المنال
إن كان الماضي والحاضر عالمين مختلفين ولكل واحد منهما منطقه الخاص ومساره الذي يختلف عن الآخر، فإنهما مترابطان، تحكمهما علاقة جدلية، بدونها يفقد كل واحد منهما معناه، مثل العلاقة التي تربط بين الحر والبرد والموت والحياة، وكما يستدل الحر بالبرد والبرد بالحر وكذلك الموت بالحياة ولا يمكن أن يكتمل معنى أي واحد منهما بدون الآخر؛ كذلك الأمر بالنسبة للماضي والحاضر، فهما متناقضان ولكن مع ذلك مترابطان ببعض بشكل عضوي، يأخذ كل منهما معناه من الآخر.. ومهما حاول الإنسان أن يتجرد من أحدهما على حساب الآخر، فلن تستقيم له الحياة، فالحاضر هو مشروع دائم للماضي، والماضي امتداد للحاضر،
فالماضي يمثل الحلم والكمال في أبهى صوره، ويسعى الكثير من الناس للوصول إليه والابتعاد عن الحاضر المليء بالمشاكل والصراعات الفكرية والتحديات ,
فالارتماء في الماضي والتحليق في عالمه "الجميل" الذي يتمنى كل فرد منا أن يعيشه ويغوص فيه؛ لن ينجم عنه غير الجمود والتخلف وعدم مواكبة تطور الحياة المعاصرة، وكذلك فإن التشبث بالحاضر على حساب الماضي لا ينجم عنه غير الابتعاد عن عالم البساطة والروحانيات الجميلة، والخيال المجنح إلى عالم التعقيد والمسؤولية، والصراعات ,.
وفي الماضي يتم الرد على الطرح من اول مرة لدخوله اما في الحاضر
يقراء المضمون ويغلق الموضوع ..
دام قلمك استاذتي نبراساً وهاجا .