[frame="7 80"]
[/frame]
[frame="7 80"]
نشأ ببيت فسيح بين أحضان أسرة ثرية محافظة ،
أبوه شيخ هرم ،أمه فتاة جميلة زفت الى بيتها في ربيعها العشرين .
تزوجها رابعة بعد طلاق اثنتين . عاش الفتى بين إخوته من أبيه ،
إنه الشريك الطارئ ، ابن الزوجه الفاتنة المفضلة .
باستثناء أمه التي عملت على تنشئته على فضائل العائلة ومقدساتها، وأبيه الذي حاول مرارا الزج به رغم صغر سنه ليكون إلى جانبه في معالجة القضايا الكبرى والمساهمة في حل المشاكل الطارئة .
عمل على تجاهل النظرات المريبة ،
إلى أن طفح الكيل حين زوجه أبواه بقريبته لأمه .
فتفاقمت ألوان المكر وتلونت ،
قرر التوقف عن الدراسة والاشتغال بعيدا عن البيت والأسرة .
تردد كثيرا قبل مغادرة البيت .
كل حين يودع بملامحه الصامتة المفزوعة أبويه وزوجته ،
بيد مرتعشة يقطف ورودا ويلتقط أزهارا ، غطت بساط الحديقة الغناء التي يزهو بها فناء البيت .
بعين شاخصة يجول عبر الفضاءات
يتتبع خطوط وألوان زخرفة السقوف والأبواب والنوافذ ، وكأنه يراها لأول مرة .
يلتقط بنظراته صور مرافق الدار وحدائقها ، لتأثيثها بمختلف الذكريات ، وتكون له مؤنسا في غربته ،
وليتمكن من استرجاعها متى اشتاق الى أهله .
باح بسره لأبيه يطلب الّإذن بالسفر ،
قبيل رحيله تآمر عليه الماكرون من أفراد أسرته .
تحايلوا واستدرجوه الى القبو المظلم الفسيح
المخصص للمتلاشي من الأثاث .
ادعوا سفره إلى مكان بعيد .
ولما نقلوا إليه بعض بقايا الطعام ليسد رمقه ،
لم يجدوا سوى
بقايا القيد وشظاياه المتناثرة بالمكان ...
محمد الطيب
[/frame]