قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قــطــرات الـقـصـة والروايــة (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   يـومـيـاتـ صـائـمـ ~~~نشر اول (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=2998)

متاهة الأحزان 24-08-12 07:36 PM

اليوم الخامس والعشرون...<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
جلست أم علاء مع زوجها تحدثه عن أبناء الرجل المتوفى في حيهم هم طفلين لم يتجاوزا السابعة يشتكيان عجزا في القدرات العقلية <o:p></o:p>
أبو علاء: أراك تهتمين لأمرهما ...؟<o:p></o:p>
أم علاء: إن سمحت لي كفلتهما فهما يتيمان كذلك معاقان يحتاجان للكثير من الاهتمام والرعاية .<o:p></o:p>
أبو علاء: لن يكون الأمر سهلا عــ<o:p></o:p>
أم علاء: في سبيل الله ولجلال وجهه يهون كل صعب<o:p></o:p>
ابتسم برضا: فرج الله عليك كل كرب والله كنت أضمر الحديث معك بأمرهما فأنا سأحتاج لمعين في رعايتهما<o:p></o:p>
أم علاء: أعينك وتعينني والله خير معين لنا ولهما .<o:p></o:p>
\<o:p></o:p>

متاهة الأحزان 24-08-12 07:39 PM

اليوم السادس والعشرون...<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
زارت ورود بيت خالتها لتجد فاطمة معتكفة في مصلاها<o:p></o:p>
ورود : لماذا تعتكفين هنا يافاطمة...؟<o:p></o:p>
أغلقت فاطمة جهاز الصوت : لا أعتكف إنما أسمع القرآن وأحفظ ما تيسر لي حفظه.<o:p></o:p>
ذهلت ورود وقد بدى هذا بنبرة صوتها : تحفظين القرآن ...وهل بدأت بذلك حقا<o:p></o:p>
ابتسمت فاطمة: لماذا ذهلت فقدان البصر لا يعني فقدان البصيرة وإني يا عزيزتي أستحي أن ألقى وجه ربي دون حفظ آياته وتدبرها.<o:p></o:p>
ورود: نعم ولكن <o:p></o:p>
فاطمة : لكن ماذا ...لا عذر لي فالله أخذ مني البصر وأعطاني القدرة على الحفظ ثم إن العمر جد قصير وإن طال والحساب عسير وإن هان والزاد قليل وإن كثر والسفر طويل طويل <o:p></o:p>
لقد عاهدت نفسي أن أجهدها في سبيل الله بدار العمل لتجد راحتها وسكينتها عنده في دار الجزاء.<o:p></o:p>
دمعت ورود: أعينيني كي أكون بجلدك وصبرك<o:p></o:p>
مدت فاطمة يدها : هيا معي لنقرأ القرآن ونتدبر معانيه ونحفظه تلاوة وترتيل<o:p></o:p>
أدارت الجهاز لتتم ما بدأت به .<o:p></o:p>

متاهة الأحزان 24-08-12 07:41 PM

اليوم السابع والعشرون...<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
هو جديد على الوظيفة وقد أدى عمله على أكمل وجه رغم هذا عنفه المدير <o:p></o:p>
استمع لمديره باسم الوجه بدأ الزبائن بالحضور وكل له مزاجه على أن البسمة لم تفارق وجهه<o:p></o:p>
اغتاظ زميله في المكتب فسائل عن سر هدوئه وابتسامه في وجه الجميع<o:p></o:p>
نظر له: وهل يضايقك هذا مني ...؟<o:p></o:p>
رد عليه: بل والله تضايقت لأجلك عنفك المدير دون حق وتحملت مزاج الزبائن السيئ في معظم أحيانه بنفس البسمة هل تبتسم لأنك لازلت جديدا في وظيفتك<o:p></o:p>
رد عليه: بل أتصدق على الناس من حولي<o:p></o:p>
ضحك من جوابه :تتصدق ...؟!!<o:p></o:p>
نعم أتصدق بالبسمة في وجه اخي المسلم وإنها والله صدقة يسيره لا تكلفني جهدا أو مشقه وأجرها عند الله عظيم أما تعنيف المدير لي فقد صبرت عليها ليغفر الله لي بها زلاتي <o:p></o:p>
الموظف: لازلت غير مقتنع تتصدق بالبسمة..؟<o:p></o:p>
فأجابه : وهل غاب عنك قول الرسول الكريم تبسمك في وجه اخيك صدقة<o:p></o:p>
طأطأ رأسه خجلا: ويحي كيف نسيت هذا ويحي كيف ألقى ربي وقد استهنت بأمر لو قصدته لغرفت منه الخير الكثير<o:p></o:p>
ضحك: لم يفت الآوان بعد ارسم البسمة على وجهك ولا تتجهم في وجه الزبائن مهما كان السبب وإقصد بهذا رضا الله وعفوه.<o:p></o:p>

متاهة الأحزان 24-08-12 07:42 PM

اليوم الثامن والعشرون<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
جلست أم علاء جانب ابنها المريض باكية تدعو له وتقرأ القرآن حين دخل زوجها يسأل عن حاله <o:p></o:p>
أم علاء :لازال على حاله والله بت خائفة من فقدانه <o:p></o:p>
أبو علاء: ارفعي كفيك بالدعاء له وكوني على يقين أن القضاء والقدر ماض فينا لا محال فإياك واليأس من الدعاء أو القنوط من رحمة الله أو حتى الجزع عند وغلبته الغصة فسكت .<o:p></o:p>
أم علاء: إن شاء الله سأكون كذلك ...أراك مستعد للخروج فإلى أين تمضي ...؟!<o:p></o:p>
أبو علاء: أتصدق لوجه الله فإن ملكت ما تتصدقين به أتيني إياه لأمضي.<o:p></o:p>
ذهلت :لكننا نحتاج لكل فلس معنا لنعالج ابننا...!<o:p></o:p>
أبو علاء: أنما أتصدق لأدفع عنه البلاء ألم يقل أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام داووا مرضاكم بالصدقة ...لقد قصدنا أبواب الأطباء وظفرنا بما يسره الله لنا من دواء وما بقي علينا إلا الصدقة فباب الله لعباده مفتوحٌ لا يغلق .<o:p></o:p>
مسحت دموعها : صدقت سأعطيك ما أتصدق به عن ولدي وأدعو الله أن يرده لي بلطفه وكرمه.<o:p></o:p>

متاهة الأحزان 24-08-12 07:43 PM

اليوم التاسع والعشرون<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
جلسا علاء ورامي يتحدثان ويضحكان فسمع أبو علاء حديثهما <o:p></o:p>
فاقترب سائلاً: هل صمتما اليوم ...؟<o:p></o:p>
علاء :بالتأكيد الحمد لله أنا صائم كذلك رامي.<o:p></o:p>
أبو علاء: فلتفطرا الآن .<o:p></o:p>
صعقا من طلبه...<o:p></o:p>
علاء:لكن لماذا نفطر ولا عذر يبيح لنا هذا ...؟!<o:p></o:p>
أبو علاء: يا ولدي لا حاجة لله في جوع العبد وعطشه ما لم يسلم أخوه المسلم من لسانه ـ أخبرني بالله عليك ما حاجة الله في صومك وأنت تسخر من عباده لكونهم أقل منك حظا بالصحة بالمال أو بالأداء ...؟<o:p></o:p>
دافع علاء عن نفسه بشيء من الحدة: لكني لم أقل أي شيء إنه رامي<o:p></o:p>
أبو علاء: وهذه أمر وأشد دهاء لا تقترف المعصية ولا تنهى عنها جارك وصديقك والله انك قاسمته الذنب بضحكك له حين تحدث عن هذا وذم ذاك<o:p></o:p>
طأطأ علاء رأسه خجلا من والده وكذلك رامي واعتذرا عما بدر منهما<o:p></o:p>
أبو علاء: فليسامحكما الله هيا للوضوء تلاوة القرآن وتدارسه واستغفرا الله ذنبكما العظيم انه هو الغفور الرحيم.<o:p></o:p>

متاهة الأحزان 24-08-12 07:45 PM

اليوم الثلاثون<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
دخل محلات كثيرة كان يشتري الملابس والحلوى والأطعمة المختلفة <o:p></o:p>
استوقفه صديق: أعلم أن أسرتك صغيرة لا تحتاج كل هذا فماذا أنت فاعل بكل هذه الملابس والدمى والأطعمة <o:p></o:p>
ابتسم : لم تتعرف أسرتي الكبيرة بعد هي تحتاج كل ما تراه الآن وأكثر <o:p></o:p>
عرفني على تلك الأسرة لأصدق ما تقول<o:p></o:p>
هز رأسه بأسف: كلنا يمر على بابها كلنا يعلم من سكان تلك الدار وكلنا يدير ظهره ليقضي حاجته وحاجة منزله ويرفه عن نفسه بما تبقى من ماله<o:p></o:p>
تحدث الصديق باستغراب :أي أسرة تقصد<o:p></o:p>
دار الأيتام يا صديقي ...تلك الدار التي تتكفل تيسير القوت للفقراء والمساكين هي الأسرة التي أسأل الله أن يدخلني بها الجنة<o:p></o:p>
طأطأ رأسه: ويحي كيف ألقى ربي وقد نسيت من يحتاج لما أكرمني به من مال ...؟<o:p></o:p>
رد عليه: لا تيأس فالباب لا زال مفتوحا والله يتقبل من عباده هيا وأعني لجمع ما ندخل به على قلوبهم الفرحة بهذا العيد .<o:p></o:p>

سحر 24-08-12 07:59 PM

نسأل الله العلي القدير بعد أنقضاء هذا الشهر الكريم ان يتقبل منا الصيام والقيام والدعاء وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور

وتجارة لن تبور وشفاء لما في الصدور ورحمتك ياعزيز ياغفور

بارك الله فيك غاليتي متاهة الاحزان وكثر من امثالك
وجعل هذا الطرح في ميزان حسناتك شفيعا لك ِ..~
مرور سريع ولي عودة ..~
مودتي ..


الساعة الآن 05:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009