المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
زائر |
بيانات العضو |
العضوية: |
|
المواضيع: |
24 |
المشاركات: |
-24 |
المجموع: |
n/a |
بمعدل : |
0 يوميا |
آخر زيارة : |
01-01-70 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة
في المنتصف هناك حكايةٌ ما .
(1)
" تكون الأماكن أكثر دفئاً
, عندما تحتضن أول لقاء "
في نفس المكان الذي اعتدتُ إحراق معظم سجائري فيه , مرّ من الجانب طيفُ حسناء ذات فمٍ مدهش , نظرت إلى فمي في إنعكاس الصورة على الزجاج , كان التقييم المبدئي : هذا الفم غير لائق لإتمام صفقة الكلام بينه وبين أي فمٍ مُدهش , وعدتُ أحرقه بمزيداً من التبغ المشتعل .
(2)
" الإختيار الأصعب ,
معرفة ماذا تريد في
زحام الأشياء "
في الإسبوع المقبل , تجتمع الأفواه حولي وتصرخ , ومن بين الضجيج يخطفني صوتٌ خادر , لا أعلم مصدره , كانت الأفواه متشابهة , وكل ما أعرفه أنه فمٌ مُدهش , وهذا يكفي لإحتمال مزيداً من الصراخ .
(3)
" ما تُعطيه الحياة بصعوبة ..
تأخذه بسهولة "
لا شيء يجبرني على الخروج من أي حالة مفاجئة تجعلني منزوياً عن الآخرين إلا صديقي , يا أيّها الصديق الذي لا يعلم أني أكتب عنه الآن , كم مرّةً قلت لك أن الحب شيئاً يأتي بسهولة ويذهب بصعوبة , وكم مرّة قلت لك أنني أبقى حبيس نفسي حتى تأتي , وحبيسك حتى تأتي هي , وحبيسها حتى تعلن عظامي الإستسلام وتتكوّم في حِجري كجبلٍ من الرماد .
(4)
" كل ما نفشل في تحقيقه ,
يبقى مُلازماً لخطواتنا ..
وكأننا نُعيّر أنفسنا به "
في الإسبوع المقبل , ضربني معلّم مادة الإملاء بشدة وصرخ بي على نحوٍ أتاح لي الشعور بالخجل لأول مرة , لأني فشلت في أمرين , أحدهما كتابة الحروف بشكلٍ يشبهكِ تماماً .
(5)
" أحلامنا هي ما ننقشه في
طفولتنا على الجدار ..
ما لم يتحقق منها , أحلامٌ كاذبة "
وذلك الجدار يا صديقي , لم يعد يفهم ما نقول .. ونسي أمنياتنا الصغيرة التي كنا ندسّها في صدره أيام الصبا , لا أظن أنه ملّ الإحتفاظ بها عشرون عاماً !.. بل أظن أنه لم يعد مؤمناً بأفكارنا وأمنياتنا ؟ ذلك الظن المتعاظم في العُمر إثمٌ لا يصيبني اقترافه بالحزن .
(6)
" أحياناً نُحيل الوهم إلى حقيقة في أذهاننا ..
هل نستطيع تجسيده في واقعنا ؟ "
أتذكر يا صديقي عندما كنا نتعاطى الوهم بخفّةٍ أدهشت بقيّة الأصدقاء , حينها قال لنا أحدهم : تعاطيكم لهذا الوهم يربك طوابير الأحلام التي اصطفّت بالأمس أمام طموحنا , لم يكن يعلم بأن أقصى ما كنا نطمح إليه هو حصولنا أنا وأنت على حبيبة واحدة , لنقتسم الشعور بالعذاب فيما لو كانت قاسية , وبقية الأشياء لا تهم .
(7)
" الخطايا تسقط مع مرور الزمن ,
الأسوار وحدها تبقى صامدة "
في الإسبوع المقبل , إرتكبنا خطيئة مذهلة , من أخبر أمّي بها ؟ صوت الصفعة يزنّ في رأسي لعدة أيام .. ورغبةٌ في تكرار المشي على حافة السور , السور الذي يفصلنا عن حبيبتنا , لو انك لم تصرخ حينها , لما كان حلمنا خطيئة .
(8)
" الماضي ,
أشياء كثيرة متناثرة في الذاكرة ,
كتابتها شكلٌ من أشكال سقوطها "
في الإسبوع المقبل , سأكتب لك شيئاً , سأحدثك عن جدارنا وحبيبتنا والوهم الذي كنا نسرف في تعاطيه , عن فمي المحترق , والخِدر الذي أحاط بي وسط الضجيج , وعنك وعن أشياء لا نذكرها , عن أمي عندما تغضب , عن السور ونعلينا المفقودين , عن الفشل الذي يلاحقنا وعن وِحِدةٌ لم تكن ضرورية كنّا نمارسها لعدة أيام ثم نخرج للعالم وندّعي أنه قد تغيّر , عن بكاءك بصوتٍ مضحك , عن هذا النصّ , وعن تعليقٍ لم يكن عابراً أظهر عدم رضاه عن نصٍّ قديمٍ وبدائي , عن إمرأةٍ لا تنام وحدها , وعن أكبر مخاوفي , والحزن الشهي , والفرح البارد , وآهٍ سمعناها آتيه من خلفنا , عمّا سوف نقول عندما نُسأل عن سرّ وجودنا , وعن سبب اشتهاءاتنا . وعن القبح الذي يتوارى فينا .
(9)
" كتابة الألم ,
تعجيلٌ لوتيرة الموت المُحتّم "
في الإسبوع المقبل سأكتب لك مالم يُكتب , نبّه التاريخ أن يكون حاضراً , نبّه حبيبتنا أن تغيب , وأخبر العالم بأن يستعد .
نبّهني أن أحتضر .
|