قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قــطــرات الـقـصـة والروايــة (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   يوميات صائم (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=3758)

متاهة الأحزان 16-07-15 04:03 PM



اليوم الثاني والعشرين من شهر العتق

أعينوا أبنائكم على بركم فلا تتجبروا ثم ــ

جلس الحاج أبو عاطف يشتكي لجاره نفور أحفاده منه والدهشة تملأ نفسه من تكالب أحفاد صديقه ومشاجراتهم لأجل نيل رضاه
ابتسم أبو سمير: يا جاري ساعد ولدك وأحفادك على برك
أبو عاطف: أمرهم الله ببري ألا يكفيهم هذا ليفعلوا:

أبو سمير : بلا ولكنك تشتكي نفور الأطفال منك وقلة حبهم لك يا جاري عاملهم بالحسنى وتقرب منهم بالحب ليحبوك فيبروك حبا بك لا طاعة لأمر الله فقط انظر إلى أحفادي هل تعتقد أن شجارهم لأجلي جاء من فراغ والله إني أحسن إليهم حبا لله ثم حبا لهم .

يا جاري ساعدهم على برك بحبك لهم وعدم إثقال كاهلهم بالطلبات والواجبات
أطرق أبو عاطف مفكرا: لكني ضيق الخلق سريع الغضب
أبو سمير: داوم على الذكر وكلما شعرت بالغضب أطفأ ناره بالوضوء وتجمل بالصبر وكن على يقين أن الحصاد يأتيك بقدر الجهد فلن يأخذ من الناس من منع عنهم عطائه.

متاهة الأحزان 16-07-15 04:05 PM



اليوم الثالث والعشرين من شهر العتق والرحمة

طوبى لمن غرس غراسا يبتغي فيه وجه الله

رغم تقدمها في السن إلا أنها دأبت على جمع أطفال الحي لتحكي لهم قصصا من القرآن وعن الصحابة رضوان الله عليهم كما وتحكي لهم عن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم
كما وتعلمهم الوضوء والصلاة وتحثهم عليها دائما

تقوى : يا جدتي ألم تملي من هؤلاء الصغار...؟

الجدة : وما الممل فيهم إنهم أحباب الله .
تقوى: منذ شهر وأنت تبذلين قصارى جهدك لتعلميهم الصلاة وأكثرهم حتى الآن لا يتقنها فما الفائدة من تعليمهم...؟

الجدة: أدبر العمر يا ابنتي والسفر طويل والزاد قليل والجنة تحتاج إلى الصبر أفلا أتزود لأجلها بصبري على هؤلاء

تقوى : أمد الله في عمرك يــ
الجدة : كلنا ميت وغدا سأجزى عند الله عن كل طفل علمته فإلتزم لذا أصبر عليهم وأرغبهم بالصلاة والتلاوة والحفظ لما تيسر من القرآن .

تقوى : بارك الله جهودك يا جدة هل أساعدك بشيء
الجدة : إن كنت راغبة فساعديني على تحفيظهم التشهد والصلاة الإبراهيمية فهم حتى الآن لم يتقنوا حفظهما .


متاهة الأحزان 16-07-15 04:08 PM



اليوم الرابع والعشرين من شهر العتق والرحمة

إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين فاحذر أخي المسلم

طرقت نورا باب شقيقها فاعتدل جالسا : أهلا بك في حجرتي أضاءت بك يا خير شقيقة .
جلست جواره : ماذا تفعل يا سندي ...؟
رائد : أتسلى بالحديث مع بعض الأصدقاء.
حدقت بوجهه: ألا تعلم يا حبيبي أن المبذرين إخوان الشياطين ...؟

ضحك رائد: بلا والله أعلم لكني لست مبذرا فهات ما عندك من خير .
نورا: ووقتك ... ألا تبذر وقتك وعمرك في عمل لا طائل منه إلا الوقوع في المعصية أو التكاسل عن العبادة ...؟

رائد : أفصحي يا أختي ونوري قلبي نور الله طريقك للجنة
نورا: يا أخي الحبيب إضاعة الوقت على وسائل التواصل والدردشات تبذيرا له ومضيعة للعمر في غير طاعة الله قسم وقتك بين التسلية والعبادة فكلنا بحاجة إلى الزاد من أجل السفر والطريق طويل والمسلك صعب والحساب عسير على من أعرض وتلهى .
هيا يا أخي شد عزائمك جدد توبتك وواظب على عبادتك فنحن في العشر الأواخر من يدري قد يكرمك الله فتدرك خير ليلة القدر ولا أحد منا يعلم أيصوم رمضان في العام المقبل أم يدركه الموت فيرحل بزاده سواء قل أو كثر لا أحد منا يملك للآخر من الله


قبل رأسها : صدقتي وإن شاء الله سأفعل وعلى الفور.


متاهة الأحزان 16-07-15 04:09 PM



اليوم الخامس والعشرين من شهر العتق والغفران

ولا تنسى وأنت تسعى من أجل الدنيا أن تسعى للجنة سعيها

كان تاجر خضار وفواكه في السوق وقد اعتاد في كل يوم أن يقسم ما تبقى معه من بضائع على العائلات المستورة في طريق عودته لمنزله وأن يحتفظ لأفرد أسرته بحاجتهم .

الابن : يا أبي لماذا تًقّسم ما تحمل من البضائع على الناس بإمكانك الاحتفاظ بها وبيعها في اليوم التالي ولو بنصف السعر

الأب : هل قصرت يوما في حاجاتكم يا ولدي حتى تعترض على ما أفعل ...؟

الابن : لم تفعل ولكنك تشقى في جمع المال وبالنهاية تترك قسما منه للناس دون مقابل .
الأب : بل هناك مقابل وما أتركه للناس إنما تجارتي للآخرة ويكفيني للدنيا تجارتي طوال النهار .
الابن : لم أفهم

الأب : يا ولدي طول النهار أكد وأشقى لأتيكم بحاجاتكم أما ما أتركه للناس وأنا عائدُ للمنزل فإنما زادي ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون فمن ترك شيئا لوجه الله عوضه خيرا منه فما بالك بمن تصدق رغم حاجته ...؟
الابن : حسنا من الغد سأساعدك في عملك وأشاركك تجارة الدنيا والآخرة فهل تقبل شراكتي

ضحك الأب : ودعا لولده بالتوفيق والسداد وخير المرد .

متاهة الأحزان 17-07-15 12:34 AM



اليوم السادس والعشرين من شهر العتق والغفران

أقبل العيد وبعضنا عيدهم يتشح بالحرمان

افتتح صندوقا لجمع التبرعات فسأله أحدهم
عن الصندوق والغاية من جمع المال فيه
فأجاب: ثمة بيوت مستورة لم يشتري صغارها الثياب أو حتى الهدايا والألعاب سيأتيهم العيد والحرمان ينهش قلوبهم .
هذا الصندوق سيكون فرحتهم نعطيهم منه ماقسمه الله لهم
والله إني اجتهدت طوال رمضان لأفعل لكني أحب الخير لغيري كما أحبه لنفسي لذا بدأت أطرق أبواب المحسنين وأسألهم صدقة تطهر نفوسهم في الدنيا وتفرح بها قلوبهم حين يلقون وجه الله الكريم.

متاهة الأحزان 17-07-15 12:36 AM



اليوم السابع والعشرين من شهر العتق والغفران

خفض سعر ثيابه إلى النصف حتى أنه كان يبيع قسما من بضائعه بخسارة
فسأله أحد العمال: يا أبو رأفت هل تحارب تجار السوق بفعلك .
أبو رأفت : معاذ الله ماذا تقول يا ولدي ...؟ والله مافكرت بهذا الأمر قط إنما خفضت سعر بضائعي لتكون في متناول يد الفقير كما الغني
فثياب العيد فرحة للصغار والكبار وإنما أردته عيدا سعيد للفقراء والمساكين
العامل : ولكنك تخسر الكثير بفعلك هذا .
أبو رأفت : وهل يخسر من وجد في الجنة قصورا تنتظره إنما فعلي هذا لوجه الله ومن قدم شيئا لوجه الله فرح فرحي الدنيا والآخرة.

متاهة الأحزان 17-07-15 12:37 AM



اليوم الثامن والعشرين من شهر العتق

رحل رمضان طوبى لمن قام ليله إيمانا واحتسابا

دخل أبو علاء حجرة أبنائه فأيقظهم

علاء :خيرا يا والدي هل حدث شيء ...؟

أبو علاء : حدث شيءٌ عظيم فقد دخل الثلث الأخير من الليل وأنتم نيام
قوموا يا أحبائي إلى الصلاة والذكر والتلاوة لعلها تكون ليلة القدر فتفوزوا بخيرها الوفير.
ولا تنسوا الدعاء للفقراء والمشردين لمن يقبعون في سجون العدو تحت التعذيب والذل لعلها تكون ساعة إجابة فيستجاب دعائكم لهم ويغمركم الله بالرحمة والرضا .

متاهة الأحزان 17-07-15 12:39 AM



اليوم التاسع والعشرين من شهر العتق والغفران

العبادة لا موسم لها تنتهي بانتهائه

بعد صلاة العشاء هموا بالانصراف فتحدث إليهم الشيخ الفاضل

إلى أين يا أحباب الله وزوار بيوته إلى أين تنصرفوا

أجابه أحد الشباب: قضينا صلاتنا ونريد الانصراف لحاجاتنا

الشيخ: وهل هناك حاجة لكم أعظم من رضا الله والفوز بالجنة ...؟

الشاب:لقد صمنا رمضان وواظبنا على صلاة الجماعة وإلتزمنا حلقات الذكر وتصدقنا وسنحافظ على صلاتنا إن شاء الله أليس هذا طريقا للفوز بالجنة...؟
الشيخ: يا ولدي إن من علامات القبول استمرار العمل الصالح وليس انقطاعه بمضي رمضان .

التف الشاب حوله متسائلين : ماذا يريد وأي شيء يقصد
تهلل وجه الشيخ بالبشر: أريد أن أراكم تواظبون على صلاة الجماعة في أوقاتكم الخمسة كما أريد سماع أصواتكم تتلون القرآن وتسبحون رب العزة كما أريد منكم الاستمرار في صلاة الليل وصيام ما تيسر لكم صيامه من أيام مقبلة وفضيلة فالعبادة يا أولادي ليست موسما ينتهي بانتهاء شهر الخير والرحمة
ارتفعت أصوات الشباب بالدعاء للشيخ الفاضل واصطفوا خلفه لقيام الليل طلبا لرضا الله ورحمته

متاهة الأحزان 17-07-15 12:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيان (المشاركة 86707)
يسعدك ربي هنا ادب قصصي رائع
هنا المسك و الرياحين
استمري فهذه الصفحة كالواحة لعابر طريق لابد له من اخذ الراحة و الاستزاده
و الاستلقاء تحت ظلا ظليل

بوركت



نــســيــانــ

\

هذه الصفحه بكم ولكم كانت

أسأل الله لنا خيرها

مرورك كالمسك فشكرا لهكذا حضور

لقلبك أطواق الياسمين

متاهة الأحزان 17-07-15 12:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوت (المشاركة 86735)
_



_



يوميات فائضه بالروحانيه والنسمات الهادئه؛
اعجبتني الفكره واعبجني اكثر كونها قصه قصيره
دمتي ودام مداد قلمك سنوات واعوام وتقبل الله منك
صيامك بهذا الشهر الكريم


_
قوت



قـوتــ

\

حمدا لله أن إكتمل

إكتمل جمالها بروعة حضورك

لقلبك الياسمين


الساعة الآن 05:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009