[ايوب صابر]

من سيرة أحد الأيتام المشهورين والذي ينتمي إلى الفئة العمرية الثانية عشرة وهي اليتم خلال السنة الحادية عشرة من العمر من خارج قائمة الخالدون المائة:

هو شي منه

اسمه الأصلي: نفوين أي كوك وعرف فيما بعد باسم هو شي منه.

مولده ووفاته: ولد في عام 1890م – وتوفي عام 1969م.

مكان الولادة: فيتنام.

يتمه: خلال العام الحادي عشر من عمره.

مجاله: قائد عظيم- وهومؤسس الدولة الفيتنامية الشمالية، ورائد النهضة القومية في الهند الصينية.

ولد هو شي منه عام 1890م، وهو ينتمي إلى أسرة فقيرة معدمة، رفاقه كانوا يدعونه "العم هو اللطيف"هاجر إلى بريطانيا للعمل هناك عام 1914م. التحق بالحزب الشيوعي الفيتنامي عام 1917م وأسس جريدة البرياء وأصبح عضوًا فاعلاً في الحزب. وفي عام 1924م قام بزيارة روسيا، وفي عام 1930م أسس النواة الأولى للحزب الشيوعي الفيتنامي الذي أضحى الحزب الأساسي ضمن الحركة الوطنية الفيتنامية، وفي عام 1940م دخلت اليابان الحرب ضد فرنسا، فاحتلت فيتنام، وبسطت نفوذها مكان الفرنسيين، وواصل هو شى منه نضاله السياسي والعسكري ضد اليابانيين الذين خسروا الحرب العالمية الثانية في الرابع عشر من آب1945م، وأعلن في الثاني من ايلول يوم توقيع اليابان على اتفاقية الاستسلام، استقلال فيتنام. وفي وقت لاحق خاض هو شى منه معارك عنيفة لإجبار الفرنسيين على الانسحاب، وكانت هذه المعارك التي امتازت بحرب العصابات بقيادة القائد العسكري جياب مرهقة ومكلفة للقوات الفرنسية المستعمرة في عام 1949، حيث أقيمت جبهة معادية للاستعمار الفرنسي في فيتنام قوامها هو شى منه، وماو تسي تونغ، والباتيت لا، الذي كان يقود النضال العسكري ضد فرنسا في لاووس. وإزاء هذا الحلف الثلاثي أقرت فرنسا بهزيمتها العسكرية في فيتنام، وأعلنت استقلال فيتنامولاووسوكمبوديا، وعينت باوداى إمبراطور الأنام رئيسًا لفيتنام من أجل مواجهة الفيتناميين بعضهم بعضًا، حيث أصبح هناك قوات وحكومة فيتنامية عميلة للفرنسيين في الجنوب، وقوات وحكومة فيتنامية مستقلة مدعومة من الصين في الشمال بقيادة هو شى منه، وقد استطاعت فرنسا أن تصور أن الحرب في فيتنام هي حرب داخلية أهلية ذات طابع دولي لتطلب من الولايات المتحدة المساعدة العسكرية، وبخاصة أن الأميركيين كانوا ينظرون بقلق إلى نمو المد الشيوعي في الهند الصينية، وقد ترافق هذا النمو مع إعلان الحرب الكورية (1950-1953م)، ودخلت الولايات المتحدة المستنقع الفيتنامي بدلاً من الفرنسيين.

لاحقًا دعيت الأطراف المتحاربة والصين لعقد مؤتمر بجنيف لتسوية المشكلة الفيتنامية، وأراد الفيتكونج قبل بداية المفاوضات تحقيق نصر ساحق على الفرنسيين في آخر معقل لهم في (ديان بيان فوليكون) ليكون موقعهم قويًّا خلال المفاوضات، واستطاعت قوات الجنرال جياب من تدمير آخر المعاقل الرئيسة للفرنسيين بعد حصار استمر ستين يومًا. هذا وقد أقرت اتفاقية جنيف في الحادي والعشرين تموز1954م على تقسيم فيتنام إلى جمهورية فيتنام الديمقراطية بقيادة هو شى منه شمالخط عرض 17 درجة، وجمهورية فيتنام الجنوبية وحكومتها في سايجونجنوب هذا الخط. وبعد عامين من عقد اتفاقية جنيف اندلعت الحرب مجددًا لتمتد إلى كامل شبة جزيرة الهند الصينية وذلك بسبب تنامي الوعي السياسي في فيتنام الجنوبية وازدياد النقمة على نظام الرئيس الفيتنامي الجنوبي (نغودين ديام) الذي فرضته الولايات المتحدة كرئيس للوزراء على إمبراطور باوداى، وأخذت الحرب تنتقل إلى جنوب فيتنام بشكل حرب عصابات على أتباع الرئيس، وعلى الوجود العسكري الأمريكي، واستطاعت القوى الشيوعية الجنوبية أن تؤسس جبهة التحرير الوطنية لجنوب فيتنام المسماة بالفيتكونج، وكان دور هو شي منه في تلك الحرب رئيسيا إذ أمن للثوار كل أنواع الدعم والمساندة وهذا ما جعل الأمريكان ينقلون المعركة إلى قلب فيتنام الشمالية عبر الغارات الجوية المتكررة والمدمرة دون تمييز على مدينة هانوي.

توفي هو شي منه في أيلول1969 دون أن يحقق حلمه التاريخي بتحرير الجنوب، وإقامة دولة فيتنام الموحدة، لكن مع استمرار القتال من قبل الثوار وتحريرهم للمدن الفيتنامية الجنوبية الواحدة تلو الأخرى وتراجع القوات الأمريكية استطاعت قوات الفيتكونج في 29 نيسان1975م من إسقاط العاصمة سايجون نفسها، وتغيير اسمها فورًا إلى مدينة "هو شي منه".