القصة الرابعة
قال البحتري: دار حديث في مجلس المتوكل يوماً عن السيف. فقال أحد الحاضرين: سمعت أن لشخص سيفاً هندياً في البصرة يقلّ مثيله.
فأرسل المتوكل إلى عامله في البصرة: بأن يشتري له السيف المذكور مهما كانت قيمته ومهما كلفه الأمر.
فكتب له عامله: بأن السيف المذكور قد ابتيع لرجل ذهب به إلى اليمن، فأرسل المتوكل بطلبه رسولاً إلى اليمن فاشتراه له بعشرة آلاف درهم وأتى به إلى المتوكل فلما رآه المتوكل فرح به فرحاً شديداً.
وفي اليوم الثاني من وصول السيف قال المتوكل للفتح بن خاقان: ابحث لنا عن غلام شجاع ذي نجدة حتى أعطيه هذا السيف فيقف على رأسي ويحميني.
فقال له الفتح: لقد اتصف (باغر) بهذه الصفات التي أردتها.
فقال المتوكل: علي بإحضاره فحضر. وأعطاه الأمر، وسلّمه السيف، وأمر برفع رتبته وزيادة حقوقه.
قال البحتري: أن السيف المذكور والذي لم يخرج من غمده لدفع أعداء المتوكل سلّه (باغر) على المتوكل وقطعه به إرباً إرباً.