي مساعيكم
تحيتي وأحترامي
منى

ماااريا
30-07-11, 08:28 PM
رائع جداً هذا الاختيار الموفق

لهذا الشاعر المتميز باحساسه العالي ورومانسيته

ويبدو ذلك جلياً بروح حرووفه



سلمت يداك عزيزي على رقي طرحك

تحياتي