قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قــطــرات الـقـصـة والروايــة (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مدارات مجهولة .. رواية (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=2859)

علي مجدوع آل علي 12-02-12 02:55 AM

مدارات مجهولة .. رواية
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]مدارات مجهولة


رواية


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

علي مجدوع آل علي 14-02-12 08:34 PM

الصفحة الأولى " تقديم "
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]لم أكن أعلم بأنها بداية الرحلة
بداية الخوض في المدار المجهول
الذي لا أعلم عنه شيئا حتى الآن
لم أكن أعلم بأن رحلة ستكون طويلة
مسارها صعب وصبرها مر
لم أكن أعلم بأنها رحلة إلى حياة فعلية كنت أعيشها
هي من قذفتني إلى ما أنا فيه
لم أكن أعلم بأن ما سيكون في الساعات القادمة لأيام طويلة
هو مداد لإعادة الروح الفانية لجسدي المتهالك
رسالتي هذه كتبتها بعد ما انتهيت من تلك الرحلة وما جرى فيها من أحداث
قدمتها بصيغة أدبية تصويرية
لعل هناك فائدة تتسلل إلى تلك الأرواح البريئة
إلى تلك الأفئدة الحزينة
إلى تلك البرايا الهائمة
هذه التجربة تجربة حقيقة ليست خيالية في المعنى الحقيق لها
الصور الخيالية في ما سيقرأ والأبعاد المدارية من نسج الخيال لها رواسي حقيقة في التجربة التي سنخوضها
ستطول المدارات المجهولة وستظل أياماً طويلة قد ينغمس القارئ في عمقها وقد يغرق قبل أن يصل إلى النهاية
لذلك يجب التركيز وعدم الانجراف وراء العواطف فيما سيقرأ من بعد هذه الساعة.
هناك حقائق فعليه في مدارات مجهولة قد يصدم المرء منا حينما يقرأها ويظن لوهلة أنها ضرب من أوهام أو ترهات كاتب مهووس بعالم خيالي لا كائن فيه ولا هواء .
قد يظن القارئ وهو يصل إلى هذا السطر بأني أتحذلق وأحوم حول الحمى بما أكتب لأشد الانتباه أو لسخرية ما ، فليكن معي إلى النهاية ليعلم حقيقة هذا .
كانت هذه رسالتي وكانت هذه رحلتي في نهايتها التي سأبدأ غرار صبغتها من بعد هذه النقطة
فكن معي أخي القارئ أختي القارئة.

دمتم بحفظ الله ورعايته.

يتبع
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

علي مجدوع آل علي 14-02-12 09:11 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]إلى كتاب صدري
ومكنونات ذاتي
إلى الأبدية العمياء
حيث الحياة الصماء
بكماء
عالم لا ريب فيه
أخط مدينته
أصنع هواءه
أمد أوتاري فيه
أرتل تراتيلي
أضع وعائي
تحت قدمي
وأنحني
لكي أريق دمعتي
ليمتلئ
وأروي فيه أرضي
أضع تلك الرواسي
لخيال غائم
يشوبه السواد القاتم
إني لنائم
ذلك السبات يعم روحي
إنهُ عالمٌ بلا كائن
استيقظت ذات يومٍ
فوجدت نفسي على ظهر ناقة
محمله بالمتاع
والناقة تسير
في وسط تلك الصحراء" جدباء"
ألجمتني الدهشة
أين أنا ؟
وما هذه الناقة
هل أنا في حلم
أم أنا في حالة جنون
فقدت الذاكرة
لا أعلم شيئاً عن ما مضى
اسمي، عمري، لماذا؟ وماذا ؟
سكون ذاتي وأنا على ظهر تلك الناقة.
لا أرى أمامي سراباً حتى!
تدور الأسئلة في رأسي بمدارات مجهولة
لازالت الناقة تسير
كالتي تعلم دربها جيداً
لازالت تسير بصمت رهيب
أرى تحتي تلك الجيوب الممتلئة
فأضع يدي لأتحسس ما بها
وجدت قربة ؟
فتحتها فإذ بماءٍ فيها
ماذا أيضاً
وجدت رقعة صحيفة
مكتوب عليها رسالة
فقرأت الرسالة
وكان ما فيها " من أنت " ؟
تملكتني الدهشة !!
أعدتها، وفجأة وإذ بتلك القرية !أمامي أراها..
أقترب منها شيئاً فشيئاً
دخلت القرية
بركت تلك الناقة
وتسقط رقعة أخرى
فقرأت ما فيها ..
وجدت ذلك السطر ..
..مكتوبٌ فيه..
أبحث عن رفيقة !!
في هذه القرية
أطلقت الصرخة ,,
أين أنا ؟ ومن أكون ؟ ومن تلك الرفيقة
جلست مكاني
استسلمت للنّحيب،
مرت الظهيرة ؛
وأنا لازلت في ذلك النحيب
أمتد ظلي طويلاً ؛
فأيقنت أنه المساء
وأذعنت أنه الليل أوشك
غلبني ذلك النوم
فافترشت يدي
وأغمضت عيني
كنت وقتها بجوار تلك الناقة؛
؛
؛
؛
استيقظت
فتحت عيناني
فإذ أرى نفسي بمكان غريب
ما هذه أهي قرية ؟
وما لذي ورائي أهي ناقة ؟
أين أنا ؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟
كيف وصلت إلى هنا ,؟
تقتلني الدهشة ؟
أنى لهذا أن يكون ؟
وقفت، نفضت عن خلعتي التربة
بدأت أمشي لعلي أجد إجابة ؟
وقفت للحظة وتساءلت ما هذه الناقة يا ترى ,؟
وكيف أتت إلى هنا ؟
كأني كنت مسافراً عليها ؟
سأترك الإجابة الآن، فل أمشي في طرقات تلك القرية
لعلي أجد إنساً !!
حالات من السكون والصمت العجيب
كأن هذه القرية لا حياة فيها ولا مجيب
كدأب القبور وكأني فيها أدور
أبدأ في المناداة "هيه أأحد هنا"" أمجيب لي هنا"

بدأ اليأس يدب في كبد روحي
رجعت لتلك الناقة
وبحثت في تلك الجيوب
وجدت قربة !! ما فيها يا ترى ؟
ماء إنه ماء يا إلهي كم أنا عطش
بدأت الشرب وإذ بماء عذب !!
بل أعذب من أن يكون عذباً !
لم ارتوي شربت وشربت حتى كدت أهلك
أقفلت القربة وإذ بتلك الدهشة !!
ما هذه وكأن القربة لم تنقص من الماء شيئا !!!!!!!
ويحي، أفي حال جنون أنا ,؟
أعدت القربة مكانها، وما هذه، إنها قصاصة ورقة
وما مكتوب فيها
إنها كلمات، وما تلك، إنها " بالهناء والشفاء أيها العزيز"!!!
جلست مكاني، لا أعي وقتها شيئاً، ضمور في أعضائي
حالة من إغماء، فغبت عن الوعي
وعيت مكاني
واستلهمت ذاتي
استدركت أيعنت بالذكر
لست وحدي
إنني محاط بما يرقبني
وتسلسلت الأسئلة ؟
كما هي وجدت ؟
عن
تلك الناقة وتلك القرية وماهية القربة !!

تعلوني غمرة من دهشة !!
أبقى مكاني بلا حراك، ساكن بعلامة السكون ,

أبلع ريقي أمسح رأسي مرات
يا إلهي أيقظني مما أنا فيه
إنه مدار مجهول لا حياة فيه
ولا هواء يسعفني لأتنفس
ماذا يكون ؟ يا ترى ماذا ؟

أهو بعدٌ زمني؟
أم يا ترى ماذا ؟

همسة تقول : أسمك "أنت" ؟ من تكون؟

ها فها ما هذا !!
يمين فيسار أكثرت الالتفات

يعاد للهمسة صوت !!

من تكون !!

دفعة لنفسي فالوقوف سريعاً ,
أذهب تجاه تلك الهساهس

أسمعها كضحكات
تمتد أمامي تتراقص

ما هذا يا ترى وما تلك

فجأة أنتبه
إنه ليل حالك ونجوم تضيء سقف السماء
وقمرٌ يرى بقربٍ لا يعتاد على رؤيته هكذا !!

يعاد إلى المسامع صوت الهمسة

من تكون يا هذا ؟

اقتربت رويداً ثم اقتربت

أصبحت الهمسة تسمع بوضوح
كصوت يبوح من ذات روح

بدأت الفرحة وكادت الصرعة تطرحني

بدأت أمشي بهلعة
ثم لهفة ثم زادت فسرعة

وإذ أجد نفسي على ضفاف بحيرة
تعكس أضواء نجمة فنجمة ونجمة
نجوم متلألئة على ماء
وجدت قربة ماءٍ هنا وقربة ماءٍ هناك،
وإذ بها تشبه تلك القربة
التي شربت منها ماء قبلاً
"عذبٌ عذاب"
فأيقنت أنه من هذه البحيرة
غرفت بيدي غرفة لأتأكد وأطمئن قلبي
فشربت وشربت ولم أرتوي
أيقنت الآن وأطمأن قلبي
نسيت لوهلة
صوت الهمسة
مددت جسدي بقرب البحيرة
بدأت تأمل النجمة تلو النجمة
وأغمضت عيني
براحة تامة أنام نوماً هانئاً
أفقت من جديد
في وسط ساعة من ليل
على بزوغ فجر أكيد

وإذ بمرآه تأتي من بعيد
حاملة قربة ماء
لتملؤها من تلك البحيرة
ذهبت إليها

ومن مسافة لتسمع النداء
سيدتي أمن مجيب

فأجابت على استحياء
ماذا تريد أيها الغريب

أنا غريب عن هذه الديار
جئت من مجهول
من ماض غير معلوم

لا أنا أعلم عني ولا عني تعلم من أنا
أنا إنسان في طي النسيان
تائه بلا مكان

فهل بالإمكان لإرشاد
عن أي طريق

قالت لي : ألحقني إلى منزل ذلك الشيخ الكبير
فمشت ومشيت إثرها

إذ بالشيخ يعلم عني الكثير
ويقول لي :
إن هذه ابنتي

أستطرد الشيخ قائلاً " أيها الغريب ذو الوجه الجميل
أنت لست من هذا الزمن ولا من هذه البلاد
فأنت منقول لنا من أبعاد

وما تلك أيها الشيخ الكبير
وما بال القرية تلك ؟

لا أستطيع إخبارك بالمزيد وما تلك القرية عنك ببعيد !
فتملكني استغراب شديد !!

أو تلك القرية مصحوبة معي !

نعم أيها الغريب

أسكن معي هنا فالليل بهيم
أستمر معي لكي أكون لك الراشد الأمين

فأنت ذو ملامح حسنة وظاهرك الخلق القويم

لم أجد في نفسي ما يمنع هذا لأني أريد المفيد
ذهبت إلى ذلك الكوخ وبسطت ذلك الأَدِيم ونمت عليه

وتساءلت ( ماذا سيحصل غداً ) ؟؟
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

علي مجدوع آل علي 15-02-12 05:55 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]بعد الاستيقاظ
ذهبت إلى ذلك الشيخ
وجدته على حصير جالساً
بهدوء تام لا يحرك ساكناً
تأملته قليلاً قبل أن أحدثه
أمعنت في ذلك ملياً
وإذ به يقول لي
أهلاً بك يا بني

سلام من الله عليك أيها الشيخ الفاضل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أنمت جيداً ؟
نعم ولقد أفقت هذه المرة ولم أكن كما كنت في ما مضى

ولماذا ؟
لأنني أعلم بأن هناك من يجب على أسئلتي

يتنهد الشيخ قليلاً ويقول : بدأت طريقك الآن فإن ما أنت فيه ليس انتقالا لزمان من الأزمان أو لمكان ما إنما شيء آخر وبعد أخر انتقلت إليه عبر مدار روحي بلا إرادة منك

علامات الدهشة فيني وفاجعة من مما سمعت
ما هذا أيها الشيخ وما هذا الذي تقول أأنت خرف أأنت خرف

بدأ الشيخ بالضحك
وأسرد القول لقد كنت متيقناً بأنك لن تعي هذا، لذلك لم أعجل بتفهيمك هذا البارحة
ولكنك سوف تُسّلم لهذا فيما بعد شئت أم أبيت

أي بني ما أنت فيه لا يصل إليه إلا ندرة الندرة من النخبة ممن سيكون لهم شأناً يوما ما
أي بني لن تعي هذا الآن فبعد أن تنتهي رحلتك هنا ستدرك ما أقول جيداً

إن ما أنت فيه وحيٌ من نوع أخر وحيٌ روحي ينتشلك من ظلمات الضياع والتهلكة ينتشلك من براثين الجهل والظلم ينتشلك من شيخوخة هرمة في دنيا ليعود بك إلى فطرة إلهية سليمة

إن ما أنت فيه عالمٌ لا تدرك فيه من أنت ولما أنت هنا وبخلاصة أقول لك فيها ( لقد مسحت ذاكرتك تماما ) ولم يبقى إلا الفهم والإدراك والقلم وما تتكلم به لكي تساعدك على الخروج من هذا العالم المداري المجهول

إن في هذا العالم لا يومٌ يحسب ولا ساعة تتقدم إنما تعاقب ليل ونهار بلا حساب وبلا رقابة
كل المدة التي ستعيشها هنا مهما طالت ومهما كانت ستكون كلمح البصر من حسابات الدنيا
هنا الأعمار تقف فلا تكبر على ما أنت عليه ولا تهرم ستبقى هكذا إلى أن تغادر هذه البقاع

هنا وقفت أنفاسي وألجمت هنا تشنجت أطرافي هنا تقلبت أفكاري أحسست بدوار شديد وإذ بي أقع على الأرض وقد غبت عن الوعي تماماً
فاستيقظت
حزيناً ، أليماً !

أصابني خوفٌ شديد ،،، بدأت أنتفض

ما هذا الذي أنا فيه ولماذا أنا بالذات يحصل لي هذا
بدأ الهلع علي ،،، بدأت عيناي بالتوسع

بدأت آثار الانغلاق الفكري والعقلي
بدأ نفور الذات أحضن نفسي لأكفف عنها هذا
أشد من هذا الاحتضان
بدأت كمجنون أهذي

خوفٌ فخوف هلعة من تلك الجرعة
كلام الشيخ تلبسني ، يخنقني ، يعصر جسدي
بداخلي صرخة لو أطلقتها لعصفت بجبال فنسفتها
لا أطيق هذا
أنني أحس بمارد ضخم يخرج من داخلي

ما هذا وما تلك الأحاسيس

تحمر عيناي فجأة

خليطٌ بين جبروت و دمعه
خليطٌ بين قوة و ضعف

تتضارب نفسي وتتناقض
كأن بي مسٌ ما

تجمعت تلك الآثار بعد الرحلة و الفجة ومن أنا وما تلك الناقة
وماءٌ عذب وقريةٌ هنا وهناك عند تلك البحيرة

وحسناء تمشي على استحياء
وشيخٌ أصابني بمقتل خبر هذا المكان وما أنا فيه

لازالت هناك تساؤلات لازالت هناك بحورٌ لم أخوض غمارها
يجب أن أقوم من مكاني ، يجب أن أسابق زماني ، يجب أن لا أستسلم ،،،

يجب أن أكون لأكون لكي لا أهلك في هذه الغياهب المجهولة

يجب أن أذهب لذلك الشيخ وأستمر على فهم ما يقول يجب علي أن أنتشل نفسي من هذا الانغلاق القاتل
لكي لا أهلك وأضيع في هذا البعد المداري الميت المميت

ما هذا الإحساس ، إنه كتخدير جسمي منهك هلك من هذا التفكير
سأنام مكاني لكي أرتاح

فأبدأ مسيرتي
يتبع
حينما استيقظت
أمعنت التفكير طويلاً
فأذعنت بالمسير إلى الشيخ
ها أنا بين يديك
أوعيت
نعم وعيت جيدا
وما بال علامات الدهشة والفضول على وجنتيك
إنها الهمة أيها الشيخ
تعال معي إذن إلى تلك الحافة
هيا بنا
أنظر الآن ماذا ترى
ما هذا هذه الأرض وذلك القمر وتلك هي الشمس
نعم وما أنت فيه الآن مكان هادئ لا صخب فيه ولا بذخ
هنا ستتعلم وتعمر عقلك وفكرك وروحك
هذا المكان له رواده عبر الزمان
أولئك النخبة على تلك الأرض
هنا قاموا برحلة المدارات المجهولة
وتمكنوا من سلك مدار الرجعة
يا إلهي أحقيق هذا وماذا بعد أيها الشيخ
تعال معي إلى تلك الحفرة
هيا بنا
أنظر جيداً وتمعن
ما هذا الزخم من أولئك ومالهم يصرخون ويهرعون في دوائر وما بال ثيابهم الرثة
هؤلاء من فشلوا في المدارات فضاعوا هنا وأصبحوا كالمجانين هؤلاء لم يتمكنوا من عبور مدار الرجعة
فهلكوا هنا إلى الأبد

بدأت أتوجس خيفة
برهة كنت ذا أمل ولبرهة تمكن مني الألم
أذعنت بالطاعة لهذا الشيخ
وأذعنت للتقدم فلا أريد أن يكون مصيري مثل هؤلاء
لا أريد أن أكون رث الثياب
لا أريد أن أكون فاقداً للصواب
سأذهب
أي نعم سأذهب مع هذا الشيخ
لأعي معنى للفكر
ولأغني ألحان الغياب
وأدون ذلك الكتاب
وأبري قلمي وأنفضه من تراب

سأكون أو لا أكون


كان العجز حينها
كان الذبول وقتها
كان اليأس في أطرافي
كادت تنشل كل أعضائي
فهذه لا أكون

لماذا لا أكون لماذا لا ألاعب هذا الكون
لماذا لا أضع له ميزاباً فتصب نجومه في المتون
وأتصفحها وأختار من أكون

نعم سأكون وسأكون ثم سأكون
عدت مع ذلك الشيخ إلى ذلك السكون
تأمل في تأمل
صرت أهوى التأمل
فهو طريقي إلى بحور الخيال العميقة
فهو إلهامي الذي به سأكون
هذه قدراتي التي وهبني الله إياها
كأسلحة فتاكة
لكن في ماذا أستخدمها
ستكون للسلام للمحبة للإخاء
ستكون عنواناً لكل ما هو سامي في هذا الكون

هذه بداية لكل ما سأكون
فهل أكون يا ترى ستكون

ناداني الشيخ
- أمستعد أنت ؟
- - نعم مستعد
- إذن تعال معي
-- إلى أين ؟
- إلى ذلك الغار
-- وماذا فيه ؟
- تعال معي وستعرف
-- هيا بنا
انطلقنا إلى ذلك الغار
وإذ بداخله تلك الأبواب
حينها أشار الشيخ بعصاه إلى أحدها وقال أفتح هذا الباب
وبعد ما تدخل فيه أغلقه عليك وحاول أن تنام
وستجد نفسك بعد أن تستيقظ في عصر من العصور
أعلم ما فيه وتعرف على ناس هناك
فبعد أن تنتهي ستعود إلى هنا وعلى نفس الناقة ستكون
حينها لن تمسح ذاكرتك بل ستعي ما ذهبت إليه وتعود إلي
وسأناقشك عن ماهية رحلتك تلك

فتحت الباب وأغلقته علي كما قال لي الشيخ تماماً
وجدت نفسي في ظلام حالك لا أرى حتى نفسي فيه
حاولت النوم فنمت


كان النوم عميقاً
راودني حلمٌ فيه
كان الشيخ يتمتم في ذلك المنام
بتلك التمتمة العجيبة
وضحت لي بعض منها
( ستعود صغيراً ، ستعود صغيراً )
إلى ذلك الزمن الأليم حيث ستكون وحيداً
إلى أحضان أم حزينة
عاشت أليمة لكنها رشيدة
تشبثت بحياة شائكة
لكي تكون سعيداً
عش في تلك الأيام وأقبض عليها مزيداً
لكي تكون أو لا تكون
لكي تعي معاني كثيرة
لكن حذارِ من الغرق حذارِ من الضياع في ذلك المدار
ستعود صغيراً ، ستعود صغيراً
فعدت للنوم عميقاً
وذهبت عني الأحلام وتلك التمتمة
فطال النوم لرحلة مجهولة لا أعلم عنها شيئاً



يتبع
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

علي مجدوع آل علي 17-02-12 09:49 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]استيقظت
في ذلك العزاء
أرى نفسي صغيراً
لأربع سنين تقريباً
أرى حولي أناساً
يبكون بكاءً مريراً
تأتيني تلك المرأة
فتقول لي
يا بني تعال إلى أمك الحزينة
فعلمت أنها أمي المقصودة
ذهبت إليها
سألتها : ما بالك أماه
ولماذا هذي البكاء
قالت : يا بني إن أباك إلى رحمة الله
دهشتي حينها شعرت بذلك الشعور في النحيب
كأنني ذلك الصغير فعلاً
أطلقت الدموع تجري
كانت حارقة جارحة لخدي
أماه : أحقيقٌ هذا ؟؟
أمات أبي فعلاً
نعم بني
مات في حادثٍ أليم
أين أخوتي أماه لا أراهم هنا
أخوتك لا يوجد لك أخوة أنت وحيدنا أيها الغالي ما بالك ألا تعلم هذا
أم أن صدمة الخبر أنستك ؟
وحيد ؟ بلا أب ولا أخوة من لي غيرك أماه
أحسست بتلك الوحدة أحسست بتلك الأم الحزينة
ويحي هل سأعيش هكذا سأستمر هكذا
أي مدارٌ أنا فيه
أي ألم سأخوض غماره
وكم يا ترى سأبقى
الأمر والأدهى أن أحاسيسي تلتهب وكأنها ليست لي
كأن العالم كله ليس لي
كأن جسدي ليس لي
كأن العزاء ليس لي
كأني هو أي نعم هو
ذلك الصغير الذي أصبح يتيماً
أصبحت مقروناً بهذه الأم الحزينة
كأني أبنها فعلاً
يا إلهي كن معي ولا تكلني إلى ما هو أسوء من هذا
طال وقت العزاء وعلت تلك الصيحات وذلك النحيب
مشيت في ذلك الطريق إلى معشر رجال
وجدتهم يقبلون رأسي
بالتوالي
يقولون لي : رحم الله أباك وأحسن الله عزائك
زاد لهيب مشاعري
بدأت البكاء
وإذ بلساني ينطق
وتلك الجمل تتوالى
أواه إلهي أعد أبي
أواه إلهي ليكن الخبر كذوباً
أواه إلهي لماذا أنا الصغير
أواه إلهي ما أحكمك
طال الحزن أياماً
لم يفارقني خبر الصدمة العظيمة
وحزني على تلك الأم المسكينة
وحزني على نفسي التعيسة
إلهي كن معي ولا تكلني إلى غيري
كن معي إلهي وأعني على بلواي
كن معي إلهي ومع أمي لنكمل باقي المشوار
كن معي إلهي





عشت تلك الحياة الأليمة
عشت تلك الحياة وحيداً
كانت أمي معي للحظة تتلوها اللحظة
كنت صغيراً لا أعي ولا أفهم شيئاً
فقط وعيٌ لأن أبي مات
فقط لا أرى إلا هذا الأمر أمامي
لا يزول في منامي
ولا ينتهي من أحلامي
ولا يفارق أنظاري
كانت عيناي لا ترمش دائماً
كنت أسبح في تيار كوني
أريد أن أراك أبي
أريد أن تضحك لي
أريد أن تناديني
أبي أتسمع ندائي الكوني
أين أنت الآن يا ترى
أبي يا أبي
أنني أرى أولئك الصبية
أني أراهم وألحظهم
كلٌ مع أباه يمشي
كلٌ مع أباه يجري
أرى أولئك الصبية
أقترب منهم
أستمع لحديثهم
كلٌ يمسك بيديه تلك اللعبة
ويتباهى أمام البقية
أبي من أحضرها ففرحت
فوجدت نفسي
أذهب لأمي وأطلب منها تلك اللعبة
أحضري لي مثلهم أمي
فتذهب لتشتري لي تلك اللعبة
من أين لا أدري حينها
كانت تعمل بخفية
لتلبي لي مطلبي
أمي إنها من ضحت لأجلي
تركت زهو النساء خلفي
تركت الحياة لرعايتي
تركت الملذات من الأطعمة
لكي تطعمني
وأنا وقتها
لا أرى هذا بياناً
جل همي أبي وأولئك الصبية
جل همي أن أرى أبي
أحدثه ويحدثني
مازلت صغيراً مازلت صغيراً
أين الاحتواء أين الرعاية
لم يبقى لي سوى أمي
ألبستني عباءتها وضمتني
مسحت رأسي طبطبت على ظهري
سهرت تلك الليالي لأجل هناء نومي
تداعت بالسهر والحمى لأجل صحتي
تهت في ذلك المدار الحزين
ولا أجد نفسي

بدأت السنين تركض ركض الأليم
بدأت بالنضوج ونضج معي الأنين
كانت أيامي مزهوة بالنجاح يتلوه النجاح
كنت أتقدم الصفوف بجرأة عالية
كنت أسابق الرياح
لا أدري كيف ؟
لكنها كانت عامرة بالتفوق والأفراح
لم تكن همي ولم تكن تعني لي شيئاً
كنت أسابق الزمن لعلي ألقاك أبي
كنت أعتلي القمم لعلي أراك أبي
كانت أمي ورائي تدفعني دفعاً
وتقول دائماً
أي بني تقدم وتقدم
تفنن وتعلم
أي بني لا تلتفت إلى الوراء
أذهب لعلك تلاقي أباك يوماً
وكلك نجاح
لا تلتمس الأوجاع ولا تيأس من كرم الله
أرتقي أي بني
ولكن
أهو اهتمامي
لا وألف لا
كنت لا أزال أرى أولئك الصبية
كنت لا أزال أعتلي قمة الأسى
لم أرى أبي
مازلت بلا حراك
بارقة الأمل أمامي لرؤيتك أبي
قد تأتيني يوما
لأقول : أنظر أبتاه
إنجازي ونجاحي
تمر السنين ومن نجاح إلى نجاح
ومن تفوق إلى تفوق
حتى نضج فكري نوعاً ما
تلبسني ذلك الرداء
رداء العزاء
لا فائدة ترجو لن أصل إليك أبي
سأذهب مع هؤلاء الصبية أبي
سأصحبهم لعل صحبتهم تؤنس روحي قليلاً
لعل ضحكهم يضحكني رويداً
كي أعيش بهناء ولو يوماً
صحبت أولئك الصبية
صحبتهم وتدنت نجاحاتي
تدنت مستويات تفوقي
صحبت أولئك فأصبحوا همي
أمي تحزن لذلك
وتقول : وكان النعي في ابني
أمي تعيش الحزن الأخر
وأنا أعيش في لهوي ولا أدري
كنت سأضيع
أولئك الصبية في داخل تفكيري
أبعدوا كل حزني وهمي
عن الإدراك سنيناً
نسيت أمي الحنونة
نسيت عزاءك أبي
أولئك الصبية اصطحبوني إلى ديار الهوى
أبعدوني عن طريقي السامي
كانت لحظة من سنين عمري
لا تنسى
أأقف عندها وأهلك
أأعلق نفسي في مدارها
أأستمر هكذا وأضيع في مدار حزني
لبقية عمري
استمعوا إلي يا رعاة
استمعوا إلي يا من كفل تربيتي
هذا ليس أمري ولا طريقي
هذا ليس همي ولا علاجي
إنه الهروب من ذاكرتي
إنه بلوغٌ لذلك المدى الحزين
لم أطيق الاحتمال
فآثرت النسيان والهلاك
على أن أبقى في أحضان ذكرى
فأبي لا يغيب عن الأنظار
لا يغيب عن رأسي
أيها الرعاة هوناً
فأنا لست سيء الطباع
أيها الرعاة أنا أداري نفسي
بلثمتي أداري نفسي لكي لا تعرفوني
فهذا الاختيار فهل هو المعقول أم ماذا ؟
أيها الرعاة خذوا بيدي
أيها الرعاة لا تخذلوني فأخذل
أيها الرعاة لا تديروا الأوجه عني
أدخلوا أعماقي وأعلموا ماذا حل بذاتي
أعمروا فؤادي بعطفكم الذي مل مني
أيها الرعاة أنا هنا فلاحظوا وجودي


تلذذ الزمن في تعذيبي
وتنكل
بدأت طريقاً للضياع
في غياهب مداري الأول
أطلت التفكير
أطلت التأمل
أيعقل ما أنا فيه
هل أنا على صواب
وذلك السؤال الذي ألجمني بشدة
وماذا إذا كنت يتيماً ؟
أنت لست وحيداً
أشباهٌ لك في أقاصي الدنيا
أيتام
لكنهم ذو أمجاد
لم يقبعوا وراء الجدران
فكانوا بلا انهزام
بلا انعدام وجدان
كانوا ذو إقدام
ذو كتمان
لتلك الأحزان
-
في تلك اللحظات راودني شعور غريب
مساسٌ من قوة مجهولة
بدأت تتسرب إلى عروقي
وتجري مجرى الدماء
وصلت إلى القلب
تضخ فيه ضخاً
مع ذلك النفض له
فنبض نبضاً شديداً
بدأت رغبتي في التنحي
عن تلك الأحزان والأقدار
لأصنع ما أوكلني الله إليه
لأصنع قدري بذلك الاختيار
تحت مشيئة القدير المتعال
فكرت وفكرت
في خيط أمل
أبدأ بإمساكه
لأخيط حلتي الجديدة
بالزهو مجيدة
وبحمد الإله ذليلة
تأملت وفكرت
وتعلوني تلك الدهشة
وشهقت تلك الشهقة
يا إلهي
أماه و أماه
تلك السيدة الحزينة
تلك المرأة العظيمة
ما هذا الذي أنا فيه
وما لذي أعمرته تلك السنين
بذلك الجفاء
لأمي المسكينة
طأطأت الرأس حزيناً
أليماً
أمي ورائي تلك السنين
أمي كانت ماثلة أمامي
جهدت الجهد الجهيد
في إقامة صلب ذاتي
كانت ورائي كانت بقائي
لله ما أقسى تفكيري
ذهبت إليها سريعاً
قبلت يداها
بل أرجلها
وبدأت بالبكاء
أماه أعذريني
سامحي جهلي ونقصان عقلي
أماه
أنتِ الشهد المصفى
و
العسل المحلى
أماه
سيدتي وتاج تيجاني
العبقُ الريحانِ
خاتونْ في مملكةِ عُثمانِ
أماه
لهيب ألمي
يحرقني
أماه
طوال تلك السنين
لم أركِ سوى الآن
عذراً أماه
عذراً أماه
-
أي بني
وفلذة كبدي
ومهجة فؤادي
قف هيا
وكف عن ذلك البكاء
أي بني
تعال إلي
وكن معي كما كنتُ معك
-
في هذه اللحظة
وفي تلك الساعة
لم أعد أشعر باليتم ولا الوحدانية
في هذه الأثناء
أتتني مرحلة دوران
كأن العالم من أمامي يتبخر
ويسودُ ظلامٌ
ما هذا ؟
أصبحت في بؤرة لا حياة فيها
أتاني ذلك التخدير
فإغماءٌ إثرها


؛؛؛؛؛؛؛

يتبع ...
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

علي مجدوع آل علي 20-02-12 03:31 AM

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]شعرت بذلك الحلم
يراودني من جديد
يخنقني خنقاً
فيتصبب عرقي
وتكثر شهقاتي
أتاني ذلك الشيخ
في ذلك الحلم
- أي هذا
- أفق هيا
- مبارك عليك
- أفق هيا ولا تطل النوم
استيقظت في ذلك الغار
وتلك الأبواب من حولي

إنها سنين مضت عشت لحظاتها اللحظة تتلوها اللحظة
وعيت وذهلت كأنها يومٌ أو بعض يوم
قمت من مكاني هرعاً أهرب وأهرب من ذلك الغار
أكادُ أجن
وإذ بذلك الشيخ يكمن مكانه
كما هو في تأمله وسكونه
لاهِثاتٌ أنفاسي
تساقطت أمامي
فجمعت أشلائها
بدأت أسكن
- يا شيـخ
- يا شيخ
- - ما شاء الله لقد أتيت
- - أراك نجوت من ذلك المدار
- الحمد لله وما ذلك يا شيخ ؟
- - هذا ما قد حدثتك عنه أتذكر !
- نعم أذكره جيداً لكنني لم أكن أظن ولو لوهلة بأنه هكذا !
- أليمٌ يا شيخ أليمٌ يا شيخ أليمٌ يا شيخ !!
- - هذه هي المدارات أوعيتها تماماً تنقلك إلى حياةٍ ما ستفهم ما هي حينما تنهي جميع المدارات عندها ستعي ما تلك الحياة التي كنت فيها
- - إنما أخبرني أوعيت ماهية الدرس في ذلك المدار
- نعم يا شيخ فهمته واستوعبته
- - أتدري لو أنك استسلمت لكان حالك الضياع الأبدي في ذلك المدار ولن تعود إلى حياتك مرة أخرى وسيترحم عليك من هم في الانتظار
- ومن ينتظرني ؟
- - لا عليك الآن ستفهم ذلك لاحقاً المهم الآن لابد من راحتك راحة تامة لنكمل غداً
غادرت الشيخ وإذ بابنته ترقبني فلما نظرت إليها أعطتني تلك القربة
فقالت : - اشرب يا هذا لعلك ترتوي من عطشك فيذهب سقم رحلتك !
أخذت القربة منها وشربت وإذ بذلك الزلال العذب كما شربته في أول الأمر
بعد الانتهاء تملكتني الدهشة من جديد فالقربة لازالت ممتلئة وكأن لم ينقص منها شيئاً !!!!!!!!
آثرت عدم السؤال فلا استغراب لكل أمرٍ هنا لعلي أجد الإجابة يوماً
- شكراً أختاه
- - بالهناء والشفاء أيها الغريب كيف أحسست الآن ؟
- الحمد لله فبعد الإذن منك سأذهب للمنام
ذهبت إلى مكان نومي وبعد الاسترخاء والتمدد
بدأ التفكير يحوم حول رأسي
وبدأت أسئلةً شتى
آثرت عدم الاستسلام للتفكير
فالراحة همي الآن
نمت من وقتي وكان ذلك السبات العميق
كان الصباح
وكان استيقاظي
شعرت بتفاؤل كبير

أشم الهواء العليل بهدوء
أرى الطيور تحلق أسراباً
أرى ناسا أمامي
يذهبون إلى مدينة ما

لحظة لحظة

أين أنا وأين الشيخ وذاك الكوخ

كيف حدث هذا

أرى ناقتي التي كانت معي في بداية الأمر
باركةً مكانها

أمتطيها ونبدأ المسيرة إلى تلك المدينة
أرى لباسي كأنه حلة من العصور القديمة

ما هذا يا ترى وأين أنا ؟
أهذه الدنيا

أدخل المدينة وإذ بذلك الصخب فيها
الناس تبيع هنا وهناك وأصوات النحاسين والحدادين وبائعي القماش

والغلمان تجري من حولي
وتلك المسارات التي تؤدي إلى وسط المدينة
أرى و أرى و أرى

وإذ بذلك الصبي يشد قميصي
يا هذا يا هذا !!

نعم ماذا تريد أيها الصبي ؟

عن ماذا تبحث ومن أنت ؟

أنا غريب وأبحث عن إجابات فما هذا المكان ؟ فماذا تعرف ؟

أيها الغريب لكي تعرف عليك أن تذهب إلى ذلك القصر في أعلى التل فهناك الأمير يعرف كل شيء ونحن أميين لا نعلم شيئاً ما أقدر عليه هو أن أقول لك أسم هذه البلاد

- وما هي ؟

هذه بلاد لها طابع خاص مملكة عظيمة جيشها من عمالقة الجيوش وذلك الأمير في ذلك القصر يحكم هذه البقعة من الأراضي وهذه المدينة هي سوقها ومقر نشاطها وتسمى مدينة الأساطير ) وهي تقع في مملكة الشرق

ماذا الزمان السحيق ؟

نعم ففي عالمنا الحالي توجد أربع مملكات عظيمة

مملكة الشرق ومملكة الشمال ومملكة الجنوب ومملكة الغرب

- عجيب أقولها باستهزاء أكاد اضحك فمسكت نفسي ) !!!!
ويا صغيري الخيالي، أين طريق القصر الذي يسكنه الأمير

- من هناك سيدي ,!!

فبدأت المسيرة بضرب ناقتي

-- لحظة سيدي لحظة سيدي

- نعم ماذا تريد ؟

- أريد درهماً أريد أجري

- عجباً يا لك من فطن، لحظة من أين أتيه بالنقود أدخلت يدي في تلك الجيوب في ذلك الرحل وأجد كيساً كبيراً مربوط بعقدة ذهبية اللون عجبي من أين لي هذا فتحت الكيس وأعطيت الصبي نصيبه وأكرمته

وذهبت في الحال إلى ذلك القصر لمقابلة الأمير


ذهبُ إلى ذلك القصر
رأيتُ حراساٌ كثر
استأذنت بالدخول إلى ذلك الأمير
ففتحت الأبواب
وكزتُ ناقتي ودخلت ذلك القصر
يا له من قصر بتلك الهالة العظيمة
بساتين وذلك الورد
وبلاط أرى فيه نفسي
أبركت ناقتي صعوداً إلى ذلك الصرح
وجدت رجلاً يبدو عليه الكبر في السن
أصلع لا شعر له ولا لحية ولا شارب
يلبس حلّةً قرمزية منقوشة بزخارف من ذهب
مد يده وأوقفني
إلى أين
أجبته : إلى الأمير يا هذا ؟ ومن تكون أهو أنت السيد المكين ؟
لا أنا حاجبهُ رعيب ) لحظة من فضلك كي أستأذنه لتدخل إليه
ذهب الحاجب رعيب إلى الأمير وعاد إلي ثم قال :
تفضل أيها الغريب فالأمير بانتظارك
دخلت على الأمير وقلت له :
يومك بخير أيها الأمير فأجابني
أهلاً بالضيف الغريب تفضل بالجلوس
ينادي الأمير تلك الجارية يناديها باسمها "نبال" يا "نبال"
أحضري ما يروي عطش ضيفنا واعمري مائدة الطعام بما لذ وطاب
قلت للأمير : شكراً لك ولكرمك الذي لا حدود له
رد الأمير : ما أسمك أيها الغريب
اخترت لنفسي أسماً لعل هذا ينتهي سريعاً فهو أكيد حلم سريع
أسمي غريب أيها الأمير
ضحك الأمير وقال غريبٌ وأسمك غريب !! ومن أين أنت وما هو مطلبك من هذه البلاد ؟
رددت عليه : أنا يتيم مات أبي وأنا صغير وأمي عجوزٌ لا تقوى السفر معي أتيت هنا لأطلب علماً من مزيد ما عندك فلقد أرشدوني إليك
أهلاً بك ولأنك يتيم سأقبلك تلميذاً لدي ولمطلبك الراقي أجيب
تحضر الجارية " نبال" ذلك العصير إنه التوت في كأسٍ وقالت تفضل أيها السيد
وأنا أشرب عصير التوت الشهي أيقنت نفسي بفائدة تجربة مدار اليتيم لكي أكون هنا وأجيب على سؤال الأمير
شربنا العصير وذهبنا إلى مائدة الطعام بعدما قدمني الأمير إليها إكراماً
حتى أغمي علي


في هذه الأثناء حينما وعيت
وإذ بتلك العصا ممدودة إلي
وإذ بصوت خفي ينادي
أمسك أي بني أمسك
يدي خدرة جداً
لا أكاد أحمل على رفعها
لكنني وفقت لهذا
أمسكت العصا
وسحبت بقوة
فصوت الشيخ ينادي
هيه أنت أسمعني
ماذا ؟ أين أنا ؟
أستيقظ يا رجل قد كنت تهلك
ولماذا أيها الشيخ ؟
يعقب الشيخ بإجابة : لقد انحرفت إلى مدار أسطوري
ليس أوانه الآن
قد يكون نبأ ما دعيت إليه

أرى في عيني الشيخ رؤية تأمل كبيرة كأنه يغوص في داخلي
يبدأ الحديث فيقول
يا بني أنني أرى في أمرك عجبا
فقد قدر لك أمر جللا
كأني أرى بوادره وبعض منه
أتدري ستكون رحلتك القادمة في ذلك العصر لنرى ما يبق من أمرك

فكما يبدو لي بأنك هناك من ينازع نفسك ويعيش بها

أطمئن وخذ قسطًا من الراحة لكي نبدأ في رحلتك القادمة

عجبي يا شيخ كيف تتركني أغفو ألن يحصل لي كما حصل بالأمس

يطمئن الشيخ نفسي فيقول
أذهب إلى تلك البحيرة وأغتسل
لكي لا تنحرف مرة أخرى في مدار ما
أنني أبذل الآن جهدا مضاعفا معك فما رأيت مثلك قط
إن في أمرك لعجبا

قمت فاغتسلت ونمت
ولعل في الأمر أجلًا



حين الاستيقاظ كان النداء
من وأتى إلي إنه الشيخ

ينادي الشيخ :

يا هذا قم هيا ولا تطل مناما
فأنت هنا لعلم يراد به مقاما
فقم هيا معي

أقوم وكل ما في يقوم

لأجدد عهدي بما كان مقتول
أقدمت أيها الشيخ فهلم بنا لما تقول

الشيخ :

أعلم يا فتى أن مدار اليتم لم يكن لغيرك فأنت هو وهو أنت
أعلم أن تلك المدارات تنقلك لعهدك السابق تعيد لك الذكريات
لكي تعيش مقداما أو تموت خسرانا
فكن على وعي دائماً بهذا

وما كان حلمك بالأمس سوى صراع بين ماضي وحاضر أنت فيه معمولا

أنا وقد أصابتني الدهشة

يا إلهي وما أنا فيه فكيف نسيته الآن ولا أذكره

يقول الشيخ

لا تتعطل عن ما أنت فيه الآن وكن للصبر مسئولا
قف هيا طوال هذا اليوم بلا حراك حتى تتعلم معنى الصبر صبرا والمر مرا فلا تجزع ولا تململ فإن هذا أخره دمارا

أ مستعد أنت

كل الاستعداد وأنا أقف من الآن صبرا واحتمالا



كان النعي في نفسي
تأن أوداجي
ويعتريني الاختناق
أفي حالي هذا لعنة ما
أم دعوة من كان يظن ظن سوء
أفي حالي قلق أم خوف من مستقبل

يا إلهي في حالة الصبر هذه أكاد أجن
كنت واهم بأنها حال يسيرة من وقت
لكنها مريرة كطعم السم
أكاد أقتل مكاني ولا أعي هذا
لعل الفرج يأتي
سؤال لنفسي هنا
هل أبقى ؟
أم أرحل ؟
هل هناك من يتربص بي ؟
أم أنا في حالة هذيان ؟

عمياء يا نفس عمياء
هؤلاء هم الخلق
فلا اعتراض
هل أقول وداعًا أم إلى لقاء أخر يجمعنا
لأكن مع الشيخ لعلي أجد ما يرضي
أعلمني يا هذا
من تكون ولماذا
ومن أين هم
ومن أولئك

أبشر ؟! أم نوع من الجن ؟!

ماذا ؟ ألا تعلم ماذا أقول ؟
أتظن بي الجنون ، أبتعد أبتعد عني

من تكون ؟

أبحر أغرق فيه ؟
أم بئر ترمي بي بها ؟

أيا ذكرى لروح أيا روح لذكرى

آه من الذكرى حين تأتي فتنسيني حالي

تقسى علي

تتسابق دموعي مع الجسد في أيهما سقوط للأرض

حالة يرثى لها
فعذرا

أين أنت أيها الشيخ

الصبر طال وقته
والحزن نزف في حالتي
بدأت أرى نفسي بدأت أستدعي الآهات

أكاد أختنق لا أدري ما هذا الإحساس

وحيدا وحيدا
لا مؤنس ولا صديقا

هذه الساعة وحيدا

أين هم الأصحاب أين هم الأحباب

نداء نداء نداء
ثم نداء نداء
وأنتهي بنداء

أيها الشيخ أين أنت ؟؟؟



أي

مؤلم

يضربني الشيخ بعصاه
يقول : أفق هيا ما بالك فكلما تتقدم خطوات أراك تتراجع
لو بقيت هكذا فسوف تضيع في مدار ما
ألم أقل لك لا تضعف

أجيب بكل حزن : إنما هي الأفكار والتيه في الآلام
فكم تضعني تلك الأفكار في حالة ضعف شديد

يقول الشيخ :
تجلد يا هذا تجلد ولا تستسلم لها
حاول ردعها بعمل ما يشغلك عنها

فهذه الأفكار ما تتمكن منك حتى تقضي عليك
كن مع ربك دائماً ولا تكن مع نفسك طرفة عين
قد تكون لكن بتهذيبها وتأهيلها لا أن تكون منقادا لها
إن النفس كالطفل لعبها هو جل اهتمامها فلا تجعلها المسيطرة فتكون أنت رهين أفعالها

هيا أعد تمرين الصبر فإنك لم تنجح فيه
أيتها الأحزان
إليك عني وكفى

أيتها الآمال أقبلي هيا
وأزيحي هموم كالجبال

قومي بإزاحة تلك الأحزان عن صدري

هيا هيا

نعم كدت تفعليه هيا قومي بالإزاحة

أيها الإحياء أقدم
إنها روح تملؤها الوئام
أقدم أقدم

نفسي توارت وراء السنين
آهات وآلام الحزين

أيا صبر أيا أمل أسكن بداخلي
وقم بانتشالي من وحل الآثام

أدير الرحى لأطحن الأحزان وأنثر بقايا مع التراب

كون أنا يا أنا

حينما بلغ من الصبر
ما بلغ ليبلغ
أتى المساء
وإذ الشيخ أمامي
وكنت أنا هنا
تأدبت بأدب الصبر
وتعلمت شيئًا جوهريًا
أتى الشيخ
وفي وجهه علامة ابتسامة

يقول الشيخ لي :

أيا هذا
ونعم فماذا

لقد لعقت الصبر صبرًا
وأفنيت في ذلك فهمًا

أيا هذا
إني أراك الآن وقد صبئت
عن ما أسلفت

ستكون نبراسًا يوما
ستكون للإبداع إبداعًا

هيا معي الآن
فقد حان الوقت لرحلتك
للمدار التالي
ستكون رحلة مليئة بالمغامرات والمفاجئات
ستعمر نفسك فيها جمالا

هيا معي
نسير إلى ذلك الغار
إلى الأبواب
فيفتح الشيخ بابا

أدخل هيا
فدخلت

لأنتقل
مثل السابق

أغمضت عيني
وفي ذلك سعادة وابتسامة

فانتقلت
فكانت رحلتي
والى ماذا ؟
سأعلم حين أصل
لقد نمت الآن

يتبع ....
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

الــمُــنـــى 22-02-12 09:33 PM

[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:3px inset gray;"][cell="filter:;"][align=center]
/
\

لا أزال أحبو على سطور هذه الرواية ..
في محاولة لفهم أبعاد تلك المدارات
وما يدور في فلكها ..
ولكن وبصدق حتى الآن باقٍ على مسيرة
كشف حقيقتها الكثير ..
فالغموض لا يزال يلف خيوطها وحروفها ..

كاتبنا القدير .. على آل علي
حرفك جدا عميق يحتاج زمنا للعثور
على مفاتيح الحكمة هنا ..
لا عدمنا هذا الإبداع وزاخمة الفكر
تحيتي وامتناني
منى
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

علي مجدوع آل علي 23-02-12 03:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الــمُــنـــى (المشاركة 70620)
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:3px inset gray;"][cell="filter:;"][align=center]
/
\

لا أزال أحبو على سطور هذه الرواية ..
في محاولة لفهم أبعاد تلك المدارات
وما يدور في فلكها ..
ولكن وبصدق حتى الآن باقٍ على مسيرة
كشف حقيقتها الكثير ..
فالغموض لا يزال يلف خيوطها وحروفها ..

كاتبنا القدير .. على آل علي
حرفك جدا عميق يحتاج زمنا للعثور
على مفاتيح الحكمة هنا ..
لا عدمنا هذا الإبداع وزاخمة الفكر
تحيتي وامتناني
منى
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]القديرة الفاضلة
" مني "

لقد أوشكت أن أفقد الآمل بأن هناك متابعين لهذه الرواية لعدم وجود أي تعليقات حتى رأيتها كصحراء لا نفع فيها ولعلي أرتد عن ما أنا فيه فلا أخفيك لم أجد دافعا للإكمال هنا ،

شكرًا لك يا قديرة وبورك فيك أينما كنت .

دمت بخير ،؛ [/align]
[/cell][/tabletext][/align]

توته 23-02-12 11:07 AM

أهلا بالملثم علي >> واعذرني على هذا التشبيه :)

أثرت عتبي لأخبرك أمرا ربما لم تجد لك تعليقا هنا !! نعم


لكن ألم تتسائل لم .. !!

مازلنا ننتظر ما تكشفه لنا أحداث ولا سيما أنك قلت :

الصور الخيالية في ما سيقرأ والأبعاد المدارية من نسج الخيال لها رواسي حقيقة في التجربة التي سنخوضها
أتيت لأخوضها مذ أن كتبتها !! لكن مازلت أجهل مدارها ولا زلت أخجل أن أخفق في إدراكها
تأخري يا من "ساس الحرف " >>أتعلم عدت للمعجم أتأكد من معناها لأن لا أقع بنقدك ولو في نجواك :qtrat (6):
أثرت فيّ أن أقرأها مفككة مرة منسجمة مرات
أثرت في أن أقرأها بحضور تارة وبحجب تاراات
أثرت فضول وعي ما يدور في مضمار فلكك ولا سيما كشف أمر ما أظنه هيننا


معلمي القدير :

لا تظن أنه تجاهل أو تغافل
بل
قل تواضع بالإدراك .. فلا عتب أستاذي أنت تدعونني وغيري لأن نتمرس على أسلوب لك السبق فيه (أو كما أظن ) ويعذرني بذلك جهلي بأنماط الكتابة التي لا أفقه إلا بتمهيد
فنحن في التمهيد أمام نهج عجيب

فعلى رسلك يا معلم:qtrat (7):


ولتراع لمتابعيك الفروق الفردية

ثم تقول أنك سترتد عن إكمالها :3
!!
إذن عليك أن تتحمل متابعة بل وتعليق ستجيب إن أخفقت أو جانبت الصواب ولو بالتقريب .. ممكن :)

علي مجدوع آل علي 23-02-12 02:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توته (المشاركة 70636)
أهلا بالملثم علي >> واعذرني على هذا التشبيه :)

أثرت عتبي لأخبرك أمرا ربما لم تجد لك تعليقا هنا !! نعم


لكن ألم تتسائل لم .. !!

مازلنا ننتظر ما تكشفه لنا أحداث ولا سيما أنك قلت :

الصور الخيالية في ما سيقرأ والأبعاد المدارية من نسج الخيال لها رواسي حقيقة في التجربة التي سنخوضها
أتيت لأخوضها مذ أن كتبتها !! لكن مازلت أجهل مدارها ولا زلت أخجل أن أخفق في إدراكها
تأخري يا من "ساس الحرف " >>أتعلم عدت للمعجم أتأكد من معناها لأن لا أقع بنقدك ولو في نجواك :qtrat (6):
أثرت فيّ أن أقرأها مفككة مرة منسجمة مرات
أثرت في أن أقرأها بحضور تارة وبحجب تاراات
أثرت فضول وعي ما يدور في مضمار فلكك ولا سيما كشف أمر ما أظنه هيننا


معلمي القدير :

لا تظن أنه تجاهل أو تغافل
بل
قل تواضع بالإدراك .. فلا عتب أستاذي أنت تدعونني وغيري لأن نتمرس على أسلوب لك السبق فيه (أو كما أظن ) ويعذرني بذلك جهلي بأنماط الكتابة التي لا أفقه إلا بتمهيد
فنحن في التمهيد أمام نهج عجيب

فعلى رسلك يا معلم:qtrat (7):


ولتراع لمتابعيك الفروق الفردية

ثم تقول أنك سترتد عن إكمالها :3
!!
إذن عليك أن تتحمل متابعة بل وتعليق ستجيب إن أخفقت أو جانبت الصواب ولو بالتقريب .. ممكن :)

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]أعجبني لفظ الملثم :qtrat (7): ودليل هذا الإندماج في الرواية ،
يكفيني ما رأيت من متابعين فهم عندي الشيء الكثير ، وأزيد للشعر بيتا فلقد أتتني رسائل على الأيميل من متابعين كثر لم أكن أتوقعهم معاتبين على لفظ أرتد ويحثون على الاستمرار.

سنتحمل بكل شرف وبكل سعادة ، لأن النقاش على أي أطروحة كانت، يساعد في صقلها أكثر وأكثر " وجهة نظر " ؛

القديرة " توتة "

تغريدتك أثمرت ...

شكراً لك يا قديرة،
ودمت بخير ؛
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


الساعة الآن 11:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009