الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) وبعد: في مطلع هذه المسألة نذكِّر بجملة أمور:
أ- تعريف العيد وضابطه:
العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورا ًمنها: يوم عائد، ومنها الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: أعمال تقام في ذلك اليوم من عبادات وعادات(1).
ب- (أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً" (المائدة: من الآية48). كالقبلة والصلاة والصيام)(2) فالعيد أحد أفراد النسك (العبادة) المذكور في قولة تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً" (الحج: من الآية34)، وقوله سبحانه: "لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ" (الحج: من الآية67).(3)
جـ- أن الأعياد الممنوعة والمنهي عنها لسببين:
1- أن فيها مشابهه للكفار، وقد حرّم الإسلام التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم.
2- أن في هذه الأعياد ابتداعاً وإحداثاً في دين الله تعالى(4).
جاء في فتوى اللجنة الدائمة ما يلي:
(ما كان من ذلك(5) مقصوداً به التنسك والتقرب أو التعظيم كسباً للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثه ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله،وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة،ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار)(6).