لو أنّنا ننعتق فقط، لو أنّنا ننعتق من كلّ الإضافات غير اللازمة إنّما الملتصقة بنا، لو أنّنا نتجرّد من أسمائنا وأجسادنا ووظائفنا ومراكزنا الاجتماعية وعائلاتنا وكلّ من يعرفنا، من قيودٍ ولدنا بها ولم نخترها، وأخرى فُرضت علينا دون أن نُسأل عن رأينا بها، لو أنّنا نكون في معزل عن كلّ العيون التي ما انفكّت تراقبنا، لو أنّ روحي تجلس إلى روحك، في كونٍ محايد، في بُعدٍ جديد، نتّخذ كينونةً اخترناها، ربّما كنّا أقحوانتين متعانقتين، أو ربّما فقط سحابة كبيرة ممتلئة بالدّموع، ربّما كنّا نجمتين متجاورتين، ربّما كنّا صدرين ينبض لهما قلبٌ واحد. ربّما استطعنا التجلّي في كلّ الصّور التّي تمثّلنا. ولربّما على الأغلب، بكينا ملئ عينينا في عناق أرواحنا.
ربّما جلسنا صامتين إنّما في عيوننا كلّ الحكايا. ربّما خبّأت يدي في يدك، وركضنا نعبر المسافات التّي تحدّتنا على الدّوام في كونٍ كئيبٍ سابق.
وربّما فقط احتضنتك ونمت.
ربّما، يوما ما، لن تكون هذه مجرّد أمانٍ يائسة، ربّما ستتحقّق النبوءة فيها، ونبتعد معاً إلى نعيمنا الخالص المُشتهى، أحبّ أن أفكّر بهذه الرّبما تحديدا.