ضجرت ماريان من شكوى صديقتها : قد يكون زميلا أو معجب شخصٌ يرغب بصداقتك مثلاً.
نظرت لها بتقزز : لست أهوى تلك العلاقات العابرة .
ضحكت ماريان : أقول صداقة ليس حبا أو ما دونه من مشاعر ورغبات .
حدقت لورا بكأسها تفكر بترك الحفل وإن لم يبدأ بعد ثم رفعته لتأخذ نفسا يساعدها على تحديد ما تريد فعله لكن
لم تستطيع أصيبت بالذهول قلبها عاد يخفق بجنون يطلب اللحاق بقناعٍ يشع منه نور يعرفه بقوة
أمسكت بيد صديقتها وشدتها عنوه : تعالي معي تعالي لنمارس الغرق هناك من جديد
وتبعته دون تردد وماريان لا تبدي اعتراضا وبل شيءٌ من الإشفاق فهذه الفتاة مجنونة ولا نقاش في ذلك
مضى الحفل ولورا تتبع قلبها المهرول وراء جون بينما تهرب بذاتها من شخصٍ مالم تعرفه بعد.
وقف مرسيل مرحبا بضيوفه فرحا بحضورهم متمنيا أن هذه الأمسية كانت رائعة كما أرادها لهم
ثم طلب من الجميع خلع الأقنعة لتتصافح الوجوه والنفوس معا دون حواجز
اقتربت ماريان تبارك له عيد ميلاده مجددا ثم نظرت لصديقيه مذهولة هما نفس الشخص نفس النظرات نفس الملامح لا فرق بينهما أبدا وكأن أحدهما انعكاسا لصورة الآخر
ضحك من نظراتها البلهاء : هذا صديقي الحبيب جــون سبستيان وهذا شقيقة التوأم مــارك سبستيان .
بقيت لورا تقف بعيدا تراقب باهتمام خشيت أن تقترب فترتطم بالنور والنار معا
جون هو مخلوقٌ من نور مخلوقٌ خرافي تربع في قلبها واجتاز حدوده ليسكن روحها وأنفاسها
أما مارك ذاك الذي يحاول جاهدا أن يجتاح قلبها يصهر أبوابه ويجوب كل زواياه ما الذي يريده
ترى هل أحبها مارك لتتنحى عن قلب جون
هذه فكرة مقيتة لا تحتمل فجون هو من تحب هو من تعشق جون أيها المخلوق من نور
أما الآخر فهو يورث قلبها هما وسقم كلما حاول الاقتراب منها.
هكذا عادت للسكن تحس بالارتياح كونها عرفت سر تقلب مشاعرها على أنها بدأت تعاني من فكرة أخرى .
جــون أي رجلٍ أنت ...أي قلب بين الضلوع تحمل... أي قدرة وجلد تملك لتضحي كثيرا دون مقابل ...؟؟؟!
أفاق من غيبوبة أفكاره على هذه الأسئلة التي شقت طريقها لجرحه سريعاً
نظر للوسين مبتسما : أتعلمين ...في صدري ما لا أفهمه شيءٌ ما أكد أجزم بوجوده لكنه يفضل الغياب قابعا في قلبي بصمت لا يتحرك إلا عندما أراها .
منذ أسابيع هذا الإحساس يدمي روحي بأسئلةٍ كثيرة ...ماذا لو كان مارك عاشقا لها
ضحكت بإفراط : إذن فلتعشقني أنا واترك تلك البلهاء لقلب أخيك ,صدقني قادرةٌ على إسعادك واجتثاثها من وكل أثر لها من قلبك .
تجاهل كلماتها واستمر غارقا في بحر أفكاره وأحزانه التي بدأت منذ زمنٍ طويل ...منذ أن أصيب مارك بتلك الرصاصة اللعينة التي مازالت قابعة في رأسه بسكون حيث تهدد حياته بالخطر الشديد من وقتٍ لآخر فحركتها تعني موته ولا مجال للنجاة أو حتى لإزالتها بعملية جراحية .
ترى هل قدر لقلبيهما أن يعشقان فتاةً واحده ...أي قدرٍ صعبٍ هذا ...؟؟؟