[ايوب صابر]

نموذج من سيرة أحد الأيتام من بين قائمة "الخالدون المائة"، والذي ينتمي إلى الفئة العمرية الثانية عشرة وهي اليتم خلال السنة الحادية عشرة:

ستالين

اسمه: جوزيف فيساريونوفيتش ستالين.

مولده ووفاته: ولد في 18 ديسمبر1878م – وتوفي في 5 مارس1953م.

مكان الولادة: جورجيا- الاتحاد السوفيتي سابقًا.

يتمه: توفي والده في سن الحادية عشرة.

مجاله: قائد عظيم - وهو القائد الثاني للاتحاد السوفييتي بعد لينين، ويعتبر المؤسس الحقيقي للاتحاد السوفيتي.

وُلد ستالين في مدينة غوري – جورجيا، في الإمبراطورية الروسية، لإسكافي يدعى "بيسو"، وأم فلاحة تدعى "إيكاترينا". ترك "بيسو" عائلته ورحل، وأصبحت أم ستالين بلا معيل. وعندما بلغ ستالين الـحادية عشرة من عمره، أرسلته أمه إلى المدرسة الروسية للمسيحية الأرثوذكسية ودرس فيها. وتعود بداية مشاركة ستالين مع الحركة الاشتراكية إلى فترة المدرسة الأرثوذكسية، والتي قامت بطرده من على مقاعد الدراسة في العام 1899م، لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الاختبارات. وبذلك خاب ظن أمه به التي كانت تتمنى دائمًا أن يكون كاهنًا حتى بعد أن أصبح رئيسًا. وبعد تركه للمدرسة الأرثوذكسية انتظم ستالين ولفترة عشر سنوات في العمل السياسي الخفي وتعرض للاعتقال، بل والإبعاد إلى مدينة سيبيريا بين الأعوام 1902 إلى 1917. وقد اعتنق ستالين المذهب الفكري لفلاديمير لينين، وتأهّل لشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب البلشفي في عام 1912. وفي عام 1913، تسمّى بالاسم "ستالين" وتعني "الرجل الفولاذي".

وتقول إحدى الحكايات إن فلاديمير لينين أطلق هذا اللقب على جوزيف لأنه قام بإلقاء قنبلة يدوية على القيصر في أثناء عمل ستالين في القصر مع مجموعة من العمال الذين كانوا يقومون بعملية طلاء للقصر، حيث قام ستالين بإلقاء القنبلة بين قدمي القيصر، وتابع عمله كأن شيئا لم يكن.وتقلّد ستالين منصب المفوّض السياسي للجيش الروسي في فترة الحرب الأهلية الروسية، وفي فترة الحرب الروسية البولندية، وتقلّد أرفع المناصب في الحزب الشيوعي الحاكم والدوائر المتعددة التابعة للحزب. وفي العام 1922، تقلّد ستالين منصب الأمين العام للحزب الشيوعي، وحرص ستالين على أن يتمتع منصب الأمين العام بأوسع أشكال النفوذ والسيطرة. وبعد ممات فلاديمير لينين في يناير 1924، تألّفت الحكومة من الثلاثي: ستالين، وكامينيف، وزينوفيف. وفي فترة الحكومة الثلاثية، نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الاشتراكية المحلية، مما ناقض بفعلته مبادئ "تروتسكي" المنادية بالشيوعية العالمية. وتغلب ستالين على الثنائي كامينيف وزينوفيف بمساعدة التيار الأيمن للحزب المتجسد في بوخارن وريكوف حيث نجحوا في طرد تروتسكي، زينوفيف وكامينيف من اللجنة المركزية في عام 1927 ثم من الحزب الشيوعي. وبعدها بشهور سعى ستالين إلى إضعاف نفوذ بوخارن واستطاع إزاحته من القيادة حتى أصبح هو القائد الأوحد. وتم ذلك بين عام 1928-1929م. إلا أن ستالين لم يبلغ السلطة المطلقة إلا بعد التصفيات الجسدية التي نفذها في الثلاثينات.

وقد عرف ستالين بقسوته وقوته، وأنه قام بنقل الاتحاد السوفييتي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي، مما مكن الاتحاد السوفييتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية، والصعود إلى مرتبة القوى العظمى.

تزوج ستالين مرتين، الأولى ماتت بالسل عام 1907م أي قبل قيام الثورة بعشر سنوات، ويقال إنه لم يكن لديه المال الكافي لعلاجها بعد أن أنفق كل ما لديه على الحزب، وكان قد أنجب منها ياكوف الابن الأكبر الذي حاول الانتحار مرة ونجا، ثم التحق بالجيش، وتم أسره على يد القوات الألمانية في أثناء الحرب العالمية الثانية، ورفض ستالين أن يميزه في تبادل الأسرى، وقتل في أثناء محاولته للهرب. أما زوجته الثانية (ناديا) فقد تزوجها وهي ابنة السابعة عشرة عام1917، وهي شيوعية متحمسة، وابنة أحد أصدقائه المقربين، وكانت تدرس الهندسة، وقد أنجبت له طفلين. وقد توفيت بسبب التهاب الصفاق، لكن يعتقد أنها قتلت نفسها برصاصة في القلب بسبب خلاف مع ستالين.

استبدل ستالين الانتماء الديني للشعب الروسي بالانتماء الشيوعي، ورغم كونه درس بمدرسة أرثوذكسية إلا أنه أمر بحرق الإيقونات المسيحية في البيوت، وهدم الكنائس ودور العبادة. وبالرغم من المصاعب التي واجهها ستالين في تطبيق الخطة ألخمسيه للنهوض بالاتحاد السوفييتي، إلا أن الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو بالرغم من قلة البنية التحتية الصناعية، وتمكّن ستالين من توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعه الطموحة عن طريق التضييق على المواطن السوفييتي في المواد الغذائية.

وقد فرض ستالين على الاتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية، وتقوم النظرية على استبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعتهاالأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة كالجرّارات الميكانيكية وخلافه.

وكان هم حكومة ستالين التركيز على الجانب التغييري لمجتمع ملئ بالخرافات الدينية لمختلف الطوائف والقوميات، فكان من الضروري تحويل المجتمع من زراعي إلى صناعي خدمة للنظرية الشيوعية .

توفي ستالين في الأول من مارس 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي لافرينتي بيريا و"خوروشوف" وآخرين، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام. تجدر الإشارة إلى أن المذكرات السياسية لـ "مولوتوف" والتي نُشرت في عام 1993 تقول إن الوزير "بيريا" تفاخر لـ "مولوتوف" بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله. وقد ذكرت المصادر الرسمية أن وفاته كانت نتيجة جلطة دماغية.