قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قــطــرات الـقـصـة والروايــة (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   من الروح الى الروح (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=4086)

متاهة الأحزان 15-03-17 11:43 PM

من الروح الى الروح
 
أيحق لي أن أهرب إلى أقاصيص العشق من جديد
أيحق لي أن أبتعد عن ضوضاء الحزن والموت في بلادي إلى أحلامٍ وردية ربما لن تتجاوز سقف الحكايات على الورق

حسناً ...بعد طول غياب
وبل بعد طول إنقطاع عن الكتابة والبوح
خرجت بنت الروح هذه
والتي سأضيفها لشقيقتيها السابقتين

مخلوقٌ من نور

رحيل ملاك


لتكون
من الروح إلى الروح

لكل من تابع الحرف ولكل من سيتابع

جزيل شكري وكل الإمتنان

سأسكب الحرف هنا راجية من المولى عز وجل أن تنال رضا كل من حضر

متاهة الأحزان 15-03-17 11:52 PM

نــــــشــر أول

//
//

مــن الــروح إلــى الــروح

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متاهة الأحزان

مــن الــروح إلــى الــروح
هذا اليوم لن تعود باكراً,افتقدها صباحاً فقد غادرت دون إفطار بحسب اتفاقها مع صديقاتها
ولن تنضم إليهم على مائدة الغداء ... ستعود في وقتٍ متأخر.
نيران الحب المشتعلة في صدره دفعته إلى حجرتها تلك التي لم يطرق بابها منذ أن أصبحت نزيلتها.
كثيراً ما سأل نفسه ...لماذا يخضع لإعراضها لصمتها لتهربها الدائم منه ...؟
هل ثمة سرٍ تطويه يخافه ...؟؟؟
لكنها لم تدخل منزله لتغدر به ولم تتقبله كزوج كانت صادقة واضحة رفضته وبشده فقلبها ملكاً لأخر .
هولا يستطيع اتهامها بالخيانة وقد ادعى القدرة على الصمود أمام زوبعة رفضها حتى تهدأ وتلين
ظن أنه سيجتاز ذاك الساكن فؤادها ليكون معشوقها على أنه بدأ يستسلم للخوف من عنادهاو إصرارها وتشبثها بشخصٍ لم يتعرف إليه حتى الآن.
رغم أن عينيها تعترفان بالكثير والعينين أكثر صدقاً من اللسان.
دخل حجرتها يجيل النظر يبحث عن أي شيءٍ يراها فيه بعد طول تأمل رمى بجسده المتعب فوق السرير فلفت انتباهه دفتراً بحجم أحزانها قد خبأته تحت وسادتها بعنايةٍ فائقة.
أخذه باسم الثغر ... ماذا تراها كتبت فيه ـ هل سيجدُ بعضاً منها بين السطور ...؟
هم بفتح الصفحة الأولى لكنه تردد ...خشي أن يتعرف إلى ذاك الفارس المجهول الذي حاربت من أجله كل عالمها فيضطر لرفع الراية البيضاء , لكن سرعان مافتك به الفضول ليغرق بين حروفٍ بدأتها
بـــ مــن الـــروح إلى الــــروح
أحببتك كثيراً ولكن ...
أيها الحبيب الساكن هاهنا ... سأكتب لك ما تثرثر به روحي وأتمناك بالقرب لأحدثك به
حسناً سأبدأ الحديث ليس بثرثرات قلبي فهو لم يلتقيك حتى الآن
وإنما بحديثٍ عابر لتعرف بصدر أي عاشقةٍ تسكن.
أنا أنثى عاشقةٌ حالمة رغم هذا حياتي لم تكن يوما ولن تكون محصورةٌ بـ رجل
أنت حبٌ يسكن أعماقي أحلامٌ زمرديةٌ تزين سمائي رغم هذا لستَ كل شيء.
بمعنى آخر ...إن جمعتني بك مشيئة الله يوماً فلن أكتفي فأنا مخلوقةٌ كانت أحب الحياة وأسعى في مناكب الأرض ,لي حلم بدراسةٍ ما بوظيفةٍ بحياة مستقلة أخالط فيها من أشاء وأترك من أشاء .
أنا شخصية تحب الآخرين تعشق الرحلات شخصيةٌ لا تكتفي بما تحب وبل تتعدى هواها حتى إلى ما تكره من أشياء رغبةً بمغامرةٍ ما أو معرفةٍ لازالت تحجبها أستار الجهل.
حسناً رغم كل هذا سأحبك بجنون فقلبي لا يعرف حدا ولا يعترف بحدود يبحث عنك رغم جهلي من تكون.

خفق قلبه باضطراب وابتسامة متمردة قد ارتسمت فوق شفتيه:
أتكتب لرجلٍ لم تلتقيه بعد ... وهل كانت على يقين بأن شق الروح آتٍ إليها ...؟
وهل هو رجل جديرٌ بجنائن الياسمين في عينيها ...ترى من يكون...؟
عاد للحروف برغبة لمعرفة المزيد
يـــوم اللـقــاء
هذا اليوم هرولت إلى دفتري باكية احتضنته لأصوغ بدموع حرفا يصف لك عشقي وغرامي على أن سؤالاً طرق نفسي فبعثر كلماتي قبل أن تكتب
ترى ... هل هذا حب أم زوبعة إعجاب بفارسٍ أتى من المجهول لينقذني ثم يمضي للمجهول ذاته...؟

/
/
/

يــــــتــــــبــــــع



الــمُــنـــى 17-03-17 02:35 PM

[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;border:5px inset teal;"][cell="filter:;"][align=center]
/
\

استرسلت في القراءة إلى أن وجدت نفسي أمام .. يتبع ..
حينها فقط أفقت ..
بداية جدا مشوقة ، وأسلوب سلس ورائع لطالما أحببته
بأنتظار وشوق للقادم من أحداث
أتمنى أن لا يطول صبرنا يا متاهة فكلي شوق للقادم

دمت متميزة كعادتك
ودام وهج حروفك

منى
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

متاهة الأحزان 20-03-17 08:59 PM


الــمــنـــى

كعادتك ...ماطرة روعة وجمال

يعلم الله كم أجاهد نفسي لأحظى بقليل من الراحة ها هنا

لقلبك جنائن النرجس

متاهة الأحزان 20-03-17 09:03 PM

إن كان الأمرُ حباً فلماذا لم أحاول معرفة من تكون ,كيف سمحت لك أن تتوه مني عبر الزحام ورحلت مكتفية بتلك الإبتسامة المشرقة تسكن روحي تجوب أرجاء جسدي الخاوي إلا منك ...
هي بضع دقائق تركت في نفسي أثرا عميق فقد جعلت منك قلبي نبضي روحي بل حتى الدماء المتدفقة في أوردتي غدت أنت .
يا إلاهي أهكذا يصرعنا الحب يلقي بنا في هاوية إنتظارٍ وترقب مابين دقة شوق صرخة حنين ولوعة احتياج.
ياااااه كم تمنيت لو أنني تمسكت بك, لو قبضت على يمينك بشدةٍ أكثر لو تشبثت بعنقك كطفلةٍ تخشى الضياع إذا أنت غبت ...
وماذا يجدي التمني وقد تركتك ترحل ...؟
بل ماذا يجدي حديثي لك ها هنا...؟
وهل ثمة أملٌ أن تقرئني يوماً ما ...؟
تجتاحني الآن ضحكة يقتلها الدمع وهل سنلتقي مجدداً كي تقرأني ؟
الصدف السعيدة في عالمنا محدودة إن لم تكن معدومة فكيف أتأمل بلقاءٍ وإن كان عابراً يروي ظمأ الروح المشتاقة لك.
ثم أنفض من رأسي هذا التشاؤم وأحدق بالفراغ متمتمة لا يأتي الغد إلا بالأمل سأنتظر الشمس في مشرقها لعلها تأتيني به ذات فجر.
أبدو أمام نفسي كحمقاء أضاعت طريقها ثم جلست تُأمِلُ نفسها أن الطريق سيأتيها ذات فجرٍ حيث تجلس ,لست على يقين لكني أدعوا الله بلقاءٍ لا ينتهي.
اعتدل جالساً وقد قبض التوتر عضلات جسده مع سؤال يطير في نفسه
هل هي عاشقةٌ منذ ذلك الزمن أم هو موقفٌ آخر من تحدثت عنه ...؟ حسناً لا بد وأن يجد اجابة صريحة على سؤاله في الأوراق التالية.
حين لانمتلك الكثير لنتذكره
بعد ذاك اللقاء على خوفي من الطريق وماحدث إلا أنني رغبت كثيراً بطيه مراراً وتكرارا
فكرت فيك أكثر من تفكيري بكلاب الطرقات الضالة,شاهدت على التلفاز دراجةً نارية فتذكرتك.
أتعلم أمراً ...؟
حين شاهدتك قبل الحادث بدقائق خلع قلبي الرعب ففكرتي عن سائقي هذه الدراجات أكثر من سيئة رغم أني لم أرى أياً منها في بلدتي سابقاً.
أنت وحدك من علمني درساً أن الأشخاص بما تحمل قلوبهم من طهر ليس في ماتعطي أملاكهم من إنطباعٍ أو أفكار.
أتمنى لو يعود ذاك اليوم من جديد فأستشعر الأمان الذي منحتني إياه حين جعلت من صدرك درعاً لي.
تعلم أني لا أملك الكثير لأتذكره ,هي بضع دقائق مضت كما تمضي الشمس غائبة لكنها تستوطن قلبي وروحي.
أتمنى لو تعود تلك اللحظات فأنشغل عن خوفي بحفظ تفاصيلك الصغيرة والكبيرة لن أكتفي بإبتسامتك المشرقة رائحة عطرك التي مابرحت نفسي للحظات
بل لن أكتفي حتى لو سجنتك في قلبي وأغلقت عليك أبوابه فأنا أعشقك ...أعشقك بطريقةٍ مجنونة.
عذراً حبيبي رغبت بالحديث إليك أكثر لكن صوت أمي يصدح بالنداء لن أطيل الغياب حتماً سأحدثك من جديد حين تهب نسائم الحب محملة بدموع الأشواق فتهتز شجيرات الياسمين التي زرعتها لك في بساتين أحلامي
فإلى ذاك اللقاء كن بخير.
لا علم لي لماذا عدت لهذه الصفحة تحديدابعد زمانٍ ليس بالقصير
ولكن أتعلم أمراً
لو أن الإنسان يعلم ما يأتيه مع الغد ماتركتك ذاك النهار دون أن تعدني بعودةٍ لارحيل بعدها أو رحيل لا عودة منه.
لو أني خمنت رياح الشقاء القادمة مع الغد لبقيت أقف خلفك أبد العمر أحتمي بك وضعفي من زوابع الحزن وأهديك عطر روحي وعالم قلبي الفسيح.
قبض يده على صدره مبتسماً وقد بدت الصورة أكثر وضوحاً لقد إطمئن قلبه ... فهي طير حبيس بين قضبان العشق ولن يقوى على الطيران بعيداً مهما حاول.
أغــداً ألــقـاك...؟
هزني الإعياء حد الموت,هذا اليوم مر ثقيلاً على نفسي فقد توجب علي بالغد المضي في نفس الطريق للمرة الأولى بعد لقائنا ولا قدرة لي على الرفض فغداً إمتحاني الأول في الثانوية العامة.
هاجم الخوف مما حدث قلبي بضراوة
/
/

يتبع

الخضيري 21-03-17 12:30 AM

الله الله الله الله

رائعة بحق
من الروح الطاهره الى الارواح الطاهر

لي عودة للمتابعة والاستمتاع

اسعدك الله

متاهة الأحزان 23-03-17 04:56 PM

سيد الأمل

الخضيري

شرفٌ لي متابعتك

تعلم أن النص أعلاه يحتاجك وبشدة

لقلبك الياسمين

متاهة الأحزان 23-03-17 04:59 PM


ج3
ماذا لو تكرر الأمر...؟هل ألقاك مرةً أخرى ؟ هل تأتي من العدم اليوم أيضاً لتنقذني
خفت كثيراً ولم أتحدث عن هذا الخوف الذي لمعت وسط إعصاره فرحةٌ بأني قد التقيك ولو صدفة في نفس الطريق.
أخيراً غادرت فراشي لأقف بوهني وضعفي أمام أمي التي أدركت ما أعانيه من خوفٍ وتردد طمئنتني كثيراً حين ربتت على كتفي باسمة : أيتها الفتنة الماضية بين الناس على رجلين لا تقلقي شقيقك بالغد سيرافقك ذهاباً وإيابا.
ابتسمت فثمة حصنٌ قد ضرب بسوره العالي من حولي ...عبثت بروحي بابتسامتك من جديد ليقفز إلى رأسي سؤالٌ لست أملك له إجابة
ماذا لو ظهرت أمامي بوجود أخي ...؟
هل أتشبث بك ...هل أشتكي ما يجول بالصدر وتنطوي عليه النفس ؟ كيف أفعل بوجود هذا الحصن المنيع...؟؟؟
أنا أحبك وهل سيسمح لي أخي بانتشال هذا الحب من قعر بئر الصمت المميت ؟
لست أدري ...
ها أنا الآن أجالس زهوري التي زرعتها بيدي تتهادى مع نسائم الغروب أحدثها عنك فتذكرني بعطرك الذي يفوق عطرها قوة وروعة.
أطرق متذكراً مصعب وقصي ترى أيهم كان رفيق دربك ,ليتني خرجت إليهم منذ البداية لكنت اختصرت زمناً طويلا من العذاب وسفر أحزانٍ لم تنتهي بعد.
حسناً...مهما اشتد ظلام الليل حتما سينجلي فلا شيء يدوم للأبد هذا الحزن والصمت كذلك مهما اشتد كربهما سينفك ذات نهار
دون إحساسٍ منه تساقطت دموع حزنه على صديقين صدوقين رحلا في مقتبل العمر .

حين تصفعنا قسوة الموت.

هذا اليوم... تحديدا هذا اليوم لا أملك الكثير لأتحدث عنه... فقط أردت إخبارك
أحتاجك كثيراً ـ أتمنى لو أبكي على صدرك فراق من رحلوا على حين غرة دون وداع .
ذاك الوحش الممتد من بلدتي حتى العاصمة التهم أمي إخوتي وشقيقتي الصغرى تركني وحيدة يتيمة مكسورة القلب أبحث في منزلي المظلم عن بصيص نور فلا أجد إلا سواد الوحدة ووجه أبي الحزين الحائر.
كيف يفعل بي وأنا الفاتنة المدللة التي لن يقوى يوما على تركها بين جدران صماء باردة وحدها.
تعلم أيها الحبيب الغائب في عمق السماء بعد أيام يجب على أبي أن يعود إلى عمله والذئاب في بلدتي كثُر.
بلدتي التي خلعت عن نفسها ثياب التقشف والزهد والبساطة لتغدو مدينة صغيرة بلدتي التي فتحت ذراعيها تحتضن التحضر الغربي المميت فتلقي بشرفها في أزقة الماضي العتيق ليخرج من أبنائها ذئابٌ استباحوا أعراض العذارا.
هذا أمرٌ لا أجهله لكن أبي يدركه جيداً يدركه بطريقةٍ جعلته قلقاً حتى الموت.
القلق البادي على وجه أبي فتك بأعصابي وحاول النيل من قلبي وأنّا له أن ينال من قلبٍ أنت تسكنه.
خفق قلبه بشدة بكى بألم حين عادت إلى ذاكرته الجثث وتلك الياسمينة الصغيرة
كم سرق الطريق من أحبة ...كم اختار زهوراً ليسحقها دون رحمة
مسح دموعه مستغفراً فهذا قضاء الله وقدره اللهم لا اعتراض .
حدق بالصفحة طويلاً قبل الانتقال لأخرى فهنا كان الحديث عن الفقد قاتلاً.
كم ننأى بأنفسنا رغبة ببعض الهدوء وحين يرحل عنا الضجيج يستل الروح من أوقاتنا فتغدوا بلا قيمة ولا معنى.
وتذكرت وشاحي
هذا النهار صعبا للغاية فالمنزل
\
\
\

يــتــبــع



متاهة الأحزان 28-03-17 05:18 PM



ج 4
وتذكرت وشاحي
هذا النهار صعبا للغاية فالمنزل صامتٌ صمت المقابر ...الوحدة تمزق نفسي والخوف من صوت الريح يكاد يقتلع قلبي من مكانه.
بعد أيام قليلة من رحيل الأحبة بدأت الحياة تعود لما كانت عليه من قبل مع فوارق قاتلة أبي عاد لفتح أبواب مطعمة والجيران سرعان ما انخرطوا في أعمالهم وأشغالهم لينسوا أمري ووحدتي الموحشة في قبرٍ كبير إلى حدٍ مفتوح على مصراعيه لأي لصٍ قد تسول له نفسه بالسرقة أياً كان نوعها.
هذا النهار عصفت رياح الخريف بشدة ,كنت سابقاً أعشق هذا البيت المبعثر بطريقةٍ عشوائية أعشق تلك الساحة المفتوحة إلى السماء حيث لا شيء يحجب عني قمرها ونجوم ليلها حتى أمطار الشتاء الغزيرة.
هذا اليوم راودني إحساسٌ أن المنزل لم يعد حصناً منيع يحميني كما كان سابقا فاختبأت في فراشي ترتعد أوصالي خوفاً من زئير الرياح خارج غرفتي.
فجأة تذكرت وشاحي الأبيض المورد ...سرقتني ذكريات ذلك اليوم مما أعانيه,كيف عدت أدراجك حين صرخت أستغيث عدت تحميني دون سبب واضح .
أنت هدية الله لي في ذاك اليوم...جُلُ ما أشعر بالغرابة منه الآن احتفاظك بوشاحي بعد أن انتزعته من أيدي ذئاب الطرقات كان باستطاعتك إعادته ولم تفعل كذلك أنا لم أستعده منك.
الآن أنا نادمة أشد الندم فذاك الوشاح طرزته أمي بيديها من أجلي وعدتها أن أحتفظ به ولم أفي ,ووعدتني هي بآخر أجمل منه ولم تفي فقد خطفتها يد الردى سريعا.
هززت رأسي ألقي بذكرياتي جانبا واتصلت بأبي باكية فطلب مني الذهاب إلى المطعم والبقاء بجانبه بقية النهار.
هذا اليوم أيها الفارس القابع في أعماق أعماقي رأيت أحدهم إنه سائق دراجة ,يااااه كم تختلف البواطن رغم تشابه الظاهر منها
سائق دراجة نظراته نارية وقحة ابتسامته خبيثة ماكرة عاد أدراجه خلفي ودون وعيٍ مني ركضت إلى أبي باكية ,ربما استشعر قلبي أن هذا الشخص لعنة لا علم لي أي دربٍ أتى بها
لكني تيقنت من ذلك حين سقط بين يدي والدي صريعا بعد أن كاد يصرع عفتي ويدنس طهري.
قبض يده ضاربا على فخذه بغضب وقد احتقن وجهه قهرا وغيظ ...
ليتني كنت معكم لسحقت عظامه لفقئت عينيه للقنته درساً بالشرف لا ينسى .
آآآآه من الطرقات لم تكتفي بحكايا الحزن النازفة دما حتى أتتنا بذئابٍ شوهوا صورة الإنسان فينا.
ستبقي الأطهر وهل يستطيع مخلوقا أرضيا أن يدنس طهر القمر, أنت جنة ياسمين تتراقص لمرور الريح لكنها لا تتكسر.
أتعلم كم آلمني أن نلتقي على هذا الشكل...؟
أتعلم أيها الحبيب ...تمنيت لو نلتقي مرةً أخرى وقد أقسمت على نفسي لو حدث هذا
\
\

يــتــبــع


متاهة الأحزان 31-03-17 01:30 AM


ج5

.تمنيت لو نلتقي مرةً أخرى وقد أقسمت على نفسي لو حدث هذا سأتشبث بك سأحدثك عن قلبي عن حبي وأحلامي التي دارت من حولك لتنتهي بك
كم كنت متمردة حين اعتقدت أنني أكبر من أن تكون أحلامي وحياتي كلها محصورةٌ بـ رجل.
على أنك لست رجلاً كباقي الرجال بل لست بشراً فقد توجك قلبي ملكاً على عرشه واعتقدت أنك آتٍ إلي من السماء...ربما من كوكبٍ آخر ,كوكبٍ لا يسكنه إلا الشرفاء.
أبكي كثيراً حين أتذكر ما حدث معي ياالاهي لماذا كل هذا الوجع ...؟
أكان يفترض بي أن أسقط في مصيدةِ ذئبٍ بشري لتظهر في حياتي من جديد ؟ تلك المصيدة التي سترسل أبي لحتفه,أبي الذي قرر قبل مضيه لمصيره أن يزوجني
سأذكر كلماته ما حييت (سيحكم علي بالسجن المؤبد إن لم يكن بالإعدام فأنا قتلتُ رجلاً لا أملك دليلا على كونه حاول الاعتداء على شرفي والفتك بك لذا حدثت صديقاً لي يقيم في العاصمة وقال أنه سيزوجك من أحد أبنائه فاستعدي للأمر.
صعقت،ابعد تلك المصائب التي تكالبت علي أتزوج رجلاً لا أعرفه لم أراه يوماً بل حتى إنني لا أعلم أن لأبي صديقاً من العاصمة...ماذا أفعل ؟
كيف يهبني أبي لشخصً يعلم يقيناً أنه لن يخطو في قلبي خطوةً واحدة ...؟
لقد توسلت كثيراً أن لا يفعلوا لكن أبي قرر أن يمضي على وثيقة إعدامي البطيء وهل أسوء من موتٍ تفنى به أجسادنا إلا الزواج برجلٍ غير الذي يسكن نبضي...؟
لقد انتحبت بكيت بكاءً مرا لا أظن أن نفسي بكت بتلك المرارة من قبل فقد فقدت اليوم كل شيء.
لقد تسارعت إلى رأسي أفكار كثيرة غريبة كلها تنتهي بي للانتحار دونك.
صدمني أبي حين ربت على كتفي مردداً بحزنٍ وحسمٍ يحتاجه الموقف : أعلم أن رجلاً استوطن قلبك لكن يا ابنتي هل أحبك هو ... هل يعلم بوجودك ...هل بحث عنك ...من تحبيه سرابا يسكن رأسك فقط أما الواقع أن المتربصين بك كثر إن تركتك ورحلت سيتكاثر عليك الأقارب الذين لم نراهم إلا حين تلوح لهم فريسة من مالٍ ينهب أو عرضٍ يخدش.
أنا يا ابنتي أراك فرساً لا تليق إلا بفارسٍ يستطيع إطلاق أحلامك وأمنياتك كما تشائين في ظل حمايته ...تيقني أنني اخترت لك رجلا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.
لقد سقطت مستسلمة لانهيار عصبي خرجت منه متزوجة لا تعرف عن زوجها أي شيء بل حتى إنني لا أعرف اسمه ربما ذكر أبي الاسم والعمر والعمل أمامي على أني لا أذكر أي شيء.
وفي طريقي للعاصمة كنت أشبه بالغائب عن وعيه، سمعت أحاديث كثيرة لم أفهم منها أي شيء فكل الكلمات طلاسم متداخلة ببعضها البعض على أني خرجت بنتيجة واحدة
زوجي الذي لا أعرفه سافر سفراً اضطراري تنفست الصعداء وبقيت في حالة غيابٍ عن الوعي أراقب الطريق بعينين باكيتين تعبت من طولها رغم هذا ألح بالدعاء أن لا تنتهي
قلبي يصفع عظام صدري بشدة آمراً ...لا تذهبي معهم فأنا لن أستكين لسواه ...قلبي متمردٌ عصي الأبواب لا يدخله إلا من اختاره فقط ,لا يخضع لسلطة عقلي بأي شكلٍ من الأشكال .
حاولت تلاوة القرآن على طول الطريق لعلي أهدأ دون جدوى ـ كلما ظهرت لي لافتة تشير لاقترابنا من العاصمة خارت قواي وفتك بي الخوف.
كيف أواجه ذلك المخلوق ؟كيف أخبره أنني لا أريده ؟ بل هل أستطيع السماح له بلمس أي جزءٍ مني حتى يميني ،تلك التي لم تصافح رجلاً يوماـ هل أستطيع مصافحته بها؟هذا محال.
ضممت قبضتي إلى صدري عائدة بذاكرتي للوراء لذلك اللقاء القصير نعم أنت وحدك من قبض على يميني وجذبني بقوة تاركاً إياي خلف ظهره أحتمي به من كواسر الطريق.
لن أسمح لرجلٍ أخر بلمسها فعطرك منذ ذاك الزمن مازال عالقاً بها.
حين توقفت السيارة وترجلت منها منكسرة القلب خطوت بينكم بلا رغبة ولا رضا لم يخطر لي ببال أن ألقاك هناك في ذلك القصر الفخم تنتظرني مع بقية أفراد عائلتك
يومها لم أرغب بالنظر في وجوه الحاضرين لكن أبي زجرني بغضب آمراً أن أحييكم وأصافحكم فرداً تلو آخر.
رفعت بصري أتعرف إليكم وبدأت أصافح وجوهكم بعيني وجها وجه صدمني وجودك معهم ووقوفك بينهم ،علمت سابقاً أن أفراد العائلة كلها بانتظاري عدا زوجي سألت نفسي ترى ما هي صلتك بزوجي ـ حقاً لا علم لي كم تعلقت عيناي بوجهك لكني رأيت والدك يربت على كتفك مشيرا لأبي لست أعلم ماذا طلب منك لكن وقعت على نفسي ثقيلة بوزن جبل كلمة (بني).
انهرت مجدداً ،انهرت اطرق الأرض باكية صارخة : أعدني من حيثُ أتيت بي واذهب للموت لأن تتركني خائفة أحتمي بجدرانٍ باردة من عواء الذئاب أرحم لي من هذا الزواج قلت لك لن أتزوج منه لست راضية قلبي ليس ملكاً لي ...ألم تفهم؟
كنت أصرخ وأبكي هذا آخر شيءٍ أذكره بعد أن فتحت عيناي في حجرةٍ لا أعرفها على سريرٍ فخم والغرفة خالية إلا من أحزاني التي لا تنتهي.
خطر لي أن أحدثك عن هذا فلجأت لدفتري فقد بتُ أكثر إصراراً على كتم لوعت قلبي وحبه والرحيل عنك رغم قربك فأنا الآن زوجة أخيك الذي سافر ولا أدري له وجهة أو طريق.
كانت عيناه معلقتان بالكلمات قلبه يخفق بشدة لا يدري لأي إحساسٍ ينقاد للحزن على حالها,للقهر من ابتعاده عنها,للندم على خضوعه لرغبتها...
أكانت تمضي للموت مستكينة حتى رأته ... هل هو حقا بر الأمان الذي ترتجيه في محيط عثراتها,لا يدري هذه التي تكاثرت على وجهه دموع فرحٍ بقلبها أم حزنٍ على أوجاعها.
\
\
\

يــتــبــع


الساعة الآن 04:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009