عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-17, 02:41 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

تابع ....الشخصية في القصة القصيرة

بناءَ الشخصية فِي القصة القصيرة
خليفة بباهواري


الكتابة القصصية ممارسة للحكي ولا يُمكن للحكي ان يُوجد خارِج دائرة الافعال ولا يُمكن للافعال ان تتحقق دون وجود مِن يفعلها هَذا ال "من" هُو ما يصطلح عَليه فِي الدراسات الادبية بالشخصية.
واذ لا يُمكن وجود رِواية أو قصة أو مسرحية خارِج الزمان والمكان فلا يُمكن وجود رِواية أو قصة أو مسرحية بِدون شخصيات.
واذا كََان وجود الزمان والمكان افتراضيا فِي العديد مِن الاعمال الروائية والقصصية والمسرحية فإن نفْس الافتراض لا يُمكن ان يهم الشخصية.
1-ما هِي الشخصية؟
يُمكن مقاربة موضوع الشخصية مِن مجموعة مِن الزوايا المختلفة اعتمادا علي المدارس النقدية الَّتِي تاسست لمقاربة الاعمال الابداعية يمكن ان نعتمد علي البنيوية أو علي الوظيفية أو علي النقد اللساني أو علي النقد النفسي أو علي النقد الاجتماعي ويمكن ان نعتمد علي كَُل هَذه المدارس فِي ان واحد.
لكِن اختلاف المقاربات أو زواية الولوج الي العمل الادبي لا يُمكن ان يغيرِ كَثِيرا مِن تثبت معالم موحدة تساهم فِي التعريف بالشخصية.
فالشخصية اولا وقبل كَُل شيء مكون رِئيسي وركيزة اساسية لكُل عمل سردي والشخصية فِي هَذه الحالة تلعب دورا بنيويا أو وظيفيا يوازي دورِ البنيات الاخرى: الزمان والمكان والاحداث

ويعرف رِولان بارت الشخصية ب "أنها ناتج تركيبي يُمكن ان يتَكون مِن مجموعة مِن السيمات الَّتِي تتكررِ فتَكون تركيبة قادرة أو تركيبية معقدة عندما تضم علامات متناسقة أو متنافرة وهَذا التعقيد أو هَذا التعدَد هُو ما يحدد شخصية الشخصية".
ويمكن ان نجد لهَذا التعريف مرجعية فِي اعمال كَُل مِن يروب وسوريو وغريماس فهَذا الاخيرِ الَّذِي انطلق مِن اعمال الاولين يقدم الشخصية كَنموذج نحوي يبني كَيانه مِن خِلال علاقاته التركيبية والجذرية أو الصرفية وانطلاقا مِن ذلِكَ حدد غريماس نموذجه الفاعلي المتَكون مِن ستة فواعل.
ويتركز الاختلاف بَين تعريف بارث وتقديم غريماس حَول اعتبارِ الشخصية لذاتها أو لوظيفتها
بالاضافة الي ان بارث يفرق بَين الشخصية و"الهيئة"
يقول بارت: "كهيئة
يمكن للشخصية ان تتارجح بَين دوري دون ان يَكون لهَذا التارجح أي معنى" 2)

2-صياغة صناعة الشخصية.
يقول الدكتورِ عز الدين اسماعيل: "ان الشخصيات ذاتها فِي القصة نوعان: نوع يُمكن ان نسميه "الشخصية الجاهزة" وهي الشخصية المكتملة الَّتِي تظهرِ فِي القصة حيت تظهرِ دون ان يحدث فِي تكوينها أي تغييرِ وإنما يحدث التغييرِ فِي علاقتها بالشخصيات الاخري فحسب اما تصرفاتها فلها دائما طابع واحد
والنوع الثاني يُمكن ان نسميه "الشخصية النامية" وهي الشخصية الَّتِي يتِم تكوينها بتمام القصة فتتطورِ مِن موقف لموقف ويظهرِ لَها فِي كَُل موقف تصرف جديد يكشف لنا عَن جانب مِنها" 3)

سنحاول ان نفهم قولة الدكتورِ عز الدين اسماعيل فِي اتجاهين:
اولا يُمكن اعتبارِ "الشخصية الجاهزة" و"الشخصية النامية" مِن حيثُ تقديمهما بنيويا

ا يُمكن للقاص ان يقدم شخصيته الجاهزة دفعة واحدة وهَذا النوع اصبح نادرا فِي القصة القصيرة المعاصرة لسببين اثنين اولهما ان القاص يجتنب تقديم الشخصية فِي القصة كََما هِي فِي الرواية عَن طريق الوصف الدقيق وانشاءَ بطاقة هوية للشخصية تاركا للمتلقي عملية جمع المعطيات الخاصة بالشخصية وتركيبها
وثانيهما ان جزءا كَبيرا مِن القصص تَحْتل فيها "انا" الموقع الاساسي كَشخصية.
وللتمثيل علي هَذا النوع مِن الشخصيات ناخذ قصة "حالتان" لعثمان اشقرا الَّذِي يقول فِي بِداية قصته: "كل صباح مِن صباحات الله الصافية يخرج بلخيرِ حارس الدارِ الكبيرة وخديمها أمام الباب الكبيرِ ويجلس فِي ابهة فَوق المصطبة الملوسة والبهية.
وهَذا منذُ ان رِحل اهل الدارِ الكبيرة جميعا.
وتبدل الحال الَّذِي علي اية حال لا يدوم علي حال.
.." تهرنطت وترهطت الحبيب ديالي.
فلنسال مِن الله العافية !".
يلبس بلخيرِ جلبابا سوسديا وينتعل بلغة فاسية يتبدل لونها حسب ايام معلومة فِي الاسبوع ..
أنا عبد كَناوي البس فِي كَُل اللباس الَّذِي يواتيه ...)" 4).
يقدم لنا عثمان اشقرا كَُل المعلومات الضرورية عَن الشخصية حيثُ يعطينا الاسم بلخير
والصفة حارس الدارِ الكبيرة وخديمها ومستوي التعامل اللغوي. تهرنطت وتهرطت الحبيب ديالي واللباس الجلباب والبغلة الفاسية ومكان الاقامة فاس وامتداد الهوية اللون واسلوب العيش والتعامل: أنا عبد كَناوي.
وفي هَذا الاطارِ يصبح إستعمال الاسم علامة مميزة كََما هُو الشان بالنسبة ل "كارولين" فِي قصة "في تلكَ البلاد" لادريس الخوري 5 حيثُ يكتفي القاص باسم هَذه المرآة لتقديمها كَشخصية غَيرِ محتاجة لاي تعريف آخرِ اللهم مِن اشارة بسيطة الي لباسها "مساءَ الخير" قالت كَارولين
وكَانت تلبس ثوبا اسودا مِثل ارملة لكِن الثوب كَشف عَن بياضها المخزون".
ويمكن للاسم ان يرتبط بالشخص كَعلامة أو صفة
ويمكن ان يعوض الاسم بصفة مِن صفات الشخصية
في قراءته لمجموعة "معاييرِ قابلة للتغيير" للقاص المهدي الودغيري يشيرِ سعيد منتسب ان" هُناكَ خاصية اخري فِي هده المجموعة لابد مِن الانتباه اليها, وهي الشخصيات
كل الشخصيات بِدون اسماءَ ولا ملامح لها
بئيسة وشائخة ومترهلة ليس فيها رِوح كَالمومياء
تتجول فِي مسرح بارد الديكورِ والخلفيات
بدون عمق
بدون دواخل
كالَّتِي نصادف كَُل يوم
بدون ان نهتم بالجانب المظلم والمتخفي فيها
هي مجرد صفات أو رِموز أو حيوانات "المنظر-الكاتب-المؤلف-السيد-الموظف-الماكد-الامين-الحاكم .. الخ" 6
ب بالنسبة "الشخصية النامية" فِي هَذا النوع مِن التاويل فَهي تقدم تدريجيا للقارئ علي طول القصة
ومثال ذلِكَ شخصية البنت الصغيرة فِي قصة "في انتظارِ النوم" لمحمد زفزاف 7 وهي شخصية تقدم للقارئ عَبرِ مراحل
ففي البِداية نعرف أنها طفلة ونعرف أنها يتيمة
اذ مات ابوها منذُ سنتين
ثم نعرف بَعد نِهاية الفقرة الاولي ان اسمها "سرور"
وأنها تبلغ السابعة مِن العمرِ وان شعرها اسود كَشعرِ امها فِي الفقرة الثالثة
ونعرف أنها صبية عنيدة فِي الصفحة الثالثة مِن القصة.
ثانيا: يُمكننا تاويل قولة الدكتورِ عز الدين اسماعيل معتبرين:
ا ان الشخصية الجاهزة هِي شخصية ماخوذة مِن واقع ما أو مِن عمل ادبي ما دون ان يتصرف فيها القاص
ويمكن ان تَكون بذلِكَ شخصية مكرورة وشخصية متنقلة
في قصة "الجثة أو القتل المتبادل" 8)
يقول ابو يوسف طه:
"ما ان رِفع الرجل عينيه عَن ذؤابة السيكارة
الَّتِي ينهمكَ فِي اشعالها حتّى بادره الاحدب ذُو الانف الضخم:
اتاذن لِي بالجلوس؟"
ويلي هَذا التقديم وصف للاحدب لا يخرج عَن المتعارف عَليه ادبيا فِي وصف هَذا النوع مِن الشخصيات: "تفرس فِي وجه الاحدب.
الزبيبة الخبيثة علي الحنكَ الايمن
الشفة السفلي الغليظة
الاسنان المتراكبة
اليدين اللتين تشبهان الضدفدعتين" مما يحيل مباشرة علي كَازيمودو احدب نوتردام فِي Notre Dame de Paris لفيكتورِ هوجو.
ب وان الشخصية النامية هِي الشخصية المركبة أو المتطورة أو الَّتِي لا تكتمل ملامحها الا مَع نِهاية القصة
ويعتبرِ شرف الدين مجدولين هَذا النوع مِن الشخصيات مرتبطا بتطورات العالم المعاصر
يقول: "تمثل الصلات المفترضة بَين الذوات الانسانية انشغالا مركزيا فِي حقل الجمالية السردية
فالجوهرِ الحقيقي للشخصيات الروائية والقصصية والسينمائية يكمن فِي قدرتها علي ترجمة وعي "خاص" بالاخرين
وتهنئة مجال رِحبي للمارسة التاويل الذاتي ل"الكيانات" الغربية
وتقديم حقل مثالي لمجاوزة الضرورة فِي استجلاب مهارة البيان ومقومات الايهان ومكونات التمويه والتلاعب التصويري" 9).
فالشخصية القصصية الَّتِي اصبحت تبدو معقدة أكثرِ فأكثرِ تترجم نوعا مِن الوعي بالواقع الَّذِي اصبح بدوره أكثرِ تعقيدا

وقد اثرت الكتابة الغرائبية كَثِيرا علي تصورِ الشخصية
حيثُ انتقلت عدوي غرائبية الاحداث الي الشخصية
وقد حاولنا فِي مقاربتنا لقصة "لزوم ما يلزم" للقاص محمد ادارغة تحديد شخصية "الشبح" بكونه "يظهرِ فجآة وبدون سابق انذارِ ويستفز السارد فِي بِداية حواره معلنا صداقة قديمة" وبكونه "يتعامل فِي البِداية مَع السارد بنوع مِن الهدوء والاحترام الَّذِي يتحَول فيما بَعد الي صراع مفتوح" 10)

3-غياب الشخصية


كَتب مباركَ رِبيع قصة "الرجل السنفوني" 11 بِدون احداث وبدون شخصيات رِغم ان عنوأنها يوحي بوجود رِجل مِن نوع ما
حيثُ بني كَُل قصته علي وصف محتويات غرفة بسيطة
فهل يُمكن ان تَكون هُناكَ قصة بِدون احداث وبدون شخصيات تصنع هَذه الاحداث بالطبع لا
والا فما كََانت هُناكَ قصة
من قص يقص أي يحكي
ولا يُمكن للحكي ان يَكون الا إذا وقع واقع
ولا يقع الواقع
الا إذا اوقعه شخص ما أو شيء ما.
وهَذا "الشيء ما" هُو ما حاولت الرواية الجديدة ان تصل اليه
يقول لوسيان كَولدمان متحدثا عَن الآن رِوب-كريي: "بالنسبة لَه ايضا
فاختفاءَ الشخصية امرِ مقررِ سلفا حيثُ استبدلت الشخصية بواقع آخرِ مستقيم ... عالم تتسيء الكائنات
وكَما يبحث هُو أيضا عَن الواقع الانساني
فانه يلاحظ ان هَذا الواقع الَّذِي لا يُمكن ان يُوجد فِي البنايات العامة كَواقع تلقائي محسوس مباشرة
لم يعد بامكانه ان يُوجد الا إذا تجدد داخِل بنية وخاصيات الاشياء" 12).
بالنسبة لنا هَذا الاختفاءَ ليس سوي مواربة أو تغييرِ للملامح.
وبذلِكَ فمع غياب الشخصية فاننا نكون أمام احتمالين: اما اننا نقوم لتشخيص الاشياءَ ونرجع الي تحليل فلادميرِ بروب لشخصية الحكاية الروسية حيثُ تصبح الحيوانات والاشياءَ عبارة عَن فواعل وبالتالي عبارة عَن شخصيات
واما يصبح السارد الفوقي la narrateur omniscient شخصيته الرئيسية دون ان يشيرِ الي ذلِكَ ويَكون فعله هُو المشاهدة فقط.
واذا رِجعنا الي قصة الرجل السمفوني لمباركَ رِبيع نقرا: "الغرفة ضيقة أو تضيق"
ونقرا: "امام النافذة مقعد وثيرِ متحرك
ومكتب تغطيه قطعة زجاجية بحجمه
تلتق به
وعلي امتداد المكتب مِن الجانبين الطاولتين
تقاطع كَُل مِنهما طاولة أو عدة طاولات
ملتصق بَعضها ببعض
تبدو متكاملة".
ونقرا: "لا يُمكن الجزم بحالة الطاولات المتلاصقة مِن حيثُ نوعية التكوين وطبيعة المادة
العين لا تري مِنها شيئا بسَبب ما تلاصق علي صفحاتها مِن اجهزة تسجيل" ونبدا مِن المقطع الاخيرِ لنتسائل عَن هَذه العين الَّتِي لا تري شيئا
فاي عين هِي ولمن هِي ونعود الي الجملة الاولي فِي القصة "الغرفة ضيقة أو تضيق"
فعلي مِن تضيق
خصوصا وان هَذا الفعل لَم يتبعه تدقيق يحدد معناه فنعتبرِ ان هُناكَ شخص حاضرِ غائب كَُل الاشياءَ الموصوفة متعلقة به.
4 الشخصية والواقع:
ا يقول ميشال بوتور: "يعلم كَُل منا ان الروائي ونقبس عَليه نحن القاص بَين اشخاصه
شاءَ ام ابى
علم بذلِكَ أو جهله
انطلاقا مِن عناصرِ ماخوذة مِن حياته الخاصة،
وان ابطاله ما هُم الا اقنعة يروي مِن ورائها قصته ويحلم مِن خِلالها بنفسه" 13).
ويوافقه الراي فرانسوا مورياك
ويتحدث هَذا الاخيرِ عَن الروائيين وندمج معهم القصاصين قائلا: "الشخصيات الَّتِي يخترعونها ليست بتاتا مخلوقة
اذا الخلق ايجاد شيء مِن لا شيء
فمخلوقاتنا المزعومة مكونة مِن عناصرِ ماخوذة مِن الواقع ونحن نرتب
بنوع مِن الدقة
ما تقدمه لنا ملاحظة الاخرين ومعرفتنا بانفسنا" 14).
فسواءَ كََانت القصة واقعية أو لا فالشخصية هِي نتاج بشَكل أو باخرِ لواقع القاص ولمحيطه القريب أو البعيد.
ب هُناكَ علاقة مِن نوع آخرِ للشخصية مَع الواقع
فقد استطاع بَعض الادباءَ تكوين شخصيات غَيرِ عادية خلقت لنفها مكانا فِي الواقع وكأنها اشخاص مِن لحم ودم
الي درجة جعلتها تعاود الظهورِ فِي اعمال ادباءَ اخرين كََما لَو كََانت شخصيات ماخوذة مِن الواقع أو لدرجة أنها اتخذت مكانا لَها بَين الناس الَّذِين اصبحوا يقلدونها
يقول بيترِ بران فِي تقديمه لقصة توركينيف الطويلة "الحب الاول": "قدم تولستوي ملاحظة حَول النساءَ البطلات اللواتي نجدهن أيضا عَن تركينيف فِي اعماله فقد بدات تظهرِ فيه"
وزينايدا بطلة القصة هِي أيضا مخلوقة ادبية تجسدة الامكانيات المثالية لوضعية المرآة وفي نفْس الوقت واقعية سامية
هي اذن امرآة مثالية وواقعة فِي نفْس الوقت حسب تعبيرِ فلوبير" 15).
ج "انا" كَشخصية واقعية
هل يحكي القاص فعلا عَن نفْسه عندما يتحدث بضميرِ "انا" فِي القصة ام ان "انا" هِي شخص آخرِ

فهُناكَ ثلاث مستويات فِي تقديم الانا فِي الكتابة السردية:
المستوي الاول: اعتبارها شخصية كَباقي الشخصيات الاخري ودورها فِي السرد لا يعطيها أي ميزة أكثرِ مِن الشخصيات الاخرى
وتَكون بذلِكَ فاعلا مِن بَين الفواعل الاخري فِي الاحداث ولا يُمكنها تجاوز نسبة سيطرتها علي واقع الاحداث
في هَذا الاتجاه يصيرِ ضميرِ "انا" مرادفا لاسم وهوية
"في الحكي
يقول بارت
انا لا تبقي ضميرا بل تصيرِ اسما
افضل الاسماء
ومن يقول أنا يعطي بالضرورة لنفسه مجموعة مِن المضامين ويمنح لنفسه مساحة سيرِ ذاتية" 16).
المستوي الثاني: يصبح السارد شخصية شاهدة علي الاحداث وتفاعلاتها
ويمكن ان يساهم اولا فِي هَذه الاحداث
وبذلِكَ يَكون شاهدا بالمعني الصحيح
تتحدث فيرونيكَ انكلارد عَن السارد الشخصية عِند دينوبوزاتي قائلة: "كشاهد علي الحدث يكتفي الشاهد بالملاحظة ويحكي ما وقع دون ان يشاركَ فيه" 17).
المستوي الثالث: يتحَول السارد الشخصية الي فضولي ويتجاوز دوره كَاحد الفواعل فِي القصة
ويقترب مِن دورِ السارد المتخفي الَّذِي يحكي عَن "هو" ونراه يعرف أكثرِ مما تعرف الشخصيات الاخرى هَذا الانزلاق اصبح يختفي خصوصا مَع بِداية سيطرة التجريب علي الكتابة القصصية.
خاتمة:
نؤكد علي ان ما تنولناه ليس الا جزءا يسيرا مِن العمل الَّذِي يُمكن ان ينجز لمقاربة الشخصية فِي القصة القصيرة فهُناكَ العديد مِن المحاورِ الَّتِي لَم نستطع تناولها لمجموعة مِن الاعتبارات لا مجال لذكرها هُنا ومن بَين هَذه المحاورِ الجواب علي الاسئلة التالية:
كيف تتراكم الافعال والاحاسيس وباي منطق لتصنع شخصية ما؟
هل يكفي الوصف الخارجي مِن طرف السارد لتحديد هوية الشخصية
متي وكيف تذوب الشخصية أو يتِم تغييبها لصالح الاحداث أو المواقف؟












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
2 أعضاء آرسلو آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة: