أنا رجل كـ همسات المسافر في الطرق الطويلة , رجل آت ٍ لـ يذهب , هو الذي أُشير إليه دائما ً بـ " الغريب " من الذين يُنصح عنهم ويُقال عنهم : لا تعشق الغرباء فـ انهم راحلون .
أحيانا ً اصبح قبيح جدا ً لـ الدرجة التي لا أطيق الإقتراب بها مني , وأحيانا كـ عيناك ِ,
ذاك سواد الذي يتأرجح بـ ضوء ربي .
تلك الطِفلة الكسولة ,
التي تُدلِلها أمها بـ حضنها
والمشط .
عيناك ِ حاتم وجحا ,
ويد العازف ,
ويدُ السارق .
عيناك ِ تلك التي
تُبسِمْ
وتُفرح
و تُغضب
وتؤِلم
و ياه !
و آه !
والله .
فاغمضيّها بـ رفق من أجل جفنيك ِ .
أنا رجل لا يحبك ِ كما يقولون ,
ولكن يقول : ليت الأيام تمضي وهي " تجيبك و تجيبك " .
رجل يشعر أنك بـ " حلقه "
وحين ينطق إسمك " يبلعه " .
رجل ينتظر من ينتظر سواه .
أنفاس تبحث عن " بحّه "
أصوات تبحث عن " لهجة "
تأتأة حروف تبحث عن من يرتبها
كتب تبحث عـن لـغة
مسرح يبحث عـن يــد تجيد رفع السِتار
مـُدن تبحث عـن وطـن
وطـن يبحث عن مـوطـِن ,
إنسان " مُهَرِّج " يضحكني
ويضحـكني
ويضحـكني
و يسخر منـي!
إنسان " مطلوب أمنيا ً " يخصب نووي بصمته .
إنسان " عبيـط " لـِ درجَة أنـه يمشي بـِ " الشقلوب "
و أحيانا ً " لا يعني شئ " .
رجل المرأة التي تأتي مرة واحدة فقط .
المرأة التي تجِدها بـ تنهدات الأمهات خلف صوت سير أقدامي قبيل الفجر ,
بـِ ألسنة الشيوخ والعجائز متى أسقيتهم شربّةَ ماء ,
التي تجِدها بـ نصِف إرتواءَكْ وقِطع الخبز والحلوى المُحببَةِ لك ,
بـ الأمكنة الدافئِة التي حولَكْ , بـ إبتسامة طِفل يقفزْ بـ حضنك ,
المرأة التي تُقاسمك حتى أخبار الجيران ,
وبـ مشيك على الأرصفة ,
وبـ يدكَ المُهملة ,
بـِ جلوسَكْ والمقعد فارغ أمامك ,
تجِدها بيد تمسح عرقكْ و تنفثُ لك عِطرك ,
بـ أوقاتك المبعثرة وبـِ الساعة التي بيدك ,
بـ إرتداء ملابسك الجديدة حين تراهن مرآتك أنها متناسقة ,
بـ ِملمس الحرير ودفء الصوف ,
بـِ شروق صباح الخير تستيقظ به أصوات العصافير ومساء غافِل عن
عدّ النجوم ويسكُن به مساء الخير ,
تجدها بـ ِيدْ خفيّة تقرب لك وسادَتكْ ,
وبـ ِعين " تغمِزْ " بـ ِتصبح على خير .