قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قـطــرات من رذاذ الحبر الخـــاص " الـركن الهـادئ " (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   نداءات مَسْحورة (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=4477)

النّداهة 12-02-21 08:51 PM

كلّما مات أبٌ لأحدهم، غمرني الشّعور باليُتم كما المرّة الأولى. وكلّما ماتت والدةُ أحدهم؛ نُبذتُ في العراء مثل المرّة الأولى.
اللهم لا اعتراض على تدابيرك، لكنّه الفقد، أثقَلَنا واستطال بنا.

النّداهة 13-02-21 03:40 AM

أنا أرجوك بكلّ ما أستطيعه من وضوحٍ وشفافيّة ومباشَرة أنْ لا تقول لي غدًا « هو يوم ككلّ يوم، وكلّ يومٍ هو عيدنا »

لا، لا تقل ذلك.
أنا أريد وردةً حمراء، وعلبة شوكولا مرّة، ومفاجأة لا أعرف عنها شيئا.
لا تقل لي « أنتِ أعقل من هذا ، وأكبر من أنْ تراهقي الآن »
غدًا لا أريد حبّك، فقط أريد إكسسواراته!

النّداهة 14-02-21 09:27 PM

بأيّ طريقة تنوي إثارة دهشة امرأة فقدت شهيّتها للحياة، ومات فضولها تجاه الأشياء؟ بأيّ المستحيلات ستأتي؟ وأيّ المعجزات ستجترح؟

النّداهة 16-02-21 08:06 PM

أنا في منتصف مشكلةٍ ليست عويصة، إنّما منغِّصة عليّ سعادتي وانطلاقي، تجعلني منقبضة وتضعني في موضعٍ غير مريح، لستُ أدري إن كانت نداء صحوة لي كي تستقيم حياتي، أم أنّي لفرط توتّري صرت أغرق من اشتباكاتٍ لم تكن موجودة من قبل في حياتي، يداي ترتجفان وجسدي يرتعش، وقلبي؟ قلبي منقبض ضعيف، وأنا؟ أنا أريد أن أبكي حتّى يغلبني نومٌ لا يجيء، وحين أصحو يكون كلّ شيءٍ قد اختفى كأنْ لم يكن.
أنا لا أحبّ أن يُساء فهمي، ولم يسبق لي أن جُررت إلى صراعٍ متعدّد الأطراف وأكون فيه المُلامة!
معدتي تؤلمني، تماما كما آلمتني حين اشتبكتُ مع صديقتي المقرّبة في خلافٍ ليس لأيّ منّا يدٌ فيه حين كنّا بعمر السّابعة. الفرق فقط أنّي لن أختبئ في حضن أبي اليوم كما فعلت حينذاك، لن يمسح بيده الكريمةِ على رأسي فأدخل في نوبة بكاءٍ ليضغط عليّ بساعديه ويسند رأسي إلى صدره فأشهق طويلا، طويلا بما يكفي لأصحو من نومي وأجد نفسي في سريري وهو جالسٌ إلى جانبي، رأسه مختفٍ في كتابه لكنّي أرى ابتسامته الدّافئة ليخبرني بها أن لا شيء تغيّر، وأنّي أنا، وأنّ صديقتي بالباب تريد أن تلعب معي.
كلّا، لن يحصل أيّ من ذلك، أنا أجلس وحيدة، كرسيّ أبي مهجور، ودموعي تمسحها يداي المرتجفتان، ولا أحد بالباب ليلعب معي..
أنا حائرة، ووحيدة، وبي شيءٌ من خوف.

النّداهة 17-02-21 09:50 PM

أرأيت وأنت تدور في شوارع حيّنا، امرأة ترتدي تنوّرة بلون مدينتها؟
لا أعلم لم تلاحِقُ أعيُن المارّة تلك المرأة كلّما خطّت بأرجلها أخاديد غائرة في أرْصِفة المدينة. هل يحملقون في عينيها؟ حزنهما أم الكحل الأسود فيهما ما يجذب؟ هل يتسائلون عن انحناء ظهرها؟ تشوّه فيهِ أم همومٌ نزلت بكاهلها فأثقلته؟ وهل يبحثون في صوتها عن بقايا ضحكاتٍ ميّتة؟ أم يطمحون في أن تتقوّس شفاهها المكتنزة إلى أعلى ولو خطأً؟
أنا أراها كلّ يوم، في مرآتي الطّويلة القلّابة، ولا تمنحني تلك التّعسة أيّة إجابات مهما حملقت بها!.

النّداهة 18-02-21 06:58 AM

هذا الصّباح عاديّ، وأنا منذ أيّام، فِكري محايد، وقلبي فراغ. مِزاجي مسالِم، وصوتي بعيد، استجاباتي آليّة، وكلّ أوراقي بيضاء.
لا ثورات تلوح في الجوّ، لا معاركَ ثقيلة، لا نزاعات فكريّة، ولا اعتلالاتٍ نفسيّة، لا رائحة لتغييرٍ جديد.
أُحسّ أنّ في جوفي فراغ، وأنّي بحاجةٍ لتعبئته، ثورتي القادمة مرهونةٌ بطبيعة ما سيملؤه، انطلاقاتي الواسعة الجريئة محكومةٌ بكيف يتحدّث هذا العالم إليّ، وانكماشي على نفسي في قوقعتي متعلّق بكيف أتقبّل حديث هذا العالم معي!
أنا امرأة تُشعلها المواجهات، و تملؤها الجدالات طاقةً، أنا امرأة أهوى التّمشي على خطوط النّار، والتّقافز بين الأزمات. أحترفُ موازنة كلّ مائل، وأُجيد امتصاص الصّدمات. أنا امرأة لا تجلّي لي إلّا بالتّعب، ولا راحةَ لي إلّا وفي ثناياها النّسيان.
أنا امرأةٌ يُشبهني البحر، وتُقلّدني البراكين. أنا امرأةُ المساحات الشّاسعة ولا يختصر حضوري شيء.

النّداهة 03-04-21 10:30 PM

هل دخلت معرضا فنيا للرسم الكلاسيكي القديم من قبل؟
هل رأيت لوحةً خطفت أنفاسك لحظة دخولك المعرض، وظلّت تقود خطواتك لها اقترابًا؟
حتى إذا ما دنوت منها وارتدّت أنفاسك عن زجاجها، سرت في جسدك كهرباء صاحَبها انقباض أمعائك وغمرك الاشمئزاز والنّفور، لأنّ الخطوط الصغيرة تبدو الآن كالتجاعيد، وضربات الفرشاة الغائرة، تصبح الآن ندوبًا مرئيّة.
فتقتل هذه التفاصيل القريبة جمالية عموم اللوحة من بعيد.
هل قتلت لوحةٌ كلاسيكية ذائقتك الفنية بتفاصيلها ؟

حسنا، قد حدث لي هذا مرارا، وممّا يحدث لي أكثر، أنّه كلّما رقّ قلبي لذكرى كبيرةٍ لنا. يُهشّمني الحنين بكُلّيتها، بضع ثوانٍ فقط. فإذا ما تداركتُ ثنايا تلك الذكرى، استجرّ عقلي خذلانك لي، فينقبض قلبي ويتسامى الحنق إلى عقلي صعودًا .
فتشتعل نار الغيظ و يعلق طعم المرار في حلقي.
يتغيّر قلبي عندها ويعود لي، يُعلن براءته منك - ولو مؤقّتًا-.
أمّا عقلي فيبدأ بسحب كلّ متعلّقاتك، لا أقول أنّ سحب كلّ ذكرى لك عندي هو هيّن، أو أنّه قد تمّ وانتهى.
هي عملية مستدامة، أنت تدري؛ ذكرى جميلة تحتال عليّ، تفاصيل بسيطة تجرجر معها تفاصيل قبيحة، انقباضٌ ثمّ غيظٌ ومرار، أختمها بمحاولات استخراج للذاكرة.

ففي النّهاية؛ أنا المتفرّج المفتون غُبْنًا؛ وذكرانا لوحةٌ كلاسيكية مهشّمة.

النّداهة 06-04-21 05:22 PM

وَ ممّا سقط منكَ أثناء الفِراق؛ وداعٌ لائق، وكلمةٌ تُقال كي تصير ذكرى..

النّداهة 09-04-21 05:30 PM

أتُحِبّني؟
تاريخها عندي قديم..

النّداهة 11-04-21 04:25 PM

الفاضلة فيروز غنّت وقالت ( رجعِت الشتويّة.. ضل افتكر فييّ )
أمّا أنا - ونحن على أعتاب صيفٍ لاهب - فأُعلن أنّك تستطيع الآن أن تنساني ..


الساعة الآن 06:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009