هذه مكارم ُقريش التي كانت في الجاهليَّة
وهي السِّقاية والعِمارة والعُقاب والرِّفادة والسِّدانة والحِجابة
والنَّدوة واللِّواء واَلمشُورة والأشناق والقُبَّة والأعِنَة والسِّفارة والأيسار
والحكومة والأموال المحجَّرة
إلى هؤلاء العَشَرة من هذه البُطون العَشرة على حال ما كانت في أولِيتهم
يتوارثِون ذلك كابرًا عن كابر، وجاء
الإسلامُ فوَصَل ذلك لهم، وكذلك كلُّ شرف من شرف الجاهليَّة أدْرَكه
الإسلام وَصله
فكانت سِقاية الحاجّ وعِمارة المَسْجِد اَلحرَام وحْلوان النَّفْر في بَني هاشم. فأما
السِّقاية فمَعْروفة، وأما العِمارة فهو أن لا يتكلم أحد في المَسْجد اَلحرَام بهُجرْ
ولا رَفَث ولا يرفٍع فيه صوتَه، كان العبَّاس ينْهاهم عن ذلك.
وأما حُْلوان النَّْفر، فإن العَرب لم تَكُن تملك عليها في الجاهليَّة أحدًا، فإن كان
حَرب َأْقرعوا بين أهل الرِّياسة،
فمَنْ خَرَجت عليه القُرْعة َأحْضروه صَغيرًا كان أو كبيرًا، فلما كان يوم الفِجار
أقرَعوا بين بني هاشم فخَرَج
سَهْم العبّاس وهو صَغير فأجلسوه على المِجَن.