المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنّ اللّبيبَ بمثلها لا يُخْدَعُ


ربيع بن المدني
02-08-11, 04:42 AM
إنّ اللّبيبَ بمثلها لا يُخْدَعُ

بقلم / ربيع بن المدني

هُناك في المكان الخالي المخيف
حيثُ الظّلامُ الدّامسُ والوحشةُ الرهيبةُ
تجلسُ (كعادتها) عجوز شَمطاء
شائهة الخلْقة
خبيثة المنظر سيّئة المخبر
مثرمة الأسنان ذابلة العينين لا تسرّ الناظرين
تُحاول عبثاً إخفاءَ دمامتها تحت مساحيق دسمة
تبدو حقيقة عارية
جثّة عفنة لا يواريها تُراب
مزّقتها الأعوامُ والسّنينُ
كُتب عليها أن تعيشَ طويلا طويلاً
في عذابها القاسي وألمها الشّديد
جفّت منها المآقي ودُميت منها الأجفان
مُستسلمة لخواطر وهواجس ومشاعر متناقضة
فهي بحق مثالٌ صادقٌ للبؤس والشّقاء والتّعاسة
اشتدّ بها الكبرُ والمللُ والانتظارُ
افترسها الجهلُ والفقرُ والمرضُ
يُطاردها شبحُ المنغّصات في غير رفق ولا هوادة
جرى منها الحزنُ واليأسُ والأسى والأسف مجرى الدّم
حزنها سعادة وسعادتُها حزن
أظمأت أبناءَها وأمطرت عليهم مصائبا
امتحنها أولوا الألباب
فتكشّفت لهم عن عن عدو في ثياب صديق
فهي محتقرة في كتاب ربّنا عزّ وجلّ
ملعونة على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم
باكَرها أبناؤها بالعقوق
فلا تجد منهم أحداً إلا سبّها وشتمها واحتقرها
ودعا عليها لحطيئة جَرْولُ فقال:
جزاك الله شرّا من عجوز ...ولقّاك العقــوقَ من البنينا
تنحّيْ واجلسي مني بعيدا ...أراح الله منك العـــالمينا
حياتُك ما علمت حياة سوء...وموتك قد يسرّ الصّالحينا
ووصفها أبو العلاء بقوله :
إذا خُشِيَتْ لشَرٍّ عَجّلَتهُ ،...وإنْ رُجيَتْ لخَيرٍ عوّقَته
ووصفها الحسنُ البصري بقوله :
وإنّ اللبيب بمثلها لا يخدعُ ...
وصدّر الإمامُ النّووي كتابَه رياضَ الصّالحين بالتحذير منها وحقيقتها ثم قال :
إنّ لله عبادا فُطـــنا ...طلّقُوا الدّنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلمّا علموا ... أنّها ليست لحــيّ وطنا
جعـلوها لجّة واتخذوا ...صـالحَ الأعمال فيها سُفنا
فإذا كان حالُها ما وصفته ، وحالنا وما خُلقنا له ما قدّمته ، فحقّ على المكلّف أن يذهبَ بنفسه مذهب الأخيار ، ويسلك مسلك أولي النّهى والأبصار ، ويتأهبُ لما أشرتُ إليه ، ويهتمّ بما نبّهتُ عليه . اهـ

وكتب ربيع بنُ المدني في 14 يوليوز 2011

الصوت المسموع
02-08-11, 01:51 PM
ربما تكون نظرتي للأشياء أيجابية ..

فهي الطريق الى الجنة ..

ومزرعة الأخرة

ومحطة تزود منها الصالحون لسفرهم البعيد ..

ودار الجهاد ..وقيام الليل .. وقراءة القرأن والذكر

فيها سكبت دماء الشهداء ..

وفيها أطهر البقاع واحبها الى الله ..

وفيها من أولياء الله من فيها ..

/

/


ربيع المدني

تحياتي وتقديري

الــمُــنـــى
02-08-11, 03:44 PM
إنّ اللّبيبَ بمثلها لا يُخْدَعُ

إنّ لله عبادا فُطـــنا ...طلّقُوا الدّنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلمّا علموا ... أنّها ليست لحــيّ وطنا
جعـلوها لجّة واتخذوا ...صـالحَ الأعمال فيها سُفنا
فإذا كان حالُها ما وصفته ، وحالنا وما خُلقنا له ما قدّمته ، فحقّ على المكلّف أن يذهبَ بنفسه مذهب الأخيار ، ويسلك مسلك أولي النّهى والأبصار ، ويتأهبُ لما أشرتُ إليه ، ويهتمّ بما نبّهتُ عليه . اهـ

وكتب ربيع بنُ المدني في 14 يوليوز 2011





/
\

وهنا مربط الفرس وعظيم الأمر ..
والكيس أخي الفاضل .. ربيع بن المدني
هو من أدرك حقيقة الدنيا وأتخذها دار عبور لدار الخلود ..
هو من أدرك أن الدوام فيها محال فتزود منها بخيرالزاد ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ..

أخي الفاضل .. ربيع بن المدني
تحية إجلال وتقدير لكل ما يتركه المداد
من سديد القول والرأي والفكر
دمت بود

كاريزما
02-08-11, 11:31 PM
/


\

ربيع بن المدني

تلك العجوز الشمطاء أي قبر سوف يقبلها بعد كل هذا الوصف
نعم أجدت في تعريتها ما هي إلا دار عبور
لا يسعد بها أحد ولا يخلد بها لا بر ولا فاجر
دنيا سفلى ..

ربيع بن المدني ..

سلم قلمك ومدادك أخي الكريم

لقلبك.. الياسمين

نمط سهل

ربيع بن المدني
03-08-11, 05:25 PM
جزاكم الله خيرا أيها الموفقون سررت وتشرفت بهذا الحضور الطيب والتعليقات القيّمة / دمتم موفقين كما أنتم الآن ...