المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( واضرب لهم مثلاً ))


عبدالرحمن منصور
04-08-11, 03:43 AM
" الــمــثــل "


قال تعالى : ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )


ضرب المثل هو إحدى الطرق التربوية والأخلاقية والاجتماعية التي انتهجها القرآن الكريم في كثير من الآيات التي نزل بها الروح الأمين
وكذا انتهجا الرسول الكريم وهو أفصح العرب لسانا و أوضحهم بيانا
فبالمثل يقرب المعنى الذي ربما يغيب عن الذهن في صورة قريبة حسية تستحضرها العقول فتتصورها الأفهام وتدركها النفوس
كل ذلك في أسلوب بلاغي يخاطب الوجدان والعقل والعاطفة على حد السواء

ولن يكون موضوعنا هنا هو الأمثال التي وردت في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة
فهذا موضوع يحتاج لمن يتطرق له بإلمام كبير بعلوم القرآن وعلوم السنة
وهذا ما لا يتأتى لي الآن ...

ولكن سنتطرق للمثل في أدبنا العربي الذي يزخر بالكثير من الأمثال التي تعدُ كنزاُ نفيساُ وجانباً مهماً من التراث والإرث العربي الأصيل
وكل مثل من هذه الأمثال ورائه قصة نشاء من خلالها وذاع وانتشر فأصبح حكمة تتناقلها الألسن وتحفظها العقول

ومن خلال هذه الصفحة إن شاء الله
سيكون لنا عدة وقفات مع بعض أمثال العرب المشهورة خلال أيام الشهر الكريم
لنعرف قصة كل مثل ونستخلص حكمته
ساجمع لكم هذه المادة من بين طيات الكتب وصفحات الشبكة العنكبوتيه بشكل يليق بمقدمها ومتلقيها على حدٍ سواء

وقبل هذا لابد لنا أن نعرج قليلاً على تعريف المثل عند أهل اللغة
فالمثل في أصل اللغة بِمعنى الشبيه فيقال مثل الشيء ومثله فهو شبيهه
أما عرفاً : فهو قول موجز يُحكى لتشبيهه حال أو واقعة مماثله


والفرق بين المثل والحكمة

فالمثل يأتي به أي شخص بلا تخصص
أما الحكمة فيأتي بها شخص مر بتجربة أو أصاب الحق بالظن وعادة ما تحمل في معانيها توجيه ونصح وإرشاد






وتجتمع الحكمة والمثل في سمات مشتركة :

1/ إيجاز اللفظ
2/ إصابة المعنى
3/ حسن التشبيه





ومن أشهر كتب الأمثال وأفضلها

مجمع الأمثال للميداني
وأمثال العرب للمفضل الضبي






أتمنى لي التوفيق في هذا الصفحة

وأتمنى لكم المتعة الممزوجة بالفائدة





لكم أرق التحايا ...،،،

الوجيه

عبدالرحمن منصور
04-08-11, 03:56 AM
مثلنا الأول والذي سنفتتح به هذا الموضوع هو مثل مشهور ومتداول فيما بيننا
فحين ترى شخصين متوافقين في الخُلقْ أو الخِلقة فسوف تقول ( وافق شن طبقة )
فما قصة هذا المثل ومن هو " شن " ومن " طبقة "


كان هناك رجل من دهاة العرب وحكمائها يقال له " شن "
أراد الزواج من امرأة تكون بمستوى عقله الراجح وذكائه وفطنته
بحث في بلده عن زوجه تكون بتلك الصفات من رجاحة العقل والحكمة
وحين لم يجد مبتغاه في بلده عزم على السفر إلى بلد أخر عله يجد فيه ما يريد

فبينما هو في طريقه إلى تلك البلدة التقى برجل فسألهُ شن عن وجهته فإذا هي نفس البلد التي يقصدها
فعرض على الرجل أن يتصاحبا في السفر فوافقه الرجل على ذلك

فقال له شن : أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل : يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟
فسكت عنه شن ولم يرد عليه
وسارا حتى إذا قربا من القرية التي يُريدانها فإذا بزرع قد استحصد " أي أوشك أن يُحصد "
فقال شن : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟ .
فقال له الرجل : يا جاهل ترى زرعاً مستحصدا فتقول أأكل أم لم يؤكل ؟
فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن :
أترى صاحب هذا النعش حيا أم ميتا ؟
فقال له الرجل ما رأيت أجهل منك
ترى جنازة وتسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟
فسكت عنه شن فأراد مفارقته
فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه

وكان للرجل بنت يقال لها " طبقة " فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه
وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت يا أبت ما هذا بجاهل .
أما قوله أتحملني أم أحملك فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا .
وأما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا ... فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا .
وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك هذا الميت ولداً يحيا به ذكره أم لا .

فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة
ثم قال : أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه ونحن في طريقنا إلى القرية ..؟
قال: نعم فسره
ففسره له ..
قال شن: ما هذا من كلامك فأخبرني عن صاحبه
قال: ابنة لي
فخطبها إليه فزوجه إياها
وحملها إلى أهله فلما رأوها ورأوا ما فيها من حكمة ودهاه وفطنة
قالوا: " وافق شن طبقة "
فذهب مثلاً يضرب به لمن توافقت بينهم عدة أمور

ولنا بإذن الله لقاء
ولكم تحية

الــمُــنـــى
04-08-11, 04:19 AM
/
\


وقفتُ على عتبات السماء أرسل أسراباً
من الحمد والشكر لهطول حرفكَ من بعد طول غياب ..
متصفح ينضح بالمتعة والفائدة وهذا ليس بغريب ..

الـــوجيـــه ..

أبتهل لله أن يغدق عليك سعادة لا تزول
وأن يجزيك خير الجزاء على كل ما قدمت
وستقدمه لنا في هذا المتصفح ..
نفعنا الله به ورزقكم خيره
وفائي وأمتناني

منى

حسين الشمري
04-08-11, 06:45 AM
الوجيه حقيقة هنا تجتمع المتعة المصحوبة بالفائده
جميل ورائع وسنكون من المتابعين وكلنا شغف
لمعانقة المثل القادم وقصته .

الوجيه تقبل مروري وتحياتي

سالم
04-08-11, 04:11 PM
الوجيه
اشكرك جزيل الشكر على طرح موضوعاً كهذا . فكم يكتنز احدنا امثالاً
وحكم في جوفه وقد يعلم معانيها او يجهلها , ولكن بعد طرحك لهذا الموضوع
سوف تتباين الرؤى حول هذه الامثال .
ونعم اخي الوجيه هناك فائدة من الامثال فهي تختصر الكثير من الكلام في بضع
كلمات والبيب بالاشارة يفهم .
وسوف اشارك الطرح بهذا المثل الذي هو منتشر والقليل جدا يعرف معناه :

( جاؤا على بكرة أبيهم )

وهذا المثل سائر عند أغلب الشعوب العربية وهو بذلك يضرب للجماعة إذا
جاؤا كلهم ولم يتخلف أحد منهم ( والبكرة ) هي الأنثى الفتية من الإبل .
وأصل هذا المثل : انه كان لرجل من العرب عشرة بنين فخرجوا إلى الصيد فوقعوا
في أرض العدو فقتلوهم ووضعوا رؤوسهم في مخلاة( أي قفه أو شيئ يعلق)
وعلقوه في رقبة بكرة كانت لأبي المقتولين فجاءت البكرة هدوة من الليل فخرج أبوهم
وظن أن الرؤوس بيض النعام وقال : قد اصطادوا نعاما وأرسلوا البيض فلما
أنكشف الأمر قال الناس : ( جاؤا بنو فلان على بكرة أبيهم )

عبدالرحمن منصور
05-08-11, 04:10 AM
/
\



وقفتُ على عتبات السماء أرسل أسراباً
من الحمد والشكر لهطول حرفكَ من بعد طول غياب ..
متصفح ينضح بالمتعة والفائدة وهذا ليس بغريب ..

الـــوجيـــه ..

أبتهل لله أن يغدق عليك سعادة لا تزول
وأن يجزيك خير الجزاء على كل ما قدمت
وستقدمه لنا في هذا المتصفح ..
نفعنا الله به ورزقكم خيره
وفائي وأمتناني

منى





أهلا بالـمـنـى وحياك الله
الصفحة صفحتك يا فاضلة
فانا مجرد قطرة من بحر فضلك وكرمك
وحسن انتقائك وجودة محتواك
وما مداخلتك هذه سوى دليل على طيب أخلاقك وطيب قلبك وطيب حضورك
بارك الله فيك وفي دعائك وفي حضورك
لك خالص التحية مني


//
//
//
الوجيه حقيقة هنا تجتمع المتعة المصحوبة بالفائده
جميل ورائع وسنكون من المتابعين وكلنا شغف
لمعانقة المثل القادم وقصته .

الوجيه تقبل مروري وتحياتي

هو هدفي أن تجتمع المتعة مع الفائدة في هذا الموضوع
أتمنى أن يتحقق
وحضورك ومتابعتك أخي العزيز حسين الشمري
تشعرني بالكثير من السعادة والمسئولية تجاه ما أطرح
فسأحرص كل الحرص على انتقاء أجمل الأزهار من أروع الحدائق
من أجل عينك وعين كل الحضور والعابرين من هنا
فلك خالص التحية والتقدير


//
//
//

الوجيه
اشكرك جزيل الشكر على طرح موضوعاً كهذا . فكم يكتنز احدنا امثالاً
وحكم في جوفه وقد يعلم معانيها او يجهلها , ولكن بعد طرحك لهذا الموضوع
سوف تتباين الرؤى حول هذه الامثال .
ونعم اخي الوجيه هناك فائدة من الامثال فهي تختصر الكثير من الكلام في بضع
كلمات والبيب بالاشارة يفهم .
وسوف اشارك الطرح بهذا المثل الذي هو منتشر والقليل جدا يعرف معناه :

( جاؤا على بكرة أبيهم )

وهذا المثل سائر عند أغلب الشعوب العربية وهو بذلك يضرب للجماعة إذا
جاؤا كلهم ولم يتخلف أحد منهم ( والبكرة ) هي الأنثى الفتية من الإبل .
وأصل هذا المثل : انه كان لرجل من العرب عشرة بنين فخرجوا إلى الصيد فوقعوا
في أرض العدو فقتلوهم ووضعوا رؤوسهم في مخلاة( أي قفه أو شيئ يعلق)
وعلقوه في رقبة بكرة كانت لأبي المقتولين فجاءت البكرة هدوة من الليل فخرج أبوهم
وظن أن الرؤوس بيض النعام وقال : قد اصطادوا نعاما وأرسلوا البيض فلما
أنكشف الأمر قال الناس : ( جاؤا بنو فلان على بكرة أبيهم )


أهلا بأخي العزيز قطرة أدب
وإن أصبنا الحقيقة بحر الأدب
تشرفني مداخلتك ويشرفني حضورك
وازددت سرورا بمشاركتك
التي زادت من متعة الموضوع وفائدته
والمثل الذي أوردته " جاءوا على بكرة أبيهم "
اُختلفَ في مراده ومقصده
فمنهم من قال انه يراد به أنهم جاؤوا جميعا
كقولنا جاء الضيوف على بكرة أبيهم .. ونقصد أنهم جاءوا جميعاً ولم يتخلف منهم أحد
وقيل العكس بأنه وصف للذلة والقلة أي جاءوا وكفتهم بكرة واحدة تحملهم جميعاً وهذا دليل على قلة عددهم
وله عدة معاني قد لا يتسع المقام لذكرها الآن

شكرا لمداخلك أخي العزيز قطرة أدب
شرفني حضورك ومشاركتك لي في هذه الصفحة
تحيتي وخالص تقديري

عبدالرحمن منصور
05-08-11, 04:20 AM
( أسعد أم سعيد ) ( إن الحديث لذو شجون ) ( سبق السيف العذل )
هي ثلاثة أمثال في قصة واحدة " ثلاثة في واحد " :)

كان هناك رجلا يدعى " ضبه " وكان له ابنان يقال لأحدهما سعد والآخر سعيد
وأن إبل ضبه نفرت تحت الليل وهما معها فخرجا يطلبانها فتفرقا في طلبها
فوجدها سعد فجاء بها وأما سعيد فذهب ولم يرجع
فجعل ضبه يقول بعد ذلك إذا رأى تحت الليل سوادا مقبلاً ( اسعد أم سعيد )
فذهب قوله هذا مثلا مشهوراً .
ثم أتى على ذلك ما شاء الله أن يأتي لا جاء سعيد ولا يعلم له خبراً

ثم أن ضبة بعد ذلك بينما هو يسير مع الحارث بن كعب في الأشهر الحرم
وهما يتحدثان إذْ مرَا على مكان فقال له الحارث : أترى هذا المكان
فإني لقيت فيه شابا من هيئته كذا وكذا فوصف صفة سعيد فقتلته
وأخذت بردا كان عليه ومن صفة البرد كذا وكذا فوصف صفة برد سعيد
فقال ضبة و صِفة السيف فقال الحارث هاهو ذا علىّ
فقال ضبه : فأرنيه
فأراه إياه فعرفه ضبة .. وعرف أنه سيف ابنه سعيد
ثم قال ضبة : ( إن الحديث لذو شجون ) فذهب قوله هذا مثلا.
فضربه ضبه حتى قتله

فلامه الناس وقالوا قتلت نفساً في الأشهر الحرم فقال ( سبق السيف العذل )
فارسها مثلا مشهورا

نيفين عبدالله
05-08-11, 08:14 PM
صاحب الحديقة لايُهدي إلا أبهى وأنقى

وأحلى الزهور دائماً كأنت أيها الفاضل..

بوركت وستبقى المتابعة بقرب بإذن العلي

لجني المعرفة.

عبدالرحمن منصور
05-08-11, 08:37 PM
صاحب الحديقة لايُهدي إلا أبهى وأنقى

وأحلى الزهور دائماً كأنت أيها الفاضل..

بوركت وستبقى المتابعة بقرب بإذن العلي


لجني المعرفة.



وحق له أن لا يهدي إلا أحلى الزهور وأجمل العطور
إذ لا يدخل حديقته إلا أرق الفراشات وأروع الطيور
فأهلا بك يا بنت عبدالله وحياك الله
تشرفت بحضورك وبردك الطيب
وتسعدني متابعتك لهذه الصفحة وتحملني مسئولية أكبر
لك خالص التحية مني

عبدالرحمن منصور
05-08-11, 08:42 PM
( رُبَ كلمة تقول لصاحبها دَعْني )
ذُكر أن ملكاً من ملوك حِمْير خرج للصيد ومعه نديماً له كان يقربه ويكرمه
فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال : لو أن أحداً ذ ُبـِحَ على هذه
الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه ..؟ يا سلام على السؤال :)
فقال الملك اذبحوه عليها ليرى أين سيبلغ دمه
فذبح عليها فقال الملك : " رب كلمة تقول لصاحبها دعني "

وفي الحقيقة تصرف الملك أحمق من سؤال الرجل الشقي
لأن المثل وصل إلينا ولكن لم يصلنا أين وصل دم ذلك الرجل من تلك الصخرة
ولازلت اسأل : لو أن أحداً ذبح على تلكم الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه ..؟
والحمد لله أن ماعشنا في الزمن الجاهلي كان نصف الشعب العربي قتل
لان أكثر أسئلتنا غبية والعرب في الجاهلية همج القتل عندهم على أتفه الأشياء
والحمدلله على نعمة الأمن والعقل والإسلام



تحيتي للجميع

عبدالرحمن منصور
07-08-11, 01:23 AM
( وعند جهينة الخبر اليقين )

يضرب هذا المثل : في معرفة الشيء معرفة حقـة لا ريب فيها ولا شك .

وقصة هذا المثل :
أن الحصين بن عمرو خرج ومعه رجل من جهينة اسمه الأخنس
وكان الأخنس قد جنى جناية في قومه فخرج هارباً
فلقيه الحصين وتعارفا وتعاهدا على السلب والنهب ولكن كلا منهما كان يحذر صاحبه .

وحدث أن لقيا رجلاً من قبيلة لخم ومعه مال كثير وكان يأكل .
فدعاهما إلى الطعام فأكلا وشربا وفي غفلة من الأخنس قتل الحصين الرجل اللخمي
فأخذ الأخنس يلومه لقتله الرجل بعد أن شاركه في طعامه وشرابه .
فقال الحصين : اسكت، فلهذا ومثله خرجنا
فانتهز الأخنس غفلة من الحصين فقلته وانصرف راجعاً.

وفي طريقه ،وجد امرأة الحصين تبحث عنه ، فقال لها : أنا قتلته .
فقالت المرأة : ومن أنت حتى تقتله .؟
فمضى عنها وهو ينشد أبياتا جاء فيها :

تُسائِلُ عن حُصَيْن ِ كل راكب **** وعند جهينة الخبر اليقين

..............
وقد يكون للمثل قصة أخرى الله أعلم ...،،

عبدالرحمن منصور
08-08-11, 04:08 AM
( كيف أعاودك وهذا أثر فأسك )

يضرب هذا المثل لمن يُحْذرُ شَرَّ من نقض عهده .

قصة المثل :
هي قصة رمزية شاعت بين العرب
وهي أن أخوين أجدبت أرضهما وكان بالقرب منهما وادٍ خصيب فيه حية
فهبط أحدهما الوادي ليرعى فيه فقرصته الحية فمات .
وأرد أخوه أن ينتقم من الحية فتوسلت إليه أن يتركها
على أن تدعه ينعم بخير الوادي الذي تعيش فيه وتعاهدا على ذلك .

ومرت به ذكرى اعتداء الحية على أخيه فهاجت نفسه وأسرع إليها بفأسه ليقتلها
ولكن الفأس أخطأها وتركت أثراً في جحرها
فأرادت الحية أن تنتقم منه
فأخذ يرجوها أن تتركه على أن يعود العهد بينهما كما كان.
فقالت : كيف أعاودك وهذا أثر فأسك .؟

عبدالرحمن منصور
09-08-11, 04:31 AM
( يداك أوكتا وفوك نفخ )

يضرب هذا المثل : لمن يحصد نتيجة عمله .


قصة المثل:
أن رجلاً راهن على عبور نهر فأحضر قربته ونفخها من ثم ربطها ووضعها في الماء
وفي حقيقة الأمر هذا الرجل لا يجيد السباحة ومن راهنهم لا يجيدونها أيضاً
وسار بالقربة في الماء وهي تحمله ، وفي منتصف النهر نفد هواء القربة التي لم يحكم غلقها فغاص في الماء
وبكل ما أوتي من قوة يحاول البقاء طافيا على سطح الماء وينادي على أصدقاءه أن يأتي أحدهم لينقذه
ولكن لا أحد منهم يجيد السباحة ، فرد عليه أحدهم قائلاً : يداك أوكتا وفوك نفخ
يقصد أن يدلك هي التي ربطت القربة وفمك هو الذي نفخ .

بس الصراحة قمة النذالة :)
خويهم يموت وهم جالسين يوزعون أمثال

عبدالرحمن منصور
10-08-11, 04:00 AM
( في الصيف ضيعت اللبن )


مثل عربي قديم يطلق على من يضيع الفرص عندما يكون أكثر الناس حاجة لها.

قصة المثل :
يروى أن امرأة تدعى دختنوس بنت لقيط بن زرارة كانت زوجة لعمرو بن عداس
وكان شيخاً كبير السن فكرهته فطلقها , ثم تزوجها فتى جميل الوجه من قبيلتها ، له ابل وماشية وخير وفير.
وبعد سنة على زواجهما أصاب القرية قحط فأجدبت الأرض وقل العشب فأصبحت الماشية لا تدر لبناً
فبعثت دختنوس بنت لقيط إلى زوجها السابق عمرو رسولاً تطلب منه مذقة لبن ( أي : شيئاً يسيرا من اللبن )
فقال عمرو لرسولها: ابلغ سيدتك قولي هذا : ( في الصيف ضيعت اللبن)
فلما رجع الرسول وجدها جالسة بالقرب من زوجها .
فقال لها ما قاله عمرو فضربت يدها على منكب زوجها وقالت : (هذا ومذقه خير).‏
تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خير من عمرو فذهب قولها مثلاً يضرب لمن قنع باليسير إذا لم يجد الكثير
وذهب قول عمرو لمن يطلب شيئاً قد فوته على نفسه .‏

واتسع استخدام المثل فصار يضرب على كل من يفوت على نفسه فرصة هو قادر على استغلالها
ويبقى يندب حظه أو طالباً إياها ولكن بدون جدوى
وقد ورد في المثل كلمة الصيف لأن طلاقها من زوجها الأول كان في فصل الصيف .‏


برضه مثلنا اليوم فيه شيء من النذالة :)

مــنــــــآل
10-08-11, 04:43 AM
/
\

أمثال عربية فصحى
تجعلنـا نتـأمل بعض الكلمات العربية الغريبة وسر إختفائها ..
ولا أعلمـ ما السبب في غرابتها هل لان أنـا ثقافتي باللغة محدودة ؟
أم هي ضريبة من يعيش في مجتمع لايتداول ولايتحدث بكلمات لغته ..؟
ويتعامل مع نفسه ومع من هم حوله بــ (نص لغة عربية) رغم عروبتهم ..!!

/
\

بالعربي المعقد / يـداك أوكتـا وفوك نفخ ..
بالعربي البسيط / حوفٍ حفتيه يالرفلا أكليـه ..!

/
\

الاستاذ / عبدالرحمن
صفحتك جميلة بماتحمل من أمثال وحكايات
والأجمل هو حرصك واستمراريتك بالكتابة فيها
التي أتمنى أن لاتنقطع حتى بعد شهر رمضان
وتضع لنا كل سنتين مثل وحكاية ... هههههههه
تحياتي لك ولجمال العروبة هنـــــا ..!

مــنــــــآل
12-08-11, 08:49 PM
أسمح لـي أستـــاذ عبدالرحمن
بأن أنقل موضوعك هذا للقسم العام لنتوج القسم بجماله
ولتستمر الفائدة حتى بعد الشهر الفضيل
هذا وتقبل مني أرقى آيات الشكر والامتنان ..
تحياتي ..!

عبدالرحمن منصور
13-08-11, 02:41 AM
اهلا منال
أنت مراقبة القسم العام
ويحق لك نقل الموضوع
للقسم الذي ترينه أنسب لهُ

لك خالص الشكر والتقدير

عبدالرحمن منصور
13-08-11, 03:10 AM
( رب رمية من غير رامٍ )

يقال هذا المثل أو يضرب عندما يصيب الشيء من ليس بأهله

قصة هذا المثل:
يقال أن هذا المثل لحكيم بن عبد يغوث المنفري
وكان من أرمَّى الناس وأدقهم إصابة
فحلف يوماً ليعقرن الصيد حتماً .. أي يأتي بصيد وفير
فخرج بقوسه وفرسه وعاد وهو لم يصد شيئاً .. فبات ليلته بأسوأ حال
وفعل في اليوم الثاني كذلك ولم يصد شيئاً .. وبات في غمٍ أشد من ليلته السابقة
فلما أصبح في يومه الثالث قال لقومه : إنني قاتل اليوم نفسي إن أصد شيئاً
فقال له ابنه : يا أبت احملني معك أرفدك .. أي أساعدك
فانطلقا .. فإذا هم بمهاة فرماها فأخطأها
ثم عرضت له أخرى فقال له ابنه : يا أبت ناولني القوس
فغضب حكيم وهم أن يضربه بالقوس على رأسه
فقال له ابنه : أحمد بحمدك ، فإن سهمي سهمك
( بمعنى الثناء الذي سوف أناله أنت السبب فيه وأنت أساسه
وان السهم الذي استخدمته هو سهمك يا أبي .. وهو في كل هذا يسترضي والدهُ)
فناوله القوس والسهم فرماها الابن فلم يخطئ
فقال حكيم عند ذلك : رب رمية من غير رامي .
//
//
//
المثل هذا لا اشك في أنه عربي أصلا وفصلا
لان التحطيم واضح فيه جدا

إحساس صادق
13-08-11, 04:55 AM
المثل هذا لا اشك في أنه عربي أصلا وفصلا
لان التحطيم واضح فيه جدا
فعلا هذا مثل عربي اصيل(:
القدير عبدالرحمن منصور
متصفح يستحق الشكر
راقي وربي كصاحبه
تحياتي

كاريزما
13-08-11, 04:59 AM
عبد الرحمن بن منصور ..
/



\
جميل ورب أحمد ما كان هنا
وعد مني لن يفوتني هذا الموضوع
وسوف اعكف عليه بقراءة متأملة
بأذن الله ..
ممدوح الهذلي

عبدالرحمن منصور
14-08-11, 03:53 AM
المثل هذا لا اشك في أنه عربي أصلا وفصلا
لان التحطيم واضح فيه جدا
فعلا هذا مثل عربي اصيل(:
القدير عبدالرحمن منصور
متصفح يستحق الشكر
راقي وربي كصاحبه
تحياتي
كحضورك الراقي سارة
والمثل فعلا عربي أباً عن جد
وأنت توافيقني هذا الرأي
لك أطيب التحية
//
//
//


عبد الرحمن بن منصور ..

/



\
جميل ورب أحمد ما كان هنا
وعد مني لن يفوتني هذا الموضوع
وسوف اعكف عليه بقراءة متأملة
بأذن الله ..

ممدوح الهذلي


الأجمل هو حضورك ممدوح
وهذا شرف كبير لي
أن تكرر الزيارة لصفحتي

لك التحية

عبدالرحمن منصور
14-08-11, 04:11 AM
( عند الصباح يحمد القومُ السُرى )

مناسبة ضرب المثل :
يضرب هذا المثل لمن يتحمل المشقة والعناء ثم يجد بعدها الراحة .

قصة المثل :
أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد أن يسير بجيشه من العراق إلى الشام
ليكونوا مدداً للمسلمين في حروبهم ضد الروم .
فأراد خالد بن الوليد أن يباغت الروم من خلفهم
وكان عليه لتنفيذ هذه الخطة أن يقطع الصحراء التي تفصل بين العراق والشام
فاستدعى أحد رجاله وكان خبيراً بالصحراء وأخبره بعزمه على اختراق البادية
فاستعظم الرجل الأمر وقال:( إن سلوك هذه المفازة فيه مخاطرة شديدة ) المفازة هي الصحراء
ولكن خالداً أصر على أن يقطعها ليحقق غرضه في مفاجأة الروم ومباغتتهم
واتخذ عدته من الماء والزاد ومضى بجيشه
فلما كان في الليلة الرابعة قال لهم الدليل :
( انظروا أيها القوم فإن رأيتم أشجار سدر عظيمة فابشروا وإلا قد هلكنا )
فنظر الناس فرأوا السدر.
فكبر وكبر الناس وشكروا الله على وصولهم سالمين .
وقال لهم : احفروا في أصل تلك الأشجار ، فحفروا فوجودا الماء فشربوا حتى ارتووا
فقال خالد : عند الصباح يحمد القوم السرى


مثل مُشرِف
وفعلا اعز الله العرب بالإسلام
ومن قبله كانوا في تخلف

كاريزما
14-08-11, 09:15 PM
نود المشاركة ببعض أمثال العرب
ونثري هذا المتصفح الجميل
/


\
(تلك شنشنة نعرفها من أخزم )
أخزم رجل من طيء كان عاقا لأبيه.. فلما هلك أخزم كان بنوه أشد عقوقا لجدهم من أخزم حتى أنهم مرة ضربوا جدهم وأدموه فقال الجد: إن بنيّ ضرجوني بالدم شنشة نعرفها من أخزم

فأرسلت مثلاً
وكان العقوق مستشري في العرب
الله يغفر لهم فديتهم بني جلدني

عبدالرحمن منصور
15-08-11, 04:41 AM
أهلا ممدوح وحياك الله
الصفحة صفحتك أخي الكريم
ويحق لك وللجميع المشاركة فيها بما يناسبها
وهذا شيء يسعدني أن تشاركوني إثراء هذه الصفحة

وليس هو العقوق وحده الذي كان منتشراً في العرب
فالقتل والنهب والسلب وشرب الخمر وغيرها الكثير
من الموبقات التي بنعمة الله علينا بالإسلام انتهت
وها نحن اليوم أيضا نعيش في ذيل الأمم المتأخرة

ولا أعلم والله ما هو السر الكبير الذي يكمن في هذه الأمة
في هؤلاء العرب الذين كانوا أشبه ما يكونوا بالغوغاء
تاريخهم في الجاهلية وفي عصرنا الحاضر تاريخ غير مشرف
فإذا فيهم ومنهم يخرج خاتم الرسل وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم
وفيهم وبلسانهم ينزل خاتم الكتب وسيدها القرآن الكريم
وبينهم وفي أرضهم يأمر الله ببناء بيته العتيق في أرضه
ليحج إليه الناس من أصقاع المعمورة
وهم أول الأمم تحاسب يوم القيامة لكي لا يطول مكوثهم في المحشر
ولغتهم هي لغة أهل الجنة - كما سمعت ولست متأكدً من ذلك
فقد اصطفاهم الله بما لم يصطفي أحداً من خلقه
وميزهم بميز لم تكن لأحد سواهم

هم سر عظيم لا يعرف كنه غير الله وحده
ولا أريد أن أسهب في هذا الحديث أكثر
كي لا نخرج عن صلب موضوع الصفحة التي أنشئت من أجله

فمرحبا بك أخي ممدوح وقتما تشاء
فأنت والجميع على الرحب والسعة

تحيتي لك

عبدالرحمن منصور
15-08-11, 04:55 AM
( رجع بخفي حُنين )

مناسبة ضرب المثل :
هو مثل عربي يضرب عند اليأس من إدراك الحاجة والرجوع بخيبة الأمل.

قصة المثل :
يروى أن حنين كان اسكافياً (مصلح وصانع أحذية) من الحيرة بالعراق
وكان (حنين) خبير وماهر في صنعته
وفي أحد الأيام ناخ أمام دكانه بعير يركبه إعرابياً
وقد اقبل الإعرابي على دكان(حنين) ينظر ويتأمل في دقة وذوق (حنين) في صنعته
وقد أعجبه خفان ساوم عليهما حنين بالسعر
وبعد طول جدال ومساومة وبعد أن وافقه حنين بالسعر إذ بالإعرابي يترك الدكان مسبباً خيبة أم
وغضب (حنين) نظراً لطول المساومة والجدال وإضاعته للكثير من الزبائن
بالإضافة لضياع الوقت الكثير مما جعل (حنين) يفكر في حيلة ترد عليه وقته الذي ضاع
ويعاقب هذا الإعرابي البخيل على فعلته

وهنا بدأ يفكر كيف يحتال عليه فما كان منه إلا أن أغلق دكانه
وأسرع من طريق جانبي سريع إلى الطريق الذي سلكه هذا الإعرابي
حتى يسبقه حاملا معه الخفين الذين كان الإعرابي معجب بهما
وفي الطريق طرح (حنين) إحدى الخفين وعلى مسافة أخرى بعيدة قليلا طرح الخف الأخر

وعندما سلك الإعرابي وهو على بعيره ذلك الطريق إذ الخف الذي أعجب به مُلقاً أمامه
ولكن للأسف فهو خف واحد فما كان منه إلا أن قال متأسفاً: ما أشبه هذا الخف بخفي حنين ولو معه الآخر لأخذته
وتركه ومضى مكملاً طريقه حتى وصل إلى مكان الخف الثاني فنظر إليه متفحصاً إياه
وهو يقول : نعم انه هو نفسه إنه خف حنين فندم على تركه للخف الأول
وما كان منه إلا أن أناخ بعيره وحمل فردة الخف الذي وجده ورجع طامعا بأن يحضر الخف الأخر
تاركاً بعيره محملا بالخيرات والأمتعة
فما كان من (حنين) الذي كان مختبئاً إلا أن أخذ بعير الإعرابي بما كان يحمله من خيرات
مخيباً أمل الإعرابي الذي عاد إلى بعيره فوجده قد اختفى من مكانه
ولم يترك له غير خفين فقطع بقية الطريق ماشياً حتى وصل إلى باديته حيث عشيرته
ولما دخل عليهم قالوا له: ما الذي جئت به من سفرك ؟ قال: (جئتكم بخفي حنين)

حنين كان يملك فنيات رهيبة في التسويق

عبدالرحمن منصور
17-08-11, 05:03 AM
( إن غداً لناظره قريبٌ )

مناسبة ضرب المثل :
يضرب هذا المثل في الحث على عدم التسرع أو استعجال النتائج قبل أوانها

قصة المثل :
يحكى أن ....
النعمان بن المنذر - ملك الحيرة - كان قد خرج يوما للصيد على ظهر فرسه ( اليحموم )
ومضى في أثر الصيد إلا أنه فلت منه وابتعد عن فرسانه وأقبل المساء فرأى من بعيد خباء فتوجه إليه
وكان صاحب هذا الخباء رجل فقير من طيء يعيش هو وزوجته على لقيمات وشاة هزيلة
فلما أقبل عليهم النعمان قاموا بإكرامه من دون أن يعرفوا من هو ضيفهم
فذبحوا له الشاة وخبزت له العجوز شيئا من دقيق كانت تحتفظ به
وبات عندهم ليلته وفي صبيحة اليوم التالي امتطى النعمان صهوة جواده
وقال : ‏‏ يا أخا طيء اطلب ثَوَابك فأنا الملك النعمان
فقال‏ الطائي:‏ أفعل إن شاء الله.
ومضى النعمان إلى أصحابه وعادوا إلى الحيرة .

ولبث الطائي زمانا إلى أن تردت حالته فاقترحت عليه امرأته بأن يتوجه للملك النعمان : ففعل
وكان النعمان قد شرب الخمر يوما حتى سكر و كان له نديمان
احدهما اسمه خالد بن المضلل والأخر اسمه عمرو بن مسعود بن كلدة فأمر بقتلهما
وعندما أفاق من سكره وعرف ما اقترفت يداه حزن حزنا شديدا
لأنه كان يحبهما حبا جما فأمر بدفنهما وأمر بأن يبني عليهما بناء طويلا عريضا سماه " العزيان "
وجعل لنفسه كل عام يوم بؤس ويوم نعيم يجلس فيهما بين العزيين فمن جاءه يوم نعيمه أكرمه
ومن جاءه يوم بؤسه قتله .

وشاء حظ حنظلة القادم إليه من عمق الصحراء أن يصادف يوم بؤس النعمام الذي يقتل فيه أول شخص يراه
فلما نظر إليه النعمان عرفه فحزن حزنا شديدا لأن مصير هذا الرجل الذي أكرمه هو الموت.
فقال له‏:‏ أأنت الطائيّ الذي نزلتُ خِباءهُ‏؟‏
قال‏:‏ نعم.
قال‏:‏ أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم‏؟‏
قال‏:‏ أبَيْتَ اللعن‏!‏ وما كان علمي بهذا اليوم‏؟‏
قال‏:‏ والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول،
قال‏:‏ أبَيْتَ اللعنَ‏!‏ وما أصنع بالدنيا بعد نفسي‏.‏
قال النعمان‏:‏ إنه لا سبيل إليها.
قال‏:‏ فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك،
قال النعمان‏:‏ فأقم لي كَفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان
وكان واقفا بجانب النعمان ،فقال له :
يا شريكا يا ابن عمرو *** هل من الموت محالة ؟
يا أخا كـل مضـاف *** يا أخا من لا أخا لـه
يا أخا النعمـان فـك *** اليوم ضيقا قد أتى لـه
طالما عالـج كـرب *** الموت لا ينعـم بالـه

فأبى شريك أن يكفله . فتلفت ثانيه وكلٌ يشيح بوجهه عنه
فوثب إليه رجل من كلب يقال له قُرَاد بن أجْدَع.
فقال للنعمان‏:‏ أبيت اللَّعْن‏!‏ هو عليّ.
قال النعمان‏:‏ أفعلت‏؟‏
قال‏:‏ نعم ، فضمّنه إياه
ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة فمضى الطائيّ إلى أهله
وجَعَلَ الأجَلَ حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل

فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم ،قال النعمان لقُرَاد‏:‏ ما أراك إلا هالكاً غَداً.
فقال قُرَاد‏:‏ فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ *** فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ

فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورجاله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما
وأخرج معه قُرَادا وأمر بقتله
فقال له وزراؤه‏:‏ ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه
وكان النعمان يشتهي أن يقتل قُرَادا ليُفْلَتَ الطائي من القتل
فلما كادت الشمس أن تغيب وقراد قائم مُجَرَّد في إزار على النِّطَع والسيافُ إلى جنبه
أقبلت امرأته وهي قول‏:‏
أيا عَيْنُ بكى لي قُرَاد بن أجْدَعَـا "" رَهينـا لقَتْـلٍ لا رهينـا مُوَدّعـا
أتتـه المنايـا بَغْتـةً دون قومـه "" فأمسى أسيراً حاضر البَيْتِ أضْرَعَا

فبينما هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد وقد أمر النعمان بقتل قراد
فقيل له‏:‏ ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو
فكفَّ حتى انتهى إليهم الرجلُ فإذا هو الطائي
فلما نظر إليه النعمان شَقَّ عليه مجيئه،
فقال له‏:‏ ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من القتل‏؟‏
قال‏:‏ الوفاء.
قال‏:‏ وما دَعَاك إلى الوفاء‏؟
‏قال‏:‏ دِينِي.
قال النعمان‏:‏ فاعْرِضْهَ عليّ فعرضه عليه فتنصر النعمان وأهلُ الحِيرة أجمعون
وكان النعمان وقومه قبل ذلك على دين العرب
فترك القتلَ منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيّيْن وعفا عن قُرَاد والطائي.
وقال‏:‏ والله ما أدري أيها أوفى وأكرم ،أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه‏؟‏
والله لا أكون ألأمَ الثلاثة

فأنشد الطائيّ يقول‏:‏
ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظنه بعد الذي *** أسْدَى إلىّ من الفَعَـال الخالـي
ولقد دَعَتْنِي للخلاف ضَلاَلتي *** فأبَيْتُ غيرَ تمجُّدِي وفعالـي ‏
إني امرؤ منِّي الوفاءُ سَجِيـة *** وجزاء كـل مكـارم بَـذَّالِ

وقال أيضاً يمدح قُرَادا‏:‏
ألا إنما يسمو إلى المجد والعُلا *** مَخارِيقُ أمثال القُرَاد بْنِ أجْدَعَا
مخاريقُ أمثال القـراد وأهلـه *** فإنهمُ الأخيار من رَهْطِ تبعا .

مــنــــــآل
06-09-11, 06:01 PM
أفتقدنا جمال ونور هذه الصفحـة
ولاشك ان إفتقادنا لصاحبها أكثر بكثير
أتمنى أن تعود لنا
/
\

أبعث لك تحية ترجو حضورك ..

الــمُــنـــى
10-09-11, 02:25 PM
/
\



’ " جزاء سنمار ’

http://www.up.7irtny.com/uploads/images/7irtny-c0d7a514a4.jpg

أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب
ويفاخر به أمام الفرس حيث أن ابن سابور ملك الفرس
كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت
بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية
ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر . .

وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً في البناء فبنى القصر على مرتفع قريب
من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء ، وكانت المياه تجري
من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول ارض القصر وتعود
الى النهر من الناحية المنخفضة ، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر
وأطلقوا عليه اسم الخورنق .
وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه
وقف سنمار والنعمان على سطح القصر
فقال له النعمان : هل هُناك قصر مثل هذا القصر ؟؟!!
فأجاب كلا .
ثم قال : هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر ..؟؟!!
قال : كلا
ثم قال سنمار مُفتخراً :
ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد ،
وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم
فقال : وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر ..؟؟!!
قال : كلا
فألقاهّ النعمان عن سطح القصر، فخر ميتاً . . !

إنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيرهّ ، فضربت العربُ به المثل
” بمن يُجزى بالإحسان الإساءة " ..

محبتي ومودتي ..
منى

الــمُــنـــى
09-10-11, 10:31 PM
/
\

(( سبقك بها عكاشة ))

مثل مشهور جدّاً , يقال هذا المثل اذا طلب اثنان الشيء
في مقام واحد فيُقَدّم الأول على الثاني , لأنه سبقه بالطلب .

ما قصّة هذا المثل يا ترى وما هي حقيقته ؟
عكاشة : هو عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي ,
من بني غنم صحابيّ من أمراء السرايا , يُعد من أهل المدينة.

شهد عكاشة رضي الله عنه المشاهد كلّها مع
النبي , صل الله عليه وعلى أله وصحبه وسلّم وقتل في حرب
الردّة ببزاخة قتله طُلحة بن خويلد الأسدي
سنه 12 هجري الموافق 633 م .

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صل الله عليه وعلى أله وصحبه وسلّم :
عُرضت علي الأممُ بالموسم , فمرّت علي أمّتي فَأُريتهم
فأعجَبَني كثرتُهم قد ملؤُوا السّهل والجبل .
قال : أَرضيت يا محمد ؟
قلت : نعم .
قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب
هم الّذين لا يسترقون , ولا يتطيّرون , ولا يكتوُون ,
وعلى ربّهم يتوكّلون .
(الحديث اخرجه احمد في المسند [1\454]).
فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال :
يا نبي الله ادع الله ان يجعلني منهم .
قال : فدعا له .
ثم قام أخر فقال :
يا نبي الله ادع ُ الله أن يجعلني منهم .
فقال رسول الله صل الله عليه وعلى أله وصحبه وسلّم :
(( سبقك بها عكاشة ))
فأصبحت مثلاً .

دمتم بخير
.
.