قطرات أدبية

قطرات أدبية (https://qtrat.com/vb/index.php)
-   قــطــرات الـقـصـة والروايــة (https://qtrat.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   ذكرى ميلاد أو ذكرى رحيل ..؟! (https://qtrat.com/vb/showthread.php?t=2773)

مــنــــــآل 29-12-11 05:32 PM

ذكرى ميلاد أو ذكرى رحيل ..؟!
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
سارة هي ثمرة زواج السيدة هدى والسيد أحمد
فمسألة الإنجاب لديهم مسألة صعبة للغاية
والقدر أستجاب لهم وآتاهم بتلك الطفلة "سارة "
/
\



الساعة تجاوزت منتصف الليل .. وهدى وزوجها أحمد بغرفة الجلوس
يتنقلان بالحديث مع تنقلهما بين قنوات التلفاز من خلال جهاز التحكم عن بعد ..
وبعفوية تمد هدى يدها على هاتفها المحمول للتطلع على آخر ماوصلها من رسائل او مثل مايسمونها
( البرودكاست )
فكانت مفاجأة لها عندما رأت الوقت الذي يشير إلى بداية يوم جديد
لعام جديد لطفلتها سارة فتبارد بالقول لزوجها أحمد
- اليوم ذكرى ميلاد سارة فهي ودعت اليوم عامها السابع لتدخل العام الثامن من عمرها
يبتسم لها أحمد وهو يقول ( جعل أيامها عامرة معك بالفرح والسعادة يا أم سارة )
وغدا ًسأقوم بتنسيق ليلة جميلة نقضيها سويا ً مع سارة
لتناول وجبة العشاء خارج المنزل إحتفالاً بهذه الذكرى الرائعة .. أخبري سارة بذلك عندما تستيقظ صباحا
- هدى تنظر إلى زوجها بنظرات يقرأ فيها الموافقة والسعادة بهذا الأمر
/
\
وتسيقظ سارة على صوت الحنـآن ( أمهـآ )
وما أن أستيقظت إلا وتخبرها بأنها اليوم دخلت عامها الثامن
وأنها ستكون بهذا العام أكثر نضوجا ً وجمالاً ويلزمها أن تكبر بتصرفاتها وحديثها وأفكارها
فكل عام يمر به الأنسان يجعله أكثر نضوجا ً من عامه السابق ..
وأخبرتها وهي تسرح شعرها بأن والدها اليوم سيُعد لها حفلة صغيرة
وسيقدم لها هدية رائعة ويتناول برفقتها وجبة عشاء شهية خارج المنزل
كل هذا القول كانت تقوله الأم هدى لطفلتها سارة
وهي تجهزها للخروج لمدرستها صباحا ً .. فكانت الأم تتحدث
وسارة تستمع لقولها وهي مبتسمة إبتسامة تجعل الأم تتيقن أن أبنتها
منسجمة مع حديثها ومستمعة جيدة لتوصياتها وقولها ..
وما أن انتهت هدى من الحديث
إلا وتبادرها سارة بـ " ماما أنا لدي طلب صغير "
وماهو طلبك ياسارة ؟
طلبي أن أذهب اليوم للمدرسة مع أبي وليس مع سائق سيارة المدرسة
حسنا ً أطلبي ذلك من والدك فهو بيده هذا الأمر والرفض أو القبول
ذهبت الطلفة سارة مسرعة لترمي بجسدها الصغير
على جسد أبيها الممد على فراشه .. فهو على وشك الأستيقاظ من نومه والذهاب لعمله
وما أن قبلت رأسه وقبل وجنتيها إلا وتبارده بقولها
أريد منك اليوم أن تذهب بي إلى مدرستي
أبتسم لها وسألها عن السبب ..
أجابت .. أن أمي تقول أن اليوم ذكرى ميلادي
وأريد منك قبل أن تذهب بي إلى مدرستي
تدخلني إلى أحد مراكز التسوق لأشتري حلوى أقدمها لصديقاتي ومعلماتي إحتفالا ً بهذه المناسبة
كان الوالد مبتسما لها ً وهو يسمعها إلا أنه جدد لها إبتسامته
ليخبرها بأن طلباتها آوامر عليه أن ينفذها .. لأنها فتاة مطيعة ورائعة
هكذا قال لها وانصرف لدورة المياه ليستعد للخروج لعمله
/
\
الطفلة وأبيها عند باب المنزل
وهدى واقفة عند عتبة الباب تتمتم بالدعاء لطفلتها وزوجها بالخيرو السلام
أغلقت الباب خلفهم وعادت تمارس أعمالها المنزلية
/
\
والطفلة وأبيها بمركز التسوق الذي يعمل طوال الـ 24ساعة
أشترت سارة ماترغب بشرائه وتذكرت والدتها
فهي لابد أن تتذوق حلوى عامها الجديد ..
فأعطت أبيها نصيبه وطلبت منـه أن يوصل لأمها هذه القطعة من الحلوى التي غلفتها بورقة
من أرواقها التي بحقيبتها المدرسية .. بعدما كتبت عليها بقلمها الرصاص
" ماما هدى.. أنا سارة دخلت اليوم العام الثامن وهذه حلوى عامي الجديد و أريد منك أن لاتحزني ولاتبكي لاني أحبك جدا ً "
وعدها الأب بأنه سيقوم بتوصيل هذه الحلوى لأمهـا وطلب منها أن تشكر كل من يبارك عامها الجديد
من زميلاتها ومعلماتهــــــا ...
/
\



وقت مضى والأم مابين تنظيف حجرات البيت
ومابين إعداد وجبة الغداء لزوجها وطفلتها سارة ..
ويعود الأب لبيته وعلامات الحزن تقتحم جسده ونظراته وصوته ولون وجهه
مابك يا أحمد..؟؟!!
صمت قليلاً ومع نزول أول قطرة دمع من عيونه
أخبرها بأن مدرسة براعم الوطن أصابها حريقا ً
وسارة بها ودعت الحياة ...
/
\

بعد مضي الأسبوع من رحيل سارة
وجد أحمد بسيارته أمانة من سارة يلزمه توصيلها لمن يهمه الأمر
وقد وعدها بإيصالها لهم .. فدخل على زوجته
ومد لها تلك الحلوى المغلفة بورقة بسيطة كتبت عليها أسمها
وأوصتها بعدم الحزن والبكاء وكأنها تعلم بأنها ستحزن وتبكي بهذا اليوم ..
فتجدد الحزن بقلب الأم رغم أنه مافارقها لحظة
/
\




قصة من خيالي ومن وآقع نعيشه ..!
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ماااريا 29-12-11 06:09 PM

عزيزتي منــال

كالعادة تتحفينا بأسلوبك الشيق وعرضك المميز للأفكار

حيث تسلطين الاضواء على قضايا مهمة

تحياتي لك

مــريـــم 30-12-11 02:36 AM

محزنة جدا هذه القصة جاءت لتروي واقعا مؤلما
بأسلوب شيق وسرد ممتع
ننتظر دائما مفاجآت قلمك المتميز يا مبدعتنا منـــــــــال
سلمت يمناك

نسيان 02-01-12 08:16 AM

منال
حتى من الخيال قد يكون لغيرنا واقع مرير
كم من الاطفال كانوا بسمة فرح و حية لاهلهم
بسبب اهمال اهمال بسيط
وموقف غير مسئول جلب الهم و الحزن
لعوائل كانت ترى بفلذات اكبادهم الفرح و السرور بل
تراهم هم الحياة
الموت هنا طهر
وعار على المسئولين
الموت هنا طهر وعار على ادارة المدرسة
فالموت هنا طهر و عار على المتسلقين البحثين عن المناصب دون يتدرجوا بها
الموت هنا طهر وعار على كل من ُعين من دون جد او اجتهاد فقط لانه ابن فلان و محسوب على الواسطة

مناااال فجرتي بركان الغضب و الدموع بقلبي
هنا ارواح تعادل قيمة انسان
و انسان لا يعادل ثمنه التراب الذي يمشي عليه

مــنــــــآل 07-01-12 11:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مــاريا (المشاركة 68110)
عزيزتي منــال

كالعادة تتحفينا بأسلوبك الشيق وعرضك المميز للأفكار

حيث تسلطين الاضواء على قضايا مهمة

تحياتي لك


شكرا ماريا على حضورك الجميل
ويشرفني رأيك بهذه القصة المتواضعة
لاعدمتك يالغالية والف شكر ..


الساعة الآن 02:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009