يحكى عن الشعبي أن رجلاً دخل عليه في مجلس القضاء ومعه امرأته
وهي من أجمل النساء، فاختصما إليه، فأدلت المرأة بحجتها، وقربت بينتها.
فقال الشعبي للزوج: (هل عندك من دفاع؟)
فقال: (لا)، فحكم الشعبي لصالح المرأة، فأنشأ الرجل بعد ذلك شعراً يقول فيه:
فتن الشعبي لما ...رفع الطرف إليها
فتنته بدلال ... وبخطي حاجبيها
قال للجلواز قربها ... وأحضر شاهديها
فقضى جوراً على الخصم ...ولم يقض عليها
الجلواز كلمة فارسية تعنى الحاجب
واشتهرت هذه الأبيات بين الناس حتى أن الشعبي:
دخل بعد ذلك على عبد الملك بن مروان، فلما نظر إليه تبسم، وقال:
فتن الشعبي لما
رفع الطرف إليها
ثم قال: ما فعلت بقائل هذه الأبيات
فقال الشعبي: (أوجعته ضرباً يا أمير المؤمنين بما انتهك من
حرمتي في مجلس القضاء، وبما افترى به علي).
فقال عبد الملك: أحسنت