المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " العقد الفريــد "


طلال
13-10-13, 05:39 PM
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRfHPth5gMbi1f8pqOm70Sizoqs6RHgW eJGoNttmyqRIFnxysVizwLkA5AB


أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب ابن حدير بن سالم، أبو عمر، الأديب الإمام صاحب العقد الفريد،

من أهل قرطبة، ولد سنة (246هـ) كان جده الأعلى (سالم) مولى لهشام بن عبد الرحمن بن معاوية.

وكان ابن عبد ربه شاعرًا مذكورًا فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها. وله شعر كثير


إخترت لكم من

كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب


النَّسب الذي هو سبب التعارُف، وسُلّم إلى التَّواصل، به تتعاطف الأرحام الواشجة، وعليه تحافظ الأوَاصر

الَقريبة. قال اللهّ تبارك وتعالى: " يا أيُّهَا النَّاسُ إنّا خَلقْنَاكُم مِنْ َذَكٍر وَأنَْثى

وَجَعلْنَاكُم شُعُوبًَا وَقبَائَِل لِتعَارَفُوا "

أصل النسب

معاوية بن صالِح عن يحيى عن سَعيد بن اُلمسيِّب، قال:

وََلد نُوٍح ثلاثة أولاد: سام وحام ويافِث.

فولد سام العَرَب وفارس الرُّوم، وَوَلَد حامٌ السّودان والبربر والنبط، وَوَلد

يافُث التركَ والصًَقالبة ويَأجِوج ومَأجوج.

أصل قريش - كانت ُقرَيش تُدْعى النضرَ بن كِنَانة، وكانوا مُتَفرِّقين في بَنِي كِنانة، َفجَمَعهم قُصيَّ بن كِلاب بن مُرّة بِن كعْب بن لؤىّ بن غالب بن فِهْر بن مالك من كلِّ َأوْب إلى البيت، َفسُمُّوا قُرَيشًا.

والتَّقرش: التّجَمُّع، وسُمِّي ُقصىَّ بن كِلاب مُجَمِّعًا، فقال فيه الشاعر:

قُصيَّ أبوكم كان يُدْعى مُجَمِّعًا ... به جَمَّع الله القبائَل من فِهِْر

وقال حبيب:


َغدَوْا في نواحي نَعْشِه وكأنما ... قُرَيشٌ يوم مات مُجَمِّعُ

يُريد بمُجَمِّع قُصي. بن كِلاب، وهو الذي بَنى اَلمشْعَر اَلحرَام، وكان يقوم عليه

أيام الحج، فسمَّاه اللهّ مَشْعَرًا

وأمر بالوقوف عنده.وإنما جمع قًصيَّ إلى مكة بني فِهْر بن مالك، فِجْذم ُقرَيش

كلّها فِهرْ بن مالك، فما دُونه

قُريش، وما فوقه عَرب، مثل كِنانة وأسد وغيرهما من قبائل مُضر، وأما قبائل ُقرَيش، فإنما تَنْتهي إلى فِهر بن مالك لا تُجاوزه. وكان ُقريش تُسَمَّى آَل اللهّ، وِجيران اللّه، وسكّان حرم اللهّ، وفي ذلك يقول عبدُ المطلب

ابن هاشم:

نحن آل الله في ذِمَّتِه ... لم نَزَلْ فيها على عَهدٍْ َقدُمْ

إنَّ للبيتِ َلرَب.ا ماِنعًا ... مَن يُرِد فيه بإثٍْم يُخْترَم

لم تَزَلْ للّه فينا حُرْمةٌ ... يَدَْفعُ الله بها عَنَا النَِّقم

طلال
13-10-13, 05:43 PM
نسب قريش



- قال أبو المنذر هِشام بن محمد بن السائب الكَلْبي: تَسمِيةُ من انتهى إليه

الشرَّف من ُقرَيِش في الجاهلية َفوَصله بالإسلام

عَشرة رَهْط من عشرة أبْطٍُن وهم:


هاشم وأمَيَّةُ ونوْفل وعبد الدار وأسد وتَيْم ومَحْزوم وعَدِيّ وجُمَح وسَهْم.

فكان من هاشم: العبَّاس بن عبد المُطلب، يَسْقِي اَلحِجيج في الجاهليَّة وبقى له

ذلك في الإسلام؛
..
ومن بني أمية: أبو سُفيان بن حَرْب، كانت عنده العُقاب رايُة قُرَيش، وإذا كانت عند رَجُل أخرجها إذا حَمِيَت الحرب، فإذا اجتمعت قُريِش على أحد أعَْطوْه العَُقاب، وإن لم يَجْتمعوا على أحد رَاسوا صاحبَها فَقدَّموه؛
....
ومن بني نوَْفل: الحارُث بن عامر، وكانت إليه الرِّفادة، وهي ما كانت تُخْرجه من أموالها وتَرُْفد بمُنَْقطِع الحاج؛
....
ومن بني عبد الدار: عثمان ابن َطْلحة، كان إليه اللِّواء والسِّدانة مع الحِجابة، ويقال: والنَّدْوة أيضًا في بَني عبد الدَّار؛
....
ومن بَني َأسَد: يزيدُ بن زَمْعة بن الأسود، وكان إليه اَلمشُورة، وذلك أن رُؤَساء ُقريش كانوا لا يجتمعون على

أمر حتى يَعِْرضُوه عليه، فإن واَفقه والاهم عليه

وإلا تَخَيَّر، وكانوا له أعوانًا، واستُشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطَّائف،
....
ومن بني تَيْم: أبو بكر الصِّديق، وكانت إليه في الجاهليّة الأشْناق، وهي الدِّيات واَلمغْرَم،

فكان إذا احتمل شيئًا فسأل فيه ُقريشًا صدَقوه وأمْضوا حمالة مَنْ نَهض معه، وإن احتملها غيرُه خََذلوه
....
؛ ومن بني مَخْزوم: خالدُ ابن الوليد، كانت إليه القُبَّة والأعِنَّة، فأما القُبة فإنهم كانوا يضرْبونها ثم يجمعون إليها ما يُجَهِّزون به اَلجيش

وأما الأعِنَّة فإنه كان على خَيْل ُقرَيش في اَلحرْب
....
ومن بَني عَدِيّ: عمر بن الخطاب، وكانت إليه السِّفارة في الجاهليَّة، وذلك أنهم

كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم حَرْب بعَثوه سفيرًا

وإن نافرهم حي ُلمفاخرة جَعَلوه مُنَافِرًا ورَضُوا به
....
ومن بني جمح: صَْفوان بن أمية، وكانت إليه الأيسار، وهي الأزْلام، فكان لا يُسْبَق بأمْر عام حتى يكون

هو الذي تَسْييره على يَدَيْه
....
ومن بني سَهْم: الحارث بن َقيس، وكانت إليه الحكومة والأموال المُحَجَّرة التي سمَوها لآلهتهم.

طلال
13-10-13, 05:49 PM
هذه مكارم ُقريش التي كانت في الجاهليَّة

وهي السِّقاية والعِمارة والعُقاب والرِّفادة والسِّدانة والحِجابة

والنَّدوة واللِّواء واَلمشُورة والأشناق والقُبَّة والأعِنَة والسِّفارة والأيسار

والحكومة والأموال المحجَّرة

إلى هؤلاء العَشَرة من هذه البُطون العَشرة على حال ما كانت في أولِيتهم

يتوارثِون ذلك كابرًا عن كابر، وجاء

الإسلامُ فوَصَل ذلك لهم، وكذلك كلُّ شرف من شرف الجاهليَّة أدْرَكه

الإسلام وَصله

فكانت سِقاية الحاجّ وعِمارة المَسْجِد اَلحرَام وحْلوان النَّفْر في بَني هاشم. فأما

السِّقاية فمَعْروفة، وأما العِمارة فهو أن لا يتكلم أحد في المَسْجد اَلحرَام بهُجرْ

ولا رَفَث ولا يرفٍع فيه صوتَه، كان العبَّاس ينْهاهم عن ذلك.

وأما حُْلوان النَّْفر، فإن العَرب لم تَكُن تملك عليها في الجاهليَّة أحدًا، فإن كان

حَرب َأْقرعوا بين أهل الرِّياسة،

فمَنْ خَرَجت عليه القُرْعة َأحْضروه صَغيرًا كان أو كبيرًا، فلما كان يوم الفِجار

أقرَعوا بين بني هاشم فخَرَج

سَهْم العبّاس وهو صَغير فأجلسوه على المِجَن.

طلال
13-10-13, 06:50 PM
جماعة بني هاشم بن عبد مناف وجماعة قريش عبدُ المُّطلب بن هاشم ولدُه عَشرْ بَنين، وهم:

عبد الله أبو محمّد صلى الله عليه وسلم

أبو طالب،

الزُّبير، ُأمهم فاطمة بنت عمر اَلمخْزومية

العبّاس ضِرَار، أمهما نُتَيلة النَّمريّة

حَمزَة والمَُقوَّم، أمّهما هالُة بنت وَهْب

أبو َلهَب، أُمّه لُبْنى، خُزَاعيَّة

الحارث، أمه صَفِيّة، من بني عامر بن صَعْصعة

الغَيْداق، أمه خُزَاعية.
...........

جماعة بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف - وهو أمية الأكبر

حَرْب بن أمية، وأبو حَرْب، وسُْفيان، وأبو سُفيان، وعَمْرو، وأبو عَمْرو

وهؤلاء يقال لهم العَنابس

والعاصي وأبو العاصي، والعِيص، وأبو العيص وهؤلاء يقال لهم الأعْياص


ومِنهم مُعاوية بن أبي سُفيان وعثمان بن عَفَّان بن أبي العاص بن أمية، وسعيد بن العاص بن أميَّة، ومَروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.
..........
جماعة بني نوفِل -
الحارث بن عامر صاحب الرِّفادة، ومُطعم بِن نَوْفل، ومنهم عَدِيّ بن الخِيَار بن

نوْفل، ومنهم نافع بن ُظريب بن عمرو بن نوْفل وهو كاتب المصاحف لعمر بن

الخطّاب، ومُسلم بن َقرََظة، قُتَِل يوم اَلجمَل.
.........
جماعة بني عبد الدار - عثمان بن َطْلحَة صاحب الحِجابة، وشَيْبة بن أبي َطلْحَة،

والحارث بن عَْلقمَة بن كَلدَة، كان رَهِينة قريش عند أبي يَْكسوم والنَّضْر بن

الحارث بن عَْلقمة بن َكَلدة بن عبد مَناف بن عبد

الدار. َقتَله النبي صلى الله عليه وسلم صَبْرًا، أمر عليّ بن أبي طالب َفَقتله يوم الأَثيل.
........

جماعة بني أسد بن عبد العزى -

منهم: الزُّبير بن العَوَّام بن خوَيْلد بن أسَد، وأمّه صَفية بنت عبدُ المطلب،

ويزيد بن زَمْعَة بن الأسود، صاحب اَلمشُورة

وأبو البَخْتري، واسمه العاصي بن هِشام بن الحارث بن أسَد،

وَوَرَقة ابن نوفل بن أسد وهو الذي أدرك الإيمان بعقله وبَشر خديجة بالنبي

صلى الله عليه وسلم.
.........
جماهير بني تيم بن مرة - منهم:

أبو بكر الصِّديق

و طْلحَة بن عُبيد اللهّ، وعمر بن عبيد اللهّ بن مَعْمر، وعبد الله بن جُدْعان

وعليّ بن يَزيد ابن عبد الله بن أبي مُلَيكة والمُهاجر بن قنُْفذ بن عُمير بن جُدْعان

ومحمد بن المنكدر بن عبد اللهّ بن اَلهدير.
.........
جماهير مخزوم بن مرة - منهم:

المغيرة بن عبد اللهّ بن عُمَر بن مخزوم، وخالدُ بن الوليد بن المُغيرة، وعبد الرَّحمن بن الحارث وعَمرو بن حُرَيث، وأبو جَهْل بن هِشام بن اُلمغيرة، وعياش بن أبي

رَبيعة الشاعر، وعبدُ اللهّ بن المهاجر

وعُمارة بن الوليد بن المُغيرة، وإسماعيِل بن هِشام بن المُغيرة،
........
جماهير عدي بن كعب - منهم:

عمر بن الخطَّاب، وسعيدُ بن زَيْد ابن عَمْرُو بن نَُفيْل، وهو من أصحاب حِرَاء

وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زَيْد بن الخطّاب، وَلي الكوفة لِعمر بن عبد

العزيز، وسُرَاقة بن المُعْتمر والنحام بن عبد الله بن أسِيد، والنُّعمان بن عَدِيّ بن

نَضْلة. استعمله عُمَر على مَيْسان

وعبد اللهّ بن مُطيع، وأبو جَهْم بن حَُذيفة، وخارجُة بن حُذافة

وكان قاضيًا لِعَمرو بن العاصي بمصر فَقتَله الخارجي وهو

يظُنّه عمرو بن العاصي، وقال فيه: أردتُ عَمْرًا وأراد اللّه خارجة.
.........
جماهير جمح - منهم:

صَْفوان بن ًأمية، من المُؤَلَّفة قلوبهُم، وأمية بن خََلف، ُقتِل يومَ بَدْر، وأبيّ بن خَلف، ومحمد بن حاطب، وجَميل بن مَعْمر بن حُذافة، وأبو عَزَّة، وهو عَمرو

بن عبد الله، وأبو مَحُْذورة، مؤَذّن النبي صلى الله عليه وسلم.

........
جماهير بني سهم - منهم:

الحارث بن َقيْس، صاحبُ حكومة قرَيش، وعَمرو بن العاصي، وَقيْس بن عَدِيّ وخُنَيْس بن حَُذافة، ومُنَبِّه ونُبَيه ابنا اَلحجّاج، ومنهم العاصي بن

مُنَبِّه، ُقتِل مع أبيه، َقتله عليّ يوم بَدْر، وأخذ

سَيَفه ذا الفَقار فصار إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
..............
جماهير عامر بن لؤى - ومنهم:

سُهيل بن عَمْرو، من المُؤلَّفة قلوبهُم، ومنهم ابن أبي ذِئْب الَفقِيه، واسمُه محمد بن

عبد الرَّحمن وحُوَيطب بن عبد العُزَّى، من المُؤلفة قلوبهُم، وعبدُ اللهّ بن مَخْرَمة،

بَدِْري، ونَوْفل بن مُسَاحق

وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة الَفقيه. وعبد الله بن أبي سَرْح، بدريّ.

ومنهم: ابن أمِّ مَكتوم، مُؤذِّن النبي عليه الصلاة والسلام.
.................................................

جماهير بني محارب بن فهد بن مالك - منهم: الضحّاك بن َقيْس الفِهْري، وحَبيب بن مَسْلمة.

جماهير بني الحارث بن فهد بن مالك - منهم: أبو عُبيدة بن اَلجرَّاح، أمن هذ الأمة. وسُهيل وصْفوان ابنا

وَهْب، وعِياض بنُ غَنْم بن زُهَير، وأبو جَهْم بن خالد. وبنو الحارث هؤلاء من اُلمَطيَّبن الذي تحالفوا وَغمَسوا أيديَهم في جَْفنة فيها طيب.

قريش الظواهر وغيرها من بطون قريش -
بنو الحارث وبنو مُحارب ابنا فِهْر بن مالك، وهم ُقرَيش الظواهر، لأنهم نزلوا

حول مكة وما والاها.
فمن بنى الحارث بن فِهْر: أبو عُبيدة بن اَلجرَّاح، واسمه عامر بن

عبد الله بن اَلجرّاح، من اُلمهاجرين الأوّلين. ومن بني مًحَارب بن فِهْر: الضَّحَّاك

بن َقيْس الفِهْريّ، صاحِب مَرْج راهِط.

وما سوى هؤلاء من بُطون ُقرَيش يقال لهم ُقرَيش الِبَطاح، لأنهم سََكنُوا بَطْحَاء

مكة، وهم البُطون العشرًة



ومن بطون قريش:

بنو زُهْرة بن كِلاب بن َكعْب بن ُلؤَيّ. منهم: عبد الرَّحمن بن عوف، خال

النبي عليه الصلاة والسلام

ومنهِم بنو حَبيب ابن عبد شَمْس. ومنهم عبدُ الله بن عامر بن ُكرَيز بن حَِبيب بن عبد شمس، صاحِب العِرَاق

ومنهم بنو أمية الاصغر بِن عبد ْشمس بن عبد مَناف، وأمه عَبْلة، فيقال لهم العَبَلات.

وبنو عبد العُزَّى بن عَبْد شَمْس، منهم أبو العاصي بن الرَّبيع، صهرْ رسول الله صلى الله عليه وسلم

و بنو اُلمطّلب بن عبد مَناف، ومنهم محمد بن إدريس الشافعيّ. ومن بني نَوْفل بن عبد مناف: اُلمطعِم بن عَدِيّ. ولعبد شَمْس بن

عبد مَناف ونَوَْفل بن عبد مناف يقول أبو طالب:

فيا َأخَوَيْنَا عبد شَمٍْس ونَوَْفلا ... ًأعِيُذكما أن تَبْعثا بيننا حَرْبَا

وَوََلد ُأميُة الأكبرْ العاصيَ وأبا العاصي والعيص وأبا العيص، فهؤلاء يقال لهم

الأعياص، وحربًا وأبا حَرْب.

وهذه البُطون التي َذكرْناها كلّها من قرَيش ليست من البطون العَشَرَة التي

ذَكرْناها أولا وَذَكرْنا جماهيرها.

طلال
13-10-13, 09:27 PM
تفسير القبائل والعمائر والشعوب


قال ابن الكَلْبيّ: الشَّعب أكبرُ من الَقبيلة ثم العِمَارة ثم البَْطن ثم الفَخِذ ثم

العَشِيرة ثم الفَصِيلة.

وقال غيرُه: الشّعوبُ العَجَم والقبائل العرب، وإنما قيل للَقبيلة قبيلة لتقابُلها،

وتناظرُها وأن بعضَها يُكافئ بعضًا.

وقيل للشَّعْب شَعْب لأنه انشَعب منه أكثر مما آنشعب من الَقبيلة، وقيل لها

عَمائر، من الاعتمار والاجتماع

وقيل لها بُطون، لأنها دون القبائل، وقيل لها أفخاذ، لأنها دون البُطون، ثم

العَشيرة، وهي رَهط الرجل، ثم الَفصيلة،

وهي أهُل بيت الرجل خاصة. قال تعالى: " وَفصِيلتِهِ التي تُؤوبه " . وقال تعالى: " وََأنْذِرْ عَشِيرَتَك الأقْرَِبينَ "
..........

تفسير الأرحاء والجماجم -

كانت َأرْحاء العَرَب سِتًَا وجَماجمها ثمانيًا

فالأرحاء الست، بمُضَر منها اثنتان، ولرَبيعة اثنتان. ولليمن اثنتان؛

في مضَر تَميبِم بن مُرّ وأسد بن خُزَيمة،

في اليمِن َكْلب ابن وَبْرة وطيئ بن أدد،

وإنما سُميت هذه َأرْحاء لأنها َأحْرزت دورًا ومِياهَا لم يكن للعرب مثُلها.

ولم تَبْرح من َأوْطانها ودَارت في دورها كالأرْحاء على َأْقطابها، إلأ َأْن يَنتجع

بعضها في البُرَحاء

وعامَ اَلجدْب، وذلك قليلٌ منهم.
............................

قيل للجَماجم جماجم لأنها يَتفرع من كلّ وَاحدة منها قبائل اكتفت

بأسمائها دون الانتساب إليها، فصارت كأنها جَسَد قائم وكلّ عُضْو منها مُكْتَفٍ

باسمه مَعْروف بمَوْضعه،

جماجم العرب


الجماجمُ ثمانٍ:

فاثنتان منها في اليَمن، واثنتان في رَبيعة، وََأرْبع في مُضرَ.

فالأربع التي في مُضر: اثنتان في قيْس واثنتان في خِنْدف،

في َقيْس: َغَطفان وهَوَازن، وفي خِنْدف: كنانة وتَميم،

في رَبيعة: بكر ابن وائل وعبدُ الَقيْس بن أَقصىَ،

في اليمن: مَذْحج، وهو مالك بن أدد ابن زَيْد بن َكهلان بن سَبَأ، وُقضاعة

بن مالك بن زيد بن مالك بن حِمْير بن سبأ

............

جمرات العرب


وهم بنو نُمَير بن عامر بن صعصعة،

بنو الحارث بن َكعْب بن عُلة بن جَْلد

بنو ضَبّة بن ُأدّ بن طابخة


وبنو عَبْس بن بَغِيض

وإنما قيل لهذه القبائل جَمَرات، لأنها تجمّعت في أَنْفُسها ولم يُدْخِلوا معهم

غيرَهم. والتَّجْمير:

التَجْمِِيِع، ومنه قيل: جَمْرة العَقبة، لاجتماع اَلحصىَ فيها؛ ومنه قيل: لا تُجمّروا

اُلمسلمين فتفتِنوهم وتَفْتِنوا

نساءهم، يعني لا تَجْمعوهم في اَلمغازي. وأبو عُبيدة قال في كِتاب

التاج: ُأْطفِئت جَمْرتان من جَمَرات العرب:

بنو ضَبَّة، لأنها صارت إلى الرِّباب فخاَلفتها، وبنو الحارث، لأنها صارت إلى

مَْذحج فحالَفتها، وبَقيت بنو نُمير

إلى الساعة لم تُحالف ولم يَدْخِل بينها أحد.

طلال
14-10-13, 09:47 PM
سَلمة بن شَِبيب عن المِنقريّ قال: َذكروا أنّ يزيدَ بن شَيبان بن عَْلقمة ابن زُرارة بن عُدَِس

قال: خرجتُ حاجًا حتى إذا كنتُ بالمحصَّب من مِنًى إذا رجل على راحلة معه

عَشرة من الشباب مع كل رجل منهم مِحْجَن، يُنَحُّون الناس عنه وُيوسعون له،

فلما رأيتُه دنوتُ منه، فقلت: ممّن الرجُل؟ قال: رجلٌ من مَهْرَة ممن يَسْكن

الشَحْر. قال: فكرهتُه ووَلَّيتُ عنه، فناداني من ورائي: ماَلك؟ فقلتُ: لستَ من

قومي ولستَ تعرفني ولا أعرفك؛ قال: إن كنتَ من كِرام العرب فسأعرفك،

قال: فَكِررْتُ عليه راحلتي فقلت: إني من كِرام العرب، قال: فممن أنت؟

قلت: مِِن مضر؟ قال: فمن الفُرْسان أنتَ لم من الأرْحاء؟ فعلمتُ أن أراد

بالفُرْسان َقيْسَا وبالأرحاء خِنْدفًا، فقلت: بل من الأرحاء؛ قال: أنت آمرءٌ من

خِنْدف؟ قلت: نعم؛ قال: من الأرنبة " أنت " أم من الجُمْجمة، فعلمتُ أنه أراد

بالأرنبة مُدْركة وبالجُمْجمة بَني أدّ بن طاِبخة، قلتُ: بل من اُلجمجمة؛ قال:

فأنت آمرؤ من بني أد بن طابخة؟ قلت: أجل؛ قال: فمن الدَّوَاني أنت أم من

الصَّمِيم؟ قال: فعلِمتُ أنه أراد بالدَواني الرَّباب وبالصَّميم بَني تميم؛ قلتُ: من

الصَّميم؟ فأنت ِإذًا من بني تَمِيم؟ قلت: أجل؛ قال: فمن الأكثريَنَ أنت أم

الأقلِّين أو من إخوانهم الآخرين؟ فعلمتُ أنه أراد بالأكثرين وََلد زَيْد " مَناة " ،

وبالأقلِّين ولد الحارث، وبإخوانهم الآخرِين بَني عمرو بن تَمِيم، قلتُ: من

الأَْكثرين؛ قال: فأنت إذًا من وَلد زَيْد؟ قلتُ: أجل؛ قال: فمن البُحور أنت أم

من الجدود أم من الثِّماد؟ فعلمت َأنه أراد بالبُحور بني سعد، وبالجُدود بني

مالك بن حَنْظلة، وبالثَماد بني امرئ الَقيْس ابن زيد، قلت: بل من الجُدود؛

قال: فأنت من مالك بن حنظلة؟ قلتُ: أجل؛ قال: فمن اللِّهاب أنت أم من

الشِّعاب أم من اللِّصاب؟ فعلمتُ: أنه أراد باللِّهاب مُجاشعاً، وبالشِّعاب

نَهْشًَلا، وباللِّصاب بني عبد الله بن دارم، فقلتُ له: من اللِّصاب؟ قال: فأنت

من بني عبد الله بن دارم؟ قلتُ: أجل؛ قال: فمن البُيوت أنت أم من الزِّوافر؟ َ

فعَلِمتُْ أنه أراد بالبُيوت ولدَ زُرَارة وبالزَّوافر الأحْلاف، قلت: من البُيوت؛

قال: فأنت يزيدُ بن شَيْبان ابن عَْلقمة بن زُرَارة بن عُدَس، وقد كان لأبيك

امرأتان فَأيتهما أمّك؟.

طلال
14-10-13, 09:55 PM
من كتاب لؤلؤه السـلـطان


قالت الحكماء: من تعرض للسلطان أرداه، ومن تطامن له تخطاه، وشبهوا

السلطان بالريح الشديده التي لا تضر بما لان له وتمايل من الشجر ومال معها من

الحشيش، وما استهدف لها من الدواح العظام قصفته.

قال الشاعر:
إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت ... عيدان نبع ولا يعبأن بالرتم

وقال حبيب بن أوس - وهو أحسن مل قيل في السلطان - :


هو السيل إن واجهته انقدت طوعه ... وتقتاده من جانبيه فيتبع

.............
ما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم


قالت الحكماء: أحزم الملوك من قهر جده هزله، وغلب رأيه هواه، وجعل له

الفكر صاحبًا يحسن له العواقب، وأعرب عن ضميره فعله ولم يخدعه رضاه عن

سخطه، ولا غضبه عن كيده.

وقال عبد الملك بن مروان لابنه الوليد، وكان ولي عهده: يا بني، اعلم أنه ليس

بين السلطان وبين أن يملك لرعية أو تملكه الرعية إلا حزم أو توان.

...

وقالوا: لا ينبغي للعاقل أن يستصغر شيئًا من الخطأ أو الزلل، فإنه متى ما

استصغر الصغير يوشك أن يقع الكبير؛ فقد رأينا الملوك تؤتى من العدو

المحتقر، ورأينا الصحة تؤتى من الداء اليسير، ورأينا

الأنهار تتدفق من الجداول الصغار.
....
وبلغ الحجاج أن قومًا من الأعراب يفسدون الطريق، فكتب إليهم: أما بعد،

فإنكم قد استخفتكم الفتنة، فلا عن حق تقاتلون، ولا عن منكر تنهون، وإني

أهم أن ترد عليكم مني خيل تنسف الطارف

والتالد، وتدع النساء أيامى، والأبناء يتامى، والديار خرابًا.

فلما أتاهم كتابه كفوا عن الطريق.
....
قال معاوية لأبي الجهم العدوي: أنا أكبر أم أنت؟ فقال: لقد أكلت في عرس

أمك يا أمير المؤمنين. قال: عند أي أزواجها؟ قال: عند حفص ابن المغيرة.

قال: يا أبا الجهم، إياك والسلطان، فإنه يغضب غضب العصبي، ويأخذ أخذ الأسد.

وأبو الجهم هذا هو القائل في معاوية بن أبي سفيان:

ونغضبه لنخبر حالتيه ... فنخبر منهما كرمًا ولينا

نميل على جوانبه كأنا ... نميل إذا نميل على أبينا

وقدم عقيبة الأسدي على معاوية، ورفع إليه رقعة فيها هذه الأبيات:

معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديد

أكلتم أرضنا فجردتمونا ... فهل من قائم أو من حصيد

أتطمع بالخلود إذا هلكنا ... وليس لنا ولا لك من خلود

فهبنا أمة هلكت ضياعا ... يزيد أميرها وأبو يزيد

فدعا به معاوية، فقال: ما جرأك علي؟ قال: نصحتك إذ غشوك، وصدقتك إذ

كذبوك. فقال: ما أظنك إلا صادقًا، وقضى حوائجه.

.

طلال
16-10-13, 11:24 PM
ما يصحب به السلطان




قال ابن المقفع: ينبغي لمن خدم السلطان أن لا يغتر به إذا رضي، ولا يتغير له

إذا سخط، ولا يستقل ما حمله، ولا يلحف في مسألته.
.....

قال المأمون:

الملوك تتحمل كل شيء إلا ثلاثة أشياء:

القدح في الملك، وإفشاء السر، والتعرض للحرم.
.....
وقال أبرويز لصاحب بيت المال:

إني لا أعذرك في خيانة درهم ولا أحمدك على صيانة ألف ألف

لأنك إنما تحقن بذلك دمك وتقيم أمانتك، فإن خنت قليًلا خنت كثيرًا

واحترس من خصلتين:

النقصان فيما تأخذ، والزيادة فيما تعطى.

واعلم أني لم أجعلك على ذخائر الملك وعمارة المملكة والقوة على العدو، إلا

وأنت عندي آمن من موضعه الذي هو فيه، وخواتمه التي هي عليه، فحقق ظني

باختياري إياك أحقق ظنك في رجائك إياي ولا تتعوض بخير شرًا، ولا برفعة

ضعة، ولا بسلامة ندامة، ولا بأمانة خيانة.

طلال
16-10-13, 11:31 PM
قال الربيع بن زياد الحارثي: كنت عامًلا لأبي موسى الأشعري على البحرين
فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه

يأمره بالقدوم عليه هو وعماله، وأن يستخلفوا من هو من ثقاتهم حتى يرجعوا.

فلما قدمنا أتيت يرفأ، فقلت: يا يرفأ، أني سائل مسترشد، أخبرني أي الهيئات

أحب إلى أمير المؤمنين أن يرى فيها عماله؟ فأومأ إلى الخشونة.

فاتخذت خفين مطارقين، ولبست جبة صوف، ولثت رأسي بعمامة دكناء.

ثم دخلنا على عمر، فصفنا بين يديه وصعد فينا نظره وصوب، فلم تأخذ عينه

أحدًا غيري

فدعاني فقال: من أنت؟ قلت: الربيع بن زياد الحارثي. قال: وما تتولى من

أعمالنا؟

قلت: البحرين قال: فكم ترزق؟ قلت: خمسة دراهم في كل يوم، قال كثير؛

فما تصنع بها؟

قلت: أتقوت منها شيئًا وأعود بباقيها على أقارب لي، فما فضل منها فعلى

فقراء المسلمين.

فقال: لا بأس، ارجع إلى موضعك. فرجعت إلى موضعي من الصف.

ثم صعد فينا وصوب، فلم تقع عينه إلا علي، فدعاني فقال: كم سنوك؟

فقلت: ثلاث وأربعون سنة. قال: الآن حين استحكمت.

ثم دعا بالطعام، وأصحابي حديثو عهد بلين العين، وقد تجوعت له، فأتى بخبز

يابس وأكسار بعير.

فجعل أصحابي يعافون ذلك، وجعلت آكل فأجيد الأكل فنظرت فإذا به

يلحظني من بينهم.

ثم سبقت مني كلمة تمنيت أن سخت في الأرض ولم ألفظ بها

فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الناس يحتاجون إلى صلاحك، فلو عمدت إلى طعام

هو ألين من هذا؟

فزجرني وقال: كيف قلت؟ قلت: أقول: لو نظرت يا أمير المؤمنين إلى قوتك

من الطحين

فيخبز لك قبل إرادتك إياه بيوم، ويطبخ لكم اللحم كذلك، فتؤتى بالخبر لينًا

وباللحم غريضًا.

فسكن عن غربه، وقال: هذا قصدت؟ قلت: نعم.

قال: يا ربيع، إنا لو نشاء لملأنا هذه الرحاب من صلائق وسبائك وصناب

ولكني رأيت الله تعالى نعى على قوم شهواتهم، فقال: " أذهبتم طيباتكم في

حياتكم الدنيا واستمتعتم بها "

ثم أمر أبا موسى أن يقرني على عملي وأن يستبدل بأصحابي.
.............
شـــرح
قوله: لثتها على رأسي؛ يقال: رجل ألوث، إذا كان شديدًا، وذلك من اللوث، ورجل ألوث، إذا كان أهوج، وهو مأخوذ من اللوثة؛ يقال: لثت عمامة على رأسي؛ يقول: أدرتها بعضها على بعض على غير
استواء.
قول: صلائق، هو شيء يعمل من اللحم، فمنها ما يطبخ ومنها ما يشوى. يقال: صلقت اللحم، إذا طبخته؛ وصلقته، إذا شويته.
وقوله: غريضًا، يقول: طريًا؛ يقال: لحم غريض، تراد به: الطراءة. قال العتابي:
إذا ما فاتني لحم غريض ... ضربت ذراع بكري فاشتويت
وقوله: سبائك، يريد الحوارى من الخبز، وذلك أنه يسبك فيؤخذ خالصه، والعرب تسمي الرقاق: السبائك.
الصناب: صباغ يتخذ من الزبيب والخردل؛ ومنها قيل للفرس: صنابي، إذا كان ذلك اللون.

قال جرير:

تكلفني معيشة آل زيد ... ومن لي بالمرقق والصناب

وقوله: أكسار بعير، فالكسر والعصل والجزل: العظم يفصل ما عليه من اللحم.

وقول: نعى على قوم شهواتهم، أي عابهم بها ووبخهم.

طلال
16-10-13, 11:37 PM
حسن السياسة وإقامة المملكة

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا يصلح لهذا الأمر إلا اللين من غير ضعف، القوي من غير عنف.
..
قال معاوية:

إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني

لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت أبدًا.

فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: كنت إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.
...
خطب سعيد بن سويد بحمص، فحمد الله وأثنى عليه

ثم قال:
أيها الناس إن للإسلام حائطًا منيعا وبابا وثيقًا

فحائط الإسلام الحق وبابه العدل. ولا يزال الإسلام منيعًا ما اشتد السلطان.

وليست شدة السلطان قتًلا بالسيف ولا ضربًا بالسوط، ولكن قضاء بالحق

وأخذًا بالعدل.

طلال
18-10-13, 08:02 PM
بسط العدل ورد المظالم


ورد على الحجاج بن يوسف سليك بن سلكة، فقال:

أصلح الله الأمير، أرعني سمعك، واغضض عني بصرك، واكفف عني غربك.

فإن سمعت خطأ أو زللا فدونك والعقوبة.

قال: قل. فقال: عصى عاص من عرض العشيرة فحلق على اسمي، وهدم منزلي

وحرمت عطائي.

قال: هيهات! أو ما سمعت قول الشاعر:

جانيك من يجني عليك وقد ... تعدي الصحاح مبارك الجرب

ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ... ونجا المقارف صاحب الذنب

فقال: أصلح الله الأمير، إني سمعت الله عز وجل يقول غير هذا. قال: وما ذاك؟

قال:

قال الله تعالى: " يا أيها العزيز إن له أبًا شيخًا كبيرًا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين.

قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون " .

قال الحجاج: علي بيزيد بن أبي مسلم. فمثل بين يديه. فقال: افكك لهذا عن

اسمه، واصكك له بعطائه، وابن له منزل، ومر مناديا ينادي: صدق الله وكذب الشاعر.

طلال
18-10-13, 08:07 PM
قال المهدي للربيع بن أبي الجهم،وهو والي أرض فارس:
.................................................. ...................


يا ربيع، آثر الحق، والزم القصد، وابسط العدل، وارفق بالرعية، واعلم أن أعدل

الناس من أنصف من نفسه، وأظلمهم من ظلم الناس لغيره.

طلال
18-10-13, 08:13 PM
في الاستطعام


قال الاصمعي :

وقفتْ أعرابيّة بقوم فقالت:

يا قوم، سَنَة جَرَدت، وَأيْدٍ جَمدت، وحال جَهَدَت، فهل من فاعل خَيْر، وآمر ِبمَيْر، رَحِم اللّه من رَحِم، وأَقْرَض مَنْ يُقْرض.
......
قال الأصمعي : أصابت الأعرابَ أعوام جَدْبة وشِدّة وجهد، فدخلت طائفةٌ منهم البَصرة، وبين أيديهم أعرابيّ وهو يقول:

أيها الناس، إخوانُكم في الدّين وشرُكاؤكم في الإسلام

عابرُو سَبيل، وُفلاّل بُؤْس، وصَرْعى جَدْب

تَتابعت علينا سنون ثلاث َغيّرت النِّعم، وَأهكت النَّعم

فَأكلنا ما بَقي من جُلودها َفوق عَِظامها، فلم نَزل نُعلِّل بذلك َأنْفسنا

ونُمنّي بالغَيْث قُلُوبنا، حتى عاد مخّنا عِظاماً، وعاد إشراقنا ظَلاماً

ِوَأقبلنا إليكم يَصرعنا الوَعْر، ويَنُكبنا السَّهل، وهذه آثار مَصائبنا، لائحة في

سِمَاتنا، فرَحم اللّه مُتصدِّقًا مِن َكثير، ومُواسيًا من َقلِيل، فلقد عَُظمت

الحاجة، وَكسَف البال، وبََلغ المجهود،

واللهّ يَجْزي اًلمتصدِّقين..
.....

وقف أعرابي بقوم فقال: أَشْكو إليكم أيها الملأ زَمانًا َكَلح لي وجهُه، وأَناخ

عليّ َكْلكُله، بعد نَعْمة من البال، وَثرْوة من المال،

وغِبْطة من الحال، اعْتَورتْني شدائدُه ِبنَبْل مصائبه،عن قسِيّ نَوائبه، فما تَرَك لي

ثاغية َأجْتدى ضَرْعَها، ولا راغية َأرْتجى نَْفعها،

فهل فيكم من مُعين على صرَفة، أو مُعْدٍ على حَيْفه؛ فَرَدّه القومُ ولم يُنيلوه

شيئاً. فأنشأ يقول:

قد ضَاع مَن يَْأمُل مِن َأمثالكم ... جُودًا وليس اُلجود من َفعالكمْ

لا بارك اللّه لكم في مالكم ...... ولا َأزاح السُّوء عن عِيَالكم

فالفقرُ خَيرٌ مِن صلاح حالكم

.............
قال الأصمعي : سأل أعرابي، فلم يُعَْط شَيئاً، فرفع يديه إلى السماء وقال:

يا ربّ أنتَ ثَِقتي وذخْري ... لصِبْيةٍ مثل صغار الذَرّ

جاءهمُ البَرْدُ وهُمْ ِبشرَ .... بغير لُحْفٍ وبغير أزِْر

كأنَّهم خَنَافِس في جُحْر ... تراهمُ بعد صَلاة العَصر

وكلّهم مُلْتَصِق بصدْري ... فاسْمَع دُعائي وتَوَلّ َأجْري

سأل أعرابيّ ومعه ابنتان له، فلم يُعَْط شيئاً، فأنشأ يقول:

أيَا ابنتيّ صابِرَا أباكما ... إنكما ِبعين من يَراكما

اللّه مَوْلاي وهُو مَوْلاكما ... فَأخْلِصا للّه مِن نَجْواكما

تَضرَّعَا لا تَذْخَرا بُكاكما ... لعلّه يرْحَم مَن َأوَاكما
ِ
إْن تَبْكِيا فالدَّهرُ قد أبكاكما

طلال
19-10-13, 06:16 PM
المشورة


قال النبي صلى الله عليه وسلم:

ما ندم من استشار، ولا خاب من استخار

.(مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم)

وقدر أمر الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بمشاورة من هو دونه في

الرأي والحزم

فقال: " وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله " .

..

سئل بعض الحكماء: أي الأمور أشد تأييدًا للفتى وأيتها أشد إضرارًا به؟


فقال: أشدها تأييدًا له ثلاثة:

مشاورة العلماء، وتجربة الأمور، وحسن التثبت.

وأشدها إضرارًا به ثلاثة أشياء:

الاستبداد والتهاون والعجلة.
...
أشار حكيم على حكيم برأي فقبله منه. فقال له: لقد قلت بما يقول به

الناصح الشفيق الذي يخلط حلو كلامه بمره، وسهله بوعره، ويحرك الإشفاق

منه ما هو ساكن من غيره. وقد وعيت النصح وقبلته، إذ كان مصدره من

عند من لا يشك في مودته وصفاء غيبه، ونصح جيبه؛ وما زلت بحمد الله إلى

الخير طريقًا واضحًا، ومنارًا بينًا.
...

وأوصى ابن هبيرة ولده فقال: لا تكن أول مشير، وإياك والهوى والرأي

الفطير؛ ولا تشيرن على مستبد ولا على وغد ولا على متلون ولا لجوج

وخف الله في موافقة هوى المستشير.

فإن التماس موافقته لؤم، وسوء الاستماع منه خيانة.

قال الشاعر:


الرأي كالليل مسود جوانبه ...... والليل لا ينجلي إلا بإصباح

فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى ... مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح


........................

يقال: لا تشاور صاحب حاجة يريد قضاءها

طلال
19-10-13, 06:20 PM
من كتاب الفريده في الحروب



فضائل الخيل

قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الخيل: أعرفها أدفاؤها، وأذنابها مذابها،

والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بإناث الخيل، فإن بطونها كنز،

وظهورها حرز، وأصحابها معانون عليها.
..

وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن اشتري فرسًا أعده

في سبيل الله.


فقال له: اشتره أدهم؛ أو كميتًا أقرح أرثم، أو محجًلا مطلق اليمين، فإنها ميامن

الخيل.

..
قيل لبعض الحكماء: أي الأموال أشرف؟ قال فرس يتبعها فرس في بطنها فرس

طلال
19-10-13, 06:28 PM
صفة جياد الخيل

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب من الخيل الشقر.
............................
وقال: لو جمعت خيل العرب في صعيد واحد ما سبقها إلا أشقر.
.............................
وسأله رجل: أي المال خير؟ قال: سكة مأبورة، ومهرة مأمورة.
.............................





وسأل معاوية بن أبي سفيان صعصعة بن صوحان: أي الخيل أفضل! قال:

الطويل الثلاث، القصير الثلاث

العريض الثلاث، الصافي الثلاث.

قال: فسر لنا. قال:

أما الطويل الثلاث، فالأذن والعنق والحزام.

وأما القصر الثلاث، فالصلب والعسيب والقضيب.

وأما العريض الثلاث، فالجبهة والمنخر والورك

وأما الصافي الثلاث، فالأديم والعين والحافر.

طلال
20-10-13, 08:19 PM
سباق الخيل
ركب هارون الرشيد لشهود الحلبه وهي يومئذ أفراس للرشيد

فانشده الأصمعي من قول أبي حرزه عن صفات الجياد في عشرين إسماً من أسماء الطير
.
يقول فيها:

وأقب كالسرحان تم له ... ما بين هامته إلى النسر

الأقب: اللاحق المخطف البطن، وذلك يكون من خلقة، وربما حدث من هزال

أو بعد قود، والأنثى قباء والجمع: قب، والمصدر: القبب. والسرحان: الذئب،

شبهه في ضموره وعدوه به، وجمعه سراحين، وقد قالوا: سراح. والهامة: أعلى

الرأس، وهي أم الدماغ؛ وهي من أسماء الطير. والنسر: هو ما ارتفع من بطن

الحافر من أعلاه، كأنه النوى والحصى، وهو من أسماء الطير، وجمعه نسور.
.....

رحبت نعامته ووفر فرخه ... وتمكن الصردان في النحر

رحبت: اتسعت. ونعامته: جلدة رأسه التي تغطى الدماغ، وهي من أسماء الطير.

وقوله: ووفرة فرخه. الفرخ: هو الدماغ، وهو من أسماء الطيور. ووفر: أي تمم؛

يقال: وفرت الشيء ووفرته بالتخفيف فهو موفور. والصردانن: عرقان في أصل

اللسان، يجري منهما الريق ونفس الرئة، وهما من أسماء الطير. وفي الظهر صرد

أيضًا، وهو بياض يكون في موضع السرج من أثر الدبر؛ يقال: فرس صرد، إذا

كان ذلك به، والنحر: موضع القلادة من الصدر، وهو البرك.
........

وأناف بالعصفور من سعف ... هام أشم موثق الجذر


أناف: أشرف. والعصفور: أصل منبت الناصية والعصفور أيضًا: عظم ناتئ في

كل جبين والعصفور: من الغرر أيضًا، وهي التي سالت ودقت ولم تتجاوز إلى

العينين ولم تستدر كالقرحة، وهو من أسماء الطير والسعف، يقال: فرس بين

السعف، وهو الذي سالت ناصيته. وهام، أي سائل منتشر. وأشم: مرتفع.

والشمم في الأنف: ارتفاع قصبته. ويروى: هاد أشم يريد عنقًا مرتفعًا، وجمعه:

هواد، وقوله: موثق، أي شديد قوي. والجذر: الأصل من كل شيء. قال

الأصمعي وغيره: هو بالفتح؛ وقال أبو عمرو بن العلاء: هو بالكسر.

........
وازدان بالديكين صلصله ... ونبت دجاجته عن الصدر

ازدان: افتعل، من قولك زان يزين، وكان الأصل ازتان، فقلبت التاء دالا، لقرب

نخرجها من مخرج الزاي، وكذلك ازداد، من زاد يزيد. والديكان واحدهما ديك،

وهو العظم الناتئ خلف الأذن، وهو الذي يقال له الخششاء والخشاء. والصلصل:

بياض في طرف الناصية، ويقال: هو أصل الناصية. والدجاجة: اللحم الذي

على زوره بين يديه. والديك والصلصل والدجاجة، من أسماء الطير.

........

والناهضان أمر جلزهما ... فكأنما عثما على كسر


الناهضان: واحدهما ناهض، وهو لحم المنكبين؛ ويقال: هو اللحم الذي يلي

العضدين من أعلاهما، والجمع: نواهض، ويقال في الجمع: أنهض، على غير قياس.

والناهض: فرخ القطا، وهو من أسماء الطير. وقوله: أمر جلزهما، أي فتل وأحكم؛

يقال: أمررت الحبل فهو ممر، أي فتلته. والجلز: الشد. وقوله: " فكأنما عثما على

كسر " أي كأنهما كسرًا ثم جبرًا. يقال: عثمت يده. العثم: الجبر على عقدة

وعوج؛ وعثمان، فعلان منه.
.........
مسحنفر الجنبين ملتئم ... ما بين شيمته إلى الغر

مسحنفر الجنبين: أي منتفخهما. ملتئم، أي معتدل. وشيمته: نحره. والشيمة،

أيضًا: من قولك: فرس أشيم، بين الشيمة، وهي بياض فيه؛ ويقال: أن تكون شامة

أو شام في جسده. والغر في الطير يسمى الرخمة، وهي عضلة الساق.

.............
وصفت سماناه وحافزه ... وأديمه ومنابت الشعر
السمانى: طائر، وهو موضع من الفرس لا أحفظه، إلا أن يكون أراد السمامة،

وهي دائرة تكون في سالفة الفرس، وهي عنقه، والسمامة، من الطير أيضًا. والأديم: الجلد.
....
وسما الغراب لموقعيه معًا ... فأبين بينهما على قدر

سما الغراب، أي ارتفع، والغراب: رأس الورك. ويقال للصلوين: الغرابان، وهما

مكتنفا عجب الذنب. ويقال: هما ملتقى أعالي الوركين. والموقعان، منه في أعالي

الخاصرتين، فأبين، أي فرق بينهما، على قدر، أي على استواء واعتدال.

...................
واكتن دون قبيحه خطافه ... ونأت سمامته عن الصقر

اكتن: أي استتر. والقبيح: ملتقى الساقين، ويقال أنه مركب الذراعين في

العضدين. والخطاف: من أسماء الطير، وهو حيث أدركت عقب الفرس إذا حرك

رجليه. ويقال لهذين الموضعين من الفرس: المركلان.

ونأت، أي بعدت. والسمامة: دائرة تكون في عنق الفرس، وقد ذكرناها، وهي

من أسماء الطير. والصقر: أحسبها دائرة في الرأس، وما وقفت عليها، وهي من

أسماء الطير.

.........................
وتقدمت عنه القطاة له ... فنأت بموقعها عن الحر

القطاة: مقعد الردف، وهي من أسماء الطير، والحر: من الطير، يقال إنه ذكر

الحمام، وهو من الفرس، سواد يكون في ظاهر أذنيه.

...........
وسما على نقويه دون حداته ... خربان بينهما مدى الشبر

النقوان: واحدهما نقو، والجمع. أنقاء، وهو عظم ذو مخ، وإنما عنى هاهنا عظام

الوركين، لأن الخرب هو الذي تراه مثل المدهن في ورك الفرس. وهو من الطير:

ذكر الحبارى. والحدأة: من الطير، وأصله الهمز،

ولكنه خفف، وهي سالفة الفرس، وجمعها حداء، على وزن فعال، كما تقول:

عظاءة وعظاء، ويقال:

عظاية. وإذا فتحت الفاء قلت: حدأة، وهي الفأس ذات الرأسين، وجمعها: حدأ،

مثل نواة ونوى، وقطاة وقطا.
............
يدع الرضيم إذا جرى فلقًا ... بتوائم كمواسم سمر

الرضيم: الحجارة. والفلق: المكسورة فلقًا. بتوائم: جمع توأم، وقد قالوا. تؤم، على

وزن فعال، جمع توأم، وهي على غير قياس. يقول: هي مثنى مثنى، يعني حوافره.

والمواسم: جمع ميسم الحديد، من وسمت، أي إنها كمواسم الحديد في صلابتها.

وقوله: سمر، أي لون الحافر، وهو أصلب الحوافر.

..........


ركبن في محص الشوى سبط ... كفت الوثوب مشدد الأسر

الشوى، هاهنا: القوائم، والواحدة: شواة. ويقال: فرس محص الشوى، إذا كانت

قوائمه معصوبة. سبط: سهل. كفت الوثوب، أي مجتمع، من قولك: كفت

الشيء، إذا جمعته وتممته. مشدد الأسر، أي الخلق.

طلال
21-10-13, 02:47 PM
باب من أحكام القضاء

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله

إذا كان في القضاء خمس خصال فقد كمل

علم بما كان قبله، ونزاهة عن الطمع، وحلم على الخصم، واقتداء بالأئمة،

ومشاورة أهل العلم والرأي.
..
وقال عمر بن عبد العزيز

إذا أتاك الخصم وقد فقئت عينه، فلا تحكم له حتى يأتي خصمه، فلعله قد فقئت

عيناه جميعًا.
..
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى معاوية كتابًا في القضاء يقول فيه

إذ تقدم إليك الخصمان فعليك بالبينة العادلة، أو اليمين القاطعة، وإدناء الضعيف

حتى يشتد قلبه؛ وينبسط لسانه.

وتعاهد الغريب، فإنك إن لم تتعاهده ترك حقه، ورجع إلى أهله، وإنما ضيع حقه

من لم يرفق به.

وآس بين الناس في لحظك وطرفك، وعليك بالصلح بين الناس ما لم يتبين لك

فصل القضاء.

طلال
21-10-13, 02:58 PM
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري - رواها ابن عيينة - :

أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلى إليك الخصم، فإنه

لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له. آس بين الناس في مجلسك ووجهك، حتى لا يطمع

شريف في حيفك، ولا يخاف ضعيف من جورك البينة

على من ادعى، واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا

أحل حرامًا أو حرم حلاًلا.

ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس ثم راجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك أن

ترجع عنه، فإن الحق قديم، والرجوع إليه خير من التمادي على الباطل.

الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك مما لم يبلغك به كتاب الله ولا سنة نبيه صلى

الله عليه وسلم واعرف الأمثال والأشباه وقس الأمور عند ذلك

ثم اعمد إلى أحبها عند الله ورسوله وأشبهها بالحق، واجعل للمدعي أمدًا ينتهي

إليه، فإن أحضر بينة أخذت له بحقه وإلا وجهت عليه القضاء، فإن ذلك أجلى

للعمى وأبلغ في العذر.

والمسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجلودًا في حد، أو مجربًا عليه شهادة

زور أو ظنينًا في ولاء أو قرابة أو نسب، فإن الله عز وجل ولى منكم السرائر

ودرأ عنكم بالبينات والأيمان.

ثم إياك والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحقوق التي يوجب الله عز

وجل بها الأجرويحسن بها الذخر، فإنه من تخلص نيته فيما بينه وبين الله ولو على

نفسه يكفيه الله ما بينه وبين الناس

ومن تزين للناس بما يعلم الله خلافه منه هتك الله ستره.

طلال
21-10-13, 03:01 PM
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري

أما بعد

فإن للناس نفرة عن سلطانهم، فاحذر أن تدركني وإياك عمياء مجهولة، وضغائن

محمولة، وأهواء متبعة، ودنيا مؤثرة. أقم الحدود واجلس للمظالم ولو ساعة من

النهار، وأخف الفساق واجعلهم يدًا يدًاورجًلا رجًلا وإذا كانت بين القبائل ثائرة

فنادوا: يا لفلان، فإنما تلك نجوى من الشيطان فاضربهم بالسيف حتى يفيئوا إلى

أمر الله عز وجل وتكون دعواتهم إلى الله والإسلام. واستدم النعمة بالشكر،

والطاعة بالتألف، والمقدرة بالعفو، والنصرة بالتواضع والمحبة للناس وبلغني أن ضبة

تنادي: يا لضبة. وإني والله ما أعلم أن ضبة ساق الله بها خيرًا قط، ولا صرف بها

شرًا. فإذا جاءك كتابي هذا، فأنهكهم عقوبة حتى يفرقوا إن لم يفقهوا، وألصق

بغيلان بن خرشة من بينهم. وعد مرضى المسلمين، واشهد جنائزهم، وباشر

أمورهم بنفسك، وافتح لهم بابك؛ فإنما أنت رجل منهم، غير أن الله قد جعلك

أثقلهم حمًلا. وقد بلغ أمير المؤمنين أنه فشت لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك

ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها فإياك يا عبد الله أن تكون كالبهيمة همها

في السمن والسمن حتفها. واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس

من يشقى به الناس، والسلام.

طلال
21-10-13, 03:03 PM
قال الشعبي : كنت جالسًا عند شريح إذ دخلت عليه امرأة تشتكي زوجها وهو غائب،

وتبكي بكاء شديدًا.

فقلت: أصلحك الله، ما أراها إلا مظلومة. قال: وما علمك؟ قلت: لبكائها. قال: لا تفعل،

فإن أخوة يوسف جاءوا آباءهم عشاء يبكون وهم له ظالمون.

طلال
26-10-13, 02:57 AM
الجبن والفرار

قال عمرو بن معد يكرب:

الفزعات ثلاث:


فمن فزعته في رجليه، فذلك الذي لا تقله رجلاه

ومن كانت فزعته في رأسه، فذلك الذي يفر عن أبويه

ومن كانت فزعته في قلبه، فذلك الذي يقاتل.

..

وقال الأحنف بن قيس: أسرع إلى الفتنة أقلهم حياء من الفرار.
...

وقالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:


إن لله خلقًا قلوبهم كقلوب الطير، كلما خفقت الريح خفقت معها، فأف

للجبناء! أف للجبناء!
..

قال الشاعر:


يفر الجبان عن أبيه وأمه ... ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه

ويرزق معروف الجواد عدوه ... ويحرم معروف البخيل أقاربه

...


وقال خالد بن الوليد عند موته


لقد لقيت كذا وكذا زحفًا، وما في جسمي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو


طعنة أو رمية، ثم هأنذا أموت حتف أنفى كما يموت العير، فلا نامت أعين

الجبناء.

...

ومن أشعار الفرارين الذين حسنوا فيها الفرار على قبحه حتى حسن، قول الفرار

السلمي:


وكتيبة لبستها بكتيبة ... .... حتى إذا التبست نفضت لها يدي

وتركتهم تقص الرماح ظهورهم ... من بين مقتول وآخر مسند

هل ينفعنى أن تقول نساؤهم ... .. وقتلت دون رجالها: لا تبعد
...

وقيل لأعرابي ألا تغزو العدو؟ قال وكيف يكونون لي عدوًا وما أعرفهم ولا

يعرفوني؟

..
وقيل لآخر: ألا تغزو العدو؟ قال: والله إني لأبغض الموت على فراشي، فكيف

أخب إليه راكضًا.
....

أستشهد بقوله تعالى في وصف القتال والمناوره وعقوبه الفار دون ذلك
..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ{15}

وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ

وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{16} الأنفال

وهو القول الحق

طلال
01-11-13, 11:25 PM
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد


مدح الكرم وذم البخل
.

قال عبد الله بن عباس

سادات الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء.

..

قال أبو مسلم الخولاني

ما شيء أحسن من المعروف إلا ثوابه. وما كل من قدر على المعروف كانت له نية.

فإذا اجتمعت القدرة والنية تمت السعادة

طلال
01-11-13, 11:33 PM
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد


الترغيب في حسن الثناء واصطناع المعروف


كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري

اعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن مالك عند الله مثل ما للناس

عندك.
..

قيل لبعض الحكماء: ما أفادك الدهر؟ قال العلم به. قيل: فما أحمد الأشياء؟

قال: أن تبقى للإنسان أحدوثة حسنة.

قال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى:

" واجعل لي لسان صدق في الآخرين " . إنه أراد حسن الثناء من بعده.
..

قالوا: الأيام مزارع فما زرعت فيها حصدته.
.
قال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار، فطيبوا أخباركم.

أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:

وما ابن آدم إلا ذكر صالحة ... أو ذكر سيئة يسري بها الكلم

أما سمعت بدهر باد أمته ... جاءت بأخبارها من بعدها أمم
.

قال الأحنف بن قيس: ما أدخرت الآباء للأبناء، ولا أبقت الموتى للأحياء، شيئًا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب والآداب.

..
قالـوا
- تربيب المعروف أولى من اصطناعه، لأن اصطناعه نافلة، وتربيبه فريضة.

- أحي معروفك بإماتة ذكره، وعظمه بالتصغير له.

- من تمام كرم النعم التغافل عن حجته، والإقرار بالفضيلة لشاكر نعمته.

- للمعروف خصال ثلاث: تعجيله وستره وتيسيره، فمن أخل بواحدة منها

فقد بخس المعروف حقه، وسقط عنه الشكر.

طلال
01-11-13, 11:36 PM
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد


الجود مع الإقلال

قال الله تبارك وتعالى

{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي

صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن

يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9

..

قالت الحكماء

- القليل من القليل أحمد من الكثير من الكثير.

- جهد المقل أفضل من غنى المكثر.
..


قيل لبعض الحكماء: من أجود الناس؟ قال: من جاد من قلة، وصان وجه

السائل عن المذلة.
..

قال حاتم:

أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ...... ويخصب عندي والمحل جديب


وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ... ولكنما وجه الكريم خصيب
..............................

طلال
01-11-13, 11:44 PM
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد



العطية قبل السؤال

قال سعيد بن العاصي: قبح الله المعروف إن لم يكن ابتدئ من غير مسألة،

فالمعروف عوض عن مسألة الرجل إذ بذل وجهه، فقلبه خائف، وفراصه

ترتعد، وجبينه يرشح؛ لا يدري أيرجع بنجح الطلب، أم بسوء المنقلب، قد

انتفع لونه، وذهب دم وجهه. اللهم فإن كانت الدنيا لها عندي حظًا فلا تجعل

لي حظًا في الآخرة
. .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأصحابه:

من كانت له إلي منكم حاجة فليرفعها في كتاب لأصون وجوهكم عن

المسألة.
....

قال أكثم بن صيفي: كل سؤال وإن قل أكثر من كل نوال وإن جل. .
.....


حبيب قال:

عطاؤك لا يفنى ويستغرق المنى ... وتبقى وجوه الراغبين بمائها
...

قالـوا

- من بذل إليك وجهه فقد وفاك حق نعمتك

- أكمل الخصال ثلاث: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة، وحلم بغير

ذل.

- السخي من كان مسرورًا ببذله، متبرعًا بعطائه، لا يلتمس عرض دنيا

فيحبط عمله، ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ولا يكون مثله فيما أعطى

مثل الصائد الذي يلقي الحب للطائر، لا يريد نفعها ولكن نفع نفسه.

طلال
01-11-13, 11:53 PM
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد




استنجاح الحوائج

كانوا يستفتحون حوائجهم بركعتين يقولون فيهما: اللهم بك أستنجح وباسمك

أستفتح، وبمحمد نبيك إليك أتوجه. اللهم ذلل لي صعوبته، وسهل لي حزونته،

وارزقني من الخير أكثر مما أرجو، وأصرف عني من الشر أكثر مما أخاف.
. .....

قال خالد بن صفوان

: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها، ولا تطلبوها من غير

أهلها فإن الحوائج تطلب بالرجاء، وتدرك بالقضاء.
....
قالــوا

- مفتاح نجح الحاجة الصبر على طول المدة، ومغلاقها اعتراض الكسل دونها.

- فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها، وأشد من المصيبة سوء الخلف منها.

قال الشاعر:

إني رأيت وفي الأيام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر

وقل من جد في أمر يحاوله ... فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

ومن أمثال العرب في هذا: من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.

أخذ الشاعر هذا المعنى فقال:

إن الأمور إذا انسدت مسالكها ... فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا

لا تيأسن وإن طالت مطالبة ... إذ تضايق أمر أن ترى فرجا

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا


.

قالــوا

- صاحب الحاجة مبهوت، وطلب الحوائج كلها تعزير.

- لا تطلب حاجتك من كذاب، فإنه يقر بها بالقول، ويبعدها بالفعل؛ ولا من

أحمق، فإنه يريد نفعك فيضرك، ولا من رجل له آكلة من جهة رجل، فإنه لا

يؤثر حاجتك على أكلته.

..

وقال الشاعر:

لعمرك ما أخلقت وجهًا بذلته ... إليك ولا عرضته للمعاير

فتى وفرت أيدي المكارم عرضه ... عليه وخلت ماله غير وافر
......
دخل محمد بن واسع على بعض الأمراء

فقال: أتيتك في حاجة فإن شئت قضيتها وكنا كريمين، وإن شئت لم تقضها

وكنا لئيمين.

أراد إن قضيتها كنت أنت كريمًا بقضائها، وكنت أنا كريما بسؤالك إياها، لأني

وضعت الطلبة في موضعها. فإن لم تقضها كنت أنت لئيمًا بمنعك، وكنت أنا

لئيما بسوء اختياري لك.

..

طلال
02-11-13, 12:17 AM
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد



استنجاز المواعيد


من أمثالهم في هذا: أنجز حر ما وعد.

قالوا: وعد الكريم نقد، ووعد اللئيم تسويف.

قال الزهري : حقيق على من أورق بوعد أن يثمر بفعل.

قال المغيرة : من أخر حاجة فقد ضمنها.

قال الموبذان الفارسي : الوعد السحابة، والإنجاز المطر.

قال غيره: المواعيد رؤوس الحوائج، والإنجاز أبدانها.

وقال عبد الله بن عمر رحمه الله : خلف الوعد ثلث النفاق، وصدق الوعد ثلث

الإيمان، وما ظنك بشيء جعله الله تعالى مدحة في كتابه، وفخرًا لأنبيائه

فقال تعالى:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاًنَّبِيّاً}مريم54

.....

قالوا : الخلف ألأم من البخل، لأنه من لم يفعل المعروف لزمه ذم اللؤم وحده،

ومن وعد وأخلف لزمه
.......

كتب العتابي إلى بعض أهل السلطان : أما بعد، فإن سحائب وعدك قد أبرقت،

فليكن وبلها سالمًا من علل المطل، والسلام.
.......
وكتب الجاحظ إلى رجل وعده : أما بعد، فإن شجرة وعدك قد أورقت،

فليكن ثمرها سالمًا من جوائح المطل، والسلام.

طلال
05-11-13, 12:58 PM
كتاب الواسطة في الخطب

خطبة رسول الله في حجة الوداع

صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع

إن الحمد للهّ نَحمده ونَستغفره ونَتوب إليه؛ ونعوذ بالله من شرُور أنفسنا، ومن سَيئات


أعمالنا، مَن يَهْد اللّه فلا مُضِلِّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له وَأشهد أن لا إله اللّه وحدَه لا شريك له،


وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه.


أُوصيكم عبادَ اللهّ بَتْقوى اللّه، ٍو أَحثُّكم على طاعته، وَأسْتَْفتح بالذي هو خير. أما بعد، أيّها الناس، اسمعوا


منّي أبيّنَ لكم، فإني لا أدري لعليّ لا أَلْقاكم بعد عامي هذا في مَوْقفي هذا. أيها الناس، إن دماءكم



وأمواَلكم عليكم حَرام إلى أن تَلقوا ربَّكم، كحُرمة يومكم هذا في شَهركم هذا في بلدكم هذا.



ألا هل بَلّغت، اللهم اشهد.


فمن كانت عنده أمانة َفْليُؤَدها إلى الذي ائتمنه عليها، وإن ِربَا الجاهلية مَوْضوع، وإن


أوّل ربا أبدأ به ربا عمّي العبّاس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهليَّة مَوْضوعة، وإن أول دَم


أبدأ به دَم عامر بن رَبيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإنّ مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية.


والعَمْدُ َقوَد، وشبْه العمد ما ُقتل بالعصا والحجر، ففيه مائة بعير، فمَن زاد فهو من أهل الجاهلية.


أيها الناس، إنّ الشيطان قد يَئسْ أن يُعبد في أرْضكم هذه ولكنه رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تُحَقِّرون من أعمالكم.


أيها الناس، إنّما النّسيء زيادة في الكُفر، يُضَل به الذين َكفروا، يُحلّونه عامًا ويُحَرمونه عاماً، ليُواطئوا عدّة ما حَرّم


اللّه، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خَلق اللّه السموات والأرض، وإن عدَّة الشهور عند اللهّ اثنا عشر


شهرًا في كتاب اللّه يوم خلق، السموات والأرض، منها أربعة حُرم، ثلاثة متواليات، وواحد فرد، ذو القعدة وذو الحجة

والمحرم، ورجب الذي بين جمادي وشعبان


أَلا هل بلّغت، اللهم أشهد.


أيها الناس، إنّ لنسائكم عليكم حَقًا، وإنّ لكم عليهن حقَّا، لكم عليهن أن لا يُوطِئن َفرْشَكم غيركم، ولا يُدخلن أحدًا


تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن اللّه قد أذن لكم أن تَعْضُلوهن



وتَهْجروهن في اَلمضاجع وتضربوهن ضربًا غير مُبرِّح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم ِرزُقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما


النساء عندكم عَوَار لا يملكن لأنفسهن شيئًا، أخذتموهن بَأمانة اللّه، واستحَللتُم فُروجهن بكلمة اللّه، فاتقوا



اللّه في النساء واستوصوا بهن خيرًا.


أيها الناس، إنما المؤمنون إخوة فلا يحل لامرئ ماُل أخيه إلاّ عن طِيب نفسه


ألا هل بلّغت، اللهم أشهد.


فلا تَرْجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم أعناق بعض، فإني


قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تَضلّوا: كتابَ اللّه، ألا هل بلَّغت، اللهم أشهد.


أيها الناس: إنّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلُكم لآدم، وآدم من تراب



أكرمُكم عند اللّه أتقاكم، ليس لعربيّ على عجميّ َفضل إلّا بالتقوى



ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم؟ قال: َفْليبلغ الشاهد منكم الغائب.



أيها الناس، إن اللّه قد قَسم لكل وارث نصيَبه من الميراث


ولا يجوز لوارث وصية ولا تجوز وصية، في أكثر من الثّلث


والولدُ للفراش للعاهر اَلحجر، من ادَعى إلى غير أبيه،


أو تولّى َغير مواليه، فعليه لعنُة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صَرْفًا ولا عدًلا. والسلام عليكم ورحمة اللّه

وبركاته.



(ترددت كثيرا قبل أن أنشر هذه الخطبة للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام إلا اني وجدت أنها أُخرجت في صحيح البخاري
ومسلم في مجمل من خطبه في حجة الوداع أسال الله التوفيق لنقل ما ثبت وصح عن نبي الرحمه)

طلال
11-11-13, 07:59 PM
خطبه للصديق أبو بكر


لحمد للّه أحمده وأستعينه، وَأستغفره وأومن به وَأتوّكل عليه

وأَسْتهدي اللهّ باُلهدى، وَأعوذ به من الضّلال والرّدى، ومن الشك والعَمى.

مَن يَهْدِ اللّه فهو المُهتدي ومن يُضّلل فلن تَجد له وليًَّا مُرْشدًا.

وَأشهد أن لا إله إلا اللّه وحدَه لا شريكَ له، له المُلك وله اَلحمْد

يُحيي وُيميت، وهو حَيٌ لا يَموت، يُعزّ مَن يشاء، ويُذِل مَن يشاء

بيده اَلخير وهو عَلَى كلّ شيء قدير.

وأَشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، َأرسله بالهُدى ودين الحق

ليُظهره عَلَى الدين كلّه ولو َكِره المشركون، إلى الناس َكافة رحمًة لهم وحُجة عليهم

والناسُ حينئذ عََلى شَرّ حال، في ُظلمات الجاهليّة، دينّهم ِبدْعة، ودَعْوتهم فِرْية.

فأعزِّ اللّه الدينَ بمحمد صلى الله عليه وسلم

وألفَ بين قلوبكم أيها اًلمؤمنون فأصبحتم بنعمته إخوانًا

وكنتم على شفا حُْفرة من النار فَأنقذكم منها

كذلك يُبيّن اللّه لكم آياته لعلكم تَهتدون.

فَأطيعوا اللهّ ورسوله، فإنه قال عزّ وجلّ: مَن يُطِع الرَّسوَل فقد أطاع الله ومَن تَوَلى فما َأرسلناكَ عليهم حَفيظًا.

أمّا بعد، أيها الناس، إني أوصيكم بتقوى اللّه العظيم في كل َأمر وعََلى كِل حال

وُلزوم الحق فيما أَحببتم وَكِرهتم، فإنه ليس فيما دون الصدق من الحديث خير.

مَن يَْكذب يَْفجر، ومَن يَْفجر يَهْلِك. وإيّاكم والَفخْرَ، وما َفخْرُ مَن خُلق من تراب وإلى التراب يَعود

هو اليوم حيّ غدًا مَيّت. فاعمَلوا وعُدُّوا أنفسَكِم في الموتى، وما أَشكل عليكم فردّوا عِْلمه إلى اللّه، وَقدِّموا لأنفسكم

خيرًا تَجدوه مًحْضرًا، فإنه قال عَزٌ وجلّ

يَوْمَ تَجد كلُّ نَْفس ما عَمَِلتْ مِن خَيٍْر مُحضَرًا ومَا عَملت مِن سُوء تَوَدُّ لو َأنَّ بينها وبينه َأمَدًا بَعيدَا

ويُحذِّرَكم اللّه نفسَه والله رءُوف بالعِبَاد. فاتّقوا اللّه عبادَ اللّه

وراقبوه واعتبروا بمَن مَضى قبلكم، واعلموا إنه لا بُدّ من لقاء ربّكم والجزاء بأعمالكم صَغيرها وَكبيرها

إلا ما َغفر اللّه أنه َغفور رحيم، فَأنًْفسَكم أَنفسكم واُلمستعاُن الله، ولا حَوَل ولا قوّة إلّا باللّه. إًن اللّه وملائكته

يصلّون على النبيّ، يأيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تَسْليَمَا. اللَّهم صَلِّ على محمدٍ عَبْدِك ورسولك

أفضَل ما صَليت على أحدٍ من خْلقك، وزَكِّنا بالصلاة عليه، وَألحقنا به، وأحشُرنا في زمْرته، وَأوِْردْنا

حوضَه. اللًهم َأعِنَّا عَلَى طاعتك، وانصُرنا عََلى عدوّك

طلال
18-11-13, 01:44 AM
خطبة لأم المؤمنين عائشة

رحمها الله يوم الجمل:

قالت: أيها الناس، صَهْ صَه، إنّ لي عليكم حُرْمَة الأمومة، وحق اَلموْعظة، لا يتّهمني إلا مَنْ

عَمى ربّه،مات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بين سَحْري ونَحْري، فأنا إحدَى نسائه في

اَلجنّة، له ادّخَرَني ربِّي،وخلصني من كل بُضْع، وبي مَيّز مُؤمنكم من مُنافقكم، وبي أرْخَِص

اللّه لكم في صَعِيد الأبْوَاء،ثم أِبي ثاني اثنين اللهّ ثالثهما، وأوَّل من سُمِّي صِدِّيقًا. مَضى

رسوُل اللّه صلى الله عليه وسلم راضيًا عنه،وَطوَقه أعباء الإمامة، ثم اضطرب حَبْل الدِّين

بعده َفمَسَك أبي بَطرََفيه، وَرتَقَ لكم َفتْق النِّفاق،وأغاض نَبعْ الرِّدّة، وأطفأ ما حَشِّت يهود،

وأنتم يومئذ جُحْظ العيون، تَنْظرون العَدْوة، وتَسْمعون الصَّيْحة،فرأب الثّْأي، وأوَدَ من

الغِلَْظة، واِمتاح من اُلهوّة، حتى اجْتَحى دفينَ الداء، وحتى َأعْطن الوارد، وأوْرد الصادر،

وعَلّ الناهل، فقبضه اللهّ إليه واطئًا على هامات النّفاق، مُذْكِيًَا نار اَلحرْب علِى المشركين،

فانتظمت طاعتُكم بحَبْلهِ،فَوَلّى أمركم رجًلا مُرْعِيًَا إذ رًكِنَ إليه، بعيدًا ما بين الَّلابتين إذا

ضُلّ، عُرََكة للأذاة بجَنبه، صَفُوحًا عن أذى الجاهلين، يقظان الليل في نُصْرَة الإسلام،

فسلك مَسْلك السابقيه، ففرّق شَمْل الفِتْنَة، وجَمَع أعضاد ما جَمَّع القرآن، وأنا نُصْب

المسألة عِن مَسِيري هذا، لم ألتمس إثمًا، ولم أُؤَرِّث فتنة ُأوطئكموها. أقول قولي هذا صِدْقَا

وعَدًْلا، وإعذارًا وإنذارًا، وأسأل اللهّ أن يصلّي على محمد وأن يُخَلِّفه فيكم بأفضل خِلافة

المُرسلين.