مررت بأيام أصفها "بالعسيرة"
حينما خذلتني الدنيــا بغتــة ..
بعد أن أمنت مكرها ,, فصفعتني على حين غفلة
وتركتني وحيدة أتقلب في صنوف الخوف
بعدمــا جرّعتني أصنــاف الألم ..
كنت -أنتِ- أول من ركضت إليه..
ودسست وجهي في أحضانــه ..
حينما تكالبت علي الأوجاع .. وأخذت تنهش فيّ من كل جانب
أن احميني من غدر الدنيــا ..
فذلك الجسد صيّرته الأيـــام هشـاً
لا يستطيع الوقوف من تلقاء نفسه ..
فما كان منك إلا أن أهديتني نفسك ..
وداويتني راحة من جسدك .. بعد أن حرمتِها نفســك
ولم يهـــدأ لكِ بــال ..
حتى استكانت نفسي ..
يا مــن ملكت روحي ..
ويامن أحببتها حبــاً لا يعــدله حب أي بشر ..
لو أسهبت في ذكر محاسنــك أيــاماً لن يملّــوا .. لأنـكِ خلقتِ أنثــى مختلفــة ..
يــــا أطهر نفْس في الوجود ..
أتعلميــــن أن أرضاً تطأها قدميك تكتسي طهراً ونقـــاء ..
ليس فقط لأنك أنتِ .. فكل من لاقــى روحكِ .. شهد أن ما عرف مثلها قط ..
كم أنا محظوظة بك .. لأن نوادر الدنيــا كانت من نصيبي ..
وكــم أفخر بك كلمــا نظرت إليــك ..
أنتِ سبب نجاحي بعد الله .. وأنتِ سبب وصولي إلى ما أنا فيه ..
كلي يقينــاً أني لولاك يا طاهرة لما ذقت للنجاح طعــما ..
أنتِ من رفعني عن الدنايــا ..
وأمسك بيــدي من أول الطريق حتى الآن ..
وكلي يقينــاً أنكِ لن تتركيني في هذا وحدي ..
قوتي أستقيها يا روحي من النظر إلى وجهك كل صبــاح قبل أن ابــدأ يومي ..
وسعادتي لا تتحقق إلا بوجودك معــي ..
فسامحيني لأني لا أتمالك نفسي عند النظر إلى وجهك الطاهر وأوقظك كل صباح لأطلب منك الدعــاء لي .. ثم أمضي بدعــائكِ مستبشره..
أتعـــلمين أني أفرطت في حبك .. حتى أصبحت أخشى فقـــدك ..
حتى تمكــن مني خوفي عليك في جميــع اللحظات ..
حتى أصبحت أُدير ظهري عن الدنيـا وعنكِ إذا ما أصابك شيء يسير..
عــذراً حبيبتي ..
لا تظنين أن تلك قســوة مني .. لا والله هي قمـــة الضعـف ..
فأنــا لا أقــوى على رؤيتك على غير ما اعتدت ..
والمصيبة شعوري أني في حقك قد قصــرت ..
حينما كنتِ في حاجة إلي .. عنــدها تتحول حياتي إلى حجيـــم ..
حتى تشفَي ..
حبيبتي ..
اعذري حماقتي وجهــلي ..
فلا تعلمين كم تقتلني تلك اللحظات حينمــا تغضبيـــن منّـــي ..
ولا تعلمين أن نــاراً تحرق جوفــي ..
حتى ترضَــــي ..
لطالمــا كررت اعتذاراتي على مسمعك ..
وأعدك .. سافعل المستحيل من أجلك ..
حتى وإن كلفني ذلك نفسي ..
فنفســــي فــــداكِ أمّــي..