[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;borderpx solid orange;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
" شمس ، إحنا إتصلنا بأخوكي و رفض يجي يستلمك "
قال الضابط هذه الجملة لشمس ، و مضى و تركها تتجرع آهات السنين في تلك الزنزانة الأشبه بالقبر ، تلك الذاكرة عادت بشمس لـ عشر سنين مضت حين توفى والداها و تركها هي
و شقيقها الأصغر " مصطفى " ، كانت شمس حينها لم تبلغ السابعة عشر من عمرها بعد
وكانت تشعر أنها أم لأخيها الذي لم يصغرها بأكثر من 4 سنوات.
بدأت الحيرى تسكن قلبها حين إنفض العزاء و رحل الأهل و الأصحاب عنهما ،
حينها لم تكن تملك شمس أكثر من خمسين جنيه هي كل ما خلّفه أبواها.
إنقطعت شمس عن الدراسة و بدأت بالعمل في البيوت من أجل أن توفر لقمة العيش لها
ولأخيها ، و رغم ما واجهته من صعوبات فإنها لم تستسلم من أجل هدف أسمى و من أجل ألا تقصر تجاه الأمانة التي بعنقها. على الجهة الأخرى، كان مصطفى يجتهد بكل قوته من أجل أن يلتحق بإحدى كليات القمة ليرفع العناء عن شمس.
مضت السنون بـهما بـ حلوها و مُرها حتى حصل مصطفى على الثانوية العامة
بمجموع يؤهله للإلتحاق بكلية الصيدلة التى كان يحلم بها ، و على قدر أمنية شمس أن يصبح مصطفى طبيب صيدلي بقدر ما كانت تخشى من التكاليف الباهظة للدراسة
حيث أن عائد العمل لا يكاد يكفيهما.
بدأت السبل تضيق بوجه شمس و بلحظة غير محمودة العواقب سلكت شمس طريق الرذيلة
من أجل جني المال الكافي لتعلم مصطفى ، و بدأ السقوط.
ذلك التغير الملحوظ في دخل شمس لم يُلفت إنتباه مصطفى لكنه كان كل حين و آخر يتساءل " شغلك كويس يا شمس " فتجيبه بأنها إنتقلت للعمل مع أحد الأثرياء و عائلته
ودخلها أصبح أضعاف دخلها من عملها القديم و لم يبال مصطفى كثيراً فالبنسبة إليه دراسته بالكلية كانت شغله الشاغل.
بلغ مصطفى عامه الدراسي الأخير، و أقسمت حينها شمس أنها ستتوب توبة نصوحة فالحلم الذي سلكت هذا الطريق من أجله أوشك أن يتحقق و بعد ذلك ما كان يهمها
و لو حتى " هتاكل تراب".
و في ليلة ما، قبضت الشرطة على شمس بأحد السيارات في موضع مُخل بصحبة أحد الرجال
و اقتادوها إلى قسم الشرطة و هناك وجدت ضابط إنسان إستمع لها . و صدق قصتها و أخبرها بأنه سيتعامل معها بشكل إنساني و سيطلق سراحها بضمان محل إقامتها. و إتصل الضابط بـ مصطفى ليبلغه برغبته بحضوره للقسم لإستلام شقيقته.
نشر أول حصريّ
بقعة " اللميـــاء" ضوء
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]