المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الباص الأصفر (6)


عبدالعزيز
26-01-10, 12:10 AM
تعرَّف عليها أيام المدرسةِ، كل يومٍ يقف عند باب منزلهم يحملُ صرةَ كُتبهِ مطويةً بسجادتهِ الزرقاء، يشاهدها تتخبطُ بعتبة الباص الأصفر مع أختِها التي تصغرها بعامٍ.
إنها جارتهم، أحبها وأحبته بهيامٍ، بدأتْ علاقتهما بتبادلِ النظرات عند الأبواب، ثم تبادلا الرسائل الورقية عبر بريد السور، وتقاسما الابتسامات من فتحات النوافذ والشبابيك، في بعض الأحيان ترتكبُ جرأة، تُلوحُ له بيدها من داخل الباص، سرقاً كثيراً من الأوقات في الهاتف.
إنها أملٌ وإنهُ وائلٌ، قصةُ حبٍ تنمو في حضنِ(مجتمع عدم الاختلاط).
في آخر سنةٍ دراسية للثانوية العامة تقدمَ لها شابٌ من عشيرتها الأقربين، فترفض أملُ الاقترانَ به، قدمتْ لذويها التبريرات اللازمة التي تشفع لها رفض الزجية.
وتقدمَ لها آخرٌ، فرفضتْ لنفس التبريرات رغم استغراب أهلها منها، بررت لهم ذلك برغبتها بمواصلة الدراسة الجامعية وهي عزباء.
وائلٌ أكمل دراسة الثانوية العامة بتقدير ممتاز، طلب من والدهِ الزواج المبكر مختلقاً له أسباباً واهيةً، وحقيقته خوفاً على اختطاف محبوبتهِ، أو خوفاً من إجبارها على الزواج المبكر لأحد المتقدمين لها.
والده انتقد طلبه بشدةٍ وحزمٍ وقال له: سوف أساعدك وأقفُ معكَ في مشروع الزواج بعد تخرجك من الجامعةِ.
وائلٌ قرر ترك الدراسة الجامعية والعمل في أحدِ المصارفِ في مدينتهِ، حاول مواصلة دراسته الجامعية منتسباً للجامعة العربية في القاهرة.
عانى كثيراً في عملهِ بسبب حداثة عمرهِ وجمال وسامته، كان أغلب الموظفين ينظرون إليه نظرة خاصة، فيها ما فيها من السقط واللقط، فكان لا يعيرهم اهتماماً وبنفس الوقتِ يقدر لهم شعورهم الطائش في بلد غاب فيه رؤية جمال النساء.
بعد مرور أربع سنواتٍ من زواجهِ وسكنه محشوراً في غرفةٍ في بيت أهله تخرج أقرانه من الجامعات وجاءوا يعملون معه في نفس المصرف ولكن بوظفية مدراء في عمله.
يومها عَرِفَ، إنه كان مخطئاً بحق نفسهِ، يومها وجد ورقة الزواج وفقد ورقة الحب.


لا نستغني أبداً عن آرائكم وملاحظاتكم
دوَّنها بحرية هنا

أوتار الحزن
28-01-10, 11:45 AM
هناك رغبات تتطغى على مستقبل وطموح الشخص
هنا نرى كم هي جميلة تلك المعادلات المتساوية
عندما نوحد الأمور بمقياس العدل
هنا وائل عاش قصة حب..تنامت بين طيات قلبه
فكان همه الشاغل فقط أمل متناسياً مستقبله
نعم حقق رغبة الزواج ولكن من وجهة نظري
فأنه قمة الألم
عندما وجد أقرانه في مصاف الدرجة الأولى وهو لا يملك من الشيء سوى القليل
بينما كان بإمكانه الحصول وفعل الكثير
وما الذي حصل عليه حتى في الزواج لم يحقق ذاته واستقلاليته
خسر في ذلك الباص عمره بأكمله
فالإنسان عندما لا يشعر بالاستقلالية وتحقيق الذات يشعر بالخسارة
.
.
الفاضل:عبدالعزيز

قلم متمكن يشعرنا بقوة تلك العلاقة بين المفردات والترابط القصصي الجميل
دمت كما تحب

اللميـــاء
28-01-10, 03:08 PM
هناك الكثير مما بين السطور يحتاج الوقوف عنده
و هناك إيماءات لما هو خلف قصة الحب
فهنوك خيوط خفية بالقصة أتمنى أن أمسك ببعضها

عبد العزيز

إسمح لي أن أعود للقصة .. بما يليق بها كـ نص
و ما يليق بك كـ كاتب

اللميــاء!</b>

الــمُــنـــى
31-01-10, 01:05 PM
/
\

لا أجد أبداً أن في الزواج سببا من أسباب الفشل
في إكمال دراسة أو إعتلاء منصب ما في وظيفة ما ..
فالزواج لا يعتبر عائقا أبدا ..
خاصة إن كان الزواج
أخي القدير / عبدالعزيز
مرتبطأ بالحب كما وضحت
بإعتقادي أن الأستقرار النفسي والعاطفي
كفيل لأن يحقق المرء من خلاله منجزات كبيرة
وفي مجالات اخرى ..فكما يُقال
" وراء كل رجل عظيم إمراة عظيمة " ..
ما ينقص صاحبنا هنا هو أشياء أخرى ..
الدافع / الحماس / المثابرة في التغلب
على ظروف الحياة ومشاقها خاصة أنه أصبح
مسئؤلا عن أسرة وأصبحت على عاتقه متطلبات جديدة
للأسف صاحبنا لم يعرف كيف يوازن بين
متطلبات الدراسة ومتطلبات الحياة الزوجية ..
لربما هذا هو السبب الحقيقي لفشله وإخفاقه في
إكمال مسيرة الأمتياز التي كانت ملازمة له في فترة دراسته ..
صاحبنا هنا توفر له الحب نعم ولكن هذا الحب
لربما لم يحالفه النضج أو لم يحالفه وجود الذكاء الأنثوي
الذي من خلاله تستطيع أي أمرأة أن تحقق مع شريك حياتها
المعجزات والله ..
صاحبنا لربما كما يقول المثل " الطيور على أشكالها تقع " ..
رضي بالقليل ولم تكن همته تعانق السماء ولم
تكن آماله حقيقية والدليل أنه أرتضى بالقليل الذي
يسد رمق أسرته ويكفل له بحياة بسيطة
رضي أن يبقى ولمدة 4 سنوات هو وزوجته في غرفة
في بيت أهله ..
تُرى هلى الزواج هنا سبب من أسباب فشل صاحبنا هنا ..؟؟
كلا وألف كلا ..
.
.
أخي القدير / عبدالعزيز

لا زلت بقلمك تنقل لنا مشكلات أجتماعية ولكن
بأسلوب قصصي رائع جدا تجعل أقلامنا تسترسل بالكتابة
دونما شعور ودونما ترتيب للإفكار
فالعذر منك أخي الكريم على طول المقال هنا

دمت بألق

عبدالعزيز
22-12-11, 06:27 PM
هناك رغبات تتطغى على مستقبل وطموح الشخص
هنا نرى كم هي جميلة تلك المعادلات المتساوية
عندما نوحد الأمور بمقياس العدل
هنا وائل عاش قصة حب..تنامت بين طيات قلبه
فكان همه الشاغل فقط أمل متناسياً مستقبله
نعم حقق رغبة الزواج ولكن من وجهة نظري
فأنه قمة الألم
عندما وجد أقرانه في مصاف الدرجة الأولى وهو لا يملك من الشيء سوى القليل
بينما كان بإمكانه الحصول وفعل الكثير
وما الذي حصل عليه حتى في الزواج لم يحقق ذاته واستقلاليته
خسر في ذلك الباص عمره بأكمله
فالإنسان عندما لا يشعر بالاستقلالية وتحقيق الذات يشعر بالخسارة
.
.
الفاضل:عبدالعزيز

قلم متمكن يشعرنا بقوة تلك العلاقة بين المفردات والترابط القصصي الجميل
دمت كما تحب


من الصعب التكافئ بين الرغباتـ والطموح..

في كثير من الأحيانـ يميل الميزانـ لكفةٍ دونـ أخرى..
ولكن ميزانـ الذهب دقيق جداً!!

شكراً على هذا الحضور وأسف لتأخر الرد.

تحياتي

عبدالعزيز
22-12-11, 06:30 PM
....

عبد العزيز

إسمح لي أن أعود للقصة .. بما يليق بها كـ نص
و ما يليق بك كـ كاتب

اللميــاء!</b>


أنتظرتـ طويلاً..

ولكن ظروف العودة أصبحت مملة..

أسف لتأخر الرد.

تحياتي

عبدالعزيز
22-12-11, 06:32 PM
/
\

لا أجد أبداً أن في الزواج سببا من أسباب الفشل
في إكمال دراسة أو إعتلاء منصب ما في وظيفة ما ..
فالزواج لا يعتبر عائقا أبدا ..
خاصة إن كان الزواج
أخي القدير / عبدالعزيز
مرتبطأ بالحب كما وضحت
بإعتقادي أن الأستقرار النفسي والعاطفي
كفيل لأن يحقق المرء من خلاله منجزات كبيرة
وفي مجالات اخرى ..فكما يُقال
" وراء كل رجل عظيم إمراة عظيمة " ..
ما ينقص صاحبنا هنا هو أشياء أخرى ..
الدافع / الحماس / المثابرة في التغلب
على ظروف الحياة ومشاقها خاصة أنه أصبح
مسئؤلا عن أسرة وأصبحت على عاتقه متطلبات جديدة
للأسف صاحبنا لم يعرف كيف يوازن بين
متطلبات الدراسة ومتطلبات الحياة الزوجية ..
لربما هذا هو السبب الحقيقي لفشله وإخفاقه في
إكمال مسيرة الأمتياز التي كانت ملازمة له في فترة دراسته ..
صاحبنا هنا توفر له الحب نعم ولكن هذا الحب
لربما لم يحالفه النضج أو لم يحالفه وجود الذكاء الأنثوي
الذي من خلاله تستطيع أي أمرأة أن تحقق مع شريك حياتها
المعجزات والله ..
صاحبنا لربما كما يقول المثل " الطيور على أشكالها تقع " ..
رضي بالقليل ولم تكن همته تعانق السماء ولم
تكن آماله حقيقية والدليل أنه أرتضى بالقليل الذي
يسد رمق أسرته ويكفل له بحياة بسيطة
رضي أن يبقى ولمدة 4 سنوات هو وزوجته في غرفة
في بيت أهله ..
تُرى هلى الزواج هنا سبب من أسباب فشل صاحبنا هنا ..؟؟
كلا وألف كلا ..
.
.
أخي القدير / عبدالعزيز

لا زلت بقلمك تنقل لنا مشكلات أجتماعية ولكن
بأسلوب قصصي رائع جدا تجعل أقلامنا تسترسل بالكتابة
دونما شعور ودونما ترتيب للإفكار
فالعذر منك أخي الكريم على طول المقال هنا

دمت بألق

كل يبحث عن الإستقرار..

ولكنه يكونـ في كثير من الأحيانـ كالسرابـ..
يظن الظمآنـ بأنه ماءٌ!!

شكراً لحضوركـِ السخي، وبنفس الوقت أسف لتأخر الرد.


تحياتي

فهد العريبي
22-12-11, 08:29 PM
أخي العزيز: عبدالعزيز
7
من الواضح أن قلمكـ يبدع بعرض المشكلات الأجتماعية
والقصص الأدبية التي تجعل القارئ يندفع بالكتابة
التي يرى انها رداً لائقاً لسردك الجميل ..

دمت بألف خير

عبدالعزيز
23-12-11, 10:42 AM
أخي العزيز: عبدالعزيز
7
من الواضح أن قلمكـ يبدع بعرض المشكلات الأجتماعية
والقصص الأدبية التي تجعل القارئ يندفع بالكتابة
التي يرى انها رداً لائقاً لسردك الجميل ..

دمت بألف خير




كم سرني هذا الحضور..

تقبل خالص تحياتي