أدت جموع المصلين صلاة الميت بعد ظهر اليوم بالمسجد النبوي على الشيخ عبيدالله بن عطا الأفغاني، الذي توفي مساء أمس عن عمر يناهز 82 عاماً، قضى جل سنوات عمره في خدمة القرآن الكريم وتعليمه وتجويده والاعتناء به وبقُرّائه.
والشيخ عبيد الله بن عطا بن محمد، ينحدر من أصول أفغانية وحصل على الجنسية السعودية في عهد الملك خالد، وهو من مواليد سنة 1351هـ في "تكاب" بمنطقة كوهستان الواقعة شمال العاصمة كابل، واستقر بمكة المكرمة وتعلم على يديه القرآن وعلومه المئات من أبناء المنطقة.
وفي الثمانينيات الهجرية كلف بالانتقال إلى أبها لتدريس القرآن الكريم في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمسجد برزان, وقبله على مضض لعدم رغبته في الخروج من مكة المكرمة، إلا أنه استقر في أبها لأكثر من ربع قرن، زوّج خلالها اثنتين من بناته باثنين من شباب المنطقة، وقام بتدريس الأجيال القرآن الكريم وعلومه في عدد من المحافظات والقرى بالمنطقة.
وفي عام 1396هـ عمل الشيخ الأفغاني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، معلماً للقرآن الكريم في المعهد العلمي بأبها، بطلب من مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في ذلك الوقت الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، وأمضى في المعهد العلمي 12 سنة، ثم عمل مدرساً للقرآن الكريم بكلية الشريعة عام 1408هـ، وانتقل إلى المدينة المنورة لتدريس القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية بالمسجد النبوي، من الصباح حتى المساء دون كلل أو ملل، حتى وافته المنية، رحمه الله تعالى.
وفي عام 1431هـ، كُرم الشيخ الأفغاني بجائزة "الوفاء" في فرع "وفاء العلم" من إمارة منطقة عسير، نظير ما قدمه إبان فترة تدريسه في المنطقة.
أحمد الله وأشكره أني كنت من تلميذه وقد قرأت عليه بقراءة حفص وشعبه وقد شرفني الله بملازمته لسنوات غفر الله له ورحمه رحمة واسعة
لقد كان أية من آيات الله في علمة وتقواه وورعه وأشهد الله على ذلك
لقد حضرت معه بالمسجد بعد صلاة الفجر وبعد العشاء شرح بعض الكتب
فتح الباري وكتاب زاد المعاد
وأنتقل الى المدينة المنورة بعدها وهناك لقي ربه مؤمنا مصدقا محتسبا أجر تعليمه للقرآن الكريم