مريم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ....،،،،
أشكرك أولاً على هذا الرد الذي يَنيمُّ عن فهم واستيعاب لما تم طرحة في هذه المحاضرة
واسمحي لي أن اناقشك في بعض النقاط التي وردت في ردك والتي أثارت بداخلي بعض التساؤلات
بخصوص تلخيص التلخيص ....
هو فعلا تلخيص شافي وكافي ولكن هناك بعض الملاحظات التي سنؤجل الحديث عنها
فهي من الأمور التي سيتم التطرق لها في هذه الدورة إن شاء الله
وتحديداً في أركان النص الأدبي ولكي أكون اكثر تحديدا فهي في جزئية " الألفاظ والتراكيب "
واكتفي الآن بتخليص نفس فكرتك ونفس الجزئية التي تحدثتِ عنها
( أن ثقافة الكاتب وما لديه من محصول لغوي تَشكّل من خلال القراءة والإطلاع
هو ما يساعد الكاتب في انتقاء الألفاظ الأجمل والأقدر على إيصال الفكرة للقارئ
وكلما تعددت ثقافة الكاتب وزاد إطلاعه زادة النص تطورا ونضوجاً وكان أقرب لقلب القارئ بشكل أكبر
وأن عاطفة الشاعر لابد أن تكون بارزة و واضحة في نصه من خلال ما ينتقيه من ألفاظ تعبر عن هذه العاطفة وتبرزها للقارئ
فلا يشفع للكاتب أن تكون ألفاظه صحيحة فصيحة وأن تكون تراكيبه سليمة خالية من التعقيد بينما لا أثر للعاطفة في ثنايا نصه الأدبي
فالهدف من كتابة النص الأدبي هو تحريك وجدان القارئ ونقل احاسيس ومشاعر الكاتب إلى المتلقي من خلال النص الأدبي
كما أن مراعاة مقتضى الحال لدى المتلقي ومدى ثقافته وفهمه هي من الأمور التي لابد أن تكون في اعتبار الكاتب المبدع
فعليه أن يخاطب كلَّ فئة وكلّ شخص حسب فهمه وإدراكه ووعيه كما فعل بشار في قصيدته التي قالها في رباب )
أما بخصوص سؤال ...... تعريف التجربة الذاتية لدى الكاتب .؟
تعريفك للتجربة الذاتيه تعريف موفق ورائع ،ولكن لو سلمنا بأن التجربة الذاتيه هو كما تقولين "هي كل ما تعرض له - الكاتب - منذ طفولته واختزله في ذاكرته "
فهل كل ما تعرضنا له في طفولتنا نستطيع كتابته في نص أدبي ، أو توجب علينا أن نكتبه في نص أدبي ،كنجاحنا من الصف الأول أو فوز نادينا المفضل في مباراة لكرة القدم
وهل التجربة الذاتيه لا يمكن أن تحدث إلى في سن الطفولة فقط .؟ ..
فماذا نقول عن شاعر تجاوز السبعين أو الثمانين عاماً وهو ينظم قصائد في منتهى الروعة والإتقان
كما أنك تقولين " وفي الغالب أنها تجارب ومواقف مؤلمة "فهل هذا يعني أن التجربة لا يمكن أن تكون سعيدة باسمة مشرقة .؟
وهل هذا يعني ان القصائد التي نظمت في الفخر والغزل العفيف والتغني بالأمجاد والبطولات والقصائد التي نظمت في الأعراس والمحافل
هل نقول عنها أنها قصائد لا تحمل تجربة ذاتيه لأن ليس للألم ولا للمرارة والمأساة أثر فيها .؟
فهل التجربة الذاتية دائما تجربة قاسية و مريرة .؟
اما بخصوص سؤال .... هل يؤثر النص الأدبي في كاتبه .؟
فأنت تقولين " نعم يؤثر النص في الكاتب وذلك بحسب النص
فهناك بعض النصوص تكون عن مواقف مؤثرة على الكاتب
وتسبب له أنواع من الذكرى الحزينة أو المواقف الصعبة "
فهل أنت تقصدين أن هناك نصوصاً تؤثر في كاتبها ونصوصاً لا تؤثر فيه ؟
فإن كان هناك نصاً أدبياً لا يؤثر في كاتبه فهل نتوقع أن يؤثر في متلقيه .؟
هذا بخصوص ما ورد في ردك أيها الرائعة
اكرر لك عظيم الشكر وعظيم الإمتنان
ولك مني كل تقدير وتحية ...،،،