المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكرا لك يا رب على ترمب


ايوب صابر
14-02-17, 12:25 PM
شكرا لك يا رب على ترمب

وتدور عجلة الأيام ويتضح مع دورتها ان الرئيس الأمريكي الجديد رجل مبادئ يقاتل حتى الموت من اجل ما يؤمن به على طريقة رعاة البقر دون ان يحسب حساب لشيء او لاحد...ويتحدى اللوبيات ويقول الحقيقية حتى حول دور أمريكا القذر التي لم يبرأها من اعمال مشينة...

وعلى الرغم انه أعلن عزلة أمريكا عن محيطها بشكل خاص والعالم بشكل عام، بأن وضعها على رأس الأولويات لديه، وبمعنى ان كل ما يقوم به سيكون الهدف منه خدمة أمريكا اولا، لكنه في نفس الوقت نجده يعيد ترتيب العالم على شاكلة ما يريده هو وعلى طريقته الخاصة المدوية.

ونجد الرجل يتصرف بشفافية عالية، فلا مداهنات، ولا لف والا دوران، ولا سياسة حتى... رغم انه رئيس دولةـ بل اعظم دولة من حيث الامكانيات... فكل ما يقوم به واضح وضوح الشمس، فمجرد ان نطق رئيس وزراء استراليا باسم أوباما وان لديه اتفاق معه بخصوص اللاجئين اقفل الرجل – ترمب - في وجهه سماعة الهاتف...ولتذهب الدبلوماسية ، والتحالفات ، وليذهب ذلك الرجل الى الجحيم إذا كان لم يستوعب حتى الان ان العالم قد تغير...بوصول رجل اعمال الى سدة الحكم في اقوى دولة على الأرض، وان أمريكا أصبحت بفضل ثورته الترمبية قوة عظيمة من جديد يهابها القاصي والداني، وان أوباما الضعيف أصبح من الماضي السحيق بفعل الإجراءات التنفيذية غير المسبوقة التي ينفذها هذا الرئيس الجديد على طريقة مدراء الشركات، او ابطال أفلام الكاوبوي، وليس كالحكام الذين يزحفون كالسلاحف خوف على شعبيتهم وسمعتهم او لاعتبارات أخرى عديدة..

وضمن برنامجه لإعادة ترتيب العالم وبغض النظر عن الغايات والاهداف نجده قد أعلن الحرب على إيران كأولوية أيضا في السياسة الدولية، هذه الدولة المعتدية التي صار لها زمن تفترس فينا نحن العرب في عدة انحاء من بلادنا دون رادع، خاصة بعد ان نجحت بتحالفها مع إدارات أمريكا السابقة والضعيفة في اختراق الجبهة العراقية التي مثلت سدا منيعا ضد اطماعها التوسعية لسنوات عديدة، واستولت بفضل ادارت أمريكا الضعيفة السابقة عمليا على العراق وخيراتها لتنطلق من هناك الى عواصم عربية أخرى، لتسقط أربع عواصم تحت نفوذها واحدة تلو الأخرى حتى الان....

ولولا ترمب لربما نجحت في بعث إمبراطورتيها الفارسية من جديد، خاصة بعد ان نجحت في التحالف مع الشرق أي روسيا هذه المرة...وشنتا معا حرب إبادة جماعية في حلب...
صحيح اننا لا نعرف ما هو السر الذي دفعها لإطلاق ذلك الصاروخ البلاستي بعد تولي ترمب الرئاسة مباشرة، وربما هدفت القول نحن هنا في تحد واضح وصريح لإدارته الجديدة، ليأتي رد هذا الرجل مزلزلا ويقول لها كفى enough is enough بالفم المليان، وانه لن يعاملها بالحنية التي عاملها بها الرئيس السابق أوباما...

وهذا التصريح غاية في الأهمية، واعتراف منه ان كل الكوارث التي جرت لنا نحن العرب خلال العقدين الماضيين كانت بسبب حكومات أمريكية سابقة ضعيفة ومتحيزة، شنت على العرب حرب غير مبررة وغير شرعية، ودمرت العراق شر تدمير دون وجه حق يذكر، وتركته غنيمة لإيران، ترتع فيه وتسرح وتمرح، وتجني ثمار حرب أمريكا غير العادلة....

نعم...ربما ان هدف ترمب المعلن هو الاستيلاء على نفط العراق حتى يعوض خسائر أمريكا في العراق التي قدرها هو بنحو ثلاث تريلونات دولار... وحتى هذا الهدف على بشاعته هو اهون ألف مرة من ان ترتك إيران تفترس العرب دون رادع وتحيي على ارضهم وديارهم إمبراطورتيها الفارسية البائدة.

صحيح ان موقفه من إيران لم يتكرر في حالة كوريا الشمالية عندما فعلت شئيا مشابها ولا نعرف السر لذلك وتباعات هذا القصور الجلي...
وصحيح انه عنصري في طروحاته، يعادي الجميع على ما يبدو وعلى رأسهم العرب...
وصحيح انه هزم امام الدولة العميقة والقضاء الذي ألغي واحدا من اهم قراراته حول الهجرة، مما مثل له انتكاسة مدوية...
وصحيح ان مستشاره للأمن القومي استقال مرغما اليوم قبل اكمال شهر على تعيينه...
وان سلسلة من التحقيقات سوف تجري معه ومع مساعديه قد تفضي الى طرده من الرئاسة...

لكن في كل الأحوال فان وصوله أفضل من استمرار سياسات أوباما التي وضعت العالم في حالة جمود يكاد لا ينتهي...

فإن نجح ترمب كان به... وان لم ينجح فيكون قد لعب دورا مشابها لذلك الذي لعبه غورباتشوف في الاتحاد السوفيتي...وعندها سيصبح العالم غير هذا العالم الذي نعرفه...

فأهلا وسهلا في ترمب والزمن الذي يمثله، حتى ولو كان قصيرا، وشكرا لك يا رب على ترمب...