[مــنــــــآل]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

:

ومرت الشهور .. وتوالت الأيام
على كشف الخيانـة .. والحال يزداد سوء والفجوة تزداد إتساع بينها وبينه
و أصبحوا في حالة يرثى لهـا ..
لاكلام ولا أبتسام ولاجلوس ..
تلاشت مشاعر المودة بينهم وتلاشت الأيام الحلوة
إلا أن نوف تعشق طلال بجنون كلما تذكرت أن هناك فتاة تشاركها بـه ..
وبـحـجـم حبها له تغار عليه وبحجم غيرتها ترغب بالأنتقام من عدم تقديره لكل مشاعر حبها وغيرتها تجاهه

وفي يوم من أيام نوف وطلال ..
الساعة التاسعة مساءا
كانت نوف تجلس على أحد كراسي طاولة الأكل المربعة بالمطبخ
وبيدها فنجان قهوة وتتأمل حوض الأسماك الملونة الذي أمهامهـا ..
دخل عليها طلال مرتديا بنطال وقميص وعطره فواح منه
وهيئته تبين أنه مستعد للخروج .. وقف عند عتبت باب المطبخ وبدون أي مقدمات قال ( أنا خارج )
بصوت بالكاد أن يسمع قالت .. (بالسلامـة )
خرج وما أن سمعت صوت إغلاق الباب ..
وضعت فنجان قهوتها على الصحن بقوة غاضبـة ..وأنسكب شيء من القهوة على الصحن ..
رغم إعتيادهـا على روتين طلال .. إلا أنها شعرت بهذه اللحظة أن النزف بقلبها بدأ يتجدد



حالة من القهر عاشتها بليلتها
تحاول أن تسلي نفسها .. وتنسى ..
لكن لاجدوى فسرعان ماتجد نفسها غارقـة بمحيط تفكيرها به وبغيرتها الحارقـة

الساعة تشير إلى السادسـة صباحا ً
ونوف منطوية على نفسهـا بفراشها
تحاول النوم ولكن هيهات تغفي عين أنثى و هي تعلم أن الحبيب غارقا ً بأحضان إمرأة غيرها ..
أحست نوف بإختناق من فراشهـا .. وراحت تفتح نافذة الغرفة
وفتحتها وبدأت تجر شهيق عميق جدا .. لعل كمية هذا الهواء تقتل مابداخلها من ألم ..
تنفست هواء يومها الجديد .. وأثناء وقوفها رأت سيارة طلال تقف بمواقف السيارات المخصصة لسكان العمارة التي يسكنها الزوجين .
وما أن رأته نازلا ً من سيارته .. إلا ويعاودها الغضب وينهار الدمع من عيونها ..
لحظات ويفتح طلال الباب ويدخل ..
وجدها تبكي وتتألم بصمت ..
أنتابه بهذه اللحظة شيء من الشفقة عليها .. شعر أنه قاسيا وظالما لها
وتجدد بقلبه حبا لهــــا ..
تقدم إليها وأمسك بيدها يحاول أن يحسسها بأنه لازال باق على حبها



- لماذا لم تنامي إلى الآن ؟
- لم أستطع النوم ؟
-ولماذا..أتشعرين بالتعب ؟ ؟
-لماذا أشعر بالتعب .. هل هناك شيء بحياتي يجعلني أشعر بالتعب؟
بدأ يشعر بالخجل من نفسه وبالشفقة عليهـا ..
لحظات يسودها الصمت مابين شعور طلال تجاه زوجته وبين شعور نوف وغيرتها تجاه زوجهـا ..
بدأت نوف تطلق شرارات من الدموع المصحوبة بصوت البكاء
صوت البكاء كان ينطق بالعتب والحب الكبير وغيرة طاغية على قلبها وكل مافيها ..
صوت بكائها هز قلب طلال بقوة .. وبدأ يشعر بالألم من بكائها ..
ولكنه عاجزا عن الكلام و الأعتذار ..ثمة شيء بداخله يخبره أن خطأه بحقها أكبر من أي كلمة إعتذار وأسف ..
إلا أنه رغم عجزه كان جازما أن يتحدث معها وأن يشعرها بحبه لها
ولكن بعد ماذا ياطلال ..؟
(الجرح عميق والقلب في دمه غريق ..)


أخذت نوف قسط كافي من البكاء .. وبدأت تهدأ نوعا ما ..
مد يده ومسح دمعها من عيونها .. وسألهـا
مارأيك يانوف أن نأخذ لنا رحلـة سفر بعيدة عن عالمنا هذا وننسى الهم ولو لأيام ..؟
- لاتعليق من نوف
- نوف أنا أحبك وصدقيني ليس بقلبي بنت سواك أنتي
- أيضا ً لاتعليق من نوف ولكنها ترمقه بنظرات يقرأ فيها عدم الأقتناع من كلامه
- سأقوم الأسبوع هذا بتقديم طلب إجازة لنسافر معا ً
و لاتعليق من نوف ..
ولكن .. ( السكوت علامـة الرضـا )

/
\
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]