المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص ذات عبر من التاريح القديم والحديث


الخضيري
30-03-13, 07:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني ... اخواتي
سوف اسرد عليكم من اختياراتي قصص من القديم والحديث ذات عبر وعظات أرجو ان تنال اعجابكم وهي تعالج جوانب عده

وهي ...
اول قصة عن الاستبداد والظلم وعاقبته الوخيمة

كما أن المستبدين عرضة للمكاره في أنفسهم وذويهم فقد كان كثير من المستبدين عرضة للقتل والتعذيب ونحوهما.
وقد نقل التاريخ: أن ثلاثة من خلفاء العباسيين فقئت أعينهم وألقوا في الشارع حتى اضطروا إلى التكفف من الناس.
يقول أحد المؤرخين: رأيت على باب الجامع ببغداد رجلاً يتكفف وقد فقئت عيناه وعلى جسمه قباء خلق ويقول في تكففه: ارحموني أيها المسلمون فإني كنت بالأمس أمير المؤمنين واليوم من فقراء المسلمين.
فسألت من هو؟ قالوا: القاهر بالله العباسي! كان خليفة يحكم على البلاد لكنه عتى وتكبر، وطغى وتجبر، واستبد وأذل، حتى اضطر أهله إلى أن يلقوا القبض عليه ويفقؤا عينيه ويلقوه في الشارع وحيث لم يكن له مال اضطر لأن يتكفف، وهكذا فعلوا بخليفة ثان نفس الفعلة حيث قلعوا عينيه وألقوه فــي الشارع، وفعلوا بخليفة ثالث نفس الفعلة فقلعوا عينيه وألقوه في الشارع ولما اجتمع الثلاثة أخذ الأول يقول الحمد لله الذي لم يجعلني وحيداً حتى ألحق بي صديقين آخرين صنع بهما مثل ما صنع بي.

الخضيري
30-03-13, 07:45 PM
القصة الثانية لأاحد الخلفاء وهو المتوكل
<TABLE style="PADDING-BOTTOM: 2px; PADDING-LEFT: 30px; PADDING-RIGHT: 30px; PADDING-TOP: 10px" border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="90%"><TBODY><TR><TD width="100%">جزاء المتوكل
</TD></TR><TR><TD width="100%">وينقل في أحوال المتوكل العباسي الذي قتله ولده المستنصر شر قتلة، أنه كان يظلم الناس ويستبد أيما استبداد وقد هدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم البيوت المحيطة بالقبر الشريف في قصص مشهورة.
وذات مرة دعا طبيباً مسيحياً فقال له: هل تعرف سماً يقتل الإنسان؟
قال الطبيب: لا أعرف (وقد أراد المتوكل قتل الإمام الهادي (عليه السلام) بذلك السم) لكن الطبيب أبى أن يعطيه السم قائلاً: أنا ومعشر الأطباء لا نعرف السموم وقد حلفنا عند تخرجنا من مدرسة الطب أن لا نسيء إلى إنسان مهما كان وحتى إذا كان عدونا، وإنما غاية الأمر أن لا نداوي العدو إذا مرض.
فأمر المتوكل أن يسجن في المطبق وهو سرداب مظلم مرطوب لا منفذ للنور إليه فسجن كذلك سنة في الأغلال والقيود، وبعد سنة أخرجوه إلى المتوكل فرآه وقد تغيرت حالة الطبيب فقد اصفر وجهه وضعف جسمه وطال شعر رأسه ولحيته وسائر جسدة وأثّر القيد في عنقه ويديه ورجليه فقال له: هل تعرف الآن السم الذي طلبته منك قبل سنة؟
قال الطبيب: لا لا أعرف السم كما قلت لك قبل سنة.
فقال المتوكل: عليّ بالنطع والسيف فأحضر النطع والسيف وأجلس الطبيب على النطع، وقال المتوكل للسياف: اضرب عنقه إلا إذا استعد أن يعطينا السم الذي طلبناه فإنه لا بد وأن يعرف السم الذي نريده لقتل بعض أعدائنا، فلما أجلس الطبيب على النطع تحت السيف (وبعد ذلك الإذلال الهائل له في السجن والأغلال) توجه الطبيب إلى السماء وقال للمتوكل: إنك تريد قتلي ظلماً لكن ربي يأخذ بحقي منك.
نعم كان للطبيب رب أخذ بحقه وحق غيره منه حيث قتل المتوكل شر قتلة وصار لعنة للتاريخ إلى هذا اليوم وإلى ما بعد اليوم كما هي عادة الله (سبحانه وتعالى) في الطغاة يمهلهم ولا يهملهم يقول الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يدعو إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
</TD></TR></TBODY></TABLE>

الخضيري
30-03-13, 07:56 PM
القصة الثالثة

وهي ذات دلاله وعبره
<TABLE style="PADDING-BOTTOM: 2px; PADDING-LEFT: 30px; PADDING-RIGHT: 30px; PADDING-TOP: 10px" border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="90%"><TBODY><TR><TD width="100%">جزاء سنمار
</TD></TR><TR><TD width="100%">ونعمان بني السنمار له الخورنق ويقال: بناه على شكل تكون الشمس فيه في كل ساعة على لون، فألقاه من فوقه لئلا يبني لغيره مثله، فضربت العرب المثل بجزاء سنمار.
قال الشاعر:
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر وحســـن فعـــل كما يجزى سنمار
</TD></TR></TBODY></TABLE>

الــمُــنـــى
31-03-13, 11:50 AM
/
\

قصص فيها من العظة والعبرة الكثير لمن علا وأستكبر وظلم
اللهم أجعلنا مظلومين ولا تجعلنا ظالمين ..

أخي القدير / الخضيري
جزاكم الله خيرا على ما نقلتموه من أثر عظيم
نتمنى أن يكون ينفعنا وجميع العابرين منه
دمت بخير
منى

( عذرا : الموضوع أبعد منه للمقال وأقرب منه للعام لذا تم النقل )

الخضيري
31-03-13, 05:25 PM
/
\

قصص فيها من العظة والعبرة الكثير لمن علا وأستكبر وظلم
اللهم أجعلنا مظلومين ولا تجعلنا ظالمين ..

أخي القدير / الخضيري
جزاكم الله خيرا على ما نقلتموه من أثر عظيم
نتمنى أن يكون ينفعنا وجميع العابرين منه
دمت بخير
منى

( عذرا : الموضوع أبعد منه للمقال وأقرب منه للعام لذا تم النقل )



الشكر لله يا اخت منى
جزاك الله الجنة

احترم كل ما تفعلين بل وأقدر كل افعالك خاصة وأن فيها ادب الاعتذار

((كل الشكر والتقدير لك))
تقبلي فائق التحية والاحترام

الخضيري
31-03-13, 05:32 PM
القصة الرابعة

قال البحتري: دار حديث في مجلس المتوكل يوماً عن السيف. فقال أحد الحاضرين: سمعت أن لشخص سيفاً هندياً في البصرة يقلّ مثيله.
فأرسل المتوكل إلى عامله في البصرة: بأن يشتري له السيف المذكور مهما كانت قيمته ومهما كلفه الأمر.
فكتب له عامله: بأن السيف المذكور قد ابتيع لرجل ذهب به إلى اليمن، فأرسل المتوكل بطلبه رسولاً إلى اليمن فاشتراه له بعشرة آلاف درهم وأتى به إلى المتوكل فلما رآه المتوكل فرح به فرحاً شديداً.
وفي اليوم الثاني من وصول السيف قال المتوكل للفتح بن خاقان: ابحث لنا عن غلام شجاع ذي نجدة حتى أعطيه هذا السيف فيقف على رأسي ويحميني.
فقال له الفتح: لقد اتصف (باغر) بهذه الصفات التي أردتها.
فقال المتوكل: علي بإحضاره فحضر. وأعطاه الأمر، وسلّمه السيف، وأمر برفع رتبته وزيادة حقوقه.
قال البحتري: أن السيف المذكور والذي لم يخرج من غمده لدفع أعداء المتوكل سلّه (باغر) على المتوكل وقطعه به إرباً إرباً.

الخضيري
31-03-13, 05:39 PM
القصة الخامسة (( من الواقع المعاصر ))

<CENTER>قصة 3 شباب حصلوا ع فتاه قصه واقعيه في السعوديه</CENTER>


******** type=text/**********>googletag.display('div-gpt-ad-1361274212657-2');***********

قصة 3 شباب حصلوا ع فتاه قصه واقعيه في السعوديه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثلاثه شباب وجدو فتاة ضايعه تعالوا شوفوا وش سوو فيها (قصة واقعية

اقدم لكم هذي القصة الواقعية ......................

وليست من نسج الخيال........................ .....


إليكم هذه القصة الحقيقية: ..................

كان الأخوان عائدين من الجنوب بعد أن شارفت إجازتهما الصيفية على الانتهاء،
كل منهما قد استقل هو وعائلته سيارته ( السوبربان )،
وبعد أن تناول الجميع طعام الغداء على جانب الطريق
ركب كل منهما سيارته دون أن...

يكلّف نفسه نظرة خاطفة للتأكد من وجود جميع أفراد أسرته،
ولو فقد أحدهم فسيجزم أنه مع أبناء عمًه،


عادت الفتاة ذات العشرين ربيعاً من قضاء حاجتها لتجد المكان خالياً من أهلها.
كادت أن تجن ويذهب عقلها من هول الصدمة!!
يـــا الله أين ذهبوا؟ وماذا أفعل؟ وأين أذهب؟


ظلت تبكي وتصرخ حتى كادت ضلوعها أن تختلف،
وأخيراً قررت أن تتلفع بعباءتها وتمكث بعيدا عن الطريق
ولكن قرب المكان الذي فُقدت فيه، لعل أهلها إن فقدوها أن يعودوا من قريب!!



بعد فترة من الزمن، مرًت سيارة فيها ثلاثة من الشباب،
كانوا عائدين إلى مدينتهم، حين لمح أحدهم سواداً
فقال للسائق: قف؟ قف؟ صيد ثمين!!.
وقفت السيارة وأقترب السائق من الفتاة، وإذا به يسمع نحيباً


وما إن اقترب منها حتى صرخت الفتاة في وجهه صرخة خائف
وقالت: أنا داخلة على الله ثم عليك، أنا فقدت أهلي، وأسألك بالله أن لا يقترب مني أحد.

ظهرت نخوة الشاب التي تربى عليها، فلم تكن هيئته تدل على تدينه،
ولكنها نخوة المسلم التي لا تخون صاحبها،


قال لها: لا عليك يا أختاه، واعتبري من يقف أمامك أحد محارمك إلا فيما حرًم الله،
قومي ولا تخافي فلا يزال في الدنيا خير،
ولن أتركك حتى تجدي أهلك أو تصلي إلى بيت أهلك سالمة.

اطمأنت الفتاة لكلام الشاب الشهم، وركبت معه وزميلاه السيارة،
وأصبحت ترمق الطريق علّها ترى سيارة والدها،


وفي أثناء الطريق أحست بيدٍ تريد لمسها،
فقالت وهي ترتعد من الخوف: ألم تعدني أنك ستحافظ عليّ؟... أين وعدك؟

أوقف السيارة، وبعد أن أخبرته الخبر، أخرج مسدسه ووجهه إليهما
وقال: أقسم بالله لو اشتكت مرة أخرى من أحدكما أن أفرغ المسدس في رأسه يا أنذال!! أليس عندكما حميّة، فتاة منقطعة وفي أمس الحاجة لكما وأنتما تساومانها على عرضها.

مضى في طريقه وقبيل غروب الشمس رأى سيارة ( سوبربان ) مسرعة،
نظرت الفتاة وكلّها أمل أن تكون سيارة أبيها، نعم إنه أبوها وعمها،
صاحت: إنه والدي !!

وقفت السيارة ونزل منها رجل هو أشبه ما يكون برجل فقد عقله وأختلّ شعوره.
نزلت الفتاة وعانقت والدها، وهو يتفحصها كالذي يقول هل حدث لك ما أكره؟؟



ردت الفتاة قائلة: لا عليك يا والدي فقد كنت في يد أمينة ( تشير إلى السائق )
ووالله إنه لنعم الرجل أما صاحباه فبئس الرجال.



عانق الأب والدموع تتحادر من وجنتيه ذلك الشاب الشهم،
وقال له: حفظك الله كما حفظت عاري، ثم أخذ عنوانه واسمه،
وطلب منه اللقاء عند الوصول.


وبعد أسابيع اجتمع الجميع بعد أن طلب الأب من الشاب
أن يحضر هو ووالده ومن يعزّ عليه في مناسبة تليق بالحدث.


انفرد والد الفتاة بالشاب، وقال له: يا بني لقد حفظت ابنتي وهي أجنبية عنك،
وستحفظها وهي زوجة لك، والأمر يعود لكما.


لم تمانع الفتاة أن تسلم نفسها لهذا الشاب الذي حافظ عليها
هي غريبة عنه في أن يكون زوجاً لها على سنّة الله ورسوله،
وكانت المكافأة التي لم يكن ينتظرها الشاب عبارة
عن عمارة سكنية أهداها له والد الفتاة، حيث سكن في شقة منها وأجّر الباقي

الخضيري
31-03-13, 05:43 PM
القصة السادسة (( واقعية))

سر الشباب الدائم قصة حقيقية



هل تعلمون ما هو سر الشباب الدائم , تأمل قصة هذا الرجل إنه رجل فقير بسيط يسكن في قرية صغيرة , استغرب الزائرون لهذه القرية كيف أن هذا الرجل بالرغم من تقدمه في العمر كأنه شاب ما شاء الله تبارك الله تعالى ,
أخبروا أهل القرية كل زائر عن قصته إنه إذا كان موجود في مجلس وتحدث أهل المجلس بالغيبة أو النميمة يعتذر منهم , ويترك المجلس في الحال , كما إنه بالرغم من فقره لا يقبل الصدقة أبدا وكل من يحاول يساعده يقول له الحمد لله أنا غير محتاج , وهو أحوج الناس

الخضيري
01-04-13, 09:56 PM
هكذا علمتني الحياة


بقلم :محمود شيت خطاب

بنى أحد ولاة الموصل على عهد العثمانيين جامعاً ضخماً في حي: "باب الأبيض" من مدينة الموصل.. ولا يزال ذلك الجامع قائماً حتى اليوم، وخصص الوالي لذلك الجامع شيخاً من الشيوخ ليكون إمام الجامع وخطيبه. ولما اكتمل بناء الجامع، وأصبح عامراً بالمصلين، سأل الوالي يوماً من الأيام شيخ الجامع:
"ما عسى أن يكون لي من أجر عند الله تعالى لقاء تشييدي هذا الجامع الكبير ؟ ". وأطرق الشيخ إمام المسجد طويلاً، ثم قال للوالي:"لابد لي من مراجعة الكتب لأستطيع أن أقدم لك الجواب". وضرب الشيخ للوالي موعداً أن يحضر المسجد مساء اليوم التالي ليسمع جواب سؤاله. ولم يكن الوالي مستقيماً في عمله ولا نزيهاً، وكان ظالماً قاسياً، يصادر أموال الناس ظلماً، ويحب المال حباً جماً، ويكتنـزه حلالاً وحراماً!!.
وقدم الوالي إلى الجامع في الموعد المضروب وهو يتوقع أن يسمع من الشيخ ما (يحب) لاما (يجب) أن يسمع، وذهبت به أمانيه كل مذهب، فعاد إلى الشيخ مستبشراً مساء اليوم الموعود،
مؤملاً أن يفضي إليه بالجواب الذي يشرح الصدر ولو إلى حين. وكان الشيخ من علماء الرحمن.. لا من علماء السلطان.. وكان ذلك الوالي يطربه سماع ثناء علماء السلطان، فتوقع أن يسمع ثناءً جديداً كالمريض الذي يريحه المخدر ولا يشفيه.
وأخذ الشيخ بيد الوالي إلى باب الجامع، ووقفا جنباً إلى جنب، وكانت الشمس في ذلك الوقت تنحدر رويداً رويداً إلى المغيب.
وكان سكان حي باب الأبيض (باب البيض) من مدينة الموصل يقتنون الأبقار والأغنام في بيوتهم، وكانوا يوكلون أمر رعايتها إلى أحد الرعاة الذي كان يأخذها من أصحابها صباح كل يوم ويعود بها إليهم قبيل غروب الشمس، ويقضي ساعات النهار في رعيها في مراعي الموصل الغنية بالأعشاب في السهول والهضاب والوديان.
وكانت تلك الأبقار والأغنام لكثرة ما تخرج من دور أصحابها صباحاً، وتعود إليها قبيل حلول الظلام قد ألفت طريقها إلى دور أصحابها وعرفتها..فهي تخرج منها وتعود إليها بغير دليل. وأقبل الراعي يهش بعصاه على أبقاره وغنمه وهي في قطيع كبير، والشيخ والوالي يقفان على باب الجامع يتجاذبان أطراف الحديث، والراعي يهش على قطيعه وهي فرحة بالعودة إلى حظائرها، فانطلقت الأبقار والأغنام إلى أصحابها، وعاد الراعي إلى أهله يتوكأ على عصاه. وابتسم الشيخ الوقور وهو يرى القطيع ينفض عن الراعي ليلحق بدور مالكيه، فيعود الراعي إلى أهله وحيداً، وقال للوالي والابتسامة تضيء وجهه الوقور:
"مثلك عند الله في جزاء ما أنفقت في بناء هذا الجامع كمثل هذا الراعي فإذا كان لك شيء في القطيع من الأبقار والأغنام،عدت بها إلى أهلك، وإلاّ تفرقت أبقار وأنعام القطيع، وعادت كل واحدة منها إلى دار صاحبها، وعدت أنت صفر اليدين".
وازدادت ابتسامة الشيخ اتساعاً وإشراقاً، وازداد وجه الوالي تقطيباً وعبوساً وعاد الشيخ إلى مسجده لصلاة المغرب، وعاد الوالي إلى بيته غضبان أسفاً!!.
وفهم الوالي أنّ أجره عند الله في بناء الجامع هو بمقدار ما قدمه في بنائه من ماله الخاص الحلال.. أما ما قدّمه من ماله الحرام فيعود أجره إلى أصحابه يوم تعود الحقوق إلى أهلها ذاتياً يوم الحساب.
كان اسم هذا الشيخ الجليل عليه رحمات الله "داود الكرحة" الذي توفي سنة 1344 هـ ( 1925م) فشيّعته الموصل كلها إلى مقره الأخير، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً.. لأنّه كان من علماء الرحمن .. لا من علماء السلطان، وهطلت عليه الرحمات من أفواه المشيعين كأنها شآبيب الأمطار في يوم مطير.
لقد أثرت هذه القصة الواقعية في نفسيتي منذ كنت طفلاً، وكنت ولا أزال وسأبقى أذكرها وأذكر حكمتها: المال الحلال خير وأبقى.
وقد تأثرت في حياتي العملية بثلاث قصص من الواقع، أرويها كما حدثت ببساطة.. لكنها على بساطتها أثرت فيّ تأثيراً لا تمحوه الأيام، وسيبقى تأثيرها معي ما بقيت على قيد الحياة!!
وهدفي الأول والأخير من روايتها هو العبرة لمن يعتبر.. لعل الله يفيد بها غيري من الناس.
أما الأولى: فقد حدثت يوم كنت طفلاً في الخامسة من عمري على أكثر تقدير.. فقد طرق باب دارنا فقير من الفقراء، فأسرعت جدتي التي كانت ترعاني إلى الباب، ثم عادت مسرعة إلى غرفتها بدون ثوب، فأخرجت من خزانة ثيابها ثوباً آخر، وأنِسَت به، وهي تحمد الله وتشكره وتثني عليه.. وقالت:
ـ كان الفقير في أسماله يرتجف من البرد القارص، فخلعت ثوبي وكسوته به، ففرح بالثوب فرحاً عظيماً، ومضى إلى سبيله شاكراً ممتناً فرحاً، وهو يجهش بالبكاء من الفرح الغامر لا من الحزن الشديد!!.
ومن يومها عزمت ألاّ أردّ سائلاً..فإذا عجزت عن معونته بالمال، أكرمته بما يتيسر من لباس أو متاع أو طعام، وإلاّ صرفته بالحسنى معتذراً منه، على نية أن أقدم له ما أستطيع في موعد قريب. وأكرمني الله سبحانه وتعالى بما لا أستطيع وصفه وبيانه، وحسبي أن أذكر أن فضله كان عليّ عظيماً.. فما احتجت إلى شيء مادي أبداً..وما ضاقت عليّ الأمور إلاّ وجعل الله لي من أمري مخرجاً، ومن عسري يسراً، ورزقني من حيث لا أحتسب.. ولقد حوربت في رزقي مراراً، فظنّ الذين حاربوني أنني سألجأ إليهم محتاجاً.. ولكنني لم ألجأ إلاّ إلى الله وحده، وكان الله يعوض عليّ فوراً، ويرزقني من حيث لا أحتسب . وقد يسد البشر باباً من أبواب الرزق.. فإذا وثق المؤمن بالله ، ولجأ إليه فتح له أبواباً للرزق، وصدق الله العظيم: )يمحق الله الربا ويربي الصدقات((البقرة:276).
أما القصة الثانية: فحدثت يوم كنت في العاشرة من عمري، تلميذاً في مدرسة "باب البيض " الابتدائية بالموصل الحدباء.. فقد اختار مدير تلك المدرسة عدداً من تلاميذ كل سنة من سني المدرسة من الذين كان آباؤهم من ذوي اليسار والغنى، وطلب من كل واحد منهم مبلغاً صغيراً من النقود لشراء الدفاتر والأقلام والكتب المدرسية والثياب لأحد التلاميذ المعوزين في المدرسة.. وكان ذلك الطالب الفقير قد قرر أن يقطع دراسته وينقطع عن المدرسة نهائياً..لأن أهله عاجزون عن سد نفقاته المدرسية، فحرص مدير المدرسة على أن يوفر له ما يحتاج إليه من نفقات مدرسية، ليستأنف دراسته كزملائه التلاميذ في المدرسة كالمعتاد.
ولم يذكر مدير المدرسة اسم التلميذ الفقير المُعدم ولكن اسمه لم يبق سراً.. بل انتشر اسمه بين التلاميذ، وبخاصة التلاميذ المطالبين بجزء قليل من المال لسد نفقاته المدرسية الضرورية المعتادة. وما كانت الدولة يومها مسؤولة عن تغطية نفقات الدراسة للدارسين، ولكن التعاون الوثيق بين أولياء أمور التلاميذ والطلاب في مختلف المراحل التعليمية من جهة، وبين إدارة المؤسسات التعليمية والمعلمين والأساتذة من جهة أخرى كان يغطي تلك النفقات.
فقد كان المعلم معلماً وأباً لتلاميذه، وكان الأستاذ أستاذاً وأباً لطلابه، وكانت إدارات المدارس والمعاهد والكليات تقوم مقام المعلم والأستاذ من جهة، ومقام الأب والأخ والأهل من جهة أخرى، وكانت الدنيا بخير، يجد فيها من يضعف عن إكمال دراسته من يواسيه ويعينه حسبة لله تعالى، فلا يضعف ولا يشقى.
وطلبت من والدي عليه رحمة الله حين عدت إلى البيت أن يدفع لي المبلغ الصغير من المال لأقدمه لمدير المدرسة الابتدائية صباح اليوم التالي، وذكرت له أن المبلغ يضم إلى المبالغ الأخرى من التلاميذ الآخرين لينفق إلى فلان ابن فلان الفقير العاجز عن إكمال دراسته لفقر أهله الشديد.
وأطرق الوالد ملياً حين سمع اسم التلميذ واسم أبيه واسم عائلته، واستغرق في إطراقه. حتى خيل إلي أنه أخذ لنفسه إغفاءة، وظننت به الظنون، ثم رفع رأسه متنهداً وقال لي:
" قبل عشرين سنة تقريباً كنت في زيارة جد هذا التلميذ الذي ذكرت اسمه، وكنت برفقة جدك لأمك أستاذي وشيخي، وكان جد هذا التلميذ يشغل منصباً رفيعاً مرموقاً في الحكومة القائمة بالموصل.. ولكنه كان يستغل منصبه لمنفعته الشخصية.. لا لمنفعة الدولة والناس. وفي ذلك المجلس في ديوانه الكبير الغاص بالزائرين من علماء ووجوه انطلق جد هذا التلميذ على سجيته، يحدث زواره عن القرى والأملاك والمنافع التي أصبحت ملكاً له في الموصل وما حولها، ثم قال: ـ الحمد لله.. لقد أمنت مستقبل أولادي وأحفادي وأبناء الأحفاد.. فإذا متّ فسأرحل قرير البال على معيشتهم بنعمة وترف وثراء!!.
وتنهد الوالد تنهداً عميقاً وهو يخرج كيسه ويسلمني ما طلبت منه من نقود، فتسلمت النقود واستقرت في جيبي، وارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة.. لأن مدير المدرسة سيرضى عني.. ولكن والدي استأنف حديثه معي فقال لي:
" وهذا هو حفيد ذلك الجد الذي جمع ماله من الحرام، يجمع له المدير هذا المال.. لأن والده افتقر بعد غنى.. وذل بعد عز.. لأن ماله الذي ورثه عن أبيه مال حرام.. ولو كان حلالاً لما أتلفه الله سبحانه وتعالى بهذه السرعة وهذا الوقت القصير !!".
وسكت والدي طويلاً، وكنت ساهماً أتدبر كلماته: مصير المال الحرام، ثم قطع عليّ تفكيري بقوله: " هذه نقود إضافية ادفعها للمدير أيضاً، والحمد لله على المال الحلال ".
ولا تزال كلمات والدي ترن في أذني كل ساعة وكل يوم: .
"الحمد لله على الرزق الحلال"
كأني أسمعها منه في هذه اللحظة، وقد مضى إلى جوار ربه قبل سنوات، وسمعتها من قبل ستين سنة تقريباً.. وكلما مرت السنون بأحداثها ازددت يقيناً بهذه الحكمة: "الحمد لله على الرزق الحلال". بل ازددت إيماناً بحكمة جديدة بعد أن تبدلت النفوس، وتضاعف تكالب الناس على المادة.. فقد علمتني الحياة أن المرء الذي يريد أن يصون شرفه من أن تنهشه الألسنة التي لا تخشى الله، وتخوض في أعراض الناس، عليه ألاّ يبتعد عن المال الحرام فحسب.. بل عليه أن يبتعد عن كثير من المال الحلال أيضاً ليصون شرفه وعرضه في الدنيا.. وهو بحرمان نفسه من الحلال لا يكاد ينجو بشرفه وعرضه إلاّ بشق الأنفس!!.
أما بركة الاقتصار على الرزق الحلال فهي نعمة عظيمة تشمل الأهل والولد، والحاضر والمستقبل.. وهي حماية وضمان.. ولكن يا ليت قومي يعلمون.
أما القصة الثالثة التي تركت عبرتها الباقية في نفسي فقد حدثت يوم كنت في العشرين من عمري.. حيث كنت ضابطاً صغيراً في مقتبل حياتي العسكرية، أعمل طالباً في مدرسة الفرسان ببغداد. فقد عرضت للبيع أرض للأوقاف النبوية على الضباط والموظفين بثمن بخس، وجرى تعميم هذا العرض على الضباط وأصحاب المناصب العليا من الموظفين، فتسلمت نسخة من هذا العرض.
كان ثمن المتر الواحد من تلك الأرض الوقفية عشرة فلوس(قرش واحد)، وكانت الأرض قريبة جداً من أبنية بغداد وأسواقها وقلب العاصمة، وكان باستطاعة الضابط أن يتملك من تلك الأرض آلاف الأمتار ببضعة دنانير يدفعها أقساطاً.
وحملت هذا العرض في ورقته الرسمية إلى والدي، فقرأ العرض، وتوقعت أنه سيفرح به.. ولكني رأيته قد تمعر وجهه، واتَّقد غضباً لله تعالى، ثم رمى العرض بوجهي قائلاً: " يا ولد!! هذه الأرض أوقاف نبوية لا تباع، وهذه الورقة لا تحلل ولا تحرم، ولا ينجيك كاتبها والآمر ببيع الأرض من عذاب الله.. إنها نار..نار.. فحذار أن تدخلها". ولم أكن في حينه أعرف الأوقاف ولا الأوقاف النبوية بل لم أكن قد سمعت بأنها حلال أو حرام.. فابتعدت عن شراء قطعة من تلك الأرض التي أصبحت بعد سنوات قليلة قصوراً ضخمة، وبقيت أتنقل من دار مستأجرة إلى مثلها تسمى: داراً في التعبير المجازي لبساطتها وقدمها وضيق مرافقها وحرمانها من الشمس والخضرة والهواء النقي، ولأنها صغيرة المساحة.
ولكن فرحة الذين تملكوا تلك الأرض لم تطل، لأنهم احترقوا بنارها، فقتل قسم منهم ، وأعدم آخرون، وسحل بعضهم، ومات عدد منهم في الغربة بعيدين عن قصورهم مشردين مطاردين، ووقع البلاء على ذرياتهم، فمرضوا أو أصيبوا بسمعتهم وأعراضهم، ولا تزال لعنة تلك الأرض تلاحق ذراريهم حتى اليوم. وقد أصبح ثمن المتر الواحد من تلك الأرض خمسمائة دينار، فما انتفع الذين اشتروها ولا ذريتهم بغلائها. وهل ينتفع بالمال أهل القبور؟!.
وحملني الخوف من نار الأوقاف أن أدافع باستقتال عن الأملاك الموقوفة.. وقد حدث أن استولت إحدى المؤسسات الحكومية على أرض موقوفة وتصرفت فيها،فرفعت معاملة الاستملاك إلى المراجع العليا للموافقة على الاستملاك وتقرير الثمن المناسب.
وكانت المؤسسة التي استملكت الأرض الوقف قد أصبحت بإمرتي، وكان المفروض أن أدافع عن مصلحة المؤسسة الحكومية ووجهة نظرها في الاستملاك والتصرف بين الزملاء.. ولكنني لم أفعل.. كان الزملاء في حينه معي قلباً وقالباً.. لأنهم ينسجمون في الدفاع عن مصلحة الحكومة وحدها دون مصلحة الناس.. ولأنهم ـ غالباً ـ لا يفرقون بين الأرض الموقوفة وغير الموقوفة.. بل لا يعرف أكثرهم عن الأوقاف الإسلامية شيئاً مذكوراً، وكان المسئول عن الأوقاف معي أيضاً، فكان الجو السائد ملائماً لاستملاك الأرض الموقوفة أو نهبها لقاء دراهم معدودات، وكانت المؤسسة الرسمية التي أصبحت بإمرتي قد استملكت الأرض وتصرفت فيها قبل أن أكون مسئولاً في الدولة.. فهل يتم استملاك أرض الوقف على مسئوليتي بثمن رمزي زهيد، وأتقبل الاحتراق بنار لم أكن من دعاة إضرامها ولا أرضى بإضرامها؟!!.
ووقفت معارضاً الاستملاك بثمن بخس، وطلبت إعادة تقدير ثمن الأرض من جديد ليصبح ثمنها كأمثالها تماماً، فارتفع سعرها أربعين ضعفاً، لأن سعر المتر المربع قُدِّر أول مرة بربع دينار، وقدر في المرة الثانية بعشرة دنانير.واستغرب الزملاء من موقفي المعارض لمصلحة المؤسسة التي بإمرتي ومصلحة الحكومة.. والمفروض أن أكون المدافع الأول عن تلك المصالح.. وما ذكروا أن كلمة والدي خطرت ببالي في أثناء مناقشة الاستملاك. وكانت تلك الكلمة تصرخ بشدة في أذني: " هذه أوقاف نبوية .. إنّها نار..نار.. نار.."!!.
وهربت من النار التي كادت تحرقني.. ولكن الله سلم!!.
وبالطبع كان الزملاء الذين أرادوا استملاك أرض الوقف بثمن بخس، والزميل المسئول المباشر عن الوقف الذي تسامح بالاستملاك يظنون أن ذلك يرضيني وأنني راغب فيه..ولكن خاب ظنهم حين وجدوني معارضاً لهم لا منسجماً معهم دون أن يعرفوا سر معارضتي التي اعتبروها شذوذاً لا مسوّغ له !!.
واليوم أكشف عن سر معارضتي لذلك الاستملاك، بعد أن كتمته أكثر من عشرين سنة، ليكون عبرة لمن يعتبر، بعد أن أصبح أكثر أولئك الزملاء في جوار الله، وبعد أن يئست من تولي المناصب الحكومية، أو هي يئست مني على أصدق تعبير..وما أسعدني في حياتي والحمد لله..فأنا في نعمة سابغة عظيمة أحمد الله عليها وأشكره صباح مساء.
إن الناس الذين يظنون أن السعادة تكون بالثراء العريض والمناصب الرفيعة والجاه المزيف مخطئون كل الخطأ، أو مغرر بهم كل التغرير.. فالمناصب والمال والجاه ليست كل شيء في هذه الحياة الدنيا .. وبخاصة إذا جاءت بشكل أو أسلوب غير مشروع. بل إن المال الحرام والمناصب والجاه وغيرها من متاع الدنيا الزائلة التي تقتنص بأساليب غير مشروعة أو تؤخذ غلاباً واغتصاباً ليست إلاّ شقاءً دائماً، وعذاباً مقيماً، لأن السعادة تكون في راحة الضمير، واطمئنان النفس.. وهما ثمرتان يانعتان من ثمرات الحلال لامن دغل الحرام.
والذين يغترون بمظاهر السعادة للأغنياء وأهل السلطان والجاه العريض واهمون.. فرُبَّ سعيد في مظهره شقي في مخبره.. أما إذا كان الثراء والجاه والسلطان على أسس من الرمل..أي من الحرام ..فلابد من أن تنهار بأصحابها اليوم أو غداً.. وحينذاك يحمد الله الذين تمنوا مكان ومكانة أولئك النفر الذين شيدوا بنيانهم على جرف هار فانهار بهم لأن أمانيهم لم تتحقق،ففازوا بالسلامة على الأقل.. وصدق الله العظيم: )إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة.إذ قال له قومه: لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين.. وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك .ولا تبغ الفساد في الأرض. إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندي. أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً. ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون. فخرج على قومه في زينته. قال الذين يريدون الحياة الدنيا: يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم. وقال الذين أوتوا العلم: ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون. فخسفنا به وبداره الأرض. فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون: ويْكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر. لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا ويْكأنه لا يفلح الكافرون تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ((الايات الكريمة من سورة القصص).
لقد عجزت عن تبيان ما أردته بكلماتي وأسلوبي، فجاءت آيات الله في كتابه العزيز مفصلة ما عجزت عن تبيانه، بكلمات القرآن الكريم المعجزة وأسلوبه البياني المُعجز البليغ..فالحمد لله على أفضاله في كل حال. وما على المرء الذي يريد أن يكون سعيداً بحق في الدنيا والآخرة سعادة كاملة إلا أن يتفهم معاني هذه الآيات الكريمة، ويعمل بها في حياته، ويلتزم بها نصاً وروحاً التزاماً كاملاً. وطالما سمعت قسماً من الإخوة يتذمرون من حالتهم المادية بحجة أن فلاناً أغنى منهم.. وهو دونهم في كفايته وعلمه، وفلاناً أوسع منهم داراً وهو أقلهم علماً واقتداراً. وكان ردي على كل متذمر منهم:
ـ إنك أغنى من النبي r مالاً، وأدسم طعاماً، وأوسع داراً والسعيد هو الذي يقتفي آثار الذين فازوا باستقامتهم، لا بالمنحرفين الذين شقوا.. والحد الفاصل بين الحق والباطل هو الالتزام بالحلال، ورفض الحرام، ويجب أن نرثي للملوثين بالحرام، ولا نغبط إلا المتمسكين بالحلال.
وقد مرت بكل إنسان حي أحداث كثيرة، خسر فيها أصحاب الحرام الدنيا والآخرة، وربح بها أهل الحلال الدنيا والآخرة، وكان أهل الحلال هم السعداء، وكان أهل الحرام هم التعساء، وصدق الله العظيم: )من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسـن ما كانوا يعملون ((النحل:97). إن الرزق الحلال هو الذي يبقى ويدوم، ويحمي الأسرة وعائلتها ويصونه ويبارك فيه وفيهم في الحاضر والمستقبل.
والرزق الحرام هو الذي لا يبقى ولا يدوم، ويهدم الأسرة وعائلتها، ولا يصونهم، ولا يبارك فيهم في الحاضر ولا في المستقبل. إن السعادة في الحلال، والشقاء في الحرام!!.
تلك هي بعض ما تعلمته من حياة أقدمها لإخوتي في الله.. لعل فيها فائدة لهم ولمن يعولون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الخضيري
07-04-13, 05:53 PM
دخل جراح إلى المستشفى بعد أن تم استدعائه على عجل لاجراء عملية فورية لأحد المرضى
...لبى النداء بأسرع مايمكن وحضر إلى المستشفى وبدل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .

قبل أن يدخل الى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة وذهابا وعلامات الغضب بادية على وجهه
وما إن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :

علام كل التأخير يادكتور ؟
ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟
أليس لديك اي إحساس بالمسؤولية ؟

ابتسم الطبيب برفق وقال :

أنا آسف يا أخي فلم أكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع مايمكنني
والآن أرجو أن تهدأ وتدعني أقوم بعملي وكن على ثقة أن ابنك سيكون في رعاية الله وأيدي أمينة .

لم تهدأ ثورة الاب وقال للطبيب :

أهدأ ؟
ما أبردك يا أخي لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ ؟
سامحك الله ماذا لو مات ولدك ما ستفعل ؟

ابتسم الطبيب وقال :

أقول قوله تعالى الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون وهل للمؤمن غيرها ؟
يا أخي الطبيب لايطيل عمرا ولايقصرها والاعمار بيد الله ونحن سنبذل كل جهدنا لإنقاذه
ولكن الوضع خطير جدا وإن حصل شيء فيجب أن تقول إنا لله وإنا إليه راجعون,
اتق الله واذهب إلى مصلى المستشفى وصل وادع الله أن ينجي ولدك .

هز الأب كتفه ساخرا وقال :

ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصا اخر لايمت لك بصلة .

دخل الطبيب إلى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات خرج بعده الطبيب على عجل وقال لوالد المريض :

ابشر يا أخي فقد نجحت العملية تماما والحمد لله وسيكون ابنك بخير
والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا وستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل .

حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة اخرى ولكنه انصرف على عجل

انتظر الأب دقائق حتى خرج ابنه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الأب :

ما بال هذا الطبيب المغرور لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟
فجأة اجهشت الممرضة بالبكاء وقالت له :
لقد توفي ابن الدكتور يوم أمس على إثر حادثة وقد كان يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا
لأن ليس لدينا جراح غيره وهاهو قد ذهب مسرعا لمراسم الدفن وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك .
..
اللهم ارحم نفوسا تتألم ولا تتكلم

الخضيري
15-04-13, 11:52 AM
قصه مؤثره ... عن الام ... قصه جميله ومعنى ولااا اروع


كنا في مجلس فإذا بالهاتف ...يرن على أحد الحاضرين
رد على الهاتف بوجه مكتئب
... ...
مش درك
قلتك خلاص ميش درك
من بعد

هكذا توالت الكلمات قلنا لعله يخاطب إحدى قريباته
ثم أغلق الجوال وقال :

أزعجتنا العجوز!!

ما أقبحه لم يتلطف مع أمه في الكلام ولا في الوصف!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

سكت وسكت الحاضرون ثم سمعنا صوت بكاء خفي فإذا أحد الزملاء تدمع عينه
نظرنا إليه بدهشة لأن دمع الرجال ليس هينا
فلما علم أننا حولنا النظر إليه قال :
ليتني رأيت أمي
وليتها حية لتزعجني
كي أقول لها :
فداك روحي يا أمي
اطلبي الذي يرضيك

صاحبنا الأول صار في حرج وحاول الدفاع عن نفسه
فتكلم المجلس كله دفعة واحدة وقالوا :
اسكت !!!
لا تتكلم ولا بكلمة ما لك أي عذر
اذهب لأمك وقبل رأسها واسترضها
..........................................


صديقنا الذي بكى توفيت أمه وهو صغير بعد ولادته فورا
يعيش حياته كئيبا لأنه يظن أنه سبب وفاة أمه
نشأ وهو صغير يسمع من الأطفال :
أمي قالت
أمي تقول
أمي أمي
ولكنه لا يستطيع أن يقول هذه الكلمات
بركان داخله يتفجر فينزوي في إحدى زوايا البيت ليبكي بكاء مرا
كبر وكبرت معه همومه
يسمع زملاءه العقلاء هم يقولون ردا على أمهاتهم
سمعا وطاعة أمرك أمي
الله يحييك على طاعته
إذا اتصلت ترك الدنيا من أجلها
عندها يتنفس صاحبنا الصعداء
ويكاد ينفجر من البكاء
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ


أخي قارئ هذه السطور، أختي قارئة هذه السطور
إذا كانت أمك حية ترزق ، فاترك الآن النت بسرعة ، وتوجه إلى أمك
وقبل رأسها
وقل لها :
هل أنت راضية عني؟
فإن قالت :
نعم
فأنت أسعد الناس
وإن قالت :
لا
فاذهب إلى زاوية في البيت :
وابك بكاء على غضب والدتك عليه

وإن كانت أمك ميتة :
فارفع الآن يديك إلى السماء وقال :
اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى
(اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا )

الخضيري
15-04-13, 11:54 AM
حيبت أنقل لكم هذه القصة المؤثرة جدا .. الله يكفينا شر الظلم يارب ..

https://www.qtrat.com/vb/images/smilies/rose.gif ◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕ https://www.qtrat.com/vb/images/smilies/rose.gif
قال بعضهم :رايت رجلا مقطوع اليد من الكتف وهو ينادى :من رانى فلا يظلم احدا ...فتقدمت اليه

فقلت له ياأخى ماقصتك فقال قصة عجيبة وذلك انى كنت من اعوان الظلم فرايت يوما صياد وقد

اصطاد سمكه كبيره فاعجبتنى فحئت اليه فقلت اعطنى هذه السمكه فقال لن أعطيكها انا اخذ

بثمنها قوتا لعيالى فضربته واخذتها منه قهرا ومضيت بها قال فبينما انا امشى بها حاملها اذ عضت

على ابهامى عضه قويه فلما جئت بها الى بيتى والقيتها من يدى ضربت على ابهامى والمتنى

الما شديدا حتى لم انم من شدة الوجع والالم وورمت يدى فلما اصبحت اتيت الطبيب وشكوت اليه

الالم فقالت هذه بدء الاكله اقطعها والاتقطع يدك فقطعت ابهامى ثم ضربت على يدى فلم اطق

النوم ولاالقرار من شدة الالم فقيل لى اقطع كفك فقطعته وانتشر الالم على الساعد وآلمني ألماً

شديداً ولم اطق القرار وجعلت استغيث من شدة الالم فقيل لى اقطعها الى المرفق فقطتها فانتشر

الالم العضد وضربت على عضدى اشد من الم الاول فقيل اقطع يدك من كتفك اليسرى الى جسدك

كله فقطعتها فقال لى بعض الناس ماسبب ألمك فذكرت قصة السمكه فقال لى لوكنت من اعضائك

عضوا فذهب الان اليه واطلب رضاه قبل ان يصل الالم الى بدنك قال فلم ازل اطلبه فى البلاد حتى

وجدته فوقعت تحت قدميه واقبلها وابكي وقلت ياسيدى سالتك بالله الاعفوت عنى فقلت ومن انت

قلت انا الذى اخذت منك السمكة غصبا وذكرت ماجرى واريته يدى فبكى حين راها ثم قال ياخى قد

احللتك منها لما رأيته بك من هذا البلاء قلت ياسيدى بالله هل كنت دعوت علي لما أخذتها قال نعم

هذا هو الدعاء قلت اللهم ان هذا تقاوا علي بقوته على ضعفى على ما رزقتنى ظلمنا فارنى

قدرتك فيه

الخضيري
24-04-13, 08:25 AM
الملك
يحكى أن ملكاً كان يحكم دولة واسعة جداً
أراد هذا الملك يوما القيام برحلة برية طويلة
وخلال عودته
وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة
فأصدر مرسوماً يقضي
بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد
ولكن احد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل
وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط
فكانت هذه بداية الأحذية
إذاأردت أن تعيش سعيدا في العالم
فلا تحاول تغيير الناس
بل أعمل التغيير في نفسكومن ثم حاول تغيير العالم بأسره

الخضيري
24-04-13, 08:26 AM
الإعلان والأعمى
جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة
واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها:
' أنا أعمى أرجوكم ساعدوني'
فمر رجل إعلانات بالأعمى
ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي
سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها
دون أن يستأذن الأعمى
أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى
وأعادها مكانها ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى
أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية
فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه
من الكتابة هو ذلك التغيير
فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي :
' نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله' ..
غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب
وغير كلامك عندما لاتسير الأمور كما يجب
فلكل(حدث حديث)

الخضيري
24-04-13, 08:27 AM
(3)
لو سقطت منك فردة حذاءك
.. واحدة فقط..
أو مثلا ضاعت فردة حذاء
.. واحدة فقط ..؟؟
مــــاذا ستفعل بالأخرى ؟
يُحكى أن غانـدي
كان يجري بسرعة للحاق بقطار ...
وقد بدأ القطار بالسير
وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه
إحدى فردتي حذائه
فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية
وبسرعة رماها بجوارالفردة الأولى على سكة القطار
فتعجب أصدقاؤه !!!!؟وسألوه
ماحملك على مافعلت؟
لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم
أحببت للفقير الذي يجد الحذاء
أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيدهولن أستفيد أنــا منها أيضانريـد أن نعلم انفسنا من هذا الدرس
أنــه إذا فاتنــا شيء فقد يذهب إلى غيرنــا
ويحمل له السعادة
فــلـنــفــرح لـفـرحــه ولا نــحــزن على مــافــاتــنــا
فهل يعيد الحزن ما فــات؟
كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس
وليس الفارغ منه
منقول بتصرف<!-- / message --><!-- BEGIN TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- END TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- sig -->
__________________

الخضيري
24-04-13, 08:30 AM
قرأت هذه القصه في صيد الفوائد ونقلتها لكم للفائدة.
كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها .
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها .
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!
اغرورقت عينا الأم بالدموع .
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !.
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب
<!-- / message --><!-- sig -->

الخضيري
07-06-15, 12:52 AM
سوف اكمل بقية القصص والوقائع بعد انقطاع
لنشر الفائدة والخير ولعلمي ان للقصص فوائد جمة
وبتاريخ هذا اليوم 20/8/1436 سوف اعاود التكملة

الخضيري
07-06-15, 12:54 AM
السلام عليكم و رحمة الله
قصة مؤثرة جدا



إن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع
ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في
القطار. وبدا الكثير من البهجة والفضول
على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.

اخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء
وصرخ "أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا"!!
...
فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة إبنه.

وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعون
إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه، وشعروا
بقليل من الإحراج فكيف يتصرف
شاب في عمر 25 سنة كالطفل!!

فجأة صرخ الشاب مرة أخرى:
"أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات،
أنظر..الغيوم تسير مع القطار".. واستمر تعجب الزوجين
من حديث الشاب مرة أخرى.

ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط
على يد الشاب، الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى
: "أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، انظر يا أبي".

وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان
السكوت وسألوا الرجل العجوز: "لماذا لا تقوم بزيارة
الطبيب والحصول على علاج لإبنك؟"

هنا قال الرجل العجوز:" إننا قادمون
من المستشفى حيث أن إبني قد أصبح
بصيراً لاول مرة في حياته".

تذكر دائماً:



"لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق"

الخضيري
07-06-15, 12:55 AM
قصة مؤثرة جدا


يحكى أن رجلا كان يتمشى في أدغال افريقيا حيث الطبيعة الخلابة وحيث تنبت الأشجار الطويلة، بحكم موقعها في خط الاستواء وكان يتمتع بمنظر الاشجار وهي تحجب اشعة الشمس من شدة كثافتها ، ويستمتع بتغريد العصافير ويستنشق عبير الزهور التي التي تنتج منها الروائح الزكية.

وبينما هو مستمتع بتلك المناظر سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح والتفت الرجل الى الخلف واذا به يرى اسدا ضخم الجثة منطلق بسرعة خيالية نحوه , ومن شدة الجوع الذي الم بالأسد أن خصره ضامر بشكل واضح . أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه وعندما اخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديمة فقفز الرجل قفزة قوية فإذا هو في البئر وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء وأخذ الرجل يتمرجح داخل البئر وعندما أخذ انفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسدواذا به يسمع صوت زئير ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان اذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان الى أعلى الحبل , وبدءا يقرضان الحبل وانهلع الرجل خوفا وأخذ يهز الحبل بيديه بغية ان يذهب الفأرين , وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشمالا بداخل البئر وأخذ يصدم بجوانب البئر , وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج ضرب بمرفقه واذا بذالك الشيء عسل النحل تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف , فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة وكرر ذلك ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الذي هو فيه , وفجأة استيقظ الرجل من النوم فقد كان حلما مزعجا !!!

وقرر الرجل أن يذهب الى شخص يفسر له الحلم , وذهب الى عالم واخبره بالحلم فضحك الشيخ وقال : ألم تعرف تفسيره ؟؟
قال الرجل: لا.
قال له : الأسد الذي يجري ورائك هو ملك الموت , والبئر الذي به الثعبان هو قبرك , والحبل الذي تتعلق به هو عمرك , والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك .
قال : والعسل يا شيخ ؟؟
قال : هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب .

كاريزما
07-06-15, 02:59 AM
وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج ضرب بمرفقه واذا بذالك الشيء عسل النحل تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف , فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة وكرر ذلك ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الذي هو فيه .


قرأت القصة ... وكنت منفعل معها .. لكن لما وصلت لهذا الموقف
تعجبت من قلب هذا الرجال ... قلبه فضيخه ما يحس ولا ينس
عسل ينسيه أسد فوق راسه .. وثعبان تحته .. وفأرين ملعونان يقطعون الحبل
لو انا مكانه .. كان عديت أن النحل بلاء رابع وخشيت من لسعه

الخضيري
09-06-15, 09:02 PM
قرأت القصة ... وكنت منفعل معها .. لكن لما وصلت لهذا الموقف
تعجبت من قلب هذا الرجال ... قلبه فضيخه ما يحس ولا ينس
عسل ينسيه أسد فوق راسه .. وثعبان تحته .. وفأرين ملعونان يقطعون الحبل
لو انا مكانه .. كان عديت أن النحل بلاء رابع وخشيت من لسعه
شاكر لك أخي المتابعة ومرورك العذب اضاف للقصة جمالا خاصا

الخضيري
09-06-15, 09:05 PM
حكي عن أحمد بن سعيد العابد عن أبيه قال:
كان عندنا بالكوفة شاب متعبد ملازم للمسجد الجامع لا يكاد يخلو منه, وكان حسن الوجه حسن الصمت,
فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به , وطال ذلك عليهما. فلما كان ذات يوم وقفت له علي طريق وهو يريد المسجد ,

فقالت له يا اسمع مني كلمة أكلمك بها ثم اعمل ما شئت. فمضي ولم يكلمها. ثم وقفت له بعد ذلك علي طريق وهو يريد منزله فقالت له : يا فتي اسمع مني كلمات أكلمك بهن. قال : فأطرق مليا وقال لها: هذا موقف تهمة وأنا أكره أن أكون للتهمة موضعا. فقالت : والله ما وقفت موقفي هذا جهالة مني بأمرك , ولكن معاذا الله أن يشرف العباد لمثل هذا مني, والذي حملني علي أن ألقي في هذا الامر نفسي معرفتي أن القليل من هذا عند الناس كثير , وأنتم معاشر العباد في مثل هذا القري يغيركم أدني شئ , وجملة ما أكلمك به أن جوارحي مشغولة بك , فالله الله في أمري وأمرك. قال: فمضي الشاب إلي منزله فأراد ان يصلي فلم يعقل كيف يصلي , وأخذ قرطاسا وكتب كتابا وخرج من منزله , فإذا المرأة واقفة في موضعها , فالقي إليها الكتاب ورجع الي منزله.

وكان في الكتاب : (( بسم الله الرحمن الرحيم .
اعملي أيتها المرأة أن الله تبارك وتعالي إذا عصي مسلم ستره, فإذا عاد العبد في المعصية ستره , فإذا لبس ملابسها غضب الله عز وجل لنفسه غضبة تضيق منها السموات والأرض والجبال والشجر والدواب. فمن يطيق غضبه! فإن كان ما ذكرت باطلا فإني أذكرك يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن وتجثو الأمم لصولة الجبار العظيم فإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف عن غيري. وإن كان ما ذكرت حقا فإني أدلك علي طبيب يداوي الكلوم الممرضة والاوجاع المومضة ذلك رب العالمين , فاقصديه علي صدق المسألة , فأنا متشاغل عنك بقوله عز وجل : (وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدي الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع , يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق) . فاين المهرب من هذا الاية!)).

ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت علي طريقه , فلما رأها من بعيد أراد الرجوع الي منزله لئلا يراها. فقالت له : يا فتي لا ترجع فلا كان الملتقي بعد هذا إلا بين يدي الله عز وجل. وبكت بكاء كثير شديدأ , وقالت: أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما عسر من أمرك. ثم تبعته فقالت : أمنن علئ بموعظة أحملها , وأوصني بوصية أعمل عليها. فقال لها الفتي: أوصيك بتقوي الله وحفظ نفسك وأذكري قول الله عز وجل :(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) قال : فأطرقت فبكت بكاء شديدأ أشد من بكائها الاول , و لزمت بيتها , واخذت في العبادة , فلم تزل كذلك حتي ماتت كمدا. فكان الفتي يذكرها بعد ذلك ويبكي رحمة لها. أنتهت.
فهذه المرأة , وأن لم تنل من محبوبها أملا, فقد نالت به قصد صالحا وعملا , فرزقها الله بسببه الانابة وسهل عليها بموعظته العبادة ولعلها في الآخرة يتحصل قصدها ويجتمع بمن أحبته شملها.

الخضيري
09-06-15, 09:07 PM
بعض الناس .. تشتاق نفسه إلى الهداية ..
لكنه يمنعه الكبر من اتباع شعائر الدين ..
نعم يتكبر عن تقصير ثوبه فوق الكعبين .. وإعفاء لحيته ومخالفة المشركين .. فجمال مظهره أعظم عنده من طاعة ربه ..
وبعض النساء كذلك .. لا تزال تتساهل بأمر الحجاب .. حرصاً على تكميل زينتها .. وحسن بزتها .. أو تعصي ربها بنتف حاجبها .. أو تضييق لباسها .. وإذا نصحت استكبرت وطغت ..
ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .. فكيف إذا كان هذا الكبر مانعاً من الهداية ..
كان جبلة بن الأيهم ..
ملكاً من ملوك غسان .. دخل إلى قلبه الإيمان ..
فأسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر رضي الله عنه .. يستأذنه في القدوم عليه ..
سرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً ..
وكتب إليه عمر : أن اقدم إلينا .. ولك مالنا وعليك ما علينا ..
فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه ..
فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب .. ووضع على رأسه تاجاً مرصعاً بالجوهر ..
وألبس جنوده ثياباً فاخرة ..
ثم دخل المدينة .. فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان ..
فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه ! ..
فلما دخل موسم الحج .. حج عمر وخرج معه جبلة ..
فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة ..
فالتفت إليه جبلة مغضباً .. فلطمه فهشم أنفه ..
فغضب الفزاري .. واشتكاه إلى عمر بن الخطاب ..
فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف .. فهشمت أنفه !
فقال : إنه وطئ إزاري ؟ ولولا حرمة البيت لضربت عنقه ..
فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه .. وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك ..
قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة !
قال عمر : يا جبلة .. إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه .. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى ..
قال جبلة : إذن أتنصر ..
قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه .. فإن تنصرت ضربت عنقك ..
فقال : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين ..
قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة .. وسار إلى القسطنطينية فتنصّر ..
فلما مضى عليه زمان هناك ..
ذهبت اللذات .. وبقيت الحسرات .. فتذكر أيام إسلامه .. ولذة صلاته وصيامه ..
فندم على ترك الدين .. والشرك برب العالمين ..
فجعل يبكي ويقول :
تنصرت الأشراف من عار لطمة * وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني منها لجاج ونخوة * وبعت لها العين الصحيحة بالعور
فياليت أمي لم تلدني وليتني * رجعت إلى القول الذي قال لي عمر
وياليتني أرعى المخاض بقفرة * وكنت أسير في ربيعة أو مضر
وياليت لي بالشام أدنى معيشة * أجالس قومي ذاهب السمع والبصر
ثم ما زال على نصرانيته حتى مات ..
نعم .. مات على الكفر لأنه تكبر عن الذلة لشرع رب العالمين ..

الخضيري
09-06-15, 09:10 PM
إعدام علي مائدة العشاء!
الشاعر التغلبي هاجم الخليفة الأموي فأمر بإعدامه!


قصة مثيرة موجودة بين طيات كتب التراث، عن شاعر هاجم أقوي خلفاء بن أمية، وكان مصيره الموت، وعندما ضاقت به الأرض بما رحبت لجأ إلي حيلة أنقذته من موت محقق!
أنه الشاعر التغلبي وقصة هذا الشاعر أنه في لحظة من اللحظات التي مرت به، حاول أن يهاجم الخلفية الوليد بن عبدالملك، والوليد بن عبدالملك لم يكن مجرد خليفة من خلفاء بني أمية، بل كان من أعظم هؤلاء الخلفاء علي الاطلاق، فقد كان قويا، وفي عصره امتدت الفتوحات الاسلامية لتشمل الشمال الافريقي كله، ثم عبرت جيوشه عبر الاطلنطي لتكتسح الاندلس، وتصبح حدود دولة الاسلام
بالقرب من فرنسا بعد أن اجتاحت جيوشه إحدي الدول الاوربية وهي الاندلس، بل امتدت فتوحاته لتشمل السند في شبه الجزيرة الهندية وبلاد ما وراء النهر.
امبراطورية بكل هذه العظمة وبكل هذا الاتساع ماذا يمكن أن يكون عليها القابض علي أمورها في دمشق؟
بل إن عظمة هذا الخليفة لا تقتصر علي الفتوحات الاسلامية، بل تعدت ذلك الي الاصلاحات الهائلة التي قام بها ومنها توسعة مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم في المدينة والذي اشرف علي ذلك عمر بن عبدالعزيز ابن عم الخليفة.
كما انه بني المسجد الاقصي في القدس ومسجد دمشق.
يقول عنه الطبري:
'كان الوليد عند أهل الشام أفضل خلائفهم بني المساجد، مسجد دمشق، ومسجد المدينة، ووضع المنابر ،واعطي الناس واعطي المجذومين، وقال: لا تسألوا الناس، واعطي لكل مقعد خادما، ولكل ضرير قائدا، وفتح في عهده فتوح عظام'.
وهذا الخليفة العظيم ولد عام 50 ه ومات عام 96ه.

* * *

هذا الخليفة الوليد بن عبدالملك تصل الي أذنه أبيات من الشعر، كما يؤكد ذلك أبوالحسن المدايني فيقول:
أتنسي يا وليد بلاد قومي
بملك والزبيريون صيد
أتنسانا اذا استغنيت عنا
وتذكرنا اذا صل الحديد!
وهذا الشعر يشرحه الاستاذ أحمد حسن الباقوري بقوله:
يقول الشاعر يؤنب أمير المؤمنين الوليد بن عبدالملك:
انه لا يليق بك أن تنسي قومي وصنيعهم معك.. ومع ابائك مما ثبت ملكك، واتباع الزبير والمنتسبين اليهم لهم قوة وصوله، وملك بني أمية مهدد بهم.
وأن هذا لا يليق بأخلاق الكبار أن ينسوا حسن صنيع الناس اليهم اذا ادركهم الرخاء، وزالت عنهم الشدة ثم يذكرونهم اذا احتاجوا اليهم ليزودوا عنهم شرا أو يدفعوا نازلة!
وهذا الشعر * علي ما يبدو للمتأملين * شعر شديد القدح يتأذي به سوقة الناس فضلا عن امرائهم ورؤسائهم لأن فيه وصفا للوليد بن عبدالملك بأخلاق تليق بالسوقة ولا تليق بالملوك، ويأتيها الصغار من الناس ويتنره عنها كبار النفوس'

* * *

وكان من الطبيعي أن يصل هذا الي أسماع الوليد، فما أسرع الذين ينقلون لأصحاب السلطة والجاه ما يدور في دنيا الناس، فما بالك بشاعر يهجو أمير المؤمنين، ويتهمه بما ليس فيه..
وكان من الطبيعي أيضا أن يتأذي الخليفة مما سمع ويغضب لنفسه غضبا شديدا، فهو الخليفة الذي رفع راية الاسلام في كل مكان، وهو الخليفة الذي يدعي له علي المنابر من حدود الصين حتي الاندلس، هل يمكن له أن يتقبل كلمات هذا الشاعر الذي فقد عقله في لحظة طيش أو غضب!
وكان من الطبيعي أن يأمر الخليفة باحضار التغلبي لمحاكمته ويجازيه بما اقترف لسانه!

* * *

وعرف التغلبي أنه تهور بهذه الكلمات، وأنه سوف يطلب للمحاكمة، وأن مصيره الموت، فترك بلاده وهرب ينبغي طريقا لخلاص. ولكن الهرب الي أين؟
وكيف يختفي وشرطة الخليفة وعيونه في كل مكان؟
وإن استطاع أن يختفي أياما أو شهورا، فهل يمكن أن يختبيء إلي الابد؟
وما مصير أولاده وزوجته؟

* * *

وأحس التغلبي أن الارض تضيق عليه بما رحبت، وأنه سوف يمثل أمام الخليفة لا محالة!
وأدرك أيضا أنه من الصعب عليه التخفي الي الابد وأنه عندما يمثل في حضرة الخليفة، فسوف يأتون به مقيدا بالاغلال، وهو لا يدري إن كانوا سيحضر منه الي الخليفة أم يعاقبونه دون أن يراه الخليفة!!
وأخذ يفكر في طريقة للخلاص.
ووجد أن هذه الطريقة هو أن يذهب الي قصر الخلافة في دمشق، فهو يعرف أن الخليفة يقيم مائدة لرعاياه، وعليه أن يحضر هذه المائدة ثم يستعطف الخليفة ويعتذر!
انه في هذه الحالة سوف يكون ضيفا علي أمير المؤمنين، وبذلك يستثير النخوة العربية التي يتحلي بها الخليفة ويطلب العفو!

* * *

وذهب التغلبي وحضر العشاء مع الخليفة، وعرفه بعض من كانوا علي مائدة الخليفة، وأخبروا الوليد بن عبدالملك.
واستدعاه الخليفة قائلا له:
يا عدو الله لقد امكنني الله منك
وأخذ الشاعر التغلبي يتوسل ويسترحم وهو يقول:
لقد قلت في نفسي أن امهلك حتي اطأ بساط الخليفة، وأكل طعامه، فقد امنت، وأن عوجلت فقد هلكت، وقد امهلت حتي وطئت بساطك يا أمير المؤمنين، واكلت طعامك، فقد أمنت اذن.

* * *

لقد نجحت حيلة الشاعر.
وصمت الخليفة وهو يسمع كلام التغلبي، وأنه جاءه يطلب العفو، وأنه أكل معه علي مائدة واحدة، وأنه ما جاء اليه الا طمعا في كرمه ومروءته.
وتأمل الخليفة الموقف.. فهو يري أمامه رجلا جاد يلتمس العفو، ولعله في هذه اللحظات طافت بخياله المواقف التي مرت برسوله الكريم، وهي مواقف أصعب وأشد، ومع ذلك عفا النبي وأكرم من تربصوا به الدوائر، وأهانوه!
ألم يكن له في رسول الله أسوة حسنة.
ولعله شاهد الرجل في لحظات ضعفه وبأسه وهوانه، وقد ضاقت عليه الارض بما رحبت فلجأ الي الخليفة نفسه يسترحمه ويستعطفه ويوقظ في أعماقه احترام الضعف الانساني وقد فعل!

* * *

لقد عفي عنه الخليفة علي كل حال، وقال له:
انصرف آمنا راشدا!

* * *

يقول الشيخ الباقوري تعليقا علي هذه الحكاية الطريفة:
'فأمنه الوليد فانصرف آمنا راشدا فلما ولي لم يتمثل الوليد بأية من كتاب الله ولا بأدب من أدب رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكنه تمثل بشعر عربي أصيل يقول فيه الشاعر:
شمس العداوة حتي يستقاد لهم
وأعظم الناس أحلاما اذا قدروا.
يعني أنهم من بعد الهمته، وكبر النفس بحيث لا تسهل عداوتهم.
فاذا امكنتهم الفرصة من عددهم فقدروا عليه فانهم يعفون عنه لانهم كبار الهمم، كبار النفوس.
والعفو عند المقدرة من مكارم الاخلاق'

* * *

وهذه الحكاية من أجمل قصص التراث لما فيها من نزعة انسانية، ولما فيها من تصوير النفس البشرية عندما ينطلق لسانها بما لا تقوي علي تحقيقه، وعندما تصطدم بالواقع لا تجد الا رجع بكاء.. ولا تجد الا الاستعطاف حتي لا يقع المحظور، وتنتهي حياتهم بكلمة تخرج من فم حاكم أو أمير!

مراجع:

قطوف من أدب النبوة .. أحمد حسن الباقوري
العصر الاموي .. أ. د. عبدالشافي محمد عبدالل

الخضيري
09-06-15, 09:13 PM
أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ..
ومن سعة رحمته .. أنه عرض التوبة على كل أحد ..
مهما أشرك العبد وكفر .. أو طغى وتجبر ..
فإن الرحمة معروضة عليه .. وباب التوبة مشرع بين يديه ..
وانظر إلى ذاك الشيخ الهرم .. الذي .. كبر سنه .. وانحنى ظهره .. ورق عظمه ..
أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو جالس بين أصحابه يوماً ..
يجر خطاه .. وقد سقط حاجباه على عينيه .. وهو يدّعم على عصا ..
جاء يمشي .. حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال بصوت تصارعه الآلام ..
يا رسول الله .. أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها .. فلم يترك منها شيئاً ..
وهو في ذلك لم يترك حاجة .. ولا داجة .. أي صغيرة ولا كبيرة .. إلا أتاها ..
لو قسّمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم .. فهل لذلك من توبة ؟
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه .. فإذا شيخ قد انحنى ظهره .. واضطرب أمره ..
قد هده مر السنين والأعوام .. وأهلكته الشهوات والآلام ..
فقال له صلى الله عليه وسلم : فهل أسلمت ؟
قال : أما أنا .. فأشهد أن لا إله إلا الله .. وأنك رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم: تفعل الخيرات .. وتترك السيئات .. فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
فقال الشيخ : وغدراتي .. وفجراتني ..
فقال : نعم ..
فصاح الشيخ : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
فما زال يكبر حتى توارى عنهم ..
الحديث : رواه الطبراني والبزار ، وقال المنذري : إسناده جيد قوي ،وقال ابن حجر هو على شرط الصحيح .

الخضيري
09-06-15, 09:15 PM
هو شيخ كبير .. نجلس إليه .. بعدما كبر سنه .. ورق عظمه .. وكف بصره ..
وهو يحكي ذكريات شبابه ..
نجلس إلى كعب بن مالك رضي الله عنه ..
وهو يحكي ذكرياته .. في تخلفه عن غزوة تبوك ..
وكانت آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم ..
آذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم ..
وجمع منهم النفقات لتجهيز الجيش .. حتى بلغ عدد الجيش ثلاثين ألفاً ..
وذلك حين طابت الظلال الثمار ..
في حر شديد .. وسفر بعيد .. وعدو قوي عنيد ..
وكان عدد المسلمين كثيراً .. ولم تكن أسماؤهم مجموعة في كتاب ..
قال كعب – كما في الصحيحين - :
وأنا أيسر ما كنت .. قد جمعت راحلتين .. وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد ..
وأنا في ذلك أصغي إلى الظلال .. وطيب الثمار ..
فلم أزل كذلك .. حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً بالغداة ..
فقلت : أنطلق غدا إلى السوق فأشتري جهازي .. ثم ألحق بهم ..
فانطلقت إلى السوق من الغد .. فعسر علي بعض شأني .. فرجعت ..
فقلت : أرجع غدا إن شاء الله فألحق بهم .. فعسر عليَّ بعض شأني أيضاً ..
فقلت : أرجع غدا إن شاء الله .. فلم أزل كذلك ..
حتى مضت الأيام .. وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فجعلت أمشي في الأسواق .. وأطوف بالمدينة ..
فلا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق .. أو رجلاً قد عذره الله ..
نعم تخلف كعب في المدينة .. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مضى بأصحابه الثلاثين ألفاً ..
حتى إذا وصل تبوك .. نظر في وجوه أصحابه .. فإذا هو يفقد رجلاً صالحاً ممن شهدوا بيعة العقبة ..
فيقول صلى الله عليه وسلم : ما فعل كعب بن مالك ؟!
فقال رجل : يا رسول الله .. خلفه برداه والنظر في عطفيه ..
فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلت .. والله يا نبي الله ما علمنا عليه إلا خيراً ..
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال كعب :
فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك .. وأقبل راجعاً إلى المدينة .. جعلت أتذكر .. بماذا أخرج به من سخطه .. وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ..
حتى إذا وصل المدينة .. عرفتُ أني لا أنجو إلا بالصدق ..
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة .. فبدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين .. ثم جلس للناس ..
فجاءه المخلفون .. فطفقوا يعتذرون إليه .. ويحلفون له ..
وكانوا بضعة وثمانين رجلاً .. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم .. واستغفر لهم .. ووكل سرائرهم إلى الله ..
وجاءه كعب بن مالك .. فلما سلم عليه .. نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم تبسَّم تبسُّم المغضب ..
ثم قال له : تعال ..
فأقبل كعب يمشي إليه .. فلما جلس بين يديه ..
قال له صلى الله عليه وسلم : ما خلفك .. ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟
قال : بلى ..
قال : فما خلفك ؟!
فقال كعب : يا رسول الله .. إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا .. لرأيت أني أخرج من سخطه بعذر .. ولقد أعطيت جدلاً ..
ولكني والله لقد علمت .. أني إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي .. ليوشكن الله أن يسخطك علي ..
ولئن حدثتك حديث صدق .. تجد عليَّ فيه .. إني لأرجو فيه عفوَ الله عني ..
يا رسول الله .. والله ما كان لي من عذر ..
والله ما كنت قط أقوى .. ولا أيسر مني حين تخلفت عنك ..
ثم سكت كعب ..
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه .. وقال :
أما هذا .. فقد صدقكم الحديث .. فقم .. حتى يقضي الله فيك ..
فقام كعب يجر خطاه .. وخرج من المسجد .. مهموماً مكروباً .. لا يدري ما يقضي الله فيه ..
فلما رأى قومه ذلك .. تبعه رجال منهم .. وأخذوا يلومونه .. ويقولون :
والله ما نعلمك أذنبت ذنباً قط .. قبل هذا .. إنك رجل شاعر ..
أعجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المخلفون ..
هلا اعتذرت بعذر يرضى عنك فيه .. ثم يستغفر لك .. فيغفر الله لك ..
قال كعب :
فلم يزالوا يؤنبونني .. حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي ..
فقلت : هل لقي هذا معي أحد ؟
قالوا : نعم .. رجلان قالا مثل ما قلت .. فقيل لهما مثل ما قيل لك ..
قلت : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع .. وهلال بن أمية ..
فإذا هما رجلان صالحان قد شهدا بدراً .. لي فيهما أسوة ..
فقلت : والله لا أرجع إليه في هذا أبداً .. ولا أكذب نفسي ..

* * * * * * * * *
ثم مضى كعب رضي الله عنه .. حزيناً .. كسير النفس .. وقعد في بيته ..
فلم يمضِ وقت .. حتى نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلام كعب وصاحبيه ..
قال كعب :
فاجتنبنا الناس .. وتغيروا لنا .. فجعلت أخرج إلى السوق .. فلا يكلمني أحد ..
وتنكر لنا الناس .. حتى ما هم بالذين نعرف ..
وتنكرت لنا الحيطان .. حتى ما هي بالحيطان التي نعرف ..
وتنكرت لنا الأرض .. حتى ما هي بالأرض التي نعرف ..
فأما صاحباي فجلسا في بيوتهما يبكيان .. جعلا يبكيان الليل والنهار .. ولا يطلعان رؤوسهما .. ويتعبدان كأنهما الرهبان ..
وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم .. فكنت أخرج .. فأشهد الصلاة مع المسلمين .. وأطوف في الأسواق .. ولا يكلمني أحد ..
وآتي المسجد فأدخل ..
وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه ..
فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟
ثم أصلي قريباً منه .. فأسارقه النظر .. فإذا أقبلت على صلاتي .. أقبل إلي ..
وإذا التفتُّ نحوه .. أعرض عني ..

* * * * * * * * *
ومضت على كعب الأيام .. والآلام تلد الآلام ..
وهو الرجل الشريف في قومه ..
بل هو من أبلغ الشعراء .. عرفه الملوك والأمراء ..
وسرت أشعاره عند العظماء .. حتى تمنوا لقياه ..
ثم هو اليوم .. في المدينة .. بين قومه .. لا أحد يكلمه .. ولا ينظر إليه ..
حتى .. إذا اشتدت عليه الغربة .. وضاقت عليه الكربة .. نزل به امتحان آخر :
فبينما هو يطوف في السوق يوماً ..
إذا رجل نصراني جاء من الشام ..
فإذا هو يقول : من يدلني على كعب بن مالك .. ؟
فطفق الناس يشيرون له إلى كعب .. فأتاه .. فناوله صحيفة من ملك غسان ..
عجباً !! من ملك غسان ..!!
إذاً قد وصل خبره إلى بلاد الشام .. واهتم به ملك الغساسنة .. فماذا يريد الملك ؟!!
فتح كعب الرسالة فإذا فيها ..
أما بعد .. يا كعب بن مالك .. إنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ..
ولست بدار مضيعة ولا هوان .. فالحق بنا نواسك ..
فلما أتم قراءة الرسالة .. قال رضي الله عنه : إنا لله .. قد طمع فيَّ أهل الكفر ..
هذا أيضاً من البلاء والشر ..
ثم مضى بالرسالة فوراً إلى التنور .. فأشعله ثم أحرقها فيه ..
ولم يلتفت كعب إلى إغراء الملك ..
نعم فُتح له باب إلى بلاط الملوك .. وقصور العظماء .. يدعونه إلى الكرامة والصحبة ..
والمدينة من حوله تتجهمه .. والوجوه تعبس في وجهه ..
يسلم فلا يرد عليه السلام ..
ويسأل فلا يسمع الجواب ..
ومع ذلك لم يلتفت إلى الكفار ..
ولم يفلح الشيطان في زعزعته .. أو تعبيده لشهوته ..
ألقى الرسالة في النار .. وأحرقها ..

* * * * * * * * *
ومضت الأيام تتلوها الأيام .. وانقضى شهر كامل .. وكعب على هذا الحال ..
والحصار يشتد خناقه .. والضيق يزداد ثقله ..
فلا الرسول صلى الله عليه وسلم يُمضي .. ولا الوحي بالحكم يقضي ..
فلما اكتملت أربعون يوماً ..
فإذا رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى كعب .. فيطرق عليه الباب ..
فيخرج كعب إليه .. لعله جاء بالفرج .. فإذا الرسول يقول له :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ..
قال : أطلقها .. أم ماذا ؟
قال : لا .. ولكن اعتزلها ولا تقربها ..
فدخل كعب على امرأته وقال : الحقي بأهلك ..
فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ..
وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحبي كعب بمثل ذلك ..
فجاءت امرأة هلال بن أمية .. فقالت :
يا رسول الله .. إن هلال بن أمية شيخ كبير ضعيف .. فهل تأذن لي أن أخدمه ..؟
قال : نعم .. ولكن لا يقربنك ..
فقالت المرأة : يا نبي الله .. والله ما به من حركة لشيء ..
ما زال مكتئباً .. يبكي الليل والنهار .. منذ كان من أمره ما كان ..

* * * * * * * * *
ومرت الأيام ثقيلة على كعب ..واشتدت الجفوة عليه ..حتى صار يراجع إيمانه ..
يكلم المسلمين ولا يكلمونه ..
ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرد عليه ..
فإلى أين يذهب ..!! ومن يستشير !؟
قال كعب رضي الله عنه :
فلما طال عليَّ البلاء .. ذهبت إلى أبي قتادة .. وهو ابن عمي .. وأحب الناس إليَّ .. فإذا هو في حائط بستانه .. فتسورت الجدار عليه ..
ودخلت .. فسلمت عليه ..
فوالله ما رد علي السلام ..
فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فسكت ..
فقلت : يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فسكت ..
فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فقال : الله ورسوله أعلم ..
سمع كعب هذا الجواب .. من ابن عمه وأحب الناس إليه .. لا يدري أهو مؤمن أم لا ؟
فلم يستطع أن يتجلد لما سمعه .. وفاضت عيناه بالدموع ..
ثم اقتحم الحائط خارجاً ..
وذهب إلى منزله .. وجلس فيه ..
يقلب طرفه بين جدرانه .. لا زوجة تجالسه .. ولا قريب يؤانسه ..
وقد مضت عليهم خمسون ليلة .. من حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلامهم
..
* * * * * * * * *
وفي الليلة الخمسين .. نزلت توبتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ثلث الليل ..
فقالت أم سلمة رضي الله عنها :
يا نبي الله .. ألا نبشر كعب بن مالك ..
قال : إذا يحطمكم الناس .. ويمنعونكم النوم سائر الليلة ..
فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر .. آذن الناس بتوبة الله علينا ..
فانطلق الناس يبشرونهم ..
قال كعب :
وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ..
فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى .. قد ضاقت علي نفسي .. وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت ..
وما من شيء أهم إليّ .. من أن أموت .. فلا يصلي عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .. أو يموت .. فأكون من الناس بتلك المنزلة .. فلا يكلمني أحد منهم .. ولا يصلي عليَّ ..
فبينما أنا على ذلك ..
إذ سمعت صوت صارخ .. على جبل سلع بأعلى صوته يقول :
يا كعب بن مالك ! .. أبشر ..
فخررت ساجداً .. وعرفت أن قد جاء فرج من الله ..
وأقبل إليَّ رجل على فرس .. والآخر صاح من فوق جبل ..
وكان الصوت أسرع من الفرس ..
فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني .. نزعت له ثوبيَّ فكسوته إياهما ببشراه ..
والله ما أملك غيرهما ..
واستعرت ثوبين .. فلسبتهما ..
وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتلقاني الناس فوجاً .. فوجاً ..
يهنئوني بالتوبة .. يقولون : ليهنك توبة الله عليك ..
حتى دخلت المسجد .. فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وهو يبرق وجهه من السرور .. وكان إذا سُرَّ استنار وجهه .. حتى كأنه قطعة قمر ..
فقال لي : أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك ..
قلت : أمن عندك يا رسول الله .. أم من عند الله ؟
قال : لا .. بل من عند الله .. ثم تلا الآيات ..
فلما جلست بين يديه ..
قلت : يا رسول الله ! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله .. وإلى رسوله ..
فقال : أمسك عليك بعض مالك .. فهو خير لك ..
فقلت : يا رسول الله ! إن الله إنما نجاني بالصدق .. وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ما بقيت ..

الخضيري
09-06-15, 09:18 PM
فارسة الخوارج!
غزالة .. المرأة التي خشي الحجاج منازلتها بالسيف!
كانت تقاتل بجوار زوجها شبيب وتسعدها رؤية الدماء والأشلاء!


التاريخ مليء بالحكايات المثيرة ، والأحداث الخطيرة.. إن قارئه أشبه بقاريء رواية الأديب المؤرخ ه. ج ديلز (آلة الزمن) حيث يستطيع من يركب هذه الآلة أن ينتقل عبر العصور بسهولة ويسر، ويري ماجري وماسيجري في العالم من أحداث.

والسؤال الذي يبرز في الذهن: كيف نستفيد من هذه الرؤي وتلك الأحداث.. هل نقرأها حبا للاستطلاع أم نقف امامها مستفيدين من دروس التاريخ.؟
وقد وقفت امام هذه القصة المثيرة التي قرأتها في كتاب (نساء محاربات) للأديبة صوفي عبدالله .. لقد توقفت أمامها كثيرا، لانها تجعلك تقف امام بعض المواقف مشدوها.. كيف يشكل الفكر والعقيدة سلوك الناس، فيعيش لهذه الأفكار ويدين بها حتي لو كانت بعيدة عن الصواب.
القصة تتحدث عن امرأة اسمها (غزالة).. وغزالة تلك كانت من الخوارج، وكانت شجاعتها مضرب الأمثال، كما كان زوجها (شبيب بن يزيد) أيضا مضرب الامثال في الشجاعة، وكان شبيب هذا أميرا للخوارج،
قيل عنه إنه قتل خمسة من قواد الحجاج بن يوسف الثقفي، وهزم له عشرين جيشا.!
وكانت زوجته هذه خطيبة بارعة في الخطابة، كما كانت تحارب وتقاتل معه في ميدان القتال، غير آبهة بخطر، ودون ان تخشي منازله الفرسان.. بما فيهم تحديها للحجاج بن يوسف الثقفي نفسه علي غلظته ودمويته ووحشيته!
وقبل ان نتحدث عن قصة (غزالة) تلك لابد ان نعرف شيئا عن فكر الخوارج، والخوارج اسم يطلق كما يقول الدكتور محمد عبدالمنعم القيعي علي كل من خرج علي الامام الحق المتفق عليه، وهم المتمردوين علي طاعة الإمام دون ان يعتنقوا مذهبا معينا او يكون لهم رأي خاص بهم، لكن صار هذا الاسم عاما علي طائفة لها منطقها ورأيها ، وقد اطلقت عليهم اسماء عديدة!
المهم أن هذه الطائفة أحدثت في المجتمع الاسلامي فتنة عارمة لتكفيرهم كل من لم يكن معهم علي من يحاربونه ولو كان موقفه سلبيا أو محايدا.

* * *

ومع ذلك فقد امتاز هؤلاء المتطرفون بالجرأة والشجاعة النادرة ، حتي اننا نراهم وهم يتصدون لمن يحاربهم بعنف وشراسة..
وقد حاربهم الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد عبدالملك بن مروان بلا هوادة..
وكان الحجاج بن يوسف شديد الوطأة علي من يحاربه.. ولم يكن يعمل لأي إنسان أي حساب، حتي أنه قسا علي (أنس بن مالك ابن النضر) خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم،ولم يسلم منه الا بعد أن وبخه الخليفة عبدالملك بن مروان، الذي أمره أن يعتذر لخادم الرسول، وتعجب من جرأته أن بعنف أنس خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان يطلعه علي سره، ويفشي له الاخبار التي تأتيه من ربه' كما جاء في كتابه الي الحجاج ثم عقب ذلك بأن أمره أن يمشي علي قدميه راجلا غير راكب.
وأطاع الحجاج أمر الخليفة، واعتذر له، وطلب منه أن يكتب إلي الخليفة يلتمس منه الرضا والصفح عنه.

* * *

الحجاج هذا بكل غلظته، وقفت أمامه (غزاله) في إحدي المعارك، بعد أن قتلت العديد من فرسانه، ثم طلبت منه المبارزة، فخاف منها الحجاج، وهرب من هذه المواجهة.. فيره عمران بن قحطان بتلك الأبيات اللاذعة التي تقطر تهكما وزراية؟
أسد علي، وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلي غزالة في الوغي
بل كان قلبك في جناحي طائر!!
أما زوجها فهو رجل من جبابرة الخلق وعتاتهم، له امرأة علي غراره، قيل أنها كانت فقيهة أيضا وخطيبة، فهي معتزة بجبروت رجلها، حتي أنها قالت له يوما:
باشبيب..!.. لقد نذرت لله نذرا سألتك أن تعينني علي الوفاء به؟
وماذاك ياغزالة يرحمك الله؟
أن أصلي في مسجد الكوفة الجامع ركعتين، أقرأ في الأولي سورة البقرة، وفي الثانية سورة آل عمران.
وما أدراك ما الكوفة آنزاك.
انها حاضرة الجبار العنيد ابن يوسف الثقفي الذي قتل له شبيب القواد، وأفني له الاف الاجناد، وجعله مضغة في أفواه العباد، وان للحجاج في الكوفة لستين ألفا جمعهم لحرب شبيب وغزالة.
ولكنه الجبروت والعزة بالفتوة!
وناهيك بالبقرة وآل عمران: انهما أطول سور القرآن قاطبة، فآيات البقرة مائتان وست وثمانون آية، وآيات آل عمران مائتان.
وناهيك بصلاة تتلي فيها هاتان السورتان وسط عدو عدته ستون ألفا.. أنها ليست صلاة الواجف العجلان، بل هي فعلة المستأني أناة الاستهانة بعدوه الجرار.
ولكنه الجبروت والعزة بالفتوة

* * *

والعجيب ان شبيب حقق أمل زوجته (غزالة) فزحف بجيشه نحو الكوفة، وقتل في طريقه من قتل من رجال الحجاج، ودخل الكو فة نفسها وفيها الحجاج وجنده، وسار في شوارعها وبجواره غزالة حتي دخلت المسجد لتصلي فيه، ووقف هو وبعض جنوده عند البا بالحراستها، حت
أدت نذرها وعاد من حيث قدم !!
ويقال عنها انها كانت تهاجم المدن ومعها مجموعة من النساء، حتي قال فيها خزيمة بن فاتك الأسدي:
أقامت غزالة سوق الضرار
لأهل العراقين حولا قميطا
سمت للعراقين في جيشها
فلاقي العراقان منها أطيطا
(والاطيط) هو الصوت يخرج عند اشتداد الكرب، او هو حنين الابل الي معاطفها، والمعني:
أن أهل العراق لقوا منها الويل والحرب!!
والمحللون لشخصية هذه المرأة الجريئة التي لاتعبأ بالحروب، ولاتخشي الرجال، والتي كانت تقاتل وتقتل، ولاتخشي رؤية دماء الضحايا، ولاتعاف رؤية الأشلاء، ماكانت تفعل كل ذلك، إلا أنها كانت تري في زوجها شبيب القدوة والمثال.
فهو جريء لايعرف الخوف،
شديد لايعرف اللين،
يدافع عمعا يعتقد دفاعا دونه الموت.
وكانت هي تقلده في كل ذلك.
تراه لايهاب الموت فلم تهب نهاب الموت.!
وتراه متعطشا للدماء، فتاقت نفسها لرؤية الدماء.!
لم تحارب عن فكر..
ولم تحارب عن دين..
بل حاربت وهي تعتقد ان مايخالف رأيها أو يخالف رأي الخوارج مصيره الموت..
كانت تحارب عن ضيق أفق.
وتحارب عن تعصب ممقوت
او كما يقول الامام الغزالي في كتابة المنقذ من الضلال:
'إن للإسلام عدوا من الخارج، هو أقل خطرا كالمشركين والوثنيين.
وعدوا من الداخل هو أشد خطرا كمسلم جاهل لايفهم دينه، ويتعصب لجهله وضلاله.!

* * *

وتمر الأيام
ويغرق زوجها شبيب عندما نفر به جواده، وسقط في دجلة.. وانتهت حياته!
وإذا بغزالة وقد فقدت الرجل التي كانت تري فيه كل مثلها، قد انهارت قواها، ولم تعد لديها القدرة علي التحدي والقتال.. ماتت فيها هذه الروح، ووهن فيها العزم، ولم تعد هي هي التي تخوض المعارك ولايهمها يجور الدم.. حتي انها في أول مواجهة منيت بهزيمة ساحقة، وقتلت في هذه المعركة..
و.. أسدلت الايام ستار النسيان علي امرأة كانت في يوم من الايام تملأ الحياة خوفا ورعبا، لانها كانت تتمثل بزوجها الذي عاش حياته، وهو يري انه علي حق، وغيره علي الباطل، ولم يفكر او يعمل عقله مرة واحدة، حتي يثوب لرشده وتثوب معه الجماعة التي تعلقت به، وآمنت بفكره!

مراجع

نساء محاربات .. صوفي عبدالله
تاريخ العالم الاسلامي ... د. حسن حسني
عقيدة المسلمين ..
د. محمد عبدالمنعم القيعي.
والعقائد الباطلة.

الخضيري
09-06-15, 09:22 PM
أبونواس والنهاية الغامضة!


كان ابونواس 'الحسن بن هانيء' من شعراء الدولة العباسية وكان شاعرا ماجنا محبا للخمر وقد ولد سنة 139هـ علي ارجح الاقوال، وقد حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة كما تفتحت موهبته الشعرية في سن صغيرة ايضا
وقد درس بجانب الشعر اللغة الفقة والتفسير وعلم الكلام، كما كان يجيد الفارسية لانه من اصل فارسي.
وكان بجانب ذلك يحب الفكاهة وهي التي قربته من الخلفاء والوزراء.

فخرج من البصرة الي بغداد.. حيث تعرف علي الرشيد الذي اغدق عليه الكثير من المال وما كاد يجري في يده المال حتي اخذ ينفقه في الحانات وشرب الخمر، وتمرغ في اوحال النساء وقد رحل الي مصر حيث كان والي الخراج بها فارسيا مثله ولكن لم يطق العيش في مصر فقد شده الحنين الي بغداد ولياليها..
وقد اقترب من الامين بعد وفاة الرشيد، حتي ان اخاه المأمون قد جعل من تقريبه ابونواس ذريعة للهجوم عليه.. لأنه قرب الي مجلسه من كان ينهم بالشراب وهتك المحارم.. فهو القائل
ألافاسقني خمرا وقل لي هي الخمر
ولاتسقني سرا اذا امكن الجهر
دبح باسم من تهوي ودعني من الكني
فلا خير في اللذات من دونها ستر
ويبدو ان الخليفة العباسي الامين قد ضاق ذرعا بفضائحه مما اغري وزيره الفضل بطلب الي الخليفة ان يحبسه فحبسه في سجين 'المطبق'.. وهذا السجن كان قد اقامة الخليفة ابوجعفر المنصور عندما قام بتخطيط مدينة بغداد.. وقد شيد هذا السجن بصورة يصعب علي السجين الهروب منه، وربما فعة الي ذلك انه كان هناك سجن في 'الهاشمية' بناه ابوالعباس السفاح، وقد استغلت جماعة 'الراوندية' وهم اتباع ابي مسلم الخرساني، ضعف بناء هذا السجن، فقاموا باخراج المساجين موا بعد مهاجمته، في محاولة منهم لمهاجمة قصر المنصور ومن هنا فقد قرر المنصور ان يكون سجن المطبق حصينا من الصعب مهاجمته اوالهروب منه وكان هذا السجن يسجن فيه من يخاف الخليفة غدرهم او اذا غضب علي احدهم من كبار القواد او الساسة

***

وقد اتهم الشاعر ابونواس بالفساد والزندقة ودخل هذا السجن، ولم يطق الحياة فيه في عهد الرشيد فأرسل استعطافا الي الرشيد حتي يفك سجنه.. يقول في رسالته تلك.
بعفوك بل بجودك عذت بل
بفضلك يا امير المؤمينا
فاني لم اخنك بظهر غيب
ولاحدثت نفسي ان اخونا

***

ودخل السجن مرة اخري في عهد الامين، واخذ يتمني ان يئول الحكم للمأمون حتي ينقذه من هذا السجن وقال:
اما الامين فلست ارجو دفعه
عني، فمن لي اليوم بالمأمون؟!
حتي يقول الرواة ان المأمون عندما سمع هذه الابيات التي قالها ابونواس مستنجدا به من عذابات سجنه، وكان الخلاف علي اشده بين الاخوين الامين والمأمون فقال:
والله لئن لحقته لاغنينه غني لايؤمله
ولكن الشاعر ابونواس مات قبل دخول المأمون بغداد.. فقد مات سنة 198ه

***

ولم ينس ابدا هذا الشاعر ماشعر به من هوان داخل السجن، وطاعته للسجان، الذي وصفه بأنه جعل من حياته جحيما لايطاق، حتي انه شعر بأنه أثقل علي قلبه من الحديد الذي يكبل يديه، وكان هذا السجان الذي دخل التاريخ لان ابونواس ذكره في اشعاره، وشكواه الي الخليفة منه.. وقال له فيما قال من شكواه
واعف مسامعي من صوت رجس
ثقيل شخصه يدعي 'سعيدا'
ويقول عنه الباحث محمد عبدالغني حسن:
وقد احاطت تهمة الزندقة والكفر بأبي نواس من كل جانب حتي لم ينقطع الاتهام عنه لحظة طوال حياته، وهو ملوم في ذلك كل اللوم، فما كان اغناه* لو عقل* عن ركوب هذه المزالق الخطرة وكثيرا ما كان يلجأ الي الخلاص من تهمة الزندقة بحركات وافعال تدل علي ايمانه، وقد أجدت عليه هذه الوسيلة مرة، وخذلته غير مرة فقد حدث عاصم بن حميد بن غنيم الوراق، وعنه روي ابن منظور المصري صاحب لسان العرب قال: رأيت ابانواس وهو في سراويل، والناس يجرونه، ويضربونه في قفاه بالنعال ويقولون: زنديق.. ويرمونه بالحجارة حتي ادخلوه الي محمد بن زبيده* يعني الخليفة العباس الامين
فقال: ما هذا؟
قالوا: زنذيق
فقال: علي بالسيف والنطع!
فقال ابونواس: دعوني اصلي ركعتين، فأفرجوا عنه؟ فتهيأ للصلاة ثم رفع رأسه الي السماء وكبر وصلي ركعتين وقال:
سبحان من خلق الخلق
من ضعيف مهين
فساقة من قرار
الي قرار مكين
في الحجب شيئا فشيئا
تحاردون العيون
حتي بدت حركات
مخلوقة من سكون.
فقال الامين:
ماهذا زنديق.. أعطوه ألف درهم، واخلعوا عليه، فخرج تحت الخلع، وطردوا الناس عنه

***

ولم يكن سجنه بسبب الزندقة فقط، فقد سجن ايضا بسبب تعاطيه الخمر، اكثر من مرة وفي احدي المرات استعطف الخليفة الامين من وراء قضبان السجن بقصيده طويلة قال في احد ابياتها وهو يمدح الخليفة:
فديتك ان ليل السجن ياس
وقد ارسلت: ليس عليك باس
فلما بلغت الابيات الخليفة، عفا عنه واخرجه من السجن الي عالم الحرية ويقول عنه الدكتور شوقي ضيف:
......... وفي اخباره مايدل علي نه تنسك مرارا ثم عاد الي غيه او ربما رقيت فيرات هذا النسك الي زمن الرشيد، وحين كان يلقي به في السجن، اذ يقال انه حج سنة 190ه وكأنما هي صحوات كان يفيق فيها ثم يرجع الي حكاياه، وتوفي الامين، ولم يلبث ان توفي بعده.
وقد اختلف الرواة في تاريخ وفاته.. فمنهم من تقدم به الي سنة 195ه ومنهم من تأخر به الي سنة 199ه وقيل بل توفي بعد المائتين بقليل، وفي ديوانه رثاء للأمين يشهد بأن وفاته لم تكن قبل سنة 198ه.
واختلف الرواة ايضا في سبب وفاته.
فقيل انه توفي وفاة طبيعية.. وقيل بل هجا اسماعيل بن فوبخت هجاء فقد مقذعا فيه أمه ورماه بالبخل والرفض، فوس له شربة من سم قتلته بعد اربعة اشهر، وقيل بل وشي له من ضربه حتي مات!

***

ولاشك ان ابانواس كان شاعرا كبيرا، ولكن افسد حياته بشعره الماجن الناجم عن نفسية معقدة، مليئة بالعقد النفسية والتي يرجعه بعض النقاد انه كان يتأزم من سيرة أمه المنحرفة، وهذا مادفعه ان يعيش حياته بالطول والعرص، ضاربا عرض الحائط بالاعراف والتقاليد بل وبالدين ايضا فهو القائل:
انما العيش سماع وفدام وندام
فاذا فاتك هذا فعلي الدنيا سلام
ويظهر عدم مبالاته بالقيم ولابالناس، عندما قال بمرأة عجيبة:
لاتبك ليلي ولاتطرب الي هند
واشرب علي الورد من حمراء كالورد
كأسا اذا انحدرت في حلق شاربها
اجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوته والكأس لؤلؤة
في كف جارية ممشوقة القد تسقيك من يدها خمرا ومن فمها
خمرا فمالك من سكرين من بد
وكان من الطبيعي ان يجر هذا الشعر عليه المشاكل خاصة عندما تتلاعب برأسه الخمر فيعلن بأنه لايؤمن ببعث ولاحساب ولابجنة ولانار..!
ولو كان هذا الشاعر الماجن قد وعي الحقيقة حقيقة الحياة والموت ومابعد الموت، التي تحدث عنها في بعض لحظات جده بعيدا عن الخمريات التي اذهلت عقله فنأي عن الصواب، ودخل بسببها السجن.. لو عرف البعد عن المجون والخمر والهلوسة، وكتب شعره الجميل وهو متمسك بالقيم والفضائل لكان واحدا من اعظم الشعراء الذين عرفهم التاريخ الادبي ولما عرف ايضا ظلام السجون!

مراجع

العصر العباسي الاول... د. شوقي ضيف
في صحبة الشعر والشعراء* محمد عبدالغني حسن
حديث الاربعاء... د. طه حسين

الخضيري
09-06-15, 09:28 PM
انتحار روميو العرب
قتل الحيوان المفترس محبوبته فقطع المحب رأسه ثم انتحر بنفس السيف!


لو قرأنا أو سمعنا هذه الأيام أن هناك من قتل نفسه لانه وقع في الحب، أو لأن حبيبته ماتت، لارتسمت في أذهاننا العديد من علامات الاستفهام الحائرة.. وربما تداعي إلي أذهاننا أن هذا الرجل قد فقد عقله.. وأن مكانه الطبيعي هو أحدي المستشفيات العقلية، ولكن هذا الشيء الذي نري فيه غرابة قد لاتصدق، تحدثت عنه وروته كتب التراث!.
نحن نعرف أنه في صدر الاسلام وخاصة في العصر الأموي ساد ما يعرف بالحب العذري.. وهو الحب المنزه عن الهوي.. الحب النقي الطاهر الذي يعيش به وله الانسان دون أن يلتمس من ورائه شهوة أو رغبة حسية..
ان الانسان الذي يشعر بالحب عليه أن يعيش علي هذا الاحساس الجميل حتي لو فقد عقله!!
فقد كان أملهم من هذا الحب أن يعيشوا أجواء الحب نفسه، وبما فيه من متعة روحية لايحسها الا من يتذوق لوعة هذا الحب..!
فمادام قد عرف الحب، فعليه ألا يدنس شرف من يحب.
ومن هنا فقد كان العرب يفرقون بين الحب الحقيقي والحب الذين كانوا يطلقون عليه الحب الدفيء، كما كان فلاسفة الاغريق القدامي يميزون بين ثلاثة أنواع من الحب:

الحب الجسدي

الحب الروحي

الحب المثالي.

***

ويري الدكتور شوقي ضيف في كتابه (الحب العذري عند العرب).. أن للحب عندهم منازل ومراتب متعددة، وأول مراتبه الهوي وهو الميل إلي المحبوب، ويليه الشوق وهو نزوع المحب إلي لقائه، ثم الحنين وهو شوق ممزوج برقة، ويليه الحب وهو أول الألفة، ثم الشغف وهو التمني الدائم لرؤية المحبوب، ويليه الغرام وهو التعلق بالمحبوب تعلقا لايستطيع المحب الخلاص منه، ثم العشق وهو إفراط في الحب، ويغلب أن يلتقي فيه المحب بالمحبوب، ثم التتيم وهو استبعاد المحبوب للمحب، يقال يتمتني حبا، ويليه الهيام وهو شدة الحب حتي يكاد يسلب المحب عقله، ثم الجنون وهو استلاب الحب لعقل المحب، وتتكرر مع مراتب الحب كلمات مثل الولع وهو شدة التعلق بالمحبوب، والشجن وهو الهم والكرب، واللوعة وهي الألم، تباريح الحب وهي شدائده، والجوي وهو كتمانه والضيق به، والكمد وهو الحزن الشديد، والوجد وهو الصبابة وشدة الحب، والوله وهو التحير من شدة الوجد، والكلف وهو الاستغراق في الحب.. إلي غير ذلك'.

***

هذه المعاني دارت في ذهني وأنا أقرأ قصة هذا الاعرابي الذي توله في الحب، وكانت الحبيبة ابنة عمه، ولكن عمه رفض أن يزوجها له، رغم علمه بأنها تحبه كما يحبها..!
وهذه القصة تناولها أكثر من كتاب من كتب التراث، بصيغ مختلفة، ولكن المضمون واحد.. هو أن هذا الاعرابي قد هام حبا بابنة عمه، ورفض عمه أن يحقق له أمله في الزواج بها، فخرج عن أمواله، وكل ما يملك، ليعيش قريبا منها حتي يتمكن من رؤيتها بعد أن تزوجت بآخر.. وأن يكون هذا اللقاء بهدف الاستمتاع باللقاء ليس أكثر ولا أقل.. وكانت هي الاخري حريصة علي هذا اللقاء، بعيدا عن أعين الزوج والوالد..!!
ولكن ما نهاية ذلك؟
وما الهدف منه؟
ان الرواة لايحدثوننا عن شيء من ذلك، فلا أمل في زواج فقد تزوجت ورضخت لرغبة والدها! ولكن الهدف الأول والأخير هو ان كان الأب قد استطاع ان يفرق بينها وبين من تهوي، فعلي الأقل لابد أن يستمتعا باللحظات الروحية التي يستشعرها المحبون.

***

ويحدثنا الراوي لهذه الحكاية فيقول ما ملخصه.. أنه خرج في نشدان ضالة له، فاتجه إلي خيمة أحد الأعراب، ونزل ضيفا عليه، حيث أكرمه هذا الاعرابي، وقدم له ما يجب أن يقدمه أي اعرابي طبع علي الكرم من اكرام ضيفه.. من طعام وايواء.
ثم يحكي هذا الرائي قائلا:
فبينما أنا بين النائم واليقظان، اذ أنا بفتاة قد أقبلت لم أر مثلها جمالا وحسنا، فجلست، وجعلت تحدث الاعرابي ويحدثها، ليس غير ذلك، حتي طلع الفجر، ثم انصرفت.
وقلت:
والله لا ابرح موضعي هذا حتي أعرف خبر الجارية والاعرابي.
قال.. كما يروي ذلك الدكتور عبدالحميد ابراهيم في كتابة (قصص العشاق النثرية في العصر الأموي).
: فمضيت في طلب ضالتي يوما، ثم أتيته عند الليل فأتي بقربي، فبينما أنا بين النائم واليقظان، وقد أبطأت الجارية عن وقتها، قلق الاعرابي فكان يذهب ويجييء وهو يقول:
ما بال ميه لاتأتي كعادتها
أعاجها طرب أم صادها شغل
لكن قلبي عنكم ليس يشغله
حتي الممات ومالي غيركم أمل
لو تعلمين الذي بي من فراقكم
لما اعتذرت ولا طابت لك العلل
إلي آخر ما قال من أبيات
ويتابع الراوي روايته:
ثم أتاني فانبهني وقال:
إن خلتني التي رأيت بالأمس قد أبطأت علي، وبيني وبينها غيضه.
وقال:
ولست آمن عليها، فانظر ما ها هنا، حتي أعلم علمها.. ثم مضي، فأبطأ قليلا، ثم جاء بها يحملها، واذا السبع قد أصابها، فوضعها بين يدي، ثم أخذ سيفه ومضي، فلم أشعر به إلا وقد جاء بالأسد يجره مقتولا، ثم أنشأ يقول:
ألا أيها الليث المضر بنفسه
هبلت لقد جرت يداك لك الشرا
أخلفتني فردا وحيدا مولها
وصيرت آفاق البلاد لها قبرا
أأصبح دهرا خانني بفراقها
معاذ إلهي أن أكون لها برا

***

لقد عرفنا من سياق القصة كما رواها الراوي أنها حين تباطأت عليه، ولم يطق صبرا علي ذلك، خرج ليجد أن أحد الأسود قد فتك بها، فما كان منه أن حملها إلي خيمته، وعاد يحمل سيفه ويقتل الأسد..!!
وإنه لم يكتف بقتله كما تقول الرواية، ولكنه يجره جرا حتي خيمته.
وأمام الغموض الذي يكتنف الراوي، كان لابد أن يشرح له هذه القصة بما يلخصه أنه أحب هذه الفتاة التي صرعها الأسد، حبا عنيفا، ولكن هذا الحب لم يشفع له عند عمه، الذي زوجها إنسانا آخر، وأنه بعد أن خرج من ماله كله ليعيش بالقرب منها في هذه الخيمة، حتي يمكنه أن يراها وأن يقابلها.. لا لشيء.. ولا لغرض إلا أن يشعر بما يشعر به المحبون عندما يلتقون بمن تعلق بهن قلوبهم..
ومادامت قد فارقت الحياة.. فلا معني للعيش في هذه الحياة!
فلا معني.. ولا قيمة للحياة بعد أن فقد من كان يعيش لها.
ثم التفت صاحب هذه القصة، أو هذا الاعرابي الذي فجع بمقتل حبيبته، إلي الراوي، وأوصاه وصية، بأن يدفنه مع حبيبته في ثوب أحضره له، وأن يدفنهما في قبر واحد، اذا هو مات!!
ثم نظر الاعرابي إلي هذا الراوي لتلك القصة يوصية وصيته الأخيرة، وهو أن يكتب علي القبر هذا الشعر.
كنا علي ظهرها والدهر في مهل
والعيش يجمعنا والدار والوطن
ففرق الدهر بالتصريف ألفتنا
فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن

***

ولابد لهذه الحكاية المثيرة من نهاية مثيرة، كما عرفنا ذلك في العديد من القصص التي تروي قصص الحب العربية.. فما هي هذه النهاية.. يقول لنا الرواي: '.. ثم اتكأ علي سيفه فخرج من ظهره، فسقط مغشيا عليه، فلففتهما في الثوب، وحفرت لهما، فدفنتهما في قبر واحد، وكتبت عليه كما أمرني'.
ويعلق الدكتور عبدالحميد ابراهيم علي هذه القصة.. بأنها من أصلح الأشياء لأن تتحول إلي (أوبرا موسيقية) ففيها هذا الجو الساذج، وتلك المواقف الرائعة.. وتصور معي تلك المواقف الخلابة وقد أضيفت اليها الموسيقي التصويرية المعبرة.. موقف الاعرابي وهو يحمل معشوقته علي كتفه، أو موقفه وهو يجرجر الاسد، وينشد الأشعار، أو موقفه وقد اتكأ علي سيفه فخرج من ظهره، أو موقف الرجل الذي لفهما في ثوب واحد، ودفنهما في قبر واحد، وكتب عليه أبياتا من الشعر.

مراجع

قصص العشاق النثرية
في العصر الأموي
د. عبدالحميد ابراهيم
الحب العذري عند العرب د. شوقي ضيف

الخضيري
09-06-15, 09:32 PM
كل الناس يذكرون الله عند الشدائد ..
لكن منهم من يذكره ويطيعه .. فإذا زالت الشدة عصاه ونساه ..
ومنهم من يستمر صلاحه وتوبته ..
يونس عليه السلام .. دعا قومه إلى الإيمان .. فأعرضوا وتكبروا .. فغضب .. وركب البحر مع سفينة .. فلما ثقلت بهم خافوا أن يغرقوا جميعاً .. فعلموا أنه لا بد أن يخففوا الحمل بإلقاء أحد ركابها إلى البحر .. عملوا القرعة مراراً فوقعت على يونس .. ألقوه في البحر .. فالتقمه الحوت .. ثم نزل به إلى الأعماق ..
كل شيء حدث بسرعة .. يونس في الظلمات ..
تسمع حوله .. فإذا به يسمع تسبيح الحصى الذي في قعر البحر ..
فانتفض .. ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ..
فقرعت كلماته أبواب السماء .. فنزل عليه الفرج ..
هذا خبر يونس النبي عليه الصلاة والسلام ..
أما يونس اليوم فيقول :
كنت شاباً أظن أن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير .. ومركب وطيء ..
وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ ..
وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة ..
سمعت النداء حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
أقسم أني سمعت الأذان طوال حياتي .. ولكني لم أفقه يوماً معنى كلمة فلاح ..
طبع الشيطان على قلبي .. حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها ..
كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة ..
ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء ..
استعداداً لرحلة تحت الماء..
لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر .. بعدنا عن الشاطئ ..
حتى صرنا في بطن البحر ..
كان كل شيء على ما يرام .. الرحلة جميلة ..
وفي غمرة المتعة .. فجأة تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم .. ولتمده بالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي .. وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي... وبدأت أموت ..
بدأت رئتي تستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء ..
أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني ..
بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت ..
بدأت أشهق .. وأشرق بالماء المالح..
بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني ..
مع أول شهقة .. عرفت كم أنا ضعيف ..
بضع قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار ..
آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه... حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء .. إلا أني كنت على عمق كبير ..
ليست المشكلة أن أموت .. المشكلة كيف سألقى الله ؟!
إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟
أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها ..
تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما ..
فقلت أشهـ .. فغصَّ حلقي .. وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي لتمنعني من نطقها ..
حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأ قلبي يصرخ : ربي ارجعون .. ربي ارجعون .. ساعة .. دقيقة .. لحظة .. ولكن هيهات..
بدأت أفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة ..
هذا آخر ما أتذكر ..
لكن رحمة ربي كانت أوسع ..
فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى ..
انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذا أحد الأصحاب ..
يثبت خرطوم الهواء في فمي ..
ويحاول إنعاشي .. ونحن مازلنا في بطن البحر ..
رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير ..
عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي ..
أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمد رسول الله .. الحمد لله ..
خرجت من الماء .. وأنا شخص أخر ..
تغيرت نظرتي للحياة ..
أصبحت الأيام تزيدني من الله قرباً .. أدركت سرَّ وجودي في الحياة .. تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون ) ..
صحيح .. ما خلقنا عبثاً ..
مرت أيام .. فتذكرت تلك الحادثة ..
فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص ..
ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر ..
وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكر اني سجدت مثلها في حياتي ..
في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي قد سجد فيه لله تعالى ..
عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته اللهم أمين ..

الخضيري
09-06-15, 09:34 PM
احمد محمد ابو بكر


- قصة اسلام شقيق مايكل جاكسون

شقيق مايكل جاكسون: إشهار إسلامي في السعودية فاجأ أفراد أسرتي بأميركا

اشتهرت عائلة جاكسون الاميركية بالغناء والموسيقى. فقد كون جاكسون الأب فرقة غنائية موسيقية ناجحة من ابنائه. وكانت فرقة "جاكسون فايف" في بادئ الامر من انجح الفرق الغنائية الموسيقية في الولايات المتحدة الاميركية، وذاع صيتها في السبعينات وحصلت على شهرة عالمية واسعة. وسارت هذه الفرقة الغنائية الموسيقية من نجاح الى نجاح وتربعت على قمة الغناء الموسيقي الشعبي في اميركا.
كما ان اسطواناتها واشرطتها حصلت على اعلى الايرادات. وتصدرت اغنياتها قائمة الاغنيات الاكثر مبيعا على نطاق العالم في ذلك الوقت. ومن ثم كبر هؤلاء الفنانون الموهوبون، وتفرقت بهم سبل الحياة الغنائية الموسيقية، فكون كل واحد منهم فرقته الخاصة. ولكن ظلت الاسرة ككل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغناء والموسيقى.
ففي وسط هذا الجو الغنائي الموسيقي نشأ جيرمين جاكسون شقيق المغني الاميركي المعروف مايكل جاكسون. فجيرمين ينتمي لاسرة فنية لا يجهل احد شهرتها واثرها في خارطة الاغنية الشعبية الاميركية. وكانت تنشئته وتربيته في هذه الاجواء الفنية التي تركت اثرا واضحا في مسار حياته الى يومنا هذا.
لقد بدأ جيرمين جاكسون رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام من رحلة فنية الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، حيث كان مرافقا لاخته الكبرى. فهناك عرف حقيقة الاسلام من افواه الاطفال.

قال جيرمين جاكسون: عند زيارتي الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط في عام 1989 بصحبة اختي الكبرى، حيث زرنا خلال هذه المرحلة البحرين ورحب بنا الكثيرون. وكنت مرة اتبادل الحديث مع الاطفال في المنامة خلال تلك الرحلة. فمن جملة اسئلتهم البريئة سؤال كان عن ديني، فأجبتهم بأنني مسيحي، وسألتهم بدوري عن دينهم، فأجابوني بصوت واحد ان دينهم الاسلام. وكانوا فخورين جدا بالانتماء لهذا الدين، وانطلقوا في الحديث عنه. وسألتهم اكثر عنه وصار كل واحد منهم يحدثني عن الاسلام بطريقة ادهشتني، فهؤلاء الاطفال الذين احببتهم كانوا فخورين جدا بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة.

اعتناق الإسلام

ويروي جيرمين قصة اسلامه وتفاصيلها في حوار اجرته معه مجلة "المجلة" في العدد 966 قائلا: انني بعد عودتي من البحرين والحديث مع اولئك الاطفال عن الاسلام تيقنت من انني سأصبح مسلماً. وتحدثت مع صديق لي اسمه علي قنبر عن هذا الشعور الذي بدأ ينتابني منذ فترة وافصحت له عن رغبتي في تعلم المزيد عن الاسلام. وسافرت معه الى المملكة العربية السعودية لأتعرف على الاسلام اكثر فأكثر، وهناك اعلنت اسلامي.
ولما كان جيرمين جاكسون محبا لاسرته وعاشقا للغناء والموسيقى منذ نعومة اظفاره، رأى انه لن يتخلى عن الغناء والموسيقى، بل اصبحت له رسالة من نوع جديد، فبدلا من ان يعتزل الفن، بدأ يشعر من خلال اسلامه بدفعة جديدة لتقديم المزيد ضمن مشواره الفني راغبا في الاستفادة من الاضواء وآلاف المشجعين المحبين له، وذلك بتقديم رسالة من نوع جديد.

إجابات على أسئلة حائرة

ويواصل جيرمين جاكسون الحديث عن بداية مشواره في رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام، حيث يقول: سافرت مع صديقي علي قنبر الى مدينة الرياض لمعرفة المزيد عن الدين الاسلامي، ومن هناك سافرت الى جدة واصطحبتني اسرة سعودية كريمة بعد اعتناقي للاسلام الى مكة المكرمة لاداء العمرة.
ويصف جاكسون انه بعد اسلامه شعر بأنه ولد من جديد بحق وحقيقة.
ويقول: كانت لدي العديد من الاسئلة الحائرة التي ابحث لها عن اجابات، خاصة الاسئلة المتعلقة بالمسيحية وعيسى عليه السلام، فوجدت اجابات جاهزة ومقنعة لكل هذه الاسئلة لحظة اعتناقي الاسلام. وقد كنت في حيرة من امري كمسيحي نشأ في اسرة متدينة، اذ كان يحيرني دائما ان الانجيل مكتوب على ايدي اشخاص عاديين. وكان دائما يخطر ببالي ان هؤلاء بشر فكل واحد منهم سيراعي نفسه ومجموعته في ما يكتب، بينما القرآن كتاب الله حفظه الله على مر السنين والاجيال "انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون". وفي السعودية وجدت اشرطة جميلة جدا للمغني البريطاني السابق والداعية الاسلامي يوسف اسلام، وفيها مناظرة حول الاسلام والمسيحية ومنها تعلمت الشيء الكثير.

حملة إعلامية جائرة

ويتطرق جاكسون الى ان هناك حملة اعلامية سيئة ضد الاسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الاميركية، ومما اعجب له ان الناس العاديين في اميركا يصدقون هذه الحملة الاعلامية الجائرة لجهلهم بحقيقة الاسلام وسماحة هذا الدين. ومن العجيب ايضا انه رغم التشابه الكبير بين الاسلام والمسيحية في كثير من الطروحات الا ان التشويه الموجه ضد الاسلام اكبر بكثير.
وقال جاكسون: ان الحملة الاعلامية الجائرة في اميركا ضد الاسلام والمسلمين لم تقتصر على اجهزة الاعلام المختلفة، بل ان هوليوود عاصمة صناعة السينما الاميركية تحاول في ما تنتجه من افلام ان تصور للناس ان المسلمين ارهابيون وقتلة واشرار. ولقد عرفت من خلال تجربتي قبل اعتناقي الاسلام وبعده ان الناس عليهم الا يصدقوا ما تنتجه هوليوود من افلام تسيء الى الاسلام والمسلمين. وان هذا التشويه يؤلم كل مسلم ويجعله يتمنى لو انه يستطيع تغيير هذه الصورة بصورة الاسلام الحقيقية اسلام الحضارة والنور، اسلام التسامح والاخاء.

الإسلام.. والحل

وقال جاكسون: لقد قدم لي الاسلام حلا لكل مشكلاتي، فأصبحت انسانا بلا اي مشاكل. وكنت من داخلي اتغير بشكل رائع، حيث امتنعت عن شرب الخمر تماما وغيرها من الاشياء المحرمة امتثالا لاوامر ديني الجديد. وخشية من تأثيري على بقية افراد اسرة جاكسون واقناعهم باعتناق الاسلام، نظمت ضدي حملة واتهموني باني عدو للسامية، وانه بحكم اسلامي لا يمكن لي التعايش مع الاخرين، وهذا هراء، فان الدين الاسلامي دين تعايش في سلام وامان مع الاخرين.

الحكمة من تعدد الزوجات

اما عن صدى اسلامه وسط افراد اسرته، يقول جيرمين جاكسون: ان والدته علمت بخبر اسلامه من وسائل الاعلام قبل وصوله الى الولايات المتحدة الاميركية من المملكة العربية السعودية، حيث اشهرت اسلامي وقمت بأداء عمرة في مكة المكرمة. فوالدتي انسانة متدينة وملتزمة بدينها، فلذلك كان سؤالها لما جئت الى المنزل، اذا ما كنت متأكدا تماماً من هذا الخيار الذي اريده فعلا، وكان جوابي ان الاسلام هو الخيار الذي اريده فعلا.
اما عن صدى اسلامه وسط اخوته واخوانه، يقول جيرمين: كان قراري باعتناق الاسلام قرارا مفاجئا لكل افراد اسرتي، ولذلك اندهشوا لقراري، ولما يسمعونه عن الاسلام والمسلمين من وسائل الاعلام المختلفة، منها مثلا ما يسمعونه عن تعدد الزوجات، فالاميركيون لا يفهمون ابدا الحكمة من اباحة تعدد الزوجات بالرغم من ان الخيانة الزوجية منتشرة في المجتمع الاميركي، بينما يبيح لك الاسلام ما دمت قادرا على الانفاق على الزواج باكثر من زوجة واحدة بدلا من مشاكل الطلاق والخيانة الزوجية.
واضاف جيرمين: ان المسلمين في العالم العربي محبون لزوجاتهم واطفالهم، والمرأة عندهم معززة مكرمة ولكن كثيرا من الاميركيين لا يفهمون هذا، ولقد اعجبت كثيرا باسلوب التربية في المجتمعات الاسلامية.
وقال جيرمين جاكسون انه عادة لا يقرأ الا القرآن الكريم، على الرغم من انه يمتلك الكثير من الكتب الاسلامية، لكنه يشعر بان هذه الكتب تصدر جميعها من القرآن الكريم، فلذلك يحرص دائما على قراءة كتاب الله.
-----------------------------------------------

الخضيري
09-06-15, 10:27 PM
خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجين من المدينة ومعهم أصحاب لهم، حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا لهم، فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم، وبقي عطاء قائما يصلي فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة، فلما شعر بها عطاء ظن أن لها حاجة فخفف صلاته، فلما قضى صلاته قال لها : ألك حاجة ؟
قالت : نعم.

فقال : ماهي ؟

قالت : قم فأصب مني، فإني قد ودقت (أي رغبت في الرجال) ولا بعل لي.

فقال : إليك عني، لا تحرقيني ونفسك بالنار.

ونظر إلى المرأة الجميلة فجعلت تراوده عن نفسه وتأبى إلا ما تريد، فجعل عطاء يبكي ويقول : ويحك، إليك عني، إليك عني.

واشتد بكاؤه، فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه، فبينما هو كذلك إذ رجع سليمان بن يسار من حاجته، فلما نظر إلى عطاء يبكي، والمرأة بين يديه تبكي في ناحية البيت، بكى لبكائهما، لا يدري ما أبكاهما.

وجعل أصحابهما يأتون رجلا رجلا، كلما أتاهم رجل فرآهم يبكون جلس يبكي لبكائهم، لا يسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء، وعلا الصوت.

فلما رأت الأعرابية ذلك قامت فخرجت، وقام القوم فدخلوا، فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة، ثم إنهما قدما مصر لبعض حاجتهما، فلبثا بها ما شاء الله، فبينما عطاء ذات ليلة نائما استيقظ وهو يبكي فقال سليمان : ما يبكيك يا أخي ؟

قال عطاء : رؤيا رأيتها الليلة.

قال سليمان : ما هي ؟

قال عطاء : بشرط أن لا تخبر بها أحدا مادمت حيا.

قال سليمان : لك ما شرطت.

قال عطاء : رأيت يوسف النبي عليه السلام في النوم، فجئت أنظر إليه فيمن ينظر، فلما رأيت حسنه، بكيت فنظر إلي في الناس.

فقال : ما يبكيك أيها الرجل ؟

قلت : بأبي أنت وأمي يا نبي الله، ذكرتك وامرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها، وما لقيت من السجن، وفرقة الشيخ يعقوب فبكيت من ذلك، وجعلت أتعجب منه.

فقال يوسف عليه السلام : فهلا تعجب من صاحب المرأة البدوية بالأبواء ؟ فعرفت الذي أراد، فبكيت واستيقظت باكيا.

فقال سليمان : أي أخي وما كان حال تلك المرأة ؟ فقص عليه عطاء القصة، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء، فحدث بها امرأة من أهله.

الخضيري
09-06-15, 10:28 PM
قال بعض الصالحين : دخلت إلى مصر
فوجدت حداداً يخرج الحديد بيده من النار!!!
ويقلبه على السندال .. ولا يجد لذلك ألماً ..!!
فقلت في نفسي (( هذا عبدُ صالح لاتعدو عليه النار)) فدنوت منه وسلمت عليه
فرد علي السلام فقلت له :: (( ياسيدي بالذي منّ عليك بهذه الكرامة
إلا مادعوت لي فبكى وقال :: (( والله ياأخي ماأنا كما ضننت
فقلت له :: ياأخي أن هذا الذي تفعله لايقدر عليه إلا الصحالون
فقال أن لهذا الأمر حديثا عجيبا
فقلت له :: أن رأيت أن تعرفني به فاأفعل
قال :: نعم
كنت يوماً من الأيام جالساً في هذا الدكان وكنت كثير التخليط
إذ وقفت عليّ أمراءة لم أرا قط أحسن منها وجهاً
فقالت :: ياأخي هل عندك شيئاً لله ..!!
فلما نظرت إليها فتنت بها وقلت لها
هل لكِ أن تمضي معي إلى البيت وأدفع لكِ مايكفيك
فنظرت إليّ زماناً طويلاً فذهبت فغابت عني طويلاً
ثم رجعت وقالت :: ياأخي لقد أحوجتني الضرورة إلى ماذكرت
قال : فقفلت الدكان
ومضيت بها إلى البيت ..
فقالت لي :: ياهذا
أن لي أطفالاً وقد تركتهم على فااقة شديدة !!!
فإن رأيت تعطيني شيئاً أذهب به إليهم
وأرجع إليك فاأفعل
قال :: فاأخذت عليها العهود والمواثيق
ودفعت لها بعضا من الدراهم
فمضيت وغابت ساعة
ثم رجعت .. فدخلت بها إلى البيت وأغلقت الباب ..
فقالت :: لمَ فعلتَ هذا ؟؟
فقلت لها :: خوفاً من الناس
فقالت :: ولمَ لاتخاف من رب الناس
فقلت لها :: أنه غفور رحيم
ثم تقدمت إليها
فوجدتها تظطرب كما تظطرب السعفه يوم ريح عاصف ..!!
ودموعها تنحدر على خديها
فقلت لها :: مما أظطرابك وبكاؤك ؟؟؟؟!!ّ
فقالت :: خوفاً من الله عزوجل
ثم قالت لي :: ياهذا أن تركتني لله
ضمنت لك أن الله لايعذبك بالنــــار
لافي الدنيا ولافي الآخرة ..
قال :: فقمت وعطيتها جميع ماكان عندي
وقلت لها :: ياهذه قد تركتك خوفاً من الله عزوجل
قال : فلمَ فارقتني غلبتني عيني فنمت ..
فرأيت امراءة لم أرا قط أحسن منها وجهاً
وعلى رأسها تاج من الياقوت الأحمر ..
فقالت لي :: جزاك الله عنا خيراً
قلت لها :: ومن أنتِ ؟؟
قالت :: أنا أم الصبية التي أتتك وتركتها خوفاً من الله عزوجل
لاأحرقك الله بالنار لافي الدنيا ولافي الآخرة
فقلت لها :: عرفيني بها ؟؟ ومن أي نسل هي يرمحكِ الله ؟؟!!ّ
فقالت :: هي من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتذكرت قول الله عزوجل :: أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ))
ثم أفقت من منامي ومن ذلك الوقت
لم تعدو عليّ النار

وأرجو أن لاتعدو عليّ في الآخرة ..

الخضيري
09-06-15, 10:32 PM
استقر الإسلام في المدينة، وأصبحت له مكانته بين القبائل العربية خاصة بعد انتصار معركة بدر، وعندما حاولت قريش أن تأخذ بثأرها في 'أحد' لم يتحقق لها الانتصار الكامل.
فلولا أن الرماة عصوا أوامر الرسول عندما طلب منهم ألا يغادروا أماكنهم إذا لاحت بوادر الانتصار.. إلا أنهم تركوا هذه الأماكن بحثا عن الغنائم، وانتهز خالد بن الوليد* الذي كان مايزال علي الشرك* هذه الفرصة فأحاط بالمسلمين وأوقع بهم خسائر كبيرة، ولكن قريشا خشيت أن تستمر في قتال الرسول خشية أن تنقلب المعركة في غير صالحها، فآثرت الانسحاب والعودة إلي مكة، فلم يكن انتصار مكة كاملا.
ومع ذلك فقد كانت المدينة تنعم بتسامح الإسلام ومبادئه وفضائله.. فساد العدل ولم يعد هناك هذا االصراع بين الأوس والخزرج والذي كان يذكيه اليهود.. ورغم أن هذا المجتمع كان ينعم بقيم الإسلام مما جعله مجتمعا متآلفا قويا.. رغم كل ذلك فقد كان هناك بعض المنافقين وعلي رأسهم، عبدالله بن أبي بن ابن سلول، الذي كان يحقد علي الرسول وعلي الإسلام، وأعلن إسلامه نفاقا، لأنه كان قد أوشك أن يصبح ملكا علي يثرب، ولكن أمله خاب بعد هجرة الرسول إلي المدينة، والتفاف الناس حوله وحول دعوته، مما أثار حقده علي الإسلام وبني الإسلام.
وحدث في شهر شعبان في السنة الخامسة من الهجرة أن تناهي إلي سمع الرسول صلي الله عليه وسلم أن (الحارث بن أبي ضرار).. سيد بني المصطلق.. وهم بطن من خزاعة.. وكانوا قد ساعدوا مكة في قتالها الرسول في (أحد) سمع النبي أن الحارث هذا يريد أن يهاجم المدينة فخرج النبي لملاقاته.. وطلب منهم الإسلام، ولكنهم رفضوا، فهزمهم المسلمون هزيمة منكرة، وأخذوهم أسري.. وكان من بين الأسري (جويرية بنت الحارث) التي استغاثت بالرسول، فتزوجها عليه الصلاة والسلام، وبالتالي أصبح هذا البطن من خزاعة أصهارا للرسول، فأسلموا.
وفي هذه الغزوة تخاصم أجير لعمر بن الخطاب مع رجل حليف للخزج علي الماء.. فقد تنافس كل منهما علي أن يكون هو الأسبق إلي الماء، وضرب حليف الأجير حليف الخزرج الذي استنجد بالخزرجيين.. وكادت تكون فتنة، عندما استنجد أجير عمر بالمهاجرين.. ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم أخمد الفتنة في مهدها.. وعادت النفوس إلي التآخي والصفاء..ولكن عبدالله بن أبي سلول الذي كان من آماله أن تندلع الفتنة بين المهاجرين والأنصار، وحتي يشفي غليل نفسه، وأخذ يثير الناس.. فكان مما قاله للناس وهو يبغي اندلاع الفتنة: والله ما رأيت كالليلة مذٌلة، قد نافرنا القوم وكاثرونا في بلدنا، وأنكروا فضلنا. والله ما نحن وهؤلاء إلا كما قال القائل: 'مسَمٌِن طلبك بأكلك!! ولئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعزّج منها الأذلَّ!
وقال لقومه:
هذا ما فعلتم بأنفسكم: أحللتموهم في بلادكم، وأنزلتموهم منازلكم. آسيتموهم في أموالكم حتي استغنوا.
أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلي غير بلادكم، ثم لم ترضوا ما فعلتم حتي جعلتم أنفسكم أغراضا للمنايا! فَقجيتم دونهم، فأيتمتم أولادكم وقللتم وكثروا.. فلا تنفقوا علي من حوله حتي ينفضوا!'.
وسمع أحد غلمان الأنصار وهو (زيد بن الأرقم) قول هذا المنافق، فأخبر الرسول بذلك.
وغضب الرسول من هذا المنافق الذي يريد أن يشعل الفتنة بين المسلمين، ويدعو من جديد إلي العنصرية، فقال عمر بن الخطاب: 'يا رسول الله مجرْ به عَبٌاد بن بشر فليقتله وليأتك برأسه'!
فقال عليه الصلاة والسلام:
لا.. فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ولكن أذن بالرحيل.
وأمر الرسول أصحابه بالرحيل رغم شدة الحر، حتي تنتهي هذه الفتنة.
والعجيب أن (ابن أبي) عندما علم أن الرسول قد علم بأمر ما كان يضمره من إحداث فتنة، ذهب إلي النبي صلي الله عليه وسلم، وأنكر أنه تحدث بشيء مما سمع!
ولكن الرسول صمت ولم يجبه
ومضي يسير متجها نحو المدينة
ونزل علي الرسول قوله تعالي في شأن المنافقين: (إذٌا جٌاءٌكٌ َمينٌافقيونٌ قٌاليوا نٌشهٌدي إنٌَكٌ لٌرٌسيولي َلٌَه واللٌَهي يٌعلٌمي إنٌَكٌ لٌرٌسيوليهي واللٌَهي يٌشهٌدي إنٌَ َمينٌافقينٌ لٌكٌاذبيونٌ اتٌَخٌذيوا أٌيمٌانٌهيم جينٌَةْ فٌصٌدَيوا عٌن سٌبيل َلٌَه إنٌَهيم سٌاءٌ مٌا كٌانيوا يٌعمٌليونٌ). (المنافقون 1، 2)
وقال تعالي: (هيمي الذينٌ يٌقيوليونٌ لا تينفقيوا عٌلٌي مٌن عندٌ رٌسيول َلٌَه حٌتٌَي يٌنفٌضَيوا وللٌَه خٌزٌائني َسٌَمٌوٌات والأٌرض ولٌكنٌَ َمينٌافقينٌ لا يٌفقٌهيونٌ يٌقيوليونٌ لٌئن رٌَجٌعنٌا إلٌي َمٌدينٌة لٌييخرجٌنٌَ الأٌعٌزَي منهٌا الأٌذٌلٌَ وللٌَه العزٌَةي ولرٌسيوله وللميؤمنينٌ ولٌكنٌَ المننٌافقينٌ لا يٌعلٌميونٌ) . (المنافقون8)

*****
وقد استغل 'عبدالله بن أبي' ما حدث لأم المؤمنين عائشة ليبث سمومه، محاولا زرع الفتنة بين المسلمين.. فقد حدث أن أسرع النبي مع أصحابه إلي المدينة، وكانت عائشة* رضي الله عنها* معه في هذه الغزوة.. وكانت قد تخلفت عن ركب رسول الله حي انفرط عقدها، وأخذت في جمعه.. بينما ظن المسلمون أنها في هودجها.. فساروا بالهودج علي ظن أن أم المؤمنين عائشة به.. وعندما وجدت السيدة عائشة نفسها وحيدة لم ترتجف أو تخاف، فقد أيقنت أن الرسول سوف يرسل إليها من يعيدها إلي المدينة، فظلت في مكانها.. وأثناء ذلك رآها (صفوان بن المعطل السَّلَمي).. الذي تخلف هو الآخر عن الآخرين.. بعض الوقت.. وعندما رآها عرفها، وأركبها بعيره وانطلق بها إلي المدينة التي دخلها في وضح النهار.
ولم يكن في هذه القصة شيء يستحق أن يجثار حوله الشبهات، إلا أن عبدالله بن أبي، اتخذ من هذا الحادث وسيلة لأن ينفث سمومه، ويشيع ما لا ينبغي، ويقول عن أم المؤمنين مالا يجب أن يقال.. وبدأ يتحدث عن سبب عودتها مع صفوان الشاب الوسيم، وردد كلماته حمنه بنت جحش أخت زينب زوجة الرسول، لأنها كانت تعرف منزلة عائشة في قلب رسول الله.. كما فعل ذلك حسان بن ثابت.. وبدأت سهام عبدالله بن أبي تنتشر حتي وصلت الأخبار إلي الرسول، فحزن حزنا شديدا، ولم تكن عائشة تعرف عما يدور عنها شئ، ومرضت عائشة ولكن لاحظت أن هناك جفاء من قِبَل الرسول، فلم يلاطفها كما كان يلاطفها وهي الزوجة الأثيرة إلي نفسه، مما جعلها تطلب من الرسول أن تذهب عند أمها لترعاها في مرضها، وظلت في مرضها أكثر من عشرين يوما، إلي أن عرفت عندما شفيت ما يجقال عنها، فحزنت حزنا شديدا، وحزن الرسول لأن ألسنة بعض المنافقين لم تتورع في الخوض في حديث الإفك، حتي أنه خطب الناس وقال لهم:
'أيها الناس:
ما بال رجال يأذونني في أهلي ويقولون عني غير الحق، والله ما علمت منهم إلا خيرا..
ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي'
وعندما سمع أسيد بن حضير ما قاله الرسول قال:
يا رسول الله أن يكونوا من إخواننا الخزرج فمرنا بأمرك. فوالله أنهم لأهل أن نضرب أعناقهم.
وكان سعد بن عبادة حاضرا فرد علي أسيد أنه قال ذلك لأنهم من الخزرج!
وكادت تحدث فتنة لولا أن احتواها الرسول بحكمته.
وعتبت عائشة علي أمها بأنها لم تخبرها بما تلوكه ألسنة البعض عنها.
وأخذت تفكر في الأمر.. وألمها أن يشك فيها أحد، وعندما ذهب الرسول إلي بيت أبي بكر ومعه عليا وأسامة بن زيد وسألهما الرأي.. فنفي أسامة أن تكون عائشة قد فعلت ما يشينها.. وأنها بريئة مما نجسب إليها.. بينما تكلم عليٌ فقال: يا رسول الله إن النساء كثير.. وضرب جارية لعائشة، عندما طلب منها أن تصدق رسول الله، وكان جوابها:
والله ما أعلم إلا خيرا.
وقال لها الرسول:
'يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقي الله إن كنت قد قارفت سوءا مما يقولون، فتوبي إلي الله فإن الله يقبل التوبة من عباده'.
فقالت للنبي وهي باكية:
'والله لا أتوب إلي الله مما ذكرت أبدا، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أني بريئة لأقولن ما لم يكن.
ولئن أنا أنكرت لا تصدقوني.
وصمتت برهة وقالت:
أنا أقول كما قال أبويوسف: فصبر جميل والله المستعان علي ما تصفون'.
ونزل الوحي ببرائة عائشة: (إنٌَ ٌََذينٌ جٌاءيوا بالإفك عيصبٌةِ مَنكيم لا تٌحسٌبيوهي شٌرَْا لٌَكم بٌل هيوٌ خٌيرِ لٌَكيم لكيلَ امرئج مَنهيم مٌَا اكتٌسٌبٌ منٌ الإثم والٌَذي تٌوٌلٌَي كبرٌهي منهيم لٌهي عٌذٌابِ عٌظيمِ) (النور: آية 11 وما بعدها)
إلي قوله تعالي: (ٌلٌولا إذ سٌمعتيميوهي قيلتيم مٌَا يٌكيوني لٌنٌا أٌن نٌَتٌكٌلٌَمٌ بهٌذٌا سيبحٌانٌكٌ هٌذٌا بيهتٌانِ عٌظيمِ (16( يٌعظيكيمي َلٌَهي أٌن تٌعيوديوا لمثله أٌبٌدْا إن كينتيم مَيؤمنينٌ (17) وييبٌيَني َلٌَهي لٌكيمي الآيٌات واللٌَهي عٌليمِ حٌكيمِ (18) إنٌَ ٌََذينٌ ييحبَيونٌ أٌن تٌشيعٌ َفٌاحشٌةي في ٌََذينٌ آمٌنيوا لٌهيم عٌذٌابِ أٌليمِ في َدَينيٌا ¤ٌالآخرٌة ¤ٌاللٌَهي يٌعلٌمي ¤ٌأٌنتيم لا تٌعلٌميونٌ)
ونزلت عقوبة رمي المحصنات:
(الٌَذينٌ يٌرميونٌ َميحصٌنٌات ثيمٌَ لٌم يٌأتيوا بأٌربٌعٌة شيهٌدٌاءٌ فٌاجلديوهيم ثٌمٌانينٌ جٌلدٌةْ ولا تٌقبٌليوا لٌهيم شٌهٌادٌةْ أٌبٌدْا وأيولٌئكٌ هيمي َفٌاسقيونٌ) (النور 4)
وقد طبقت هذه العقوبة علي من رددوا حديث الإفك وهم مسطح بن أثافة، وحسان بن ثابت، وحمنه بنت جحش. فقد ضجرب كل منهم ثمانون جلدة.
ومع الأيام عفا الرسول عن شاعره حسان كما طلب من الصديق معاملة مسطح كما كان يعامله قبل حديث الإفك.
والدارس لأحداث (حديث الإفك) يعرف كيف صبر الرسول عليه الصلاة والسلام كل هذا الصبر، وما تحملته السيدة عائشة بما يفوق طاقة البشر.
وقد طاق عبدالله الابن من ابيه ابن أبي ذرعا وبمكائده، حتي أنه ذهب إلي رسول الله قائلا له:
يا رسول الله.. انه بلغني أنك تريد قتل (عبدالله بن أبي) فيما بلغك عنه، وقلت من يعذرني في رجل أذاني في أهلي.
فإن كنت لابد فاعلا فمرني به، فأنا أحمل لك رأسه!
فوالله ما علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرَّ بوالدي مني.
وإني لأخشي أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أن أنظر إلي قاتل أبي يمشي في الناس فاقتله. فاقتل رجلا مؤمنا بكافر فأدخل النار'
فقال عليه الصلاة والسلام:
بل نرفق به، ونحسن صحبته ما بقي معنا.
وقال الرسول لعمر:
كيف تري الآن يا عمر؟
أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له أنجف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته!
فقال عمر:
قد والله علمت لأمر رسول الله أعظم بركة من أمري.
و... انتهت هذه الفتنة
وعادت عائشة كما كانت أقرب النساء إلي قلب زوجها.. الرسول الأعظم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.
بقي أن نعرف أن حسان بن ثابت حاول أن ينفي عن نفسه خوضه في حديث الإفك.. وقال مادحا السيدة عائشة في قصيدة يقول فيها:
مهذبة قد طيب خيمها
وطهرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم
فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وهو القائل مدافعا عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. ويهجو من يتعرض له بسوء.. ومن ذلك قوله موجها حديثه لأبي سفيان..
هجوت محمدا فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
ولكثرة دفاعه عن الإسلام ونبي الإسلام.. كان بحق هو شاعر الرسول

الخضيري
09-06-15, 10:33 PM
يقول طاووس بن كيسان .. وهو من تلاميذ ابن عباس الاخيار الاطهار وهو من رواة البخاري ومسلم ، يقول :
( دخلت الحرم لأعتمر ، قال : فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت ركعتين ، فالتفتت إلى الناس والى البيت ، فاذا بجلبة الناس والسلاح .. والسيوف .. والدرق .. والحراب .. والتفتت فاذا هو الحجاج بن يوسف ، وهو الامير السفاك !!

يقول طاووس : فرايت الحراب فجلست مكاني ، وبينما أنا جالس وإذا برجل من أهل اليمن ، فقير زاهد عابد ، أقبل فطاف يالبيت ثم جاء ليصلي ركعتين ، فتعلق ثوبه بحربة من حراب جنود الحجاج ، فوقعت الحربة على الحجاج ، فاستوقفه الحجاج ، وقال له : من أنت ؟

قال : مسلم .

قال : من اين انت ؟

قال : من اليمن .

قال : كيف أخي عندكم ؟ ( يعني أخاه الظالم مثله ، اسمه محمد بن يوسف )

قال الرجل : تركته سميناً بديناً بطيناً !

قال الحجاج : ما سالتك عن صحته ، لكن عن عدله؟

قال : تركته غشوماً ظلوماً !

قال : أما تدري أنه اخي !

قال الرجل : فمن أنت ؟

قال : أنا الحجاج بن يوسف .

قال : أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله ؟!؟!

قال طاووس فما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت !

قال : فأفلته الحجاج وتركه !!!

لماذا؟ .. لانه توكل على الله (فالله خير حافظ وهو ارحم الراحمين) !!

الخضيري
09-06-15, 10:35 PM
قصـة عجـيبـة في الأمانة !
نحن في زمان قلت فيه الأمانة ، وكثرت فيه الخيانة ، وأصبح كثير من الناس لا يؤتمنون ، و إذا اؤتمنوا خانوا ، وأصبحوا يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، حتى أصبح يقال : إن في بني فلان رجلاً أميناً ، لندرة الأمانة بين الخلق ، وكأن الناس ما علموا أن الأمانة والرحم يقفان يوم القيامة على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً ، لعظم أمرهما وكبر موقعهما ، وليطالبا من يريد الجواز بحقهما .

وأما سلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم ، فبها يتبايعون ، ويتعاملون ، ولهم في ذلك قصص وأخبار ، من ذلك ما حكاه ابن عقيل عن نفسه :

حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر ، فإذا شيخ ينشده ، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه ، فقال : خذ الدنانير ، فامتنعت وخرجت إلى الشام ، وزرت القدس ، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع ، فقدموني ، صليت بهم ، فأطعموني ، وكان أول رمضان ، فقالوا : إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر ، ففعلت ، فقالوا : لإمامنا بنت فزوجت بها ، فأقمت معها سنة ، وأولدتها ولداً بكراً ، فمرضت في نفاسها ، فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر ، فقلت لها : لهذا قصة ، وحكيت لها ، فبكت وقالت : أنت هو والله ، لقد كان أبي يبكي ، ويقول : اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ ، وقد استجاب الله منه ، ثم ماتت ، فأخذت العقد والميراث ، وعدت إلى بغداد .

وقال ابن المبارك : استعرت قلماً بأرض الشام ، فذهبت على أن أرده ، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي ، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه .

الخضيري
09-06-15, 10:38 PM
وفاء قاتل!
أوفي بعهده وعاد لتنفيذ حكم الإعدام الصادر ضده!


الإنسان هو الإنسان في كل العصور.. تتنازعه عوامل الخير والشر، الغدر والوفاء.. ومهما كانت العوامل التي تؤثر فيه من ظروف البيئة والتربية وما مر به أحداث، إلا أنه في لحظات معينة تبرز قيمة الرجال ومعادن الرجال.
والقصة التي نرويها اليوم حدثت في أزهي عصور الإسلام، حيث أخذ الإسلام ينتشر في كل بقاع الدنيا، ودانت له امبراطورية الفرس، وتقلصت امبراطورية الروم.. كان ذلك في زمن الخليفة العظيم الفاروق عمر بن الخطاب.
من
ومع شدة عمر في الحق، وعدله الذي فاق كل المقاييس، حدث هذا الحدث الذي تكلمت عنه كتب التراث.
فقد تناولت الكتب هذه القصة لما فيها من عظات، ولما فيها من كشف عن معادن الرجال.
كان الفاروق جالسا في مجلسه وحوله بعض الصحابة، إذ فوجئ بشابين قويين يحضران شابا وسيما إلي مجلس الخليفة، ولم يبد علي هذا الشاب أي اضطراب أو خوف.
وقص الشابان للخليفة حكاية هذا الشاب، وملخصها أنه قاتل والدهما.. فقد ذهب الأب إلي حديقته ليقطف بعض ثمارها غير أن هذا الشاب قاتله وقتله!!
واستمع عمر بن الخطاب إلي الشاب وهو يتحدث عن حقيقة ما حدث برباطة جأش، دون أن يعتريه الخوف، وقال ما ملخصه كما تروي كتب التراث هذه الحكاية: إنه أعرابي يعيش في البادية، وأنه كان يسير خلف بعض نياقه. وأسرعت النياق نحو الحديقة، حيث كانت تتدلي بعض غصونها خارج أسوار الحديقة، فمدت أفواهها لتأكل بعض أوراق أشجار الحديقة، وإذا بشيخ يزمجر وتسوٌّر السور، وفي يده حجر كبير، فضرب فحل الإبل بهذا الحجر حتي قتله.. فما كان من هذا الشاب إلا أن تقدم وأخذ من الرجل نفس الحجر وضربه به حتي قتله هو الآخر!
ومن هنا كانت الجريمة حقيقة اعترف بها القاتل وإن كان المبرر أنه انتقاما من الرجل الذي لم يرع حق (الفحل) وقتله بسبب تافه وهو امتداد فمه علي بعض أوراق من أشجار حديقته!

* * *

قال عمر: قد اعترفت بما اقترفت، وتعذٌّر الخلاص، ووجب القصاص، ولات حين مناص.
قال الشاب: سمعا لما حكم به الإمام، ورضيت بما اقتصته شريعة الإسلام، لكن لي أخ صغير كان له أب كبير خصه قبل وفاته بمال جزيل، وذهب جليل، وأحضره بين يديٌ، وأسلم أمره إليٌ، وأشهد الله عليٌ.
وقال: هذا لأخيك عندك، فاحفظه جهدك، فاتخذت لذلك مدمنا (دار قديمه) ووضعته فيه، ولا يعلم به إلا أنا، فإن حكمت الآن بقتلي ذهب الذهب، وكنت أنت السبب، وطالبك الصغير بحقه يوم يقضي الله بين خلقه، وإن أنظرتني ثلاثة أيام أقمت من يتولي أمر الغلام، وعدت وافيا بالزمام، ولي من يضمنني علي هذا الكلام.
فأطرق عمر ثم نظر إلي من حضر وقال:
من يقوم علي ضمانه والعود إلي مكانه؟

* * *

وتقول كتب التراث أن الشاب نظر حوله، ووقعت عينيه علي أبي ذر، وأشار إليه بأنه هو الذي سيضمنه، وافق أبوذر علي الرغم من أنه لا يعرف الفتي، كذلك وافق الشابان مادام أبوذر قد وافق علي أن يضمنه، حتي يرد الحق لأخيه ويعود لينفذ فيه القصاص!

* * *

وتمضي الأيام الثلاثة.
ويجلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وحوله بعض الصحابة، ومنهم أبوذر، والشابان اللذان قتل والدهما، ولكن الشاب لم يظهر له أثر، وبدا الاضطراب علي وجه الجميع، فابن الخطاب معروف شدته وعدله، وأنه لابد أن ينفذ القصاص، وبدأ القلق يعتري الصحابي الجليل أبي ذر، فهو لا يعرف الفتي!
ولا يعرف من أي القبائل هو!
ومع ذلك، فقد أحس بالتعاطف معه، عندما طلب منه أن يضمنه عند أمير المؤمنين، فوافق لا لشيء إلا لأنه أحس ألا يخذل من التجأ إليه، وطلب معونته، فتحركت فيه النخوة ووافق علي أن يضمن هذا الشاب الذي لم يسبق له أية معرفة به.
وهاهو اليوم الثالث قد أوشك علي الرحيل، ولم يأت هذا الشاب، حتي أن الصحابة قد أشفقوا علي أبي ذر، وطالبوا الشابين بأن يصفحا عن أبي ذر، وأن يأخذا الدية، وأنهما بهذا العمل سيذكر الناس هذه القصة ويثنون عليهما، ولكن الشابين رفضا أن يأخذا الدية!

* * *

وبينما أخذ الصحابة يتداولون الرأي، وأعينهم تتطلع إلي الأفق البعيد لعل الشاب يحضر في ميعاده، ويوفي بالوعد الذي قطعه علي نفسه، وينقذ في نفس الوقت الصحابي الجليل الذي ضمنه دون سابق معرفه، بينا هم علي هذا الحال إذ رأوا شبح الشاب يأتي من بعيد، ثم تقدم حتي وصل إلي مجلس أمير المؤمنين، حتي يوقع القصاص حسب شريعة الإسلام!
وتنفس الناس الصعداء.
ووقف الشاب أمام الفاروق رابط الجأش، مطمئن البال، بعد أن أدي لأخيه حقه حسب وصية والده، ولم يعد يشغله شاغل سوي أن يقع عليه القصاص.
وعندما سجئل الشاب عن السبب الذي جعله يرجع مع أنه كان في إمكانه الفرار والهروب من الموت..
وكان رد الشاب أنه يخشي أن يجقال أن الوفاء قد ذهب من الناس!

* * *

فقال أبوذر:
والله يا أمير المؤمنين.. لقد ضمنت هذا الغلام، ولم أعرفه من أي قوم، ولا رأيته قبل ذلك اليوم، ولكن نظر إليٌ دون من حضر فقصدني، وقال:
هذا يضمنني!
فلم استحسن رده، ورأيت المروءة أن تجيب قصده، إذ ليس في إجابة القاصد من بأس، كيلا يقال: ذهب الفضل من الناس!

* * *

وأمام هذا الموقف النبيل، لم يجدا الشابان بدا من التنازل عن دم هذا الرجل الذي كان في إمكانه أن يهرب من العدالة ولكنه آثر الوفاء بوعده.. كما خجلا من موقفهما من أبي ذر الذي ضمن الغلام دون سابق معرفة، لا لشيء حتي لا يقال أنه ذهب الفضل بين الناس.
ومن هنا فقد قررا أن يكون لهما موقف نبيل لا يقل عن موقف الغلام وموقف أبي ذر فقد وهبا للشاب دم أبيهما، حتي لا يقول الناس: ذهب المعروف بين الناس!

* * *

يقول صاحب كتاب نوادر الخلفاء: فاستبشر الإمام بالعفو عن الغلام، وصدقه ووفائه، واستغزر مروءه أبي ذر دون جلسائه، واستحسن اعتماد الشابين في اصطناع المعروف، وأثني عليهما أحسن ثنائه، وتمثل بهذا البيت:
من يصنع الخير لم يعدم جوائزه
لا يذهب العرف بين الله والناس
ثم عرض عليهما أن يصرف من بيت المال دية أبيهما فقالا:
إنما عفونا ابتغاء وجه ربنا الكريم، ومن نيته هكذا لا يتبع إحسانه منٌّا ولا أذي.

* * *

ومغزي هذه الحكاية التراثية الجميلة لا تخفي علي أحد.
فالإنسان هو الإنسان في مختلف العصور.. تمتلئ نفسه بالخير والشر.. بالهدي والضلال.. ويطفئ نار أحقاده القيم النبيلة، والكلمة الطيبة فيسمو إلي مستوي الإنسان، ويبتعد عن مستنقع الجريمة.

المراجع:

نوادر الخلفاء: للعالم الأديب محمد بن دياب الأتليدي
تحقيق أيمن عبدالجابر البحيري

الخضيري
09-06-15, 10:42 PM
كان من أعظم أيام العرب ، وأبلغها في توهين أمر الأعاجم ، وهو يوم لبني شيبان ، وهوأول يوم انتصرت فيه العرب على العجم . وخبره كالتالي :

ذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمال العربي ، وكان في مجلسه رجل عربي يقال له : زيد بن عدي ، وكان النعمان قد غدر بأبيه وحبسه ثم قتله ، فقال له : أيها الملك العزيز إن خادمك النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة .

وأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة ، فلما دخلا على النعمان قالا له : إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب ، فأراد كرامتك ، وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات . فقال له ا لنعمان : أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته ؟ يا زيد سلّم على كسرى ، قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات ، وبلغه عذري . ووصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره ، وقال له : إن النعمان يقول لك : ستجد في بقر العراق من يكفينك .

فطار صواب كسرى وسكت لكي يأمن النعمان بوائقه ، ثم أرسل إلى النعمان يستقدمه ، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة ، فحمل أسلحته وذهب إلى بادية بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم هانئ بن مسعود الشيباني وأودع عنده نسوته ودروعه وسلاحه ، وذهب إلى كسرى ، فمنعه من الدخول إليه وأهانه ، وأرسل إليه من ألقى القبض عليه ، وبعث به إلى سجن كان له ، فلم يزل به حتى وقع الطاعون هناك فمات فيه .

وأقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي ، وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده ، فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض تسليم الأمانات ، فخيره كسرى إما أن يعطي ما بيده ، أو أن يرحل عن دياره ، أو أن يحارب ، فاختار الحرب ، وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل ويشكر والنمر بن قاسط وبني ذهل .

وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من أبطال الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة إياد ، ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى.

فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ : نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين ، فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم : بل قاتلوا مع جنود كسرى ، واصمدوا إلينا أولاً ، ثم انهزموا في الصحراء ، وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم .

وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر ، وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم ،فبدأ الفرس يموتون من العطش ، ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق ، وبينما هم في جحيم المعركة انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها ، فأثخنت فيهم ومزقتهم ، وقتل كل أبطال فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حياً ، فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت .

وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي الزفت والقطران كثيراً من أرضها ، فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم : أين هانئ ؟ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار، فسكتوا فصاح بهم ، فقالوا : لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم ، فكاد كسرى يفقد عقله ، ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة ، فتولى مكانه ابنه شيرويه .

وقد حدث بعض من حضر يوم ذي قار أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي ، فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه برد بن حارثة اليشكري فقتله ، وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي ، فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر ، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم ، فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم ، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم .

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما بلغه انتصار قبائل بكر بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني على عساكر الفرس قال : ( هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، وبي نصروا ) .

والحق أن انتصار العرب على العجم في ذي قار كان نواة لمعركة القادسية التي أعز الله فيها قبائل العرب بنور الإسلام ، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام .

الخضيري
09-06-15, 10:44 PM
اغتيال جمال الدين الأفغاني
شاه إيران أمر بربطه في الجياد وسحبه علي الجليد!


اختلف المؤرخون حوله.. فبعضهم قال انه ولد في افغانستان، وقال البعض الآخر أنه ولد في إيران ونشأ في بلاد الأفغان، وقيل انه ينتسب الي الامام الحسن بن علي رضي الله عنهما.
مهما يكن من شيء فقد درس الفلسفة الاسلامية والتصوف وتعمق في دراسة الحضارة الغربية، وقرر ان يعيش بلا زواج حتي يفرغ لقضية هي قضية عمره وتتمثل في تحرير الشرق من الطغاة، سواء أكان هؤلاء الطغاة حكام الشرق نفسه أم الذين جاءوا ليستعمرونه من أوربا.
وقد ساعده علي ذلك.. شخصية جذابة.. يملك الثقافة.. ويملك الموهبة.. ويملك قدرة التأثير علي الأخرين.. وقد جاء الرجل الي مصر.. اشعل فيها الشعور بالذات، وكون له تلاميذ من أمثال الشيخ محمد عبده وسعد زغلول، وعبدالله النديم وغيرهم، بل ان تأثيره امتد الي ثورة عرابي وثورة .19
من أجل هذه الاحداث التي آل علي نفسه أن يحققها عرف النفي والتشرد وظلمات السجون، كما نال حظه من التعذيب أيضا.. وفي النهاية دفن في قبر مجهول في تركيا.. وقال البعض أنه كانت هناك مؤامرة أدت الي وفاته!

* * *

يقول لنا الامام محمد عبده في بحث له (ابتداء النهضة المعنوية في مصر):
.. وجاء الي هذه الديار سنة 1286ه رجل غريب بصير في الدين، عارف بأحوال الأمم، واسع الاطلاع، جم المعارف، جريء القلب وهو المعروف بالسيد جمال الدين الأفغاني، وتعرف إليه في باديء الأمر بعض طلبة العلم، ثم اختلف إليه كثير من الموظفين والأعيان، ثم انتشر عنه ماتخالفت أراء الناس فيه من أفكار وعقائد، فكان ذلك داعيا بطلب الاجتماع به لتعرف ماعنده، ثم اشتغل بالتدريس ببعض العلوم العقلية، فكان يحضر دروسه كثير من طلبة العلم، وتردد علي مجالسه كثير من العلماء وغيرهم، وهو في جميع أوقات اجتماعه مع الناس لايسأم من الكلام فيما ينير العقل، أو يطهر العقيدة، أو يذهب بالنفس الي معالي الأمور، أو يستلفت النظر في الشئون العامة مما يمس مصلحة البلاد وسكانها.
وكان طلبة العلم ينتقلون بما يكتبونه من تلك المعارف الي بلادهم أيام البطالة، والزائرون يذهبون بما ينالونه الي أحبائهم، فاستيقظت مشاعر، وانتبهت عقول، وخف حجاب الغفلة في أجزاء متعددة من البلاد خصوصا القاهرة.

* * *

استطاع الرجل أن يثير الرأي العام في مصر.. وفي كل بلد ذهب إليه.. سواء في الهند، أو ايران أو تركيا، أو روسيا وكان كل همه هو تحرير الناس من عبودية حكامه أو من عبودية مستعمريه كما قلنا.
في مصر مثلا.. تتأمل الناس قوله.. وهو يحث المصريين علي النهوض والحرية والاستقلال بأسلوب معبر.. عميق ورشيق:
'أنظروا أهرام مصر، وهياكل ممفيس، وأثار طيبة، ومشاهد سيوة، وحصون دمياط، فهي شاهدة بمنعة ابائكم وعزة أجدادكم، هبوا من غفلتكم، اصحوا من سكرتكم، عيشوا كيان الأمم أحرارا سعداء'
.. وقال بعض المؤرخين كانت هذه الكلمة هي الشرارة المفجرة للثورة العرابية.
وعندما قامت ثورة 19، قال سعد زغلول في احد خطبه الوطنية:
'لست انا خالق هذه النهضة كما قال بعض خطبائكم.. وأنا لايمكنني أن أقول هذا أو أدعيه، بل لا أتصوره.. انما نهضتكم قديمة قامت منذ عرابي.. وللسيد جمال الدين الافغاني وأتباعه وتلاميذه أثر كبير فيها.. وهذا حق يجب ألا نكتمه.. لأنه لايكتم الحق إلا الضعيف'

* * *

وقد استطاع السيد جمال الدين الافغاني أن يضع يده علي نقطة الضعف في الشرق.. وهي عدم اتفاقهم علي رأي.. تمتعهم بخاصية الانقسام.. حب كل واحد منهم علي أن يسير علي هواه..
اسمعه وهو يقول:
'فالشرق الشرق.. لقد خصصت دماغي لتشخيص دائه وتحري دوائه، فوجدت أقتل أدوائه داء انقسام أهله، وتشتت أرائهم، واختلافهم علي الاتحاد، واتحادهم علي الاختلاف، فعملت علي توحيد كلمتهم وتنبيهم الي الخطر الغربي المحدق بهم والأخذ بخناقهم'.

* * *

والغريب أن الخديو توفيق كان يحب السيد جمال الدين الافغاني عندما كان وليا للعهد، ولكنه عندما تقلد الأمور أنقلب عليه ونفاه من مصر، خوفا منه، والسبب ان توفيق قال انه يحب المصريين ولكن أكثر الشعب جاهل، لايصلح ان يلقي عليه مايقوله السيد جمال الدين وهذا يسبب التهلكة لهم وللبلاد.
وقد قال له جمال الدين الافغاني:
'ليسمح لي صاحب السمو أن أقول بحرية واخلاص ان الشعب المصري كسائر الشعوب لايخلو من وجود الخامل والجاهل بين أفراده، ولكنه غير محروم من وجود العالم والعاقل، فبالنظر الذي تنظرون به الي الشعب المصري ينظر إليكم، وان قبلتم نصح هذا المخلص وأسرعتم في اشراك الأمة في حكم البلاد عن طريق الشوري فتأمرون باجراء انتخابات نواب عن الأمة، تسن القوانين وتنفيذها بأسمكم وارادتكم يكن ذلك اثبت لعرشكم وأدوم لسلطانكم'.
وكانت هذه النصائح السبب في نفي جمال الدين الافغاني من مصر.

* * *

قصة مثيرة.. تلك!
فالرجل الذي لم تطق بلاده نصائحه ذهب الي الهند، وفي الهند حرضهم علي الثورة علي الاستعمار الانجليزي، ولم تطق حكومة بريطانيا العظمي وجوده في الهند فأمرت بنفيه عنها.. فجاء الي مصر وأمضي بها أربعين يوما.. بعدها استدعاه عبدالعزيز لتركيا، ولكنه لم يطق اقامته بها عندما ألتف حوله العلماء والادباء، فعاد الي مصر عام 1871م.. وعندما بدأ نشاطه العلمي والثقافي والحث علي الحرية والاستقلال، نفي من مصر، وذهب الي الهند مرة ثانية حيث أقام في حيدر أباد.. ولكنه سجن هناك وبعد خروجه من السجن ذهب الي لندن، حيث كتب المقالات النارية ضد الاستعمار الانجليزي في مصر والهند ثم رحل الي باريس حيث ذهب الامام محمد عبده فأنشا جمعية ومجلة (العروة الوثقي).. ولكن المجلة أغلقت بعد سبعة أشهر من الصدور لمحاربة الانجليز لها، ومنعها من دخول البلاد الخاضعة للسيطرة الانجليزية!

* * *

والعجيب انه ذهب الي ايران.. وبدأ يدعو هناك بضرورة ان يعرف المواطن حقوقه مما جعل الشاه ناصرالدين يقلق من نشاط السيد جمال الدين، وبدأ يرسم طريقه للتخلص منه، مما حدا بالسيد جمال الدين الافغاني وقد استشعر الخطر، أن يفر الي روسيا!
وقد نفي في روسيا مدة أربع سنوات، ظل كعادته يهاجم الاستعمار الذي يفرض قيوده علي الشرق، وينادي بضرورة ان يتحرر الشرق من هذا الاستعمار الذي يسومه سوء العذاب ويستولي علي أقداره ومقدراته، وأنه آن الآوان أن يتحرر الشرق من هذا الكابوس الجاسم علي صدره.
وتقول بعض الدراسات التي قامت حول جمال الدين الافغاني انه قابل قيصر روسيا، وانه ناقشه في بعض الأمور، وأن الافغاني طلب من القيصر ان يعطي الشعب حقوقه، وأن تكون هناك حياة برلمانية حقيقية، مما جعل القيصر يخشي من تأثيره علي الشعب الروسي، ويأمر بطرده خارج حدود روسيا!!

* * *

والغريب أنه قابل شاه ايران وهو في طريقه الي باريس، وأن الشاه رحب بعودته الي ايران، وصدق الرجل وعود الشاه، ولكن الشاه لم يعجبه ماوصله من أنباء حول حديث الرجل عن الحرية وحقوق الشعب، وكان يعيش في أحد الأضرحة، ولكن الشاه أمر بأن ينفي خارج البلاد!
وقبضوا علي الرجل، وأخذوه من فراشه مقيدا بالسلاسل.. بل بلغ بهم البطش أن ربطوه في جيادهم وسحبوه علي الجليد في هذا الوقت الشديد البرودة من أيام الشتاء.. ثم رحلوه الي العراق!!

* * *

وظل في العراق.. فترة حتي بريء من آلامه وأمراضه، فغادر البصرة الي لندن، حيث أصدر مجلة شهرية أطلق عليها (ضياء الخافقين).. وكانت باللغتين الانجليزية والعربية، وفيها كان يهاجم الأنظمة المستبدة في العالم العربي والاسلامي، مركزا علي مصر وايران، وقد بلغت هذه الحملات أوج قوتها، حتي أن شاه إيران عرض عليه عن طريق سفيره في لندن، أن يكف عن هذه الحملات علي أن يرسل له مايشاء من أموال.
وكان رد السيد جمال الدين الافغاني:
'والله لن أرضي إلا ان يقتل الشاه وتبقر بطنه ويواري التراب'.

* * *

وتمضي الأيام.. وتتوالي الرسائل عليه من السلطان عبدالحميد حتي يأتي الي تركيا، وأمام كثرة هذه الرسائل قرر الرجل أن يذهب الي تركيا، ولم يكن يدري ان القدر يدبر له أمرا، فقد ذكر بعض المؤرخين ان طبيب الاسنان الذي كان يعالجه دس له في فمه ماسبب له المرض الذي مات به، ويرجحون أن وراء موته كان مؤامرة، لأنه عندما مات أمر السلطان ان يدفن بلا احتفال وأن تصادر كل أوراقه.. ولم يسر وراء جنازته إلا ثلاثة من أصدقائه، ثم دفن في قبر مجهول.. ولم يكتشف هذا القبر إلا بعد ثلاثين عاما علي يد أحد المستشرقين!

مراجع

أقلام ثائرة..... حسن الشيخة
رواد الوعي الانساني..... د.عثمان أمين
أبطال ومعارك حاسمة...... كمال زكي

الخضيري
09-06-15, 10:49 PM
تعذيب صحابي جليل
خباب بن الأرت ذاق أشد
أنواع العذاب علي يد سيدته أم أنمار
دعا عليها الرسول فأصابها السعار وظلت تعوي مثل الكلاب!


خباب بن الأرت صحابي جليل، تحمل في سبيل عقيدته بما هو فوق طاقة البشر، وقراءة مسيرة حياته وإسلامه ومواقفه، تعطي الإنسان صورة علي الإنسان أن يعيش للمبدأ، ولا يقايض بمبادئه ملء الأرض ذهبا.

فما أكثر ما عذب عندما أعلن إسلامه، فقد حوله الاسلام إلي إنسان آخر.. إنسان أصبح لحياته هدف وغاية، وأصبح للحياة نفسها هدف وغاية، علي أساس أنها معبر لعالم خالد لا يعرف الفناء.
وخباب عربي من بني سعيد، من تميم، اختطف من أهله عندما كان غلاما وبيع كرقيق في أسواق مكة، واشترته امرأة اسمها (أم أنمار) وهي امرأة من خزاعة كانت تشتغل خاتنة في مكة.
وكبر خباب، وشب علي الطوق، وأصبح ماهرا في صناعة السيوف والدروع.. واشتهر بمهارته تلك في مكة، فكان الناس يقبلون عليه لشراء سيوفهم ودروعهم.
وفجأة تغيرت حياته تماما، فقد سمع بالدعوة الاسلامية، وما ينادي به محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وسرعان ما أقتنع بهذه الدعوة، وذهب إلي الرسول وأعلن اسلامه. ثم سرعان ما عرف الناس بهذا الخبر، وعندما سألوه عن ذلك لم ينكر، ولكنه لم يفق إلا بعد وقت طويل، فقد أخذوا في ضربه في كل مكان يقع عليه سياط الظالمين.
أما 'أم أنمار' سيدته، فقد أذاقته ألوانا من العذاب لا يخطر علي بال، فقد كانت تربطه في عمود من أعمدة البيت، وتشعل النار في الكور، وتضع فيه الحديد، حتي يصبح كالجمر، وتكوي به جسد خباب وهي تقول له:
ستظل هكذا حتي تعود إلي ملتنا، وتظل تعذبه بقطع الحديد الساخن كلما أفاق!!

***

ذهب خباب إلي رسول الله يشكو له ما يلاقي من عذاب، وقال للرسول الكريم:
يارسول الله.. ألا تدعو الله لنا فيخفف عنا عذابنا ويريحنا من موالينا؟
فطلب منه الرسول الصبر، وقال له:
إنه كان من قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب!
ويوضع المنشار علي فرق رأس أحدهم فيشق.. ما يصرفه عن ذلك عن دينه، وليظهرن الله تعالي هذا الدين، حتي يسير الراكب من صنعاء اليمن إلي حضرموت لايخاف إلا الله والذئب علي غنمه'!

***

فما كان من خباب بعد ما سمعه من الرسول إلا أنه أخذ يلوذ بالصبر الجميل، متحملا كل هذا العذاب من امرأة انتزع الله من قلبها أي رحمة.

***

ومر رسول الله به ذات يوم وهو يعذب، فرفع كفيه إلي السماء وقال:
اللهم انصر خبابا
واستجاب الله لدعاء رسوله، فقد أصيبت أم أنمار بسعار غريب فجعلها تعوي مثل الكلاب!
ونصحها البعض بأن علاجها هو أن تكوي رأسها بالنار!
وهكذا ذاقت من نفس الكأس التي أذاقته لخباب بن الأرت.
وتفرغ خباب للعبادة وحفظ القرآن الكريم حتي قال عنه عبدالله بن مسعود:
من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه بقراءة أبن أم عبد'.

***

وكان خباب هذا هو الذي يعلم فاطمة بنت الخطاب، وزوجها سعيدبن زيد القرآن الكريم، والذي فاجأهم ذات يوم عمر بن الخطاب، وقد كان ممسكا سيفه يريد به الاعتداء علي رسول الله، ولكنه عندما قرأ أيات القرآن الكريم، لان قلبه، وطلب من أخته أن تدله علي محمد، يومها كان خباب مختبئا، فما كاد يسمع عمر، حتي خرج من مخبأه ليبشره بقوله:
يا عمر..
والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلي الله عليه وسلم، فإني سمعته بالأمس يقول:
'اللهم أيد الاسلام بأحب الرجلين إليك.. أبي الحكم بن هشام وعمر بن الخطاب'
وعرف عمر أن الرسول في بيت الأرقم بن أبي الأرقم فذهب وأعلن اسلامه، وكان اسلامه له أثره العظيم في تقويه الدعوة.

***

وقد شهد خباب جميع المواقف والغزوات مع الرسول الكريم، وعندما انتقل الي جوار ربه وكان له دخل كبير من بيت المال لسابقته في الاسلام، قرر أن يشتري بيتا متواضعا في الكوفة.. وكان يعطي من هذا المال المحتاجين.

***

ويقول الرواة إنه بكي حين حضرته الوفاة، وعندما سأله أصدقاؤه عما يبكيه، وهو سوف يلاقي الأحبة الذين سبقوه الي الدار الآخرة.. قال لهم:
أما أنه ليس بي جزع، ولكنكم ذكرتموني أقواما، واخوانا مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا.
وإنما بقينا بعدهم حتي نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعا إلا التراب.
وكان قد أعد كفنه، وقال للذين جاءوا لعبادته:
انظروا هذا كفني.. لكن حمزة عم الرسول صلي الله عليه وسلم لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء.. إذا جعلت علي رأسه قلصت عن قدميه، واذا جعلت علي قدمه قلست عن رأسه!.

***

ويرسم خالد محمد خالد هذه اللوحة لنهاية هذا البطل الذي عاش لله وبالله، لم يرهبه عذاب ولا تعذيب، ولكنه كان قرير العين، راضيا بما تجري به الأقدار مؤمنا بفوزه بنعم الآخرة، لرضاء الله ورسوله عليه.
يقول خالد محمد خالد في كتابه (رجال حول الرسول) ومات خباب في السنة السابعة والثلاثين للهجرة.
مات أستاذ صناعة السيوف في الجاهلية..
وأستاذ صناعة التضحية والفداء في الاسلام! مات الرجل الذي كان أحد الجماعة الذين نزل القرآن يدافع عنهم، ويحييهم عندما طلب بعض السادة من قريش أن يجعل لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما، وللفقراء يوما.. من أمثال (خباب) و(صهيب) و(بلال) يوما آخر.
فإذا القرآن العظيم يحتضن رجال الله هؤلاء في تمجيد لهم وتكريم، وتهل أياته قائلة للرسول الكريم:
'ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين'.
'وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا، أليس الله بأعلم بالشاكرين.
'وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم، كتب ربكم علي نفسه الرحمة'.
وهكذا لم يكن الرسول صلي الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآيات، حتي يبالغ في اكرامهم، فيفرش لهم رداءه، ويربت علي أكتافهم ويقول لهم:
أهلا بمن أوصاني بهم ربي.
أجل مات واحد من الأبناء البررة لأيام الوحي، وجيل التضحية.

***

'ولعل خير ما نودعه به كلمات الامام علي كرم الله وجهه حين كان عائدا من معركة صفين، فوقعت عيناه علي قبر غض رطب فسأل:
قبر من هذا؟
فأجابوه:
إنه قبر خباب
فتملأه خاشعا آسيا وقال:
رحم الله خبابا
لقد أسلم راغبا
وهاجر طائعا
وعاش مجاهدا'
هذه صورة لمجاهد عظيم، ومكافح عظيم، لم يترك الدنيا إلا بعد أن ترك سيرة عطرة تتداولها الأجيال في كل العصور.

مراجع

رجال حول الرسول *خالد محمد خالد
سيرة النبي العربي *أحمد التاجي

الخضيري
09-06-15, 10:51 PM
نهاية زعيم المنافقين
عبدالله بن أبي أطلق شائعة الإفك فأراد إبنه أن يقتله!


جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلي المدينة مهاجرا إليها، وكان أول مافعله أن آخي بين المهاجرين والأنصار، ثم كتب صحيفة المدينة التي أمن اليهود فيها علي معتقداتهم وأموالهم، كما أمن الطوائف الاخري في المدينة علي ألا يخونوا المسلمين، ولايتحالفوا مع أعدائهم ولايجيرهم. وجمع الرسول عليه الصلاة والسلام في يديه بين السلطة الروحية والسياسة.
وكانت هناك في المدينة طائفة من المنافقين تظهر الاسلام وتبطن العداء للرسول عليه الصلاة والسلام، وكان علي رأس هؤلاء المنافقين عبدالله بن أجبّيٌِ بن سلول

وكان من الخزرج، وكان يستعد قبل أن يهاجر الرسول الي المدينة أن يتوج ملكا عليها، غير أن هجرة الرسول أضاعت عليه هذه الفرصة فقد التف أهل المدينة حول الرسول، ولم يعد يأبهون بعبدالله بن أجبّيٌِ، مما جعله يحقد علي الاسلام ونبي الاسلام إذ انتزع الاسلام منه ما كان يحلم به من سلطة وجاه في المدينة.
ومضت الأيام.. وزاد التفاف المسلمين حول الرسول، ثم قامت معركة (بدر) بين المسلمين ومشركي مكة، وأنتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارا حاسما، رفع من قيمة المسلمين في المدينة، وعزز مواقفهم، ووجد عبدالله بن أجبّيٌِ، أن الاسلام يسير في طريق صاعد وانه ينبغي ان يكون له دور في المجتمع الجديد فأعلن إسلامه، وهو يطوي بين جوانحه النفاق!! وأمر أعوانه من المنافقين باعلان اسلامهم حتي لا يأخذ المسلمون منهم موقفا، وبذلك أصبح هؤلاء المنافقون يضمرون شيئا، ويظهرون شيئا آخر!

***

وكانت هذه الجماعة المنافقة برئاسة عبدالله بن أجبّيٌِ، تتصل باليهود، وكل الناقمين علي المسلمين، ليكيدوا لهم ويتأمرون ضدهم إذا ماحدث في الأمور مايستدعي وقوفهم ضد الاسلام والمسلمين!
وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يعرف ذلك كل المعرفة، ولكنه ترك أمرهم لله، فالسرائر يملكها الله عز وجل، وكان يقول:
'لم أؤمر أن انقلب عن قلوب الناس أو أكشف عن أسرارهم'.
وقد صور القرآن الكريم هؤلاء المنافقين يقوله:
'ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين.. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون'.
(البقرة 8*10)
وصور الله سبحانه وتعالي مواقفهم المتخاذلة من الاسلام وهروبهم وتخلفهم عن الجهاد، حتي لايناصروا الدعوة بقوله تعالي:
'لايستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين. إنما يستأذنك الذين لايؤمنون بالله واليوم الآخر، وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدٌة، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين'
(التوبة 44*46).
وما أكثر الآيات الكريمة التي تصف سلوكيات هؤلاء المنافقين ومواقفهم المتخاذلة، وأطماعهم وسوء طويتهم.

***

وقد ظهر هذا الرجل علي حقيقته عندما انتصر المسلمون في بدر، وحاول يهود بني قينقاع أن يهزأوا بهذا النصر، ويقللون من أهميته، ويظهرون تأييدهم لقريش، وهذا يعني أنهم خانوا عهدهم مع الرسول، وحذرهم النبي من مغبة هذه الخيانة وقال لزعمائهم:
'يامعشر يهود، أحذروا من الله مثل مانزل بقريش من النقمة، واسلموا، بأنكم قد عرفتم انني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم، وعهد الله إليكم'
ولكنه قالوا له:
'يامحمد، أرأيتنا مثل قومك، لايغرنك أن لقيت قوما لاعلم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس'.
وأنزل الله في اليهود:
'وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم علي سواء إن الله لايحب الخائنين'
(الانفال 58).
وكان لابد من المواجهة.. وواجههم الرسول، فما كان من اليهود إلا أن دخلوا حصونهم، وحاصرهم الرسول وكان هؤلاء اليهود لهم حلفاء من العرب منهم (عبادة بن الصامت) الذي بريء من أفعالهم، وكان من هؤلاء الحلفاء (عبدالله بن أجبّيٌِ) الذي أبدا التعاطف معهم، وقال:
إني امرؤ أخشي الدوائر ولا آمن الزمن!! بمعني انه لايدري المستقبل فربما ينتصرون علي المسلمين أي انه بنفاقه أظهر انه لن ينحاز الي أحد لأنه لايعرف لمن سيكون له النصر!!
وأخيرا اضطر اليهود الي الجلاء عن المدينة علي أن يتركوا للمسلمين أموالهم وسلاحهم، المهم أن ينجو هم وأولادهم ونسائهم!!
وقبل الرسول الجلاء علي أن يرث المسلمون أموالهم وديارهم.

***

وتمر الأيام
وفي شعبان من السنة الخامسة للهجرة، اتجه الرسول الي بني المصطلق، عندما علم انهم يتآمرون علي المسلمين، وخرج مع المسلمين بهدف البحث عن الغنائم وبعض اهل النفاق وعلي رأسهم عبدالله بن أجبّيٌِ وانتصر المسلمون في هذه الغزوة، وقد حدث في اثناء هذه الغزوة ان تخاصم علي الماء أجير لعمر بن الخطاب، مع رجل حليف للخزرج وكان الخلاف حول أيهما يسقي قبل صاحبه، وماكان من الأجيران ضرب حليف الخزرج، واشتعلت فتنة بين المهاجرين والأنصار عندما استعان كل واحد منهما علي الأخر، وأخمد الرسول هذه الفتنة، غير أن عبدالله بن أجبّيٌِ ماكان يرضي ان تهدأ الفتنة وأراد ان يشعلها من جديد، فأخذ ينفث سمومه، ويهاجم المهاجرين علي أساس انهم دخلاء علي المدينة، وقال:
ولئن رجعنا الي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ويقصد بالأذل المهاجرين!!
وسمع الرسول ان عبدالله بن أجبّيٌِ يحرض الانصار عي المهاجرين فغضب، حتي ان عمر بن الخطاب قال للرسول:
يارسول الله، مر (عباد بن بشر) *وهو من الانصار* أن يقتله
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام:
لا، فكبت ياعمر إذا تحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه، ولكن أذن بالرحيل'.
وعندما علم ابن أجبّيٌِ ان الرسول علم بكل ما قاله، ذهب الي الرسول وأنكر أنه تحدث بشيء!!

***

وفي هذه الغزوة حدث حادث آخر، اتخذه هذا المنافق وسيلة لاشعال نار الفتنة، ويوهن المسلمين، ويحال اغاظة النبي عليه الصلاة والسلام، وعائشة بنت أبي بكر.
ففي اثناء هذه الغزوة وبينما المسلمين أخذوا في الرحيل الي المدينة، كانت في هذه الحملة أم المؤمنين عائشة، وكان قد انفرط عقدها، فأخذت تجمع حبات العقد، بينما كان المسلمون قد مضوا في طريقهم في طريق العودة، ورآها احد الصحابة (صفوان بن المعطل) فأركبها راحلته وقادها الي المدينة، حتي أعادها.
ورآها عبدالله بن أجبّيٌِ وصفوان يقود ناقتها، فاتهمها في شرفها مع هذا الرجل، وسرعان ماردد المنافقون قولته!
وعلم الرسول بذلك فحزن حزنا شديدا علي الافتراء علي زوجته الفاضلة، وسمي هذا الحديث (حديث الإفك).. أي الكذب، ونزل وحي السماء يبريء عائشة من هذه التهمة.. ونزل قوله تعالي من سورة النور:
'ان الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امريء منهم ما اكتسب من الاثم. والذي تولي كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا، وقالوا هذا أفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء، فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والأخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم. إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم مايكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا ان كنتم مؤمنين'
(النور 11*17)

***

وبرئت عائشة من فوق سبع سماوات وتحدث الناس في كل مكان في المدينة عن هذا الحادث وكيف افتري عبدالله بن أجبّيٌِ كذبا علي أهل بيت الرسول، حتي أن ابنه (عبدالله).. توجه الي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وكان الابن تقيا صالحا علي عكس والده المنافق* وقال:
يارسول الله : انه بلغني انك تريد قتل (عبدالله بن ابي) فيما بلغك عنه.. وقلت من يغدر بي في رجل آذاني في أهلي؟
فإن كنت لابد فاعلا فمرني به، فأنا أحمل لك رأسه.
فو الله ماعلمتْ الخزرج ماكان لها من رجل أبر بوالده مني.. وأني أخشي أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أن أنظر الي قاتل أبي يمشي في الناس ، فاقتله، فاقتل رجلا مؤمنا بكافر فأدخل النار،
فقال النبي صلي الله عليه وسلم
بل نرفق به، ونحسن صحبته مابقي معنا وتسامع الناس بموقف رسول الله منه ، وبدأوا يشعرون أن 'عبدالله بن ابي' قد بلغ الذروة في النفاق، وان سلوكياته لاتليق برجل كريم، فكانوا يعنفونه، وبزدرونه، ويحتقرون تصرفاته..!
وقال الرسول الكريم لعمر بن الخطاب وهو يري موقف ا لناس من هذا المنافق:
يف تري الآن ياعمر؟
اما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له أنف لو أرثها اليوم لقتلته'
فقال عمر:
قد والله علمت لأمر رسول الله اعظم بركة من امري'
يقول الدكتور عبدالرحمن عميره في كتابة رجال ونساء انزل الله فيهم قرآنا):
'... وبلغ الكتاب أجله ومات عبدالله بن ابي.. مات زعيم المنافقين، وجاء ابنه الي رسول الله صلوات الله عليه وسلامه فقال: اعطني قميصك حتي أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له. فأعطاه قميصه ثم قال:
آذني أن اصلي عليه فآذنه.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فاي وقف عليه تحولت حتي قمت في صدره فقلت: يارسول الله.. أعلي عدد الله عبدالله بن أبي القائل يوم كذا.. وكذا: أعدد أيامه ورسول الله صلي الله عليه وسلم يبتسم، حتي إذا أكثرت عليه قال آخر عني ياعمر، إني خيرت فاخترت.. فقد قيل لي: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ، ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم.. لو أني أعلم أني ان زدت علي السبعين غفر له لزدت.
قال : ثم صلي عليه السلام ومشي الي ان وصل الي قبره فقام علي قبره حتي فرغ منه.
قال : فعجبت لي وجرأتي علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، والله ورسوله أعلم، فو الله ما كان يسيرا حتي نزل:
ولا تصل علي أحد منهم مات ابدا ولاتقم علي قبره'
قال: فما صلي رسول الله صلي الله وسلم بعده علي منافق ولاقام علي قبره حتي قبضه الله تعالي.
قال المعشرون: وكلم رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه فيما فعل بعدالله بن ابي فقال:
ومايغني عنه قميص وصلاتي من الله. والله اني كنت أرجو ان يسلم به ألف من قومه'

مراجع

حياة محمد د. محمد حسين هيكل
النبي العربي احمد التاجي
رجال ونساء انزل الله د. عبدالرحمن عميرة

الخضيري
09-06-15, 10:57 PM
القضاء علي ثورة الراوندية
الخليفة المنصور يحارب الراوندية الذين جعلوه إلها!


كان الخليفة الثاني للخلافة العباسية أبوجعفر المنصور (136*158 هـ) من أهم وأبرز الشخصيات التي ظهرت في التاريخ العباسي، بل يعده المؤرخون المؤسس الحقيقي للدولة العباسية وقد ولد سنة 95ه في قرية الحميمية بالشام، وقد تعلم علي يد كبار علماء بني هاشم، فنشأ فصيحا.. فقيها.. محبا للشعر والأدب، ومحبا للأسفار.
وعندما تولي الخلافة بعد أخيه (أبوالعباس) تعهد أن يوصي الناس بالعدل، ويحقق للناس ما يصبون إليه من خلال الشريعة الغراء وسنة الرسول الخاتم.
وما أكثر ما واجهه من مشكلات، متمثلة في الخارجين علي الدولة من أمثال عمه الذي ثار عليه (عبدالله بن علي).. كما نجح في القضاء علي ثورة محمد النفس الذكية، والقضاء علي أبي مسلم الخراساني، وأيضا القضاء علي هذه الحركة الغريبة التي ظهرت في سماء الحياة العباسية وألَّهت الخليفة، واعتقدت أنه هو الذي يطعمهم ويسقيهم! كما قضي علي حركات الخوارج.

* * *

والراوندية حركة غريبة ظهرت في أجواء الحياة العباسية (141هـ *758م).. وسميت الراوندية نسبة إلي قرية (راوند) القريبة من أصفهان.. وكانوا يؤمنون بنتائج الأرواح، ثم أعلنوا أن أبا جعفر المنصور هو الإله الذي يرزقهم ويطعمهم.
واتجه ستمائة شخص منهم نحو عاصمة الخلافة العباسية في ذلك الوقت (الهاشمية) وأعلنوا ثورة عارمة علي الخليفة المنصور، الذي لم يقرهم علي أفكارهم، وطالبهم بالرجوع عن هذه الأفكار، فما هو إلا مجرد خليفة، وعبد من عباد الله، وليس إلها.
ومن هنا وجد هؤلاء الراوندية أن الخليفة لا يستحق التقديس، فهم قد رفعوه إلي مرتبة الإلهية، وهو يأبي ذلك، فلابد إذن من الثروة عليه، لأنه لا يستحق هذا الشرف العظيم.. ومن هنا فقد قرروا إعلان الحرب عليه.. وتوجهوا نحو قصره بالهاشمية، ومن هنا فقد وقف الخليفة موقفا في غاية الشجاعة عندما امتطي صهوة حصانه، وأمسك سبغه، وخرج من قصره لمواجهة هؤلاء العصاة المتمردين.. وما كاد الناس يرون شجاعة أمير المؤمنين وهو ممسكا بسيفه ويقاتل هؤلاء المتمردين حتي انضموا إليه، وأخذوا يحاربون بجانبه.

* * *

ووسط لهيب المعركة شاهد الخليفة أحد الفرسان الملثمين، وقد اقترب من الخليفة وأخذ يقاتل بجانبه، ويقتل كل من يقترب منه، ويحارب بشجاعة منقطعة النظير.
واستطاع الناس فتح أبواب المدينة، ليدخل من يدخل للقتال بجانب الخليفة، وكان من هؤلاء الذين دخلوا المعركة بجانب الخليفة القائد (خازم بن خزيمة).. فقد أقبل في جنده وهو يمتطي صهو جواد قصير الدنب، واستأذن المنصور في قتالهم، حتي القضاء علي هؤلاء المتمردين.
وعرف الخليفة أن هذا الفارس الملثم هو معن بن زائدة* وكان يداري وجهه لأنه كان من أعداء الخليفة قبل ذلك، فعفي عنه المنصور لحسن بلائه في هذه المعركة، وولاه حاكما علي اليمن.

* * *

وكان المنصور قد أعد وليمة بعد هذه المعركة، ودعا إليها معن بن زائده، ولما فرغوا من العشاء التفت المنصور إلي عيسي بن علي وقال له:
يا أبا العباس.. أسمعت بأسد الرجال؟
قال: نعم
فقال له المنصور:
لو رأيت اليوم (مَعْنا) علمت أنه من تلك الأساد.
فأجابه معن:
الله يا أمير المؤمنين.. لقد أتيتك وأني لوجل القلب. فلما رأيت ما عندك من الاستهانة بهم، وشدة الإقدام عليهم، رأيت أمرا لم أره من خلق في حرب، نشد ذلك من قلبي، وحملني علي ما رأيت مني.
وأمر المنصور له بعشرة آلاف درهم، وولاه اليمن.

* * *

ولقد فكر المنصور بعد هذه المعركة علي أن تكون هناك عاصمة محصنة ليست كالهاشمية تصلح لأن تكون مقرا للخلافة، وكان وراء هذا الدافع بناء العاصمة العباسية بغداد.
ويقول علي أدهم معلقا علي هذه الأحداث وما انتهت إليه!
وتركت هذه الحادثة في نفس المنصور أثرا قويا وصورة باقية، فقد تشعب به الحديث مرة مع أحد أعوانه فقال له المنصور:
إني أخطأت ثلاث خطيات وقاني الله شرها.
قتلت أبا مسلم وأنا في خرق ومن حولي يقدم طاعته ويؤثرها، ولو هتكت الخرق لذهبت ضياعا.
وخرجت يوم الراوندية ولو أصابني سهم غرب لذهبت ضياعا.
وخرجت إلي الشام ولو اختلف سيفان بالعراق ذهبت الخلافة ضياعا.
وكان معن بن زائدة معروفا بالكرم، فلما ولي اليمن قصده الشاعر (مروان بن أبي حفصه) ومدحه بالقصيدة التونية المشهورة فأعطاه ألف دينار.
وقدم (معن) عقب ذلك فدخل مع المنصور، فتجهم له المنصور ولم يرحب بمقدمه، ودارت بينهما هذه المحاورة:
المنصور:
لقد بلغ أمير المؤمنين عنك شيء لولا مكانك عنده ورأيه فيك لغضب عليك!
معن:
وما ذاك يا أمير المؤمنين؟
المنصور:
إعطاؤك مروان بن أبي حفصة ألف دينار لقوله فيك:
معن بن زائدة الذي زيدت به
شرفا إلي شرف بنو شيبان
إن عد أيام الفعال فإنما
يوماه يوم ندي ويوم طعان
معن:
والله يا أمير المؤمنين ما أعطيته ما بلغك لهذا الشعر.. وإنما أعطيته لقوله:
مازلت (يوم الهاشمية) معلنا
بالسبت دون خليفة الرحمن
فمنعت حوزته وكنت وفاءه
من وقع كل مهند وسنان
المنصور (وقد غلبه الحياء)
إذن إنما أعطيته ما أعطيته لهذا القول!
معن:
نعم يا أمير المؤمنين، والله لولا مخافة الشنعة عندك لأمكنته من مفاتيح بيوت الأموال وأبحته إياها.
المنصور:
لله درك من أعرابي، ما أهون عليك ما يعز علي الرجال وأهل الحرم!

* * *

صورة مشرفة جميلة لرجال عرفوا معني الرجولة في المواقف الصعبة، وعرفوا معني الوفاء عند الوفاء، وعرفوا أن لكل مقام مقال.


المراجع:

صور تاريخية.. علي أدهم
العصر العباسي في العراق والمشرق: أ.د حسن علي حسن، د. عبدالرحمن سالم

الخضيري
09-06-15, 11:11 PM
معاوية وقيس.. حرب الد هاء والمكر!


قد يكون الانتصار في معارك الحياة راجعا الي اللين والصبر والحيلة، وليس فقط بقوة السلاح وابداء الشجاعة.. وهناك من ينتصر في معاركه علي أساس أن الغاية تبرر الوسيلة.. ولا يهمه الا تحقيق مكاسبه بأي وسيلة، بينما هناك من يري أنه لابد من شرف الوسيلة للوصول الي أشرف الغايات.
و..... بين الوسيلتين دارت المعارك عبر كل العصور.

ان قصص التاريخ الواقعية أكثر متعة من قراءة الروايات التي يتفتق عنها خيال الروائيين.. لان فيها سحر الواقع وقسوته في نفس الوقت.
والذي يقرأ الصراع الدامي الذي حدث بين الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان، يتضح أمامه الفارق بين من يريد أن يصل الي غايته دون أن يتنازل عن القيم والمثل العليا وبين من يريد أن يصل الي غايته في السلطة والحكم بأي وسيلة.. حتي لو كانت هذه الوسيلة هي المكر والخداع.
الامام علي كرم الله وجهه يمثل الرجل الحريص علي القيم والمباديء، ومعاوية يمثل الرجل الذي لا يعنيه الا الحصول علي السلطة والجاة والسلطان مهما كانت الوسائل.
وعندما كنت اقرأ في سيرة حياة قيس بن سعد الذي ولاه الامام علي بن أبي طالب حكم مصر كانت تبرز في ذهني العديد من علامات الاستفهام حول السياسة والساسة.. الذين يجيدون المكر والخداع.. والذين لا يجيدون هذا المكر وهذا الخداع.
لقد ذعر معاوية عندما تولي سعد بن قيس حكم مصر من قبل الامام فهو يعرف أن الرجل رغم تقواه يجيد ألاعيب السياسة، وعنده من المرونة في فهم الامور ما يجعله خطرا علي الامويين.. فقد علم انه عندما جاء الي مصر كانت هناك جماعة من أهل 'خربتا' يريدون الثأر لمقتل عثمان.. وانهم بالتالي لن يبايعوا عليا حتي يأخذ ثأر عثمان!
ولم يضيع الرجل وقته في محاولة اقناعهم بأنه لا ذنب لعلي في قتل عثمان، ولا له يد في ذلك، فهادنهم.. وحاول ابعادهم عن حلبة هذا الصراع.. أي حيدهم حتي يتفرغ لاحكام سيطرته علي مصر.
علم معاوية بذلك فاراد أن يستميله اليه، وارسل اليه العديد من الرسائل، وكان هو يرد علي رسائل معاوية بذكاء منقطع النظير.. فقد فاق دهاؤه دهاء معاوية!
فعندما ولاه الامام علي مصر ارسل اليه يقول:
سر الي مصر فقد وليتكم واخرج الي رحلك، واجمع اليه ثقاتك، ومن أحببت ان يصحبك حتي تأتيها ومعك جند، فان ذلك ارعب لعدوك، وأعز لوليك، فاذا انت قدمتها ان شاء الله فأحسن الي المحسن واشتد علي المريب، وارفق بالعامة والخاصة فان الرفق يمن'.
فأجابه سعد بقوله:
رحمك الله يا أمير المؤمنين.. فقد فهمت ما قلت.. أما قولك اخرج اليها بجند
فوا الله لئن لم ادخلها الا بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها ابدا، فأنا ادع ذلك الجند لك، فان انت احتجت اليهم كانوا منك قريبا، وان اردت أن تبعثهم الا وجه من وجوهك كانوا عدة لك، وأنا اصير اليها بنفسي وأهل بيتي، وأماما أوصيتني به من الرفق والاحسان فان الله عز وجل هو المستعان علي ذلك.
ولم يدخل مصر الا في سبعة نفر من أصحابه واستطاع أن يحسن التعامل مع الناس، وأن يسوس الناس بالعدل فأحبوه.. وهاون المنشقين فلم ينفروا منه.

* * *

كان من الطبيعي أن يقلق معاوية بن أبي سفيان.. وكان من الطبيعي كعادته أن يستميله اليه، فقد خشي أن يجعل من مصر قوة تساند الامام علي وبالتالي ترجح كفته.. فكتب اليه:
الي قيس بن سعد: أما بعد
فان كنتم قد نقمتم علي عثمان بن عفان رضي الله عنه في أثرة رأيتموها، أو ضربة سوط ضربها أو شتيمة رجل أو في تسييره آخر، أو في استعماله الفتي فانكم قد علمتم * ان كنتم تعلمون * أن دمه لم يكن يحل لكم، فقد ركبتم عظيما من الامر، وجئتم شيئا ادٌّا، فتب الي الله عز وجل يا قيس بن سعد، فانك كنت من المجبلين علي عثمان بن عفان رضي الله عنه، ان كانت توبة من قتل المؤمن تغني شيئا، فأما صاحبك: فانا قد استيقنا انه الذي اغري به الناس، وحملهم علي قتله حتي قتلوه، وان لم يسلم من دمه عظم قومك، فان استطعت يا قيس أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل، وتابعنا علي أمرنا، ولكن سلطان العراقين، اذا اظهرت ما بقيت، ولن احببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان، وسلني غير هذا مما تحب، فانك لا تسألني شيئا الا أوتيته، واكتب الي برأيك فيما كتبت به اليك والسلام'.
لقد حاول معاوية أن يغريه بالمناصب كعادته، ولكن قيس اراد أن يحادثه باللغة التي يفهمها لغة المكر والدهاء فرد عليه بقوله:
أما بعد: فقد بلغني كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه من قتل عثمان رضي الله عنه، وذلك أعد لم اقارفه ولم اطف به، وذكرت ان صاحبي هو الذي اغري الناس بعثمان ودسهم اليه حتي قتلوه، وهذا ما لم اطلع عليه، وذكرت: أن عظم عشيرتي لم نسلم من دم عثمان، فأول الناس كانوا فيه عشيرتي، وأما ما سألتني من متابعتك، وما عرضت علي من الجزاء فقد فهمته، وهذا أمر لي فيه نظر وفكرة وليس هذا مما يسرع اليه، وأنا كاف عنك، ولن يأتيك من قبلي شيء تكرهه، حتي تري ونري ان شاء الله، والمستجار الله عز وجل، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته'.

* * *

ولم يكن هذا الرد بكاف لوضع النقط فوق الحروف.. ان معاوية يريد استمالة الرجل، ولكن الرجل لم يعطه ما يشفي صدره.. فارسل معاوية اليه:
أما بعد: فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فاعدك سلما، ولم ارك تباعد فاعدك حربا، أنت فيما ها هنا كحنك الجذور، وليس مثلي يصانع المخادع، ولا ينتزع للمكايد، ومعه عدد الرجال، وبيده أعنة الخيل، والسلام عليك'.
وهكذا عندما لم يجد معاوية املا في الخداع، أن يظهر له قوته.. بينما قرر قيس بن سعد أن يضع النقط فوق الحروف فارسل الي معاوية:
أما بعد: فان العجب من اغترارك بي، وطمعك في، واستسقاطك رأيي، اتسومني الخروج من طاعة أولي الناس بالامرة، وأقولهم للحق، وأهدهم سبيلا، واقربهم من رسول الله وسيلة، وتأمرني بالدخول في طاعتك، طاعة أبعد الناس عن هذا الامر، واقولهم للزور، واضلهم سبيلا، وابعدهم من الله عز وجل ورسوله وسيلة، ولد ضلين مضلين، طاغوت من طواغيت ابليس.
وأما قولك: اني ماليء عليك مصر خيلا ورجلا ، فوالله ان لم اشغلك بنفسك حتي تكون نفسك أهم اليك، انك لذو جد، والسلام'.

* * *

قرأ معاوية الرسالة، وعرف ان الرجل لا يشتري وأنه لا يأبه به ولا يخشاه، فاستخدم الحيلة كعادته، وأخذ يحدث الناس علي أن قيسا من شيعته بدليل انه لم يقاتل أهل 'خربتا' في مصر المتعاطفين مع عثمان!

* * *

وأخذ بعض الناس يطالبون الامام علي أن يأمر واليه علي مصر بمحاربة 'أهل خربتا' واقتنع الامام بذلك، غير أن ابن سعد كان لا يري هذا الرأي، ويري أن الحرب ليس في صالح الامام في هذه الظروف.. وطلب اقالته فأقاله الامام وعين بدلا منه محمد بن أبي بكر!
وقد فرح معاوية عندما سمع هذا الخبر لانه كان يخشي من سعد، حتي انه عندما سمع ان سعد بن قيس عاد الي المدينة، ثم اتجه الي الامام علي بعد أن ضايفة في المدينة مروان بن الحكم ارسل معاوية الي مروان رسالة يقول له فيها:
امددت عليا بقيس بن سعد ورأيه ومكانه، فوالله لو امددته بمائة ألف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لي من اخراجك قيس بن سعد الي علي'.

* * *

جاء محمد بن أبي بكر ليخلفه في حكم مصر، ولم يستمع الي نصيحة قيس بن سعد بمهادنة أهل 'خربتا' فحاربهم ولكنهم انتصروا عليه.
وأراد الامام أن يولي 'الاشتر' حكم مصر.. ولكن ما كاد يدخلها حتي دس له السم في طعامه بواسطة أحد عملاء معاوية.
وكان الاشتر هذا مما يخافهم معاوية حتي أن الرواه رووا عن معاوية قوله: ان لله جنودا من عسل'.
وهو يعني أن يدس لاعدائه السم في العسل فيتخلص منهم.
مهما يكن من شيء فالتاريخ يقول لنا أن معاوية ارسل جيشا بقيادة عمرو بن العاص لاحتلال مصر، واستطاع عمرو دخول مصر، وبعدها قتل محمد بن أبي بكر، ومثل بجثمانه ووضعوه في جيفة حمار وحرقوه!!

* * *

وتمر الايام.. وتتوالي الاحداث، ويستشهد الامام علي، ويتولي بعده الخلافة ابنه الحسن رضي الله عنه الذي كان في مقدمة جيشه قيس بن سعد، الا أن الحسن اثر أن يتنازل عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان حتي يضع نهاية للحرب الاهلية بين المسلمين.. وطلب من اتباعه أن يطيعوا معاوية، ومن هنا فقد قام قيس بن سعد خطيبا في الناس وقال لهم:
أيها الناس. اختاروا الدخول في طاعة امام ضلالة أو القتال من غير إمام.
وأثر الناس وقد اجهدتهم الحروب الرضوخ للأمر الواقع، ومبايعة معاوية.. ومن الذين بايعوه قيس بن سعد بعد أن أمنه معاوية.

مراجع:

صور تاريخية * علي أدهم
الخلفاء الراشدون * عبدالوهاب النجار
اتمام الوفاء في سيرة الخلفاء * محمد الخضري

الخضيري
09-06-15, 11:12 PM
اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس
شارون يقود بنفسه جريمة اغتيال الشهيد!

تفاصيل الجريمة كما اذاعتها الفضائيات والصحف المختلفة، هي متابعة حركة الشهيد حين ذهب إلي الصلاة، وما كاد يخرج من المسجد حتي أطلقت عليه ثلاث صواريخ من طائرة الأباتشي التي زودت بها أمريكا اسرائيل.. حيث قتل هذا الرمز البارز من رموز المقاومة الفلسطينية، وأحد الشخصيات الهامة التي تلاقي احتراما كاملا من كل الفصائل الفلسطينية..
والتي يكن له الجميع الاحترام مهما اختلفت ميولهم السياسية داخل وخارج الأرض المحتلة.
والجريمة بشعة بكل المقاييس.. أن يتحول رئيس وزراء إلي رئيس عصابة تتربص لرجل يدافع عن حق وطنه في الحياة، ويرديه قتيلا..!
وقد أدان الاتحاد الاوروبي هذه الجريمة لأنها بشعة بكل المقاييس.. وغير متصورة، ولو كان الاتحاد الاوربي يري فيما يقوم به الفلسطينيون من حق الدفاع عن النفس نوعا من الارهاب لما أدانت هذه الجريمة.
وما كانت اسرائيل يمكنها أن تعربد في المنطقة، وتحتل أجزاء من سوريا، وتفرض سطوتها علي الاراضي الفلسطينية، لو لم تكن وراءها الولايات المتحدة التي تشد أزرها وتساعدها علي هذا الفساد والإفساد من أجل عيون كرسي الرئاسة الامريكية الذي يتحكم فيه اللوبي الصهيوني!

***

والشيخ أحمد ياسين تفتحت عيناه علي الدنيا ليري ماذا يفعل الكيان الصهيوني في وطنه، وما أكثر ما سمع في طفولته عن المذابح الاسرائيلية، والمجاذر الذي أرتكبها العدو في حق وطنه.. وعرف معني الغربة والاغتراب عن وطنه، ورغم إصابته في حادث وهو في التاسعة عشر من عمره أدي به إلي الشلل، إلا أنه لم يفقد روح العزيمة والإرادة، عندما أخذ قسطا وافرا من التعليم حيث درس الفقه والشريعة. في جامعة الازهر، وقد برز اسم الشيخ أحمد ياسين بقيام الانتفاضة الفلسطينية.
.. وبالطبع فقد عرف الرجل ظلام السجون الاسرائيلية.. ولكن السجن لم يحل بينه وبين أن يكون رمزا مهما من رموز المقاومة الفلسطينية.. منذ سجن بعد أن حكم عليه مدي الحياة عام 1989، إلي أن أطلق سراحه بمساعي من الملك حسين، ليعود من جديد إلي حلبة النضال ضد الكيان الصهيوني الذي إحتل وطنه.
والشهيد من مواليد عام .1938

***

لقد أنبعثت حركة حماس بعد الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في 8 121987 وظهر وجودها قويا علي الساحة الفلسطينية حيث صدر أول بيان لها في 16/1/1988، وصدر ميثاق حماس في أول سنة 1409ه الموافق 18 أغسطس .1988
وقد أثارت حماس اسرائيل وإتهمتها هي والولايات المتحدة الامريكية بأنها حركة إرهابية، خاصة بعد أن نشطت وظهرت عملياتها الاستشهادية متحدية الوجود الصهيوني والهيمنة الامريكية، وقال الشيخ أحمد ياسين كلمته الشهيرة.
سنعمل.. إما أن نلقي الله عز وجل شهداء وإما أن ننتصر..
وشاء الله أن تكتب له الشهادة.. ليتغير مسار الحركة ومسار المقاومة الفلسطينية كلها كما يقول المحللون السياسيون لأن استشهاده يعني توحيد الجهود الفلسطينية كلها علي أساس أنهم جميعا في مركب واحد.. يسير إلي هدف واحد.. هو تحرير الارض الفلسطينية، والتي لم يعد السلام شيئا قريبا بل بعيد المنال، لايمان شارون واليمين الاسرائيلي بالحرب، وعدم إقتناعهم أصلا بفكرة السلام، وتخليهم عنه كهدف.. أما هدفهم فهو إخضاع الشعب الفلسطيني وتركيعه.. كما أن شارون يريد أيضا أن يقنع الاسرائيليين بأنه يملك زمام الأمور في يده، وأنه الأقوي، وأن يده الباطشة قادرة علي الوصول إلي أي رمز من رموز المقاومة، حتي لو حلقت طائرات الاباتشي لتقتل رجلا مشلولا علي كرسي متحرك!
و.. تاريخ شارون الأسود شاهد علي إنه إنسان يحب سفك الدماء، ومتعطش لرؤية الضحايا والاشلاء.. وما فعله طوال حياته.. ا بتداء من مذبحة صبرا وشاتيلا، إلي اغتيال الشيخ أحمد يس، مرورا بمئات الضحايا الفلسطينيين الذين اغتيلوا بإشارة منه.. يؤكد أنه كاليجولا في ثوب معاصر!

الخضيري
09-06-15, 11:15 PM
اغتيال الدكتور الرنتيسي!
السفاح شارون نفذ تهديده بتصفية زعماء المقاومة الفلسطينية


لم تكد الدموع تجف علي قتل مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين حتي حقق شارون وعده بقتل الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي جهرة أمام سمع وبصر العالم وتحت سمع وبصر الامم المتحدة وبمباركة من الولايات المتحدة الامريكية للاسف الشديد.
وقد شيعت الجماهير الغاضبة في الارض المحتلة شهيدها قائد حركة حماس وهي تعبر عن سخطها للهمجية الاسرائيلية، والارهاب الاسرائيلي كما عبرت عن سخطها للعجز العربي متمثلا في نعش ملون باللون الاسود وقاموا باحراقه.

وخرجت المظاهرات الحاشدة في الارض المحتلة وبعض العواصم العربية تعبر عن استنكارها لهذا الحادث المؤلم الذي ان دل علي شيء فانما يدل علي سخرية اسرائيل من كل القيم والاعراف الدولية وادارة ظهرها للقانون الدولي.. وأيضا سخريتها من العالم العربي كله من خليجه الي محيطه الذي لا يملك الا كلمات الشجب.. تلك الكلمات الجوفاء التي لا تعبر عن أي معني.. ولا تؤدي الي أي هدف!
ولا تدل الا علي العجز والشلل في اتخاذ أي قرار مؤثر علي مجريات الامور في المنطقة.
وهذا العجز هو الذي شجع اسرائيل علي القيام بهذه الجرائم وهي لا تخشي شيئا وهي تعرف مقدما انها ستسمع كلمات الشجب والاستنكار.. والوعد والوعيد.. و.... كلها كلمات لا تلبث أن تتلاشي في فضاء العدم!

* * *

والعجيب أن شارون بلغ به التبرج أن يتباهي بفعلته، ولا يحاول حتي أن يضع ورقة التوت أمام جرائمه البشعة، بل انه اعلن صراحة ان اسرائيل ستظل علي سياستها بتصفية قادة المنظمات الفلسطينية والتي يتهمها بالارهاب!
ويهنيء جيشه الذي قام باغتيال الرنتيسي بهذا الانجاز الرائع.. عندما تتصدي له طائرة أباتشي، وتطلق عليه صواريخها لتقلته وتقتل معه ابنه وحارسه وبعض الفلسطينيين.
وتبلغ الوقاحة بالوزير الاسرائيلي جدعون عذرا بان يقول ان الدور سيأتي علي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق.
وبينما تغلي الشعوب العربية من هذا الحادث البشع الذي لا ينم الا علي الوحشية والغدر وعدم التحضر الاسرائيلي تخرج الولايات المتحدة الامريكية لا لتهديء من هذا الموقف الغبي بل لتزيد اشتعال الموقف وتستفز مشاعر العرب في كل مكان وهي تؤكد علي حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الارهاب!

* * *

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اغتالوا الرجل؟
والاجابة واضحة .. فهم يحاولون ايقاف الانتفاضة ويحاولون ايهام الفلسطينيين ان يقبلوا بالفتات الذي يقدمونه لهم.. وأنه لا معني للكفاح المسلح لانه يؤدي الي طريق مسدود، وأن مصير من يسير في هذا الاتجاه هو الموت!
وأن عملية السلام هو السلام بالمعني الاسرائيلي أن يحتفظوا بمستوطنات يهودية في الضفة كما يحلو لهم.. وعلي الفلسطينيين مباركة ذلك حتي لو كان هذا يهدم خريطة الطريق!
وأن علي العالم العربي أن يرضخ لهذا الواقع بعد مباركة 'بوش' لاقتراحات اريل شارون وانهم لا يأبهون بما قاله الرنتيسي قبل اغتياله لموقع 'القسام' علي شبكة الانترنت:
ان استراتيجية حماس ترتكز علي أن الوطن الفلسطيني مغتصب بالكامل ولا نستطيع التنازل عن شبر منه رغم الاحتلال الواضح في موازين القوي لصالح العدو الصهيوني.
كما أوضح في هذا الحديث عن حالة الضعف العربي وأن الحركة حماس استراتيجية ثابتة تتمثل في السير في خطين متوازين:
الاول: مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان الصهيوني
والثاني: الحفاظ علي وحدة الشارع الفلسطيني وحمايته من خطر الاقتتال الداخلي الذي من شأنه أن يصرف الجميع عن مقاومة الاحتلال.
وقال أيضا ما ملخصه أن العدو الصهيوني لم يكن هدفه الاستمرار في احتلال غزة، بقدر ما كان هدفه الخروج بمكاسب من هذا الوضع، لان وجوده في غزة سيكلفه الكثير ماديا وأمنيا، ولكنه يريد أن يأخذ مكاسب في الضفة الغربية وعن طريق هذا الجدار الذي يلتهم '58 % ' من أراضي الضفة الغربية.

* * *

والخيانة والغدر اليهودي ليس وليد اليوم بل هو طبع في الشخصية الصهيونية عبر التاريخ.. والذي يتصفح صفحات التاريخ يري منهم العجب العجاب في هذه الخسة والغدر والنذالة.
فمثلا.. رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما هاجر الي المدينة امن اليهود علي عقيدتهم وأموالهم علي ألا يغدروا ولا يخونوا، لم يستطيعوا وقد غلب الطبع علي التطبع أن يؤتوا بعهدهم مع الرسول!
فبعد أن انتصر الرسول في غزوة 'بدر' حقد يهود بني قينقاع علي النبي، واخذوا يعلنون عليه الحرب الكلامية ليوهنوا من هذا النصر وقالوا له: لا يغرنك أن حاربت قوما لا عهد لهم بالحرب، فنحن لسنا كذلك'.
مما دفع الرسول الي حربهم واخراجهم من المدينة ليتوجهوا الي أي مكان يريدون فاختاروا بعض المناطق في الشام.
وبلغ الحمق بيهود بني النضير أنهم حاولوا قتل النبي عليه الصلاة والسلام بالايعاز لاحدهم 'عمرو بن جحاش' أن يقوم فوق الحائط الذي يجلس عليه الرسول ويلقي عليه حجرا، ولكن الله انقذ رسوله وابتعد عن هذا الحائط!
واتفق يهود بني النضير مع يهود بني قريظة ان ينقضوا العهد مع الرسول أثناء غزوة الاحزاب ولكن الله خيب آمالهم عندما انهزمت الاحزاب وتفرقوا وعاد كل من حيث جاء.
كذلك فعل يهود خيبر الذين تساقطت حصونهم علي يد المسلمين.

* * *

بل أن اليهود فعلوا ما لا يمكن تصوره عندما حاولت امرأة يهودية 'زينب بنت الحارث' ان تقتل النبي بالسم، فقد تقدمت الي الرسول وهي تحمل فوق رأسها شاة مشوية، وتقدمت الي النبي بها علي انها هدية لانه ابقي علي يهود خبير وانصفهم.
وكانت هذه اليهودية قد سألت عما يحب النبي من الشاة، وعرفت أنه يحب الذراع، فأغرقت الذراع بالسم، وافرغت الباقي علي بقية الشاة!
وأخذ النبي قطعة من اللحم واخذ يلوكها في فمه. وكان يأكل معه بعض أصحابه ومنهم 'بشر بن براء'
ولكن سرعان ما ألقي النبي قطعة اللحم من فمه، ومنع أصحابه عن الاكل وقال:
ان هذا العظم ليخبرني انه مسموم!
قال بشر:
والذي اكرمك لقد وجدت ذلك من أكلتي حتي التقمتها، وما منعني أن ألفظها الا انني كرهت ان أبغض اليك طعامك فلما أكلت ما في فمك لم تعد لي حاجة في نفسي بعد نفسك'.
وشعر بشر بآلام السم تسري في جسده وأخذ يعاني سكرات الموت.
وان الرسول أن يأتوا بتلك اليهودية وسألها
ما حملك علي ذلك؟
قالت:
لقدبلغت من قومي مالا يخفي عليك، فقلت: ان كان ملكا استرحت منه وان كان نبيا فسيخبر 'أي يوحي اليه بما حدث' وقرر النبي أن ينتظر.. فاذا مات بشر، فان المرأة تقتل قصاصا منها.. ومات بشر واقتص من هذه المرأة.

* * *

وما أكثر ما فعلوا.. وما أكثر ما غدروا في كل العصور.
ونسوا أن الذي أواهم وحماهم في أسبانيا وغيرهم أيام الحكم الاسلامي هم المسلمون، بل استعان بهم الكثير من حكام المسلمين في مختلف الاجيال، وتولي بعضهم المناصب المرموقة.
ومع ذلك فهم ينسون دائما دروس التاريخ.. ولا ولاء لهم الا لمصالحهم الخاصة.
واذا كان ولاؤهم في الماضي للانجليز حتي اخذوا وعد بلفور.. فان ولاءهم الآن للولايات المتحدة حيث وعود بوش.
و.... هذه التصرفات لن توقف شعبا اراد أن يتحرر.. وهذه الاغتيالات لن تحول بين الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة.. لان الحق دائما يأخذ طريقه الي الظهور مهما كان الظلام.. ومهما كانت وعورة الطريق.. والاغتيالات لرموز المقاومة هي دفعة الي الوراء لا الي الخلف.
واذا لم يكن شارون يعرف ذلك فليعد قراءة التاريخ!

مراجع

الفضائيات والصحف المختلفة
سيرة ابن هشام
حياة محمد * د/ محمد حسين هيكل
محمد * توفيق الحكيم

الخضيري
09-06-15, 11:18 PM
هو شيخ كبير .. نجلس إليه .. بعدما كبر سنه .. ورق عظمه .. وكف بصره ..
وهو يحكي ذكريات شبابه ..
نجلس إلى كعب بن مالك رضي الله عنه ..
وهو يحكي ذكرياته .. في تخلفه عن غزوة تبوك ..
وكانت آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم ..
آذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم ..
وجمع منهم النفقات لتجهيز الجيش .. حتى بلغ عدد الجيش ثلاثين ألفاً ..
وذلك حين طابت الظلال الثمار ..
في حر شديد .. وسفر بعيد .. وعدو قوي عنيد ..
وكان عدد المسلمين كثيراً .. ولم تكن أسماؤهم مجموعة في كتاب ..
قال كعب – كما في الصحيحين - :
وأنا أيسر ما كنت .. قد جمعت راحلتين .. وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد ..
وأنا في ذلك أصغي إلى الظلال .. وطيب الثمار ..
فلم أزل كذلك .. حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً بالغداة ..
فقلت : أنطلق غدا إلى السوق فأشتري جهازي .. ثم ألحق بهم ..
فانطلقت إلى السوق من الغد .. فعسر علي بعض شأني .. فرجعت ..
فقلت : أرجع غدا إن شاء الله فألحق بهم .. فعسر عليَّ بعض شأني أيضاً ..
فقلت : أرجع غدا إن شاء الله .. فلم أزل كذلك ..
حتى مضت الأيام .. وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فجعلت أمشي في الأسواق .. وأطوف بالمدينة ..
فلا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق .. أو رجلاً قد عذره الله ..
نعم تخلف كعب في المدينة .. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مضى بأصحابه الثلاثين ألفاً ..
حتى إذا وصل تبوك .. نظر في وجوه أصحابه .. فإذا هو يفقد رجلاً صالحاً ممن شهدوا بيعة العقبة ..
فيقول صلى الله عليه وسلم : ما فعل كعب بن مالك ؟!
فقال رجل : يا رسول الله .. خلفه برداه والنظر في عطفيه ..
فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلت .. والله يا نبي الله ما علمنا عليه إلا خيراً ..
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال كعب :
فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك .. وأقبل راجعاً إلى المدينة .. جعلت أتذكر .. بماذا أخرج به من سخطه .. وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ..
حتى إذا وصل المدينة .. عرفتُ أني لا أنجو إلا بالصدق ..
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة .. فبدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين .. ثم جلس للناس ..
فجاءه المخلفون .. فطفقوا يعتذرون إليه .. ويحلفون له ..
وكانوا بضعة وثمانين رجلاً .. فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم .. واستغفر لهم .. ووكل سرائرهم إلى الله ..
وجاءه كعب بن مالك .. فلما سلم عليه .. نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم تبسَّم تبسُّم المغضب ..
ثم قال له : تعال ..
فأقبل كعب يمشي إليه .. فلما جلس بين يديه ..
قال له صلى الله عليه وسلم : ما خلفك .. ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟
قال : بلى ..
قال : فما خلفك ؟!
فقال كعب : يا رسول الله .. إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا .. لرأيت أني أخرج من سخطه بعذر .. ولقد أعطيت جدلاً ..
ولكني والله لقد علمت .. أني إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به علي .. ليوشكن الله أن يسخطك علي ..
ولئن حدثتك حديث صدق .. تجد عليَّ فيه .. إني لأرجو فيه عفوَ الله عني ..
يا رسول الله .. والله ما كان لي من عذر ..
والله ما كنت قط أقوى .. ولا أيسر مني حين تخلفت عنك ..
ثم سكت كعب ..
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه .. وقال :
أما هذا .. فقد صدقكم الحديث .. فقم .. حتى يقضي الله فيك ..
فقام كعب يجر خطاه .. وخرج من المسجد .. مهموماً مكروباً .. لا يدري ما يقضي الله فيه ..
فلما رأى قومه ذلك .. تبعه رجال منهم .. وأخذوا يلومونه .. ويقولون :
والله ما نعلمك أذنبت ذنباً قط .. قبل هذا .. إنك رجل شاعر ..
أعجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المخلفون ..
هلا اعتذرت بعذر يرضى عنك فيه .. ثم يستغفر لك .. فيغفر الله لك ..
قال كعب :
فلم يزالوا يؤنبونني .. حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي ..
فقلت : هل لقي هذا معي أحد ؟
قالوا : نعم .. رجلان قالا مثل ما قلت .. فقيل لهما مثل ما قيل لك ..
قلت : من هما ؟ قالوا : مرارة بن الربيع .. وهلال بن أمية ..
فإذا هما رجلان صالحان قد شهدا بدراً .. لي فيهما أسوة ..
فقلت : والله لا أرجع إليه في هذا أبداً .. ولا أكذب نفسي ..

* * * * * * * * *
ثم مضى كعب رضي الله عنه .. حزيناً .. كسير النفس .. وقعد في بيته ..
فلم يمضِ وقت .. حتى نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلام كعب وصاحبيه ..
قال كعب :
فاجتنبنا الناس .. وتغيروا لنا .. فجعلت أخرج إلى السوق .. فلا يكلمني أحد ..
وتنكر لنا الناس .. حتى ما هم بالذين نعرف ..
وتنكرت لنا الحيطان .. حتى ما هي بالحيطان التي نعرف ..
وتنكرت لنا الأرض .. حتى ما هي بالأرض التي نعرف ..
فأما صاحباي فجلسا في بيوتهما يبكيان .. جعلا يبكيان الليل والنهار .. ولا يطلعان رؤوسهما .. ويتعبدان كأنهما الرهبان ..
وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم .. فكنت أخرج .. فأشهد الصلاة مع المسلمين .. وأطوف في الأسواق .. ولا يكلمني أحد ..
وآتي المسجد فأدخل ..
وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه ..
فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟
ثم أصلي قريباً منه .. فأسارقه النظر .. فإذا أقبلت على صلاتي .. أقبل إلي ..
وإذا التفتُّ نحوه .. أعرض عني ..

* * * * * * * * *
ومضت على كعب الأيام .. والآلام تلد الآلام ..
وهو الرجل الشريف في قومه ..
بل هو من أبلغ الشعراء .. عرفه الملوك والأمراء ..
وسرت أشعاره عند العظماء .. حتى تمنوا لقياه ..
ثم هو اليوم .. في المدينة .. بين قومه .. لا أحد يكلمه .. ولا ينظر إليه ..
حتى .. إذا اشتدت عليه الغربة .. وضاقت عليه الكربة .. نزل به امتحان آخر :
فبينما هو يطوف في السوق يوماً ..
إذا رجل نصراني جاء من الشام ..
فإذا هو يقول : من يدلني على كعب بن مالك .. ؟
فطفق الناس يشيرون له إلى كعب .. فأتاه .. فناوله صحيفة من ملك غسان ..
عجباً !! من ملك غسان ..!!
إذاً قد وصل خبره إلى بلاد الشام .. واهتم به ملك الغساسنة .. فماذا يريد الملك ؟!!
فتح كعب الرسالة فإذا فيها ..
أما بعد .. يا كعب بن مالك .. إنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ..
ولست بدار مضيعة ولا هوان .. فالحق بنا نواسك ..
فلما أتم قراءة الرسالة .. قال رضي الله عنه : إنا لله .. قد طمع فيَّ أهل الكفر ..
هذا أيضاً من البلاء والشر ..
ثم مضى بالرسالة فوراً إلى التنور .. فأشعله ثم أحرقها فيه ..
ولم يلتفت كعب إلى إغراء الملك ..
نعم فُتح له باب إلى بلاط الملوك .. وقصور العظماء .. يدعونه إلى الكرامة والصحبة ..
والمدينة من حوله تتجهمه .. والوجوه تعبس في وجهه ..
يسلم فلا يرد عليه السلام ..
ويسأل فلا يسمع الجواب ..
ومع ذلك لم يلتفت إلى الكفار ..
ولم يفلح الشيطان في زعزعته .. أو تعبيده لشهوته ..
ألقى الرسالة في النار .. وأحرقها ..

* * * * * * * * *
ومضت الأيام تتلوها الأيام .. وانقضى شهر كامل .. وكعب على هذا الحال ..
والحصار يشتد خناقه .. والضيق يزداد ثقله ..
فلا الرسول صلى الله عليه وسلم يُمضي .. ولا الوحي بالحكم يقضي ..
فلما اكتملت أربعون يوماً ..
فإذا رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى كعب .. فيطرق عليه الباب ..
فيخرج كعب إليه .. لعله جاء بالفرج .. فإذا الرسول يقول له :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ..
قال : أطلقها .. أم ماذا ؟
قال : لا .. ولكن اعتزلها ولا تقربها ..
فدخل كعب على امرأته وقال : الحقي بأهلك ..
فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر ..
وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحبي كعب بمثل ذلك ..
فجاءت امرأة هلال بن أمية .. فقالت :
يا رسول الله .. إن هلال بن أمية شيخ كبير ضعيف .. فهل تأذن لي أن أخدمه ..؟
قال : نعم .. ولكن لا يقربنك ..
فقالت المرأة : يا نبي الله .. والله ما به من حركة لشيء ..
ما زال مكتئباً .. يبكي الليل والنهار .. منذ كان من أمره ما كان ..

* * * * * * * * *
ومرت الأيام ثقيلة على كعب ..واشتدت الجفوة عليه ..حتى صار يراجع إيمانه ..
يكلم المسلمين ولا يكلمونه ..
ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرد عليه ..
فإلى أين يذهب ..!! ومن يستشير !؟
قال كعب رضي الله عنه :
فلما طال عليَّ البلاء .. ذهبت إلى أبي قتادة .. وهو ابن عمي .. وأحب الناس إليَّ .. فإذا هو في حائط بستانه .. فتسورت الجدار عليه ..
ودخلت .. فسلمت عليه ..
فوالله ما رد علي السلام ..
فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فسكت ..
فقلت : يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فسكت ..
فقلت : أنشدك الله .. يا أبا قتادة .. أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟
فقال : الله ورسوله أعلم ..
سمع كعب هذا الجواب .. من ابن عمه وأحب الناس إليه .. لا يدري أهو مؤمن أم لا ؟
فلم يستطع أن يتجلد لما سمعه .. وفاضت عيناه بالدموع ..
ثم اقتحم الحائط خارجاً ..
وذهب إلى منزله .. وجلس فيه ..
يقلب طرفه بين جدرانه .. لا زوجة تجالسه .. ولا قريب يؤانسه ..
وقد مضت عليهم خمسون ليلة .. من حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلامهم
..
* * * * * * * * *
وفي الليلة الخمسين .. نزلت توبتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ثلث الليل ..
فقالت أم سلمة رضي الله عنها :
يا نبي الله .. ألا نبشر كعب بن مالك ..
قال : إذا يحطمكم الناس .. ويمنعونكم النوم سائر الليلة ..
فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر .. آذن الناس بتوبة الله علينا ..
فانطلق الناس يبشرونهم ..
قال كعب :
وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ..
فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى .. قد ضاقت علي نفسي .. وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت ..
وما من شيء أهم إليّ .. من أن أموت .. فلا يصلي عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .. أو يموت .. فأكون من الناس بتلك المنزلة .. فلا يكلمني أحد منهم .. ولا يصلي عليَّ ..
فبينما أنا على ذلك ..
إذ سمعت صوت صارخ .. على جبل سلع بأعلى صوته يقول :
يا كعب بن مالك ! .. أبشر ..
فخررت ساجداً .. وعرفت أن قد جاء فرج من الله ..
وأقبل إليَّ رجل على فرس .. والآخر صاح من فوق جبل ..
وكان الصوت أسرع من الفرس ..
فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني .. نزعت له ثوبيَّ فكسوته إياهما ببشراه ..
والله ما أملك غيرهما ..
واستعرت ثوبين .. فلسبتهما ..
وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتلقاني الناس فوجاً .. فوجاً ..
يهنئوني بالتوبة .. يقولون : ليهنك توبة الله عليك ..
حتى دخلت المسجد .. فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وهو يبرق وجهه من السرور .. وكان إذا سُرَّ استنار وجهه .. حتى كأنه قطعة قمر ..
فقال لي : أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك ..
قلت : أمن عندك يا رسول الله .. أم من عند الله ؟
قال : لا .. بل من عند الله .. ثم تلا الآيات ..
فلما جلست بين يديه ..
قلت : يا رسول الله ! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله .. وإلى رسوله ..
فقال : أمسك عليك بعض مالك .. فهو خير لك ..
فقلت : يا رسول الله ! إن الله إنما نجاني بالصدق .. وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ما بقيت ..
نعم .. تاب الله على كعب وصاحبيه .. وأنزل في ذلك قرءاناً يتلى ..
فقال عز وجل :
{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } ..

الخضيري
09-06-15, 11:20 PM
الفضيل بن عياض أحد الصالحين الكبار كان يسرق ويعطل القوافل في الليل، يأخذ فأساً وسكيناً ويتعرض للقافلة فيعطلها، كان شجاعاً قوي البنية، وكان الناس يتواصون في الطريق إياكم والفضيل إياكم والفضيل ! والمرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته وتقول له: اسكت وإلا أعطيتك للفضيل .
وقد سمعت قصةً من رجل تاب الله عليه لكن تحدث بأخبار الجاهلية، قال: كنت أسرق البقر -وهو شايب كبير أظنه في المائة- قال: فنزلنا في تهامة ، فأتت امرأة ودعت على بقرتها وقالت: الله يسلط عليك فلاناً، وهو صاحب القصة، قال: فلما حلبت البقرة أخذت البقرة برباطها وطلعت الحجاز ، أي: وقعت الدعوة مكانها، فيشتهر -والعياذ بالله- بعض الناس حتى يصبح يضرب به المثل، فالمرأة كانت تقول للولد: اسكت وإلا أخذك الفضيل .

أتى الفضيل بن عياض فطلع سلماً على جدار يريد أن يسرق صاحب البيت، فأطل ونظر إلى صاحب البيت فإذا هو شيخ كبير، وعنده مصحف، ففتحه واستقبل القبلة على سراج صغير عنده ويقرأ في القرآن ويبكي -انظر الفرق بين الحياتين: هذا يقطع السبل، لا صلاة ولا صيام ولا عبادة ولا ذكر ولا إقبال، وهذا يتلو آيات الله أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الرعد:19] وقال تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [الزمر:9] جلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القرآن ويبكي، وعنده بنت تصلح له العشاء، وأراد أن يسرقه وهو بإمكانه؛ لأن ذلك الرجل قوي، وهذا الشيخ لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فمر الشيخ بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16] فنظر الفضيل إلى السماء وقال: يا رب! أني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي حتى الصباح، فتاب الله عليه، فجعله إمام الحرمين في العبادة، هذا السارق أولاً أصبح إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني، حتى يقول له عبد الله بن المبارك في قصيدته:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه
فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيله في باطل
فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

الخضيري
09-06-15, 11:22 PM
ال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون حدثنا المسعودي عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه ، فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره ، فأصبح في مملكة غيره ، وأتى ساحل البحر ، وكان به يضرب اللبن بالأجر ، فيأكل ويتصدق بالفضل ، فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله فأرسل ملكهم إليه أن يأتيه فأبى أن يأتيه فأعاد ثم أعاد إليه فأبى أن يأتيه وقال : ما له وما لي ؟ قال : فركب إليه الملك فلما رآه الرجل ولى هاربا ، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال : فناداه يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس ، فقام حتى أدركه فقال له : من أنت رحمك الله ؟ فقال أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري ، فعلمت أن ما أنا فيه منقطع ، فإنه قد شغلني عن عبادة ربي ، فتركته وجئت هاهنا أعبد ربي عز وجل فقال له : ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني . قال : ثم نزل عن دابته فسيبها ، ثم تبعه فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل فدعوا الله أن يميتهما جميعا قال : فماتا . قال عبد الله : فلو كنت برميلة مصر ، لأريتكم قبورهما ، بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا ، فقال لبنيه لما حضر : أي أب كنت لكم ؟ قالوا : خير أب. قال : فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في يوم عاصف. ففعلوا فجمعه الله عز وجل فقال : ما حملك ؟ قال : مخافتك فتلقاه برحمته ورواه في مواضع أخر ، ومسلم من طرق عن قتادة به. ثم رواه البخاري ومسلم من حديث ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ومن حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
حديث آخر قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا . قال فلقي الله فتجاوز عنه وقد رواه في مواضع أخر ومسلم من طريق الزهري به.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن محمد بن المنكدر وعن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون ؟ قال أسامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل - أو على من كان قبلكم - فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال أبو النضر : لا يخرجكم إلا فرارا منه . ورواه مسلم من حديث مالك ومن طرق أخر عن عامر بن سعد به .
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء من عباده وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد تفرد به البخاري عن مسلم من هذا الوجه.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكلمه أسامة فقال : أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فخطب ثم قال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وأخرجه بقية الجماعة من طرق عن الليث بن سعد به .
حديث آخر وقال البخاري حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة سمعت النزال بن سبرة الهلالي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رجلا قرأ آية وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال : كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا تفرد به البخاري دون مسلم.

حديث آخر قال البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : إن أبا هريرة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم تفرد به دون مسلم وفي سنن أبي داود صلوا في نعالكم خالفوا اليهود. .
حديث آخر قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس سمعت عمر رضي الله عنه يقول : قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها رواه مسلم من حديث ابن عيينة ومن حديث عمرو بن دينار به. ثم قال البخاري تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا الحديث طرق كثيرة ستأتي في باب الحيل من كتاب " الأحكام " إن شاء الله وبه الثقة.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال : ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة وأخرجه بقية الجماعة من حديث أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي به .
والمقصود من هذا مخالفة أهل الكتاب في جميع شعارهم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان المسلمون يتحينون وقت الصلاة بغير دعوة إليها ، ثم أمر من ينادي فيهم وقت الصلاة : الصلاة جامعة ثم أرادوا أن يدعوا إليها بشيء يعرفه الناس فقال قائلون : نضرب بالناقوس وقال آخر : نوري نارا فكرهوا ذلك لمشابهة أهل الكتاب فأري عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري في منامه الأذان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بلالا فنادى به ، كما هو مبسوط في موضعه من باب الأذان في كتاب " الأحكام ".
حديث آخر قال البخاري حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة وابن عباس قالا : لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه ، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا وهكذا رواه في غير موضع ومسلم من طرق عن الزهري به.
حديث آخر قال البخاري حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى قال النبي صلى الله عليه وسلم : فمن ؟! وهكذا رواه مسلم من حديث زيد بن أسلم به.
والمقصود من هذه الأخبار عما يقع من الأقوال والأفعال المنهي عنها شرعا مما يشابه أهل الكتاب قبلنا ، فإن الله ورسوله ينهيان عن مشابهتهم في أقوالهم وأفعالهم حتى ولو كان قصد المؤمن خيرا ، لكنه تشبه بفعله في الظاهر من فعلهم. وكما نهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لئلا يشابه المشركين الذين يسجدون للشمس حينئذ ، وإن كان المؤمن لا يخطر بباله شيء من ذلك بالكلية. وهكذا قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ فكان الكفار يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم في كلامهم معه : راع نا أي : انظر إلينا ببصرك واسمع كلامنا ، ويقصدون بقولهم : راعنا من الرعونة فنهي المؤمنون أن يقولوا ذلك ، وإن كان لا يخطر ببال أحد منهم هذا أبدا.
فقد روى الإمام أحمد والترمذي من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم فليس للمسلم أن يتشبه بهم ؛ لا في عباداتهم ولا مواسمهم ولا في أعيادهم ؛ لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى ابن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين ، لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم إن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة ، فإذا كان الله تعالى قد من علينا ، بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل ، وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أولا ثم هو بعد ذلك كله منسوخ والتمسك بالمنسوخ حرام لا يقبل الله منه قليلا ولا كثيرا ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

حديث آخر قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى ، كرجل استعمل عمالا ، فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألا لكم الأجر مرتين. فغضب اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ! قال الله : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ فقالوا : لا قال : فإنه فضلي أوتيه من شئت وهذا الحديث فيه دليل على أن مدة هذه الأمة قصيرة ، بالنسبة إلى ما مضى من مدد الأمم قبلها ؛ لقوله إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس. .
فالماضي لا يعلمه إلا الله كما أن الآتي لا يعلمه إلا هو ، ولكنه قصير بالنسبة إلى ما سبق ، ولا اطلاع لأحد على تحديد ما بقي إلا الله عز وجل كما قال الله تعالى لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ وقال يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا وما يذكره بعض الناس من الحديث المشهور عند العامة من أنه عليه السلام لا يؤلف تحت الأرض ، فليس له أصل في كتب الحديث ، وورد فيه حديث أن الدنيا جمعة من جمع الآخرة وفي صحته نظر . والمراد من هذا التشبيه بالعمال تفاوت أجورهم ، وأن ذلك ليس منوطا بكثرة العمل ولا قلته ، بل بأمور أخر معتبرة عند الله تعالى وكم من عمل قليل أجدى ما لا يجديه العمل الكثير هذه ليلة القدر العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر سواها وهؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنفقوا في أوقات لو أنفق غيرهم من الذهب مثل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه من تمر ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره ، وقبضه وهو ابن ثلاث وستين على المشهور ، وقد برز في هذه المدة - التي هي ثلاث وعشرون سنة - في العلوم النافعة والأعمال الصالحة على سائر الأنبياء قبله حتى على نوح الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ويعمل بطاعة الله ليلا ونهارا صباحا ومساء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء أجمعين.
فهذه الأمة إنما شرفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته كما قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
فصل : وأخبار بني إسرائيل كثيرة جدا في الكتاب وفي السنة النبوية ولو ذهبنا نتقصى ذلك لطال الكتاب ولكن ذكرنا ما ذكره الإمام أبو عبد الله البخاري في هذا الباب ، ففيه مقنع وكفاية وهو تذكرة وأنموذج لهذا الباب والله أعلم .
وأما الأخبار الإسرائيلية مما يذكره كثير من المفسرين والمؤرخين فكثيرة جدا ومنها ما هو صحيح موافق لما وقع ، وكثير منها - بل أكثرها - مما يذكره القصاص مكذوب مفترى ، وضعه زنادقتهم وضلالهم وهي ثلاثة أقسام ، منها ما هو صحيح لموافقته ما قصه الله في كتابه أو أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما هو معلوم البطلان لمخالفته كتاب الله وسنة رسوله ، ومنها ما يحتمل الصدق والكذب فهذا الذي أمرنا بالتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه لما ثبت في الصحيح إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وتجوز روايته مع هذا الحديث المتقدم وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

الخضيري
09-06-15, 11:25 PM
إعدام يعقوب بن السكيت !
رفض سخرية الخليفة المتوكل من آل البيت فأمر بإعدامه تحت النعال !


عجيبة تلك الأقدار
.. ما أكثر عجائب التاريخ.. إنها قصص درامية تلك التي شهدتها دنيا الناس، تجعل المتأمل لها ترتسم في ذهنه عشرات من علامات الاستفهام الحائرة والمحيرة التي تبحث عن إجابات واضحة المعالم والقسمات، ولكن في كثير من الأحيان لا نجد الإجابات ولكن نجد أن علامات الاستفهام في حاجة إلي علامات استفهام جديدة!! ولا أحد يستفيد من حكمة التاريخ، لأن الأحداث كثيرا ما تكرر نفسها!!


لقد وقفت كثيرا أمام قصة واقعية من قصص التاريخ بطلها أحد الأدباء المرموقين، واللغويين الذين تحدثت عنهم المعاجم الأدبية، وهو يعقوب بن السكيت، وقالت عنه أنه من الأدباء المرموقين، واللغويين الذين كان لهم شأ عظيم في الحياة الأدبية العربية في العصر العباسي.
وما يعنينا هنا ليس الوقوف عنده كأديب ولغوي لأن الحديث عنه من هذه الزاوية في حاجة إلي متخصصين في اللغة ونحوها وصرفها، ولكن الذي يعنينا هو موقفه كمثقف أمام ما كان يجري في عصره من اعتداء علي الحق، والجنوح إلي النفاق رغبة في إرضاء الخلفاء والحكام ولو كان ذلك علي حساب الحقيقة.
فالناس في كل عصر.. وفي كل الأجيال.. نري بعضهم ينحاز إلي الحق حتي لو فقد في سبيل قوله الحق حياته نفسها.
كما نري أيضا من يداهن وينافق السلطة أو من في يده السلطة علي حساب القيم حتي يصل إلي ما يريد الوصول إليه من مكانة مخالفا بذلك ضميره ودينه، لأن مصلحته فوق أي اعتبار. هذان النموذجان من البشر نراهما في كل العصور!
ومن يقرأ التاريخ.. تاريخ الشعوب والحكام في مختلف الدول يري هذين النموذجين، بلا تغيير في الشكل ولا في المضمون.

* * *

وبطل قصتنا هذا قضي نحبه في عصر الخليفة العباسي المتوكل علي الله.
والمتوكل علي الله نري بعض المؤرخين يرفعونه إلي مكانة رفيعة، لأنه قضي علي الفتنة التي حدثت في عهد الخليفة العباسي المأمون، الذي كان مولعا بالجدل والفلسفة، وظهرت في عهده بدعة هل القرآن مخلوق أم كلام الله، وكان هذا الخليفة يري أن القرآن مخلوق، وكان يعذب كل من يقول بغير هذا الاعتقاد، وكان ممن عجذبوا بسبب هذه البدعة الإمام أحمد بن حنبل نفسه، والذي كان يقول بأن القرآن كلام الله.
ولكن المتوكل بالله عندما جاء إلي الحكم أبطل هذه البدعة، والحديث فيها وهذا مما يحسب له، ويقول الرواة أن ابن دؤاد صاحب هذه البدعة قد أصيب بالفالج الذي أعجزه عن الحركة.
وهناك من المؤرخين من عاب عليه أنه كان مسرفا في بناء القصور لنفسه، وأنه أرسل من هدم قبر الإمام الحسين والاستهزاء بالإمام علي وزوجته فاطمة الزهراء.

* * *

ولم يعجب أديبنا اللغوي ما يفعله هذا الخليفة من ازدراء للإمام علي وفاطمة الزهراء وهي من هي.. فهي بنت أعظم رسل السماء، وهي التي كانت قريبة من قلب والدها العظيم، وزوجها من هو في مواقفه أيام الرسول وجهاده العظيم وعلمه وتقواه، كما أن الحسين له في القلوب كل التقدير والحب لاستشهاده مظلوما علي يد بني أمية.
لذا استشاط يعقوب غضبا لمشاهدته رياء الناس الذين يضحكون عندما يسمعون هذا الخليفة يلوك بلسانه الإمام كرٌم الله وجهه وزوجته وولده الحسين، استنكر ذلك أمام الناس، وكان من الطبيعي أن يصل رأيه هذا إلي الخليفة، فما أكثر المنافقين الذين يريدون الوصول حتي عن طريق هذه الأساليب الدنيئة.

* * *

ان الخليفة يعتقد أنه بمجرد أن يرسل إلي هذا الأديب العالم إلي مجلسه، ويطلب منه الحديث عن الحسن والحسين، أنه سوف ينهار أمام مجلس الخليفة، وأنه سوف ينكر التهمة التي توجه إليه من أنه يرفض أن يجسب آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه يبدو جبانا أمام مجلس الخليفة!
ودخل الرجل إلي مجلس الخليفة في وقار العلماء، وكان الخليفة يجلس مع ولديه وبعض المقربين إليه.
لقد نظر الخليفة إليه بازدراء وسأله بازدراء:
يا يعقوب أتري الأميرين هذين؟
قال الرجل:
أراهما
قال له الخليفة مستهترا وشامتا
أيهما أحسن؟ ولداي هذان أم الحسين والحسين أيها الشيخ المجنون!!؟
قال الرجل الشيخ بكل الثقة:
إن قنبرا خادم الحسن والحسين أحسن منهما ومنك يا أمير المؤمنين.
لم يكن الخليفة وهو في أبهة الملك وعظمة السلطة يتوقع أن يكون جواب الشيخ الأديب بهذه القوة وبتلك الصراحة.. كان يتوقع منه أن ينفي أنه قال ما قال عن سبطي رسول الله، وأمهما الطاهرة، ولكنه فوجئ بهذا القول الجرئ، فما كان منه أن اشتاط غيظا وأمر غلمانه وخدمه أن يطرحوه أرضا ويدوسوه بالنعال!
وقام الخدم والغلمان بتنفيذ الأمر، ولم يتركوا الرجل إلا وهو علي شفا الموت، وخرج من حضرة الخليفة متوجها إلي منزله، ولم يلبث أن لفظ أنفاسه الأخيرة.

* * *

وتمضي الأيام وتسرع خطاها في فلك الزمان.. وإذا بالخليفة يحاول أن يغير خلافة العهد للمعتز، بدلا من المنتصر، مما جعل الأخير يحنق علي والده، ويدبر مكيدة لقتله حتي لا يفسح الطريق للخلافة لأخيه بدلا منه، فاتفق مع الجنود الأتراك علي قتل أبيه، فدخل خمسة منهم عندما ساد الظلام الليل، وكان مع وزيره الفتح بن خاقان، فقتلوهما معا وكان ذلك في الخامس من شوال سنة 247ه.

* * *

وقد حدٌث الشاعر البحتري عن هذه الحادثة فقال:
اجتمعنا ذات يوم في مجلس المتوكل فتذاكرنا السيوف.
فقال بعض من حضر:
دفع لرجل من أهل البصرة سيف من الهند ليس له نظير، فأمر المتوكل بكتابة كتاب إلي عامل البصرة بشرائه مهما بلغ.. فنفد الكتاب.
قال البحتري:
وبينما نحن عند المتوكل في ليلة أخري إذ دخل عليه عامله عبيدالله، والسيف معه، فسرٌ المتوكل به وانتضاه واستحسنه وجعله تحت ثني فراشه، فلما كانت الفداة طلب من الفتح بن خاقان علاما يثق بنجدته وشجاعته، فجاءه (بباغر) التركي، فدفع إليه السبف وزار له الرزق، ولم تمض الأيام حتي قتل المتوكل بذلك السيف من يد (باغر) المذكور قياما بغرض المنتصر!

* * *

ويقول الدكتور محمد رجب البيومي، في دراسته عن 'يعقوب بن السكيت يستشهد' في نهاية هذه الدراسة:
'صد م المتوكل بما لميكن يتوقع، وكسا الخزي الأحمر وجوه جلسائه، فقام كالثور الهائج يرغي ويزيد، ثم أمر غلمانه الأتراك فطرحوا الشيخ أرضا ليدوسون بالنعال، ثم ليتركوه في سكرات النزع، فيحمل إلي داره فاقد الإدراك، ويقلب المحتضر الشهيد عينيه في أهليه مودعا حتي إذا قضي وطرا مما يريد، جاء اليقين قلت رضوان الله.
ويشار القدر الساخر أن يري المتوكل إجابة صريحة دون كتمان حين يتآمر أحد هذين الأميرين المفضلين علي حياته.. فيلقي مصرعه ذليلا ضارعا بتدبير ولده تحت سوف الخدم من الأتراك.. هؤلاء الذين فزعوا من إعدام ابن السكيت، ليتهيئوا بعد قليل لسحق الطاغية العنيد.. فتأكله سيوف الأوشاب في ليلة رهيبة دامية وتقذف جثته في العراء.
ويراها الناس فيشمتون بالصريع ويترحمون علي يعقوب ثم يصيحون دهشين:
ما أعجل الثأر.. لقد انتصفت السماء.

مراجع

علماء في وجه الطغيان.. د. أحمد رجب البيومي
حماة الإسلام.. المرحوم مصطفي نجيب بك

الخضيري
09-06-15, 11:27 PM
مذبحة بلاط الشهداء
استشهاد عبدالرحمن الغافقي منع المسلمين من السيطرة علي أوروبا بأكملها !


من أشهر المعارك الفاصلة في التاريخ تلك المعركة التي قامت بين المسلمين والفرنجة في سهول فرنسا علي ضفاف نهر اللوار في اكتوبر سنة 732م، والتي يطلق عليها معركة بلاط الشهداء.. حيث كان يقود جيوش الفرنجة 'شارل مارتل' ويقود جيش المسلمين في الاندلس عبدالرحمن الغافقي.
ولم تحظ معركة بكل هذا التهليل من جانب أوروبا كتلك المعركة، حيث تغني بها الشعراء والأدباء والفنانون، لاعتقادهم بأنه لو تم النصر للمسلمين في هذه المعركة لاكتسح الاسلام أوروبا كلها كما كان يأمل عبدالرحمن الغافقي. وبالتالي كانت هذه المعركة الحد الفاصل بين عصر وعصر، وانقلبت الموازين، وأمنت أوروبا من الزحف العربي الكاسح الذي اجتاح نصف فرنسا علي يد عبدالرحمن الغافقي
و لنعد قليلا الي الوراء حيث استطاع موسي بن نصير أن يرسل قائده طارق بن زياد أن يعبر جبل طارق ويستولي علي الاندلس 'أسبانيا'.. وكان جيش طارق بن زياد يضم 12 ألف مقاتل واستطاع جيش طارق أن يخترق الاندلس التي كانت تعاني من حكم ملك ظالم هو 'لوزريق'.. وبعدها دخل موسي بن نصير نفسه بجيش قوامه 18 ألف مقاتل، فوصل الي طنجة سنة 712م = 95ه، وبدأ يحكم أسبانيا، ويخضعها للحكم الاموي، بعد أن استولي علي أهم المدن الاندلسية وأصبحت أشبيليه هي العاصمة.
وعرف الاسبان تحت الحكم الاسلامي معني التسامح الديني، فلا اكراه لأحد علي دخول الاسلام، كما شاهد الاسبان عن قرب احترام المسلمين للآخرين، وسيادة قيم العدل والفضائل، فدخل الكثير منهم في الاسلام، بعد أن عاشوا عصرا جديدا مختلفا تماما عما كانت عليه الاندلس من قبل الفتح الاسلامي.
وتوالي الولاة تحت الحكم الاموي، بعد ذلك، وكان المد الاسلامي يتجه صوب أوروبا، وكانت من آمال موسي بن نصير الاستيلاء علي جنوب فرنسا وايطاليا والوصول الي عاصمة الخلافة الاموية بعد حصار القسطنطينة. ولكن الخليفة الوليد بن عبدالملك رفض خطة موسي بن نصير لانه كان يري أهمية انتشار الاسلام في البلاد المفتوحة بدلا من هذا التوسع الهائل وتوقفت طموحات موسي بن نصير.
ولكن ظهرت بعد ذلك الاضطرابات في الاندلس، واندلعت الفتنة والدسائس والمؤامرات من أجل الحكم، الي أن تولي عبدالرحمن الغافقي ولاية الاندلس، وكان رجلا من النابغين، تلقي الفقه والحديث عن عبدالله بن عمر وقد ذهب الي الاندلس مع المجاهدين، كما كان يمتاز بالحصافة العسكرية وبعد النظر، ولو ساعده الحظ وانتصر في معركة 'بلاط الشهداء' لكان من أعظم قواد التاريخ ولا ننشر الاسلام في أوروبا كلها، وتحقق الامل الذي لم يستطع أن يحققه موسي بن نصير، ولكن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن كما يقولون.

****

لقد حكم الاندلس وهي تشرف علي فوضي عارمة فعاد الامن والامان الي ربوعها، وضبط الامور فيها حتي تكون قاعدة لتحقيق ما يرنو اليه من نشر ضوء الحضارة الاسلامية في ربوع أوروبا التي كان يخيم عليها الجهل والتخلف والغباء، واستطاع بالعقل أن يستولي علي نصف فرنسا.
وهنا استيقظت أوروبا لدرء هذا الخطر، واجتمعت أم الشمال علي ضفاف نهر اللوار بقيادة شارل مارتل لوقف الزحف العربي الاسلامي.

****

كانت المعركة في سهول فرنسا بين الاسلام والنصرانية بيد أنها كانت من الجانب الآخر بين غزاة الدولة الرومانية والمتنافسين في اجتناء تراثها، كانت بين العرب الذين اجتاحوا املاك الدولة الرومانية في المشرق والجنوب، وبين الفرنج الذين حلوا في المانيا وغاليس 'فرنسا'.. والفرنج هم شعبه من اولئك البربر الذين غزوا روما وتقاسموا تراثها من وندال وقوط وآلان وشوابيين، فكان ذلك اللقاء بين العرب والفرنج في سهول فرنسا، أكبر من نزاع محلي علي غزو مدينة أو ولاية بعينها، كان هذا النزاع في الواقع أبعد ما يكون مدي وأثرا، اذ كان محوره تراث الدولة الرومانية العريض الشاسع، الذي فاز العرب منه بأكبر غنم، ثم أرادوا أن ينتزعوا ما بقي منه بأيدي منافسيهم غزاة الدولة الرومانية من الشمال'.

****

مهما يكن من شيء فقد ازعج اوروبا أن الزحف الاسلامي يقترب من باريس نفسها.
وهنا عبأ 'شارل مارتل' جيشا ضخما يضم فيما يضم بعض الجرمان، وبعض العشائر المتوحشة، وقد ليسوا جلود الذئاب والنمور وهم متعطشون للقتال واستعد عبدالرحمن الغافقي لهذا الجيش الضخم، واحتدم القتال بين الفريقين في هذا المكان الشاسع بين بواتيه وتور.. واستبسل جيش المسلمين استبسالا رائعا في أول أيام القتال، لم ترهبهم جيوش الفرنجة بملابسهم من جلود النمور والحيوانات المتوحشة، حتي ظن شارل مارتل أن الهزيمة لاحقة بجيشه، وفكر في طريقة يخدع بها أعدائه فاشاع بأن جيشه سوف يستولي علي الغنائم التي غنمها المسلمون في المعركة، فتراجع البعض لحماية هذه الغنائم مما مهد الطريق لانكسار المسلمين، ولم يستمع 'البربر' لنداءات عبدالرحمن الغافقي للتفرغ للمعركة والمعركة وحدها، بل عادوا ادراجهم الي الخلف من اجل الغنائم، فكانت فرصة أمام جيش الفرنج أن يتقدم داخل صفوف المسلمين، وبذل عبدالرحمن الغافقي جهدا يفوق الطاقة البشرية وهو يحارب بسيفه وبنفسه ومع كتيبة الاعداء، مما جعل الاعداء يفرون من هذه الكتيبة، ويرجعون الي الوراء، الا أن الاعداء أحاطوا به بينما اندفع البعض الي الوراء لحماية الغنائم، حتي سقط شهيدا، وبسقوط عبدالرحمن الغافقي، تخاذلت جموع المقاتلين معه، وانسحبوا الي الوراء.. في تلك المعركة الدامية التي أطلق عليها المؤرخون معركة 'بلاط الشهداء' لكثرة ما سقط فيها من الشهداء.
وعندما تقدم شارل مارتل بحذر نحو المعسكرات المهجورة الا من الجرحي والمرضي، كان يخشي أن تكون هناك خدعة يرتد بعدها العرب للحرب، وعندما تيقن من انسحاب اعدائه، قتل جميع من في المعسكرات من جرحي المسلمين الذين لم يستطيعوا الانسحاب بلا رحمة، ولم يفرق بين جريح وأسير ومريض.
انما أعمل فيهم السيف، ونهب ما فيه من العتاد والسلاح وحول هذه المعسكرات الي بحيرات من دماء!
ولكنه تخاذل عن متابعة الجيش المنهزم، خشية أن تتحول انتصاراته الي هزيمة.

****

ان هذه المعركة كما يحدثنا عنها الدكتور محمد رجب البيومي، قد استشهد فيها عبدالرحمن الغافقي بعد أن ابلي احسن البلاء، وبذل اقصي ما يبذله قائد باسل في الزود عن حياضه، ولكن 'مأساة أحد' تكررت في سهول فرنسا مرة ثانية، اذ تكالب المسلمون علي الغنائم، وتركوا الجهاد، فأسفوا البطل الغافقي في الغرب كما سبق أن اسنوا الرسول الهاشمي يوم 'أجحد' في الشرق، وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ليبرز للمسلمين شتي العبر وابلغ العظات، ولكن أين من يعقل ويتدبر ويقول أيضا:
ان كارثة الغنائم وحدها هي التي أبعدت النصر القريب، وأخلفت ظنون القائد في شجاعة جنوده، وقد دعا الي التخلي عنها دعوات صارخة حين وجد التناصر عليها يفتح باب الكارثة، واذا ضاق به الامر جاد بنفسه رخيصة هنية في جنب الله، فارتفع الي مقام البررة من الشهداء.

****

ويقول المؤرخ الكبير محمد عبدالله عثمان أن هذه الغزوة الاسلامية الشهيرة، وهذا الجيش الضخم، خيال الشاعر الاوروبي الحديث، فنري الشاعر الانجليزي 'شوذي' يقول في منظومته عن ردريك آخر ملوك القوط:
جمع لا يحصي
من شام وعرب وروم خوارج فرس وقبط وتتر عصبة واحدة يجمعها ايمان هائم راسخ الفتوة وحمية مضطربة، وآخره مروعة ولم يك الزعماء.. اقل ثقة بالنصر، وقد شمخوا بطول ظفر:
يتيهون بتلك القوة الجارفة التي ايقنوا انها كما اندفعت حينما كانوا بلا منازع ستندفع ظافرة الي الامام حتي يصبح الغرب المغلوب كالشرق بطأ الرأس اجلالا لاسم محمد.

****

وما أكثر ما في التاريخ من عبر، وأين هذا الماضي من الحاضر المتعثر.

مراجع

مواقف حاسمة في تاريخ الاسلام * محمد عبدالله عثمان
مع الابطال * محمد رجب البيومي

الخضيري
09-06-15, 11:30 PM
محاولة انتحار شاعر عظيم
هل حاول أبوالعلاء المعري الإنتحار هربا من أحزانه ومعاناته؟!


كان أبوالعلاء المعري من أعظم شعراء العربية، ولم يكن مجرد شاعر كبير فرض اسمه علي الأيام، ولكنه كان صاحب رؤية.. صاحب فلسفة.. وأن الحياة صعبة شاقة، ومن هنا فقد فرض علي نفسه العزلة، وفرض علي نفسه ألا يتزوج حتي لاينجب ولدا أو بنتا تشقي بالحياة.. وكان يكرر.
هذا جناه أبي علي وماجنيت علي أحد!
والذين درسوا شعره وتعمقوه عرفوا فيه شاعرا كبيرا من النادر أن تجود الأيام بمثله.. شاعرية عميقة عريضة تنبؤ عن انسان له ثقافته العريضة وله تجاربه العميقة، وقد صاغ كل ذلك شعرا جميلا يؤسر العقل، ويستولي علي القلوب.
ولكن هل صحيح أنه حاول الانتحار والتخلص من الحياة؟
وهل صحيح أنه أهين عندما ذهب إلي بغداد وعاش بها عامين؟
وهل صحيح أنه عندما مات والده ثم والدته، تركا بصمات من الحزن لازمته طوال حياته، بجانب فقده البصر وهو لم يتجاوز الثلاثة أو الأربعة من العمر؟
الاجابة علي هذه الاسئلة ترسم صورة واضحة المعالم بينة القسمات عن هذا الشاعر العظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

* * *

وأبوالعلاء المعري (363ه * 449 ه): 973م 1058م ولد في نهايات شهر ربيع الأول سنة 363 ه في معرَّه النقمان، واسمه بالكامل أبوالعلاء أحمد ابن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري.. وقد أطلق عليه رهين المحبسين، وكان هو نفسه يعبر عن سجونه الثلاثة الذي يعيش فيها بقوله:
أراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسأل عن النبأ النبيذ
لفقد ناظري، ولزوم بيتي
وكون النفس في الجسد الخبيث
وقد عاش الرجل في الفترة التي بدأت فيها ضعف الخلافة العباسية، ومع ذلك فإن الثقافة كانت مزدهرة، وكان هو سليل أسرة عريقة، وبدأ يتألق كشاعر، وبدأ يتألق كحكيم، فبين سطور شعره تكمن حكمته التي عرفها من تجارب السنين، ولكنه فجع في موت أبيه، الذي كان يعده أستاذا وأخا وصديقا بجانب كونه والده، لقد فقد والده عام 395 ه، وشعر باليتم رغم أنه بلغ مبلغ الرجال، ولكنه كان يجد فيه السند، عندما تشتد كوارث الأيام، حتي أنه رثاه في قصيدته النوفية الجميلة، والذي قال فيها:
فياقبر.. واه من ترابك لينٌا
عليه وآه من جنادلك الخشن
وقد آثر الرجل بعد وفاة أبيه أن يرحل إلي بغداد، ويستأذن من أمه في الرحيل.. ويشعر بشيء غامض في أعماقه بأنه قد لايري أمه بعد ذلك، وهي الحصن الباقي له والذي يتحصن فيه من غدر الأيام، فيبكي بكاء مرا وهو يودعها وهو في طريقه إلي بغداد!

* * *

ويعيش في بغداد عامين كاملين، ويشعر الناس فيها بأن معهم شاعر عظيم، ويقبل عليه هناك الشعراء والأدباء والعلماء، ولكن حدث هناك ما كدر عليه صفو حياته، فقد كان صديقا للشريفين الراضي والمرتضي، وقد رحبابه عند قدومه إلي بغداد، ولكن الشريف المرتضي كان لايحب شاعر العربية الأكبر 'المتنبي'.. فأخذ المرتضي يهاجم المتنبي، ويظهر عيوبه، ولكن أبلعلاء اعترض علي كلامه هذا، وقال بكل شجاعة:
لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قصيدته
'لك يامنازل في القلوب منازل'
لكفاه فضلا.
وهنا غضب المرتضي وثار، وأمر بطرد المعري من المجلس، وأحس أبوالعلاء بالمهانة.. وعندما سئل المرتضي عما فعله بأبي العلاء قال لهم المرتضي:
أتدرون أي شيء أراد الأعمي!
بذكر هذه القصيدة؟
فإن للمتنبي الكثير من القصائد ولكن المعري أراد قوله:
واذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
وشعر أبوالعلاء بأنه أهين في بغداد، وقرر العودة عام 400 ه إلي عرة النعمان في سورية..
وفي طريق العودة علم بموت أمه، فكانت صدمة عنيفة له، فهي الملاذ الأخير، وقال:
مضت وقد اكتهلت فخلت أني
رضيع ما بلغت مدي الفطام
سألت متي اللقاء.. تقبل حتي
يقوم الهامدون من الرجام
وقرر الاعتزال في داره، لايخرج منها إلا للصلاة أو علي حد تعبير الدكتور شوقي ضيف:
.. 'أخذ أبوالعلاء بعد عودته من بغداد يعيش معيشة فكرية خالصة، يفكر في محنته ببصره، ومحنته هو والناس بفساد السياسة والحكم في عصره، وفساد الأخلاق وشيوع البؤس.. علي نحو ما يئس من خلوصه من محنته في بصره ، يئس من خلوصه هو والناس من الشرور التي تصب علي الرؤوس والتي تملأ النفوس شقاء وعناء، وكان مرهف الحس رقيق الشعور ذكي القلب والفؤاد، فتجسدت في نفسه تلك الشرور تجسيدا هائلا، وأخذ يصورها كما رآها في شخصه وفي شخوص الناس تصويرا يجلله السواد في أكثر جوانبه، وكان قد استوي له عقل فلسفي تمثل كل ما أنتجه الفكر الانساني من فلسفات اليونان، ومن فلسفات الشرق الهندية وغير الهندية، وأخذ يكون له فلسفة تجمع في أصولها بين تلك الفلسفات وفلسفة الفكر الاسلامي وخاصة عند المتكلمين، فلسفة هي مزيج من تلك المذاهب الكثيرة التي تمثلها تمثلا رائعا، والتي التقت في فكرة، لتتحول إلي صورة فلسفية جديدة، أو قل إلي صورة فلسفية علانية لها أصولها ومقوماتها وطوابعها المميزة'.

* * *

ويبدو أن أباالعلاء، وقد ضاق ذرعا بالحياة التي يحياها، فلا السياسة في عصره قد أعجبته، ولا أعجبته بجعد الناس عن الفضيلة والاخلاق، فآثر الانسحاب من الحياة، وجاءت في ذهنه فكرة الانتحار، غير أنه خشي عذاب الله، فآثر الابتعاد عن هذه الفكرة.
يقول الدكتور عبدالقادر محمود في كتابة (رحلة إلي الدار الآخرة).
لاشك عندي أن أبا العلاء العملاق، قد أعلن وقرر انتحار ذاته في هروبه المطلق من الحياة، وسلوكه الزاهد لسائر متع الحياة، لكن يظهر أنه ساورته فكرة التخلص من الحياة بالانتحار السريع الحاسم، فهو حين يعلن في وضوح:
مهجتي ضد يحاربني
أنا مني كيف احترس؟
يعود بعد انفجار ثورته وغضبه علي نفسه، ليفكر لحظات بائسا أحيانا، في التخلص منها بالانتحار السريع، لكنه يعود بعد أناة، أو حب كامن للحياة فيقول فيما يقول:
'قد كدت أرحل برهط العدم من غير ما أسف ولاندم.. ولكنها أرهب قدومي علي الجبار'.
ما الحل إذن؟
الحل هو التفكير فيما فكر فيه وعاشه رفيقه في فلسفته عمر الخيام فكرا ووجدانا وسلوكا.
الحل هو أن يلجأ إلي الخمر لتنسيه أحيانا ثورته أو لتطفيء كثيرا من تمرده.
ان شيخنا العقاد يري أنه لايستبعد أن يكون المعري قد جرب أن يتذوق بعض الخمر في عزلته، وقد يكون شربها أو شرب قليلا منها، في بعض الأديرة التي اعترف بأنه كان يذهب إليها أحيانا في بعض دراساته مع العلماء من الرهبان، بدليل قوله (المعري).
فلا تشربنها ما حييت وان تمل
إلي الغي فاشربها بغير نديم
ويمكن أن نري رغبة كامنة في أعماق نفس أبي العلاء، في ظهور من يستطيع (فقط) من الأنبياء أن يفتي بتحليلها، انها أمنية ولاشك حالت في نفس المعري الذي يقول في حالة شك، وفي حالة إصرار معا علي عقله:
تمنيت أن الخمر حلت لنشوة
تجهلني.. كيف اطمأنت بي الحال!
أيأتي نبي يجعل الخمر طلقة
فتحمل شيئا من همومي وأحزاني
لكنه يعود سريعا، فيعلن حرصه وتمسكه بوعي عقله الذي ليس هناك أسمي ولا أفضل منه، فيقول فيما يقول في نفس القصيدة:
لا أشرب الراحة أشري طيب نشوتها
بالعقل أفضل أنصاري وأعواني
وإذن.. فليضرب أبوالعلاء بعقله الواعي كل شيء لايقبله ولايعقله في نفسه أو فيما حوله أو فيمن حوله من قريب أو بعيد، ورغم أنه قد عزل نفسه تماما، فإنه بعقله لم ينعزل عن الحياة والأحياء، ونظر إلي عصره وحكام عصره وعلماء عصره وساسة عصره، فلم ير إلا الضعف والجهل والظلم والفساد والضياع.
ان العراق وان الشام من زمن
صفران.. ما بهما للملك سلطان
ساس الأنام شياطين مسلطة
في كل مصر من الوالين شيطان.

* * *

هذه صورة عن شاعر عظيم.. عاش حياته زاهدا متقشفا.. لا يأكل اللحم ولايلبس الا الخشن من الثياب، ورغم محنه وأزماته التي مر بها، كان يرجو الرحمة من الله، وأن ما عند الله خير وأبقي.. وأن عفو الله بلا حدود.. وأن نعمه وآلاؤه بلا حدود أيضا.
ومات الرجل الذي حاول أن يهرب من الدنيا كلها في يوم ما.. وترك تراثا عريضا ينفع الناس في كل العصور.. إنه الشاعر الفيلسوف أبوالعلاء المعري.

مراجع

رحلة إلي الدار الآخرة د. عبدالقادر محمود
فصول من الشعر ونقده د. شوقي ضيف

الخضيري
09-06-15, 11:32 PM
الحمد الله الذي أسكن عباده هذه الدار .. وجعلها لهم منزلة سفر من الأسفار .. وجعل الدار الآخرة هي دار القرار .. فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار .. ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأقطار .. وسبق رحمته بعباده غضبه وهو الرحيم الغفار ..أحمده على نعمه الغزار ..وأشكره وفضله على من شكر مدرار ..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ..الرسول المبعوث بالتبشير والإنذار صلى الله عليه وسلم .. صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والأبكار ..
أما بعد :
فهذه رسالة .. رسالة ..اليكم.
ايها الاخوة والاخوات هذه قصتي نعم فانا الامل الجديد فهذه قصتي واليكم سبب هدايتي فقد كنت غارقة بالمعاصي و كنت اتهاون بصلاتي وكثيرة الغيبه عن الزميلات وبالمعلمات واسمع الاغاني واشاهد الافلام وخاصة الاجنبيه واحرص على ان لاتفوتني حلقه كما اعلم انا والمقصرون امثالي ان حلاقاتها اكثرمن 100 او 200 حلقه و احرص على حضور الحفلات للرقص والتعليق على الحاضرات وفي كل يوم وانا ازداد بعدا عن الله وربي سبحانه حليم رحيم فسبحان الله !! عندما وصلت للمرحله الثانويه ، كان هنالك بنات كليه ياتون ويتدربون على الشرح المهم في احد الايام جائت بنت الكليه وشرحت الدرس وتسال اثناء الحصه وانا كل مارفعت يدي اريد المشاركه ماتقومني ؟؟ انا زعلت وصرت ماابي اشارك خلاص ماهي مقومتني بكيفها _وانا يوم ارفع يدي مو عشان اشارك لا لا لكن عشان اوري المعلمه اللي حبيتها باني شاطرة _ لأنها موجوده معنا لتقيم طريقة الشرح وغيره المهم في نهاية الحصه وضعت بنت الكليه لوح الفلين على الصبوره عشان تربط افكار الدرس ببعض وكان درس حديث ، وصارت تسال اسئله وانا حاطه يدي على خدي زعلانه عليها وماخذيت شويه الا وهي تنادي وتقول ياللي حاطه يدها على خدها قومي عالصبوره ووصلي الفكره بالحديث والطالبه اللي قبلي حلت واعطتها هديه صغيره مغلفه و كانت اخر فقره وسهل حلها وقلت في نفسي _هالحين بتعطيني هديه _ والله وصلت وحليت صح وانتظرتها وماعطتني شيء !! ورحت لمكاني منكسره حزينه وقلت وش معنى انا ماعطتني ؟؟ المهم اول ماجلست إلا وهي وراي وبيدها هديه مغلفه وقدمتها لي بإبتسامه وفرحت وخذيتها ، انتهت الحصه وعلى طول فتحت الهديه وتفاجأت كانها بسكويت بالضبط زي شكله ؟؟ لكن العجيب انه عليه صورة حصان ومعه علم اخضر مكتوب عليه لااله الا الله ؟ وقلت شنوا هذا انا اول مره اشوفه ؟
قالن لي : هذا شريط اسلامي ، خجلت من نفسي وخذيت الشريط ووضعته في الشنطه بعد مارحت للبيت قلت شنو هالشريط وبعدين انا اصلا ماسمع اشرطه زي كذا اللي اسمعه كله اغاني ورقص ! وراي مااشغله يالله ماعندي وجبات اليوم ؟، بعد العصر تذكرت الشريط وشغلته ولما شغلته والله وسمعت كلام وأحديث وآيات قرانيه واذ به يتحدث عن الجنه ونعيمها وماأعدا الله للمؤمنين والمؤمنات وماذا كان يعمل الصحابه من اجلها بل كانوا يضحون الارواح ان يبذلوها ؟؟ ويستشهدون في سبيل الله من اجلها وقفت انا بعدها وقلت انا وين من هالكلام وانا ماستعديت واقول اذا كبرت وصارعمري 60 او 80 اتوب ؟؟ وكان طول الامل قد سيطر علي وماكان ببالي ان الموت يأتي فجأه لأني توني صغيره بعدها صحوت من غفلتي وقلت لازم اتوب، لازم اتوب ،لازم اتوب،والآن واعمل لدخول الجنة ؟ انا اصلا شنو قدمت لحياتي وش بتنفعني الافلام والفنانين والفننات مجلات الازياء والاغاني وكم مجله وزعت وكم شريط اغاني اهديت ؟ هل لمثلي ان يتوب ؟؟؟ ذرفت بعدها عيناي ندما على مامضى واخذت الشريط وقلت من هذا الشيخ اللي اعرفه ان اغلب الاشرطه كاسلوب خطبة الجمعه ؟ المهم هذا الشيخ بل الدكتور هو (( محمد بن عبدالرحمن العريفي )) والشريط هو .( المشتاقون إلى الجنه ) وقلت معقوله في اشرطه زي كذا وكان الشيخ جزاه الله خير الجزاء ببالي وسبحان الله كان قبل يومين اوثلاث برنامج اسمه في قصصهم عبرة في احدى القنوات الفضائيه في فترة الصباح وكان ساعتها في شهر رمضان المبارك و كان نفس الصوت تماما بعد ذلك اتأكدت انه هو بارك الله فيه المهم بعدها بكم يوم ذهبنا الى السوق واشترينا كل مانريده واذا انا اسمع صوت قران من بعيد اتجهت الى مصدر الصوت واذا باصوت يقترب الى مكان يباع به اشرطه اسلاميه وكتب دينيه واناشيد ويسمى هذا المكان بالتسجيلات الاسلاميه _ واذا هو مصطلح جديد بحياتي _ لأني مااعرف الا الاستريو الاغاني ودورت على اشرطه لذلك الشيخ ووجدت شريط ( إعترافات عاشق ) وشريط (دمعة تائب) ‘ وآخر( بحر الحب) للشيخ ابراهيم الدويش ، والاخير ( قصص لاانساها ) للداعيه عبدالمحسن الاحمد فاستمعت اليها واذا بالكلمات والاحاديث تشرح الصدور وكان بآخر شريط دمعة تائب انشوده رآآآئعه جدا انا احسبها اغنيه اسلاميه ولكن تبين لي مصطلح جديد ثاني الا وهو الانشاد فاخبرت صديقاتي بذلك واستمعن اليها وقلن انها جدا رائع وكانت احداهن عندها كم هائل من الاشرطه فطلبت منها كل الاشرطه اللي عندهها فاستمعت اليها وتأثرت بها كثيرا وبدأت بالمحافظة على قرأة القرآن و الصلاة وبعض السسن كالسنن الرواتب وركعتي الضحى والوتر واذكار بعد الصلوات المفروضة والصباح والمساء فسبحان الله اشعر بارتياح وسعاده ولله الحمد والمنه بعدما كنت في ضيق ونكد، وبدأت بحضور بعض المحاضرات في مصلى المدرسة وتركت صديقاتي السابقات الاتي لايردن درب الهدايه والتوبه وتعرفت على أخوات في الله وأعانني على ذلك فأصبحت التقي بهن وقت الفسحة فنصلي الضحى ونقرا القران الكريم وبعض القصص والأحاديث ونظرت فيحجابي فإذا أنا ارتدي بعباءة على الكتف ومطرزه ومكشوفة اليدين وغطاء شفاف فقررت أن أغيرها وأبدلتها بعباءة على الرأس ونقاب لايظهر إلا العينين ولبست القفاز فلا يرى مني شيء والعجب في ذلك اني اخيرا قد وجدت الحل الامثل لتجنب معاكسات الشباب في الاسواق وامام المدارس فالكل يحترمني ويوسعون لي الطرقات وكانني ملكه فقد سمعت في شريط القابضات على الجمر (ان الشباب اذا رؤا الفتاة التي تلبس عباءة على كتفها فإنهم لا يحترمونها بل والله يقولوا أننا نتلاعب بها وإذا انتهينا منها ركلنا ها بأرجلنا واما المحتشمه التي تضع عباءتها على راسها فاننا نحترمها بل إذا رأينا من يحاول ان يؤذها فإننا نتشاجر معه !!) نعم هم كذلك فاسئلوا مجرب واسئلوا طبيب ،بعد الهدايه بأيام بدأت التعليقات فسخر مني البعض وقال : كأنك عجوز بهذه العبايه والبعض أطلق علي بل ومن الأقارب لقب المطوعة المتشددة ، حزنت لذلك وشكوت حالي إلى معلمة الدين التي زادت أواصر المحبة الى ان أحببتها في الله فسبحان الله بدأت تستمع الي وشجعتني على فعل الخيرات جزاها الله خير الجزاء وقالت : لاعليك بل اذا أحدا قال لك ذلك فقولي له ربنا يزيدك ويهديك الحمد لله واعلمي ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أعلن الدعوة لدين الله لم يقولوا له أيها الصالح او أيها العابد لا لم يقولوا ذلك بل قالوا الساحر المجنون الكاهن ! عليه الصلاة والسلام فنحن لسنا أفضل منه فلابد من الصبر وعليك بقيام الليل ومناجاة الواحد الوهاب في الليل الكالح والناس نيام واحمدي الله عزوجل ان هداك واحسن اخلاقك فحسن الخلق اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامه فاحفظي هذه الكلمات واسألي الله بها (اللهم حبب الي الايمان وزينه في قلبي وكره الي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين) انتهى كلامها جزاها الله خيرا، شجعتني تلك الكلمات وجعلتها نصب عيني وبعدها وأصبحت انتظر كل جديد من ما نزل في التسجيلات من أشرطة محاضرات وإنشاد بدلا من الأغاني والأفلام وعندما نجح أخي اشترى له ابي كمبيوتر فكنت في السابق عندما اقرأ أي موضوع في أي صفحة بها مواقع فإني أسجلها طبعا المجلات إسلاميه مثل ( مجلة حياة للفتيات والمتميزه وشهدالفتيات والاسره ) وشغلت الانترنت فسهل علي الحصول على كل ماأريد مع الحرص الشديد على عدم الاقتراب من مواقع الرذيله من المواقع التي زرتها ونالت اعجابي موقع (دليل سلطان سلطان للمواقع الاسلاميه)وهو www.sultan.org فمن خلاله وجدت مااريد وكذلك موقع الاسلام اليوم www.islamtoday.net الذي يشرف عليه الشيخ سلمان العوده و www.saaid.net وكذلك موقع طريق التوبه www.twbh.com وطريق الايمان www.emanway.com و مواقع الاناشيد مثل www.anashed.net و www.enshad.net الذان يصدران كل جديد من الاناشيد سواءاً بالعاميه او الفصحى اما موقع لها اون لاين النسائي www.lahaonline.com وموقع لكِ www.lakii.com الذي بهما جميع ماتحتاجه المرأه المسلمه و تغيرت حالي بل حتى مستوى دراستي اصبحت من المتفوقات ولله الحمد
واتمنى ان اكون في المستقبل داعية الى الهدايه والاستقامه في دين الله ان شاء الله
وهاأنا الان اقوم بتوزيع الاشرطه والمطويات لانه رب قليل خير من كثير اسال الله لي ولكم الثبات على الحق
00وختاما 00
ايها الاخوة والاخوات و من التهى بالملذات و يا من قد أغرق ببحر الذنوب والخطايا وقد وغره طول الامل اوصيكم ونفسي والمقصرين امثالي بتقوى الله جل جلاله وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فباب التوبة مفتوح وفضل الله يأتي ويروح

فالتوبة التوبه فعليكم بسبل الهدايه فهي لاتاتي فجأةً بل يجب علينا الاجتهاد كي نحصل عليها قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) فالمرء يبحث عن الهدايه ويوفر سبل اتباعها ، فالبعض يقول الله ما اراد هدايتي او اذا كان احد ابنائه على معصيه او نحوه لقال : الله يهديه !! ولكن اين هي السبل؟؟ فمثلاً لو ان رجلا حرم اولاده من مصروفهم وقال اذهبوا الله يرزقكم نعم الله الرازق ولكن اين بذل الاسباب ؟؟ فكذلك الهدايه يجب بذل اسبابها وذلك بصدق النيه والجزم على عدم الرجوع الى الذنوب والمعاصي و ترك الصحبه السيئه والبحث عن الصحبه الصالحه قال صلى الله عليه وسلم )المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل) وقال :( المرء مع من احب ) نعم فالاخلاء يومئذ عدو لبعض الا المتقين، ومن كان في بلدٍ اهلها ذو معاص فليهجرها (ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)0
فاسألوا الله الثبات على الدين والنجاة من الفتن { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }..
احرصوا على ذكر الله تعالى في جميع أحوالكم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } .. واستشعروا مراقبته إن دعتكم النفس إلى معصيتة واعلموا أنه يراكم ويراقبكم اينما كنتم ..
ومجمل القول : اجعلوا بينكم وبين ربكم عز وجلّ علاقة خفية .. من قيام ليل .. أو صيام .. أو صدقة سرّ .. أو دعوة ونصح للناس .. فإن من تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة ..

هذا ندائي فهل من مجيب ؟؟
اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد

وفقكم الله وسدد على دروب الخير خطاكم
اللهم لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق لايهدي لأحسنها الا أنت واصرف عنا سيئها الا أنت
اللهم حبب النا الايمان وزينه في قلوبنا وكره النا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
اللهم انا نسالك التقى والهدى والعفاف والغنى
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اسأل الله ان يجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون احسنه
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك
آمين آمين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
فلا يكن نصيبي منكم أقل من دعوة لي بظهر الغيب تستنزل بها الرحمات لي ولكم من أرحم الراحمين ..
هذا والله تعالى اجل واكرم واعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخضيري
09-06-15, 11:36 PM
قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون حدثنا المسعودي عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه ، فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره ، فأصبح في مملكة غيره ، وأتى ساحل البحر ، وكان به يضرب اللبن بالأجر ، فيأكل ويتصدق بالفضل ، فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله فأرسل ملكهم إليه أن يأتيه فأبى أن يأتيه فأعاد ثم أعاد إليه فأبى أن يأتيه وقال : ما له وما لي ؟ قال : فركب إليه الملك فلما رآه الرجل ولى هاربا ، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال : فناداه يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس ، فقام حتى أدركه فقال له : من أنت رحمك الله ؟ فقال أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا تفكرت في أمري ، فعلمت أن ما أنا فيه منقطع ، فإنه قد شغلني عن عبادة ربي ، فتركته وجئت هاهنا أعبد ربي عز وجل فقال له : ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني . قال : ثم نزل عن دابته فسيبها ، ثم تبعه فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل فدعوا الله أن يميتهما جميعا قال : فماتا . قال عبد الله : فلو كنت برميلة مصر ، لأريتكم قبورهما ، بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا ، فقال لبنيه لما حضر : أي أب كنت لكم ؟ قالوا : خير أب. قال : فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في يوم عاصف. ففعلوا فجمعه الله عز وجل فقال : ما حملك ؟ قال : مخافتك فتلقاه برحمته ورواه في مواضع أخر ، ومسلم من طرق عن قتادة به. ثم رواه البخاري ومسلم من حديث ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ومن حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
حديث آخر قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا . قال فلقي الله فتجاوز عنه وقد رواه في مواضع أخر ومسلم من طريق الزهري به.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن محمد بن المنكدر وعن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون ؟ قال أسامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل - أو على من كان قبلكم - فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال أبو النضر : لا يخرجكم إلا فرارا منه . ورواه مسلم من حديث مالك ومن طرق أخر عن عامر بن سعد به .
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء من عباده وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد تفرد به البخاري عن مسلم من هذا الوجه.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكلمه أسامة فقال : أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فخطب ثم قال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وأخرجه بقية الجماعة من طرق عن الليث بن سعد به .
حديث آخر وقال البخاري حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة سمعت النزال بن سبرة الهلالي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رجلا قرأ آية وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال : كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا تفرد به البخاري دون مسلم.

حديث آخر قال البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : إن أبا هريرة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم تفرد به دون مسلم وفي سنن أبي داود صلوا في نعالكم خالفوا اليهود. .
حديث آخر قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس سمعت عمر رضي الله عنه يقول : قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها رواه مسلم من حديث ابن عيينة ومن حديث عمرو بن دينار به. ثم قال البخاري تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا الحديث طرق كثيرة ستأتي في باب الحيل من كتاب " الأحكام " إن شاء الله وبه الثقة.
حديث آخر قال البخاري : حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال : ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة وأخرجه بقية الجماعة من حديث أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي به .
والمقصود من هذا مخالفة أهل الكتاب في جميع شعارهم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان المسلمون يتحينون وقت الصلاة بغير دعوة إليها ، ثم أمر من ينادي فيهم وقت الصلاة : الصلاة جامعة ثم أرادوا أن يدعوا إليها بشيء يعرفه الناس فقال قائلون : نضرب بالناقوس وقال آخر : نوري نارا فكرهوا ذلك لمشابهة أهل الكتاب فأري عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري في منامه الأذان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بلالا فنادى به ، كما هو مبسوط في موضعه من باب الأذان في كتاب " الأحكام ".
حديث آخر قال البخاري حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة وابن عباس قالا : لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه ، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا وهكذا رواه في غير موضع ومسلم من طرق عن الزهري به.
حديث آخر قال البخاري حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله : اليهود والنصارى قال النبي صلى الله عليه وسلم : فمن ؟! وهكذا رواه مسلم من حديث زيد بن أسلم به.
والمقصود من هذه الأخبار عما يقع من الأقوال والأفعال المنهي عنها شرعا مما يشابه أهل الكتاب قبلنا ، فإن الله ورسوله ينهيان عن مشابهتهم في أقوالهم وأفعالهم حتى ولو كان قصد المؤمن خيرا ، لكنه تشبه بفعله في الظاهر من فعلهم. وكما نهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لئلا يشابه المشركين الذين يسجدون للشمس حينئذ ، وإن كان المؤمن لا يخطر بباله شيء من ذلك بالكلية. وهكذا قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ فكان الكفار يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم في كلامهم معه : راع نا أي : انظر إلينا ببصرك واسمع كلامنا ، ويقصدون بقولهم : راعنا من الرعونة فنهي المؤمنون أن يقولوا ذلك ، وإن كان لا يخطر ببال أحد منهم هذا أبدا.
فقد روى الإمام أحمد والترمذي من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم فليس للمسلم أن يتشبه بهم ؛ لا في عباداتهم ولا مواسمهم ولا في أعيادهم ؛ لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى ابن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين ، لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم إن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة ، فإذا كان الله تعالى قد من علينا ، بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل ، وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أولا ثم هو بعد ذلك كله منسوخ والتمسك بالمنسوخ حرام لا يقبل الله منه قليلا ولا كثيرا ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

حديث آخر قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى ، كرجل استعمل عمالا ، فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألا لكم الأجر مرتين. فغضب اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ! قال الله : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ فقالوا : لا قال : فإنه فضلي أوتيه من شئت وهذا الحديث فيه دليل على أن مدة هذه الأمة قصيرة ، بالنسبة إلى ما مضى من مدد الأمم قبلها ؛ لقوله إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس. .
فالماضي لا يعلمه إلا الله كما أن الآتي لا يعلمه إلا هو ، ولكنه قصير بالنسبة إلى ما سبق ، ولا اطلاع لأحد على تحديد ما بقي إلا الله عز وجل كما قال الله تعالى لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ وقال يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا وما يذكره بعض الناس من الحديث المشهور عند العامة من أنه عليه السلام لا يؤلف تحت الأرض ، فليس له أصل في كتب الحديث ، وورد فيه حديث أن الدنيا جمعة من جمع الآخرة وفي صحته نظر . والمراد من هذا التشبيه بالعمال تفاوت أجورهم ، وأن ذلك ليس منوطا بكثرة العمل ولا قلته ، بل بأمور أخر معتبرة عند الله تعالى وكم من عمل قليل أجدى ما لا يجديه العمل الكثير هذه ليلة القدر العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر سواها وهؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنفقوا في أوقات لو أنفق غيرهم من الذهب مثل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه من تمر ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره ، وقبضه وهو ابن ثلاث وستين على المشهور ، وقد برز في هذه المدة - التي هي ثلاث وعشرون سنة - في العلوم النافعة والأعمال الصالحة على سائر الأنبياء قبله حتى على نوح الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ويعمل بطاعة الله ليلا ونهارا صباحا ومساء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء أجمعين.
فهذه الأمة إنما شرفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته كما قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
فصل : وأخبار بني إسرائيل كثيرة جدا في الكتاب وفي السنة النبوية ولو ذهبنا نتقصى ذلك لطال الكتاب ولكن ذكرنا ما ذكره الإمام أبو عبد الله البخاري في هذا الباب ، ففيه مقنع وكفاية وهو تذكرة وأنموذج لهذا الباب والله أعلم .
وأما الأخبار الإسرائيلية مما يذكره كثير من المفسرين والمؤرخين فكثيرة جدا ومنها ما هو صحيح موافق لما وقع ، وكثير منها - بل أكثرها - مما يذكره القصاص مكذوب مفترى ، وضعه زنادقتهم وضلالهم وهي ثلاثة أقسام ، منها ما هو صحيح لموافقته ما قصه الله في كتابه أو أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها ما هو معلوم البطلان لمخالفته كتاب الله وسنة رسوله ، ومنها ما يحتمل الصدق والكذب فهذا الذي أمرنا بالتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه لما ثبت في الصحيح إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وتجوز روايته مع هذا الحديث المتقدم وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج

الخضيري
09-06-15, 11:39 PM
محاولة اغتيال سعيد بن المسيب
امتنع عن مبايعة عبدالملك بن مروان فضربوه بالسياط!


هناك شخصيات مبهرة في التاريخ، كانت مواقفهم مثار إعجاب رغم ما عانوه من ضرب وإهانة وتعذيب لا يليق بجلال علمهم ولا لما يرنون إليه من التفاف الناس حولهم.
ومن هذه الشخصيات المبهرة كان التابعي الجليل سعيد بن المسيب.

وسعيد بن المسيب حفظ القرآن الكريم صغيرا، ودرس الحديث الشريف علي يد أعلام من أبناء الصحابة أمثال ابن عمر وابن عباس وأبي الدرداء وغيرهم، كما حفظ الأحاديث التي رواها الصحابي الجليل أبوهريرة، بل أنه تزوج من ابنته، وأصبح الناس يقدرونه لعلمه وتقواه ودراسته لسيرة الرسول وسنته حتي قال عنه قتادة: ما رأيت أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب.
وكان الرجل مع فقهه وعلمه خبيرا بتفسير الأحلام ربما لشفافية روحية، وما يتمتع به من حسن تدبير وبصيرة وما أكثر ما تحدثوا عن ورعه وتقواه، وحبه للعبادة، والاعتماد علي نفسه في كسب قوت حياته، فقد رفض أعطيات بيت المال مؤثرا أن يعمل في تجارة الزيت.
ولأنه يعرف أقدار الناس، وأن الإنسان ينطوي علي الخير والشر معا، وأن علي الإنسان أن يغلٌِب طابع الخير، فقد أحبه الناس، ورددوا قوله:
'ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن نذكر عيوبه، فمن كان فضله أكبر من نقصه وهب نقصه لفضله'.
وقد بلغ من فضل الرجل وحب الناس له، أن أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان، أراد أن يزوج ابنه الوليد بن عبدالملك من ابنته.. وكان معروفا عن عبدالملك أنه من أقوي خلفاء بني أمية، وكان علي علم وفقه.. بل أن عبدالملك هذا يعتبره المؤرخون المؤسس الثاني للدولة الأموية، لأنه استطاع أن يقضي علي الفتن في عصره.. وأن ينتصر علي عبدالله بن الزبير الذي كان ينازعه السلطة واستقل بالفعل بالحجاز والبصرة وغيرهما.. ويعيد توحيد البلاد الإسلامية تحت الراية الأموية.
عبدالملك بن مروان بكل هذا الشموخ.. ومع ذلك رفض سعيد بن المسيب أن بزوج ابنه الوليد من ابنته.. مع علمه أن الوليد هذا سيخلف والده بالخلافة، وأن ابنته بذلك ستصبح ملكة متوجة.. بل أنه في عهد الوليد هذا اتسعت بقعة الامبراطورية الإسلامية إلي أماكن لم تكن تخطر علي بال سواء في الشمال الأفريقي أو أسبانيا أو في بلاد ما وراء النهر!

***

ويتعجب دارسو سيرة هذا الرجل العظيم كيف يرفض زواج ابنته من رجل تدين له الدنيا كلها؟
ولكن العجب يزول عندما تعرف أن الرجل لا يريد الدنيا ولا يسعي لها، إنما يريد لابنته أن تعيش هادئة سعيدة في ظل رجل فقير يثق في علمه وتقواه.. فالسعادة ليست في حياة القصور والسلطان، ولكن في راحة البال والثقة والإيمان بما عند الله.
لقد زوٌج ابنته لطالب علم فقير..
كيف؟
قال يحيي بن سعيد:
كان لسعيد جليس يقال له عبدالله بن وداعة فأبطأ عنه أياما، فسأل عنه وطلبه وأتاه معتذرا عن تأخره لمرض زوجته وموتها.
فقال له: 'ألا أعلمتنا بمرضها فنعودها، أو بموتها فنشهد جنازتها' .
ثم قال: يا عبدالله تزوج ولا تلق الله وأنت أعزب.
فقال سعيد: يرحمك الله ومن يزوجني وأنا فقير!؟
فقال له سعيد: أنا أزوجك ابنتي.
فقال عبدالله: فسكت استحياء واستعظاما
فقال سعيد: مالك سكت.. أسخطا وإعراضا؟
قلت: وأين أنا منها.
فقال: فقم وادع نفرا من الأنصار، فعوت له فأشهدهم علي النكاح، فلما صلينا العشاء الآخرة توجه سعيد بابنته إلي الرجل الفقير ومعها الخادم والدراهم والطعام، والزوج لا يكاد يصدق ما هو فيه!

***

وفي هذه الفترة كان الصراع علي أشده في المدينة، هناك من يؤيد خلافة عبدالله بن الزبير، وهناك من يؤيد خلافة الأمويين.
وكان سعيد بن المسيب لا يؤمن لا بخلافة عبدالله بن الزبير أو عبدالملك بن مروان.. كان يري أن الخلافة لم تعد كما كانت علي عهد الخلفاء الراشدين.
وكان الرجل معروفا عند الطرفين.. وكلا الطرفين حاول استمالته للمبايعة، ولكن الرجل رفض أن يبايع كلا الطرفين، وكان يعرف أنه سيتحمل تبعات هذا الرفض!

***

حاول عامل عبدالله بن الزبير في المدينة (جابر بن الأسود) أن يجعله يبايع عبدالله بن الزبير بالخلافة، وعندما امتنع ضربه ستين سوطا!
وعندما حاول عامل عبدالملك بن مروان بعد ذلك أن يأمره بمبايعة الوليد بن عبدالملك، لم يأبه بهذا العامل فهدده بقطع رقبته ولكنه ظل علي موقفه ويصور هذا الموقف د. محمد رجب البيومي في صورة قلمية جميلة:
'.. وهذا عامل عبدالملك علي المدينة يأمره بالبيعة للوليد بن عبدالملك، فيهدده بضرب عنقه، فما يتراجع لحظة عن موضعه، ثم يطول الحوار والجدل فيعرض عليه واحدة من خصال ثلاث: أن يقرأ الوالي كتاب البيعة علي الجمهور فيسكت سعيد دون أن يقول لا أو نعم.
أو أن يجلس في البيت لا ينهض إلي المسجد أياما حتي تنتهي البيعة.
أو أن ينتقل من مكانه بالمسجد فلا يجده الرسول إذ يأتيه!
وقد رفض سعيد هذه العروض، وكان له في العرض الأخيرمندوحه تقيه دون أن تخدش رأيه، ولكنه وضع نفسه موضع الزعامة الكريمة للمسلم الصادق، ليسد كل ثنية يلج بها الباطل مأربه، فهو أولا يخشي أن يخرج بالصمت عن لا ونعم، فيعلم الناس أنه بايع ولم يعارض.
وهو ثانيا يتعاظمه أن يمكث بالبيت أياما فلا يخرج إلي الصلاة، وصوت المؤذن يلهبه ويستدعيه!!
وهو ثالثا: يربأ بنفسه أن ينتقل من مكانه حذرا من مخلوق لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا!
وكان سعيد يعلم حقيقة ما ينتظره من عذاب أثيم، فما أعلن مخالفته حتي جرد من ثيابه، وضرب خمسين سوطا، وطاف به الرعاع في أسواق المدينة وهم يقولون:
هذا موقف الخزي!
فيرد عليهم في يقين حازم:
بل فررنا من الخزي يوم القيامة بما فعلتموه وفعلناه!'

***

شخصية عجيبة تلك..
شخصية لا تخاف في الله لومة لائم..
إنه يعيش حياته ولكن عينيه علي الآخرة.. إنه لا يريد شيئا من دنيا فانية سرعان ما تنتهي، ولكنه يريد ما عند الله من ثواب خالد خلود الحياة الآخرة.. وليس في نفاق السلطة أو الحكام ما يهيئ له حياة الخلود في الآخرة.. إنما الذي يضمن له النعيم هو البجعد عن النفاق.. وأن يكون ما يجري في داخله هو نفس الذي يجري في ظاهره.

***

وقد حاول عبدالملك بن مروان أن يسترضيه، عندما ذهب إلي المدينة يوما، ووقف عند باب المسجد وأرسل من يستدعي سعيد بن المسيب، ولكن سعيد رفض مقابلة الخليفة بحجة أنه ليس لديه حاجة إليه، وأن الخليفة ليس لديه حاجة إليه.
وكرر الخليفة طلبه، وظل سعيد علي موقفه!!

***

ويروي عن عمرو بن عاصم قوله:
لما استخلف الوليد بن عبدالملك قدم المدينة، فدخل المسجد، ورأي شيخا قد اجتمع عليه الناس..
فقال:
من هذا الشيخ؟
فقالوا:
سعيد بن المسيب.
فلما جلس، أرسل إليه فأتاه الرسول.
فقال: أجب أمير المؤمنين.
فقال سعيد:
لعله أرسلك إلي غيري
فأتاه الرسول فأخبره..
فغضب الوليد غضبا شديدا، وهم به فقال له جلساؤه:
يا أمير المؤمنين، فقيه المدينة، وشيخ قريش، لم يطق أباك من قبلك، وأغض عنه، ثم مازالوا به حتي تراجع.

***

هذه إشارة إلي الشخصية التاريخية الجميلة التي أفاض علي الناس بعلمه وفضله وتقواه فأحبوه.
وعاش حياته يأكل من تجارته في الزيت، ولم يمد يده لأعطيات أحد من الخلفاء أو غير الخلفاء، بل رفض أن يأخذ حقه من بيت المال.
فأصبح مهابا.. حتي أن الخليفة عبدالملك بن مروان وهو من أقوي خلفاء بني أمية أراد أن يصاهره فيرفض، ويزوج ابنته من طالب علم فقير لا يملك من ثروات الحياة شيئا. ثم ينأي عن السياسة، فلا يبايع أحدا من المتصارعين عليها، طلبا لما عند الله، لا ما عند عباد الله.
شخصية باهرة كهذه الشخصية لابد أن تعيش في ضمير الناس مهما اختلفت الأجيال والعصور.. تعطي ضوءا باهرا لكل من يريد طريق الصواب.. فالدنيا تنتهي وتزول.. والإنسان فيها كما يقول أعظم رجسجل الله صلي الله عليه وآله وسلم: كزائر استظل بظل شجرة ثم تركها.
و.. لا يبقي إلا المواقف التي تكون قدوة للناس.. أما التعذيب والقهر والبطش، فظواهر تنتهي وتزول.. ويبقي وجه الحق ساطعا وسط حالك الظلام.


مراجع:

علماء في وجه الطغيان: د. محمد رجب البيومي
العرب تاريخ وحضارة: أنتوني ناتنج.. ترجمة: محمود مسعود

الخضيري
09-06-15, 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
طفل عمره12 سنه حفظ القران واختبر في خمسة اجزاء واجذ المركز الاول وجائزته500 ريال وستسلم في عصر يوم الاربعاء فقال له استاذه : ماذا ستفعل بالمال؟؟ فانا اولى الناس بان تعطيني المال ؟؟؟ قال:لا ابعطي 250 لأمي و50 أبتصدق بها عني وعن والديّ و200 ريالابشتري فيها الثياب علشان اكفي بها المؤنه 0 قال: وانا؟؟ قال له : انت لك منا الدعاء يااستاذ ياشيخ00
ففي فجريوم الاربعاء وتجهز بغترة بيضاء ،التي سياخذ بها ذلك المبلغ واذا به ينام بعد صلاة الفجر ولما جائت صلاة الضحى ارادة امه ان توقظه قالت قم ياولدي قم ياحبيبي قم قم ، ماستيقظ 00فلما جاء والده واذ بصاحب المركز الاول قد فارق الحياه 00 ومات رحمه الله الابن البــــــــــــــار الذي ينوي بالمال الذي سيقدم له بعد صلاة العصر ان يوزعه قد فارق الحياه ، فغطاه والده بالغتره البيضاء ولم يستطع ان يحمله وجاء بمدرسِه انه قد مـات قال: والله ماستطعنا ان نضعه على النعش وإنما اخذناه على الاكتاف ثم ذهبنا الى المغسله 00 قال المغسل: فوالله انه كاللؤلؤ !! كالجوهره !! يتلألأ في وسط المغسله ، فلما سألت اباه قال لي:كان ابني هذا باراً بوالديه ومن بره انه قد قسم اعمال كذا وكذا وأريد ان لا يصلى به عندكم وانما سيصلى عليه بالمكان الذي ستوزع فيه الجوائز حتى الناس وزملاؤه الطلاب يأخذون الجائزه من الناس وهو ياخذ الجائزه من رب العالمين من اكرم الاكرمين من ارحم الراحمين من اله الاولين والاخرين لا اله الا الله ولا معبود بالحق سواه000 هذا والله تعالى اجل واعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله
من شريط الشمس والقمر للشيخ عصام العويد

الخضيري
09-06-15, 11:44 PM
تعذيب أم شريك!
أسلمت ' أم شريك' فعذبها قومها تحت لهيب الشمس ثلاثةأيام!


كان الطفيل بن عمرو الدوس شاعرا، من قبيلة دوس، ولأنه شاعر فإنه كان يفهم معني الكلمة ومغزي الكلمة، وكان يتردد علي سوق عكاظ ليسمع الشعراء وهم يتبارون في قول الشعر، كما كان يتردد بين الحين والحين علي مكة حيث يطوف ببيت الله الحرام.
ولكنه ذهب ذات مرة إلي مكة فاذا الوجوه غير الوجوه، واذا بمكة يخيم عليهما الخوف من دعوة جديدة ينادي بها الأمين محمد بن عبدالله، وتساءل عن هذه الدعوة وهذاالنبي فقالوا له.

ان له قولا كالسحر، يفرق بين الرجل وأبيه، والرجل وأخيه، والرجل وزوجته، وانا نخشي عليك وعلي قومك منه، فلا تكلمه. ولاتسمع منه حديثا.
وقرر الرجل ألايسمع حديث محمد عليه الصلاة والسلام، وعندما دخل الكعبة وجد الرسول، وقد حاول أن يضع في أذنه ما يحول بينه وبين سماع المصطفي عليه الصلاة والسلام، ولكن تناهي إلي سمعه بعض كلمات من القرآن العظيم، ولأنه شاعر ويعرف معني الكلمة بهره ما سمع، وتبع النبي عليه الصلاة والسلام حتي دخل داره، ثم حدثه عن تخويف الناس له من سماع الرسول، ولكنه استمع إليه، وأعجبه ما سمع، ودخل الاسلام قلبه، وأسلم وقال للرسول الكريم:
يارسول الله: إني أمرؤ مطاع في قومي، وإني راجع إليهم وداعيهم إلي الاسلام، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا فيما أدعوهم إليه، فقال عليه الصلاة والسلام: اللهم اجعل له آية.
ويرجع إلي بلاده (دوس) وأسلم أبوه، وأسلمت أمه، وأسلمت زوجته.
وتوجه إلي عشيرته يدعوهم إلي الاسلام ولكنهم أصموا آذانهم، وأسلم واحد منهم وهو (أبوهريرة) وأم شريك غزية بنت جابر الدوسية، التي تركت عبادة الأوثان، وكانت هذه القبيلة تعبد صنما تسميه (ذا الخلصة' كما أسلم أيضا زوجها أبوالعكر.
ورجع الطفيل بن عمرو الدوسي لرسول الله، كما ذهب أبوالعكر، وأبوهريرة، وبقيت غزية بنت جابر في عشيرتها.
وعندما ذهب الطفيل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يخبره بأن قومه لم يدخلوا الاسلام، وطلب من الرسول أن يدعو عليهم، سمع الرسول يدعو لهم، اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين!!
وقال للطفيل:
ارجع إلي قومك، فادعهم وارفق بهم.

****

ولكن (دوسا) عندما سمعت باسلام أم شريك غزية بنت جابر وطلبوا منها أن ترجع عن الاسلام بعد أن أخبرتهم إنها أسلمت، وحسن اسلامها، ولكنها رفضت دعوتهم، ورفضت أن تعود للكفر بعد أن عرفت نور الاسلام.
وهي تحكي قصتها معهم بقولها:
فجاءني أهل أبي العكر فقالوا: لعلك علي دينه؟
قلت: أي والله إني لعلي دينه.
قالوا: لاجرم والله لنفدينك عذابا شديدا فارتحلوا بنا من دارنا وساروا يريدون منزلا، حملوني علي جمل ثقال شر ركابهم ذا غلظة يطعموني الخبز بالعسل، ولايسقوني قطرة ماء!
حتي اذا انتصف النهار، وسخنت الشمس ونحن قائظون فنزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركوني في الشمس حتي ذهب عقلي وسمعي وبصري ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام.
فقالوا لي في اليوم الثالث:
اتركي ما أنت عليه!
قلت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، أشير بأصبعي إلي السماء بالتوحيد.
قلت: فوالله إني لعلي ذلك، وقد بلغني الجهد إذا وجدت برد دلو علي صدري فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني.
فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه، ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع.
فذهبت انظر فاذا هو بين السماء والأرض،
ثم دلي إلي الثالثة فشربت حتي رويت وأهرقت علي رأسي ووجهي وثيابي.
قالت:
فخرجوا فنظروا فقالوا:
من أين لك هذا ياعروة الله؟
قلت لهم:
إن عدوة الله غيري من خالف دينه، وأما قولكم من أين هذا.. فمن عند الله، رزق رزقنيه الله.
قالت:
فانطلقوا سراعا إلي قربهم وأدواتهم فوجدوها كا هي لم تحل.
تعالوا:
نشهد أن ربك هو ربنا، وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الاسلام، فأسلموا وهما جروا جميعا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم.. هاجروا عندما وضح لهم نور الايمان، واستبان لهم طريق الهدي.

****

ويحدثنا الاستاذ خالد محمد خالد في كتابه (رجال حول الرسول) عن عودة الطفيل إلي بلاده بعد أن أوصاه الرسول بذلك ليدعو قومه إلي الاسلام ويرسم لنا هذه اللوحة:
.... ونهض عائدا إلي أرضه وقومه.. وهناك راح يدعوهم إلي الاسلام في أناة ورفق، كما أوصاه الرسول عليه السلام.
وخلال الفترة التي قضاها بين قومه، كان الرسول قد هاجر إلي المدينة، وكانت قد وقعت غزوة (بدر) و (أحد) و (الخندق).
وبينما رسول الله في (خيبر) بعد أن فتحها الله علي المسلمين اذ موكب حافل ينتظم ثمانين أسرة من (دوس) أقيلوا علي الرسول مهللين مكبرين.
وبين يديه جلسوا يبايعون جلسوا يبايعون تباعا.
ولما فرغوا من مشهدهم الحافل، وبيعتهم المباركة جلس 'الطفيل بن عمرو' مع نفسه يسترجع ذكرياته ويتأمل حفاه علي الطريق!
تذكر يوم قدم إلي رسول يسأله أن يرفع كفيه إلي السماء ويقول:
'اللهم أهلك دوسا'..
فإذا هو يبتهل بدعاء آخر أثار يؤمئذ عجبه.. ذلك هو:
'اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين'.
وجاء بهم مسلمين.
وها هم أولاد.. ثمانون بيتا، وعائلة منهم يشكلون أكثر أهلها، يأخذون مكانهم في الصفوف الطاهرة خلف رسول الله الأمين'.
ويواصل (الطفيل) عمله مع الجماعة المؤمنة).
ويوم فتح مكة، كان يدخلها مع عشرة آلاف مسلم لايثنون أعطافهم زهوا وصلفا، بل يحنون جباههم في خشوع وإحلال، شكرا لله الذي أثابهم فتحا قريبا، ونصرا مبينا.
ورأي (الطفيل) رسول الله وهو يهدم أصنام الكعبة، ويطهرها بيده من ذلك الرجس الذي طال يداه.
وتذكر 'الدوس' من فوره حينما كان لعمرو بن حممة، طالما كان (عمرو) هذا يصطحبه إليه حين ينزل ضيافته، فيتخشع بين يديه ويتضرع إليه!!
الآن حانت الفرصة، ليمحو (الطفيل) عن نفسه إثم تلك الأيام، هنالك تقدم من الرسول عليه الصلاة والسلام يستأذنه في أن يذهب ليحرق صنم عمرو أبن حممة، هذا الصنم ذا الكفين وأذن له النبي عليه السلام ويذهب (الطفيل) ويوقد النار عليه، ولكما خبت زادها ضراما وهو ينشد:
ياذا الكفين لست من عبادكا ميلادنا أقدم من ميلادكا إني حشوت النار في فؤادكا.

****

صورة جميلة من صور الإيمان، وما يفعله في النفوس التي تطهرت من رجس الكفر والجهالة.. امرأة تقاوم قومها، وتضع دينها فوق الخوف وفوق البطش وفوق الطغيان، فتمتد إليها يد الله الحانية، ويبرز لها في وقت الشدة ما يعنيها علي التمسك بدينها وإيمانها، فاذا منعوا عنها الماء، فالله يسقيها ويقدمه عليها وأمام هذا الاصرار من هذه السيدة المؤمنة، بجانب دعوة (الطفيل) لقومه بالهداية.. يهتدي القوم، ويصبحون قوة تؤازر الاسلام ونبي الاسلام، حتي انطلق الاسلام بغزو القلوب والعقول، ويجد أضواء حضارته إلي كل الأفاق.

مراجع

طبقات ابن سعد
رجال حول الرسول خالد محمد خالد
رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآنا
د. عبدالرحمن عميرة

الخضيري
09-06-15, 11:49 PM
في يوم من الأيام
كان هناك رجلا مسافرا في رحلة مع زوجتهوأولاده
وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق فسأله
من أنت؟
قال:
أنا المال
فسأل الرجل زوجته وأولاده:
هل ندعه يركب معنا ؟
فقالوا جميعا:
نعم بالطبع فبالمال يمكنناان نفعل أي شيء
وان نمتلك أي شيءنريده
فركب معهم المال
وسارت السيارة حتى قابلشخصا آخر
فسأله الأب : منأنت؟
فقال:
إنا السلطةوالمنصب
فسأل الأب زوجته وأولاده
هل ندعه يركب معنا ؟
فأجابوا جميعا بصوت واحد:
نعم بالطبع فبالسلطة والمنصبنستطيع إن نفعل اي شيء
وان نمتلك اى شيء نريده
فركب معهم السلطة والمنصب
وسارت السيارة تكمل رحلتها
وهكذا قابل أشخاص كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا
حتى قابلوا شخصا
فسأله الأب
من أنت ؟
قال:
أنا الدين
فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد
ليس هذا وقته
نحن نريد الدنيا ومتاعها
والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا
و سنتعب في الالتزام بتعاليمه
و حلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام
و و و وسيشق ذلك علينا
ولكن من الممكن إن نرجع إليك بعد إن نستمتع بالدنيا وما فيها
فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها
وفجأة وجدوا على الطريق
نقطة تفتيش
وكلمة قف
ووجدوا رجلا يشير للأب ان ينزل ويترك السيارة
فقال الرجل للأب
انتهت الرحلة بالنسبة لك
وعليك إن تنزل وتذهب معي
فوجم الأب في ذهول ولم ينطق
فقال له الرجل
أنا أفتشعن الدين......هل معك الدين؟
فقال الأب
لا
لقد تركته على بعد مسافة قليلة
فدعني أرجع وآتى به
فقال له الرجل
انك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل
فقال الأب
ولكن معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة
والأولاد
و..و..و..
فقال له الرجل
إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا
وستترك كل هذا
وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق
فسأله الأب
من أنت ؟
قال الرجل
انا المــــوت
الذي كنت غافل عنه ولم تعمل حسابه
ونظر الأب للسيارة
فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه
وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الأولاد والمال والسلطة
ولم ينزل معه أحد
قال تعالى
قل إن كانآبآؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشونكسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي
وقال الله تعالى
كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة
الدنيا إلامتاع الغرور
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اقْبَل تستفيد و انشُر تُفيد
وأخيراً
اللهم اجعلنا من أهل الجنة

الخضيري
10-06-15, 01:40 AM
قصة
بشرى العمار الدحيلانية القنياوية
وهي احد بنات شيوخ قبيلة الدحيلان
وهي زوجة الشيخ مناحي بن حزل بن دهيثم

قصتها عندما ضافها ابن شعلان من شيوخ الرولة وغريب الشلاقي
وكان زوجها الشيخ مناحي بن دهيثم غائب تلك الليلة
الجدير بالذكر ان ابن شعلان وغريب الشلاقي قبل الوصول لبيت ابن دهيثم قد وصلو بيت لم يعرف صاحبه
وكان ابن شعلان يشرب الدخان وعندما اراد توليع السبيل (الدخان)منعه صاحب تلك البيت بقوله لاتشرب المحرم في بيتي
وكما تعرفون شيمة وعزة نفوس الاولين لايتحملون المهونه
فما بالكم بأنه ابن شعلان احد كبار شيوخ الرولة العريقة وغريب الشلاقي لايخفى عليكم علمه
من ثامن المستحيلات ان يرضو لانفسهم ان يجلسو في بيت من منعهم
وكذالك من شيم هولاء الرجلان لم يشهرو بأسم صاحب هذا البيت
تركوه وواصلو طريقهم حتى وصلو لبيت الشيخ مناحي بن دهيثم رحمه الله
في الحقيبة وهي تقع تقريباً شمال قرية الجبرية الواقعة بين حائل وبقعاء
وكانت بشرى الله يرحمها موجودة فحيت بهم وقالت لهم تفضلو حياكم الله
فقال غريب يابنت الأجواد نستطيع ان نشرب الدخان ( لانه صار عنده ردت فعل مما قد حصل لهم )
قالت بشرى اي والله اشربو وخوذو راحتكم واتت بكيس من الدخان وقدمته لهم
فقالت والله صاحب البيت ماعمره شرب الدخان ولكن يشتري الدخان خوف ان ياتيه ضيفً مدخن ويكون مقطوع من الدخان
فقال لها نحن فقط نستاذن اما الدخان فمعنا ماهو مكفينا
فأصبح غريب الشلاقي هو الذي يشب النار ويسوي القهوة في بيت الشيخ مناحي بن دهيثم وهو في فخر
لايوصف لانه بيت شمري ومتفاخرن امام ابن شعلان
فقامت (بشرى) بأكرام ضيوفها بذبح خروف لهم وعندما جهز العشاء قامت بتحضيره لهم
فقالت سمو الله يحييكم (في بيت اللي ليا غاب وصى وليا حضر تقصى )
اي انه اذا كان موجوداً يكون حريص كل الحرص على اكرام ضيفه واذا كان غائب يحرص على اهله بأكرام الضيف من بعده
تعشو ونامو وفي الصباح واصلو طريقهم الى حائل علماً بأن سفرهم لسلام على حاكم حائل ابن رشيد
ولما وصلو الى ابن رشيد في حائل وسلمو عليه ودار الحديث بينهم
تكلم ابن شعلان عما قد حصل له بتفصيل وسئل ابن رشيد بنفس للحظة لمن هذا البيت التي بتلك المكان؟
فأخبروه من يعرفونه انه بيت مناحي بن دهيثم وكان ابن دهيثم موجود بنفس اللحظة عند ابن رشيد
فشكره ابن رشيد شديد الشكر
فرحم الله بشرى الدحيلانية
ورحم الله الشيخ ابن دهيثم على هذه الخصال التي تكاد ان تكون قد انقطعت في هذا الزمان

الخضيري
10-06-15, 01:41 AM
هذه قصة لــ( مكازي السعيد) من العليان من عبده من شــمـــر,

عندما اتى الذيب عند السعيد وهم مجتمعين عند مكازي وقد تجرح من الكلاب (الله يعزكم)

فامرهم مكازي بالا يقتلو وقد كان الذيب ميت من الجوع قام مكازي وامر العبد الي عنده

بان يقتل له احد الذباح وعندما ذبح له لم يستطع الذيب ان ياكل بسب لان ليس لديه انياب

بسب كبره وقام مكازي بتقطيع الذبيحة بشكل صغير.

وبعد ذالك اشتهر بــ( معشي الذيب).

وهذايدل على الرحمة و الكرم,, وهذه القصة حدثت في وقت حكم ابن رشيد


وهذه ابيات من قصيده ::::

وابن سعيد مشبع الذيب سرحان***مغنيه يوم ان القبايل فقيره

وابيات من قصيده:::
وهذا مكازي معشي زابنن ضافه=ذيبن لقى من غبون الكبر خازوقه
جاب الذبيحه لذيبن جاه رجافه=فعلن عليه افخر الاطياب مدفوقه

الخضيري
10-06-15, 01:42 AM
أخواني قبل ما أروي لكم القصة أحب أقول لكم أن القصة هذي واقعية وحكاها لي أكثر من شخص بنفس الرواية وهذه الحكاية حصلت في الكويت قبل ما يقارب الأربع سنوات يقول راويها لي .
هناك بنت كويتية كانت من أفضل الطالبات وهي من المتميزات في المدرسة وكانت تتحلى بالأدب وفي يوم من الأيام أستيقظ أبويها على صراخها في منتصف الليل وحينما أتوها وجدوها متسلقيه وتصرخ وهي تنظر إلى الأعلى وتقول لا لا لا ... وأخذوها إلى المستشفى لكي يرون ما الذي أصابها وحينما رأوها الأطباء قالوا لوالدها إن أبنتك تعاني من حالة نفسية سوف نعرضها على طبيب نفساني وبعد طلوع الشمس من يوم الغد أتى الطبيب النفساني فعرضو هذه الفتاه عليه وبعد الفحوصات والتحاليل التي أجراها لها خرج وهو متقلب الوجه فنظر والدها إلى الطبيب وقال قلي ماذا بها مما تشكو قال الطبيب له بكل حزن إن أبنتك مسحورة ولا ينفع علاجنا ولاكن سوف أرسلك لشيخً أعرفه وأرسله إلى الشيخ وعرض أبنته على الشيخ ولاكن لا جدوا فضل والدها حوالي ثلاث سنوات وهو يتنقل من شيخً إلى أخر فذات مرة أتاه رجلاً فنصحه فقال هناك شيخً معروف في شمال الكويت أذهب بابنتك له فقد اخبرني جاري يقول أنه كبير في السن ويقرءا على المسحورين المهم ذهب له فلما راء أبنته قام فوقف بجانبها فقام يحدثها وبعدها ذهب وأخذ بعصا فقام يضربها ضرباً جعل والدها يبكي عليها من قوة الضرب الذي تتعرض له أبنته وكان حين يضربها يقول أخرج أخرج أخرج والى حرقتك المهم من شدة الضرب وصراخ الفتاه صرخ رجلاً صرختن قويه وهو يقول أرجوك كفاء فتوقف الشيخ عن الضرب فقال أخرج من هذه المسكينة والى حرقتك فقال له أرجوك لا لا قال أخرج قال أسمعني من فضلك قال الشيخ ماذا تريد قال أنا جئت من كبار الجن وهو يحتجز أمي وأبي ويهددني بقتلهم فأوصاني قائلاً إذا قتلت هذه الفتاه أفرجت عن أمك وأبيك وإذا لم تقتلها فسوف أقتل والديك فأندهش هذا الشيخ من حديث هذا الجني وبعد القراءة عليها وطرد هذا الجني من هذه الفتاه قص هذا الشيخ القصة هذي في أحد المجلات الكويتية وتدعا مجلة الأسرار وكان يقول فيها أن هذا الذي أرسل هذا الجني من كبار الجن يقع في منطقة في المملكة العربية السعودية وتدعا (( شقراء )) وهو يسكن بالجبال المحيطة بها .
وبعد هذه القصة التي حكاها لي الأصدقاء في الكويت سألت كبار السن عن هذا الموضوع فقالو نعم أنهم على حق فلما كنا في أيام الشباب قبل أكثر من ستين عام كنا إذا أتينا هذه الجبال نسمع أصواتهم ولا نراهم ونحن نعلم بذالك وأيضاً أنهم في بعض الأحيان يتشكلون على هيئاتً عديدة مثلاً كالجمال وغيرها .

الخضيري
10-06-15, 01:48 AM
وهي من اجمل قصص الجن والرعب






هذه الروايه من تأليف الشايب اي انها ليست حقيقه

في ليلة بارده من ليالي الشتاء اختفت فيها النجوم خلف جبال شامخه من الغيوم وصوت الرعد يملأ

المكان رعباً وهلعاً وصوت المطر كالرصاص في حرب طاحنه الشوارع خاليه من السيارات الناس

كأنهم اموات كل مافي المدينه هادئ وساكن ولاتسمع سوى الرعد واصوات المطر.

من هنا فكر سلمان بجوله خارج المدينه لمتابعة الامطار ولعله يلتقي بعض الاقارب وابناء عمه

اذا واصل رحلته السريعه الى القريه التي يسكنها جماعته وعشيرته,

تردد كثيراً وقال اليوم الاثنين والناس مرتبطين بعمل في المدينه ولعلي لااجد احد في القريه ولكن

عزم على مواصلة الطريق وخرج من حدود المدينه وبدأ المطر ينهمر بغزاره حتى اختفت عنه اضواء

المدينه واستمر يحث الخطى وهو يمني نفسه بليله سعيده مع الاصدقاء حتى قطع مسافة المائة كيلو

واكثر وكان يهيجن هجينته المفضله اذا طرب.

البارحه العين ويش ابها===تقل بها شب وترابي

كن النما في مذاربها===متنقضاً عقب ماطابي

الناس تفرح بغايبها===وانا محد فز لغيابي

واستمر في السير حتى خف المطر ولكن الارض ممطوره والطريق فاضي ولايوجد به احد ووصل الى

مضيق بين جبلين وبه طلعه ليست عاليه المهم تجاوز الطلعه وبدأ الطريق في لفات فخفف السرعه

خوفا من الانزلاق في المطر والطريق مره ينحي يمينا ومره شمالاً وظلمة الليل وهدوء العاصفه

وخلو الطريق جعلته يشعر بقشعريره وتمنى لو ان معه خوي يؤنسه في هذه اللحظه وهذا المكان



وفجأه يلمح ضوءأً احمر كأنه ضوء سياره خلفي ونظر جيداً لعلها سياره تمشي ببطء امامه

فزاد من سرعته مع المنحنيات ليلحق بالسياره التي امامه , الا وذاك الرجل الذي يعترض طريقه

ويرفع يديه وشماغه ويشير اليه بالوقوف فلمح سلمان سياره واقفه وهي داتسون غمارتين

ويقف عندها اولاد صغار فهدئ السرعه حتى وقف امام الغمارتين والرجل يركض خلفه وهو يصيح به

وقف وقف فأطمئن سلمان عندما رأى الاطفال وتبين له انهم عائله مقطوعين على الطريق ولازم

يسعفهم , نزل سلمان من السياره وقال للرجل سلامات عسى ماشر . ولكن الرجل يرد عليه وهو واقف

عند سيارته ويقول اسعفنا يابن الحلال ترى معي زوجتي وعيالي وانت الله جابك لنا بهذه الساعه

كان يكلمه ويكلم زوجته والاطفال ويقول اصبر خلنا ننزل اغراضنا وشناطنا . قال له سلمان ابشر

اوديكم المكان اللي تريدونه ولاتخلو من اغراضكم شي في السياره لأنها عرضه للسرقه

قال الرجال ماعليك ياسلمان السياره ماحد يجيها. ارتعش سلمان وقال في نفسه ماعليك ياسلمان

كيف عرف اسمي لايكون من جماعتي وبهالظلمه ماعرفته وهو عرفني .ليست صدفه .

المهم قال اذا ركبو معي يطيح العرف. سيارة سلمان جيب صالون .قال سلمان على بال مايشيلو عفشهم

خلني امسح قزاز السياره اخذ قطعة قماش ومسح القزاز بسرعه لأن البرد قارص وقال يا ولد الحق

اركب في السياره ولما فتح الباب وركب وجدهم راكبين في السياره ولكن لايوجد احد راكب في الامام

واستحى يلتفت للخلف لأن فيه زوجة الرجل فاراد ان ينزل فناداه الرجل وين رايح ياسلمان .فجمد

سلمان في مكانه وقال انت وين راكب رد عليه وقال انا راكب عند زوجتي وعيالي قال سلمان مايصير

تعال قدام قال مستحيل اركب عندك حتى لاأضايقك رد سلمان يارجال الحمد لله السياره وساع تعال

عندي قال الرجل انا هنا مرتاح رد سلمان على راحتك ومشى بالسياره ومع برودة الجو الا ان السياره

من الداخل مولعه نار وحراره غير طبيعيه . فقال سلمان للرجل ياخي انت عرفتني وانا ماعرفتك

ولا شفت حتى وجهك من انت ؟

فظحك الرجل ظحكه هستيريه واولاده يظحكون معه حتى ان سلمان بلغ به من الحرج ان احمر وجهه

خجلاً من زوجة الرجل التي لم يلمحها ولم يسمع صوتها مجرد احساس ان فيه امرأه راكبه في السياره

مشو مسافه وبعدها سئل سلمان الرجل وقال له من وين جاي وين تريد اوصلك يريد ان يأخذ

معلومه واحده عن هذا الرجل الغريب المريب ويكسر حاجز الصمت ؟

قال الرجل احنا مسافرين وجايين من ديره بعيده . قال سلمان ووين تريدوني اوصلكم قال الرجل

خلك ماشي مع الطريق حتى اقول لك . قال سلمان ولكن الطريق يودي الى قرى صغيره ولا فيها خدمات

ولا سكن . قال الرجل ماعليك فيه استراحه قدام ماهي بعيده نتعشى فيها وبعدين نواصل طريقنا.

قال سلمان الطريق هذا اعرفه زين مافيه ولا استراحه ولا محطه ابداً . رد الرجل بثقه وقال على بعد

عشره كيلو فيه استراحه. فتعجب سلمان وقال مافيه الا سكن مهجور لعمال الشركه اللي زفلتوا

هذا الطريق.

قال الرجل الغريب واذا لقينا استراحه وش تقول. قال سلمان مستحيل انا اعرف الطريق وماشيه

الاسبوع الماضي مافيه ولا استراحه. صمت الجميع لأنتظار المفاجأه ومن سيكسب الرهان ويصير

كلامه هو الصحيح.

ماهي الا لحظات حتى يظهر لهم نور ضعيف من بعيد حينها بدا الخوف يدب في قلب سلمان

ويقول في نفسه هذه خرابه مهجوره معقول احد يستثمرها ويسويها محطه بهذه السرعه

المهم قربو من المكان الموحش المخيف واذا به مكان تعج به الحركه وانوار موزعه على المكان

قال الرجل وقفنا هنا نريد ان نتعشى فقال سلمان انا متعشي لكن انتم تعشو وانا انتظركم

فقال الرجل يمكن تمشي عنا فغضب سلمان وقال عيب عليك انت معي لما اوصلك المكان اللي تريده

وعندما اقتربو من المكان نظر سلمان واذا رجل يخرج من غرفه وياشر لهم ان تفضلو ووقفو هنا

ووقف سلمان امام عمود عليه لمبات امام الاستراحه التي لم يقتنع بها وقال للرجل تفضل انزل انت

واولادك وانا انتظركم بالسياره . قال الرجل مايصير لازم تنزل وتتعشى على حسابنا نزل سلمان

وامامه صاله كأنه مطعم ويوجد كراسي حديد وطاولات قديمه متسخه ويسمع صوت ضجيج بالداخل

وظحك ولكن لايوجد احد يكلمه مجرد اصوات. فناداه احدهم هاه يالطيب ايش تطلب ؟

قال سلمان خلني اشوفك تعال وبعدين اطلب . قال ياشيخ انا مشغول اسوي العشا للزباين اللي جو معاك

قال له سلمان خلاص ماودي عشا ولا شي اهم شي عجل بسرعه وجهز طلب اللي معي انا ذبحني البرد

ورايح للسياره ولما خرج من الصاله وفتح باب السياره خرج صاحب المطعم ووقف على الباب والنور

خافت لا يتبين منها ملامح وجهه مجرد خيال انسان ونادى على سلمان. وقال ياسلمان ليه تروح الحين

يجهز طلبك . قفل سلمان على نفسه باب السياره وقال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا بحلم ولا علم

واشر له سلمان يعني ماودي عشا . ودخل هذا المخلوق المجهول وسكر الباب خلفه اما صاحب سلمان

واولاده جالسين في غرف مخصصه للعائلات والشباك مضئ ويرى ظلالهم على الجدار من الداخل

والاولاد الصغار يتناقزون على الشباك ويغنون بهجينيه سلمان

البارحه العين ويش بها===تقل بها شب وترابي

وهم يصفقون ويرقصون في الغرفه.

سلمان مخاطباً نفسه!

كيف عرفو اسمي وكيف عرفو هجينيتي !

والعامل كيف عرف اسمي !

وانا ايش اللي موقفني هنا ياولد هل هم انس؟ لاوالله انهم جن اعوذ بالله منهم. حتى ملامح وجوههم

ماشفتها مجرد خيال ؟


قرر على النجاه بنفسه وادار مفتاح السياره .طق طق مافيه بطاريه نهائي ! قال يمكن الاصبع منزوع

من مكانه ففتح الكبوت بسرعه ونزل ورفع غطا الكبوت الا بالرجل يفتح الشباك وهو يظحك ظحكته

الهستيريه !

التفت سلمان وقال البطاريه فاضيه تعال ندف السياره! قالها سلمان خوفاً ومجاراة له حتى يتمكن من

الخلاص ! رد الرجل طيب جايين سكر الكبوت لاتتعب حالك الحين السياره تشتغل . تأكد سلمان من

اسلاك السياره لعل احدها منزوع ويمديه يركبه ويشغل السياره ويهرب ؟ لم يجد سلكاً منزوعا كلها

سليمه. سكر الكبوت ولف للباب ليركب السياره!

وعندما فتح الباب وجد المفاجئه ؟؟؟؟؟

الرجل واولاده راكبين معه . تنهت واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم.

وادار المفتاح واشتغلت السياره بسرعه؟

قال سلمان بتعجب ! يارجل انت وين تريد اوصلك؟

قال الرجل قدام مسافه قريبه ونزلنا!
قال سلمان انا طريقي يمين وصعب علي امشي هذا الخط المقطوع من السيارات

سلمان لايريد ان يبتعد كثيرا عن الطريق العام يمكن يحصل احد يستنجد به وينقذه من هذه الورطه

ولسان حاله يقول انا وش اللي حدني اسري بهالليل من دون خوي الله يستر ويعديها على خير.

المهم وصلو الى تقاطع ديرة سلمان . واستدار سلمان لليمين فصرخ به الرجل؟؟؟؟؟؟؟

امش على طول. قال سلمان انا طريقي من هنا ولايمكن امشي لمكان مقطوع ومجهول واذا تبي تنزل

بكيفك. قال كذا طيب انا اذا نزلت محد يحميك وتكون عرضه لغيري ويفعل بك الافاعيل.

قال سلمان الله هو اللي يحميني ماهو انت؟ فغضب الرجل وازدادت حراره السياره من الداخل

وتوتر الجو . ففتح الرجل نافذة السياره وقال اذا ماوقفت ارمي عيالي من الشباك واذا ماتو انت المسئول

هنا بدأ يفكر سلمان هل هو انسان ام من الجان يمكن انسان مختل عقلياً ويمكن جن انا ماقدر احكم

عليه . يالله وش اللي يصير.وقف سلمان السياره جانباً وهو يدعي الله بالخلاص من هذه المصيبه

فقال يارجل تعال اركب عندي خلني اشوفك حتى اتفاهم معك؟ ولم يرد عليه احد فناداه ثاني مره

ياخوي تسمعني تعال عندي. ياولد ! ويلتفت لأول مره للخلف ؟؟؟؟؟؟

الا والسياره خاليه والمقاعد ماعليها احد! فاقشعر جسمه ووقف شعر رأسه وبدأ يرتعش وينتفض

ويسأل نفسه وين راحو اضاء اللمبه الداخليه للسياره والتفت خلفه لايوجد احد.

داس على دواسة البنزين بأقصى سرعه وهو يردد آية الكرسي والمعوذات وخواتيم سورة البقره

ومضى بطريقه حتى وصل قريته واخذ يتجول بسيارته يمينا وشمالا عله يجد احدا يتكلم معه ويستأنس

به ولكن سكون القريه زاد من وحشته وخوفه ووقف بسيارته بجوار محطه للبنزين يعمل بها باكستاني

هذا الباكستاني لايفارق المحطه ليلا ولانهارا. وماحدث له جعله يخاف من النوم في السياره فنزل

وطرق الباب وكرر الطرق حتى فتح له الباكستاني الباب وقال ايش فيك كم الساعه الحين انت

تدق الباب . سلم عليه وقال انا سلمان ماعرفتني؟

فظحك ظحكه هستيريه كظحكه الرجل المجهول . ارتعد سلمان ورجع خطوات للخلف ووجهه على

الباكستاني ينظر اليه بتعجب ماسر هذه الظحكه.

فتح باب السياره وجلس فيها حتى طلع الصباح وصلى الفجر في جامع القريه بعد ليله مريره قضاها

في عالم مجهول فتوجه الى المدينه ومر بالاستراحه ووجدها بيوت مهجوره وبقايا غرف بلا ابواب

ولا شبابيك.

فردد هجينيته.

البارحه العين ويش بها===تقل بها شب وترابي


ارجو ان اكون قد وفقت في تأليف هذه الروايه وارجو انكم استمتعتم بها

الخضيري
10-06-15, 01:49 AM
قال بعض الصالحين : دخلت إلى مصر
فوجدت حداداً يخرج الحديد بيده من النار!!!
ويقلبه على السندال .. ولا يجد لذلك ألماً ..!!
فقلت في نفسي (( هذا عبدُ صالح لاتعدو عليه النار)) فدنوت منه وسلمت عليه
فرد علي السلام فقلت له :: (( ياسيدي بالذي منّ عليك بهذه الكرامة
إلا مادعوت لي فبكى وقال :: (( والله ياأخي ماأنا كما ضننت
فقلت له :: ياأخي أن هذا الذي تفعله لايقدر عليه إلا الصحالون
فقال أن لهذا الأمر حديثا عجيبا
فقلت له :: أن رأيت أن تعرفني به فاأفعل
قال :: نعم
كنت يوماً من الأيام جالساً في هذا الدكان وكنت كثير التخليط
إذ وقفت عليّ أمراءة لم أرا قط أحسن منها وجهاً
فقالت :: ياأخي هل عندك شيئاً لله ..!!
فلما نظرت إليها فتنت بها وقلت لها
هل لكِ أن تمضي معي إلى البيت وأدفع لكِ مايكفيك
فنظرت إليّ زماناً طويلاً فذهبت فغابت عني طويلاً
ثم رجعت وقالت :: ياأخي لقد أحوجتني الضرورة إلى ماذكرت
قال : فقفلت الدكان
ومضيت بها إلى البيت ..
فقالت لي :: ياهذا
أن لي أطفالاً وقد تركتهم على فااقة شديدة !!!
فإن رأيت تعطيني شيئاً أذهب به إليهم
وأرجع إليك فاأفعل
قال :: فاأخذت عليها العهود والمواثيق
ودفعت لها بعضا من الدراهم
فمضيت وغابت ساعة
ثم رجعت .. فدخلت بها إلى البيت وأغلقت الباب ..
فقالت :: لمَ فعلتَ هذا ؟؟
فقلت لها :: خوفاً من الناس
فقالت :: ولمَ لاتخاف من رب الناس
فقلت لها :: أنه غفور رحيم
ثم تقدمت إليها
فوجدتها تظطرب كما تظطرب السعفه يوم ريح عاصف ..!!
ودموعها تنحدر على خديها
فقلت لها :: مما أظطرابك وبكاؤك ؟؟؟؟!!ّ
فقالت :: خوفاً من الله عزوجل
ثم قالت لي :: ياهذا أن تركتني لله
ضمنت لك أن الله لايعذبك بالنــــار
لافي الدنيا ولافي الآخرة ..
قال :: فقمت وعطيتها جميع ماكان عندي
وقلت لها :: ياهذه قد تركتك خوفاً من الله عزوجل
قال : فلمَ فارقتني غلبتني عيني فنمت ..
فرأيت امراءة لم أرا قط أحسن منها وجهاً
وعلى رأسها تاج من الياقوت الأحمر ..
فقالت لي :: جزاك الله عنا خيراً
قلت لها :: ومن أنتِ ؟؟
قالت :: أنا أم الصبية التي أتتك وتركتها خوفاً من الله عزوجل
لاأحرقك الله بالنار لافي الدنيا ولافي الآخرة
فقلت لها :: عرفيني بها ؟؟ ومن أي نسل هي يرمحكِ الله ؟؟!!ّ
فقالت :: هي من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتذكرت قول الله عزوجل :: أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ))
ثم أفقت من منامي ومن ذلك الوقت
لم تعدو عليّ النار

وأرجو أن لاتعدو عليّ في الآخرة ..

الخضيري
10-06-15, 05:35 AM
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0260.pdf
حمل كتاب قصص من التاريخ للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

الخضيري
10-06-15, 05:38 AM
*/بعد 37 سنه زواج قرر الزوج ان يترك زوجته من اجل السكرتيره الشابه
وكان شرط السكرتيره ان تتزوجه فى منزله المقيم فيه مع زوجته لانه كان يساوى
ملايين الدولارات
فوافق الزوج على طلبها واعطى لزوجته السابقه مهله 3 ايام لترك المنزل
ولكنها فعلت شئ انتقاما منه لن يخطر على بال ابليس نفسه
هل تتخيلوا ماذا فعلت هذه المطلقه
اعتقد انها بفعلتها هذه اذكى مخلوقه على وجه الارض
اليكم باقى القصه وماذا حدث :

قرر الزوج الثري أن يتزوج من السكرتيرة الشابة فائقة الجمال التي كانت تعمل
لديه ، وكان شرط السكرتيرة أن يطلق زوجته الاولى وأن يطردها من بيتها وتسكن
هي فيه علما بأن البيت يساوي مايفوق 3 مليون دولار !!

فذهب الى زوجته واخبرها بانه سيطلقها وأن امامها ثلاثة أيام فقط لتجمع
حاجاتها من البيت وتغادره على الفور لبيت أهلها ، فوافقت الزوجة لأنها كانت
تعلم أن حياتها معه لن تستطيع اكمالها وأن نزواته كثيرة .


وفي اليوم الثالث بعد وقبل موعد رحيلها من البيت كانت قد جلبت كمية كبيرة
جدا من " الجمبري ، والكابوريا , والأسماك المتنوعة والكفيار وغيرها من
المنتجات البحرية ، وبعد خروج زوجها قامت بفك جميع مواسير الستائر الموجوده
بالبيت وقامت بملئها وحشوها بالأسماك والجمبري وهذه الأشياء التي تتعفن بعد
فتره وتخرج رائحة قذره!! فعلت ذلك في كل المواسير وكان بيتها ممتلئا بها ثم
تركت البيت وغادرت لبيت اهلها ...

قضى زوجها وسكرتيرته الشابه أول 3 ليالي من حياتهما بصورة طبيعية حتى بدأ
ظهور رائحة كريهة جدا في جميع ارجاء البيت !! رائحة نتنة لا تطاق ! أخذوا
بتنظيف كل الاماكن وفتح البيت لغرض التهوية ورش المبيدات والمعطرات وغيرها
ولكن الرائحة تفوح يوما عن يوم وتزداد يوما عن يوم دون جدوى ؟

فقرروا بعد فتره ترك المنزل وعرضه للبيع وشراء منزل أخر ولكن لم يقبل أحد
بشراءه فكلما دخل مشتري وجد تلك الرائحة الكريهة ولم يجد لها تفسيرا منهم
يقرر عدم الشراء ويرحل حتى يأسو وخفضوا سعر المنزل للنصف!
وهنا اتصلت عليه طليقته وطلبت منه شراء المنزل وعرضت اقل سعر ممكن فوافق
على البيع وهو في حيرة لماذا تشتريه وكانت ذكرياتها فيه سيئة وخرجت منه
مطلقه ولكنه باعها إياه للتخلص من المنزل برائحته الكريهة واشترطت عليها أن
يأخذ الفرش ويسلمها المنزل فارغ فوافقت وبعد اتمام الشراء أخذت سيارات نقل
الأثاث في نقل المفروشات وبما فيها قضبان الستائر ههههههههههههه.
حقيقه كيد النساااااء لا يأمنه أحد ./*

الخضيري
10-06-15, 05:43 AM
سيدة سعودية تدخل طليقها مستشفى الأمراض العقلية بعد زواجه عليها في أغرب قصة "انتقام" ..

تمكنت سيدة سعودية من أن توجه ضربة قاضية لزوجها السابق وتدخله مستشفى الأمراض النفسية بعد أن "خان العشرة" وأحضر لها "ضرة" ناسيا سنوات كفاحها معه في رحلة العمر.

الزوج يدخل المشفى بحالة سيئة ولايزال تحت العلاج

وبحسب صحيفة "اليوم" السعودية فقد شهدت مدينة أبها في جنوب البلاد أغرب قصة لانتقام زوجة من زوجها بعد أن تزوج عليها، حيث قام الزوج بالاشتراك مع زوجته ببناء منزل (العمر) وبعد أن انتهى من بناء طابق أرضي ودور مرتفع فوقه قرر الزواج على شريكته في البناء والحياة الزوجية ولم يكتف بذلك بل أسكن زوجته الجديدة في الدور العلوي وأمر زوجته الأولي بالبقاء في الدور الأرضي.

وقد أوغرت أفعال الزوج صدر الزوجة الأولى ضد زوجها وتظاهرت بموافقتها على ما قام به زوجها وأقنعته بأن يكتب الدور الأول باسمها بالنظر إلى أنها شاركته في البناء، وبعد أن تسلمت صك ملكية الدور الأول من المحكمة فاجأت الزوجة زوجها بطلب الطلاق كما طلبت منه أن يتولى حضانة الأطفال.

وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات الأقارب للإصلاح بين الطرفين قد باءت بالفشل فاضطر الزوج لطلاقها وبعد أن أتمت الزوجة شهور العدة أقدمت على الخطوة الأخيرة من انتقامها بأن تزوجت من شخص آخر وأسكنته معها في الدور الأرضي بنفس البيت الذي يسكن فيه زوجها، مما أدى إلى أن يصاب الزوج بحالة سيئة دخل على أثرها مستشفى الأمراض النفسية ولا يزال تحت العلاج حتى الآن.

الخضيري
10-06-15, 05:46 AM
الانتقام الغريب و المقبول ..
وخير مثال علي هذه النوع هو ماحدث من سيدة مريكية كإنتقام من زوجها لانشغاله عنها
فقد ضاقت أميركية ً بتعلق زوجها الشديد بألعاب الفيديو، فأقدمت على سبيل المزاح على عرضه للبيع على موقع إلكتروني.
ونقلت صحيفة "ذي هيرالد جورنال" الأميركية عن أليس بادلي من مدينة لوجان في ولاية يوتا الأميركية، قولها إن زوجها كايل أمضى وقتاً طويلاً على ألعاب الفيديو، فقررت عرضه للبيع على موقع "كريجليست" الإلكتروني.
وأضافت بادلي: لم أكن أراه كثيراً، لذا قلت له يوماً أنني سأبيعه، وعمِلتُ بنصيحة حماتي.
وأشارت بادلي إلى أنها تلقت عروضاً لشراء زوجها بعد ساعات من نشر عبارة "زوج للبيع لمن يتقدم بالسعر الأعلى". أما الزوج فتقبل الموضوع بروح رياضية قائلاً: أنا أحب زوجتي
...
اما النوع الثاني من الانتقام النسائي فهو الانتقام البشع والغير مقبول و يهدد الحياه والعرض
فقد أقدمت موظفة مصرية على أبشع انتقام نسائي، إذ اختطفت زوجة عشيقها، واستأجرت بلطجية لاغتصابها بشكل جماعي أمام عينيها، نكاية فيه بعد أن رفض الزواج منها، برغم استمرار علاقتهما المحرمة لسنوات.
و الموظفة التي تقطن في مدينة حلوان (جنوب القاهرة) استأجرت بلطجية لاختطاف زوجة عشيقها، واغتصابها لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ثم ألقوا بها عارية في الشارع.
واتصلت الموظفة بعشيقها، وأخبرته بوجود زوجته أمام المنزل بعد اغتصابها للانتقام منه
..
ولو تأملنا في نوع الانتقامين مع غرابتهما لوجدنا انهم يحملون الكثير من المنطقية في رد الفعل لانهم رد فعل طبيعي لنوع العلاقة التي تجمع الرجل بالمرأة في كل حالة
فالامراة الاولي كان انتقامها الغريب مرحا ومقبولا لان العلاقة بينها وبين الرجل علاقة طبيعية قائمة علي الزواج في النور والعلن ولا يشعر اي طرف منهم بضغط نفسي او اهانة في العلاقة فهي علاقة متوافقة مع العرف والدين والثقافة السائدة في مجتمعهم ولهذا يكون حل الخلاف اما بهذا النوع من الانتقام الظريف او حتي بالانفصال بعيدا عن القتل او الاغتصاب
اي ان العلاقة الطبيعية تنتج ردود فعل منططقية حتي في حالة الانتقام
.
اما النوع الثاني من الانتقام فهو الانتقام البشع الذي ينتج عن علاقة غير سوية والعلاقة الغير سوية تؤدي الي ردود افعال غير سوية الانتقام يكون بشع وغير معتاد
فالعلاقة بين السيدة الثانية وعشيقها هي علاقة غير سوية ومحرمة دينيا ومنتقدة ولا تتوائم مع العرف المصري او الثقافة المصرية
ولان العلاقة غير طبيعية ومحرمة كان من الطبيعي من الطبيعي ان يكون الانتقام ايضا محرما وغير طبيعي
فالعلاقة كانت عشقا محرما فأدت الي انتقام محرم وبشع ولان العلاقة تعدت علي العرف كان الانتقامم تعديا علي العرض
فالعلاقة الغير مشروعة تؤدي بالطبع الي انتقام غير مشروع
.
؟..
المصدر: محمـد اسمـاعيـل
اسم السلسلة: مجرد رأي

الخضيري
10-06-15, 05:48 AM
أغرب قصص الإنتقام بعد الخيانة

تعتبر الخيانة الزوجية من أهم الأسباب لتدهور العلاقة بين الثنائي، والتي تؤدي في معظم الحالات إلى الطلاق وإنفكاك الأسرة. ولأن البعض قد يلجأ إلى الإنتقام من الشريك لكي يشفي غليله، إليكم أغرب الطرق التي تمّ إعتمادها لمعاقبة الزوج الخائن: - إمرأة قامت بتوزيع مقتنيات زوجها مجاناً على الراغبين بشرائهم في حديقة منزلها، كما كتبت كلمة "خائن" على سيارته الرباعية الدفع. - ليتغلّب على مأساة هجر زوجته له، قام أحد الرجال بحرق كل ملابس زوجته الثمينة وحقائب اليد المفضلة لديها التي إبتاعتها من ماركات تجارية معروفة. - قامت إمرأة بإرسال رسالة خاصة إلى طليقها وضعت في داخلها زبدة الفول السوداني لكي تؤذي زوجته الحالية التي تعاني من حساسية تجاه هذا النوع من الطعام. - فور إكتشاف أحد الرجال أن زوجته خائنة، قام بإحراق جميع صور زفافهما، ومن بينها الصورة المفضلة لزوجته في ثوب الزفاف وفي يدها عدة التزلج. - قامت زوجة برمي كل ممتلكات زوجها الخاصة والقيّمة من الشرفة إلى باحة منزلهم الخلفية دون أن تترك له المجال لتوضيبها ونقلها إلى مكان إقامته الحالي، والملفت أن معظم مقتنايته تضمنت الزجاج الذي تحطم فوراً.

الخضيري
10-06-15, 05:54 AM
قصة حقيقية لكنها اغرب من الخيال
>>>>>>>>>>>
روى احد الخواص من اهل التقوى والورع هذه القصة العجيبة,فقال:ركبت سفينة مع جماعة من المسافرين, وسارت
السفينة بنا فترة من الوقت,وفي الطريق هبت ريح عاصفة افقدت السفينة توازنها, واضطرب ربانها,واصطدمت بصخرة في البحر
فتحطمت,فتعلق عدد من ركابها وانا منهم بأخشاب السفينة المحطمة
وتمكنا بحمد الله من النجاة بأنفسنا الى جزيرة غير مسكونة, أقمنا فيها أيامآ,ونفد كل ما كان معنا من الغذاء حتى أو شكنا على الموت
جوعآ,
>>>>>>>>>>>>>>>>>



فقال بعضنا لبعض: تعالوا ننذر لله تعالى للخلاص من هذه المحنة نذرآ ونؤديه اذا نجونا,فقال احدنا: لله علي نذر ان اصوم كذا مدة مادمت حيآ انجانا الله من هذه المحنة, وقال الاخرعلي ان اصلي كل يوم كذا ركعة ان انجانا الله,وقال ثالث: لله علي ان اذهب للحج ماشيآ ان انجانا الله من هذا الموقف الصعب,وهكذا نذر كل واحد منا نذرآ معينآ وانا ساكت, فقال لي الجميع: لماذا انت ساكت ولم تنذر معنا؟
>>>>>>>>>>>>>>>>>
فلم يجر على لساني الا ان قلت: لله علي ان لا اكل لحم الفيل ابدآ فقالوا اتهزل في مثل هذا الحال؟ ونحن نواجه هذه المشكلة العسيرة
فقلت: والله ماتعمدت الهزل, ولكني منذ بداتم النذر عرضت على نفسي أشياء لادعها الله عزوجل, فلم يحضر على بالى غير الذي تلفظت به, ولعل الله عزوجل القاها في قلبي لحكمة يعلمها, وبعد ساعة قال بعضنا: لنطف في هذه الجزيرة, كل منا يوجه الى ناحية لنطلب طعامآ, ويكون مكان لقائنا تحت هذه الشجرة التي كنا تحتها,
>>>>>>>>>>>>>>
وبعد مضي فترة رجع الاصدقاء ومعهم فيل صغير, فذبحوه وشووه
وجلسوا ياكلونه, فقالوا: تقدم وكل من هذا اللحم قبل ان تموت من الجوع, فقلت انسيتم اني نذرت قبل ساعة ان لا اكل من لحم الفيل,
ولعل سبب جريان ذلك على لساني لكي اكون الوحيد الذي يموت جوعآ من بينكم, وعلى أية حال فأنا لا انقض عهدي ولا آكل من لحم الفيل, وحين مافرغوا من الأكل استلقى كل فرد منهم تحت شجرة ليستريحوا قليلآ,
>>>>>>>>>>>>>>>>>>
فما هي الا لحظات واذا بفيل عظيم قد اقبل وهو ينعر بصوت مخيف,وجفل له كل منا, وراينا الموت بأعيننا,ولم يكن هناك مجالآ
نأوي اليه فأخذنا نهلل ونكبرونتشهد ونستغفر,فأخذالفيل يقصد اصحابي واحدآ واحدآ فيشمه من رأسه الى رجليه,وفإذا شم رائحة لحم ولده شال إحدى قوائمه وضعها عليه حتى يلفظ أنفاسه,وجاء
الى الاخر وفعل معه نفس الفعل, وهكذا الى ان لم يبق احد غيري,
فتوجه نحوي وانا جالس أشاهد مايحدث واسبح الله تعالى واستغيث به واكرر الشهادتين,
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
فلماقرب مني ارتميت على ظهري لشدة خوفي حتى كادت روحي تخرج فزعآ فشمني مرة ثم أعادها ثلاث مرات,وهو مالم يفعله مع
اصحابي اذ كان يشمهم مرة واحدة ثم يقتلهم,ثم لف خرطومه علي
فرفعني في الهواء فظننته يريد قتلي بطريقة غير التي قتل بها اصحابي, لكنه وضعني على ظهره وانطلق يعدوبسرعة وانا اشكر الله عزوجل على تأخيره لقتلي,وانا خائف مما سيقوم به بعد ذلك,
وهكذا كنت طوال الليل, وحتى اصبح الصباح فوضعني على الارض وذهب عني,
>>>>>>>>>>>>>>>>>>
وحينما طلعت الشمس وجدت نفسي على الطريق العام, فشكرت الله تعالى على هذا اللطف الخفي لي ثم مشيت نحو فرسخين فانتهيت الى بلد كبير فحدثت اهله بقصتي فتعجبوا وقالوا:بيننا وبين تلك المنطقة مسافة عدة ايام, فاقمت هناك حتى تعافيت من تلك الاحوال المفزعة عدت بعدها الى بلدي شكرآ الله تعالى على خفي الطافه معي.......الحمدلله رب العالمين تمت القصه

الخضيري
10-06-15, 05:49 PM
نعل الملك

يحكى أن ملكاً كان يحكم دولة واسعة جداً

أراد هذا الملك يوما القيام برحلة برية طويلة

وخلال عودته

وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة

فأصدر مرسوماً يقضي

بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد

ولكن احد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل

وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط

فكانت هذه بداية نعل الأحذية



إذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم

فلا تحاول تغيير كل العالم

بل أعمل التغيير في نفسك ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره






(2)

الإعلان والأعمى

جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة

واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها :

' أنا أعمى أرجوكم ساعدوني '

فمر رجل إعلانات بالأعمى

وقف ليرى أن قبعته لا تحوي

سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها

دون أن يستأذن الأعمى

أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى

وأعادها مكانها ومضى في طريقه .

لاحظ الأعمى

أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية

فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه

من الكتابة هو ذلك التغيير

فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي :

' نحن في فصل الربيع لكني لا أستطيع رؤية جماله' ...




غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب