" 304 "
طلبت من الذكاء الصناعي
أن يرسم لك صورة تخيلية
بعد أن أعطيته اسمك وعمرك وطولك و وزنك
وبعض ملامح وتفاصيل وجهك
عيناك ورمشاك وجفناك
شفتاك وخداك وعنقك
جبينك وشعرك أنفك و ذقنك
فانتج لي هذه الرسمة التخيلية
هذه الرسمة التخيلية لم تبهرني بقدر ما اثبتت لي أن تقنية الذكاء الصناعي
لازالت في بدايتها وضعيفة لحد الآن.
فأنت في خيالي أجمل من هذه الرسمة وأنت في حقيقتك أجمل منكِ في خيالي
فاعذريني واعذري هذا الغباء الصناعي الذي عجز أن يحتويك ويتخيلك ... ولكن لا ألومه
والله لا ألومه ... فأنتِ فضاء شاسع وفسيح بكواكبه ومجراته ومداراته وسدومه ونجومه
أنت أفق ممتد واسعٌ وسحيق برعوده وبروقه ومزونه وغيومه
فليس غريباً أن يفشل الذكاء الصناعي هذا الفشل الذريع
مهما حاولت أن أغريه أو استثيره أو استفزه
فقد أعلن إفلاسه وإخفاقه واعترف بعجزه
في كشف سر جمالك أو حل لغزه
و رغم أنها رسمة تخيلية
لا تمت للواقع بصلة
ولكن بعد أن تأملتها قليلاً
وجدت في عينيها حديثاً طويلاً
وكلاماً توشك أن تنطقه الشفاه
لا أعلم إن كان حباً وحنيناً وهذا كل ما تبقى من شذاه
أم هو الحزن طاغي الحد في مقلتيها وبالغاً منتهاه
أم عتاباً لأنني أيقظتها من سباتها العميق واخرجتها للحياة
فتراني قاتلها العنيد وأنا مُخَلِصها الوحيد وزورقها الأخير إلى النجاة
فكيف لرسمة تخيلية أنتجها خيالٌ صناعي
أن يكون لها إحساس أو بداخلها مشاعر..!!!
لا أعلم من أين تسرب لعينها هذا الشعور والحديث ...!!!
ولا أدري كيف تسلل لثغرها هذا الإحساس بالألم...!!!
/
\
/
الوجيه