كم هو قبيح ذلك الإنسان الذي يكذب على النّاس ويتحرّى الكذب حتى يصلَ لدرجة أن يصدّقَ هو الآخر أكاذيبه ، ولسوء طويّته دائمًا يسيءُ الظنّ بكل من لقيه ويتوجّسُ منه خيفة .. وهو دائما يترقبُ الشّر في كل أفعال الآدميين ، ولله درّ المتنبي حين قال في أمثال هذا الضّرب من المخلوقات :
إذا ساء فعلُ المرء ساءَت ظنونُه ... وصدّقَ ما يعتادُه من توهم