المشاركة ( 6 )
( مصير الحي بيتفارق )
" مصير الحي يتلاقى " .. كانت تلك الجملة هي ما يبعث داخلها أمل اللقاء من جديد
بعد مُضي سنوات عديدة أشتعل فيها القلب شيباً ، و مزق الحنين إليه أوصال الفؤاد .
لم تنس أول لقاء بينهما في مهرجان الألوان الصيفي حيث كانت تتلألأ بالأحمر
فـ لفتت إنتباه الجميع .. لكنه وحده من لفت إنتباهها ،
و منذ حينها وهو يسكن منها العقل و القلب.
لم تقضِ بالمهرجان سوى ساعات كانت بداية عُمر بأكمله موشوم به ،
و كأنها اللحظة التي بدأت حينها حياتها " ما قبله .. و معه " .
كانت الأحلام معه كـ قطع الغيم تعج بياضاً و تهطل بالمُزن حين يشتد قحط الأيام .
أضحى هو الحلم و الواقع و الأمنية و الرجاء ..
لكن دون سابق إنذار غاب .. و أطال الغياب .
كانت رحلة البحث عنه شاقة لأنها لن تبحث عن شخص مفقود ..
لكنها تبحث عن عُمرٍ ضاع منها فيه . ماتركت طريقٍ ينم عن أملٍ
إلا و مضت فيه بحثاً عنه ..
و حينما أعياها البحث عادت لـ زنزانة الذكرى.... و ما أوحشها.
بدأ من حولها يتهامسون عن ذلك الشحوب الذي أصابها ..
و تلك الإبتسامة التي كانت تثير العديد من علامات التعجب .. و الدهشة
كانوا كلما حدثوها أخبرتهم " مصير الحي يتلاقى "
و كانت تحيا على هذا الأمل و تتكأ عليه.
بعد حين بدأت إبتسامة الأمل تتلاشى ، فالعمر يمضي و الغائب لا يعود ..
بل إن الغياب يزيد من نخره فينا .. فنتساقط بسببه كأوراق الخريف المحتضرة.
بعد سنوات عِدة ، ذهبت لذات المهرجات تكتسي سواداً ،
لم تعد بها تلك الفتنة التي أشعلت الحضور من قبل ،
لم يعد بها سوى عينين تبرقان من الحزن.
فجأة لمحت طيف لنبض كانت تعرفه ، كادت تقترب منه لبعض يقين
أنه هو لكنها تراجعت حين رأت كفه تغفو بين أحضان كف آخر ..
أكثر نضرة .. و يشع شبابا حينها ..
إتكأت على أحزان السنين و مضت بعيداً و قبل أن تغيب
نظرت للخلف و تمتمت " مصير الحي يتفارق" .
دمتم بود