((بداخلي يقين يلازمني ولاأعتراض على حكم الله
بأنك ستعود وسيعود الوجود معك))
كان لدي يقين ساعتها على الرغم من مرارة الوجع
بأنه سيعود مرة أخرى
بقيت بهذا اليقين وبهذا الوجود حتى يوم الجمعة الساعة العاشرة والنصف
الوقت الذي أعتدت أن أبقى بجواره
خرجت كي أراه وكلي فرح ويقين بأني سأجده حي وأنه سيعود معي للبيت
وسأبقى بقربه وسيستمر مشواري وصباحاتي ومساءاتي بمثل ماكانت
لكني صدمت حينما رأيت الكفن لباساً له ورائحة المسك تفوح منه
وصوت البكاء وصرخات النحيب من أخوتي..
نظرت إلى وجهه نظرة أخيرة..وأقتربت منه كي أطبع على جبينه آخر قبلة
كانت آخر رؤياي له..
ودعته وودعت النفس مني..
اليوم ياوجعي
ترميني الحاجة على عتبات فقدك
تفكير..تشرد..ظنون..وألف إحساس وإحساس يتهالك بداخلي
كنت الأجمل
كنت الأبهى
كنت الأقوى بوجودك
والآن لا أرى سوى الذبول وهذا الشحوب الذي يعتريني
وكلما وقفت أمام المِرآة لا أرى سوى إنكسارات النفس مني
ليتك كنت تعلم بأن الرحيل منك
ألقاني بفم الوحدة
وتركني على قارعة طريق تهوي بي بين الحينِ والآخر
كيف أدفن الحاجة مني لوجودك
وأنا أصرخ بمرارة الوجع أحتاجك
صوت الأنفاس الآخيرة منك مازالت عالقة بمسمعي
والمشهد يتكرر بين الحينِ والآخر أمام عيني
كلما صرخت بقولي((يارب ساعدهُ)) ألقى بالنظر لي
وكلما تعالت الصرخاتُ مني وأنا أرجوه ((أبقى عشاني))
إبتسم بألم والدمعة تسيل من عينه اليسرى
كنُتَ الرؤية لي بعد الله بكل شيء
والآن لا أرى سوى أبوابا تُقفَل بوجهي كل صباح..
أحتاج إليك وأفتقدك