​​​​​​​​​​​​​ ​​​​​​​​​​​​​ ​​​​​​​​​​​​​ ​​
( عندما كنت صغيراًً )
عندما كنت صغيرا
حـذَّرونـي بـالــــكلامْ
قـالــوا لا تـهــوَ بيومٍ
إنـمـا الـحـب حـــرامْ
عـلـمـونـي أنَ قـيــساً
مـات مـن فـعل الغرامْ
كـان مـفـتـوناً بلـيـلـى
لـم تـبـادلـه الـهــيامْ
عـذَّبـتـه فـي هـواهـا
بـالتـجـافـي والخصامْ
و ارتـضـت خـلاً سواهُ
فـرمـتـه بـالســــقـامْ
صـار مجـنـونـاً شريداً
فـي رمـال البـيـد هامْ
ثـم ألـفـوه صـريـعــاً
مـات صبـاً مسـتهامْ
عـنـدما كـنـت صغيراً
في بـدايـات السـنــينْ
عـلـمـوني أن شــخصاً
فـي قـديـم الأقدمينْ
ربـمـا (شمـشون ) يُدعى
إنْ يـكـونــوا ذاكـرينْ
كـان ذا شـَعْــرٍ كثيفٍ
ثـابـتٍ صـلـبٍ متـيـنْ
كـان ذا عــزمٍ وبـأسٍ
لـم يـكـن يـومـاً يلـينْ
فـهـوى يـومــاً فـتــاةً
رغــم كـل اللائـمـيـنْ
أمـرتـــه فــــي دلالٍ
فأتــاهــا مستـكـيــنْ
قُصَّ هذا الشَعْرَ حتى
يـبـد لــي نور الجبينْ
قَصَّهُ شمـشــون فـوراً
كـي تـبـادلـه الحنينْ
أوقـعـت صـخراً عليه
صـار بـيـن الـمـيتـينْ
عـنـدما كـنـت صغيراً
كـم نـهـونـي بالـمقالْ
قالوا لا تـغـدو محباً
ترتجي عشق الجـمالْ
إنـمـا الـحـب عــذابٌ
بـيـن هـجـــرٍ و دلالْ
تصـطـلـي مـنــه بنارٍ
وهـمـومٍ كـالـجـبـالْ
فابتعد و امـض بعيداً
عنه دوما ًبارتـحــالْ
تـحـيـا بالدنيا سعيداً
دون حـزنٍ و اعـتلالْ
*
دارت الـدنـيــا سريعاً
ومـضـى عـامٌ و عــامْ
لــم أعد طفلاً صغيراً
لـــم أعد ذاك الغلامْ
إنمــا مـا زلـت أرعــى
مـا نـهـونـي باهتــمامْ
عشـتُ بالدنيا وحيداً
دون عـشــقٍ أوهـيامْ
خـائـفٌ لـوحب قلبي
ينتـهـي مثـل الـحطامْ
و إذا بـي ذات يــــومٍ
ألتـقـي بـدر التـمــامْ
غـادةً حــازت جـمالاً
فـاق عـن كـــل الأنامْ
سـحـرهـا بالعـين بادٍ
ليس بالسحر الحـرامْ
غمزت بالرمش غنجاً
فـرمـتـنـي بالســـهامْ
و بها أصبـحـت صــباً
لـم أبـالـي بـالـمــلامْ
هـمـسـت قـالت سلاماً
ردد القـلـب الـســلامْ
شاركت بالحـب قـلبي
فاهتنـيـنـا بـالغــرامْ
وســكـنا روض عشـقٍ
مشـبـهٌ حـلـو الـمنامْ
مـلـؤه أنـغــام طــيـرٍ
وســـرورٍ وابتـســــامْ
و وجـدتُ الحب عذباً
مثـلـمـا غـيـث الغمامْ