المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحاضرة الأولى ( أركان العملية الإبداعية والعلاقة التي تربط بينها )


عبدالرحمن منصور
25-07-12, 04:32 AM
https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas1.png



دعونا نبدأ درسنا الأول من هذه الدوره بهذا السؤال .
ما هي الفائدة من دراسة النص الأدبي .؟
للأدب فوائد جمة ليس مهما أن نلم بها جميعاً هنا ، فكونه حافظ للغة العربية من الاندثار والنسيان وكونه ركيزة مهمة في فهم بعض معاني القرآن وكونه يحمل ثقافة مجتمعات وحقب زمنية مختلفة
فالذي يهما هنا أنه ينمي عندك الحس الأدبي البلاغي فيصطبغ خطابك به عفويا ،ويجعل أسلوبك في الكتابة متينا لغويا رفيعا تستطيع من خلاله النفوذ إلى قلب القارئ
ولكي تكون كاتباً مميزاً فلابد أن تكون قارئاً مميزاً ايضاً ، وهذه الدورة لن تغنيك إطلاقاً عن القراءة ، ولكنها تساعدك على فهم ما تقرأ واقصد هنا قراءة النص الأدبي تحديداً

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

تعريف الأدب :
الأدب أكان شعراً أم نثراً له تعريف يعرفه جميع من درس اللغة العربية
فالأدب هو " الكلام البليغ ،الصادر عن عاطفة ،المؤثر في النفوس "
إذاً ... فالأدب مكونه الأساسي هو الكلام أي الكلمات المفردة والتي تترابط مع بعضها
على شكل جمل وتراكيب في نسق محدد نستطيع معه أو من خلاله أن نصف هذا الكلام بالبلاغة
ولابد لهذا الكلام أن يكون صادراً عن عاطفة لكي يؤثر في نفوس متلقيه ويحركها
بنفس المقدار الذي تحركت فيه نفس كاتب النص حين كتابته ، في حالة أجدنا قراءة النص بشكل معبر وصحيح
وهذه السطور الأربع سنعود إليها فيما بعد كي نفصلها تفصيلاً دقيقا ... ولكن فضلت أن اشرح هذا التعريف بشكل مقتضب

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

وبما أن النص الأدبي عملية إبداعية فله ثلاثة أركان يقوم عليها :
1- " المبدع " او المنشئ أو الكاتب .
2- " النص الإبداعي " او القول او الكلام .
3- " المتلقي " او السامع او القارئ .

وكل ركن من هذه الاركان الثلاثة يتفاعل مع الركنين الآخرين ويكمله ،فالعلاقة بين هذه الاركان علاقة تكاملية
فتشكل هذه الاركان مجتمعه ظاهره اسلوبية معاصرة تدخل ضمن ما يسمى بنظرية التوصيل أو التواصل
او " دائرة الابداع " ... فالعملية الإبداعية لا يمكن أن تكتمل بدون هذه الأركان الثلاثة مجتمعة

ولمعرفة وضيفة كل ركن وتفاعله مع الاركان الاخرى في العملية الابداعية
لابد من دراسة كل ركن من هذه الاركان بشكل مستقل

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

1- المبدع
المبدع قد يكون رساماً ، قد يكون نحاتاً ، قد يكون موسيقياً ، قد يكون كاتباً ...الخ
والذي يهمنا هنا هو "الكاتب المبدع "
فالمبدع أو الكاتب المبدع لا يخلق شيء من العدم ،وهو ايضا لا ينقل الواقع كما هو ،فهو يختزن في ذهنه تجارب انسانية
فيقوم بخلقها خلقا جديدا هو ما يسمى " أدباً "

إذا فهو لا ينقل لك الواقع كما هو ولكنه يمزجه بخياله وعواطفه وثقافته المختلفة لينتج لنا نصاً نستطيع أن نقول عنه " نصاً أدبياً "

- والشاعر او الكاتب المبدع حينما يقوم بكتابة نصا ادبيا لابد ان يصوغه صياغةً راقية من حيث :
سلامة اللغة ،وتراكيب الجمل ،وان تكون الصور قادرة على اثارة التجربة الإنسانية لدى المتلقي
كما أثارتها في نفس الكاتب حين كتب هذا النص .

-الكاتب الجيد هو الكاتب الذي يستطيع ان يجذب القارئ إلى نصه بإثارة عواطفه
بحيث يشعر القارئي ان هذه التجربة تتكلم عن عاطفته وشعوره الخاص
فنحن في العادة نقرأ نصاً ادبياً شعراً أو نثراً فنجد أن التجربة الأدبية في هذا النص تتحدث عن ذواتنا نحن القراء وتتحدث عن تجربتنا نحن .. وهنا تكمن قدرة الكاتب المبدع في نقل تجربته الذاتيه إلى قارئه من خلال النص الذي كتبه
إذاً فلابد للكاتب أن يجعل من تجربته الذاتية تجربة ذات افاق أرحب فقد ينقل تجربته الذاتية إلى تجربة اجتماعية
وقد ينقلها إلى أُفقٍ أرحب فيجعل منها تجربة إنسانية .

فالتجربة الأدبية لدى الكاتب المبدع تمر بثلاث مراحل :
1- التجربة الذاتية
2- التجربة الاجتماعية
3- التجربة الانسانية

ولكي يتضح مفهوم التجربة الذاتية وكيف تنتقل وتصبح تجربة إنسانية
لنتأمل قول متمم بن نويرة اليربوعي يرثي أخاه مالك الذي قتل في حروب الردة :
لقد لامني عند القبور على البكا
رفيقي لتذارف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته
لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا
فدعني فهذا كله قبرمالك
والذي يهمنا في هذه المقطوعة الشعرية هو البيت الأخير
( فقلت له إن الشجا يبعث الشجا*** فدعني فهذا كله قبر مالكِ )
والشجا هو الحزن الشديد ... فقد أصبح حزن كل إنسان على موت قريبه يحرك الحزن ويبعثه في نفس مُتمم على موت أخيه
وكأن كل القبور على الأرض التي يراها الشاعر ليست إلا قبر أخيه مالك الذي قتل من قبل
فمعنى هذا ان جميع الموتى والإنسانية توحدت في شخص اخيه
فهو نقل التجربة الذاتيه التي هي موت أخيه إلى تجربة إنسانية عامة

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

2- النص
(( هو ذلك العمل الادبي الرفيع ، وهو نسيج لغوي محكم البناء ))
- ادوات الكاتب التي يستخدمها في بناء نصه الادبي هي نفس الادوات التي نستخدمها جميعا ( اللغة )
ولكنه يقوم بنسجها بطريقة مرتبه وإقامة علاقات بين الكلمات والجمل لتصبح نسيجا محكم البناء وجميل

- ومن اجل أن يؤدي الكاتب وضيفته في النص يجب أن يكون النص مكتوب بلغة جيدة
تعبر عن جمال فني و أن ينتقي من اللغة أجملها وأن ينتقي من التراكيب أفضلها
فاللغة ليست وسيلة اتصال ولكنها تعبر عن النواحي الجماليه وتنقل الإبداع الفني للآخرين
( وكلما زادت ثقافة الكاتب وزاد إطلاعه وكثرت وتعددت قراءته أصبح من السهل عليه اختيار أفضل الألفاظ ,وانسب الكلمات والعبارات )

- وعلى أن يكون الكاتب قادراً على إثارة وجدانك بمقدار ما يجعلك تتعاطف مع نصه ،فإن نجح في ذلك في اقامة العلاقة الوجدانية بينك وبين النص فهو كاتب مبدع

فالكاتب المبدع هو ذاك الذي يستطيع من خلال نصه الأدبي أن يثير في نفس قارئه نفس المشاعر والأحاسيس التي كان يحس بها حين كتابته لنصه.
فالهدف من كتابة النص الأدبي ليس لإظهار المقدرة في التلاعب باللغة ولكن الهدف ان يحرك النص الأدبي وجدان القارئ .

- و الاديب أو الكاتب لابد ان يراعي الفئة التي يخاطبها ومستوى ثقافتها ،ومدى فهمها ووعيها فيخاطب كل فئة بما يناسبها وتفهمه
ولكنه بأي حال من الأحول لا يجب عليه أن ينزل إلى درجة الابتذال
فأنت حين تخاطب مديرك او رئيسك في العمل تستخدم لغة غير التي تخاطب بها زوجك أو أبنائك
ولغتك التي تستخدمها مع شخصا يزورك في بيتك تختلف عن لغتك التي تستخدمها في جامعتك أو في محيط العمل

ولنأخذ مثالاً على اختلاف مستوى اللغة حسب اختلاف من نخاطبه
قصيدة لبشار بن برد .. فقد كان له جارة اسمها رباب
وكان لها دجاج فتطعم بشار من بيض هذا الدجاج ... فأراد بشاراً أن يمدحها فقال فيها :
رباب ربة البيت
تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات
وديك حسن الصوت

فقال له الناس أين أنت من قولك :
( وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى ...)
وهي قصيدة لبشار يصف فيها جيش عظيم انتصروا عليه في معركة عظيمة
وهي قصيدة آية في الجمال .. نذكر منها هذه الأبيات ..

وجيشِ كجنح الليل يزحف بالحصى
وبالشوك والخطى حمر ثعالبه
غدونا له والشمس في خدر امها
تطالعنا والطل لم يجر ذئابه
بضرب يذوق الموت من ذاق طعامه
وتدرك من نجى الفرار مثالبه
كأن مثار العنق فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

فقال لهم هذه امرأة لها ما يناسبها من القول .
وانظر إلى مفردات النصين وتركيبهما ستجد اختلافاً بقدر اختلاف المشرق عن المغرب وهما نصان لشاعر واحد ولكنه شاعر عبقري بحق

ومعنى ذلك أن الكاتب أو الشاعر في النص لابد أن يراعي الوسط الاجتماعي للمتلقي ( مراعاة مقتضى الحال )
وهذا جزء مهم من بلاغة الخطاب بوجه عام وبلاغة النص الأدبي بوجه خاص
فلو خاطب بشار رباب بقصيدة كقصيدة وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى لما فهمت منه شيئا

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

3- المتلقي
((هو الغاية والهدف المنشود من كتابة النص الأدبي ))

- الكاتب حين يكتب نصاً أدبياً فهو يوجه هذا النص إلى جمهوره وهو من يحكم على جودة هذا النص من عدمه
فالناقد لا يحق له أن يحكم بجودة النص من عدمه فدور الناقد يتمحور في تبيان مواطن القوة والضعف في النص الأدبي
أما جودة النص ورداءته وعلو شأنه وانخفاضه وتألق النص من عدمه فمرده الى المتلقي وحده

- فالمتلقي هو الذي يتلقى هذا الابداع الادبي ويقرأه ويتفاعل معه وهو الشخص القادر على إصدار الحكم النهائي على نجاح هذا النص من عدمه

-ولكن لكي يكون المتلقي كذلك ولكي يستطيع أن يقوم بهذا الدور فلابد أن يكون واسع الاطلاع واسع الثقافة خاصة على العلوم الانسانية والاجتماعية
وان يكون على إطلاع على علم النفس الادبي ... حين ذلك يكون المتلقي قادر على إصدار حكم موثوق به

- والمتلقي يتفاعل مع النص تفاعلاً نسبيا يختلف من متلقي إلى أخر
فقد يقرأ أحدُنا قصيدةً فيستمتع بها لدرجة عالية ويقرأها شخصٌ اخر ولا يرى فيها شيء يستحق عناء القراءة
فإن سلمنا بجودة القصيدة فبلا شك أن ثقافة القارئي تحدد تفاعله مع النص الأدبي

-وكما أن النص يؤثر في المتلقفي فالمتلقي أيضاً يؤثر في النص .. وتأثير المتلقي مبنى على ما لدى المتلقي من ثقافة وإطلاع
فكل ما زادت ثقافة المتلقي وزاد إطلاعه كان تفاعله مع النص الأدبي بشكل أفضل وقادر على سبر أغواره بشكل أعمق
إذا العلاقة بين النص والمتلقي علاقة تبادلية كل منهما يؤثر في الآخر

- ودرجة التعامل مع النص ما بين متلقي ومتلقي اخر تختلف بناء على عدة امور منها :

*سعة ثقافة المتلقي وإطلاعه " خصوصا بعلوم اللغة العربية "
* القراءة المتأملة والمستمرة للنصوص الأدبية ذات القيمة العالية
*تربيته والوسط الاجتماعي الذي نشأ فيه المتلقي
*الميول والرغبة والذوق العام

ولكن المتلقي يستطيع أن ينمي قدرته على فهم وتذوق النص الأدبي والتأثير فيه من خلال اكتساب عدة مهارات تجعله
قادراً على سبر أغوار النص والغوص في جميع جزئياته وتحليل أبنيته وفهم صوره وقياس درجة العاطفة فيه
وهذا هو ما سنتعلمه أن شاء الله من خلال هذه الدورة ونحاول تنميته في أنفسنا

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

وإلى هنا نكون قد انتهينا من المحاضرة الأولى في هذه الدورة
والذي تكلمنا فيها بشكل مفصل عن الهدف الأول والهدف الثاني من أهداف هذه الدور وهما :
1-ان نعرف اركان العملية الإبداعية : المبدع - النص الإبداعي - المتلقي .
2-ان نعرف العلاقة التي تربط أركان العملية الإبداعية.

https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

إلى حين نلتقي في الدرس القادم إن شاء الله
أتمنى لكم النفع والفائدة
ولكم خالص التحية ..،،،

عبدالرحمن منصور
25-07-12, 04:40 AM
حين تقرأون هذه المحاضرة ستجدون فيها عدة أفكار تم تكرارها بقصد عرض المعلومة بشكل مختلف
ولكي يكون هناك ضمانة أكبر في فهم وترسيخ المعلومة ..فهي ليست مجرد حشو مجرد من الفائدة .. إن شاء الله

والمطلوب منكم بخصوص هذا الدرس .؟
أولا ... القراءة المتأنية والمستفيضة للدرس ... ليس شرطاً أن تقرأه مرة أو مرتين أو ثلاث مرات في جلسة واحدة .. فهذا ممل حقاً
ولكن لأن هناك فترة فاصلة ما بين درس ودرس .. فاستغل هذا الوقت في قراءة الدرس كلما سنحت لك الفرصة بدخول المنتدى .. وهذا مطلوب من الجميع

ثانيا ... تلخيص أي جزء محدد من الدرس أو فقرة من الفقرات ... قد يكون الدرس كله بمثابة تلخيص ولكن نريد تلخيص التلخيص .... وهذا اختياري

ثالثا.... ذكر في الدرس مصطلح ( التجربة الذاتية ) فهل نستطيع شرح هذا المصطلح كي نعرف ماذا نعني بالتجربة الذاتية ...وهذا مطلوب من الجميع

رابعاً ... نحن ذكرنا بأن الكاتب يؤثر في النص بنقل تجربته الذاتيه إليه واختزال شعوره وعاطفته بداخله والنص بدوره يؤثر في المتلقي
فينتقل شعور الكاتب وإحساسه وتجربته الذاتية إلى المتلقي من خلال النص
والسؤال هو : هل النص يؤثر في كاتبه ... إن كان الجواب بنعم فكيف يمكن أن نفسر هذا التأثير .... الإجابة هنا اختيارية لمن شاء أن يجيب

وللمعلومية ... السؤال الثالث والرابع ليس له إجابة محددة لدي ... ولكن علينا أن نُعِمل عقولنا و تفكيرنا في البحث عن إجابة تكون قريبة أو معقولة ومقبولة لكل سؤال

وأي استفسار أو سؤال يتعلق بما تم التحدث عنه في هذا الدرس فبكل سرور
سنتعاون جميعاً في البحث عن إجابة تكون شافية وكافية لكل سؤال

هذا ولكم مني أرق التحايا وأطيبها ....،،،،


الإجابة على الأسئلة والمناقشة والإستفسار وكل ما يختص بهذه المحاضرة يتم في هذه الصفحة بشكل مباشر وعفوي

مــريـــم
28-07-12, 01:02 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا أشكرك كاتبنا المتألق عبد الرحمن لأن هذه الدورة بالإضافة لكونها مفيدة هي أيضا خروج عن الروتين الممل وتحريك للفكر وماقد يعتريه من ركود ..
ثانيا .... سأحاول أن أجاوب على الأسئلة بحسب ما فهمت وقد لا يخلو ردي من القصور ولكن سأحاول بقدر الإمكان الإلمام بأجوبة الأسئلة بحسب استيعابي لما ورد في المحاضرة من شرح وإن وأنتظر جميل إرشادكم وتقويمكم..
بالنسبة لمختصر المختصر كما أسميته أخي عبدالرحمن سأحاول أن أحتصر فقرة النص الأدبي ..
بما أحتواه من نقاط مهمة وجوهرية في بناء النص ودور ثقافة الكاتب وإطلاعه في رقي النص وجماله..
فكلما زاد قراءات الكاتب أو الشاعر وتثقيفه لنفسه والإلمام بكل جديد كان لذلك دور أكبر في تطوير النص والعثور على الكلمات المناسبة للفكرة التي يريد الكاتب إيصالها..
أيضا اللغة الجامدة التي قد يستخدمها الكاتب والمجردة من المشاعر قد تجد صعوبة بالغة في الوصول إلى وجدان المتلقي فلا يكفي أن يبدع الكاتب في إنتقاء الألفاظ والتراكيب البلاغية المعقدة ويهمل الشعور الذي هو الأساس المتين للنص الجيد.
وكما ورد في المحاضرة أهم مايمكن أن يكون في النص هو مراعاة مقتضى الحال والوصول للمتلقي بحسب حالته فإن كانت لغته بسيطة كان من الأولى أن تكون لغة النص مبسطة وسهلة والعكس تماما وفي النهاية يبقى إيصال النص بإحساس صادق هو أسهل الطرق لوصوله لوجدان القارئ..
هناك بشأن شعر بشار بن برد وما كان في النص الذي يصف المرأة وماتقوم به مافي هذا النص من بساطة في اللغة وخلوه من التعقيد بالإضافة إلى كون النص جاء موافق لبساطة تلك المرأة أيضا لم يأتي من شعور متقد كما النص الثاني الذي يصف الجيش وبطولاته لهذا كان أقوى في المعنى والألفاظ وأشد تأثير بالإضافة لكونه يراعي كل حسب حالته فكلما كان الشعور بالموقف كلما أبدع الكاتب في اختيار ألفاظه ووجد الكلمة المناسبة لإيصال نصه.
التجربة الذاتية ...والمقصود منها كما فهمت هي تجارب الكاتب وما مر به أثناء حياته من مواقف وأفكار ..تجارب قد تكون مؤلمة وأخرى مفرحة أي هي كل ماتعرض له منذ طفولته واختزله في ذاكرته وأصبح بالكتابة يتكشف على هيئة ابداع أو نصوص أدبية يحاول من خلالها الخروج من قوقعته الضيقة ويصل عن الطريق النص الأدبي يصل للآخر فالنص بالنسبة إليه هو المتنفس لتلك التجارب وفي الغالب أنها تجارب ومواقف مؤلمة وأن لم يعبر عن كل تجربة بشكل أحادي ولكنه يستمد من تجاربه مايضفي على النص رونقا يجعله مقبولا بل وبشدة أحيانا عند المتلقي.
هل يؤثر النص في الكاتب؟؟؟
نعم يؤثر النص في الكاتب وذلك بحسب النص فهناك بعض النصوص تكون عن مواقف مؤثرة على الكاتب وتسبب له أنواع من الذكرى الحزينة أو المواقف الصعبة مثل هذا النص الذي قد نتيجة لمثل تلك المواقف يكون تأثيره كبير ع الكاتب وكلما أعاد الكاتب قراءته تجدد عنده الموقف أو الذكرى وكان هنا تأثير النص وبصمته ربما ع حياة الكاتب كلها..
أكرر الشكر لك أستاذ عبدالرحمن وأتمنى لك التوفيق..
وأتقبل أي ملاحظة على ماكتبتُه حول المحاضرة فكلنا نتعلم..
وتقبلوا تحياتي

عبدالرحمن منصور
28-07-12, 02:27 PM
الله يبارك فيك يا مريم
حبيت أقرأ ردك على سريع وسيكون لي معه وقفه مطولة آخرى

اشكرك خصوصا أنك اول شخص يرد على المحاضرة ويشجعني على المواصلة


لك خالص التحية

الــمُــنـــى
28-07-12, 08:54 PM
/
\

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد .. ،،

:)

أتمنى يكون تلخيصي واضح وما فيه أي صعوبة ,,
حاولت بقدر الإمكان الأبتعاد عن الكلام والتلخيص بأستخدام الأشكال
مع تعليق بسيط أسفل كل صورة ( شكل ) :

http://www.a3a5.com/nov.11.2010/a3a5.com-13434964201.jpg


يتضح من هذا المخطط البسيط أن دورة (( تذوق النص الأدبي )) لها أحد عشر هدفاً
وهي بأختصار :





https://www.qtrat.com/up_ar/ar/nas3.png

اهداف الدورة :
1-ان نعرف اركان العملية الإبداعية : المبدع - النص الإبداعي - المتلقي .
2-ان نعرف العلاقة التي تربط أركان العملية الإبداعية.
3- أن نعرف أركان النص الأدبي ،التي تميزه عن ما سواه من النصوص .
4- أن نعرف العناصر الأربعة التي تشترك في تكوين معنى النص "مَقْصدية النص"
5-أن نلم بشيء من علم الدلالة " السيمانتيك" (مقدمة تعريفية تشمل : الوحدات الكلامية ،والفرق مابين اللغة المحكية والمكتوبة)
6- أن ندرس نظرية السياق ،من حيث عناصرها ،ومميزاتها.
7-ان نبين اهم المناهج النقدية الحديثة في تحليل النص الادبي ،وتحديد المنهج الذي سنسير عليه.
8- أن ندرس بعض القصائد ،والنصوص النثرية ،التي تعد بحق من روائع الادب العربي قديمه وحديثه.
9-ان نقرأ النص الأدبي قراءة معبرة ،تمثل دقائق الاهتزاز الانفعالي ،والعاطفي الذي سجله الشاعر بشعرة ،وتتجاوب معه تجاوبا متعاطفا.
10- أن نتذوق النص الأدبي من خلال تأمل المعجم اللغوي للنص ،وحقوله الدلالية ،واهم الظواهر الأسلوبية ،وجمال الصور الفنية.
11- ان نربط النص الادبي بسياقه التاريخي ،وان نبين علاقته بعصره ،وصاحبه ،ومناسبته المباشرة.






الهدف الأول والثاني تم تحقيقه في المحاضرة الأولى من هذه الدورة :
ويمكن أيجاز هذه المحاضرة بالمخطط التالي :


http://www.a3a5.com/nov.11.2010/a3a5.com-13434964202.jpg

يتضح من هذا المخطط أن أي نص أدبي سواء كان شعراً أم نثرا حتى نطلق عليه نصا أبداعيا
يجب أن يقوم على ثلاثة أركان أبداعية وهي التي يمثلها الشكل أعلاه .

وفي جميع تلك الأركان يجب أن يكون الكاتب والمتلقي كلاهما على
ثقافة عالية
وعلى دارية وإطلاع بالنصوص الأدبية ,,
ناهيك عن حب الأدب بوجه عام واللغة بوجه خاص ..

في الختام أقول أن دائرة الإبداع ما هي إلا كالعلاقة المشيمية بين الأم وجنينها ..
فمتى ما كان غذاء الأم جيدا ( ثقافة الكاتب وإطلاعه )
كان الجنين سليما وبصحة جيدة ( النص ) :)،،

أتمنى من المولى أن أكون وفقت في الفهم
وأيصال ما نهلته من هذا الدرس ،،
محبتي للجميع

:7
منى

عبدالرحمن منصور
28-07-12, 09:29 PM
مريم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ....،،،،

أشكرك أولاً على هذا الرد الذي يَنيمُّ عن فهم واستيعاب لما تم طرحة في هذه المحاضرة
واسمحي لي أن اناقشك في بعض النقاط التي وردت في ردك والتي أثارت بداخلي بعض التساؤلات

بخصوص تلخيص التلخيص ....
هو فعلا تلخيص شافي وكافي ولكن هناك بعض الملاحظات التي سنؤجل الحديث عنها
فهي من الأمور التي سيتم التطرق لها في هذه الدورة إن شاء الله
وتحديداً في أركان النص الأدبي ولكي أكون اكثر تحديدا فهي في جزئية " الألفاظ والتراكيب "

واكتفي الآن بتخليص نفس فكرتك ونفس الجزئية التي تحدثتِ عنها

( أن ثقافة الكاتب وما لديه من محصول لغوي تَشكّل من خلال القراءة والإطلاع
هو ما يساعد الكاتب في انتقاء الألفاظ الأجمل والأقدر على إيصال الفكرة للقارئ
وكلما تعددت ثقافة الكاتب وزاد إطلاعه زادة النص تطورا ونضوجاً وكان أقرب لقلب القارئ بشكل أكبر
وأن عاطفة الشاعر لابد أن تكون بارزة و واضحة في نصه من خلال ما ينتقيه من ألفاظ تعبر عن هذه العاطفة وتبرزها للقارئ
فلا يشفع للكاتب أن تكون ألفاظه صحيحة فصيحة وأن تكون تراكيبه سليمة خالية من التعقيد بينما لا أثر للعاطفة في ثنايا نصه الأدبي
فالهدف من كتابة النص الأدبي هو تحريك وجدان القارئ ونقل احاسيس ومشاعر الكاتب إلى المتلقي من خلال النص الأدبي
كما أن مراعاة مقتضى الحال لدى المتلقي ومدى ثقافته وفهمه هي من الأمور التي لابد أن تكون في اعتبار الكاتب المبدع
فعليه أن يخاطب كلَّ فئة وكلّ شخص حسب فهمه وإدراكه ووعيه كما فعل بشار في قصيدته التي قالها في رباب )

أما بخصوص سؤال ...... تعريف التجربة الذاتية لدى الكاتب .؟
تعريفك للتجربة الذاتيه تعريف موفق ورائع ،ولكن لو سلمنا بأن التجربة الذاتيه هو كما تقولين "هي كل ما تعرض له - الكاتب - منذ طفولته واختزله في ذاكرته "
فهل كل ما تعرضنا له في طفولتنا نستطيع كتابته في نص أدبي ، أو توجب علينا أن نكتبه في نص أدبي ،كنجاحنا من الصف الأول أو فوز نادينا المفضل في مباراة لكرة القدم
وهل التجربة الذاتيه لا يمكن أن تحدث إلى في سن الطفولة فقط .؟ ..
فماذا نقول عن شاعر تجاوز السبعين أو الثمانين عاماً وهو ينظم قصائد في منتهى الروعة والإتقان
كما أنك تقولين " وفي الغالب أنها تجارب ومواقف مؤلمة "فهل هذا يعني أن التجربة لا يمكن أن تكون سعيدة باسمة مشرقة .؟
وهل هذا يعني ان القصائد التي نظمت في الفخر والغزل العفيف والتغني بالأمجاد والبطولات والقصائد التي نظمت في الأعراس والمحافل
هل نقول عنها أنها قصائد لا تحمل تجربة ذاتيه لأن ليس للألم ولا للمرارة والمأساة أثر فيها .؟
فهل التجربة الذاتية دائما تجربة قاسية و مريرة .؟


اما بخصوص سؤال .... هل يؤثر النص الأدبي في كاتبه .؟
فأنت تقولين " نعم يؤثر النص في الكاتب وذلك بحسب النص
فهناك بعض النصوص تكون عن مواقف مؤثرة على الكاتب
وتسبب له أنواع من الذكرى الحزينة أو المواقف الصعبة "
فهل أنت تقصدين أن هناك نصوصاً تؤثر في كاتبها ونصوصاً لا تؤثر فيه ؟
فإن كان هناك نصاً أدبياً لا يؤثر في كاتبه فهل نتوقع أن يؤثر في متلقيه .؟

هذا بخصوص ما ورد في ردك أيها الرائعة
اكرر لك عظيم الشكر وعظيم الإمتنان
ولك مني كل تقدير وتحية ...،،،

عبدالرحمن منصور
28-07-12, 09:55 PM
أهلا بالمنى
الصورة ترسخ في الذهن أفضل من الكتابة المجردة ،وهذا شيء تدركينه جيداً يا منى .
ولذلك كان ردك عبارة عن صورة اختزلت واختصرت المحاضرة كلها في صورة معبرة واحدة
فكرة لم تخطر على بالي حقيقةً ..... رغم أنها أكثر نفعاً وأسهل في إيصال المعلومة اشكرك حقاً عليها.

ولكن لا تنسي أن هناك اسئلة لم يغطيها ردك هذا :) رغم تقديري لجهدك الذي بذلتيه في تنفيذه وتنسيقه .

لك مني كل الشكر والتقدير

ماااريا
28-07-12, 11:01 PM
مجهود رائع استاذ عبد الرحمن ,,

وان شا الله لي عودة

متاهة الأحزان
29-07-12, 12:32 AM
بسم الله الرحمـن الرحيم

خير ما أبدأبه الحديث بعد ذكر الله التحية لكل المارة من هنا

والشكر لله ثم لأخ أخذ على عاتقه بث نور العلم الذي يتمتع به في نفوس من أرادوا ذلك

أسأل الله له خير الجزاء

\
/

ماأمكنني استيعابه وربما اخراجه للنور ولو بشكل قاصر عاجز ...

الكاتب لايولد من رحم الجهل ...فلا بد للكاتب من الإطلاع والقرأة الكثيرة خاصة للكتب الأدبية

ان سعة اطلاع الكاتب تأثر في لغته فتكون أكثر متانة ورقي وتماسك غير أن اللغة وحدها لاتخلق نصا ادبيا يرضي المتلقي

فالعاطفة التي بني عليها النص والقدرة على الانتقال من صورة لأخرى ـ ومن تجربة تخص الكاتب لتجربة تستولي على المتلقي أمرٌ غاية في الأهمية ...

للكاتب أيضا أن يراعي مستوى المتلقي حيث أن هناك قارءٌ بسيط وآخر متمكن لكن دون الهبوط بمستوى لغته ...

\

أما التجربة الذاتية ...هي حدثٌ ما وقع في حياة الكاتب او حتى لشخص أخر امام الكاتب فأثر في نفسه كثيرا وحفر في ذاكرته عميقا

قد تكون التجربة الذاتيه حدثا موجع أو فرحٌ ضرب في النفس عميقا

\
اما النص فيؤثر في نفس كاتبه كلما عاد له بنفس الدرجه التي تأثر بها الكاتب حين خرج نصه للنور

فهو يثير الامل الفرح الحزن والذكرى بكل عودة له بحسب الحالة والحدث الذي كتب فيه هذا النص

\

اذن العملية الابداعية ليست مزيجا من كلمات ذات معاني براقه وانما مزيجا من التصاوير والعواطف والثقافه تخرج للنور كنص يحظى باحترام متلقيه كما كاتبه تماما

\
/

أعتذر عن طول الحديث

لربما كان استيعابي افضل من تلخيصي للدرس ...لذا أعتذر عن سوء التعبير ان وقع مني

\

اخي الفاضل عبد الرحمــن منصور

كلي شكر وامتنان لهذا الجهد المبذول

والمعذره على تأخري بالرد

عبدالرحمن منصور
29-07-12, 01:18 AM
أهلا ماريا وحياك الله
ننتظر عودتك يا فاضلة
كي نرى الدرس أو المحاضرة من عدة زوايا مختلفة ..
فأنا أقوله من وجهة نظري وأنتِ تقوله من وجهة نظرك والثالث والرابع .....وهكذا جميعاً
فالفكرة أو الأفكار التي نتكلم عنها هي نفسها لا تختلف و لكن بطرح مختلف ومن عدة زوايا مختلفة
وكلما تعددت الزوايا كلما اتضحت الصورة بشكل أفضل - إن شاء الله -
وهذا هو الهدف الحقيقي من طلبي تلخيص لجزئية من المحاضرة
ولا تستعجلوا الدروس أو المحاضرات فالزمن ليس مهم بدرجة عالية
المهم أن لا نتجاوز اي هدف إلا ونحن اشبعناه دراسة وتحليلاً وتفصيلاً
حتى نفهمه بأعلى درجات الفهم وحتى نستوعبه بأفضل شكل ممكن
مع أن كل الذي قلتهُ والذي سوف أقولهُ جميعكم تعلمونه من قبل أن أقوله
ولكن لابد أن نتطرق لكل ذلك بالدراسة والتحليل والتفصيل ومن زوايا كثيرة
أتمنى حقاً أن يكون هناك اكبر قدر من المشاركين والمتفاعلين في الدورة
مع ذلك لو خرجنا بفائدة واحدة فقط حصل عليها شخص واحد فقط فهذا انجاز رائع

ومقدماً اعتذر لكم جميعاً ... فسأكون قاسياً جداً افي التوجيه او العتب او اللوم
سواء لمن طلب الانضمام للدورة ولم يتفاعل معها لحد الآن
أو لمن يرتكب أخطاء فنية في الكتابة نحن جئنا هنا كي نتخلص منها
حتى في كتابتك للردود فتأكد لن يمر خطاك دون الوقوف عليه وتنبيهك
وهذا ليس صادر عن بغض أو حقد أو تكبر لا سمح الله
ولكن نحن جئنا لنستفيد من بعضنا ومبدأ المجاملة ضيق لأبعد حدود
قد نجامل في أي قسم من أقسام المنتدى ولكن ليس هنا
وسأقول للمخطئ أنت أخطأت وللمصيب أنت اصبت
ولن اتحيز لأحد ولن اتحامل على احد
وأطلب أن نكون جميعنا على هذا النهج في هذه الدورة على أقل تقدير
ولا استثني نفسي من ذلك فمن رأي مني خطأ ولو في كلمة ولو في حرف واحد
فأنا له من الشاكرين لو قال لي أنت اخطأت .

شكرا لك ماريا على المرور والقراءة
وننتظر عودتك عما قريب
ولك خالص التحية مني ...،،،،

عبدالرحمن منصور
29-07-12, 02:30 AM
أهلا متاهة الأحزان

(( الكاتب لا يولد من رحم الجهل ))
لو ظفرت بهذه العبارة قبل إعلان الدورة لجعلتها عنوان لها
نعم فالكاتب لا يولد من رحم الجهل ... ما أصدقها من عبارة
كما أن القارئ لا يولد من رحم الجهل أيضاً
فالعلم والمعرفة والثقافة هو المعين الشترك الذي يستقي منه الكاتب والمتلقي على حدٍ سواء


وفي الجزء الأول من ردك والذي بدأ بجملتك الرائعة ( الكاتب لا يولد من رحم الجهل )
وختم بقولك " لكن دون الهبوط بمستوى لغته " أنتِ في هذا الجزء لخصتِ دور الكاتب
وما يجب عليه تجاه نصه الذي سينوب عنه في حمل شعوره وإحساسه وتجربته إلى المتلقي
ولا أجد في تلخيصك إلا أنه أخذ زبدة القول وخلاصته وقدمها في ثوب قشيب
وهذا ليس بغريب على كاتبه لها في التجربة الأدبية بصمة واضحة


وفي اجابتك عن مفهوم التجربة الذاتية
فقد وفقت كثيرا في تبيانها فلم تحصريها في جانب الألم والمأساة
ولا كنها اتسعت عندك لتشمل الفرح والسعادة أيضاً ،فهناك تجربة قاسية ومريرة كما أن هناك تجربة رائعة وجميلة
ولذلك تعددت اغراض النص الأدبي فمنه الرثاء ومنه الفخر ومنه الغزل ومنه الحكمة ومنه المدح والكثير غيرها من الأغراض
والتي لن نتجاهل ذكرها في ثنايا هذه الدورة إن شاء الله

ولكن ...أنتِ تشترطين أن تكون هذه التجربة قد وقعت في حياة الكاتب نفسه أو لشخص أخر أمامه ... أليس كذلك ..؟
فهل التجربة التي لم يشهد حدوثها الكاتب ولم يراها بعينه لا يعتد بها كتجربة حقيقة من الممكن أن تؤثر في نفسه وينتج عنها نصاً ادبياً مكتمل الأسس والأركان .؟
إذا كيف نفسر كثيراً من القصائد التي يحق لها أن تُكتب بماء الذهب وهي تحمل لنا تجربة قديمة جداً لازال الشاعر يحس بها كما وقعت ولازالت نفسه تسيل أساً عليها
كقصائد كثيرة رثا فيها شعراء كُثر سقوط الأندلس و وصفوه لنا وكأنهم يرونه رأي العين وهم لم يعيشوا في ذاك الزمن إطلاقاً ... كأحمد شوقي مثلاً


أما فيما يتعلق بحديثك عن تأثر الكاتب بنصه فلا يمكنني هنا إلا أن أرفع لك قبعة الاحترام كناية عن مدى الإعجاب بحديثك
فالكاتب هو القارئ الوحيد الذي يجيد قراءة نصه ويتأثر به فهو ليس إلا مضغة من فؤاده وقطعة من روحه
هذا في حالة إن كانت العاطفة في النص صادقة وعميقة غير مفتعلة أو مزيفة ، ولكن هناك نصوص - قد تكون قليله - ينفر منها الشاعر وقد يبغضها
لنفوره من التجربة التي مر بها وأدت إلى كتابة هذا النص و كرهه لمجرد حتى تذكرها . منها على سبيل المثال قصيدة المتنبي التي قتل فيما بعد بسببها والمتنبي هو امبراطور الشعر العربي على الإطلاق
فقد كان يعرض عن سماع هذه القصيدة وينفر من الحديث عنها لما كانت تحمله من الفاظ نابية وحقيرة
ولكن في المجمل يمكننا أن نقول أن الكاتب هو أكثر من يجيد قراءة نصه وأكثر من يتأثر به ..وللمعلومة حتى نفور الكاتب من نصه أو بُغضهُ له هو نوع من أنواع تأثر الكاتب بنصه
فتأثر الكاتب حيال نصه ليس دائما تأثراً ايجابيا وجميلاً .... فالنص يحمل في طياته تجربة الكاتب وقد تكون هذه التجربة جيدة بالنسبة للشاعر أو غير جيدة أو أنها تحولت إلى تجربة غير جيدة وقد تفقد أهميتها وتأثيرها مع مرور الزمن فيصبح النص لا يحرك وجدان صاحبه كما كان حين كتابته

شكرا لك متاهة الأحزان
على هذا الرد المفحم الجلي الواضح
ولك خالص التحية مني والتقدير ....،،

مــريـــم
29-07-12, 05:16 AM
أما بخصوص سؤال ...... تعريف التجربة الذاتية لدى الكاتب .؟
تعريفك للتجربة الذاتيه تعريف موفق ورائع ،ولكن لو سلمنا بأن التجربة الذاتيه هو كما تقولين "هي كل ما تعرض له - الكاتب - منذ طفولته واختزله في ذاكرته "
فهل كل ما تعرضنا له في طفولتنا نستطيع كتابته في نص أدبي ، أو توجب علينا أن نكتبه في نص أدبي ،كنجاحنا من الصف الأول أو فوز نادينا المفضل في مباراة لكرة القدم
وهل التجربة الذاتيه لا يمكن أن تحدث إلى في سن الطفولة فقط .؟ ..
فعلا وكما أشرتَ أنني حددت التجربة الذاتية بالطفولة وماتحتفظ به الذاكرة في هذه المرحلة من تجارب بينما الصواب وكما أشرتَ أستاذي عبدالرحمن أن التجارب الذاتية للكاتب هي تشمل جميع مراحل عمره من الشباب إلى الشيخوخة وأيضا قد تكون هذه التجارب هي أكثر نضجا لإعطاء الكاتب دعم في كتابة نصه بشكل أشمل وأعم..
أيضا أنا حصرت أنواع التجارب على التجارب المؤلمة فقط والحقيقة كما وجهتني وكما أشارت الكاتبة متاهة الأحزان أن التجارب هي كل مايمر بالكاتب من فرح أو حزن وجميع الحالات الإنسانية حتى وإن كانت تجارب للغير وأثرت في الكاتب بشكل كبير... بل ربما سيكون كاتب أناني لو حصر قلمه على أحاسيسه دون الإلتفات لمشاعر الآخرين والإحساس بما قد يعانون ولو كحد أدنى.....ولكن مجرد ملاحظة مني قد تكون خاطئة أن نصوص التجارب الفاشلة أو الناتجة عن معاناة هي أشد تأثيرا سوى على الكاتب نفسه أو المتلقي والدليل أن القصائد والقصص والمسرحيات التي احتوت على كمية كبيرة من المعاناة والنهايات المؤلمة هي أكثر انتشارا وقبولا من تلك التي تخصصت ف المدح أو الوصف أو غير ذلك من أغراض الشعر والكتابة..

فهل أنت تقصدين أن هناك نصوصاً تؤثر في كاتبها ونصوصاً لا تؤثر فيه ؟
فإن كان هناك نصاً أدبياً لا يؤثر في كاتبه فهل نتوقع أن يؤثر في متلقيه .؟
نعم قد يكون هناك نصوص لا يتأثر بها كاتبها فأنا لا أتصور شاعر أنشأ قصيدة مدح لأحد الأمراء أو الخلفاء كما كان يحدث من أجل المال أ الجاه لا أتصور أن نص مثل هذا الشاعر سيؤثر فيه بل هو مجرد مصلحة فقد لا يرى الشاعر في الممدوح مايستحق المدح ولكن العكس تماما قد يرى فيه صفات تستحق الذم فمثل هذا النص لا أتوقع أنه يؤثر في قائله.
وأتوقع أن مثل هذا النص سيؤثر في متلقيه خصوصا الممدوح لأنه جاء ليعطيه صفات وأخلاق ليس أهل لها ولكن جاءت على هواه..
وأنا جدا آسفة على الإطالة ولكن الموضوع فعلا جذبني وف النهاية هي مجرد نظرة قاصرة ومن وجهة نظري الشخصية تتلاشى ضمن الآراء الأكثر عمقا وفهما..
شكرا لك مرة أخرى على تقبلي بصدر رحب..

متاهة الأحزان
29-07-12, 10:37 AM
لم أشترط أن تكون حدثا وقع للكاتب أو رآه بأم عينه

فنحن مثلا نهب ونثور إذا علمنا أن ملة أخرى سبت أحد الصحابة رضوان الله عليهم أو تعرضت للرسول صلى الله عليه وسلم

ونقيم حملات للدفاع عن رسولنا الكريم وصحبتة رضي الله عنهم

وتلك الحملات تشمل مقاطعة البلد الذي سمح بالإعتداء وبإلقاء الخطب والدروس التي تظهر فداحة ما قيل ومجون القائل كماتظهر مناقب الصحابة رضوان الله عليهم ورسولنا الأكرم ...

وتلك الدروس حتما تؤثر في نفس متلقيها إن كتبة بلغة سليمة وعاطفة صادقة...

\

كما أننا نثور ونكتب حين نعلم ان مسلما في بلد مسلم أهين واضطهد حتى لو أننا لم نرى ذلك لقلة توفر الصور

لكني أشطرت بالتجربة الذاتية أن تكون حدثا أثر في نفس الكاتب بدرجة جعلت نصه مفعما بالحياة مهما كانت قسوة التجربة أو ايلامها

\

أدرك أيضا أننا لازلنا نتغنى بأمجادنا العربية التي مضى عليها الزمان ...نتغنى بها فرحا حين وحزنا على حالنا هذه الأيام حين

إذن كيف للتجربة أن تكون شخصية ...؟؟؟!

\

في ردي الأول ...اختصرت الشرح دون انتباه للصيغة الأجابة التي تدل على أن التجربة الذاتية حدثا وقع للكاتب نفسه...

وهذا خطأ برد أعتبره ضربا من التعلم لكتابة النص الأدبي

فالنص الأدبي قد يكون جوابا

خطابا

رساله

أو غير ذاك الكثير

\
/

أخي سر بنا للأمام ماقدرك الله على ذلك

وأنا أول من يتبع خطاك باذن الله

تقديري

الــمُــنـــى
29-07-12, 07:37 PM
ثالثا.... ذكر في الدرس مصطلح ( التجربة الذاتية ) فهل نستطيع شرح هذا المصطلح كي نعرف ماذا نعني بالتجربة الذاتية ...وهذا مطلوب من الجميع




/
\


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تقبل الله صيامكم وسائر أعمالكم إنه سميع مجيب ،،
أما بعد :

من وجهة نظر شخصية أرى أنه :
(( وكما أن لكل فعل ردة فعل تناسبه ))
فكذلك هو الحال في عالم الأدب بأختلاف أشكاله وأنواعه .
فالأديب المبدع هو الذي يتفاعل مع جميع الأحداث والمواقف
سواء عايشها أم لم يعايشها وسواء كانت تلك المواقف :
* شخصية ( تجربة ذاتية ) ..
* أو مواقف تعرض لها الأفراد المحيطين به ,,
* أو مواقف تعرض لها المجتمع عموما أو الأنسانية قاطبة .,,
فالأديب المبدع :
يستطيع في جميع الحالات السابقة أن يحول المخزون اللغوي الهائل
الذي بداخله والذي أكتسبه من أحدى الطرق التي ذكرت أعلاه إلى
نص أدبي في غاية الجمال والروعة .
نص يؤثر في صاحبه أولا وفي المتلقي ثانية ..
بشرط أن تكون العاطفة التي أدت لكتابة ذاك النص صادقة
فما يخرج من القلب يصل لقلب المتلقي بسهولة .
ولا يشترط أن يكون النص الإبداعي وليد اللحظة التي حدث فيها التأثير
على كاتبه سواء كان الحدث خاصا أم عاما ..
فقد يبدأ الكاتب في لحظة حدوث الحدث أو لحظة السماع عنه أو رؤيته
بكتابة بعض الجمل المتفرقة في أجندته الخاصة وبعد زمن من التخمر والنضوج
يولد نص أبداعي توفرت فيه جميع أركان العملية الإبداعية السابقة الذكر .
وحينما يرى النور يجد الآذان المصغية له والقلوب المتعطشة له .

التجربة الذاتية ..
هي برائي المتواضع هي تجربة شعورية لا ترتبط بزمان أو مكان
بقدرما ترتبط :
بنبض كاتبها والذي يحولها بعبقريته الفذة إلى نص يتجاوب معه
أبناء الشرق والغرب .
إن أصبت فتوفيق هو من الله
وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

تقديري وأمتناني للجميع
منى
:7

عبدالرحمن منصور
30-07-12, 03:06 AM
مريم أشكر لك حضورك الثاني هذا
واشكر حقاً على جودة صياغتك و وضوح فكرتك
فقد جاء ردك هذا بشكل أفضل من ردك الأول والذي استعجلتِ فيه قليلَ
أعلم أنك بذلتي جهداً كبيرا في هذا الرد وبذلتي وقت أطول
ولكن لكل شيء جميل ضريبة ولابد أن نكون مستعدين لدفع هذه الضريبة إن رُمنا أن نرتقي بخطابنا إلى مراتب عالية
ومع المداومة والاستمرار سيصبح ذلك سجية وعادة فينا تأتي بلا تصنع وبلا مشقة .

>>>>>>>>>> <<<<<<<<<<
وبما أنك تعلمين أن التجربة الذاتية لدى الكاتب قد تكون حزينة وقد تكون سعيدة
فأنت تقولين أن التجربة الذاتيه الصادرة عن الشعور بالأسى والحرمان والمرارة والحزن
اثرها يكون أشد على الكاتب وعلى المتلقي من أثر التجربة السعيدة والجميلة
وهذه حقيقة نقر بها جميعاً ونعترف وندين لك بالفضل في ابراز هذه الفكرة وإيضاحها
فغالبا ما تكون النصوص الأدبية التي تحمل في طياتها شعور الحزن والفقد أو الثكل والفجيعة
لها تأثير بالغ وأشد وأكبر من تلك النصوص التي تحمل في ثناياها عاطفة الفرح والسعادة والسرور أو الزهو والفخر
بل أن هناك من الشعراء العمالقة على امتداد جميع العصور والذين تطرقوا لجميع اغراض الشعر
كان أفضل نتاجهم الأدبي ما كان في الرثاء او الفقد او الفجيعة والثكل
بل إن منهم من تخصص في الجانب المظلم والسوداوي لهذه الحياة كأبي العلاء المعري " رهين المحبسين "
الذي يقول في إحدى قصائده الرائعة :
تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ **** إلا من راغبٍ في ازديادِ
إن حزناً في ساعة الموت **** أضعاف سرور في ساعة الميلادِ
ضجعة الموت رقدةٌ يستريح *** الجسم فيها والعيش مثل السهاد

>>>>>>>>>> <<<<<<<<<<

وفي ما يختص بتأثر الكاتب بنصه :
فأنت أيضاً اشرت إلى نقطة جديدة لم يتم التطرق لها وهذا يدل على حسن تفكيرك وتأملك في الدوافع التي انتجت النص الأدبي
فكما أن هناك نصوص كان الدافع من ورائها تجربة ذاتيه " نبيلة " أدت إلى كتابتها فحملت لنا عاطفة صادقة وإحساس نبيل ( وهي التي نحن بصددها في هذا الدرس )
فهناك قصائد لم يكن وراءها تجربة ذاتيه ولكنها قد تكون مصلحة ذاتية أو مطامع شهوانية فكانت العاطفة فيها غير صادقة وغير قوية
ونحن هنا سننتقل من الحديث عن التجربة الذاتية الى الحديث عن الدافع الذي أنتج النص الأدبي
فإما أن يكون الدافع تجربة ذاتية .. وإما أن يكون مصلحة ذاتية ... وهذا شيء تحده درجة العاطفة الموجودة في النص والتي سنشبعها حديثاً في درسنا الثاني إن شاء الله ..... وكلا

الدافعين ينتجان لنا نصاً ادبياً رائع ولكن الاختلاف بينهما في درجة العاطفة وصدقها من عدمه
ويتضح هذين الدافعين بجلاء في ديوان أبو الطيب المتنبي والذي احتوى على قصائد كثيرة في كلا الجانبين
فقصائده التي قالها وهو في حلب وعند اميرها سيف الدولة الحمداني تحمل عاطفة قوية وإحساس نابع عن شعور صادق فقد كان - اقصد المتنبي - يتعصب لهذا الأمير العربي و يوده
بينما قصائده التي قالها في مصر وبين يدي حاكمها كافور الأخشيدي كانت العاطفة فيها مصطنعة وغير صادقة لأن الهدف منها ذاتي ومصلحة شخصية بحته ، لدرجة أنه كثيرا ما كان يمدحه في الظاهر وهو يهجوه ويسخر منه في الحقيقة
ولن أطيل الحديث في هذا الجانب فنبتعد عن محور حديثنا نكتفي بقراءة مقطوعتين للمتنبي الأولى نظمها وهو في حلب وامتدح فيها سيف الدولة الحمداني بعد انتصاره في احدى المعارك
والثانية نظمها عندك كافور الاخشيدي ومدحه فيها أيضاً فكلاهما نصين أدبيين بلا شك ولكن العاطفة فيهما تختلف مابين الصدق والافتعال والقوة والضعف

يقول المتنبي وهو يمدح سيف الدولة بعد انتصاره في أحدى المعارك :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ........ وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ........ وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه ........ و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفسه ........ وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمرا سلاحه ........ نسور الفلا أحداثها و االقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب ........ وقد خلقت أسيافه و القوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ........ و تعلم أي الساقيين االغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله ........ فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنا ........ و موج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فاصبحت ........ ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها ........ على الدين بالخطي و الدهر راغم

وقال في مدح كافور في قصيدة طويلة :
وأخلاق كافور اذا شئت مدحه........ وان لم أشأ تملي علي وأكتب
اذا ترك الأنسان أهلا ورائه........ ويمم كافورا فما يتغرب
فتى يملأ الأفعال رأيا وحكمة ........ ونادرة احيان يرضى ويغضب
اذا ضربت في الحرب بالسيف كفه........ تبينت أن السيف بالكف يضرب
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله........ فأني أغني منذ حين وتشرب
وهبتَ على مقدار كفّي زماننا ........ ونفسي على مقدار كفيك تطلب
اذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية ........ فجــودك يكسوني وشغلك يسلب

ورغم أن عاطفة القصيدة وأخص بها عاطفة المتنبي تجاه كافور لا تقاس إطلاقاً بعاطفته تجاه سيف الدوله
إلا أن القصيدة آية في الجمال والروعة فما بالك بقصيدة تكتمل فيها عاطفة المتنبي فما عساها تكون ..!

ولمن شاء أن يسمع القصيدة فهي هنا
http://www.youtube.com/watch?v=h8ahSwjZ1Tg&feature=relmfu

وسنتعلم إن شاء الله في هذه الدورة كيف نقيس درجة العاطفة في النص الأدبي .

مريم
لك الشكر على تفاعلك وحضورك ومداخلاتك
التي أثرت الموضوع وجعلتنا نتطرق لبعض النقاط التي لم نتطرق لها مسبقاً

لك كل التحية ....،،،

عبدالرحمن منصور
30-07-12, 03:52 AM
أهلا متاهة الأحزان
أعلم حقيقة أنك لم تقصدي أن تشترطي أن تكون التجربة حدثا وقع للكاتب أو رأه بأم عينه
ولكني أبحث في كلامكم عن التجربة الذاتية عما يجعلنا نتوسع في الحديث عنها بشكل كبير
فإن كانت النطفة هي مرحلة أولية من مراحل خلق الكائن الحي فإن التجربة الذاتية هي بمثابة هذه المرحلة للنص الأدبي
ولن أبالغ إن قلت كما يقول الكثير من متذوقي الأدب بأن النص الأدبي " كائن حي "
وأنت أشرت إلى ذلك في قولك (لكني أشطرت بالتجربة الذاتية أن تكون حدثا أثر في نفس الكاتب بدرجة جعلت نصه مفعما بالحياة )
فهذا الشطر من حديثك قدم لي الكثير مما كنت أبحث عنه في هذا الحديث المسترسل والطويل عن التجربة الذاتية
فكيف يمكن أن أقول لأحد أن النص الأدبي كائن حي فلن يستسيغ مني أحدٌ هذا القول قبل أن أخذه إلى نقطة عميقة جدا
ومرحلة أوليه من مراحل تكون النص الأدبي في ذهن الكاتب وكيف يكون مجرد مضغة وأمشاجاً قوامها الشعور الإنساني والعاطفة الجياشة
من ثم تولد وتخرج للنور على شكل نص أدبي جسده من الحروف والكلمات وروحه من العاطفة والشعور الانساني
وهذه مرحلة لن نتعداها قبل أن نفهمها حق الفهم ونمعن النظر فيها طويلاً

اشكرك متاهة الأحزان
على حضورك الثاني
وعلى تفاعلك مع هذا الدرس

لك مني خالص التحية ...،،

مــريـــم
30-07-12, 04:47 AM
بل الشكر الجزيل لك أستاذ عبدالرحمن على هذه الفرصة التي أتحتها لي
وبردك الشافي والكافي بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى
وبالفعل أنا كنت مستمتعة
بالمناقشة وفي نفس الوقت مستفيدة منها بشكل كبير..
أكرر شكري وإمتناني وتمنياتي بالتوفيق للجميع..

عبدالرحمن منصور
30-07-12, 04:50 AM
أهلا منى
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أنت تقولين أن الأديب المبدع هو الذي يتفاعل مع جميع الأحداث والمواقف
سواء عايشها أم لم يعايشها وسواء كانت تلك المواقف :
* شخصية ( تجربة ذاتية ) ..
* أو مواقف تعرض لها الأفراد المحيطين به ,,
* أو مواقف تعرض لها المجتمع عموما أو الأنسانية قاطبة .,,
ليس من المنطق أو المعقول أن يتفاعل الأديب مع كل هذا
فهل نقول أن الأديب الذي لم يتفاعل مع تسونامي الذي ضرب اليابان ليس أديب .؟
أم نقول أن الكاتب الذي لم يكتب ولو نصاً واحد مع الحرب العالمية الثانية ليس كاتبا مبدعا .؟
الأديب لا يتفاعل إلا مع حدث يلامس شعوره ويحرك وجدانه فقط ... بغض النظر عن الدوافع الآخرى التي قد ينتج عنها النص الأدبي


الأديب يا منى إن لم يلامس الحدث أياً كان هذا الحدث احساسه ولم يحرك شعوره فلن يكون قادرا على إيجاد النص الصادق
ولا أقصد هنا بأن هناك نصا صادقاً ونصا آخر كذباً .. بل أقصد العاطفة تحديداً
فلو احترق العالم بأسره ولم يحرك هذا الحدث احساس الكاتب ولم يوقظ شعوره فقد يكون غير قادر على التفاعل معه
وإن فعل فسيكون هذا النص ضعيف العاطفة لأن هذا الحدث بالنسبة لهذا الكاتب لا يعتبر تجربة ذاتية ( وفاقد الشيء لا يعطيه )
ولكنه قد يحرك وجدان كاتب اخر فيعتبر هذا الحدث بالنسبة له تجربة ذاتيه فيتفاعل معه بكتابة نص أدبياً يعطيه من شعوره وإحساسه الذي يحسه
ولو قتلت نملة في أدغال أفريقيا وحرك موتها وجدان أحد الكتاب ورثاها بقصيدة فيمكننا أن نقول أن الشاعر في هذا النص عاش تجربة ذاتية قاسية :)
فالحدث في ذاته ليس مهماً ،المهم أن ينتج عن هذا الحدث شعور وإحساس صادق يستطيع من خلاله الكاتب أن ينتج نصاً أدبياً


نخلص من كل هذا بالخروج عن بضع سطور استخلصتها من حديثكم عن التجربة الذاتية فيمكننا أن نقول :
بغض النظر عن الزمان والمكان وعن أي شيء أخر فالحدث أياً كان هذا الحدث قديم أو جديد بعيداً أو قريباً
خاصاً أو عاماً مشترك إذا ما حرك وجدان الأديب ونتج عنه شعور انساني أيا كان هذا الشعور
فهو كفيل أن ينتج لنا نصاً أدبياً فيه من العاطفة بمقدار ما كان في نفس الكاتب حيال هذا الحدث
هذا الحدث هو ما نطلق عليه التجربة الذاتية وشرطها الوحيد أن تحرك وجدان الكاتب


وبهذا نكون قد انتهينا من الحديث والنقاش في هذه المحاضرة
ولم يتبقى سوى طرح المحاضرة الثانية أن شاء الله
أمهلوني قليلاً من الوقت وستكون بين أيديكم إن شاء الله

ولكم مني عظيم الشكر
ولكم كل التحية والتقدير ...،،،

نسيان
30-07-12, 12:42 PM
يسعد مساااكم جميعا
بكل خير
اعتذر لتاخري بالتلخيص و لكن لاجل ان الم اكبر قدر ممكن من المداخلات و الردود
كل انسان يكون بحياته اشياء مؤثره البعض يكتبها شعرا او نثرا البعض لوحات فنية حتى الشخبطااات على الورق
لو غصنا برموزها لوجدنا انها نتيجة لمؤثر
طريقة اخراج ذلك المؤثر الذ لامس الوجدان تختلف من شخص لآخر
المبدع يكون هو الشخص الذي الم التجربة كاملة من مؤثر ومن سعة اطلاع ومن قدرة على صياغة الحدث باجمل الصور و اروع التعابير
يعني سيكون عندنا مبدع قوي ومبدع ضعيف كلا يعتمد على كمية الاطلاع و الثقافة وعلى كم من تاثير هذا المؤثر
على تفاعلة و انغماسة فيه
يعني اسلوب الكاتب وهو هو الذي يميز هذا الشاعر عن غيرة و اسلوبة هو ((إذاً فلابد للكاتب أن يجعل من تجربته الذاتية تجربة ذات افاق أرحب فقد ينقل تجربته الذاتية إلى تجربة اجتماعية
وقد ينقلها إلى أُفقٍ أرحب فيجعل منها تجربة إنسانية .))1

قدرة الكاتب على صياغة الاحاسيس وعلى الابهار بمتانة الالفاظ و التعابير تعتمد على الكم الهائل و المخزون الذي
حفظه او تلاه
هناااك اعتبارات لسلامة و جوده النص واعتلاء منصة الابداع
اهل الاختصاص يعرفون لتلك المقايس وهذا الهدف من انشاء هذه الدورة

التجربة الذاتية :
كل انسان يستطيع ان يصيغ احداثيات يومه بشكل او بآخر و لكن وصوله للابداع يحتاج الى ركائز اولها الصدق في نقل المشاعر لاجل ان تصل الى قلب المتلقي ..
كلما كان الكاتب صادق لنقل تجربته للمخاطب كلما كانت اعمق ونقدر نقول عنها ابداااع

مثال : كتب بعض الشعراء شعر غزل فكتبت له لم اجد صدق المشاعر في قصيدتك حواااء مفقوده
هنا نسج خيال على الورق لم تغوص باعماااق تجربة و لم تدع لنفسك الابحااار و التخيل بوجود حواء
لم يصل الى قلبي
فاكتفيت عليه برد رائع بارك الله بك .. فالصدق بالاحاسيس و التجارب يوصلك لشعور التصفيق ام فقط السكوت
المتلقي هنا يتفاعل مع النص الصادق الجزل

البعض يكتب قصيده و لا تقف على اسبابها صف حروف و كلمات تريد ان تمسك قصة للاحداث و المعاناة و الزخم الهائل من الالم المسكوب لا تجد هنا ايضا نفتقد للمصداقية و راح يفقد المتلقي التفاعل مع النص فالتجربة الذاتية لابد من صدقها وان كانت مدحا مثال آخر لماذا تثبت الايات القرانية كلما عرفنا اسباب النزول
كذلك هي القصائد تصل للابداع عندما نعرف اسباب و نقف على حقيقة تلك المشاعر ...

اعتذر طولت

عبدالرحمن منصور
30-07-12, 09:21 PM
اهلا نسيان
حضورك متأخر
ولكن نقدر لك هذا التأخير ونعلم أنك كنت تتابعين الردود المتوالية ليكون لديك فكرة أفضل وأجمل عن الموضوع

عموما نسيان لك وللجميع أحب أن اذكر نقطة قد تكون الأخيرة في هذا الموضوع

التجربة الذاتية هي ليست حكراً على الأديب دون سواه
فجميع البشر على وجه هذه الأرض يلم بهم الكثير من الأحداث الحزينة أو السعيدة
ولكن الأديب هو الشخص الوحيد الذي يتميز عنهم بعدة أمور

أولاً ... الأديب يستطيع أن يجعل شريحة عريضة من الناس تتعاطف معه حين ينقل لهم تجربته الذاتيه و مشاعره واحاسيسه التي ألمت به من خلال نصه الأدبي الذي يكتبه و يشحنه بعاطفته ومشاعره التي تختلج في نفسه
فالتجربة الذاتية تتحول لدى الأديب الى تجربة اجتماعية وقد ترتقي لمستوى اعلى فتصبح تجربة انسانية
أما بقية الناس - غير الأدباء - فتجربتهم قد لا يحس بها إلا هم ،او المقربين منهم فالتجربة لديهم تبقي في المستوى الأول دائما

ثانيا .... جميع الناس غير الأدباء تجاربهم الذاتية لها عمر قصير فجميع مشاعرهم وأحاسيسهم سوف تموت بموتهم
أما الأديب فلاااااا ... فكثير من تجاربه وكثير من مشاعره وعواطفه يكتب لها الخلود وتبقى بعد موت صاحبها إلى أن يشاء الله لها أن تكون
فهناك أدباء وشعراء ماتوا منذ الف سنة ويزيد ولازالت مشاعرهم تتأجج وتتقد في ثنايا نصوصهم وإرثهم الأدبي الذي تركوه حتى يومنا هذا
وكأن العملية الإبداعية بمثابة تحنيط لهذه المشاعر والعواطف يحفظاها من التلف والتعفن والفناء

ولمن أراد مثالاً على هذا ... فهذه قصيدة أبو ذؤيب الهذلي والذي توفى له في عام واحد خمسة أبناء بمرض الطاعون
بمعدل شهران ونصف ما بين وفاة كل ابن والآخر .. فتصور انسان يبتلى بهذه الفاجعة وهذا الثكل العظيم .. هي مأساة إنسانية حقاً
ولكن حين تعلم أن هذه الفاجعة وقت لشخص قبل 1400 عام فهل ستتعاطف معه ..؟؟ غالبا لن تتعاطف معه فهناك حقبة زمنية بعيده تفصل ما بيننا وبينه
ولكن أقرأ قصيدته التي رثا فيها أبنائه ستجد أنك مجبر على أن تتعاطف مَعْهُ ،أقرأها بتمعن وتخيل الفاجعة في ذهنك ستتعاطف معه بلا شك
وستجد عاطفته لازلت غضة طرية إلى هذا اليوم وستجد دموعه التي سفكها على موت أبناءه تسيل حتى اليوم في ثنايا النص الذي رثا فيه أبنائه
فالنص الأدبي يعطي لعواطف ومشاعر وإحساس الكاتب عمرا أطول بكثير من عمر صاحبها وقد يكتب لها الخلود

القصيدة قمت بشرحها شرحا بسيط ومتواضع مسبقا على هذا الرابط
https://www.qtrat.com/vb/showthread.php?t=2483



http://www.youtube.com/watch?v=bkGFdtGoxRI
شكرا لك نسيان على حضورك
ولك خالص التحية مني

نسيان
31-07-12, 10:49 AM
الشكر لله اولا
و بعدين انت استاذنا
نحن من نطلب العلم والله اني ادعو لك ان الله يبارك لك باوقاتك و نستفيد منك
على قد ما يعطيك اصرارك و حماسك لاجل ان نستوعب
صحيح الصف متفارق بين المستويات فاخواتي كلهم اديبات ماشاء الله وانا هاوية
لكن يشهد الله ان حروفهم موسومة بالقلب اقرا منها و اتعلم منكم جميعا
لان لدي رغبة حقيقية بان اعرف و انهل من هذا العلم الجميل و تحت قيادتك اخي الفاضل
بارك بكما و شكرا لقطرااات لقبول عضويتي و احتضاني كعضوه فيها
و غض الطرف عن زلاتي الاملائية و النحوية

شكرا جزيلا استاذي

عبدالرحمن منصور
31-07-12, 09:11 PM
اهلا نسيان
ربي يستجيب منك دعائك
ونحن هنا جميعا هواة وجميعنا نطلب الفائدة
فلاتضعي نفسك في مؤخرة الصف وأنت لديك هذه الرغبة الصادقة والقوية
ولدي يقين كبير بأنك ستكونين إن شاء الله أفضل منا جميعاً

وبخصوص الأخطاء الإملائية ، وحتى الأخطاء في تركيب الجمل التي يضيع معها المعنى بشكل تام أحياناً
فنحن لا نحاسب بعضنا عليها أو نتصيد وقوعها ، ولكن وقوعها بكثرة مفرطة هذا دليل على
التعجل في كتابة الرد ونقل الكلام مباشرة من الذهن إلى الورق كماهو
فهناك مستويات للكلام ولكل مستوى خصائصه التي تميزه عن غيره
وسيكون لنا وقفه معها أن شاء الله في ما سيأتي من مواضيع هذه الدورة

شكرا لك نسيان
ولك التحية ...،،،

كليو باترا
11-11-13, 10:39 PM
السلام عليكم

رغم إني آخر الملتحقين بالركب , إلا أنني إستسغت فكرة وجود ندوات تعليمية , نتسلق من خلالها درجات المعرفة .

قرأت المحاضرة قراءة مبدئية و سأعيد إن شاء الله التطرق إلى ما جاء فيها و سأحاول ان الم بكل ما فاتني من دروس .

و لي عودة بإدن الرحمن .

كليو باترا
12-11-13, 01:54 PM
والمطلوب منكم بخصوص هذا الدرس .؟
أولا ... القراءة المتأنية والمستفيضة للدرس ... ليس شرطاً أن تقرأه مرة أو مرتين أو ثلاث مرات في جلسة واحدة .. فهذا ممل حقاً
ولكن لأن هناك فترة فاصلة ما بين درس ودرس .. فاستغل هذا الوقت في قراءة الدرس كلما سنحت لك الفرصة بدخول المنتدى .. وهذا مطلوب من الجميع
منذ الأمس و أنا أقرأ الدرس الأول , بسرعة أحيانا و بتأني أحيانا أخرى و احيانا اقرأ فقرات لا غير لكن المم أنني قرأته .

ثانيا ... تلخيص أي جزء محدد من الدرس أو فقرة من الفقرات ... قد يكون الدرس كله بمثابة تلخيص ولكن نريد تلخيص التلخيص .... وهذا اختياري.


ثالثا.... ذكر في الدرس مصطلح ( التجربة الذاتية ) فهل نستطيع شرح هذا المصطلح كي نعرف ماذا نعني بالتجربة الذاتية ...وهذا مطلوب من الجميع.
أول ما بدأت الكتابة كان بسبب آلام و احاسيس جارفة كانت تعتريني فكنت أكتب عن حياتي بمذكراتي الخاصة و لم يتطور الأمر لترك الغير يقرأونها لكن الأمر تعدى ذلك و أصبحت أخط بعض القصاصات و أضهرها للغير فكانت البداية الصحيحة ان يقرأ لي اناس لا أعرفهم لكن تجاوز خوف النقد و مواجهة الناس و طبع التجربة الذاتية على الورق و تجسيدها أمر ليس بالسهل صدقوني .

رابعاً ... نحن ذكرنا بأن الكاتب يؤثر في النص بنقل تجربته الذاتيه إليه واختزال شعوره وعاطفته بداخله والنص بدوره يؤثر في المتلقي
فينتقل شعور الكاتب وإحساسه وتجربته الذاتية إلى المتلقي من خلال النص
والسؤال هو : هل النص يؤثر في كاتبه ... إن كان الجواب بنعم فكيف يمكن أن نفسر هذا التأثير .... الإجابة هنا اختيارية لمن شاء أن يجيب
عندما يتعلم الكاتب من اخطائه التي يجسدها و يعيد التفكير في حياته التي مضت بمجرد أن يقرأ لبنات أفكاره , هنا نجد أنه تأثر بكتاباته , قبل أن يؤثر بالناس الأخرى و هذا ما يحدث لي دوما , سبب هذا مرده إلى الصدق في التعبير و طبع الأحاسيس ليس هناك زيف او تزويق للحقائق ان كنت مخطأ و كتبت انك مخطئ قد تتعلم و تندم و تعتذر اما إذا كنا نكتب الحقيقة كما نراها فصدقوني لن يتأثر لا الكاتب و لا القارئ .
وللمعلومية ... السؤال الثالث والرابع ليس له إجابة محددة لدي ... ولكن علينا أن نُعِمل عقولنا و تفكيرنا في البحث عن إجابة تكون قريبة أو معقولة ومقبولة لكل سؤال

وأي استفسار أو سؤال يتعلق بما تم التحدث عنه في هذا الدرس فبكل سرور
سنتعاون جميعاً في البحث عن إجابة تكون شافية وكافية لكل سؤال

هذا ولكم مني أرق التحايا وأطيبها ....،،،،


الإجابة على الأسئلة والمناقشة والإستفسار وكل ما يختص بهذه المحاضرة يتم في هذه الصفحة بشكل مباشر وعفوي
أراني أجبت مباشرة من دون تحضير مسبق و أتمنى ان أكون فهمت الدرس , حيث أني ككاتبة مبتدئة أحاول أن أصل إلى أعماق نفسي و لا أستطيع طبع شئ دون أن اؤمن به .

اتمنى ان اكون وفقت بما قرأت و ما أجبت و بهذا سانتقل للدرس الثاني حتى الحق بالركب .

روح الياسمين
22-01-17, 08:34 PM
ضمت هذه المحاضرة كما هائلا من المعلومات التي لا غنى عنها لكل متذوق للادب
وما اثرى هذا الزخم الادبي تلك النقاشات وتعدد الاراءات
فشكرا لك ايها القدير على مجهودك القيم الثري
والشكر موصول ايضا لكل الاعضاء الكرماء

تامر
12-02-17, 06:34 PM
:5:7:7:7:7

تامر
12-02-17, 06:35 PM
موضوع جميل