كل الأصوات تأتي من بعيد
كل المشاهد الصغيرة بيد طفلة , هناك تحيك المفاجآت ...
صوت السبت :
بكاءٌ خافت , لا ينتهي أبداً ..
صوت الأحد :
جرس الباب
جرس الهاتف
جرس المنبّه
لا أحد هناك
صوت الإثنين :
قبل أن تقول له أحبك
رفع صوته : أنا تعبت
قبل أن تندهش .. غادرها
صوت الثلاثاء :
كان الجميع يتسائلون
من أين يأتي الصوت ..!
صوت الأربعاء :
رأته في المنام أكثر من مرة
وكل مرة تستيقظ فيها تقوم بعد حبات الرمل العالقة بقدميها
" تعدها بصوتٍ غارق "
كل الأصوت القريبة
مجرد وهم .
(8)
حين تغضبين
تعلّقين حضوركِ على أطراف المدينة
تتركين للمارّة مهمّة تخمين متى جئتِ
ولا يعرفون !
(43)
تتوالد الأسئلة في الأفواه
وتتكاثر , وتنمو , وتكبر , وتتضخّم , وتبقى معلّقة هناك , على أسوار صمتك .
(20)
أبحث عن حضورك في إجابات الأسئلة ,
ولا تحضرين !
(0)
الحقيقة الماثلة أمامي بهيئةٍ تجبرني على قبولها , وتُمعن في التظاهر بالكمال ,
أقبلها كاملة وأعترف بحماقتي حين تجرأت وطلبت رقم هاتفها .
تلك الحقيقة شاركتني الوقت والمكان والهواء حتى قبلتها وسلّمت بها وأظهرت لها أنني مؤمن بها كتلميحٍ بأن تتركني لوحدي ...
عادت الحقيقة لتسألني :
لماذا نرتكب الحماقات ثم نكثر من الصمت ؟
لم أجبها , أو أظنني فعلت , أو ربّما أخبرتها بأن الندم هو ما يجعل الصمت أكثر حضوراً من أي شيء آخر !
لماذا أشعر بأنني أضيف حماقة جديدة بمحاولة الإجابة ؟
(1002)
هذه المرة سأرد , وهناك إحساسٌ نبت أسفل روحي بأن هذه الرسالة لا يمكن أن يرسلها إلا أنثى , و لا تشبه الرسائل السابقة التي كانت تأتي بأرقام مختلفة دون أن أفكر في الرد عليها , ولا أعلم هل هي لأشخاص مختلفين لهم ذات الروح وذات الأمنية والرغبة أم هي لشخصٍ واحد له أرواح مختلفة بأماني ورغبات متفرّقة , والتساؤل الأكبر : لماذا احتوت الرسالة على هذه الكلمات بالذات ؟ ورأسي يبحث عن إجابة أكبر بكثير ..
أظنني خذلت الجميع بالرد , فلا أنا ولا هاتفي ولا الهاتف المستقبل كنا نتوقع أن يكون الرد بهذه الحماقة ..
دائماً أحمّل هاتفي نتيجة أخطائي , وبهدوء أنسلُّ من الذاكرة .
( 1 )
الحقيقة الماثلة خلفي
تجبرني على الإلتفات
أكثر الطعنات تأتي من الخلف
وتستقر في عمق الروح حيث تتجذر هناك وتنبت
وفي الأيام القادمة تتشجّر الروح بالألم .
( 400 )
عيناكِ دلاءٌ
وانا نهرٌ مُتعَب
(2)
تلك العينين دلاءٌ
من جوفي تغرف
من حزني ترشف
من أعماقي تستخرج
أسراراً كانت تُتلى آياتٍ وتُرتّل ..!
( 9 )
في عينيكِ قهوة صبحي
في أحلامكِ أخفي قبحي
( 2000 )
عندما يصلني صوتكِ
أكون قد أصبحت غصناً
عصافيراً حَسِبتُ الكلام
وأطرافي أعشاش .. !!
( 2000 مرة أخرى )
عندما يصلكِ صوتي
أكون قد أصبحتُ ناياً
ولا راعٍ هناك
ولا حقول ..!!
( 71 )
عندما وصل صوتي إليها
أصبح كل شيء بين يديها لغةً ,
ليت أنها تقرأ ..
( ... )
عندما وصل صوتها إليّ
كانت يدايَ ترتعش
ليت أني لم أقرأ ..
...