قبل لا تدخلين الغرفة طقي الباب مو تدخلين وبس أنتي مو بزر
أبشر ياعمي ..
وتقدمت إليـه .. وأنـا أحمـل إليـه كوبا ً من ( القهـوة )
وقدمت له الكوب ....
باليسار ؟ باليسار تقدمين الشيء .. يمناش لاعدمناش ..
أنتي مثلهم .. في كل مرة نعلمش ونفهمش ..
غمرني الخجل ..وعمي ينتقد تصرفاتي ويعلمني .. على الرغم من أنه علمنا كثيرا ً أنا وأخوتي اللباقة والذوق بالتعامل مع الآخرين
ولكن النسيان والعفوية له دور كبير في تلاشي ماسمعناه من توجيه ..
هذا هو عمـي (ســــاري)
عمي الذي في نهاية العقد الرابع مع عمره
عمي الذي لايشبه إلا الجبال .. بقوته وصلابته وشموخه
ولا أبالغ عندما أقول(قد تكون الجبال تقتبس قوتها وشموخها من عمي ساري )
الجميع في بيتنا يضرب ألف حساب وحساب لعمي .. حتى والدتي ووالدي
رغم أن والدي هو الأكبر وله هيبته عند زوجته وأولاده إلا إنـنا نراه أمـام عمي لايجرؤ على مناقشته كثيرا ً ويتجنب زعله ويحترم رأيـه وكأنه هو أخيـه الأكبـر ..
عمي ساري .. إنســـان يبدو أصغر بكثير من عمره
فلا أثر للشيب بشعره اللامع .. وتقرأ بعينيه نظرة حادة مليئة بالحيوية والتركيز
حركاته ونبرة صوته وجلوسه ونهوضه وطريقة تدخينه لسجارته تشعر من خلالها بأنه إنسان واثقا ً من نفسه
كان جميع أفراد الأسرة يحاولون تفسير صلابته ..ومن هو يشبه من أجداده السابقين
ولماذا هو صارم وجاد وحاد ولاأحد يتسطيع مداعبته ولا المزاح معه ..!!!
يقولون أنه يشبه جده والد أمه .. وفي قول آخر لانه كان كثير الإحتكاك بمجالس الرجال ومرافقا ً لوالده منذ صغره
وفي أقـوال آخرى ..لأنه عسكري .. ودخوله بالعسكرية هي من جعلته إنسانا ً بهذه الصفات ..
هذا الأمـر لا يشغل تفكيري كثيراً ..
وكل ماكان يراودني من تفكير هو لماذا أنـا الوحيدة التي أشعر بأن عمي يقبع بداخله شيء آخـر .. يستصعب على الآخرين رؤياه
لماذا أنا فقط التي لمحت فيه شخصية مالمحها غيري من الناس
دائما ً أنظر إليه بعيون البحث والاستكشاف
وأعشق مجالسته والحكي معه والإصغاء إليـه .. وفي كل مره أجد فيه شيء يصعب علي تفسيره لنفسي
أنــــا واثقـــة أن عمي وراءه أمرا ً
وأن شخصيته ماهي إلا قنــآع مايتجرد منه إلا بخلوته مع نفسه
لم اتصور أنه بلا قلب ولا مشاعر ..بل أراه نهرا ً من المشاعر والعواطف العذبة
ولكن .. تفكيرنا نحن البشر دائما ننظر للإنســـان بمنظار سطحي جدا ً وبالتالي نحكم عليه وكأننا متغلغلين بأعماقه وقلبه وتفكيره
ولاندع لأرواحنـآ أدني فرصـة بتقييم أروآح الآخرين
لم أبـالي بحديث أبي وأخوتي وأعمامي عن عمي ساري
ولم تهزني إرتباكات أخواتي بمجرد ماينظر إلى إحداهن ويقول ( كيف حالش يابنت ؟)
فهو لايكثر بالحديث ..ولايشعر أحد بالإسترخاء والهدوء فيجعله يأخذ راحته بالحديث معه
أسلوبه دائما حاد به شيء من الغضب الإستفزاز الكبرياء والعناد
كل هذا بالنسبة لي ماهو إلا مؤشرا ً لشيء مغاير تماما ً لما أشاهده من تصرفاته ..
أشعر بنظراته وحركاته بأنه يتجنب المواجهة الصادقة.. يتجنب التعري والحميمية
ولايعطي نفسه فرصة لمعايشة مواقف شاعرية أو عاطفية
ولايستسلم ابدا ً للمشاعر الحارة .. فهذا ماجعلني أشعر بأنه يهرب ..
ولكـن يهرب من ماذا..؟؟
/
\
(يتبع ):kn7[1]: