أمـا قبـل ..!
الحرف ينطق الحق حتى لو أضطروا لبتره
هكذا عاهدته و سأبقى .!
...
العالم المتحضر يعي تماماً كيف يستخدم عقله لـِ البناء و الأصلاح
يعرف كيف يمارس الأنصاف بروح المسؤولية
فـِ مسؤولية كرامة الناس في وقتنا الحالي جداً منهكه
للأسف اليوم نعيش تحت غطاء الدعوة و يستخدمونه
كـِ دريعه لمهاجمة المجتمع من سب و شتائم لا محل لها من الأعراب
فـِ بالرغم من أنتشار العلم و الوعي بين المجتمعات
إلا أننا مازلنا نعاني من التشدد القاتل
الذي يؤثر في بناء الأصلاح و الهداية فينا كـِ مسلمين
المشكلة المحيرة في هذا الجانب و الذي أردتُ ان تشاركونني إياه
أن هؤلاء الدعاة هم من ينادون بأن الأسلام دين مسامحة و قبول الآخر
لكنهم ما يلبثوا ليتناسوا و تتشنج أفعالهم و أقوالهم دون المستوى
أعلم أبدو غريبة و لكن سأدرج لكم واقعة حدثت لي أنا
و ليتني لم أكن في ذلك الوقت هناك كي لا أحتقرني و هم أكثر ..!
..
يوم ممل كئيب لا جديد فيه سوى تلك الجدران و التي قد تلطخت بالغبار
و صدى صوت التكييف و قد دب فيني القلق
أقسى موجات الوحدة داهمتني
جائني بعدما قرأ بعيني الأكتئاب هامساً
أنفضي عنكِ هذا الحزن و دعينا نعانق السماء الرحبة
فـِ ليس هنالك أجمل من هدوئها و جمالها
جاوبته بدون تدبر بأنني أحتاج لأنفس عن أرقي هذا
فما عادت الديار تطاق .!
ذهبنا و تمتعنا بوقتنا و قبيل آذان المغرب
عزمنا على الذهاب لأحد الأسواق المحلية
و كما أسلفتُ كان الوقت يقترب لـِ الآذان
فكل من هنالك كان يهم للخروج من المركز
توقف هنالك أراقب عيون الناس و هي تغدو و تروح
و ما لفت انتباهي ضجيج صادر بين الزحام في الجهة المقابلة لي
و قد وصل الصراخ فيهم لـِ الشتائم
لم أكن أعلم من هم تلك المجموعة أستمعتُ دون عمد لما يدور بينهم
حالي كـِ حال الماريين
و هنا وقعت الفاجعة كان أحد الدعاة يحاول نصح رجل مصري للصلاة
و الرجل كان في حالة يرثى لها حاملاً طفلتيه و ينتظر زوجته
صدمني حديث الشيخ له بادئ الأمر
كان جداً هادئ و الرجل قابله بالدعاء له و طالبه بأعطائه وقتاً ريثما تأتي زوجته
ما لبثت إلا و شتائمه تنهال على ذلك الرجل
أستغربتُ لحديثه أن كان دينه يدعوه للنصيحة فلما يستخدم تلك الألفاظ
و بعد وقت لم يكتفي بالشتائم ذلك الشيخ
بدأت يديه تنهال بالضرب على الرجل و هو واقف دون حراك
و عيون الدهشة تلتهم وجهه كما ألتهمت عيون الشاهدين على ذلك الموقف المخزي
أقسم بأنني بكيت فقط لمشاهدت زوجتة تتوسل إليهم أن يتركونهم يمضون بسلام
و هو و الغضب قد سيطر على نفسه لم يرحم توسلاتها
و لم يكتفي بهذا التشهير و السب و الضرب
بل تمادى و أخذ بالعنف أوراقه الثبوتيه و بالحرف الواحد قال
( كون رجال و قابلني بالهيئة و اقامتك لو تموت ما تشوفها
إلا بعد ما أشوفك بالقسم و لكل حادث حديث )
..
عجب عجاب
كيف سمح لنفسه أن يصنع ما صنع بهم .!
نعم كلنا خطاؤون و المهم أن نتوب عن الغلط أو نصلحه نعدله
خاصة أن تجاوز الحدود الحمراء و لكننا قوم نشاهد الغلط و نؤثر الصمت و التكتم .!
أما بعد .!
لا تتهمونني بالمغالطه على تلك المجموعة التي و رب أحمد مازلت أكن كل الاحترام لهم
و لكن ما رأيتُ بأم عيني جعلني أصاب بالحيرة من أمرهم
حقاً لم يكن بالحسبان كل ما رأيت .!
لكم نقاء الصفحة و سعيدة بكل حرف سيرجمني برأيه هنا
أستغفر الله و أتوب إليه .!
...
محبتي تسبقها ورودي
هيـام