المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات ورديه


عبدالله الكثيري
01-03-10, 09:21 PM
عند الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ، وبعد أن أسدل الليل ستاره وكادت الطرقات تخلو من الماره .. بلمساتٍ هادئةٍ حذره فُتح الباب بكل بطئ وتوجهت الأقدام


ممر على جنباته أبواب مغلقة يسود الصمت والنوم العميق ممن هم ورائها


في هذه اللحظات وخطى ريــم تحذو قدماً وبهدوء حزين تلامس قدميها درجات السلم للطابق السفلي متوجهةً بمفتاحها لمركبتها الوردية التي لها وقعٌ في نفسها


إنها ليست مركبة فحسب .. بل هي بحرٌ من ذكرياتٍ جميله لا تستطيع نسيانها .. بل لا تريد نسيانها

صوت المحرك سنفونيةٍ عذبة




لها وقع في أذنيها يسري لقلبها الجريح ليداوي ألامها وعصارة دموعها

تخترق مركبة ريم الإشارات الضوئية وهي تبحر في أحلامها الوردية وذكرياتها الجميلة




توقف مركبتها على علوٍ شاهق وبين الصخور لتلتقي عيناها والتي ملئت بالدموع وهي تحضن أمواج البحر في سكونه الرائع على غير عادته وكأنه يترقب قدوم ريــم ليناجيها كما تناجيه


نسماتٌ هادئة .. نسماتٌ باردة تداعبُ كل خصلةٍ من شعرها الناعم الذي إشتاق لأنامل كانت تغذيه من حنانها


أنامل كانت تلامس عبراتها .. أين هي ؟! إني مشتاقةٌ إليها


أريدها الآن


عبارات وكلمات ممزوجة بدموعها


تصول وتجول على شفتيها وهي تناجي أمواج البحر وهديره


كأن البحر يبكي لبكائها يسبحُ في أمانيها .... لكن


لا تجد ريم ما تتمناه وتنشده وكأنه خيال أفُل شمسه وغاب بريقه طويت أوراقه بين سطور الزمن ومع ذلك لم ولن تنمحي من قلب ريم الجريح


آهٍ ... آهٍ ... يا من أحب لو أني .. لو .. لو


كانت هذه نبضات قلبها طُرزت على شفتيها وهي تناجي أمواج البحر العظيم

إلتف الهدوء بحزنه وسكون الليل بسواده على محارم ريم الورقية وهي تمسح عبراتها




تتوجه لحنانها ممتطية صهوتها الوردية إيذاناً بالعودة لمنزلها


مرة أخرى تخترقُ ريم الإشارات الضوئية وهي تحاول كبح جماح صهوتها الوردية لكي تزداد مضياً في أحلامها


يغُلق هدير المحرك وتنطفئ أنواره


تتثاقل خطواتها نحو المدخل


وجه شاحب وعينين ذبلاوتين وصوتٌ كان بالأمس ندياً طريا


كفٌ يرتعش عند ملامسة الباب


منظرٌ يفاجئها عند دخولها


أمها بحنانها وصبرها كانت تترقبها وهي جالسةٌ على الكرسي

ريـم : أمي !! السلام عليك ، لم أنتِ هنا ؟ ألم تنامي ؟
أمها : وعليك السلام يا ريم ، وكيف يغمض لي جفنٌ وأنت على هذا الحال
أسرعت ريم لحضن أمها ونشيج صدرها يزلزل زوايا المكان





دموع تنسكب على صدر أمها


ريم : لا أستطيع نسيانه يا أمي ، لقد كان لي الزوج الحبيب والصديق القريب والأب الحنون .. لا أستطيع .. لا أستطيع


بكاؤها يغلبُ عباراتها

أمها : إن قدر اللهِ كان مكتوباً يا حبيبتي .. ، لقد مضت سبعُ سنوات على رحيله من الدنيا ، وأنت على هذا الحال يا صغيرتي ، ألا ترحمين فؤادي وفؤاد أبيكِ ؟؟
ريـم : واللهِ لقد يئست من شدة المحاولة ولكن ذكراه راسخة في قلبي وعقلي





أمها : أود يا صغيرتي أن تشتري مركبة غير مركبتك هذه

ريـم : لا .. لا .. مستحيل يا أمي إنها روحه التي بين أضلعي ، وكيف أفكر ببيعها وهي أغلى هدية أهداها لي قبل وفاته بعام .. لا .. لا مستحيل
أمها : هدئي من روعك يا صغيرتي ، فلا أملك لك سوى الدعاء بالصبر والسلوان





*****************************************



أعزائي ...

هذه دموع ريم أنسجها لكم بين أسطري يخالجها ذكرياتٌ جميلة إلتف الوفاء بحباله على قلب ريم ، فلا نملك سوى الدعاء لها ولطفليها عامر وسعاد اللذان يحملان إسمه





دمتم بــ 1000 خيــر

مشاعر انثى
02-03-10, 01:41 AM
كفى اخي الرااااااائع عبدالله
أوفٍ من تلك الذكريات الورديه ومن تلك الأحرف الماسيه حتماً0 ومن تلك الذكريات التي بصمت لتُذكرنا بالماضي 0
ذكريات من الصعب نسيانها او التخلص منها0
ذكريات من الصعب ان تزول بسرعه او تُمحى من الذااااكره0
اصعب شي أجده ومن المستحيل ان يمر يوم من غير ان تذكر الحنين والرجوع اليه0
ربما تبكي لها الصخور مماتراه من تلك التضحيات المُخلصه والنبضات التي تستحق أن تُشكر عليها 0
0000
القدير عبدالله سعدت بتلك الخاطره والذكرى الورديه التي سطّرتموها هُنا
فلك التحيه والود0

عبدالله الكثيري
02-03-10, 08:13 PM
مشاعر انثى
:) :)
ــــــــــــــــــــــــ

أشكر لك مرورك العطر .. عبارات أضعها وسام على صدري

دمت بــ 1000 خيــر

متاهة الأحزان
02-03-10, 09:49 PM
عبد الله الكثري

\
/

رحم الله تلك الروح

وخفف عن قلب الريم أحزانه

\

هي الدنيا بتقلبات أمواجها ...هي الدنيا حين تأخذ أضعاف ماتعطي

لله درها تلك القلوب الصادقة الوفيه

\
/

شكرا لهذا الألق

لهذا الجمال الصادق

المتشح وفاءً وحب

لك الياسمين

ودي

الــمُــنـــى
02-03-10, 11:57 PM
/
/

هنا وجدت في الحزن جمالا وسعادة بغير
ما هو متعارف عليه في كثير من الأحيان ..
هو الحزن الدافيء .. الذي يُجدد رسم البسمة
في قلوب وشفاه شتاءها قارس ..
هو الحزن الوردي .. الذي من خلاله نٌجدد الوفاء
لِشخوص غاب أصحابها جسدا لكن يستحيل غيابهم روحا
كيف السبيل للنسيان ..؟؟
وهم بمثابة النفس والروح التي تسكننا ..
وهم بمثابة زخات المطر التي لا تزال تنعش أرواحنا رغم قساوة رحليهم
عن عالمنا وقساوة القدر ونوائبه التي لا مفر منها ..
..

أخي القدير / عبدالله ..

أسلوب قصصي رائع يُجبرك على متابعته للنهاية
لا أملك هنا إلا بالدعاء لكم بالتوفيق
ولأم عامر وسعاد بالصبر والسلوان
فتجدد الذكرى هو نوع من الموت نمارسه على ذواتنا
ولربما تأثيره ينتقل للمحيطين بنا كما هو حال أم ريم ..
أعان الله الريم وأم الريم على ما حلً بقلبيهما
من فجيعة وألم ..
.
.

تقديري لكم

عبدالله الكثيري
03-03-10, 06:16 AM
متاهة الأحزان
:) :)
ــــــــــــــــــــــــــ

مرورك يزيدني إصرارا على مواصلة الدرب

لك كل احترامي وودي

دمت بــ 1000 خيــر

عبدالله الكثيري
03-03-10, 06:27 AM
المُنـى
:) :)
ــــــــــــــــــــ

لا عدمت مرورك الغالي وتوجيهاتك السامية ، فهي بمثابة الوقود لي الذي يدفع المركبة إلى مواصلة الطريق للحاق بكوكبة الإبداع في صرح الإبداع

***********************
دمت بــ 1000 خيــر

أوتار الحزن
03-03-10, 09:09 AM
ويبقى ما بين الماضي والحاضر وجع يتنفس في كل صباح
لا يكاد يرحل,,,يتجدد في كل شهقة تناديه من خلف السراب

الفاضل:عبدالله الكثيري

أسلوب قصصي رائع,,يكفي بأنك أخذتنا لعالم ريم بقدرة لا يجيدها إلا المتمكنين مثلك

دمت بخير

عبدالله الكثيري
03-03-10, 10:54 PM
أوتار الحزن

********

شهادة منك اعتز بها وهي وسام أضعه على صدري
لك كل الشكر على مرورك العطر

دمت بــ 1000 خيــر