اليوم التاسع عشر
من أيام العتق من النار ...من أيام تصفيد الشياطين وفتح أبواب الجنة للتائبين
نظر حازم للشاب المقعد بغضب ونفث التبغ في وجهه:
أخبرني يا هذا أما مللت من طرق باب داري ؟؟
ابتسم الشاب:وهل يمل العبد من الدعوة إلى الله ...هل أمل من إخبارك أن الله يحبك...؟؟!
قهقه حازم بسخرية: صدقا ما تقول ؟كيف يحبني وأنا أعصيه بالجهر كما بالخفاء؟؟؟
الشاب: يحبك وقد سخرني لدعوتك كي تعود عن ضلالك لو أنه لا يحبك لصرفني لغيرك من الناس أو لأقعدني عنك طول الطريق.
حازم: طول الطريق ...لكن أين تسكن..؟؟
الشاب : في القرية الواقعة على قمة الجبل.
صعق حازم :وتأتي من هناك لتدعوني إلى الله
الشاب: بل وأصل إلى المدن البعيدة كي أدعو من استطعت من الناس.
حازم: لكنك مقعد والطريق ــ
الشاب: الدعوة إلى الله لا تحتاج لرجلين بل لقلب تعلق بالله ونفس تتوق شوقا إلى جنانه.
طأطأ حازم رأسه وقد ألقى لفافة التبغ من يده: ويقبل توبتي بعد كل ما فعلت
صدق الله العظيم
جلس حازم مكانه باكيا يطلب من الله الرحمة والغفران بينما دفع الشاب عجلات عربته مبتعدا باسم الوجه : كن صادقا في توبتك ولا تيأس من مغفرة الله لك بقي من رمضان عشرة أيام اقضها بالعبادة والدعاء وإني أسأل الله الذي جمعني بك في الدنيا الفانية أن يجمعني بك في جنة الخلد الباقية.