أرأيت وأنت تدور في شوارع حيّنا، امرأة ترتدي تنوّرة بلون مدينتها؟
لا أعلم لم تلاحِقُ أعيُن المارّة تلك المرأة كلّما خطّت بأرجلها أخاديد غائرة في أرْصِفة المدينة. هل يحملقون في عينيها؟ حزنهما أم الكحل الأسود فيهما ما يجذب؟ هل يتسائلون عن انحناء ظهرها؟ تشوّه فيهِ أم همومٌ نزلت بكاهلها فأثقلته؟ وهل يبحثون في صوتها عن بقايا ضحكاتٍ ميّتة؟ أم يطمحون في أن تتقوّس شفاهها المكتنزة إلى أعلى ولو خطأً؟
أنا أراها كلّ يوم، في مرآتي الطّويلة القلّابة، ولا تمنحني تلك التّعسة أيّة إجابات مهما حملقت بها!.