كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد
العطية قبل السؤال
قال سعيد بن العاصي: قبح الله المعروف إن لم يكن ابتدئ من غير مسألة،
فالمعروف عوض عن مسألة الرجل إذ بذل وجهه، فقلبه خائف، وفراصه
ترتعد، وجبينه يرشح؛ لا يدري أيرجع بنجح الطلب، أم بسوء المنقلب، قد
انتفع لونه، وذهب دم وجهه. اللهم فإن كانت الدنيا لها عندي حظًا فلا تجعل
لي حظًا في الآخرة
. .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأصحابه:
من كانت له إلي منكم حاجة فليرفعها في كتاب لأصون وجوهكم عن
المسألة.
....
قال أكثم بن صيفي: كل سؤال وإن قل أكثر من كل نوال وإن جل. .
.....
حبيب قال:
عطاؤك لا يفنى ويستغرق المنى ... وتبقى وجوه الراغبين بمائها
...
قالـوا
- من بذل إليك وجهه فقد وفاك حق نعمتك
- أكمل الخصال ثلاث: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة، وحلم بغير
ذل.
- السخي من كان مسرورًا ببذله، متبرعًا بعطائه، لا يلتمس عرض دنيا
فيحبط عمله، ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ولا يكون مثله فيما أعطى
مثل الصائد الذي يلقي الحب للطائر، لا يريد نفعها ولكن نفع نفسه.