الشاعرة العاشقة : ولادة
ولاّدة بنت الخليفة محمد المستكفي بالله
أمها جارية إسبانية اسمها سكرى
كانت تخالط الشعراء في زمانها وتجالسهم بل وتنافسهم.
وبعد مقتل أبيها الخليفة المستكفي جعلت ولاّدة دارها منتدى لرجال الأدب وانصرفت إلى اللهو.
وفي تلك الفترة اتصلت ولّادة بابن زيدون و اشتهرا بقصة حب إلا أن هذا الغرام لم يدم طويلاً
قيل لأسباب كثيرة إلا أن أرجحها هو أن ابن زيدون تعلق بجارية سوداء بارعة في الغناء
ليثير غيرة ولاّدة فتعُود إليه بعد أن انصرفت عنه وقد عاتبت ولاّدة ابن زيدون قائلة:
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري
وحاول ابن زيدون إستدرار عطفها ببراعته الشعرية فاهداها نونيته الشهيرة
أضْحَى التّنائي بَديلاً منْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَــــوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
إلا أن ولاّدة لم تأبه به ، إذ كانت من أروع الشعراء والأدباء في زمانها،
و كانت لها مكانة مميزة في الشعر، وتركت وفاتها فراغاً كبيراً في نفوس محبيها
وقد عمرت عمراً طويلاً، ولم تتزوج وماتت لليلتين خلتا من صفر
سنة 484 هـ (الموافق لـ 26 مارس 1091)