/
\
الحدث الثاني بهذه الصفحـة يتعلق
بالمتسولين الذين يطرقون أبوآب النـآس يطلبون منهم مساعدآت مآدية
وموقفنـآ منهم وكيف نتصرف منهم ..
/
\
قبل ثلاث أو أربع سنوات تقريبا .. كنا بشهر رمضآن
وكالعادة بعد الإنتهاء من إعداد وجبة الإفطــــار وغسل الأواني وتنظيف المطبخ
يكون أذآن العشاء على وشك أن يرفع .. فأكون متعبة للغايـــة
فأقوم بتأدية الصلاة بالبيت وأخذ قسط بسيط من الراحـــة والإسترخاء بـــ ( الصالة على الكنبة )
وأغفي على صوت التلفاز وضجيج الأولاد .. حتى إنتهاء المسلمين من صلاة التراويح ..
وفي أحد الأيام خرج زوجي وأثنين من أولادي لصلاة التراويح والسوق
وبقيت أنا بالبيت مع واحد من أولادي .. وغفيت بـغرفة الجلوس
و ولدي متصنم يشاهد التلفاز ... وفجأة أستيقظت على صوت ولدي ليخبرني
بأن إمرأة دخلت البيت بعد ما فتح لها الباب .. وبنفس اللحظة التي يتحدث بها
دخلت إمرأة طويلة جدا وضعيفة جدا .. تلبس عباءة و (برقع )
أرعبني دخولها وأربكني شكلها .. و وضعت يدي على ( شوشتي الطايرة )
وبعيوني ألف سؤال وسؤال .. وكل مايدور بذهني أنها رجـــــل متنكر بلبس إمرأة
وصرخت عليها بصوت مرتفع و بنبرة حادة ( مين أنت ؟؟؟)
فأجابت أنـــآ أم جلال .. أبي تساعديني ...
كانت تقول هذا وهي تتقدم لتجلس ... فقلت لحظة أبق ِ بمكانك ولاتتقدمين
أساعدك بمـــــآذا وماذا تريدين بالضبط
فقالت أريد مساعدة مادية لأدفع الإيجار للسكن الذي أعيش به مع بناتي
فأنا أرملة ولدي بنت مطلقة وبنات وأولاد صغار
فقلت لها وهذه هي طريقتك بالبحث عن مساعدة
تدخلين بيوت النـــــآس وأنتي إمرأة لوحدك ولاتعلمين من الذي بالبيت ومن سيستقبلك
ماتخفين على نفسك إفرضي أنك دخلتي بيت لاتوجد به إمرأة ولايوجد به إلا رجل
ولاتعلمين ماهو هذا الرجل وكيف أخلاقـــــه ونفسيتـه
نصيحتي لك أن لاتجعلي بحثك عن المـال يطغي على تفكيرك بنفسك
ولاتدفعي لصاحب السكن إيجار ودعيه يذهب للشرطة يشتكي
لتأتي إليكم الشرطـة ويشاهدون حالتكم الصعبة ويوفرون لكم سكن أو مبلغ شهري من الدولة
فهم المسؤلين عنك وعن حالتك وبيدهم مساعدتك وتحسين حالتك
أما أنا لا أستطيع أن أقدم لك شيء أساعدك به غير أن أقدم لك
رقم الجمعية الخيريــــة أن أردتي ذلك ..
سمعت كلامي هذا وبدأت دموعها تتساقط وبدأت تدعي لي بالتوفيق ولموتانا بالرحمه ولمرضانا بالشفاء
وأنا بدأت أضعف أمام دموعها و قلبي يخفق لها وتذكرت أبي الذي دفن تحت التراب و أقربائي المرضى
وبدأت أفكر بأن أعطيها شيء من المـــــآل .. ولكن أستعدت قواي من جديد
وثبت نفسي وقلت ( الله يعطيك ) وهذا رقم الجمعيـــة
وخرجت مني وبدأت أنــــــا بتوبيخ ولدي الذي فتح لها دون أي أكثراث لشيء
إلا أنه قال ( شسوي طيب هي قالت لي أفتح الباب أنا أم جلال أبي ماما )
/
\