اليوم الثالث من أيام الرحمة والغفران والعتق خير الجزاء...
لطالما كان الصبر ديدننا على أن البعض يفقده حين ....
قدر الله لها أن تكون بالقرب حين هرع الجيران على صوت الصراخ والنحيب
ركضت للمنزل المجاور لتجدها تلطم الوجه تمزق الثوب وتنثر شعرها صارخة بجزع
اقتربت تمسك بيديها: يا أماه ألست مؤمنة بالقضاء والقدر ..؟!
بكت : بلا ورب العزة
ألست صائمة لنهارك قائمة لليلك ...؟!
أجهشت : بلا ورب العزة
ألست ممن يحمدون في السراء ويصبرون في الضراء فيتغمدهم الله برحمته وغفرانه .
أجابت بقهر :لكنه ولدي الوحيد
تداركت : يا أماه إنما هو أمانة استأمنك عليها رب الناس وقد حفظت الأمانة وصنتها ...وأراد الله أن يسترد أمانته فيمتحن صبرك ويجزيك عليه خيرا بالدنيا والآخرة معا ...فلم الجزع إذن وقد أعد الله لك ولولدك دار الخلد لتلقيا هناك حيث لا موت ولا فزع بل في غرفات آمنين .
كفكفت دمعها :اللهم اغفر لي زلتي واجمعني بولدي في جنان رحمتك.